ان سبب تعرض العراق الجديد الى الحملات الاعلامية المعادية، يعود
الى امرين مهمين:
الاول؛ هو حالة الاستعداء المحكم التي تسيطر على الاعلام المعادي
ازاء كل ما يخص العراق الجديد، فالحملات الاعلامية، الاخيرة كمثال على
ذلك، لا تستهدف شخصا او طائفة او قائمة معينة، وانما تستهدف تقويض
العملية السياسية الجديدة برمتها وتدمير التجربة الديمقراطية التي يبذل
العراقيون كل ما بوسعهم من اجل المضي بها قدما.
كما انها تستهدف الجهود التي تبذلها شعوبنا للانعتاق من ربقة
الديكتاتورية، من خلال رسالة مفادها ان ثمن الديمقراطية عظيم لا ينبغي
لمثلها ان تدفعه، فالخضوع للحاكم والخنوع للاسر الحاكمة اقرب للعافية.
والثاني: هو ضعف اداء الاعلام الوطني، ان على الصعيد المهني اوعلى
صعيد الرسالة الاعلامية، بالاضافة الى اتخاذه موقف المدافع ابدا وكان
العراق متهم على طول الخط، وان التهمة هي الاصل في التعامل معه وما
سواها شذوذ.
ان الاعلام خطط وادوات وفن للتنفيذ، فاذا فقد احد هذه الاركان لم
ينجح في التأثير على الراي العام، وقد يتحول تأثيره في بعض الاحيان الى
تأثير عكسي يضر بالمصلحة العامة ويكون حجة علينا بيد العدو.
ان ما يؤسف له حقا هو ان العراق الجديد، وبعد مرور اكثر من سبعة
اعوام على التغيير والتحول نحو الديمقراطية، لا زال يتعامل مع الاعلام
المعادي، وكانه متهم فلا يعرف كيف يهجم ولذلك ظل يدافع عن نفسه بعد ان
نجح الاعلام المعادي في وضعه في قفص الاتهام، وهذا خطا كبير ينبغي
الانتباه له من اجل ان يتحول اعلامنا الوطني الى اعلام هجومي يغزو
الخصم في عقر داره، بدلا من ان يغزونا في عقر دورنا، وصدق امير
المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام حينما قال مخاطبا اصحابه
{اغزوهم قبل ان يغزوكم، فوالله ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا}.
ان الاعلام معركة، فهل يجوز لجندي او ضابط ان ينزل الى ساحة
المعركة يحمل سيفا خشبيا ليواجه به عدوا يحمل بندقية مثلا؟ بالتاكيد لا
يجوز له ذلك لان النتيجة الحتمية لمثل هذه المواجهة ستكون الهزيمة
المحققة التي ستنزل بالجندي او الضابط.
كذا الاعلام، فاذا ظلت سيوفنا خشبية والخصم يمتلك كل هذه القنابل
الاعلامية من الوزن الثقيل، عندئذ لا يمكننا ان نواجهه، واذا واجهناه
فستكون النتيجة الحتمية هي الهزيمة، كما حصل اليوم عندما شن الاعلام
المعادي حملته الجديدة ضد العراق الجديد تحت ذريعة الكشف عن وثائق
مزعومة، سربتها جهات اميركية الغرض الحقيقي منها هو الضغط على الكتلة
البرلمانية الاكثر عددا، واقصد بها التحالف الوطني، من اجل تغيير
تحالفاته السياسية من جهة، وللضغط عليه لاستعداء واحدة من اهم واكبر
جارات العراق واقصد بها الجمهورية الاسلامية في ايران، من اجل تحقيق
غايات سياسية معروفة وواضحة، من جهة ثانية.
ومن اجل النهوض بواقع اداء الاعلام الوطني العراقي، فاننا، برايي،
بحاجة الى ما يلي:
اولا؛ وضع الخطط الاعلامية اللازمة، فمن خلال متابعتي للاعلام
الوطني تبين لي انه اعلام ردود الافعال وليس اعلام الافعال، وكانه
ينتظر من يسئ للعراق الجديد ومن يهجم او يطلق حملة اعلامية معادية ضده،
ليبدا اعلامنا بالدفاع والرد، فالى متى يظل اعلامنا يتعامل بهذه
الطريقة؟.
ان الدفاع اسوأ وسيلة للدفاع، لانك ستنشغل بنفسك وتقضي الوقت للبحث
عن المبررات، اما اذا كنت تمتلك الخطط الاعلامية الفاعلة فانها ستنقلك
الى الهجوم من خلال الحملات والهجمات الاعلامية الاستباقية، التي تغزو
الخصم في عقر داره فتلهيه بنفسه عن الاساءة اليك.
كما ان غياب الخطط الاعلامية طويلة الامد، يوقعك في التناقضات
عندما تحاول التعامل مع هجمة اعلامية، او تفكر في الدفاع عن نفسك، ولقد
راينا كيف ان اركان (الدولة) العراقية التي اهتزت بسبب وثائق مزعومة،
تناقضت بشكل غريب وهي تتعامل مع الهجمة الاعلامية الاخيرة، وكانها
فوجئت بها، والسبب واضح في ذلك، الا وهو غياب الخطط الاعلامية، التي
تقود الى العمل الاعلامي الاستباقي.
كذلك فان الخطط الاعلامية تمكننا من الاستعداد لمثل هذه الهجمات
الاعلامية الكيدية، من دون ان تفاجئنا، لان عنصر المفاجأة عادة ما يعمل
بتاثير سلبي على صاحبه، وبتاثير ايجابي لصالح من يوظفه.
ثانيا؛ تحديث الادوات والوسائل، من خلال النهوض بمستوى الاداء
الاعلامي سواء للوسيلة الاعلامية بالمجمل او لكل اعلامي كشخص يعمل في
هذا المجال.
ومن اجل تحقيق ذلك، فاننا بحاجة:
الف: التمييز بين الدعاية والاعلام، فلقد تحولت جل وسائلنا
الاعلامية الى وسائل للدعاية الحزبية واحيانا الشخصية، فغابت بذلك
الرسالة الاعلامية، ما ضيع عليها فرصة استقطاب اكبر عدد من المتلقين
الذين تحولوا الى فئات معينة تتابع كل وسيلة من هذه الوسائل الاعلامية،
فالمتلقين لكل وسيلة هم (المحازبين) لهذا الحزب او تلك الشخصية فقط.
باء: يتصور بعض القائمين على الاعلام بان مهمة الدفاع عن العراق لا
تتحقق الا من خلال الدفاع المستميت عن زيد او عمرو، وهذا خطا، ففي
احيان كثيرة يعد النقد والمتابعة واحيانا حملات النقد اللاذع من خلال
الكشف عن الاخطاء والنواقص وربما الفساد، هو الطريق الامثل ليس للدفاع
عن العراق فحسب، وانما للدفاع حتى عن زيد او عمرو، لان المديح والدفاع
المباشر عادة ما يكون سبب مباشر ومهم من اسباب الملل الذي يصيب المتلقي،
وكذلك فهو سبب مباشر لفقدان الوسيلة الاعلامية لمصداقيتها بين الناس.
ان للدفاع وسائله وطرقه وادواته، لا ينبغي ان يجري بطريقة تعسفية
يشعر بها المتلقي وكانه مجبر على تصديق هذا الدفاع.
جيم: تطوير اللغة العلمية في خطابنا الاعلامي، فلقد تابعت مثلا عدد
من البرامج الحوارية التي نظمتها عدد من الفضائيات العراقية للرد على
الهجمة الاعلامية المعادية الاخيرة، والذي لفت انتباهي هو انه لم تلجا
اية واحدة منها الى وثيقة او صورة او تسجيل صوتي مثلا او اي شئ آخر من
هذا القبيل، والذي يزيد من قيمة الحوار ومصداقية البرنامج الحواري،
فماذا ينفع الكلام المجرد في الرد على وثائق وصور وافلام وثائقية وما
اشبه؟.
اننا وبكل تاكيد لا يمكن ان ننجح في التصدي لمثل هذه الهجمات
الاعلامية المعادية التي توظف الوثيقة، بكلام مجرد لا يستند على حقيقة،
وثيقة مثلا، ولذلك ينبغي ان نطور من لغتنا العلمية في اعلامنا الوطني
بشكل يكون فيه قادرا على مواجهة الخصم.
ثالثا؛ ان نطور فن التنفيذ الاعلامي، فلا يكفي ان يمتلك المرء خططا
اعلامية وادوات ناجحة اذا لم يكن المرسل، بكسر الراء، المذيع هنا مثلا
او معد البرنامج، او حتى المتحدث للوسيلة الاعلامية من المسؤولين
تحديدا وسواهم، على مستوى عالي من الاداء الاعلامي.
انني استغرب من بعض معدي البرامج السياسية تحديدا، كيف اجيز له ان
يظهر على الشاشة ومعه عدد من الضيوف، وهو لا يمتلك اية ثقافة سياسية،
فضلا عن انه يفتقر الى الخلفية السياسية التي تؤهله للتحاور مع ضيوفه؟
كما انني استغرب من بعض المذيعين الذين لا يمتلكون اية لياقات فنية
تؤهلهم للظهور امام عدسة الكاميرا، يخاطبون المتلقي بلغة ركيكة وحركات
ضعيفة والقاء بوتيرة واحدة لا تشد المشاهد ولا تشجعه على مواصلة
المتابعة.
اما بعض المسؤولين، فعلى الاسلام السلام، اتمنى لو انني لم ارهم
على الشاشة الصغيرة بالمرة، ولو انهم كانوا يبحثون عن (الثواب) من وراء
ظهورهم بالاعلام، فانني اجزم بان اكبر الثواب الذي يمكن ان يحصلوا عليه
هو بعدم ظهورهم في الاعلام، لان حديثهم يوهن الصم الصلاب، ويضعف
الارادات.
انني اتمنى على كل مؤسسات الدولة العراقية الجديدة ان تخضع، بضم
التاء، كل المسؤولين الذين يحبون الظهور في الاعلام الى دورات اعلامية
يتعلمون فيها كيف يتحدثون وكيف يحاورون وكيف ينقلون رسالتهم الحقيقية
الى المتلقي عبر الاعلام ووسائله المختلفة، والا فسنظل نخسر المعركة
الاعلامية لا زال امثال هؤلاء هم الذين ينقلون رسالة العراق الجديد الى
الراي العام.
ليس من العيب ان لا يظهر المسؤول في الاعلام، وانما العيب كل العيب
في ان يظهر بصورة سيئة.
كما انه ليس من العيب ان يتعلم المسؤول فن الاعلام والحديث
الاعلامي، انما العيب كل العيب في ان يرفض التعلم، فيكون حاله، عند
الظهور بالاعلام، حال الاحمق، يريد ان ينفعنا فيضرنا.
عود على بدء، بالنسبة الى الحملة الاعلامية الشرسة التي تعرض لها
العراق الجديد مؤخرا، فان هناك اكثر من دليل على ان الحملة تستهدف
العراق والعملية السياسية وصندوق الاقتراع والتجربة الديمقراطية، والا
كيف اصبحت الوثائق الاميركية، بغض النظر عن صحتها من عدمه، مصدر الهام
للاعلام العربي؟ هذا الاعلام الذي يسعى دائما للطعن بكل معلومة او خبر
مصدره الولايات المتحدة الاميركية، فكيف تحولت المعلومة الى الهام
يوظفه هذا الاعلام للطعن بالعراق الجديد؟ الا يعني ذلك ان الهدف ليس
كشف الحقائق وانما توظيف كل ما من شانه الطعن بالعراق وان كان تافها
وغير صحيحا ولا يستند الى الحقائق؟.
كما ان اكبر دليل على ان الحملة استهدفت العراق الجديد، وليس لكشف
الحقيقة كما يدعي الاعلام المغرض، هو انه لو كان الحاكم في بغداد لا
زال الطاغية الذليل صدام حسين ونظامه البوليسي الشمولي، هل شن الاعلام
العربي تحديدا مثل هذه الهجمة الشرسة؟ الم يظل هذا الاعلام يتستر على
جرائم النظام البائد ويبرر له جرائمه الوحشية وحروبه العبثية؟ اولم
يتستر هذا الاعلام على جريمة النظام في مدينة حلبجة البطلة التي رشها
بالاسلحة الكيمياوية فاستشهد الالاف من الابرياء؟ اولم يزل هذا الاعلام
يتحاشى الى الان الحديث عن مثل هذه الجرائم؟ اولم يزل ينكر جريمته في
المقابر الجماعية وفي غيرها؟.
اولم يتستر على جرائم جماعات العنف والارهاب التي ارتكبت ابشع
الاعمال غير الانسانية ضد العراقيين الابرياء؟ بل انه سعى بكل ما
يستطيع توظيفه الى ان يخلق من الارهابي اسطورة وانموذجا يحتذى ليغسل به
ادمغة الشباب المغرر بهم، تحت لافتات الجهاد والدفاع المزعوم؟.
ثم، اولم يتستر هذا الاعلام، والى الان، عن فضائح السجون في البلاد
العربية؟ اولم تتستر قناة (قطر) الى الان عن الحقائق المتعلقة بقاعدة
(العديد) العسكرية الاميركية، وهي التي تعادل مساحتها ثلثي مساحة
(دولة) قطر؟ والتي تعد اضخم قاعدة عسكرية اميركية في العالم وليس في
المنطقة فحسب؟.
اولم تتستر هذه القناة على اسرار الانقلاب العائلي الذي قاده
الامير الحالي ضد ابوه، عندما طرده من البلاد وتسلم السلطة خلفا له،
وبالطريقة المزرية التي لم يفعلها بأب الا ولد عاق؟.
اولم تتستر هذه القناة على اسرار العلاقات القطرية الاسرائيلية،
ودور العراب الذي تلعبه هذه (الدولة) لصالح التطبيع مع اسرائيل في
العالمين العربي والاسلامي؟.
اولم تتستر على زيارة الرئيس الاسرائيلي الى قطر وزيارته للمدارس
ولقائه والتحدث الى الطلاب، وكذلك نزوله الى الاسواق في العاصمة الدوحة
والتسوق والتحدث الى الناس؟.
اولم تتستر على زيارة امير قطر الى اسرائيل ولقائه بالمسؤولين هناك،
هذه الزيارة التي لم يطلع عليه الراي العام العربي الا بعد ان نشرت
تفاصيلها احدى القنوات التلفزيونية في اسرائيل، ثم نشر الفيلم على
الانترنيت؟.
اين هذا الاعلام من فضائح الحكام العرب والامراء؟ ليس في بلدانهم
فحسب وانما في مختلف دول العالم كما هو الحال مثلا مع الامير الشاذ
الذي القي عليه القبض مؤخرا في لندن متلبسا بجريمته الاخلاقية بعد ان
اتهم خادمه بالتقصير في اداء واجبه الشذوذي بحقه؟.
اين هذا الاعلام من الفساد المالي والاداري والتمييز العنصري
والطائفي الذي تمارسه الانظمة الشمولية التي تحكم البلاد العربية؟ اين
هو من حالات السجون المظلمة التي تمارس فيها كلاب السلطة اقسى انواع
التعذيب والقتل وتحطيم الشخصية والسحق المنظم لابسط حقوق الانسان ضد
المواطنين العزل بسبب اعتراضهم على سياسات النظام الحاكم مثلا او ما
اشبه؟.
اين هو من الانتهاك المنظم لاعراض الحرائر في سجون الحكام الظلمة
في طول البلاد العربية وعرضها؟ واين هو من الديكتاتورية التي الغت
انسانية المواطن، وحولته الى خادم للسلطة وازلامها.
اين هو من الفضائح المالية وفضائح الفساد الاخلاقي والشذوذ الجنسي
التي ازكمت انوف حتى الغربيين، واخجلت الامتين (العربية والاسلامية)
تلك التي يمارسها الامراء وابناء الامراء؟.
لو كان العراق يحكمه اليوم نظام سياسي شمولي لما تجرا احد على
التعرض له، ولكان حاله حال بقية البلدان العربية، حولها النظام
البوليسي الى صندوق مغلق لا يخرج منه خبر ولا يرده خبر، كما كان حال
العراق ايام الطاغية الذليل، الذي اسكت كل وسائل الاعلام العربي وغيرها
لصالح سياساته البوليسية ومنهجيته العدوانية في الحكم والادارة، من
خلال شراء الضمائر الميتة والاقلام الماجورة، فلا زالت الاحياء السكنية
الخاصة التي بناها الطاغية في العاصمة الاردنية عمان للماجورين من
الاعلاميين الاردنيين الذين كانوا يبررون له جرائمه مقابل حفنة من
المال الحرام يغدقه عليهم الطاغية، خير دليل وشاهد على ذلك.
انني اعتقد ان على الراي العام العراقي ان ينتبه الى حقيقتين
مهمتين بهذا الصدد:
الحقيقة الاولى؛ هو ان يتحصن ضد كل محاولة من قبل الاعلام المعادي
لشق صفوفه وتمزيق نسيجه والعودة بالعراق الى المربع الاول من خلال
الاثارات الطائفية وغيرها.
الحقيقة الثانية؛ هي ان مثل هذه الهجمات الاعلامية الشرسة الهدف
منها هو افشال التجربة الديمقراطية وليس لاسقاط هذا الشخص او تشويه
سمعة ذاك الشخص، ولذلك يجب علينا جميعا ان ندافع عن العراق وعن مستقبل
اجيالنا، من دون ان يعني ذلك التستر على الاخطاء او على الجرائم التي
يرتكبها هذا المسؤول او تلك المؤسسة.
ان الدفاع عن العراق لا يعني باي حال من الاحوال التستر على الخطا
او الجريمة، بل على العكس من ذلك فان الدفاع عنه يعني ان نلاحق الخطا
بانفسنا قبل ان ينبهنا عليه مثل هذا الاعلام المعادي الذي يسعى لتوظيف
مثل ذلك للنيل من العراق وتجربته الديمقراطية الرائدة.
كما ان على الكتل السياسية ان تعجل بتشكيل الحكومة المرتقبة، فان
التاخر كل هذه المدة يبقي الابواب مشرعة لهبوب مثل هذه الرياح الصفراء
على العراق واهله.
ان على مجلس النواب تحديدا ان يبادر فورا للالتئام لياخذ مكانه
الطبيعي في الدولة العراقية فيمارس مهامه الدستورية على اكمل وجه، ان
على صعيد التشريع او على صعيد الرقابة والمحاسبة والمساءلة.
كما ان على الحكومة ان تنتبه اكثر الى نفسها والى عملها، من خلال
محاسبة المقصرين والضرب بيد من حديد ضد كل من يرتكب جريمة بحق مواطن،
خاصة بعض عناصر ايتام النظام البائد من الذين استغلوا قوانين المصالحة
الوطنية فعادوا ليتسنموا مواقع المسؤولية في المؤسسات الامنية تحديدا،
ممن ارتكب جرائم بحق مواطنين ثم عمد الى تصويرها وتسريبها الى هذه
الجهة الاعلامية او تلك.
اتمنى ان يطلع الوزراء والقادة الامنيون على هذه الفقرة من حديثي
هنا لفتح تحقيق بهذا الشأن والذي اجزم انه سيقود الحكومة الى الكثير من
الحقائق التي غفلت عنها، اذ ستكتشف بان الكثير من الوثائق المزعومة
مصدرها ايتام النظام البائد ممن تسلل الى المؤسسات الامنية للكيد
بالعراق من خلال التواطؤ مع الاعلام التضليلي الطائفي المعادي.
* مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن |