عدوى العلم والأخلاق

حيدر محمد الوائلي

يقول تعالى في وصف المؤمنين: (ولا تركن الى الذين ظلموا فتمسكم النار) و(والذين هم عن اللغو معرضون).

الجهل نوعان :

جهل غير المتعلمين، وجهل المتعلمين!!

والثاني الأقسى وأمرّ حينما يكون المتعلم والدارس وصاحب الشهادة جاهلاً...

وعلى رأي أهل المنطق الذين يقسمون الجهل الى الجهل والجهل المركب.

طبعاً الجهل برأيي هو عدم إدراك حقيقة الأمور، وتطبيقها بالشكل الأمثل في الحياة اليومية، وتحصيل معرفة مفيدة تنفعك أو تنفع غيرك...

هل فكر أحد كيف إنتشر الجهل رغم أن أغلب دول العالم مهتمة بالتعليم والدراسة، فمن غير الممكن أن تكون هنالك دولة تدرس الجهل بدل العلم !!

الخطأ هو الاهتمام بالعلم دون الأخلاق... !!

في الحقيقة لا خير في علم غير مستند الى أخلاق أو غير مستند الى معايير أخلاقية تثبته وتقويه، وإلا لأصبح العلم كلسعة تاجر فاسد في سوق المتعة...

وهل فكر أحداً كيف تنتشر الأفكار السليمة ؟!!

هي تنتشر بنفس الطريقة التي انتشر بها الجهل والفساد...

الفكرة تنتشر بمجرد التحدث بها، ومن شخص لأخر تنتقل، فلماذا لا نؤسس لمبدأ عدوى الثقافة مثل ما انتشرت عدوى الجهل...

فلو كثر التحدث بالخير والأشياء السليمة لتضجور أصحاب الشر، ولو أكثرنا بالتحدث سيصابون بعدوى الثقافة الجيدة أو سيهربون لمكان أخر غير مكان التحدث بالخير...

وأحياناً كثيرة يكون تصرف الخير خير وسيلة لأفهام الأخرين، فالتصرف الحسن والأخلاقي يؤثر بالأخرين من دون التحدث به أصلاً...

هي مجرد فكرة ولا أزعم أنها تتحقق وتؤثر بالأكثرية ولكنها ستؤثر على مجتمعاتنا الصغيرة كالعائلة وشلة الأصحاب ومكان العمل، والإصلاح يبدأ من الذات كما يقولون...

[email protected]

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 3/تشرين الثاني/2010 - 26/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م