ياول.. ولك.. تعال..

روح.. أمشي.. هذا

زاهر الزبيدي

كلمات تداولها العراقيون فيما بينهم، في غياب احترام لشخصية المواطن العراقي، المظلوم، الشريف، النبيل، الغني، ولما لا وهو يمتلك ثالث أكبر إحتياطي للنفط في العالم، وهو الذي علم البشرية الكتابة والقراءة وقدم للبشرية روائع حضارية وسن أول القوانين، والذي تحمل ما لايتحمله أي إنسان على وجه البرية من قسوة وتعلق بآمال كالسراب المبهم وسط صحاري مستقبله التي غلب عليه الضياع أو كُتب عليه قسراً أن يتيه في زمن من العبودية والرق والقتل.

كلمات لا ينادى بها إلا النكرة الذي لا يملك أي رصيداً من الأنسانية، بل لا ينادى بها إلا المجرم المجرد من الأخلاق وحتى قطرة من رحيق الوطنية العذب.. يتنادى بها العراقييون صاغرون خوفاً حيناً وحيناً تطبع، ردحاً من زمن العبودية وزمن التمايز الطبقي الذي حكم العراق بقبضة من نار، يعجن فيها شبابه عجناً وتبتلى نساءه بشر البلاء.

كلمات إن دلت على شيء إنما تدل على عدم الأحترام وعلى درجة الأستصغار تتطاول على شخصية المواطن العراقي أبن ذلك الشعب النبيل الذي ما نام على ذل يوماً، وهم جميعهم العراقيون على إختلاف مذاهبهم وإعراقهم سادة الأمم وحملة لواء الحضارة الذي دنستها الأياد الغاشمة.

وإذا كان نداءنا لبعضنا بتلك الألفاظ والنعوت فكيف سينادى على العراقي في الغربة والمهجر وكيف ستبنى شخصيته في تلك البقاع البعيد عن الأهل والأحبة.. أنه أمر كبير علينا أن نوليه اهتماماً كبيراً وأن نقطع دابر تلك المسميات وللأبد ونعلم أبناء شعبنا وأبناءنا وطلابنا كلمة جديدة يتنادى العراقيون بها فيما بينهم كأن يناديه (ياسيدي) أو (ياسيد) أو حتى (مولاي)، فالعراقيون جميعهم سادة في وطنهم يعاملهم الدستور معاملة واحد، كما هو المفترض، ولننهي تلك الحقبة التي مرت منتقصةً من شخصيته الكثير حتى جعلته يخاف من ظله.

انه زمن بناء شخصية المواطن العراقي الجديد الحر الأبي الذي يمتلك من الأخلاق ما لا يمتلكها غيره، وهو معروف بها، والتي يجب أن نعمل عليها بجد أكثر وقبل بناء الأبراج والمدن وقبل القيام بأي مسيرة تنموية، لكونه مادة كل تقدم وعنوان للمستقبل الموعود.

[email protected]

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 21/تشرين الأول/2010 - 13/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م