مدونون حول العالم: اقلام تهدف الى الاصلاح

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: ان ما يقوم به المدونون حول العالم له تأثير كبير ودور فعال على الشعوب، لاسيما وان المدون ينذر عمره في سبيل إظهار الحق وكشف الأخطاء لتصحيحها وهو بذلك يعرض نفسه للخطر خاصة وان العديد ممن يملكون السلطة يبدؤون بملاحقتهم وسجنهم بل وحتى تهديدهم في سبيل إسكات أصواتهم وإيقاف كتاباتهم ومدوناتهم.

وتزداد الضغوط على المدونين لما يقومون به من كشف خططا خطيرة وأخطاء أصحاب المناصب المهمة التي تؤثر على نمط الحرية، وتكثر هذه الضغوطات في البلدان النامية والتي تكون فيها الأنظمة دكتاتورية السياسة، ولكن رغم ذلك فأن المدونون لم ييأسوا ولم يخشوا كل ما ذكر واستمروا في إكمال مسيرتهم المشرفة وهناك دلائل كثيرة على انجازات كبيرة ومهمة أدت إليها كتابات المدونين.

مدون يتسبب باستقالة الرئيس الألماني

فقد أسهم عدد من المدونين الألمان بقسط وافر في استقالة رئيس البلاد، هورست كولر من منصبه، بعد أن لفتوا الانتباه إلى تصريحاته وركزوا في مدوناتهم على أقواله التي تتعلق بمهمة الجيش الألماني في أفغانستان.

قام بهذه المهمة بصورة رئيسية مدون من طلاب الجامعة يدرس العلوم السياسية "20 عاما" بمدينة تيبنجن الألمانية، وعدد آخر من مدوني الإنترنت. كان الطالب يوناس شايبله قرأ تصريحات الرئيس المثيرة للجدل عن مهمة الجيش الألماني في أفغانستان وتعجب من تجاهل قنوات الأخبار لها.

وما كان من الطالب إلا أن أرسل عددا من الرسائل الإلكترونية إلى وسائل الإعلام، غير المحلية، كما أثار موجة كبيرة من التنبيهات على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، ما كان لأحد أن يتوقع تأثيرها سلفا. وقال الطالب في تيبنجن "لم يكن يهمني بالدرجة الأولى تنبيه وسائل الإعلام، ولكن مقصدي كان معرفة السبب وراء عدم تعليق وسائل الإعلام على هذه التصريحات، لدرجة أن بعض هذه الوسائل لم تعلم بهذه التصريحات أصلا".

ورفض شايبله المزاعم التي تقول إنه تسبب في "سقوط" الرئيس قائلا "إن تصريحات الرئيس كانت موجودة في لقائه مع راديو ألمانيا الثقافي واطلعت عليها في المدونات المصورة، كما أنها كانت في مدونات أخرى قبل أن أنقلها أنا، فلم أكن أول من تناقلها."

ورغم ذلك، ربما كان من حق شويبله أن يباهي بأنه لفت انتباه وسائل الإعلام الكبرى لهذا الموضوع. كانت تصريحات كولر عن مهمة الجيش الألماني في أفغانستان أثارت شكوكا نحوه حيث قال "إن الهدف من المهمة العسكرية للجيش في أفغانستان هي تأمين التجارة وهو أمر ليس له في رأيي سند من الدستور الألماني".

وأضاف كولر أن الجيش الألماني لا ينبغي أن يشارك إلا في مهمة الدفاع عن البلاد أو الاشتراك في مهام دولية. وقال شايبله "إن أقوالا كهذه من رئيس الدولة بدت لي مثيرة للنزاع بصورة كبيرة". كان كولر قال في بيان استقالته إنه يأسف لأن أقواله "أدت إلى سوء فهم في قضية هامة وصعبة بالنسبة لأمتنا".

والد المدونين الإيرانيين

فيما طالب المدعي العام في طهران بإنزال عقوبة الإعدام بحق حسين درخشان، الصحفي الذي يُعتبر الأب الروحي للمدونيين الإيرانيين، والذي يقبع في السجن منذ 2008 تاريخ عودته من المنفى في كندا حيث قضى ثماني سنوات.

يوصف الصحف الإيراني حسين درخشان، الذي يواجه عقوبة الإعدام بـ"العرّاب" وبـ"أب المدونيين الإيرانيين". وقد كشفت مصادر صحافية بريطانية نقلت الخبر عن يومية "تلغراف" أن الادعاء العام في طهران طالب في اليوم الثالث والأخير من محاكمة المدون، بإنزال عقوبة الإعدام بحقه. إلا أن هذه المعلومات لم يتم التأكد من صحتها لأن المحاكمة دارت في جلسة مغلقة.

وقالت والدة المدون في مقابلة مع موقع "كامتارين" أن المدعي العام طالب بأشد عقوبة بحق إبنها. وتم اتهام حسين ديرخشان بـ"التعاون مع حكومات معادية ومساندة مجموعات معادية للثورة الإيرانية" وظهرت على شبكة الأنترنت عريضة تدعو إلى الإفراج عن هذا المدون الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى شخصية مثيرة للجدل.

أكبر عدد من المدونين

واشتهر هذا الصحفي السابق بعد نجاحه، عام 2000، في اكتشاف طريقة للكتابة باللغة الفارسية في محرك البحث "غوغل" الذي لم يكن تعتمد اللغة الفارسية في ذلك الوقت، ما مكن الآلاف من الإيرانيين من إنشاء مدونات باللغة الفارسية لتصبح إيران اليوم من بين الدول التي تضم أكبر عدد من المدونيين مقارنة بعدد سكانها.

وغادر حسين درخشان إيران عام 2000 بعد أن عمل في صحيفتين إصلاحيتين تشوب علاقتهما مع السلطات توترا كبيرا. واستقر المدون المعروف في كندا حيث حصل على جنسيتها وأنشأ أولى مدوناته، كانت الأولى باللغة الفارسية والثانية باللغة الأنكليزية ودعا الإيرانيين لاستخدام هذه المدونات لإيصال أصواتهم إلى العالم.

وانتقد درخشان باستمرار عبر مدونته النظام الإيراني ووصف الرئيس محمود أحمدي نجاد ب"الأصولي الحقير".

وقام "أب المدونيين الإيرانيين" بمداخلات في وسائل إعلام غربية، أبرزها "بي بي سي" و"نيويورك تايمز"، كما أصبح أحد مؤسسي "غلوبل فويسيس" وهي شبكة عالمية للمدونين.

وقد توقفت مسيرة المعارض البارز فجأة عام 2006 حين قرر زيارة إسرائيل ليظهر للإيرانيين أن إسرائيل ليست العدو الأكبر لإيران، ليتسم خطابه مذاك الحين بتغير كبير وغرابة جعلا من حسين درخشان لغزا بالنسبة للذين يعرفونه حيث أصبح من أشد المدافعين عن النظام الإيراني، كما أكد أن الصحافة الإيرانية هي الأكثر حرية في منطقة الشرق الأوسط.

وقارن حسين ديرخشان طهران بتل أبيب، وتحدث عن الشباب، في كلا البلدين، الذين "يستمعون إلى نفس أنماط الموسيقى ويستهلكون نفس المخدرات". كما دافع بشدة عن حق إيران في امتلاك السلاح النووي وانتقد منظمات حقوق الإنسان التي تهاجم بلاده باستمرار.

زيارة إلى إسرائيل وانتقاد إيران

وقد أساءت هذه التصريحات المؤيدة لأحمدي نجاد إلى شعبيته لدى المعجبين به من المدونيين الإيرانيين. إلا أن ذلك فسر كمحاولة من حسين درخشان للتهدئة حتى يتمكن من العودة إلى إيران التي عاد إليها عام 2008، بعد أن تلقى تطمينات من حكومة أحمدي نجاد. لكن حساباته كانت خاطئة، حيث تم اعتقاله في نوفمبر/ تشرين الثاني بسبب زيارته إلى إسرائيل على وجه الخصوص.

وفي حال تم إقرار حكم الإعدام في حق حسين ديرخشان فإن ذلك سيكون أمرا غير اعتياديا لأن المحاكم الإيرانية اعتادت في مثل هذه الحالات إنزال عقوبات بالسجن لفترات طويلة نوعا ما بحق من ثبتت إدانتهم.

سطوة الإعلام التقليدي

بينما أثار انتشار العديد من المدونات على شبكة الإنترنت، والتي يُصنفها خبراء الإعلام على أنها نوع مما أصبح يُعرف بـ"الصحافة الاجتماعية"، كثيراً من التساؤلات حول مستقبل وسائل الإعلام التقليدية، خصوصاً الرسمية منها، في ضوء ما يتمتع به المدونون من قدرات على تجاوز الخطوط الحمراء، و"تعرية" الواقع المرير الذي تعانيه كثير من الدول العربية، والذي عادةً ما تتجاهله وسائل الإعلام التقليدية أو تحاول تجميله.

كما أن قدرة "الإعلام الاجتماعي" على سرعة الوصول إلى مواقع الأحداث، والتي غالباً ما يكون المدونون جزءاً منها، ونقل المعلومات إلى القارئ في أي وقت وفي أي مكان، قد فرض العديد من التحديات على وسائل الإعلام التقليدية، بل أصبح يهدد وجودها، إلا أن بعضاً من تلك الوسائل بدأ ينتبه إلى ذلك الصراع مؤخراً.

وفي محاولة للإجابة على التساؤلات التي يطرحها "الصراع" بين المدونين والقائمين على وسائل الإعلام التقليدية، استطلعت CNN بالعربية آراء عدد من العاملين في الوسيلتين.  الإعلامي المصري شريف عامر، قال إن الصحافة الإلكترونية لا يمكن إغفالها، خصوصاً وأنها استطاعت أن تشق طريقها بقوة، كما أنها أصبحت مصدراً معلوماتياً للكثير من وسائل الإعلام الأخرى.

إلا أن عامر شدد على ضرورة أن تخضع الصحافة الاجتماعية لمجموعة من الضوابط والمعايير، معتبراً أن هذا النوع من الإعلام قد يكون من الصعب السيطرة عليه، وبالتالي فإنه من الصعب أيضاً توقع ما ستسفر عنه المنافسة مع وسائل الإعلام التقليدية.

أما المدون الكويتي، داهم القحطاني، فقد شن هجوماً حاداً على وسائل الإعلام الرسمية العربية، وقال: "الإعلام الرسمي ليس لديه من الأساس بساط لتسحبه الصحافة الاجتماعية من تحت أقدامه"، كما وصفه بأنه "إعلام متخلف بكل المقاييس، لا يستطيع أن يدير لا الإعلام ولا الوسائل الإعلامية."

وتابع القحطاني قائلاً: "الأفضل له (أي الإعلام الرسمي) أن يدير الخدمات المقدمة للمواطنين"، كما اعتبر أنه "مكبل بالقيود، ولا يمكنه مواكبة التغييرات"، بل وأضاف قائلاً: "لقد ولد في زمن غابر، ولا يصلح لهذا الزمان." إلا أن المدون الكويتي أقر بتأثر الإعلام الرسمي في بعض الدول العربية بما تطرحه الصحافة الاجتماعية من فرص أو تحديات، قائلاً إنه "أصبح يلامس اهتمامات الجماهير، وبدأ يتيح الفرصة بشكل أكبر أمامها للتعبير عن آرائها"، على حد قوله.

من جانبه، أكد وزير الإعلام الكويتي الأسبق، سعد بن طفلة العجمي، وهو أيضاَ ناشر لإحدى الصحف بالكويت، أن مستقبل الإعلام هو في الوسائل الإلكترونية، مشيراً إلى أن الصحف المطبوعة بدأت تتلاشى، وأضاف قائلاً: "مزاج الأجيال القادمة رقمي، وليس مزاج ورقي." كما أقر الإعلامي المصري أحمد المسلماني، بوجود منافسة تصل إلى حد الصراع بين الصحافة الاجتماعية ووسائل الإعلام التقليدية، فقد أكد على صعوبة التكهن بالنتيجة. بينما اعتبرت الإعلامية ياسمين عبد الله، الرئيس التنفيذي لإحدى محطات التلفزيون المستقلة في مصر، أن هذا الصراع "ليس له وجود."  بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

أما المدونة والصحفية الأردنية المقيمة بالإمارات، سحر حمزة، عضو الهيئة الإدارية للعلاقات العربية والدولية باتحاد المدونين العرب (تحت التأسيس)، فقالت إن "التدوين سوف يأخذ اعتباره مع الأيام"، مشيرةً إلى أن "الإعلام العربي يعاني من كثرة القيود المفروضة عليه." وأضافت أنه "بينما ترفع الكثير من وسائل الإعلام في الغرب شعار بأن الحرية لا حدود لها، وأن السماء هي سقف الطموحات، نرى أن نسبة كبيرة من الصحفيين في مجتمعاتنا العربية لا يقومون بأداء دورهم بالشكل الصحيح." وتابعت قائلة: "لا يوجد صحفي (بالمجتمع العربي) جريء بمعنى الكلمة."

إلا أنها قالت في المقابل، إن "بعض المدونات تسيء إلى حركة التدوين، بل ويبث بعضها أفكاراً مشبوهة"، داعية إلى ضرورة التصدي لهذه الممارسات من خلال المدونين الجادين، وكذلك عن طريق وضع إطار قانوني ومؤسسي يمكنه تحديد المعايير الكفيلة بتنظيم حركة التدوين.

على أن هناك قضايا أساسية، وفقاً لما يشير إليه مراقبين، قد تعطل الإعلام الاجتماعي عن القيام بدوره كما ينبغي، ألا وهي الحيادية في تناول قضاياهم، إذ غالباً ما تطغى العاطفة على الموضوعية في تناول القضية المحلية والإقليمية والدولية.

وبحسب هؤلاء، ثمة مدونون يتجهون إلى المبالغة في تطرقهم لبعض القضايا المحلية، وهذا بدوره يفقدهم المصداقية. ويشير مراقبون كذلك إلى قضية أخرى أساسية في التدوين، وهي المستوى الثقافي والسياسي والفكري لهؤلاء المدونين، فبعضهم لا يتمتع بالمستوى المطلوب لأن يصبحوا "صحفيين" جيدين، ذلك لأن نسبة لا بأس بها منهم دخلوا هذا المجال لكونهم يجيدون التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت.

اعتقالا تعسفيا

من جانبها اعتبرت منظمة "فرونت لاين" اعتقال السلطات السعودية المدافع عن حقوق الإنسان المدون منير باقر الجصاص احتجازا تعسفيا وثيق الصلة بعمله المشروع والسلمي في الدفاع عن حقوق الإنسان.

وأصدرت المنظمة المدافعة عن نشطاء حقوق الإنسان في العالم مؤخرا بيانا وزعته عبر وسائل الإعلام تناول قضية المدون الجصاص الذي عدته مدافعا سلميا عن حقوق الإنسان في بلده.

وسرد التقرير مراحل الملاحقة الأمنية التي تعرض لها الجصاص منذ استدعاء السلطات له وإجباره على توقيع تعهد بالامتناع عن الكتابة على شبكة الانترنت. كما أوضح الظروف التي تعرض لها المعتقل واحتجازه في الحبس الانفرادي بسجن المباحث على مدى أشهر من اعتقاله حتى تم نقله لاحقا لزنزانة جماعية برفقة سجناء آخرين.

واعتبرت "فرونت لاين" التي تتخذ من ايرلندا مقرا لها اعتقال السلطات المدون الجصاص احتجازا تعسفيا وثيق الصلة بعمله المشروع والسلمي في الدفاع عن حقوق الإنسان في بلده. وأوضح المنظمة في بياناها أن المدون الجصاص لا يزال يقبع في السجن للشهر السادس على التوالي دون توجيه تهم رسمية. وكانت المنظمة العربية لمعلومات حقوق الإنسان نددت بتصاعد الحملة الأمنية ضد المواطنين الشيعة فيما انتقدت "هيومن رايتس واتش" غياب الادعاء العام السعودي عن متابعة إطلاق السجناء المنتهية محكومياتهم.

مدون معتقل يبدأ إضرابا

فيما قال محامي مدون كويتي معتقل ان موكله بدأ إضرابا عن الطعام احتجاجا على اعتقاله لاتهامه بأهانة أمير البلاد والتحريض على الإطاحة بالحكومة.

وقال المحامي عبد الله الأحمد ان السلطات اعتقلت الصحفي والمدون محمد عبد القادر الجاسم وهو معارض شديد الانتقاد للحكومة بعد شكوى من مكتب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح. وأضاف المحامي أن الجاسم رفض الأكل أو تناول دواء القلب.

وقال أحمد انه لا يوجد دليل تستند إليه الاتهامات مضيفا أنه جرى استجواب الجاسم في كتابات على موقعه الالكتروني ومدونته وثلاثة كتب سياسية سمحت السلطات بنشرها. ولم يتسن الاتصال بمتحدث باسم الحكومة للتعليق.

وانتقد الجاسم الأسرة الحاكمة على موقعه الالكتروني. كما طالب الأمير الكويت بعزل رئيس الوزراء مشككا في سياساته وكفاءته. ويكفل الدستور الكويتي حماية للأمير من الانتقاد. وطالبت منظمة صحفيين بلا حدود المدافعة عن حرية التعبير بإطلاق سراح الجاسم على الفور وإسقاط جميع الاتهامات الموجهة ضده. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقالت المنظمة انه صدر حكم بالسجن ستة أشهر في ابريل نيسان الماضي على الجاسم لأهانته الشيخ محمد ناصر الصباح رئيس الوزراء. وعلقت المحكمة تنفيذ العقوبة لحين البت في دعوى للاستئناف.

تضيق الخناق على المدونات

من جانب آخر، ومع اقتراب موعد الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في 9 مايو، يعيش المدونون التونسيون نوعا من الخناق الإعلامي فرضته السلطات. وتزامن هذا التصاعد مع إطلاق سراح الصحفي المعارض توفيق بن بريك الذي قضى ستة شهور في السجن.

تزامن منح اتحاد الصحفيين العرب درعه للرئيس التونسي زين العابدين بن علي تقديرا لدوره في الدفاع عن الصحافة في الوطن العربي مع إغلاق حوالي عشر مدونات، حسب المدون التونسي يحياوي مختار الذي وصف خطوة الحكومة هذه "بالحرب على الإنترنت والمدونين". وقال مختار "في يوم واحد فرضت الرقابة على حوالي عشرة مدونين، و تم إقفال أربعة مواقع إلكترونية ".

البلدان الأكثر انغلاقا في العالم

وفي سؤال عن أسباب هذه "الحرب"، أجاب مختار "في بلد مثل تونس، كل شيء يمكن أن يأخذ بسرعة طابعا سياسيا وأمنيا، حتى متابعة مباراة في كرة القدم بإمكانها أن تشكل خطرا كبيرا على أمن النظام كون الأخير يخشى أي تجمع يحضره أكثر من شخصين". وصنف المدون تونس من بين البلدان الأكثر انغلاقا في العالم، رغم شعارات الانفتاح والديمقراطية التي يتغنى بها النظام مدعوما بوسائل الإعلام.

من جهة أخرى، قلل يحياوي مختار من قيمة الجائزة التي تسلمها الرئيس بن علي، قائلا "في كل مرة يتدهور فيها الوضع السياسي التونسي أو يواجه النظام مشاكل داخلية، تأتي منظمة أو جمعية عربية مفبركة لتمنح جائزة أو وسام تقدير للرئيس بن علي لصرف النظر عن معاناة الشعب".

ويتسنى للوسي موريون وهي مسؤولة في قسم الإنترنت والتكنولوجيات الجديدة في منظمة "مراسلون بلا حدود" بباريس إحصاء عدد المدونات والمواقع التي تم إغلاقها بدقة، بل اكتفت بالقول إن ما يحدث في تونس من مضايقات إعلامية وتضييق على حرية التعبير ليس بالأمر الجديد، بل سبق لحكومة بن علي وأن أغلقت مواقع ومدونات عدة منذ زمن طويل.

وربطت موريون الرقابة التي فرضتها السلطات التونسية على بعض المواقع بقرار إطلاق سراح الصحفي المعارض توفيق بن بريك، مضيفة أن الحكومة لا تمنع مواطنيها من الإبحار عبر الشبكة العنكبوتية، لكنها لا ترغب أن تتحول هذه الأخيرة إلى فضاء سياسي يستضيف نقاشات عامة وحرة بين التونسيين. وقالت لوسي: "النظام التونسي يريد حصر استعمال ألنت لأهداف اقتصادية وتنموية محضة وليس من أجل الانفتاح السياسي والممارسة الديمقراطية, شأنه في ذلك شأن الصين".

من جانبه، اعترف أحمد القديدي وهو رئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية بوجود بعض الثغرات والأخطاء في تعامل الحكومة مع المواقع الإلكترونية والمدونات، لكنه اعتبرها ثغرات عادية موجودة في كل الدول العربية من دون استثناء. وقال إن هذه المضايقات والأحداث ستتقلص مع مرور الزمن وبمجرد أحساس صـاحب المـوقع او المدونة بمسؤوليته.

وأضاف: "للحرية حدود. نعم للانتقادات البناءة لكن نحن ضد الإشاعات غير الواقعية والقدح والذم". وأشاد القديدي بالشوط الكبير الذي قطعته تونس في مجال التكنولوجيات الجديدة مشيرا إلى أن قوانين الإعلام والصحافة في البلدان العربية لا تخضع لنفس المعايير لمعمول بها في الدول الغربية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 23/تشرين الأول/2010 - 15/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م