المزاج... وتجارة النشوة وتعاطيها في العراق

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: بعيدا عن مشاكل السياسة وربما قريبا منها، كما يريد البعض في معالجنه لقضايا اجتماعية معينة، وليس اخرها السجالات المفتعلة حول وثائق ويكليكس المتعلقة بحرب العراق، والاتهامات المجانية التي بنيت على كشف المستور للجزيرة القطرية، بعيدا عن هذه المواضيع تحاول بعض وسائل الاعلام تسليط الضوء على مشاكل اجتماعية خطيرة لا يلتفت اليها المشتغلون بالسياسة الا قليلا، فتلك المشاكل ربما تعد طريقا لابعاد المبتلين بها عن هموم السياسة وبالتالي عدم التدخل فيها، رغم ماتفرزه من مشاكل صحية واجتماعية واسرية خطيرة.

أوردت الكثير من تقارير مكتب مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة: أن هناك ممرين رئيسيين نحو العراق، الذي تحول إلى مخزن تصدير تستخدمه مافيا المخدرات، مستفيدة من ثغرات واسعة في حدود مفتوحة وغير محروسة، فالعصابات الإيرانية والأفغانية تستخدم الممر الأول عبر الحدود الشرقية التي تربط العراق وإيران، أما مافيا تهريب المخدرات من منطقة وسط آسيا فتستخدم الممر الثاني الشمالي وصولا إلى أوروبا الشرقية إضافة إلى ذلك هناك الممرات البحرية الواقعة على الخليج العربي الذي يربط دول الخليج مع بعضها.

وأضافت تلك التقارير أن العراق لم يعد محطة ترانزيت للمخدرات فحسب، وإنما تحول إلى منطقة توزيع وتهريب، وأصبح معظم تجار المخدرات في شرق آسيا يوجهون بضاعتهم نحو العراق، ومن ثم يتم شحنها إلى تركيا والبلقان وأوروبا الشرقية، وإلى الجنوب والغرب، حيث دول الخليج وشمال أفريقيا.

تشير الارقام المتعلقة بالمخدرات والحبوب المخدرة المضبوطة في العام 2009 وفقا للجداول الرسمية في وزارة الداخلية، الى ان محافظة ذي قار قد حلت في المرتبة الاولى من حيث عدد الحبوب المستهلكة 299287 حبة. وحلت المثنى ثانيا بواقع 53112 حبة اضافة الى 8 كغم من الحبوب المخدرة. اما البصرة فقد حلت ثالثا بواقع 18879 حبة. وحلت محافظة نينوى رابعا بواقع 10792 حبة.

وبلغ عدد قضايا الاتجار بالحبوب المخدرة المسجلة في وزارة الداخلية 877 قضية. اما عدد المتهمين في قضايا الاتجار بها في مناطق وسط جنوب وغرب العراق فقد قارب 113 متهما، اما في عام 2010 فقد حلت محافظة ذي قار ايضا اولى حيث تم ضبط 315705 حبات مخدرة. وحلت واسط ثانية بواقع 161305 حبات. ثم الانبار ثالثة بواقع 52057 حبة مخدرة. وبلغ عدد القضايا المسجلة في وزارة الداخلية الخاصة بالاتجار بالحبوب المخدرة 313 قضية. اما عدد المتهمين فقد بلغ 323 متهما في عموم مدن العراق الوسطى الغربية والجنوبية.

وسجل عام 2010 زيادة في عدد المتهمين بالاتجار بالحبوب المخدرة بواقع 210 حالات عنه عام 2009.

اما بالنسبة إلى الاتجار بالمخدرات مثل الهيروين، الداتورا، الحشيشة والافيون، فقد سجلت جداول وزارة الداخلية لعام 2009 احتلال محافظة البصرة المركز الاول. وتم ضبط 20707072 كغم من الحشيشة و5،58 كغم زائدا 20 قطعة وحلت النجف ثانيا حيث تم ضبط 11 كغم من الأفيون، المثنى ثالثا بواقع 40811004 كغم من الافيون. فيما سجلت نينوى اعلى معدل في تجارة الهرويين بواقع 49،675 كغم. وانفردت الانبار لوحدها بتجارة مخدرات الداتورا بواقع 27 نبتة.

وبلغ عدد المتهمين بتجارة المخدرات 113 متهما لعام 2009 اما عدد القضايا المسجلة في وزارة الداخلية لمحافظات العراق الجنوبية الوسطى والغربية فقد قاربت 95 حالة فقط.

وفي عام 2010 سجلت الانبار المركز الاول 240600 كغم من الحشيشة. البصرة ثانيا بـ201404 كغم. ثم ذي قار بـ 20493. اما الافيون فقد حلت ديالى اولا بواقع10150989 كغم. وبلغ عدد القضايا المسجلة في وزارة الداخلية لعام 2010 28 قضية. وبلغ عدد المتهمين 29 متهما فقط.

ولم يقتصر الامر على تعاطي المخدرات المعروفة بل يتعداه ايضا الى تعاطي الحبوب المهدئة التي تعالج بعض الاضطرابات النفسية والى تعاطي حبوب الهلوسة، والتي اخذت تعرف بمسميات جديدة مختلفة عما تعرف به،.

تختلف الحبوب المخدرة او حبوب (الكبسلة) عن بعضها البعض، فهي متوفرة بألوان متعددة وأحجام مختلفة، كما ويختلف عدد الحبات حسب النوع وتأثيره الدوائي وكمية التركيز ومفعولها. وتحمل الحبوب المخدرة او المهدئة او حبوب الكبسلة أسماء محلية مثل:

البانكو ذي اللون القهوائي القاتم ويبلغ سعر الـ 50غراماً منه 100 دولار ويكفي لمدة شهر كامل.

ابو الحاجب، ابو الحاجبين

الوردي: ارتين الخفيف سعره لا يتعدى ال 3 الاف دينار

لبناني: سومدرين

ابو الطبرة: عقار مخدر يدفع بمتعاطيه الى افتعال المشاكل وتذكر الماضي وحتى القتل او الانتحار.

ابو الجوب: يجعل متعاطيه يسهو ويتامل.

ماكادون: من عقاقير الهلوسة.

ابو شوارب، ودواخ.

الدموي الذي يدفع بمن يتناول حبة منه الى تشريح جسده بالكامل بشفرة الحلاقة.

 السمائي، وهو فاليوم ابو الخمسة.

ابو الصليب، الاحمر، الخاكية، الوردية، القوس قزح وغيرها، تؤدي كلها الى الهلوسة السمعية والبصرية والكوابيس، إضافة الى العدائية الشديدة والإجرامية.

 وكل نوع من هذه الادوية يؤدي عملا واتجاها معينا. وقد يتم استعمال بعض منها لعلاج الهموم النفسية الشخصية التي يعاني منها الشخص. حيث يتم وصفها كمهدئات مثل (الفاليوم) و(الاتيفان)، لكن زيادة كميتها واستعمالها قد يؤدي إضافة الى ما تم ذكره الى قتل متعاطيها.

وتوجد أنواع أخرى مثل (الباركزول)، (الارتين)، (الكيماديريل) وهي عقاقير ليست منومة، إنما يتم استخدامها لأمراض الأعصاب، ويسبب استخدام حبة واحدة منها للمريض او المتعاطي الهلوسة ورؤية اشياء غير موجودة بالواقع، وتجر متعاطيها الى عالم اسود مظلم من خيالات واوهام عدائية غالبا وانهزامية مذلة.

وتختلف اسعار تلك الحبوب إذ تتراوح بين الألف والـ15 الف دينار للشريط الواحد، لكن الأسعار تزداد ارتفاعا حسب أنواع الحبوب وأحجامها وتأثيرها.

وبحسب مراقبين فان السعر يرتفع مع زيادة الجرعة واختلاف نوعها، فثمن جرعة متوسطة تؤخذ عن طريق الحقن من الكوكايين او الهيروين يصل إلى 30 ألف دينار، في حين يكون ثمن الجرعة الأكبر من نفس المواد 67 ألف دينار، أما مادة الحشيشة فيتم احتساب ثمنها بالغرام، او تباع كسكائر بعد خلطها بالتبغ، او توضع مع (المعسّل) المستخدم في الاركيلة، والتي تدخن في مقاهٍ خاصة او في البيوت.

وبحسب بعض التقارير الصحفية ان الأسعار الحالية استقرت على 750 دينار، ثمناً لشريط الحبوب المهدئة الذي يحتوي على 12 حبة، تكفي الواحدة منها لإيهام متعاطيها بالراحة والخدرالمؤقتين.

وحول أسعار تلك المواد يقول احد المطلعين (إن كيلو الحشيش يباع في مدينة الناصرية مثلا بـ13000000 دينار عراقي أي ما يعادل 11000 دولار أميركي وسعر سيجارة الحشيش 1.50 دولار أميركي وهذا السعر يناسب أغلب شباب مدن جنوب العراق).

الكثير من الأدوية أصبحت تستخدم كمخدرات،منها ( لريفوتريل ) الذي يستخدم في علاج الصرع و"سوما دريل " الذي يستخدم لعلاج المفاصل يحققان اعلى مبيعات بالنسبة لاصحاب الصيدليات غير المهنية وصيدليات الارصفة البعيدة عن الرقابة الصحية والامنية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25/تشرين الأول/2010 - 17/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م