العراق في مواجهة معارك الارهاب القذرة

 

شبكة النبأ: شهد العراق أمس الثلاثاء يوما من أروع الأيام راح ضحيتها اكثر من 40 شهيدا واكثر من مئتي جريح بطريقة إرهابية مروعة هزت أسوار بغداد من مختلف الجهات، حتى أصبحت أحياء بغداد أشبه بمنطقة رعب لايستطيع أي فرد أن يدخل أو يخرج منها وخصوصا في اعقاب التفجيرات الدامية التي استهدفت عددا من الاحياء والمدن، فيما شددت القوات الامنية من اجراءاتها، من حيث الإنتشار والتدقيق في نقاط التفتيش، رغم عدم وجود حظر.

الوضع الأمني في العراق مائع وغير مضمون بدليل تكرار الكوارث الأمنية المرة تلو الأخرى دون أن تتعظ الأجهزة الأمنية أو تتمكن من منعها.

وإن القوات الأمنية تفتقد إلى القدرة على مواجهة الحدث أو الخرق قبل وقوعه بسبب ضعف المنظومة الاستخبارية كما أثبتت الأيام ورغم التفاؤل المفرط بالنفس الذي يظهره قادة القوات والأجهزة الأمنية عن الجاهزية والاستعداد لتولي مقادير الملف الأمني في البلاد.

أن الأزمة السياسية المزمنة التي تتواصل منذ شهر آذار الماضي ألقت بظلال كثيفة على قدرات الحكومة وأضعفتها وجعلتها غير قادرة على حماية المواطنين، فيما ينتظر العراقيون من القوى السياسية بـ وضع حد لحالة الفلتان والتسيب والاتفاق على تشكيل حكومة قادرة على وضع حد لمعاناة المواطنين لاسيما في مجالي الأمن والخدمات.

شوارع شبه خالية

فطبقا للواء عطا فإن الحصيلة النهائية لضحايا التفجيرات التي حدثت في بغداد ليل الثلاثاء، بالاستناد الى وزارة الصحة العراقية، بلغت 40 قتيلا واكثر من مئتي جريح، لم يبق منهم في المستشفيات غير 95 جريحا، فيما خرج بقية الجرحى من المستشفيات بسبب اصاباتهم الطفيفة.

وأكد عطا ان الانفجارات التي استهدفت مقاهي ومطاعم كانت من خلال 12 سيارة تحمل عبوات ناسفة وعبوتين ناسفتين واخرى لاصقة في مناطق الامين الثانية ومدينة الصدر وحي اور والكاظمية وحي الجهاد وحي العامل ورحمانية الشعلة والشعلة وجكوك والكمالية والبياع واحياء اخرى.

فيما اكد مصدرامني أن قوات الأمن تمكنت من ابطال مفعول سيارتين مفخختين اخريتين في منطقتي الشعلة شمال غربي بغداد والعامرية غربي بغداد، وجدتا مركونتين على الطريق العام.

وجاء هذا الهجوم العنيف بعد يومين من هجوم شنه مسلحون على كنيسة سيدة النجاة في حي الكرادة وسط بغداد، واحتجزوا عشرات الرهائن، إلا أن القوات الامنية اقتحمت المكان وتمكنت من تحرير بعضهم وقتل عدد من المسلحين، وبحسب مصادر امنية فإن الحصيلة النهائية للهجوم بلغت 58 قتيلا بينهم خمسة من المهاجمين وسبعة من عناصر الاجهزة الامنية والبقية رهائن، في حين بلغ عدد الجرحى 75 شخصا، 15 منهم من افراد الجيش والشرطة والبقية مدنيين ورهائن.

وحمل عدد من اهالي بغداد القادة السياسيين مسؤولية الاختراقات الامنية، بسبب ما وصفوه بالفراغ الدستوري الذي انعكس على الاوضاع الامنية، نتيجة عدم الاتفاق على تشكيل الحكومة بعد مرور نحو ثمانية اشهر على الانتخابات النيابية.

وقال ابو سيف (42) عاما، وهو يغلق محله (لبيع اجهزة هاتف نقالة) في شارع فلسطين شرقي بغداد عائدا الى منزله في ساعة مبكرة إن سوء الوضع الامني وإستهداف المدنيين، يتحمله القادة السياسيون، بسبب خلافاتهم المستمرة وعدم قدرتهم على تشكيل حكومة.

وأضاف لن افتح المحل صباح غد، وربما افتح متاخرا، لان الوضع ينذر بخطورة واضحة، وقد تكون محالنا هي الاخرى هدفا للمسلحين، بعد صاغة الذهب.

فيما قال محمد (38) عاما، صاحب مقهى في مدينة الصدر شرقي بغداد إن الإنفجار الذي وقع الليلة استهدف مقهى قريبا، كان يرتاده شباب لتناول الاركيلة ويتحدثون عن الرياضة، كما في مقهانا، لذلك ترك زبائننا المقهى وعادوا الى منازلهم خشية من وقوع تفجيرات اخرى.

واضاف ان القادة السياسيين من جميع الكتل الفائزة في الإنتخابات هم وحدهم من يتحملون هذا الخرق الامني الواضح، ولابوادر لانفراج الازمة السياسية، الامر الذي انعكس سلبا على الاوضاع الامنية، التي تحسنت في بغداد في الآونة الاخيرة.

فيما تساءل امير عدنان (42) عاما، يسكن مدينة الصدر ايضا عن جدوى وجود نقاط التفتيش والحواجز الخرسانية في بغداد.

وقال نشعر بالاذلال ونحن على اعتاب نقاط التفتيش التي لاتمرر الا سيارة واحدة ومن مدخل واحد، ونتأخر كثيرا عن اعمالنا بسبب وجودها، فكيف تمر من خلالها السيارات المفخخة والعبوات الناسفة؟، وما جدوى الحواجز الكونكريتية؟.

خطورة الفراغ السياسي

محللون سياسيون من جهتهم قالوا إن أعمال العنف التي حدث في العاصمة بغداد، تؤكد وجودخلل أمني واضح، وتدلل على إفلاس المجاميع المسلحة ورغبتها بـ الانتحار السياسي، مثلما تدلل على خطورة الفراغ السياسي الناجم عن تأخر تشكيل الحكومة.

وقال أستاذ الإعلام أ.د.هاشم حسن ، إن الهدف الأساس من أعمال العنف التي حدثت اليوم الثلاثاء أصبح واضحا وهو زعزعة الأمن وإثارة الفوضى، مشيرا إلى أن  هذه العمليات تتصاعد كلما أوشكت الكتل السياسية على الاقتراب في ظل وجود حلول مشتركة لتشكيل الحكومة.

وأضاف أن هنالك خللا كبيرا في الوضع الأمني لاسيما داخل بغداد، مبينا أن المجموعات المسلحة تخطط لأهداف أبعد من الاختراق الأمني كما حصل مع حادث كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة الذي كان له أبعاده السياسية الخطيرة. حسب اصوات العراق

وطالب حسن الكتل السياسية كافة وأعضاء البرلمان للرد على هذه الأعمال والمجاميع من خلال إنهاء الأزمة السياسية والاتفاق على مشتركات وطنية تسهم في تشكيل حكومة وطنية تنهي الفراغ الذي أنعش العمليات الإرهابية وحفزها.

المحلل الاستراتيجي جمعة عبد الله مطلك ذكر أن تفجيرات بغداد تعد استعراضا قاسيا للقوة بعد الشعور بالحصار، عادا أنها تدلل على شعور بالاختناق والرغبة بالقتل نتيجة الإفلاس السياسي، بحسب تعبيره.

وقال إن هذه الأعمال تقدم الدليل على أن تنظيم القاعدة لا يعمل هرميا إنما عبر مجاميع متعددة، مشددا على أن على السياسيين الاتعاض من التجربة والجلوس إلى مائدة أخلاقية واحدة لإكمال مشروع المصالحة بإرادة وطنية حقيقية تسهم في تشكيل الحكومة وتنهي الفراغ الذي استغله الإرهابيون لإراقة المزيد من دماء العراقيين سواء كانوا مسيحيين أم مسلمين وإلا كانوا (السياسيون) شركاء في الجريمة، بحسب وصفه.

إلى ذلك عدّ المحلل السياسي غالب زنجيل، أن لا غرابة في أعمال العنف التي شهدتها العاصمة بغداد، مفسرا أن العراقيين بعامة والبغداديين بخاصة اعتادوا على أعمال العنف المتصاعدة والمفجعة كما حدث قبل يومين في كنيسة مسالمة وسط بغداد.

بقاء الجيش الأميركي   

صحيفة كريستيان ساينس مونيتور من جهتها كتبت في افتتاحيتها أن الكثير من المراقبين للشأن العراقي يتوقعون أن تطلب بغداد من الرئيس الأميركي باراك أوباما تأجيل سحب القوات الأميركية من العراق نهاية العام 2011، وأن على الولايات المتحدة أن تبدأ من الآن التحضير لكيفية الرد على طلب كهذا.

وتقول الصحيفة إن أخبار العراق لم تعد في أولويات وسائل الإعلام منذ إعلان أوباما انتهاء العمليات القتالية في أغسطس/آب الماضي، إلا أنه يُتوقع أن تعود أخباره وبقوة لتحتل مركز الصدارة في الساحة الإعلامية، لأن العراق –كما يتوقع المراقبون- سيطلب في المستقبل القريب من أوباما تمديد فترة بقاء القوات الأميركية.

بيئة عدائية

وتعتقد الصحيفة أن هذا الطلب لن يكون بسبب تأخر تشكيل الحكومة ولا بسبب التدخل الإيراني في الشأن العراقي ولا بسبب الهجمات الإرهابية المتزايدة، بل لتساعد الولايات المتحدة العراق على الصمود في وجه دول الجوار ومنطقته المليئة بالعداء، إضافة إلى حماية ديمقراطيته الوليدة.

العراق –بحسب الصحيفة- لا يزال متأخرا في تنفيذ الجدول الزمني الذي وضع عام 2008 عندما وقع العراق والولايات المتحدة الاتفاقية الأمنية التي نصت على دعم وتطوير القوات الأمنية والعسكرية، فالعراق لا يزال بحاجة إلى سنين وسنين ليصبح قادرا على الدفاع عن حدوده وآبار نفطه، وهي أمور مهمة وحيوية بالنسبة للولايات المتحدة.

وتقول الصحيفة إن هناك شكوكا كبيرة في واشنطن حول قدرة وزارة الخارجية الأميركية على تولي الدور الذي تضطلع به القوات الأميركية في التعامل مع التحديات الأمنية في العراق، مثل الانقسام العربي الكردي وتشكيل قوات شرطة جديدة.

تضارب مصالح

وتتطرق الصحيفة إلى التناقض بين رؤية ومصالح الشعبين العراقي والأميركي، فبينما تبين الاستطلاعات أن غالبية العراقيين يريدون بقاء القوات الأميركية لوقت أطول، يريد معظم الأميركيين أن يروا نهاية لهذا المشروع الذي ابتكره جورج بوش ويهدف إلى خلق ديمقراطية في إقليم يطغى عليه التسلط الذي بدوره يولِّد الإرهاب.

الكونغرس الأميركي متردد إلى حد كبير في زيادة التمويل للعراق، ومع ذلك –تقول الصحيفة- إذا طلبت الحكومة العراقية المزيد من مقومات الأمان الأميركي فإن على أوباما أن يبدأ من الآن تحضير المشرعين الأميركيين لتقبل فكرة الاستجابة لطلب كهذا، وأن يحدد بنود الميزانية التي عليه أن يخفضها ليوفر السيولة التي تمول الطلب العراقي.

وتختتم الصحيفة مقالها باستذكار مقولة أوباما في أغسطس/آب الماضي بأن الولايات المتحدة قلبت الصفحة في العراق، وتخاطبه بالقول إن ذلك لا يعني أن الكتاب أغلق.

مقتل 22 شخص

من جانب آخر قالت الشرطة ومسؤولون ان مهاجما انتحاريا فجر نفسه في مقهى عراقي يكتظ عادة بالاكراد الشيعة في بلدة الى الشمال الشرقي من بغداد يوم الجمعة مما اسفر عن مقتل 22 شخصا على الاقل واصابة 60 اخرين.

وكان الانفجار في بلدة بلد روز بمحافظة ديالى اول تفجير انتحاري كبير في العراق منذ اوائل سبتمبر ايلول في حين تواصل الفصائل السياسية التصارع بشأن المناصب والسلطة بعد حوالي ثمانية اشهر من انتخابات غير حاسمة.

واستمرت تفجيرات صغيرة واغتيالات بصورة شبه يومية بعد الانتهاء الرسمي للعمليات القتالية للقوات الامريكية يوم 31 اغسطس اب بعد سبع سنوات ونصف السنة من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة واثار صراعا طائفيا في العراق.

وقال صادق عباس وهو كردي في الحادية والاربعين من بلد روز التي تقع تقريبا عند منتصف المسافة الى الحدود الايرانية من مدينة بعقوبة المضطربة كنت قرب المقهى وفجأة وقع انفجار كبير بالداخل وعمت الفوضى المنطقة. حسب رويترز

وأضاف عباس في اتصال هاتفي بدأت قوات الامن اطلاق النار في الهواء لتفريق الحشد ومنع الناس من الاقتراب من المقهى.

وقال العقيد كاظم بشير صالح المتحدث باسم قوة الدفاع المدني العراقي في بغداد ان المقهى دمر في التفجير.

وتراجع العنف عموما بصورة حادة في العراق منذ بلغت اراقة الدماء بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية اوجها عامي 2006 و2007 لكن الانتخابات التي اجريت في مارس اذار لم تسفر عن فائز واضح ولم تتشكل حكومة جديدة مما اذكى التوترات.

وفي البداية قال مثنى التميمي رئيس لجنة الامن في مجلس محافظة ديالى ان مهاجما انتحاريا اخر ربما شن هجوما ثانيا على المستشفى الذي نقل اليه المصابون من انفجار المقهى.

لكنه قال في وقت لاحق ان هجوما واحدا وقع بالبلدة. واضاف ان 22 شخصا قتلوا وان اكثر من 60 اصيبوا.

وأضاف أن الانتحاري فجر نفسه داخل المقهى وأن 90 في المئة من الضحايا مدنيون.

وقال انهم يواجهون مشكلة لوجود طبيب واحد بالمستشفى.

وقالت الشرطة في مركز قيادة ديالى ان عدد القتلى 19 وعدد المصابين 55 .وقالت قوة الدفاع المدني ان عدد القتلى 10 والجرحى 30.

اطلاق سراح نساء بانصار السنة

من جهة أخرى اعلن مصدر امني عراقي ان شرطة مدينة كركوك النفطية وافقت للمرة الاولى على اطلاق سراح خمس نساء على علاقة بتنظيم انصار السنة المرتبط بتنظيم القاعدة، مقابل الافراج عن فتاتين كرديتين خطفتا في وقت سابق.

وقال العقيد اراس الكاكي قائد قوة مكافحة الارهاب في محافظة كركوك على بعد 240 كلم شمال بغداد، شاركنا بعملية ايصال خمس نساء عربيات مقابل الافراج عن الفتاتين الكرديتين.

واضاف الكاكي وهو كردي من عشيرة الفتاتين، ان النساء الخمس اعتقلن بتهمة الارهاب، مشيرا الى ان اثنتين منهن هما زوجتا زعيمين في انصار السنة ما زالا رهن الاعتقال.

واكد العقيد انه لو لم يتم معالجة الازمة بهذه الطريقة لكانت كركوك قد شهدت مصادمات عنيفة ونتائج لا تحمد عقباها، مشيرا الى ان هدف انصار السنة الاساسي من عملية الاختطاف هو اثارة الفتنة بين العرب والاكراد. بحسب فرانس برس.

وقال مصدر في شرطة كركوك (240 كلم شمال بغداد) ان ارهابيين يرتدون ملابس عسكرية ويستقلون سيارتين مدنيتين اختطفوا بعد اقتحامهم صباحا منزل وليد جلال الكاكي، اثنتين من بناته عمرهما 20 و21 عاما.

وكانت الشرطة قد اعتقلت قبل نحو اسبوعين خمس نساء ورجلين من منزل في وسط كركوك بتهمة الارتباط بانصار السنة، حيث عثرت على اسلحة ووثائق.

واشترط الخاطفون الخميس اطلاق سراح النساء الخمس والرجلين مقابل تحرير الفتاتين ولكن الشرطة اطلقت سراح النساء وابقت الرجال.

واشار الكاكي الى ان عائلتي الفتاتين كانتا تتابعان تحركاتنا لضمان عودتهما بسلام وتجنب تطور الموقف، مؤكدا انه "بمساعدة الوسطاء تمت العملية بسلام.

واكد مصدر امني رفيع في شرطة كركوك ان جهودا بذلت من قبل الشرطة وشيوخ عشائر عرب ووجهاء اكراد، لعودة الفتاتين مقابل اطلاق سراح خمس نساء عربيات سجينات.

واشار الى انها المرة الاولى التي تسير فيها الامور بهذه الطريقة منذ العام 2003، في اشارة الى تحرير مخطزفين مقابل اطلاق سراح عناصر على ارتباط باعمال عنف.

من جانبه، قال والد الفتاتين وليد الكاكي، وهو رجل اعمال (55 عاما) قريب من الحزب الديموقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني) انا سعيد لان بناتي امامي الان رغم وضعهن النفسي الصعب واصابة احداهن بجروح في رأسها.

واضاف اشكر جميع من قام بذلك، الوسطاء ورجال الشرطة، والدور الذي لعبه الشيخ صباح العزاوي. فقد اتصل بي وقال بناتك بناتي. والعزواي هو احد زعماء العشائر السنية في كركوك وقد ادى دور الوسيط.

واشار والد الفتاتين الى ان الخاطفين كانوا اربعة يرتدون زيا عسكريا اقتحموا المنزل وقيدوا يدي وحاولوا خطف ثلاث من بناتي ولكني حررت يدي واستطعت نزع سلاح احدهم وقتله واصابة اخر وتحرير احدى بناتي، ولكن الاخرين هربوا مع اثنتين.

وتعد مدينة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين العرب والاكراد والتركمان، من بين المناطق غير المستقرة في العراق.

مقتل نحو 77 الف عراقي

الى ذلك تم نشر هذه الحصيلة الاميركية بتكتم نهاية تموز/يوليو على الموقع الالكتروني للقيادة المركزية للجيش الاميركي. وتقدم هذه الحصيلة البيانات الاميركية الاكثر تفصيلا حتى اليوم حول عدد القتلى في العراق.

حيث قتل نحو 77 الف عراقي بين كانون الثاني/يناير 2004 واب/اغسطس 2008، اي في الفترة الاكثر دموية خلال سبع سنوات من الحرب، بحسب حصيلة صادرة عن الجيش الاميركي.

وبحسب هذه البيانات، فان 63 الفا و185 مدنيا عراقيا و13 الفا و754 عنصرا عراقيا في قوات الامن قتلوا في الفترة التي شملتها الحصيلة.

كما جرح 121 الفا و649 عراقيا، فيما قتل 3 الاف و592 جنديا من الائتلاف و30 الفا و68 جرحوا خلال الفترة نفسها.

واشار متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الى انه يجهل ما اذا كانت هذه الحصيلة تشمل المتمردين الذين قتلوا في العراق، موضحا ان هذه الوفيات قد تكون ناتجة عن عمليات لقوات الائتلاف او القاعدة او غيرها من جماعات المتمردين. حسب فرانس برس

ويثير تقدير عدد الضحايا العراقيين منذ الاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة في اذار/مارس 2003 جدلا، كما يختلف بشكل لافت تبعا للمصادر، اذ يتراوح بين اقل من 100 الف ومئات الاف الضحايا.

وفي تقرير نشر في تشرين الاول/اكتوبر 2009، تحدثت وزارة حقوق الانسان العراقية عن مقتل 85 الفا و694 شخصا نتيجة اعمال العنف اضافة الى جرح 147 الفا و195 شخصا.

وقدر الموقع الالكتروني المستقل عراق بادي كاونت من جهته عدد المدنيين القتلى منذ 2003 بين 98 الفا و252 و107 الاف و235 شخصا.

واكدت دراسة مثيرة للجدل نشرتها مجلة ذي لانسيت البريطانية عام 2006 ان الحرب اسفرت عن مقتل 655 الف عراقي، وهو رقم تخطى سائر باقي التقديرات.

ونشر الجيش الاميركي هذه البيانات بعد طلب صادر عن جامعة جورج واشنطن، يستند الى الحق في المعرفة.

وتوضح هذه البيانات تصاعد حدة العنف في العراق، بتسجيل زيادة من 239 قتيلا مدنيا كل شهر العام 2004 الى 2100 في 2006 و3 الاف خلال بعض اشهر 2007، وهي فترة شهدت اعمال عنف دينية كبيرة.

وتراجع بعدها عدد الضحايا بشكل تدريجي، مع تسجيل مقتل 273 شخصا خلال ايلول/سبتمبر الماضي، وهو الشهر الاقل دموية منذ كانون الثاني/يناير (196 قتيلا).

وانهى الجيش الاميركي في 31 اب/اغسطس مهامه القتالية في العراق وبات يركز على تدريب القوات العراقية. الا ان قواته لا تزال تستطيع الدخول في المواجهات القتالية بحال تعرضها لهجوم او اذا ما طلبت القوات العراقية مساعدتها.

وبحسب حصيلة نشرها موقع الكتروني مستقل، فان 4 الاف و425 عسكريا اميركيا قتلوا في العراق منذ اجتياح البلاد العام 2003.

تأثير نشر وثائق عن الحرب

من جهته اعلن احد المتحدثين باسم وزارة الدفاع الاميركية الجمعة ان البنتاغون كلف 120 شخصا دراسة التأثير الذي سيخلفه قيام موقع ويكيليكس قريبا بنشر عدد قياسي من الوثائق السرية حول الحرب في العراق.

وافادت معلومات صحافية اخيرا ان ويكيليكس يستعد لنشر 400 الف وثيقة سرية حول الحرب في العراق. وتحدثت مجلة نيوزويك في ايلول/سبتمبر عن اكبر عملية تسريب لمواد استخباراتية.

وصرح المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ديفيد لابان للصحافيين انه بهدف الاستعداد لهذه العملية التي قد تحصل الاثنين وفق الصحافة الاميركية، كلفت وزارة الدفاع قبل اسابيع عدة فريقا من 120 شخصا الاطلاع بدقة على ارشيف البنتاغون وتقدير التاثير المحتمل لعملية النشر هذه.

وتخشى وزارة الدفاع ان تتضمن الوثائق معلومات مرتبطة بهجمات على قوات التحالف او القوات الامنية العراقية او المدنيين او البنى التحتية في البلاد، على ما اوضح الكولونيل الذي اشار الى ان البنتاغون لا يعرف بدقة عدد الوثائق التي ستنشر. حسب فرانس برس

وحض المتحدث موقع ويكيليكس على اعادة الوثائق الى مالكها الشرعي وهو الجيش الاميركي.

واوضح لابان لا نعتقد ان ويكيليكس او غيره يتمتعون بالخبرة اللازمة, فلا يكفي محو الاسماء (التي قد تهدد امن الجنود او المتعاونين مع الجيش الاميركي). فالوثائق تحوي عناصر اخرى ليست اسماء لكنها قد تشكل مصدر خطورة.

وذاع صيت موقع ويكيليكس الذي اطلق عام 2006 حين نشر في نهاية تموز/يوليو الفائت مجموعة من 77 الف وثيقة سرية عن الحرب في افغانستان، ما اثار استياء البنتاغون. ويتوقع ان ينشر قريبا 15 الف وثيقة اخرى.

ويخضع مؤسس الموقع جوليان اسانج لتحقيق قضائي بعد شكوى بحقه بتهمة التحرش الجنسي في السويد. وصرح اسانج لصحيفة ذي غارديان البريطانية ان مجموعة مونيبوكرز للدفع عبر الانترنت والتي يستعين بها لجمع الهبات اغلقت حسابه في اب/اغسطس بعد نشر وثائق حول الحرب في افغانستان.

والموقع حاليا في طور الصيانة المبرمجة منذ 29 ايلول/سبتمبر لكنه يعد بالعودة الى العمل في اسرع ما يمكن.

اعترافات لمتمردين

وعرض التلفزيون الحكومي العراقي يوم الاحد اعترافات لرجلين اعتقلا في العراق على صلة بهجمات تفجيرية على سفارات ومكتب لمحطة تلفزيون اجنبية وهما يدليان باعترافات جاء فيها انهما يعملان لحساب تنظيم القاعدة.

ويأتي بث الاعترافات التي انتشرت بشكل واسع على قنوات محلية عديدة في وقت تواجه فيه القوات العراقية ضغوطا لاظهار قدرتها على محاربة المتمردين بينما تستعد القوات الامريكية للانسحاب الكامل من العراق بنهاية عام 2011.

وقال أحد الرجلين ويدعى سنان عبد (29 عاما) انه شارك شخصيا في اعداد هجمات تفجيرية انتحارية على السفارات المصرية والايرانية والالمانية في ابريل نيسان وهي هجمات اسفرت عن سقوط 41 قتيلا على الاقل. حسب رويترز

وقال ان دوره كان توصيل الدوائر الكهربائية في السيارة بعد زرع المتفجرات ثم تدريب الانتحاري على كيفية تفجير السيارة عندما تصل الى هدفها.

أما الرجل الثاني ويدعى عبد الله صالح (34 عاما) فقد قال انه ساعد في اعداد المتفجرات في هجوم انتحاري وقع في يوليو تموز على مكتب قناة العربية التلفزيونية في بغداد قتل خلاله أربعة أشخاص على الاقل.

وقال صالح وهو ينظر مباشرة الى الكاميرا انه يعمل لصالح تنظيم دولة العراق الاسلامية التابعة للقاعدة وانه يعمل في قطاع صناعة المتفجرات وقال انه زرع متفجرات في حافلة صغيرة لاستهداف مكتب قناة العربية التلفزيونية وان العملية استغرقت يومين.

وأنهت الولايات المتحدة رسميا عملياتها القتالية وحولت المسؤولية الاولى عن الامن الى القوات العراقية. وما زالت واشنطن تحتفظ بما يقرب من 50 ألف جندي في العراق وتخطط لسحبهم العام القادم.

وتحسنت الحالة الامنية كثيرا عن أيام العنف الطائفي الذي شهده العراق في عامي 2006 و2007 لكن المتمردين لا يزالون نشطين ويشنون هجمات يومية على الشرطة وعلى موظفي الحكومة.

وما زال العراق في انتظار توصل السياسيين الى تشكيل حكومة جديدة بعد ما يقرب من سبعة أشهر بعد الانتخابات البرلمانية غير الحاسمة وهو ما أثار المخاوف أيضا من امكانية استغلال المتشددين للفراغ في السلطة لتصعيد التوتر الطائفي.

وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم الامن في بغداد في تقديمه لشريط الاعترافات ان القوات العراقية قامت بعدد من الاعتقالات على صلة بالهجمات.

وقال ان الارهابيين استخدموا المخصبات الزراعية مزدوجة الاستخدام في صنع القنابل للسيارات الملغومة بغرض تضليل نقاط التفتيش الامنية وتضليل أجهزة الكشف عن المتفجرات.

وأضاف ان قوات الامن العراقية تمكنت من القبض على جماعة ارهابية شاركت في هجمات وقعت مؤخرا بسيارات ملغومة من بينها الهجوم على قناة العربية في بغداد.

ووقع التفجير الذي استهدف مكتب العربية بعد أسابيع قليلة من تحذير القوات العراقية من أن عددا من وسائل الاعلام ومن بينها قنوات أجنبية مثل العربية قد تكون هدفا للمتمردين الموالين للقاعدة.

وفي تقرير صدر العام الماضي انتقدت منظمة العفو الدولية العراق لاستخدام أسلوب الاعترافات المصورة وبثها على التلفزيون قائلة ان هذا الاسلوب يقوض حق الناس في محاكمة عادلة.

توتر في العراق

ربما يكون العنف قد انخفض بشدة عما كان عليه في ذروة العنف الطائفي التي شهدها العراق قبل عامين لكن الخلافات السياسية التي أدت الى تعطيل تشكيل حكومة جديدة شجعت المسلحين على القيام بهجمات اكثر جرأة.

ويقول الجيش الامريكي ان معدل الهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء التي تضم مكاتب الحكومة العراقية والسفارات الاجنبية قد ارتفع خلال شهر سبتمبر أيلول. ويلقي الجيش الامريكي باللائمة على الجماعات الشيعية التي تدعمها ايران وعلى القاعدة في أعمال العنف. حسب رويترز

وقال البريجادير جنرال رالف بيكر قائد القوات الامريكية في وسط العراق مستخدما المصطلح العسكري الامريكي الذي يشير الى الهجمات الصاروخية شهدنا على مدى الاربعة الى الستة أشهر الماضية تزايدا في النيران غير المباشرة.

وأضاف انها وسيلة من الصعب هزيمتها وان الجيش الامريكي يعتقد أن مستويات العنف ستنخفض بمجرد اتفاق السياسيين العراقيين على تشكيل حكومة جديدة.

ويبدو أن النقاط التي يطلق منها المسلحون صواريخهم على المنطقة الخضراء تقع في مناطق سنية ومناطق شيعية أيضا مما يثير المخاوف من قدرة الجيش العراقي على التصدي للتمرد بعد انهاء القوات الامريكية رسميا لعملياتها القتالية في العراق.

وقال مصدر بوزارة الدفاع العراقية طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز لقد غيروا تكتيكاتهم وبدأوا اطلاق الهجمات من مدى قريب جدا ليضمنوا عدم توفر الوقت لتحذير الناس داخل المنطقة الخضراء.

وما زالت التفجيرات واطلاق الرصاص من السيارات المسرعة على رأس الاساليب التي تقتل العدد الاكبر لكن الزيادة في الهجمات الصاروخية تعيد الى ذاكرة العراقيين أياما كان المسلحون فيها يسيطرون على مساحات من بغداد ويطلقون الصواريخ منها.

وكانت القوات الامريكية ترد على هذه الهجمات حينها باطلاق الصواريخ على المهاجمين من طائرات الهليكوبتر ومحاصرة الاحياء التي تنطلق منها الصواريخ. والان تقول السلطات العراقية انها تخشى ايذاء مدنيين وهو ما يجعلها تحجم عن رد الهجمات عسكريا.

وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم الامن في بغداد ان قوات الامن العراقية تمكنت من وقف واعتقال بعذ المهاجمين ومصادرة الصواريخ منهم وقال ان القوات العراقية تخطط للرد مباشرة لكنها لديها مخاوف بشأن حياة المدنيين.

ورفض الجيش الامريكي اعطاء أرقام دقيقة بشأن الهجمات الصاروخية. وفي يوليو تموز قتل هجوم صاروخي شخصين من أوغندا وشخصا من بيرو كانوا يعملون مع متعهد أمني استؤجر لحراسة منشات أمريكية وأصيب في الهجوم 15 شخصا من بينهم أمريكيان.

وتقول مصادر بالشرطة انه منذ أغسطس اب ضرب 26 صاروخا المنطقة الخضراء سقط ثمانية منها على مناطق مدنية. وأصيب سبعة أشخاص داخل المنطقة الخضراء وأصيب أربعة خارجها.

وكثيرا ما تحيد الصواريخ عن أهدافها وتصيب منازل مدنيين. ويقول السكان ان عشوائية الهجمات أحد أكثر الحقائق المزعجة في المدينة التي تسعى الى العودة الى حياتها الطبيعية.

المخاطر السياسية

ويبدو أن المحادثات المتعلقة بتشكيل حكومة جديدة تمر بمراحلها النهائية في العراق بعد ثمانية أشهر من الانتخابات حيث يقترب رئيس الوزراء نوري المالكي من ضمان الحصول على تأييد لتوليه فترة ولاية جديدة.

ولكن من المتوقع أن تمر أسابيع أخرى من الخلافات على السلطة قبل أن تبدأ الحكومة عملها ومن المرجح أن يصعد التحالف الذي يدعمه السنة ويمثل خليطا طائفيا والذي حصل على الاكثرية في الانتخابات التوتر الطائفي.

ورغم أنه لايزال في البلاد 50 ألف جندي أمريكي قبل الانسحاب الكامل المقرر بنهاية عام 2011 هناك تصور بأن واشنطن في عهد الرئيس باراك أوباما فكت الارتباط مع العراق وهو ما من شأنه أن يفاقم الخلافات الطائفية. كما من شأنه أن يشجع أطرافا أخرى على التدخل مثل ايران.

والمشروعات التي وقعها العراق مع شركات طاقة كبرى مثل بي.بي ولوك أويل والتي يمكن أن تزيد انتاجه من النفط خلال سبع سنوات بأكثر من أربعة أمثال الانتاج الحالي تمضي قدما ببطء.

والانقسامات المستمرة بين الفصائل السياسية التي يقودها الشيعة وتلك التي يدعمها السنة وتواصل هجمات المسلحين تشيع أجواء خطر أبعدت المستثمرين عن القطاعات غير النفطية.

ولكن كلما استمر الجمود السياسي طال الوقت اللازم لتهدئة الغضب الشعبي من سوء الخدمات العامة مثل انقطاع الكهرباء في صيف شديد الحرارة.

وقد يتزايد أيضا شعور بأن الديمقراطية غير ناجحة في العراق وأن الزعماء العراقيين غير قادرين على الحكم مما يزيد من مخاطر حدوث اضطرابات عامة بل وحتى محاولات الانقلاب على نظام الحكم.

ولا يزال العراق معزولا عن الاسواق المالية العالمية مع وجود بضع عشرات فقط من الشركات المدرجة في البورصة. والتعامل ضعيف في الدينار العراقي وسعر الصرف يتحدد عمليا من خلال المزادات التي يطرحها البنك المركزي. ويمثل اصدار سندات دولية في العراق بارقة أمل تلوح في أفق البلاد.

أهم المخاطر الرئيسية

نظرا لعدم حصول كتلة بعينها على أغلبية في البرلمان العراقي المؤلف من 325 مقعدا فان من الضروري اجراء محادثات لتشكيل حكومة ائتلافية.

وبعد اشهر من المساومات استقر التحالف الوطني الذي يضم ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي والائتلاف الوطني العراقي المرتبط بعلاقات وثيقة مع ايران على المالكي كمرشحه لرئاسة الوزراء.

وفي حين مثل القرار انفراجة في الازمة الممتدة منذ شهور لا يزال المالكي يواجه معركة صعبة في سعيه للحصول على ولاية ثانية. وكانت هناك معارضة داخل تحالفه لترشيحه وقالت كتلة العراقية التي تتألف من طوائف متعددة انها لن تشارك في حكومة يقودها المالكي.

ويبدو أن الاكراد قريبون من تأييد المالكي ولكن الولايات المتحدة التي تحمي الاكراد منذ حرب عام 1991 تحثهم على التمهل في الامر بينما تواصل هي الضغط من أجل تشكيل تحالف واسع يضم العراقية.

والتأخر الطويل في تشكيل حكومة قد يقوض الامن في حين أن تهميش قائمة العراقية قد يغضب السنة في وقت تستعد فيه القوات الامريكية للانسحاب.

ويمكن أن يظهر التوتر بين حكومة مركزية ضعيفة والسلطات المحلية. وحاول أعضاء في المجلس الاقليمي المدعومين من الشرطة في محافظة واسط الدخول الى حقل نفطي تطوره الصين بينما عارض مسؤولون اقليميون في محافظة الانبار مزادا أجرته الحكومة على حقول غاز في 20 أكتوبر تشرين الاول.

ما تجدر متابعته..

- احتدام العنف الطائفي أو السياسي كما حدث خلال الشهور الخمسة التي استغرقها تشكيل حكومة بعد الانتخابات البرلمانية عام 2005 .

- عجز البرلمان الذي لا يمكن أن يعمل دون حكومة عن اقرار قانون خاص بالاستثمار مما سيبعث باشارة سلبية للشركات المهتمة بالعراق والقلقة من المخاطر القانونية والبيروقراطية.

- عودة العنف على نطاق واسع..

انخفضت كثيرا وتيرة العنف في العراق عما كانت عليه في أوج الاقتتال الطائفي عامي 2006 و2007 . وينسب الى المالكي الفضل في تحسن الوضع الامني في البلاد لكن ارسال قوات أمريكية اضافية وتعاون ميليشيات سنية لعبا دورا كبيرا أيضا.

ومنذ مارس اذار حققت القوات العراقية المدعومة بالقوات الامريكية نجاحات كبيرة في مواجهة جماعات محلية تابعة للقاعدة. لكن المقاتلين السنة الذين تقول الحكومة انهم يتعاونون مع حزب البعث المحظور الذي صدام حسين يتزعمه لا يزال بامكانهم شن هجمات.

والهجوم الدامي الذي وقع يوم الاحد في الكنيسة الاشورية الكاثوليكية في بغداد هو الاكثر دموية على الاقلية المسيحية في العراق منذ الغزو عام 2003.

وفي هجوم على قاعدة للجيش العراقي في الخامس من سبتمبر ايلول قتل انتحاريون ومسلحون 12 شخصا.

وقد يندلع العنف مجددا في العراق بسبب خلافات سياسية أو استياء سني أو هجوم على مزار ديني فضلا عن توجيه اسرائيل أي ضربة لايران. وقد يدفع مثل هذا الهجوم ميليشيات شيعية للثأر من القوات الامريكية المتبقية بالعراق.

ومن شأن أي أعمال عنف كبيرة أن ترفع الاسعار في أسواق النفط العالمية لان العراق يملك ثالث اكبر احتياطيات للنفط في العالم.

ما تجدر متابعته..

- شن هجمات على منشات نفطية أو عاملين في مجال النفط.

- ضربة ناجحة ضد لاعب سياسي رئيسي كالمالكي أو علاوي.

- مؤشرات على عودة زعماء ميليشيات فروا بعد حملة المالكي على العنف الطائفي في عام 2008 .

- تزايد اختراق المتشددين أو المسلحين لصفوف قوات الامن العراقية.

- النزاع بين العرب والاكراد..

يتأجج التوتر بين العرب والاقلية الكردية التي تتمتع بشبه استقلال في شمال العراق منذ قرابة 20 عاما. وبعدما تعرض الاكراد لمذابح أيام صدام اكتسبوا نفوذا لم يسبق له مثيل منذ 2003 وهم يأملون في استعادة مناطق يعتبرونها كردية تاريخيا.

ويشكو العرب والتركمان من أن الاكراد يستغلون نفوذهم الجديد على حسابهم. وتقع في قلب الصراع محافظة كركوك في شمال العراق التي تجلس على احتياطيات نفطية هائلة.

ما تجدر متابعته..

- اشتباكات بين الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية.

- أي انفراجة بشأن النفط. وقد وقع اقليم كردستان الذي يعتقد أنه يحوي احتياطيات نفطية تقدر بنحو 45 مليار برميل اتفاقات مع شركات أجنبية تصفها وزارة النفط العراقية بأنها غير قانونية.

- الموافقة على قانون جديد للنفط تعطل لسنوات بسبب النزاع بين العرب والاكراد. ولم يثن هذا التعطل شركات نفطية كبرى عن توقيع عقود في البلاد كما ينظر المستثمرون المحتملون في قطاعات أخرى الى التشريعات باعتبارها مؤشرا على الاستقرار في البلاد.

- نظام استبدادي جديد..

التجربة الديمقراطية في العراق نادرة في الشرق الاوسط. ويعتقد الكثير من العراقيين أن بلادهم بحاجة لحاكم قوي. والعجز عن تشكيل حكومة يقوض الثقة في الديمقراطية.

ما تجدر متابعته..

- أي تحرك غير عادي للقوات العراقية وخصوصا اغلاق المنطقة الخضراء في بغداد حيث توجد معظم مكاتب الحكومة.

- أي محاولة لتعديل الدستور تتيح للزعماء مزيدا من السلطات أو البقاء في السلطة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 3/تشرين الثاني/2010 - 26/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م