
شبكة النبأ: يحتدم الصراع السياسي في
الولايات المتحدة قبيل اجراء الانتخابات البرلمانية مطلع تشرين الاول،
فيما يقف الحزبان الرئيسيان الجمهوري والديمقراطي على طرفي المنافسة،
سيما ان الاول يسعى الى التعويض عن خسارته اغلبية المقاعد النيابية في
الدورة الانتخابية الحالية.
فيما يشكل الرئيس الامريكي اوباما دفعا لا بأس به في حظوظ الحزب
الديمقراطي المنتمي اليه، بعد ان استطاع خلال فترة ولايته سن العديد من
القوانين الاصلاحية التي ساهمت في تعزيز شعبيته، على الرغم من امتعاض
البعض لسياسته الخارجية خصوصا في منطقة الشرق الاوسط.
اوباما يجذب الشباب
فقبل اقل من اسبوع من الانتخابات الاميركية، شارك باراك اوباما في
البرنامج التلفزيوني الهزلي "دايلي شوو" سعيا منه في اللحظة الاخيرة
لاجتذاب الناخبين الشباب الذين ستكون اصواتهم اساسية بالنسبة لحزب
الرئيس في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي وقت يستعد الديموقراطيون لهزيمة في مواجهة الجمهوريين الذين
ترجح استطلاعات الراي ان يستعيدوا الغالبية في مجلس النواب، اصبح
اوباما اول رئيس يشارك اثناء ولايته في برنامج المقدم اللاذع النبرة
جون ستيوارت الذي يلقى رواجا كبيرا ولا سيما بين الديموقراطيين الشباب.
واقر الرئيس خلال البرنامج بان "التغيير" الذي وعد به عام 2008
سيستغرق بعض الوقت.
وقال "ان هذه الفكرة بانه سيكون في وسعنا تغيير (اسلوب الحكم في)
واشنطن بشكل سريع .. انها فكرة قيد التنفيذ، ولن تتحقق بين ليلة وضحاها".
وقال "حين وعدنا خلال الحملة (عام 2008) ب+تغيير يمكن ان تؤمنوا به+،
لم يكن هذا تغييرا يمكن ان تؤمنوا به بعد 18 شهرا".
وكان المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس دافع عن مشاركة اوباما
في البرنامج. وقال "اعتقد ان الناخبين الشباب يتابعون هذا البرنامج،
وهو مكان من المفيد الظهور فيه من اجل الوصول اليهم".
واضاف ان "الرئيس لم يتردد يوما في الظهور في الاماكن التي يمكن
للناس فيها تلقي رسالته".
وتشير آخر استطلاعات الرأي الى فسحة امل للديموقراطيين ولا سيما في
كاليفورنيا (غرب) حيث لم تؤثر ملايين الدولارات التي انفقها الجمهوريون
على نسبة التاييد للمرشحين الديموقراطيين.
وتتقدم السناتور الديموقراطية المنتهية ولايتها باربرا بوكسر على
المديرة السابقة لشركة هيولت-باكرد كارلي فيورينا ب52 نقطة مقابل 43
بحسب استطلاع للراي اجرته جامعة سافولك.
كما يتقدم جيري براون المرشح الديموقراطي لخلافة الحاكم ارنولد
شوارزنيغر على منافسته الجمهورية ميغ ويتمان مديرة اي-باي سابقا ب50
نقطة مقابل 42.
ويشير استطلاع اخرى للرأي الى تحقيق الديموقراطيين تقدما في فرجينيا
الغربية (شرق) وبنسيلفانيا (شرق) ونيفادا (غرب) حيث يرجح فوز مرشحيهم
لمجلس الشيوخ، ما سيساعد الرئيس على الاحتفاظ بالغالبية فيه.
اما في ما يتعلق بالمرشحين لمجلس النواب، فمن المتوقع ان يحصل
الجمهوريون بسهولة على المقاعد الاضافية ال39 التي يحتاجون اليها
لانتزاع الغالبية من الديموقراطيين، بحسب توقعات الخبير السياسي تشارلي
كوك الذي رجح عبر شبكة ام اس ان بي سي ان يفوز الجمهوريون ب48 الى 60
مقعدا اضافيا.
غير ان الرئيس السابق بيل كلينتون اعلن لشبكة ايه بي سي ان "اعتبارنا
مهزومين سيكون خطأ فادحا".
واضاف من شيكاغو التي زارها لدعم المرشح الديموقراطي لمقعد باراك
اوباما السابق في مجلس الشيوخ اليكسي جيانولاس "لم يسبق لي ان شهدت
انتخابات بهذا المستوى من المنافسة".
وتشمل انتخابات الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر مقاعد مجلس النواب
ال435 و37 من مقاعد مجلس الشيوخ المئة (مقعدان لكل ولاية)، فضلا عن
مناصب 37 حاكما.
وتجري هذه الانتخابات في منتصف ولاية باراك اوباما ما بين فوزه في
انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2008 والانتخابات الرئاسية المقبلة عام
2012.
وتاريخيا تسجل الانتخابات في منتصف اول ولاية لرئيس اميركي خسائر
لحزبه في الكونغرس والولايات.
وفي حال سيطر الجمهوريون على مجلس النواب، فذلك سيمكنهم من التحكم
بالبرنامج التشريعي في الكونغرس وسيعطيهم قدرة على التحقيق في اداء
ادارة اوباما.
رجعية الجمهوريين
في السياق ذاته اتهم الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة
الجمهوريين بتبني مواقف رجعية وراديكالية خلال حملته لدعم اعضاء مجلس
الشيوخ الديموقراطيين المهددين بفقدان مناصبهم خلال انتخابات منتصف
الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر.
والتقى اوباما بالحشود في لوس انجليس في ولاية كاليفورنيا. وقال
اوباما ان ابراهام لنكولن اول رئيس جمهوري ما كان ليفوز بترشيح الحزب
الجمهوري في العصر الحديث. وتساءل "بصراحة، هل تتخيلونه قادرا على
الحكم مع هؤلاء القوم؟"
واتهم اوباما الجمهوريين بانهم وقفوا متفرجين في حين كان هو يعمل
على انقاذ الاقتصاد من ركود ثان عظيم، وبانهم يريدون العودة الى نظام
ضريبي متساهل كان السبب في الازمة اصلا.
وقال "هذه الاجندة التي تقدم نفسها على انها تتخذ موقفا محافظا،
ليست متحفظة. لقد احدثت تغيرا راديكاليا من فائض قياسي الى عجز قياسي،
وتسببت بالفوضى في البورصة، ودمرت اقتصادنا تقريبا".
وقال اوباما خلال خطاب في اطار حملته لدعم السناتورة باربرا بوكسر "هذا
خيار بين الماضي والمستقبل بين الخوف والامل بين التراجع والتقدم. وانا
لا اعرف موقفكم لكني اريد ان اتقدم الى الامام". واضاف "انهم يتمسكون
بالافكار البالية نفسها".
وتحدث خلال تجمع ثان في لوس انجليس قدم خلاله الممثل جيمي فوكس عرضا،
امام نحو 32500 شخص.
وانتقل اوباما الى نيفادا بهدف دعم السناتور هاري ريد زعيم الاغلبية
في مجلس الشيوخ المهدد بفقدان منصبه في اليوم الثالث من حملة استمرت
اربعة ايام وشملت كذلك اوريغون ومينيسوتا السبت.
الناخبون اليهود
من جانب آخر لا يبدو مزاج اليهود الاميركيين مناسبا للحزب
الديموقراطي الذي يشكلون عمادا تقليديا له، اذ يأخذ بعضهم على باراك
اوباما موقفه من اسرائيل.
ويبدو الديموقراطيون عاجزين عن حشد ناخبيهم الاساسيين وخصوصا السود
والشبان واليهود بينما يمكن ان يفوز الجمهوريون بعدة مقاعد لحكام
الولايات ويحصلوا على الاغلبية في احد مجلسي الكونغرس على الاقل.
وتراجعت شعبية الرئيس الاميركي بشكل كبير بين الناخبين اليهود. وكشف
استطلاع للرأي اجرته صحيفة "كليفلاند جويش نيوز" ان 51 بالمئة من
اليهود الاميركيين راضون عن سياسة اوباما مقابل 44 بالمئة ليسوا راضين
عنها.
وكانت نسبة الراضين عن سياسة اوباما 57 بالمئة في آذار/مارس و79
بالمئة في ايار/مايو 2009. ولا يشكل اليهود اكثر من اثنين بالمئة من
الناخبين الاميركيين لكن نشاطهم ومشاركتهم المالية السخية في الحياة
السياسية يمنحهم وزنا مهما.
وقال ايرا شيسكين من جامعة ميامي ان "النظرة الى اوباما عن حق او عن
غير حق، هي انه اقل دعما لاسرائيل من سابقيه".
وقد اثارت انتقادات الرئيس الاميركي لسياسة اسرائيل في مسألة
الاستيطان في الضفة الغربية استياء بعض اليهود الاميركيين وخصوصا الذين
يشكلون دعما ثابتا لاسرائيل والذين يلتزمون بعض الحذر ازاء رئيس من اصل
افريقي يحمل اسما عربيا.
واعترف مايكل كوريتسكي الكاتب المقيم في هوليود شمال ميامي بان "اوباما
ليس افضل صديق لاسرائيل لكن الحزب الجمهوري انحرف الى اليمين الى درجة
اصبح الامر معها مزعجا".
واضاف "اعتقد ان الكثير من الاميركيين المؤيدين لاسرائيل يميلون الى
الجمهوريين التقليديين".
ويرى بعض المحللين ان الحركة المحافظة حزب الشاي "تي بارتي" لا
تتمتع باي شعبية بين اليهود لكنها تمكنت من التأثير عليهم الى حد ما
بما في ذلك عبر نشر شائعات (تم نفيها) حول ديانة اوباما.
وقال جيف غرينمان (55 عاما) الذي يعمل في السياحة وسيصوت للجمهوريين
ويتردد على كنيس بوكا راتون "اعتقد ان اوباما مسلم". وهو يرى ان "الجمهوريين
اكثر تأييدا لاسرائيل من الديموقراطيين على كل حال".
والى كل هذه الاعتبارات، يقول شيسكين ان تصويت اليهود "سيكون مثل كل
الناخبين الآخرين متأثرا بمواقف المرشحين من قضايا المجتمع وخصوصا حق
الاجهاض وحقوق مثليي الجنس وخصوصا المشاكل الاقتصادية".
ويعيش اكثر من 600 الف يهودي في جنوب فلوريدا التي تضم اكبر جالية
يهودية اميركية قرب نيويورك.
وقد سجلت نسبة بطالة مرتفعة (11,7 بالمئة) في هذه الولاية في آب/اغسطس
واعلى من المعدل العام. وقد تأثرت بشكل اكبر من المناطق الاخرى بنتائج
انهيار سوق العقارات.
ويمكن ان يحذوا يهود فلوريدا حذو روبرت ويكسلر البرلماني
الديموقراطي السابق المؤثر جدا في هذه الجالية واعلن دعمه في انتخابات
مجلس الشيوخ لتشارلي كريست الحاكم الجمهوري المنتهية ولايته الذي اختار
الترشح كمستقل. ويتقدم على كريست في استطلاعات الرأي مرشح محافظ اكثر
تشددا هو ماركو روبيو.
وقالت ساري بلوم وهي سكرتيرة تبلغ من العمر 45 عاما ان "روبيو سيكون
كارثة"، مؤكدة انها ستدعم تشارلي كريست لانه "افضل ما يمكن ان يأمله
يهودي ديموقراطي".
تعبئة لا سابق
الى ذلك اظهر استطلاع للرأي تقدم المعارضة الجمهورية التي تشهد
تعبئة لا سابق لها بينما تتجه انظار الديموقراطيين الى السيدة الاولى
ميشيل اوباما.
واشار استطلاع للراي اجرته صحيفة "يو اس ايه توداي" الواسعة
الانتشار الى ان 63% من الناخبين الجمهوريين او المرتبطين بالجمهوريين
اكثر حماسة من المعتاد لفكرة التوجه الى صناديق الاقتراع. ولا تتجاوز
هذه النسبة 37% من الديموقراطيين الحزب الذي ينتمي اليه الرئيس باراك
اوباما.
وهذا الهامش البالغ 26 نقطة هو الاكبر الذي تم تسجيله منذ بدأ معهد
غالوب الاستطلاع حول الموضوع في العام 1994 عندما تقدم الحزب الجمهوري
على منافسه بتسع نقاط. وكانت نتيجة الانتخابات انتصار تاريخي
للجمهوريين الذين حصلوا على الغالبية في مجلسي النواب والشيوخ.
ودعم الاستطلاع الذي حدد هامش الخطأ فيه 4% النظرية المنتشرة بين
وسائل الاعلام الاميركية بان الجمهوريين يشهدون تعبئة ناشطة بشكل كبير.
الا ان الديموقراطيين اكدوا انه وبالنظر الى توقعات التصويت في عدد
من الولايات الاساسية فان نسبتهم جيدة والجهود التي يبذلونها حاليا
لتعبيئة ناخبيهم ستظهر نتائجها في الانتخابات التي ستشهد تنافسا اكبر.
وقام الديموقراطيون بهدف الحصول على العدد الاكبر من توقعات الاصوات،
ببث تسجيل فيديو للسيدة الاولى دعت فيه الناخبين الى عدم انتظار يوم
التصويت واتخاذ قرارهم باسرع وقت.
وقالت اوباما في الرسالة التي يمكن مشاهدتها على الانترنت "رئيسنا
بحاجة لمساعدتكم، لاصواتكم. لذلك لا تنتظروا، بل صوتوا الان".
وسيتم في الانتخابات المقررة في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر
المقبل انتخاب اعضاء مجلس النواب ال435 و37 من اصل مئة مقعد في مجلس
الشيوخ (اثنان تعينهما الحكومة) بالاضافة الى 37 منصب حاكم.
وتتزامن هذه الانتخابات مع منتصف الولاية الرئاسية. وكان اوباما
انتخب في تشرين الثاني/نوفمبر 2008 وتنتهي ولايته في 2012. واشار خبراء
الى ان لدى الجمهوريين فرصا كبيرا بالفوز بالمقاعد ال39 التي يحتاجون
اليها لكسب الغالبية في مجلس النواب. لكن من غير المتوقع ان يفوزوا
بالمقاعد العشر التي يحتاجون اليها لضمان الغالبية في مجلس الشيوخ.
الا ان سيطرة الجمهوريين على اي من المجلسين معناه السيطرة على جدول
اعمال النظام التشريعي في واشنطن وبالتالي سلطة اكبر على ادارة اوباما.
وايا تكن النتائج الثلاثاء المقبل، فان على الجمهوريين ان يحددوا
لانفسهم هدف الفوز على اوباما في الانتخابات الرئاسية في 2012 بحسب
زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل لصحيفة "ناشيونال
جورنال" المتخصصة في الشؤون السياسية الاميركية.
وقال ماكونل في مقابلة نشرت الاثنين "علينا ان نعطي مرشحنا الحظوظ
القصوى للفوز".
وشدد ماكونل على ان الجمهوريين يجب ان يكونوا اكثر "حنكة" مما كانوا
عليه في 1994 عندما استعادوا الغالبية في الكونغرس لكن اعيد انتخاب
الرئيس الاميركي بيل كلينتون لولاية ثانية في العام 1996.
رئاسة واحدة
من جهتهم اتهم كبار مستشاري الرئيس الامريكي باراك اوباما زعيم
الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل باستخدام أساليب اثارة العراقيل
والمناورة لقوله انه يريد ضمان ان يكون أوباما رئيسا لفترة واحدة.
وقبل اسبوع من انتخابات الكونجرس سلم مسؤولو البيت الابيض بأن
الجمهوريين سيكسبون مقاعد في انتخابات نصف المدة التي تجري يوم
الثلاثاء القادم وقالوا ان اوباما سيختبر ما اذا كانوا مستعدين للعمل
معه.
وقال ديفيد أكسلرود وهو من كبار مستشاري اوباما لتلفزيون (ام.اس.
ان.بي.سي.) "سيزيد عدد اعضاء الكونجرس الجمهوريين. نحن مستعدون للعمل
معا. السؤال هو هل هم مستعدون للعمل معنا؟"
وكثير من الامريكيين في مزاج معاد للادارة في واشنطن وهو أمر يحتمل
بشدة معه ان تدور معارك سياسية بين الديمقراطيبن والمعارضة الجمهورية
بشأن الضرائب والانفاق والعجز عندما ينعقد الكونجرس الجديد في يناير
كانون الثاني.
وسينظر الى معظم الخطوات التي يتخذها الجانبان في سياق حملة
انتخابات الرئاسة لعام 2012 التي سيسعى فيها اوباما للفوز بفترة ثانية
مدتها أربع سنوات وسينافسه الجمهوريون على المنصب.
وأثار مكونيل غضب البيت الابيض باعلانه ان الجمهوريين سيحرصون على
مدى العامين القادمين على ألا يظهر سلوكهم الرئيس في ضوء ايجابي حتى لا
يساعدوا في اعادة انتخابه.
وقال مكونيل "أهم شيء على الاطلاق نريد تحقيقه هو ان يكون الرئيس
اوباما رئيسا لفترة واحدة."
وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز ان اوباما يعتقد انه
يمكن ايجاد أرضية مشتركة بين الحزبين.
وقال جيبز "الرسالة الاولى التي جاءت من السناتور مكونيل هي رسالة
مخيبة للامال الى حد بعيد ومفادها انه بغض النظر عن نتيجة هذه
الانتخابات ستكون أساليب اثارة العراقيل والمناورة هي ينبغي للشعب
الامريكي أن يتوقعه على مدى العامين القادمين."
ورد دون ستيوارت المتحدث باسم مكونيل قائلا ان "وضع نهاية في أقرب
وقت ممكن لجدول الاعمال الليبرالي الذي تتبعه ادارة اوباما هو الاولوية
السياسية الاولى للسناتور مكونيل."
وأضاف "الشعب الامريكي يطالب بالتركيز على الوظائف وتصحيح أوضاع
اقتصادنا. وبدلا من ذلك ولمدة عامين اتجه الرئيس والغالبية في الكونجرس
الى أقصى اليسار وعملوا على تنفيذ جدول أعمالهم الليبرالي."
ويأتي هذا النزاع قرب نهاية موسم الحملة الانتخابية المرير الذي
كثيرا ما تبادل فيه اوباما وخصومه الجمهوريون الاتهامات بتأييد سياسات
زادت تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.
ملياردير يهودي يدعم الجمهوريين
من جهته دفع الملياردير اليهودي الاميركي شيلدون اديلسون احد ابرز
داعمي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، عدة ملايين الدولارات
لهيئات تابعة للجمهوريين ناشطة في معارضة الرئيس باراك اوباما، على ما
افادت صحيفة هآرتس.
وقدم الملياردير من لاس فيغاس في 2009 مليون دولار الى منظمة تنشط
لدعم مرشحين جمهوريين اثناء انتخابات الحكام وقدم هذا العام نصف مليون
دولار دعما للجمهوريين، بحسب ما كشفت الجمعة الصحيفة الاسرائيلية
اليسارية.
وفي 2008 ساهم اديلسون في الحملة الانتخابية الرئاسية لجون ماكين
المرشح الجمهوري الذي نافس اوباما، بمبلغ قدره خمسة ملايين دولار، بحسب
هآرتس.
واضافت الصحيفة ان شيلدون اديلسون حامل الجنسية الاميركية يعد من
المانحين الرئيسيين للحزب الجمهوري وخصوصا لنويت غينغريش الوجه البارز
في الاوساط المحافظة والرئيس السابق لمجلس النواب.
واضافت الصحيفة "هذا يندرج بشكل طبيعي ضمن اللعبة الاميركية. اما ما
قد لا يعد كذلك فهو ان يكون احد اكبر معارضي الرئيس (الاميركي) احد
افضل اصدقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي".
وتابعت "في الماضي كان رؤساء الوزارات يعرفون كيف يناورون بين
الادارة والكونغرس. وقبل الانتخابات حدث ان اعلن بعضهم دعمه للرئيس
الحالي الساعي الى الفوز بولاية ثانية. غير ان نتانياهو احدث سابقة
لجهة انه الوحيد الذي يبدو انه يامل في ان يخسر الرئيس (الاميركي) في
الانتخابات التشريعية". واكد "يبدو بديهيا انه يرغب بقوة في ان يهيمن
الجمهوريون على مجلس النواب".
واديلسون متعهد العقارات وصاحب كازينوهات تقدر ثروته باكثر من 26
مليار دولار، وكان اطلق في 2007 صحيفة يومية مجانية "اسرائيل هيوم"
التي تطبع 200 الف نسخة بهدف معلن وهو دعم نتانياهو زعيم اليمين
الاسرائيلي. واصبحت هذه الصحيفة ثاني اهم صحيفة يومية لجهة عدد النسخ
المطبوعة.
وفي 2008 لم يخف قادة حزب الليكود المعارض حينها عشية الانتخابات
الاميركية، تحفظاتهم ازاء اوباما مشديدين في المقابل بخصمه الجمهوري
ماكين.
حزب القهوة
شاي او قهوة؟ بات هذا الخيار ممكنا في المشهد السياسي الاميركي مع
قيام حركة جديدة اطلقت عبر موقع فايسبوك الاجتماعي هي حركة "حزب
القهوة" (كوفي بارتي) المصممة على اضفاء نفحتها "التقدمية" على
الانتخابات التشريعية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، في مواجهة
حركة "حزب الشاي" المحافظة.
وقد نشأ "حزب القهوة" اثر الزخم الشعبي الذي ساد في نهاية كانون
الاول/يناير مع احتدام الجدل حول اصلاح النظام الصحي في الولايات
المتحدة.
وتروي مؤسسة الحركة انابيل بارك ان الشبكات الاجتماعية كانت رائجة
وبفضل اولها "فيسبوك" "بدأ كل شيء".
وتقول معدة الوثائقيات هذه "لقد سئمت من حزب الشاي" في معرض حديثها
عن الحركة المحافظة التي انطلقت في 2009 بعد انتخاب الرئيس الاميركي
باراك اوباما والتي اطلق عليها هذا الاسم من وحي انتفاضة الاميركيين ضد
الضرائب في عهد الامبراطورية البريطانية التي فرضت على الشاي قبل حرب
الاستقلال.
وقالت بارك وهي اميركية ولدت في كوريا الجنوبية وتعتبر نفسها اقرب
الى الديموقراطيين "لقد اطلقت صفحة على فيسبوك للتعبير عما افكر به
وبدأ عدد من الاشخاص بالانضمام الي عبر القول +يجب ان نطلق حزبنا الخاص+".
وبعد مقالة نشرت في صحيفة "واشنطن بوست"، "انطلق الامر" كما اضافت
مشيرة الى ان "الاف الاشخاص بدأوا بالانضمام الينا. وقد اسس بعضهم
لجانه المحلية".
وبعدما اطلق كمشروع شخصي، وضع حزب القهوة حينئذ برنامجا سياسيا "غير
محازب" يستند على اساس مشاركة اكبر للاميركيين في قرارات ادارته على
عكس حزب الشاي الذي ينتقد بسخرية قرارات الحكومة.
وبعد اشهر، اصبح حزب القهوة قادرا على تقديم مرشح لعضوية مجلس
النواب في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر في ميسوري (وسط) وعلى جمع 300
الف مؤيد على صفحته على فيسبوك، مقابل 150 الفا للجنة الوطنية
للديموقراطيين و186 الفا للجمهوريين على سبيل المقارنة.
وتقول بارك "انه رد فعل من قبل كل الناس على حزب الشاي، لانه في
الصحف ووسائل الاعلام يفاخر حزب الشاي بانه يمثل اميركا، الحقيقية. لكن
مفهومهم للتغيير خطير".
لكن المؤيدين لهذه الحركة على الانترنت لا يمكنهم التنافس مع القوة
الضاربة التي يشكلها حزب الشاي القادر على حشد عشرات الاف الاشخاص كما
اثبت الشهر الماضي في واشنطن.
ويقول مسؤولو حزب القهوة ان الحركة ناشئة وهم يعتزمون الانتقال من
العالم الافتراضي الى العمل الواقعي على الارض كما حصل في وودبريدج
(فرجينيا، شرق) حيث استعرضت انابيل بارك لتوها الاوضاع مع ناشطين
محليين. وعقد اللقاء مساء في مقهى.
ويقول غريغ رينولندز (65 عاما) ان حزب الشاي يعتبر "نهضة لليمين
المتشدد، وغالبيتهم من الناشطين المسيحيين الذين يدعمون هؤلاء الذين
يملكون الاموال والسلطة".
ويتجه النقاش سريعا الى مسالة تمويل الاحزاب السياسية وهي محور
معركة "حزب القهوة".
وقالت انابيل بارك التي تدعو الى اصلاح شامل للنظام، "الطريقة التي
تمول فيها الانتخابات تتيح تعرض رجال السياسة للرشوة لانهم بحاجة الى
ملايين الدولارات من اجل حملاتهم".
ويستمع غريغ رينولدز المتقاعد المنخرط في العمل السياسي منذ سنوات
الى بارك بدقة متوقعا ان يصبح حزب القهوة تنظيما يحظى بثقل. لكنه يقول
بواقعية تسودها مرارة "لا اعتقد ان ذلك سيحصل وانا على قيد الحياة". |