الخمر يفتك بالإنسان صحيا وبالشعوب اجتماعيا

 

شبكة النبأ: باتت المجتمعات يوما بعد يوم تتجلى امامها المضار الجسيمة لمعاقرة الخمر وآثاره الصحية والاجتماعية والاقتصادية، بعد ان برزت العديد من الدراسات العلمية التي اكدت من خلال نتائج بحوثها على تلك المضار.

الا ان ذلك لم يحد من الترويج والتسويق التي ترعاه الدول والانظمة لأغراض اقتصادية وتجارية، وهي بذلك تسهم في انتشار الامراض والتداعيات السلبية لمعاقرة الخمور بين افراد مجتمعاتها.

في هذا التقرير نقتبس بعض الدراسات والبحوث العلمية والطبية التي رصدت النتائج الملموسة لمعاقرة الخمر على الانسان بصورة خاصة،  والمجتمعات بصورة عامة.

مراهقي شرق أوروبا

فقد أفاد بحث سويسري بأن السكر قد أصبح أكثر شيوعا بين المراهقين في أوروبا الشرقية وخاصة الفتيات في العقد الماضي مع وصول سوق الخمور الى جمهور جديد.

وكشفت الدراسة التي شملت 80 ألف مراهق اعمارهم 15 عاما في 23 دولة أن المراهقين عموما كانوا في حالة سكر في المتوسط من مرتين الى ثلاث مرات ولكن الامر أصبح أقل شيوعا في الدول الغربية.

ومع ذلك وجد الدكتور ايمانويل كونتشه من معهد بحوث الادمان بسويسرا في لوزان وزملاؤه المزيد من الفتيات تفرطن في شرب الخمر لا سيما في شرث أوروبا.

وقال الباحثون في بيان "قد يبدو استهلاك الخمر جزءا من نمط حياة جديد وجذاب للمراهقين في شرق أوروبا لكن استهلاك الخمر اثناء نفس الفترة فقد بعضا من جاذبيته للمجموعة التي كانت اعلى استهلاكا في السابق (في المقام الاول) الفتيان في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية."

وقال الباحثون ان الرقابة الاجتماعية على وقت الفراغ ونقص تسويق الخمر وراء الستار الحديدي يبدو انه كان يخفض عدد المراهقين الذين يفرطون في تناول الخمر.

ولكن في التسعينات وبعد سقوط حائط برلين ساعد التسويق القوي على نحو متزايد للخمر على زيادة تعاطي المراهقين للخمر خلال ذلك العقد.

وقال الباحثون "في جميع بلدان شرق أوروبا السبعة زادت وتيرة معدل السكر بنسبة حوالي 40 بالمئة خلال فترة الدراسة التي استمرت عشر سنوات."

وانخفضت وتيرة السكر في 13 دولة من 16 دول غربية بمعدل 25 بالمئة. وكان يسكر الفتيان بمعدل مرتين ونصف المرة في المتوسط انخفاضا من ثلاث مرات بينما كانت تسكر الفتيات مرتين انخفاضا من مرتين ونصف.

مخاطر التعاطي

ويعد الإسراف في تناول الكحول السبب الرئيسي الثالث للوفيات التي يمكن الوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه يسهم في الإصابة بعدد كبير من الأمراض، وحوادث المرور، والجرائم. وتقترح دراسة جديدة، حلولا لجميع تلك المشاكل، تتمثل في جعل الخمر أكثر تكلفة.

وتفيد الدراسة، أن مضاعفة الضرائب على الكحول، يمكن أن يحد من الوفيات الناجمة عن تعاطي الخمر بنسبة 35 في المائة، ومن الحوادث القاتلة بنسبة 11 في المائة، كما من شأنه تقليل نسبة الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي بنسبة 6 في المائة.

ويقدر الباحثون أن فرض ضرائب أعلى على خمر من شأنه أيضا أن يؤدي إلى تراجع جرائم العنف بنحو اثنين في المائة، وانخفاض أعداد الجرائم بنحو 1.4 في المائة.

ويقول ألكسنادر واغنار، أستاذ علم الأوبئة في جامعة فلوريدا "ما هو مدهش فعلا ثبات تأثير مضاعفة الضرائب على الخمر، على مجموعة واسعة من النتائج الصحية التي لا تبدو مترابطة ببعضها البعض."

من جانبها، تقول منظمة الصحة العالمية إن الاضطرابات النفسية، خصوصا الاكتئاب واضطرابات تعاطي الكحول، هي عامل خطر رئيسي للانتحار في أوروبا وأمريكا الشمالية.

كما حذرت المنظمة، في تقرير أصدرته في مايو/ أيار الماضي، من مخاطر استهلاك الكحول المتزايدة، قائلة إن "تناول المشروبات الروحية بات سمة تطبع المناسبات الاجتماعية في كثير من مناطق العالم."

وقالت المنظمة، في نشرة حول الكحول على موقعها الإلكتروني، إن "استهلاك الكحول ينطوي على مخاطر صحية، ويخلّف آثاراً اجتماعية لها علاقة بقدرته على الإسكار، وإحداث التسمّم والإدمان."

وتشير تقديرات عام 2002 إلى أنّ تعاطي الكحول على نحو ضار يتسبّب في وقوع نحو 2.3 مليون من الوفيات المبكّرة في شتى أنحاء العالم، ويقف وراء 4.4 في المائة من عبء المرض العالمي، وفقا للمنظمة.

إدمان المراهقين

في سياق متصل حذرت دراسة ألمانية جديدة من تزايد نسبة المدمنين على الكحول بين المراهقين صغار السن في أوروبا وتصف الدراسة الوضع الذي وصل إليه المراهقون في أوروبا بالمقلق لا سيما وان أعداد المراهقين الذين يدمنون الخمور في تصاعد مستمر رغم القوانين الألمانية والأوروبية التي تحظر بيع الخمور لمن هم اقل من 18 سنة.

 تقول الدراسة أن حوالي 20000 مراهق تحت سن السادسة عشرة كانوا قد دخلوا المستشفيات حتي نهاية العام الماضي 2009 لتلقي علاج عاجل من تسمم الجسم جراء تناولهم لجرعات زائدة من الكحول وتؤكد الدراسة على أن نسبة الفتيات فاقت نسبة الصبية الذكور في الوقوع في براثن إدمان الخمور وتقول أن عدد الفتيات اللاتي ترددن على المستشفيات فقن عدد الشبان الذكور.

حصرت الدراسة نسبة المدمنين على الكحول ما بين العاشرة والخامسة عشر سنة وتقول أن عام 2008 سجل زيادة في ملموسة في تناول الكحول في هذا العمر الصغير مما يسبب إزعاجا شديدا للمختصين في هذا الشأن.

يقول الباحث البروفيسور "مايكل كلاين" رئيس المعهد الألماني للإدمان وبحوث الوقاية التابع للجامعة الكاثوليكية في ولاية شمال الراين وستفاليا..إن الباحثين في مجال الإدمان يقلقهم بشكل كبير تغير عادات الصبية والفتيات في الأقبال على الشراب بالشكل الذي حددته الدراسة.. وهو الأمر الذي نقوم بدراسته الآن لمعرفة أسباب الأقبال على تناول الكحول في هذه السن المبكرة ونأمل أن نتدارك الأمر قبل فوات الأوان. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

الانزعاج من الأرقام في هذه الدراسة بات يقلق المسؤولين فالأرقام تتحدث عن خطر هذه المشكلة الحقيقي، ففي ألمانيا وحدها تسجل الدراسة بشكل دقيق وصول 4200 فتاة صغيرة من عمر 10 سنوات إلى 15 سنة في العام الماضي إلى المستشفيات لتلقي علاج فوري من اثر تناول جرعات زائدة من الخمور أدت إلى تسمم الجسم وتقول الدراسة أن عدد الفتيات تفوقن على عدد الذكور بعدد 300 فتاة، ووفق خبير الإدمان التابع للحكومة الاتحادية الألمانية "ميشتلد ديكمانز" فان تزايد إقبال الأطفال صغار السن على تناول الكحول قد سجل بالفعل نسبة مزعجة مقارنة بالسنوات الماضية، فقد وصلت النسبة إلى 170% زيادة بالمقارنة بعام 2000.

وينبه الخبراء أهالي الأطفال إلى ضرورة معرفة القوانين التي تحرم بيع الخمور للأطفال أو حتي تناول الأطفال الخمور لمن هم اقل من 18 عام وطبقا للقوانين الأوروبية فانه يحق للأهل التدخل ومنع الصغار من الذهاب إلى الحانات أو السهر خارج المنزل أو الأماكن التي قد تتيح للصغر تناول الخمور فيها.

وفي ذات الإطار تحذر الدراسة أهالي الأطفال من ضرورة الاعتناء والاهتمام بحركة الأطفال خارج المنزل خاصة لمن هم اقل من 16 سنة فيجب ألا تتأخر عودتهم إلى المنزل عن الثانية عشرة ويجب على الأهالي عدم ترك صغارهم يذهبون إلى الديسكو وحدهم وهم في هذه السن الصغيرة، ويجب أن يذهب احد معهم ليظلوا تحت الرقابة من خطر تناولهم الكحول كذلك تشدد الدراسة على دور الأهالي في حماية أطفالهم فمثلا في حالة تلقي طفل زجاجة خمر كهدية عليه الإسراع بتبليغ مراكز حماية الأطفال المنتشرة في البلاد أو عمل محضر في قسم البوليس حتي ينتبه الآخرون إلى خطر ما اقدموا عليه.

الإدمان بالوراثة

تقول الدراسة أيضا أن الأطفال الذين ينحدرون من اسر مدمنة على الخمور تزداد نسبة مخاطر إدمانهم مقارنة بالأطفال الذين لا يتناول ابائهم خمورا.. ويقول خبير الإدمان الألماني مايكل كلاين أن نسبة خطر إدمان البنات التي تتناول أمهاتهن الكحول ترتفع إلى نسبة 16% مقارنة بالأخريات اللواتي لا تتناول أمهاتهن كحول، أما في حالة الأولاد الذكور فإن النسبة قد تصل إلى 3% وربما يقد يفسر ذلك السبب في ارتفاع نسبة الإناث المدمنات عن نسبة الذكور.

 يضيف الخبير مايكل كلاين أن أسبابا عديدة هي التي تدفع بالصغار إلى الوقوع في شرك الإدمان مثل عدم جدية المحلات والسوبر ماركت في منع بيع الكحوليات للمراهقين صغار السن ويمكن في ألمانيا لكثير من المراهقات الحصول على الكحول من السوبر ماركت او محطات بيع وقود السيارات وقد ذكرت الدراسة في هذا الصدد أن فتاة في عمر السادسة عشر لم تلق أي عناء في شراء زجاجة فودكا من محطة لتزويد السيارات بالوقود.

الطبيب النفسي يورج فولشتاين الباحث في جامعة بامبرج يفسر تلك الحالات الكثيرة من المراهقين التي دخلت المستشفيات بان الكثير منهم تناول الكحول في إطار منافسات وألعاب أقاموها معا لإثبات القدرة الجسدية على تناول كميات كبيرة من الشراب.

ويقول إن ثلثهم تعامل مع الكحول بشكل ساذج وغير مدرك للخطر من تناوله ويضيف أن نسبة كبيرة من هؤلاء المراهقين بعد هذه الخبرة السيئة لا يعودون مرة ثانية للشراب بهذا الشكل المتهور الذي كاد أن يودي بحياتهم.

ويفسر يورج بانه في حالة الشباب الصغير يكون الوقوع في الإدمان اسرع بكثير من الكبار وان إدمان الفتيات هو اسرع من إدمان الفتيه بالنظر إلى تناولهم الكحول في وقت مبكر قبل الأولاد الذكور.

يقول الأخصائي النفسي بنيامين جروندبشلر من محطة إسعاف المدمنين في مدينة روزهايم في جنوب ألمانيا إن المجتمع الألماني يساهم في زيادة نسبة إدمان الأطفال، فيكفي نظرة إلى الكم الكبير من الإعلانات الجذابة عن الكحول وجعل زجاجة النبيذ مصاحبة لكل الأوقات السعيدة وهو الأمر الذي يوقع الصغار في شرك الشراب ويقول إن اتصالنا بالأطفال الصغار في سن 15 إلى 16 سنة من الذين خاضو تجربة الإدمان المبكر يقولون إن السوبر ماركت لا يتحقق من سن الطفل ويمكن شراء أي كمية نريدها.

إعلانات مبهرة

وفي هذا الشان تتحدث الدراسة عن الأطفال الذين يتأثرون في شرابهم بالدعاية المبهرة للكحول والذين تفوق نسبتهم ضعف الأطفال الذين لا يشاهدون إعلانات للخمور وفي معهد كييل للعلاج والبحوث الصحية اجري بحثا على 3.415 من شاب وفتاة ما بين 10 و17 سنة من مناطق مختلفة في ألمانيا أكدت تضاعف عدد المقبلين على الكحول تأثرا بالدعاية الإعلانية للخمور في التليفزيون وفروع الميديا المختلفة.

في هذا الإطار يطالب خبراء الإدمان الألمان من تشديد برامج حماية الصغار ويضربون المثل بفرنسا التي انخفضت فيها نسبة تناول الكحول بين الأطفال بالنظر إلى التشدد في إعلانات الخمور وقد انخفضت النسبة إلى 30 % أما في ألمانيا فلا زالت النسبة مرتفعة إلى 60%.

سرطان الثدي

كما أظهرت دراسة أميركية جديدة أن حفاظ النساء على وزن صحي وشربهن كميات أقل من الكحول يخفف من خطر الإصابة بسرطان الثدي حتى وِإن كان المرض موجود في عائلاتهن.

وذكر موقع "ساينس ديلي" الأميركي أن الباحثين في جامعة "روتشستر" توصلوا بعد مراقبة 85 ألف امرأة في سن اليأس أن اللواتي يحافظن على أنشطتهن الفيزيائية ووزن صحي ولا يتناولن الكحول بكثرة ينخفض لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي وإن كان احد أفراد عائلاتهن أو أقاربهن أصيب به.

وقال الطبيب المسؤول عن الدراسة روبرت غراملينغ، إن النتائج تعدّ خبر جيد للنساء اللواتي لديهن إصابات في سرطان الثدي بعائلاتهن ويخفن من ان يصبن به.

وأضاف "من المهم الإشارة إلى ان وجود سرطان الثدي في تاريخ العائلة يمكن أن يزيد الخطر جزئياً بسبب السلوكيات غير الصحية المشتركة التي تنتقل من جيل لآخر.. لكن دراستنا أظهرت أن اتباع اسلوب حياة صحي يمكن ان يساعد النساء حتى وإن كان هناك استعداد عائلي للإصابة بالمرض".

الإصابة بالصدفية

أظهرت دراسة أميركية جديدة أن شرب 5 أكواب على الأقل من الجعة التي تحتوي على الكحول بشكل منتظم أسبوعياً يضاعف خطر تعرض النساء للإصابة بمرض الصدفية الجلدي.

وذكرت صحيفة "بوسطن غلوب" أن دراسة أعدها أطباء الجلد في مستشفى "بريغهام اند ومن" دققت في عادات شرب الكحول لدى أكثر من 80 ألف ممرضة من 15 ولاية، بينت ارتفاعاً في خطر الإصابة بالصدفية لدى من تتناولن 5 أكواب على الأقل من الجعة الكحولية أسبوعيا.

وتبيّن أن تلك الفئة من النساء أكثر عرضة بنسبة 72% للإصابة بالمرض ممن لا تتناولن الكحول.

وقال أحد الباحثين المسؤولين عن الدراسة ابرار قريشي إن "جميع الأشخاص ومن بينهم الرجال الذين يتناولون كميات أكبر من الكحول عرضة لمزيد من خطر" الإصابة بالصدفية.

والصدفية مرض جلدي مزمن يتميز بظهور بقع حمراء تغطيها قشور ذات لون فضي، وهي تؤدي الى حفر في الجلد وتغير اللون وأحيانا الى تشقق الأظافر، وعادة ما تظهر الأعراض على المراهقين والشباب وتستمر طوال الحياة.

أمراض العظام

من المقتضيات الأساسية للجسم السليم التمتع بعظام سليمة وحمايتها من الإصابة بأي شكل من أشكال اعتلالها، سواء كان ذلك هشاشة أو تخلخلاً أو التهاباً أو غيره. وتُصنف معظم أمراض العظام لحسن الحظ في خانة الأمراض التي لا تُباغت أصحابها، بل يمكن لأي شخص التنبؤ بها. ومن بين أكثر أمراض العظام شيوعاً تخلخل العظام. يشير أطباء العظام إلى أنه بإمكان أي شخص تجنب الإصابة بهذا المرض من خلال القيام بعدد من الخطوات أبرزها اتباع نظام غذائي متوازن غني بالكالسيوم والفيتامين دي، ممارسة حمل الأثقال أو إحدى رياضات التحمل، الابتعاد عن التدخين وشرب الكحول، وتناول الدواء المناسب عند الاقتضاء.

وتقدم المواقع الإلكترونية لمعاهد الصحة الوطنية الأميركية والمراكز الصحية الوطنية المتخصصة في علاج تخلخل العظام وأمراض العظام إلى المرضى والأطباء والخبراء والجمهور بشكل عام معلومات وبيانات وافية عن أمراض العظام. ويُعنى المركز الوطني لمصادر المعلومات بصفة خاصة بالتوعية بطرق تلافي هذه الأمراض بتجنب مسبباتها، وتعزيز السلوك الوقائي لديهم بدل السلوك العلاجي، بالإضافة إلى الحض على التشخيص المبكر والعلاج المبكر لمرض تخلخل العظام وأمراض العظام الأخرى، واستراتيجيات التعايش مع كل مرض.

وتزيد بعض الأمراض من نسب احتمال الإصابة بتخلخل العظام مثل الربو والسكري. ومن شأن بعض الأدوية أيضاً التسبب في تخلخل العظام أو تكسُرها، ولذلك يُنصح بعدم تناول أي دواء إلا بوصفة واستشارة طبية. ويوفر موقع “bones.nih.org” أداةً قياسيةً إلكترونية تتيح لكل شخص التعرف على الحالة الصحية لعظامه من خلال الإجابة على عدد من الأسئلة. وإذا كانت النتيجة إيجابية بحيث تؤكد تدهور صحة العظام أو احتمال إصابة الشخص بأحد أمراض العظام، يقدم الموقع إرشادات خاصة بحالة الشخص بدقة ومناسبة لفئته العمرية لتعينه على تحسين صحة عظامه وتقليل مخاطر اعتلالها أو تخلخلها أو تشوهها وسوء تشكلها أو إصابتها بداء باجيت العظمي. ويضم الموقع أيضاً بحوثاً ومؤلفات قابلة للتحميل والقراءة إلكترونياً

أعراض الحساسية

ينصح من يعانون من الحساسية بالتمتع بتناول الجعة والنبيذ وغيرهما من المشروبات الكحولية ولكن باعتدال.

وتنبه سونيا لاميل من الرابطة الألمانية للحساسية والربو إلى أن "الكحول يزيد من حدة أعراض الحساسية".

وأوضحت أن الكحول يمكن أن يتسبب في جعل الأغشية المخاطية أكثر نفاذية، مما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى الجلد ويسبب احمرار الخدين.

ولكن في الوقت نفسه، فإن زيادة نفاذية الأغشية المخاطية يسهل دخول المواد التي تسبب الحساسية إلى مجرى الدم ونتيجة لذلك تصبح أعراض الحساسية أكثر حدة.

وأضافت لاميل أن الكحول يحتوى أيضا على الهيستامين. "الهستامين هو عبارة عن مركب عضوي يمكن أن يسبب تفاعلات حساسية".

ويزيد تناول الكحول من مستويات الهيستامين في الجسم. ولذلك يجب على المرء أن يلتزم الحذر عند تناول النبيذ الأحمر لأنه يحتوي على الهيستامين بنسبة أكبر من الجعة والنبيذ الأبيض والنبيذ الفوار.

وكقاعدة عامة، فإن المنتجات الغذائية التي يتم تخزينها لفترات طويلة أو التي تستغرق وقتا طويلا لتنضج تحتوي على كميات عالية نسبيا من الهيستامين. "د ب أ"

تنتقل عبر الرضاعة

حذر أطباء أسبان من أن الأم المرضعة التي تتناول بعض الأدوية أو تتعاطى مواد مخدرة قوية أو تشرب الكحول قد تسبب ضرراً بالغاً لطفلها بسبب انتقال هذه المواد إليه عبر الرضاعة.

وينوي أطباء من عدة مستشفيات إسبانية إجراء دراسة عن الأضرار التي تسببها هذه المواد على صحة الطفل في إطار حملة إرشاد وتوعية وطنية عامة.

وتنصح الدراسة التي نشرت في دورية" التحليل البيولوجي والكيميائي" الأمهات بالامتناع التام عن تعاطي المخدرات مثل الكوكايين والهيروين بسبب الأضرار الصحية الخطيرة التي تسببها للأطفال.

كما حذرت الدراسة الأمهات المرضعات من شرب الكحول بسبب التأثير المباشر والضار لها على صحة الطفل، كما نبهت أيضاً من خطر التدخين ودعت الأمهات للإقلاع عنه عبر وسائل كثيرة من بينها لصقات النيكوتين.

وقال الدكتور أوسكار غارثيا ألغار من مستشفى دل مار في برشلونة إن مواد مثل الكافيين لها تأثير على الأطفال، داعياً إلى الحد من تناولها.

ونبه غارثيا من أن مستخلصات الأفيون التي تستخدم كأدوية، وكذلك مواد أخرى مثل المورفين ولمبيريدين وكودين تنتقل إلى الطفل عبر حليب الأم ولذا يجب تناولها بإشراف الأطباء. ولاحظ أن هذه الأدوية توصف بشكل متكرر للنساء خلال مرحلة الحمل وبعد الولادة.

لا تقي من السرطان بل تتسبب فيه

وخلافاً للاعتقاد السائد أن تناول بعض أنواع الكحول مثل النبيذ الأحمر يقي من الإصابة بمرض السرطان تناقض دراسة جديدة ذلك وتحذر من مخاطره.

ونشرت صحيفة الأكسبرس البريطانية دارسة أشارت فيها إلى أن تناول الكحول بإفراط مضر للكبد وهو أحد أكثر الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض السرطان.

وأضافت الدراسة أن تناول الكحول قد يؤدي للإصابة بسبعة أنواع من السرطان من بينها سرطان الثدي والأمعاء والفم، مشيرة إلى أنه يتم تسجيل حوالي 15 حالة إصابة بالمرض سنوياً في بريطانيا.

وأوضح العلماء أنه عندما يدخل الكحول إلى الجسم يتحول إلى مادة سامة إسمها " أسيتالديهايد" تسبب الصداع في الصباح وقد تؤدي للإصابة بالسرطان لأنها تتلف الحمض النووي الريبي وتمنع خلايا الجسم من القيام بوظيفتها.

وأضافوا أن شرب الكحول قد يزيد مستويات الأستروجين المرتبط بالاصابة بسرطان الثدي وتليف الكبد وقد يؤدي للإصابة بالسرطان في هذا الجزء الهام من الجسم.

وتابعوا أن شرب الكحول يجعل من السهل على الفم والحلق امتصاص المواد الكيميائية الاخرى التي تسبب السرطان ولهذا السبب فإن الكحول والتدخين معاً يزيدان خطر الإصابة بالسرطان أكثر من أي شيء آخر.

وقال العلماء إن النبيذ الأحمر على الرغم من احتوائه على المادة الكيميائية "رسفيراتول" التي لها بعض التأثير في منع الإصابة بالسرطان لكن من المبالغة القول أن ذلك يقي منه.

وأشاروا إلى أن النبيذ الأحمر يحتوي على مواد كيميائية أخرى ليست مفيدة للجسم من ضمنها الكحول نفسه.

وقال الباحث في أمراض السرطان في بريطانيا إيد يونغ "من الواضح أن جميع أنواع الكحول تزيد خطر الاصابة بالسرطان بما في ذلك النبيذ الأحمر والأبيض وليس هناك أدلة قوية أن النبيذ الأحمر قد يمنع الاصابة بالسرطان".

وأضاف إن شرب كمية صغيرة من الكحول قد يحمي القلب ولكن هذا لا ينطبق على اليافعين، محذراً من أن الإفراط فيه قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.

إدمان عدوى

يميل من يرافقون أشخاصاً يفرطون في شرب الكحول إلى السير على خطاهم وشرب كميات أكبر مما كانوا يفعلون من قبل، والعكس صحيح.

وأفاد موقع "هيلث داي نيوز" الأميركي ان دراسة جديدة أظهرت ان المرء يتأثر بمحيطه في ما يتعلق بشرب الكحول فمن هم محاطون بشاربي الكحول يفرطون بالشرب، في حين ان من يعيش في محيط فيه أصدقاء وأقارب من غير شاربي الكحول لا يستهلكونه بدورهم.

وقال المسؤول الرئيسي عن الدراسة الدكتور نيلز روزنكويست من قسم الطب النفسي وسياسة الرعاية الصحية في مستشفى مساشوستس الأميركية ان شرب الناس للكحول ليس على سبيل الصدفة، والأمر لا يتعلق فقط بالتاريخ العائلي والوضع الجيني.

يشار إلى ان معدي الدراسة جمعوا بيانات عن أكثر من 1200 شخص وطلب منهم الإجابة على أسئلة بشأن مدى استهلاكهم للكحول والشبكات اللاجتماعية التي دخلوا إليها طوال 30 سنة.

وتبين ان الأشخاص الذين لديهم أصدقاء أو أقارب يفرطون في شرب الكحول هم 50% أكثر عرضة لشرب كميات كبيرة من الكحول مقارنة مع أشخاص ليسوا على صلة بمفرطي الشرب.

كما بينت الدراسة انهم 36% أكثر عرضة لشرب كمية أكبر من الكحول إذا كان أحد أصدقاء صديقهم أو صديقتهم يفرط في الشرب.

واكتشف الباحثون ان إحاطة المرء بأشخاص يفرطون في شرب الكحول رفع نسبة استهلاك الكحول بنسبة 70%، في حين ان الإحاطة بالممتنعين عن الشرب خفضت نسبة الاستهلاك إلى النصف تقريباً.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 31/تشرين الأول/2010 - 23/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م