شبكة النبأ: عندما تفكر في المضاربات
العقارية وأساليب الإقراض الملتوية تخطر على ذهنك الأزمة المالية
العالمية الراهنة. غير أن الصفقات العقارية المخادعة والمضاربات
المتقلبة كانت تنتمي دائما إلى لعبة مونوبولي.
ولمدة 75 عاما كانت هذه اللعبة التي تمارس على لوحة من الورق المقوى
مسلية لجمهور عريض وتغري الأشخاص الذين يشعرون بالبهجة في المشاركة في
لعبة يمكن من خلالها إلحاق "الدمار المالي" بأصدقائهم.
ووصلت هذه اللعبة إلى السوق الأمريكية بعد سنوات قلائل من حدوث
الركود الإقتصادي العالمي الكبير في الثلاثينيات من القرن الماضي
وسرعان ما انتشرت اللعبة في جميع أنحاء العالم : وهي متاحة اليوم في
111 دولة وبنحو 43 لغة.
ومع ذلك فليس ثمة تاريخ واضح يمكن معه الاحتفال بعيد ميلاد هذه
اللعبة، فقد تم تقديم طلب الحصول على براءة الاختراع الخاص بها في
أغسطس من عام 1935 غير أن شهادة تسجيل هذه البراءة لم تصدر إلا في
ديسمبر من نفس العام.
ولتسجيل رقم قياسي اليوم في لعبة مونوبولي ينبغي على اللاعب المتحمس
أن يفكر في أماكن مبتكرة لممارسة اللعبة وأن يبدي المخاطرة بأكثر من
مجرد المراهنة على المال. وعلى سبيل المثال قامت إحدى المجموعات
بممارسة هذه اللعبة داخل حوض استحمام لمدة 99 ساعة بينما زاولت مجموعة
أخرى اللعبة لمدة 200 ساعة فوق عمود التوازن.
وفي ألمانيا التي تعد لعبة مونوبولي إحدى أشهر ألعاب اللوحات فيها
احتفل ناشر اللعبة مؤخرا بعيد ميلادها الماسي عن طريق السماح للاعبين
باستخدام النقود التي يكسبونها في إطار اللعبة لشراء النسخة الجديدة من
مونوبولي التي تتخذ لوحتها شكلا مستديرا.
واستغرقت عملية البيع الخاصة هذه مدة 75 دقيقة بشكل رمزي في ميدان
ألكسندر ببرلين. بحسب وكالة الانباء الألمانية.
ويحظر بشكل رسمي بيع ولعب "مونوبولي" وهي كلمة إنجليزية تعني "الاحتكار"
في دولتين فقط في العالم هما كوريا الشمالية وكوبا اللتين أقامتا حواجز
وقيود حمائية ضد الاحتكار وذلك وفقا لما تقوله شركة هاسبرو الأمريكية
صانعة اللعبة ومالكة حقوق توزيعها.
وتساقطت دول أخرى كانت تمثل حصونا ضد الرأسمالية كقطع الدومينو.
وأدت سياسة الانفتاح التي عرفت باسم "جلاسنوت" إلى دخول اللعبة إلى
الاتحاد السوفيتي السابق عام 1988، وبعد ذلك بوقت قصير ظهرت في دول
أخرى بأوروبا الشرقية . كما تم إصدار نسخة صينية من مونوبولي.
ويرجع أصل لعبة مونوبولي إلى تشارلز دارو وهو مندوب مبيعات "عاطل"
لأجهزة السخانات المنزلية. ولم يكن يجول بخاطره عام 1935 أن اللعبة
التي ابتكرها ستبقى على مر التاريخ. وبعد أن صمم اللعبة ظل لفترة طويلة
يبحث عن ناشر يتولى طبعها وتوزيعها وذلك بعد أن لاحظ أن أصدقاءه
أحبوها.
وبمساعدة زوجته وابنه وفنان في التصوير والنقش، تم استئجاره، قام
بتطوير لوحة اللعبة ووضع عليها أسماء استعارها من أتلانتيك سيتي وهو
منتجع شهير يقع على ساحل نيوجيرسي جنوبي نيويورك.
وتكون الرميات المحظوظة لزهر اللعبة واتباع أسلوب تكتيكي في شراء
العقارات هو السبب في تحويل بعض اللاعبين إلى أباطرة للعقارات وإن كان
ذلك على الورق فقط. بينما يفلس المشاركون الآخرون في اللعبة بسبب سوء
الحظ وارتفاع أسعار الإيجارات بشكل فلكي.
وكان هناك عدة مخترعين آخرين لمثل هذه اللعبة تحت أسماء مختلفة،
ولكن دارو هو الذي نسبت هذه اللعبة إليه بسبب حصوله على براءة اختراع
باسمه للعبة التي أطلق علها اسم "مونوبولي" .
وضمن دارو اللعبة بعض الرموز التي لا تزال معترف بها حتى اليوم ومن
بينها المصباح الكهربي الذي يمثل شركة الكهرباء والقطارات السوداء التي
تمثل السكك الحديدية. ثم باع دارو حقوق اللعبة إلى شركة صناعة اللعب
"الإخوان باركر".
وخلال الأشهر التي سبقت عملية البيع أنتج دارو نحو خمسة آلاف لعبة
منها وباعها للمتاجر. وقد جعلت هذه اللعبة دارو مليونيرا وأنقذت شركة
الإخوان باركر من الدمار خلال فترة الأزمة الاقتصادية. |