شبكة النبأ: تعكف بعض دوائر المخابرات
الدولية من خلال دعمها وتوجيهها لعدد من الفضائيات الوهابية على وجه
الخصوص، تعكف على افشاء مشاعر العداء والكراهية والتحريض على العنف بين
الطوائف الاسلامية من جهة وشكل العلاقة بين المسلمين والمسيحيين من جهة
اخرى.
حيث سعت اجهزة المخابرات الامريكية والاسرائلية بالاضافة الى
المخابرات السعودية التي باتت الجهاز التنفيذي على اطلاق العديد من تلك
الفضائيات في الشرق الاوسط، والتي تساهم بكشل كبير على زرع الشقاق
والنفاق واطلاق حملات العداء للمسلمين الشيعة والنيل من رموز اهل بيت
النبوة عليهم الصلاة والسلام.
ويأتي هذا المسعى المشبوه في سياق ما يسمى وقف المد الشيعي في
المنطقة والتصدي الى الفضائيات الشيعية، سيما ان الاخيرة تجهد في نشر
تعاليم اهل البيت عليهم السلام وثقافة والسنة النبوية الحنيفة.
المخابرات السعودية
في واحدة من اخطر الادوار التي تمارسها المخابرات السعودية في مخطط
اثارة الفتنة الطائفية في العالم العربي والاسلامي، كشفت مصادر
المعارضة السعودية عن مشروع ترعاه هذه الاجهزة، رصد له اكثر 600 مليون
دولار، لتنفيذ مشروع متكامل في اثارة فتنة طائفية في العالم الاسلامي
بتحريض اميركي بريطاني وبدور اسرائيلي مشارك .
واضافت هذه المصادر ان الملك عبد الله بن عبد العزيز، قرر اسناد
هذه المهمة لجهاز المخابرات السعودي، خاصة وان قرارات ملكية كانت قد
صدرت قبل ثمانية شهور تم بموجبها ربط وسائل الاعلام المدعومة من
الحكومة السعودية في الداخل والخارج، بشكل مباشر مع جهاز المخابرات
السعودي، مثل قناة العربية وصحيفتي الشرق الاوسط والحياة الصادرتين في
لندن، وبعض القنوات العراقية مثل الشرقية و اللبنانية التابعة لفريق 14
اذار".
وقالت هذه المصادر " ان قرار تنفيذ مشروع الفتنة الطائفية لن يتوقف
على العالم العربي، بل سيتعداه الى دول اسلامية عديدة ".
وعددت هذه المصادر الاسباب التي دعت السلطات السعودية لتنفيذ مثل
هذا المشروع وبهذه الصورة المركزة والواسعة قائلة :
"ان النظام السعودي شعر بانه لم يعد يحتفظ بذلك الاحترام كممثل
للعالم الاسلامي باعتبار السعودية تحتضن الحرمين اللشريفين، وبات هذا
الوهج خافتا بل وتحول الى شعور معاكس بان النظام السعودي جزء من النظام
العربي الرسمي المتواطئ مع اسرائيل، وان لم يقدم على اقامة علاقات
مباشرة مع اسرائيل مثل مصر والاردن حتى الان".
واضافت مصادر المعارضة السعودية تقول: "ان افتضاح الدور السعودي في
تاييد العدوان الاسرائيلي على غزة، عزز قناعة مئات الملايين من السنة
في العالم الاسلامية، ان الشكوك بتورط السعودية في الاتفاق مع الولايات
المتحدة لدعم عمليات واسعة يشنها الجيش الاسرائيلي على
حزب الله ومقاومة الاسلامية عام 2006ـ هذه الشكوك تعززت لدى
الشعوب الاسلامية السنية، وخاصة بعد عدوان اسرائيل على غزة وفرض الحصار
على القطاع، وصولا الى قيام احد ابرز وجوه النظام السعودي وهو الامير
تركي بن عبد العزيز بمصافحة نائب وزير الخارجية الاسرائيلي ايالون في
مؤتمر عالمي في مينونخ في شهر فبراير الماضي".
وتابعت هذه المصادر : " تسلسل هذه الاحداث ساهم في تنام حالة من
السخط الشعبي في العالم الاسلامي، من الدور السعودي المتواطئ مع الكيان
الاسرائيلي، بينما ازدات مكانة ايران وتركيا وحزب الله وحركتي حماس
والجهاد في العالم الاسلامي، وهذا ما ساهم في خلق شعور قوي لدى النظام
السعودي بضرورة ايلاء مشروع استخدام سلاح الفتنة الطائفية، اهمية كبيرة
من اجل ضرب ايران وحزب الله وحتى حماس التي تحظى بدعم بدعم ايراني كبير".
وقالت هذه المصادر "ان توجه النظام السعودي لاستخدام اسلوب اثارة
الفتنة الطائفية وشن حملة منظمة ضد الشيعة، لم تبدا الان بل بدات منذ
سقوط نظام صدام ومدت اجهزة المخابرات السعودية اذرعها لدفع لرعاية
وتاسيس قنوات لاثارة فتنة طائفية بين السنة والشيعة، وبدات باستخدام
قناة " المستقلة " التي يملكها الهاشمي الصحفي التونسي المقرب من نظام
زين العابدين بن علي، والذي كان يعاني من صعوبات مالية، واقدم جهاز
المخابرات ايضا على دعم قنوات لاحزاب سنية عراقية حيث تمول اكثر من 14
قناة عراقية، واخر اعمال جهاز المخابرات السعودي كان بدعم تاسيس قناتي
صفا ووصال اللتين تخصصتا بشن هجوم يومي موجع على المذهب الشيعي وعلى
شخصيات ال البيت عليهم السلام.
واضاف مصادر المعارضة السعودية : "وحسب مصادرنا في لندن ومن داخل
الرياض، فان المخابرات السعودية وبتعليمات واضحة وصريحة من رئيس الجهاز
الامير مقرن بن عبد العزيز، امر باطلاق سلسلة قنوات ذات توجه طائفي
موجه ضد المسلمين الشيعة،على غرار وصال وصفا، وستنطلق هذه القنوات بعدة
لغات، الفارسية والاردو والبشتو،والتركي والانكليزية، كما ان السفارة
السعودية في لندن استقبلت قبل ثلاثة اشهر رموز من المعارضة الايرانية
السنة، في سلسلة اللقاءات المستمرة بينهم، وابلغتهم بشكل صريح بقرار
تخصيص ميزانية مجزية لاطلاق فضائيات تحارب المذهب الشيعي وتثير السنة
ضد الشيعة ".
وتوقعت هذه المصادر السعودية، "ان يكون نصيب ايران من هذه القنوات،
خمس قنوات مذهبية باللغة الفارسية والكردية، موجهة للايرانيين ومن
بينهم البلوش حيث سيكون عميل السفارة المعروف، ابو منتصر البلوشي مالكا
لواحدة من هذه الفضائيات ".
وعلى صعيد متصل نوهت هذه المصادر السعودية المعارضة الى ان التوجه
السعودي لاطلاق سلسلة واسعة من الفضائيات الطائفية وبعضها موجه بشكل
خاص ضد ايران، يتم بالتنسيق مع اجهزة مخابرات بريطانية واميركية
واسرائيلية، بل ان الاسرائيليين قدموا للسعوديين عبر الاردنيين مشاريع
مستفيضة ودقيقة ومنذ عام 2005 تضمنت دراسات متكاملة بهذا الشان، وابرزت
مااسموه، بالنتائج الباهرة التي ستحصل عليها السعودية في حال تنفيذ
مشروع اعلامي واسع لشن حملة اعلامية مذهبية ضد الشيعة وضد ايران، بخلق
فتنة طائفية في العالم العربي وتحديدا في لبنان ومنطقة الخليج ومن
بينها الكويت، وتوسيع نطاق هذا المشروع ليشمل العالم الاسلامي، ومن
ابرز ملامح نتائج هذه الحملة، حسب تصور الاسرائيليين، استرداد السعودية
للدور الروحي لقيادة العالم السني باعتبارها حامية للمذهب السني وليس
فقط للمذهب الوهابي، واثارة الشعوب الاسلامية ضد ايران ومن بينهم،
البلوش والاكراد".
شيخ الأزهر: لا يجوز تكفير فضائيات الشيعة
ونحن نصلي وراءهم
من جانبه انتقد شيخ الأزهر الدكتور أحمد محمد الطيب بعض الفضائيات
العربية بسبب ما تثيره من انقسامات بين السنة والشيعة في العالم
الإسلامي.
واعلن رفضه القاطع لتكفير الشيعة في تلك الفضائيات قائلا "هذا شيء
مرفوض وغير مقبول، ولا نجد له مبرراً لا من كتاب ولا سنة ولا إسلام.
نحن نصلي وراء الشيعة فلا يوجد عند الشيعة قرآن آخر كما تطلق الشائعات،
وإلا ما ترك المستشرقون هذا الأمر. فهذا بالنسبة لهم صيد ثمين ولي بحث
في هذا المجال وجميع مفسري أهل السنة من الطبري وحتى الآن لم يقل منهم
أحد إن الشيعة لديهم قرآن آخر".
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية المصرية وغيرها من وسائل الإعلام
الحكومية والخاصة فقرات مطولة من الحوار الذي أدلى به الطيب للصحافي
اللبناني جهاد الزين ونشرته جريدة "النهار" الصادرة في بيروت، فيما
يتعلق بالفتنة التي حمّل مسؤوليتها "لبعض الدول الإسلامية وبعض
المتشددين".
وقال الطيب "نحن نصلي وراء الشيعة فلا يوجد عند الشيعة قرآن آخر كما
تطلق الشائعات وإلا ما ترك المستشرقون هذا الأمر فهذا بالنسبة لهم صيد
ثمين ولي بحث في هذا المجال وجميع مفسري أهل السنة من الطبري وحتى الآن
لم يقل منهم أحد إن الشيعة لديهم قرآن آخر".
واوضح "لا يوجد خلاف بين السني والشيعي يخرجه من الإسلام. إنما هي
عملية استغلال السياسة لهذه الخلافات كما حدث بين المذاهب الفقهية (الأربعة), واستطرد شيخ الأزهر ردا على سؤال آخر"إذا ذهبت للعراق سأزور النجف.
الأزهر واجبه الأول وحدة الأمة الاسلامية وكذلك تجميع المسلمين على
رؤية واحدة مع اختلاف الاجتهاد ومستعد لزيارة أي مكان أجمع فيه
المسلمين مع بعضهم والنجف بصفة خاصة".
وأضاف "أتمنى أن تكون زيارتي بعد حسم مسألة الحكومة لأن ذلك من
الأمور التي تؤذينا. قلت للوفد العراقي الذي زارني مؤخراً (وفد مشترك
من الأوقاف السنية والاوقاف الشيعية) سآتيكم وأنا أب للسنة والشيعة
بشرط ألا تفسر زيارتي لصالح طرف على آخر".
مصر توقف بث قنوات
في سياق متصل قالت مصر انها أوقفت مؤخرا بث 12
قناة فضائية على
القمر الاصطناعي المملوك لها نايل سات مؤقتا لمخالفتها شروط البث.
وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط ان المنطقة الاعلامية الحرة "أوقفت
ترخيص شركة البراهين العالمية المالكة لعدد من القنوات الفضائية."
وأضافت أن القرار سيسري "لحين توفيق البراهين لاوضاعها." وتملك شركة
البراهين العالمية قنوات "خليجية" و"الحافظ" و"الصحة والجمال" و"الناس".
وقال مراقبون ان مصر استاءت من تدخل قنوات فضائية عربية بشكل غير
مباشر في قضايا طائفية أثيرت فيها في الاسابيع الماضية وذلك من خلال
توجيه انتقادات الى الدين المسيحي.
ونقلت مواقع على الانترنت قول مسؤولين مصريين ان السلطات أنذرت هذه
القنوات الاربع ذات المحتوى الاسلامي عدة مرات.
وفي وقت سابق أوقفت مصر بث قناة أوربت على القمر الاصطناعي نايل سات
قائلة ان القناة لم تسدد أمولا تراكمت عليها.
ونفى مسؤولون مصريون كبار أن يكون وقف بث أوربت ناشئا عن انتقادات
لسياسة الحكومة في برنامج حواري فيها.
وقالت المواقع ان مصر قررت أيضا توجيه انذار لقناتين مصريتين
احداهما (أون تي في) التي يملكها رجل الاعمال نجيب ساويرس لمخالفتهما
شروط البث.
وقبل أسابيع شهدت مصر بعض التوتر الطائفي بعد أن أدلى رجل دين مسيحي
كبير بتصريحات اعتبرها البعض انتقادا للدين الاسلامي في وقت تردد فيه
في بعض المواقع على الانترنت أن زوجة كاهن أسلمت وان الكنيسة القبطية
الارثوذكسية تحتجزها.
انتقادات حقوقية
وكان عدد من المنظمات الحقوقية قد أعربت عن إدانتها الكاملة لقرار
وقف شركة "نايل سات" المصرية بثِّ عدد من القنوات الفضائية مؤخرا بدعوى
مخالفتها للترخيض الممنوح لها.
وأكدت هذه المنظمات ان ما حدث انتهاك صارخ للحق في حرية الرأي
والتعبير المكفولة بمقتضى الدستور المصري والمواثيق الدولية المعنية
بحقوق الإنسان.
وطالبت بإعادة بثِّ القنوات الموقوفة؛ احترامًا للحق في حرية الرأي
والتعبير والحق في تداول المعلومات، والكف عن مثل هذه المضايقات التي
تتعرض لها القنوات الفضائية من حين لآخر، داعية الهيئة العامة
للاستثمار إلى تحديد قواعد واضحة ومحددة تلتزم بها القنوات الفضائية،
والتزام الحكومة بتعهداتها الطوعية أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان
بالأمم المتحدة بجينيف، فيما يخص حماية حرية الرأي والتعبير والصحافة.
واشارت الى ان الأسباب التي اعتمدت عليها الهيئة لتبرير قراراتها
بعيدة عن المنطق، ولا يمكن قبولها بسهولة؛ حيث ادعت أن قرارات الغلق
جاءت نتيجة رصد بعض المخالفات الخاصة بشروط التراخيص الممنوحة لهذه
القنوات، وأن تلك القنوات لا تلتزم بآداب وأخلاقيات العمل المهني
وميثاق الشرف الإعلامي. |