
شبكة النبأ: تتدهور العلاقة بين
إسرائيل وسوريا في الآونة الأخيرة رغم كل المحاولات التي بذلت وما زالت
تبذر من قبل العديد من البلدان وخاصة أمريكا لحل النزاع القائم من سنين
طوال وزرع السلام بين البلدين.
لكن الأوضاع مازالت تسوء أكثر وأكثر، لاسيما وان السبب يعود إلى إن
الطرفين ملتزمين بآرائهم وغير مستعدين للتنازل عن أي قرار، في الوقت
الذي يرمي الكرة احدهما ملعب الآخر ويتهمه بعرقلة وتأخير عملية السلام
بينهما، ولكن ما يراه المحللون وما يخشوه في الوقت ذاته من ان الحال
يبقى على ما هو عليه وهذا ما سيزيد من حدة الموقف ويؤدي في الآخر إلى
حرب كبيرة، لاسيما وان الطرفين مازالا يحظران لذلك من خلال التزود
بالأسلحة وتدريب قواتها على هجومات سريعة وكثيفة تحسبا لأي طارئ.
تدريبات الجيش الإسرائيلي
حيث أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات على احتلال قرية سورية بمشاركة
أسلحة الجو والمدرعات والمدفعية والمشاة والهندسة والاستخبارات.
وقال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي خلال
التدريب الذي جرى في جنوب اسرائيل انه يجب ضرورة حسم الحرب القادمة في
حال اندلاعها داخل أراضي العدو.
ودعا في تصريح نقلته الاذاعة الاسرائيلية العامة الى "استخدام جميع
القوات المتاحة لدى الجيش لكي تكون الحرب قصيرة ولكي لا يسأل احد من هو
المنتصر ومن هو الخاسر".
واكدت تقارير استخبارية اسرائيلية مؤخرا ضرورة "حسم" أي مواجهة
قادمة محتملة بسرعة ممكنة وتنفيذ ضربات "قاصمة" وذلك حتى لا يستطيع
العدو المقابل استعادة قوته وضرب العمق الإسرائيلي. بحسب وكالة الأنباء
الكويتية.
وبحسب آخر التقديرات الإسرائيلية فان العمق الإسرائيلي خاصة منطقة (تل
ابيب) ستكون في مرمى نيران صواريخ إيران وسوريا وحزب الله وحركة (حماس)
في قطاع غزة في أي مواجهة قادمة على جبهة واحدة او عدة جبهات.
ودعا رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق ورئيس شعبة العمليات
في الجيش الإسرائيلي اللواء احتياط غيورا آيلاند مؤخرا للعودة إلى
القدرة العسكرية البرية للجيش الإسرائيلي في أي مواجهة قادمة مع الجيش
السوري "لان سلاح الجو اثبت عدم الاعتماد عليه".
فرص السلام
من جانبه أعلن مسئول أميركي كبير ان الولايات المتحدة تريد العمل من
اجل السلام بين إسرائيل وسوريا معتبرا انه عنصر "لسلام شامل" في
المنطقة.
وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري
فيلتمان "نريد الوصول الى سلام شامل ومن المهم حتما ان تكون سوريا جزءا
من هذه العملية". واضاف ان المحادثات المقررة في 27 ايلول/سبتمبر في
نيويورك بين وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونظيرها السوري وليد المعلم
تندرج "في هذه الروح".
وأوضح "لدينا العديد من الخلافات مع سوريا والتي لن تختفي بين ليلة
وضحاها ولكن نحن مدركون انه من مصلحتنا إدخال السوريين والإسرائيليين
في عملية سلام تؤدي الى سلام شامل". بحسب وكالة فرانس برس.
ومن جهة اخرى، اعرب فلتمان عن امله في ان "تواصل الدول العربية
دعمها للسلطة الفلسطينية وتعميقه وان يجدوا الوسيلة التي تظهر لإسرائيل
فوائد السلام في الشرق الأوسط".
الدور الأوروبي
فيما أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله وزيرة الخارجية
الدنماركية لين اسبرسن اهمية ان تقوم اوروبا "بدور اكبر" لدفع عملية
السلام، مشددا في الوقت نفسها على ضرورة امتلاكها "رؤية واضحة وواقعية"
تجاه قضايا المنطقة، وفق مصدر رسمي. بحسب وكالة فرانس برس.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن الأسد تأكيده انه "على أوروبا ان
تقوم بدور اكبر في المنطقة وفي دفع عملية السلام وان يكون لديها رؤية
واضحة وواقعية تجاه قضايا المنطقة". ورأى الرئيس السوري ان "أوروبا
قادرة على فهم هذه القضايا بحكم قربها جغرافيا وتاريخيا من المنطقة"،
بحسب الوكالة.
وتطالب سوريا باستعادة هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حزيران/يونيو
1967 وضمتها سنة 1981، وذلك في إطار توقيع أي معاهدة سلام محتملة.
احتمالات معروفة
فيما قال الرئيس السوري بشار الأسد ان الجهود التي يبذلها الغرب
لإحياء محادثات السلام بين سوريا واسرائيل تتركز على إيجاد أرضية
مشتركة ولكن لم يتحقق شيء بعد وان احتمالات النجاح غير معروفة.
وفي أول تقييم علني له للجهود الأمريكية والفرنسية لإعادة إطلاق
المحادثات قال الاسد لمحطة تلفزيون (تي.ار.تي) التركية ان مبعوثين من
البلدين يحاولون التوفيق بين مطالب سوريا بإعادة مرتفعات الجولان
والأهداف الأمنية لإسرائيل.
وقال الاسد في المقابلة ان ما يحدث الان هو البحث عن أرضية مشتركة
لإطلاق المحادثات. وأضاف قوله ان الاساس في نظر السوريين هو إعادة
الأرض كاملة وأما الاسرائيليون فأنهم يتحدثون عن ترتيبات أمنية. وقال
الرئيس السوري انه لو قدر للمحادثات أن تستأنف فإنها ستكون في بادئ
الامر غير مباشرة على غرار الجولات الأربع السابقة التي توسطت فيها
تركيا وانهارت في عام 2008 دون التوصل إلى اتفاق.
وقال ان هناك أكثر من تحرك في المنطقة بما في ذلك فرنسا والولايات
المتحدة وتحرك بين سوريا واسرائيل بحثا عن أفكار لكن لم يتجسد شيء بعد
ولا يمكن معرفة ماذا سيحدث. وكان الاسد عقد اجتماعات منفصلة في فترة
سابقة مع المبعوث الأمريكي جورج ميتشل الذي يسعى لإنقاذ محادثات السلام
الفلسطينية الإسرائيلية ومع جان كلود كوسيران الذي عينه الرئيس الفرنسي
نيكولا ساركوزي لمتابعة ما يسمى المسار السوري الإسرائيلي.
وزار المبعوثان ايضا اسرائيل التي قال الاسد انها تفسد مساعي السلام
بتهويدها القدس وبناء المستوطنات في الاراضي المحتلة. وصرح الاسد بأن
الحديث عن وساطة بين سوريا واسرائيل سابق لأوانه وان ما يجري الان هو
البحث عن أرضية مشتركة. وذكر ان سوريا ما زالت تريد دورا لتركيا على
الرغم من تزايد الاتصالات مع الولايات المتحدة وهي القوة الوحيدة التي
ترى سوريا انها قادرة على تحقيق الوصول إلى اتفاق سلام نهائي.
وقال الأسد ان السؤال الآن عن المفاوضات يدور عمن يمكنه النجاح في
إدارة هذه المحادثات وحل العقد الكثيرة التي ستظهر وإزالة العقبات
الكبرى. وتصر إسرائيل التي تطالب سوريا بالابتعاد عن إيران وعن حزب
الله الشيعي اللبناني على استئناف المحادثات مع دمشق دون شروط. بحسب
وكالة الأنباء البريطانية.
وتتمسك سوريا بمطلبها بانسحاب إسرائيلي كامل من الجولان التي
احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 لكنها بدأت تخفف من لهجتها. وصرح وليد
المعلم وزير الخارجية السوري بعد اجتماعه مع نظيرته الامريكية هيلاري
كلينتون بأنه على الرغم من ان سوريا لن تقدم اي تنازلات بشأن الجولان
وان التزام إسرائيل بإعادة الأرض ضروري لاستئناف مفاوضات السلام طبقا
لما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة إلا أن هذا ليس شرطا مسبقا لاستئناف
المحادثات.
ويمكن لدلالات الألفاظ ان تلعب دورا حاسما لاستئناف المحادثات بين
الجانبين. وانهارت نحو عشر سنوات من المحادثات التي رعتها الولايات
المتحدة بين الجانبين عام 2000 بعد ان قل العرض الإسرائيلي قليلا عن
الانسحاب الكامل من الجولان.
وصرح مسؤول أمريكي بعد اجتماع المعلم وكلينتون في نيويورك بأن سوريا
"مهتمة جدا" باستئناف عملية السلام مع إسرائيل بينما تهدد قضية البناء
في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية.
وكرر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي رغبته في استئناف
المحادثات مع سوريا دون شروط وان قال مستشار لوزير الدفاع الإسرائيلي
العام الماضي ان سوريا قد لا تكون قادرة على السيطرة على حزب الله
اللبناني وهو من الحسابات الإسرائيلية الرئيسية وراء أي محادثات مع
سوريا.
مراقبة إسرائيل
كما طالبت سوريا المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية
بإخضاع منشآت إسرائيل النووية للرقابة الدولية أسوة بدول منطقة الشرق
الأوسط.
وأكد مندوب سوريا الدائم لدى الوكالة السفير بسام الصباغ ان دمشق ما
زالت ملتزمة بالتعاون مع الهيئة الدولية وفقا لالتزاماتها بأحكام
النظام الأساسي واتفاقية الضمانات الشاملة بموجب معاهدة عدم الانتشار
النووي.
وقال الصباغ في كلمة أمام أعمال المؤتمر السنوي العام للوكالة
الدولية للطاقة الذرية ان المؤتمر العام يصدر منذ ما يقارب 20 عاما
قرارات تطالب دول الشرق الأوسط بالانضمام الى معاهدة عدم الانتشار
وتطبيق اتفاقية الضمانات الشاملة على جميع المنشآت والأنشطة النووية في
دول المنطقة الا أن إسرائيل ما زالت ترفض ذلك وبقيت خارج إطار هذه
المنظومة وخارج إطار قرارات الشرعية الدولية.
وشدد على سعي سوريا منذ زمن بعيد إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية
من الأسلحة النووية مؤكدا أنها قدمت في إطار ذلك مشروع قرار باسم
المجموعة العربية إلى مجلس الأمن أثناء عضويتها فيه عام 2003 إلا انه
لم يلق القبول من بعض الدول المساندة لإسرائيل.
وأشار الى أن الوثيقة الختامية لمؤتمر المراجعة التي تم التوصل
اليها في نيويورك تضمنت دعوة لعقد مؤتمر في عام 2012 بهدف العمل على
إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
واعتبر السفير السوري ان انعقاد هذا المؤتمر سيشكل خطوة نحو التوصل
لآليات ناجعة في حال توفرت لدى إسرائيل الإرادة السياسية الواضحة
للقيام بذلك مشيرا إلى إن تعنت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وعدم
استجابتها للمبادرات السابقة قوض من إمكانية نجاح مثل تلك المبادرة.
وأكد الصباغ ان نجاح المؤتمر العام في دورته الماضية في استصدار
قرار بعنوان (القدرات النووية الإسرائيلية) شكل رسالة واضحة تعبر عن
قلق طيف واسع من المجتمع الدولي إزاء سعي إسرائيل نحو تطوير قدراتها
النووية بعيدا عن أي رقابة دولية. بحسب وكالة الأنباء الكويتية.
ووصف تقرير المدير العام للوكالة حول إسرائيل بأنه جاء مخيبا للآمال
وخاليا من أي مضمون معتبرا ان المدير العام اكتفى فيه بعرض بسيط مقابل
إرفاق كم كبير من رسائل الدول الأعضاء دون تحليل أو إبداء ملاحظات
بشأنها.
ودعا الدول الأعضاء المشاركة في المؤتمر السنوي العام للوكالة إلى
دعم مشروع القرار المقدم من المجموعة العربية للدورة ال54 الحالية
بعنوان (القدرات النووية الإسرائيلية) مناشدا الدول التي امتنعت أو
صوتت ضد القرار السابق إعادة النظر في مواقفها. كما تناول المندوب
السوري مسألة المعلومات والوثائق التي تحصل عليها الوكالة الذرية من
الدول الأعضاء وطالبها بوجوب احترام تلك المعلومات والمحافظة عليها من
التسريبات وذلك في إطار العمل الذي تقوم به مع الدول الأعضاء وحفاظا
على مصالح الدول ومصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفيما يتعلق بتعاون دمشق مع الوكالة الدولية أوضح سفير سوريا ان
بلاده كانت قد سمحت لمفتشي الوكالة بزيارة موقع المبنى المدمر بدير
الزور في يونيو 2008 كما سمحت له التحرك والحصول على عينات منه دون أي
عوائق.
وبعدما أعرب السفير السوري عن أسف بلاده لما جاء في بعض بيانات
الدول الأعضاء وخاصة عدم إدانتها للاعتداء الإسرائيلي الغاشم على سيادة
الأراضي السورية في سبتمبر 2007 والذي يشكل انتهاكا واضحا للقانون
الدولي أكد الصباغ في ختام حديثه إن بلاده زودت الوكالة بالمعلومات
والإجابات المطلوبة لكافة الاستفسارات التي طرحتها وان ما قدمته يعد
أمرا كافيا لإثبات طبيعة الموقع وعمله كاشفا عن ان دمشق توصلت مع
الوكالة إلى خطة عمل لكشف المسائل العالقة.
إسرائيل تندد
من جانبها نددت إسرائيل بإعلان وزير الدفاع الروسي اناتولي
سيرديوكوف ان موسكو ستبيع سوريا صواريخ من طراز ياخونت بي-800، بحسب ما
نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية. وقال مسؤول حكومي رفيع المستوى طلب
عدم الكشف عن اسمه ان "هذا القرار يشكل دليلا متواضعا عن حس المسؤولية
من جانب بلد يريد ان يكون مؤثرا ويدعي العمل في خدمة استقرار المنطقة".
وأضاف ان "هذه الأسلحة يمكن ان تهدد توازنا استراتيجيا في منطقة هشة
بدأت بصعوبة لتوها مفاوضات سلام"، في اشارة الى استئناف المفاوضات
المباشرة مع الفلسطينيين.
وقال سيرديوكوف بحسب ما نقلت عنه وكالة ايتار تاس "سنسلم صواريخ
ياخونت الى سوريا، سوف ننفذ العقد" الذي تم توقيعه بين البلدين في
2007، كما أوضح. وأدلى الوزير الروسي بتصريحه هذا خلال زيارة الى
البنتاغون حيث عقد مع نظيره الاميركي روبرت غيتس اجتماعا تعهد فيه
الطرفان بتعزيز التعاون العسكري بين البلدين.
وتثير مبيعات الأسلحة الروسية الى سوريا التي تقيم علاقات وثيقة
الصلة مع ايران، قلق الولايات المتحدة واسرائيل اللتين تخشيان وصولها
الى حزب الله اللبناني. واعتبر سيرديوكوف ان هذه المخاوف لا مبرر لها،
مؤكدا ان "الولايات المتحدة واسرائيل تطلبان منا عدم تسليم صواريخ
ياخونت الى سوريا. لكننا لا نشاطرهما مخاوفهما بشأن احتمال وقوع هذه
الأسلحة في أيدي إرهابيين".
وأثار هذا الإعلان الروسي غضب المسئولين الإسرائيليين، وفق ما نقلت
عنهم وسائل الإعلام الإسرائيلية التي عنونت عن هذا الموضوع في صفحاتها
الأولى. وعنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاكثر مبيعا في إسرائيل "أزمة
صواريخ مع روسيا".
ولفتت الإذاعة العامة وإذاعة الجيش الإسرائيلي إلى ان إسرائيل "ستطلب
شروحات" من موسكو، مع الإشارة إلى ان صواريخ ياخونت يصل مداها الى 300
كلم وباستطاعتها حمل شحنة ناسفة قدرها 200 كلغ.
وأوضحت وسائل الإعلام هذه ان صواريخ ياخونت قد تشكل خطرا على السفن
التابعة للبحرية الإسرائيلية قبالة السواحل اللبنانية بحال تم نقلها
إلى حزب الله بواسطة سوريا. وما زاد من استياء المسئولين الإسرائيليين،
بحسب وسائل الإعلام، توقيع اناتولي سيرديوكوف ونظيره الإسرائيلي ايهود
باراك في موسكو اتفاقا أولا للتعاون العسكري بين البلدين. بحسب وكالة
فرانس برس.
وقال المسؤول الإسرائيلي الرفيع "هذا الاتفاق ولد ميتا. لن نقوم
بنقل تكنولوجيات في مجالات نحن متقدمون فيها على الروس ليتم بعدها
استخدام هذه التجهيزات ضدنا"، من دون تقديم المزيد من التفاصيل. وجسدت
اسرائيل وروسيا تعاونهما العسكري في العام 2009 من خلال بيع الدولة
العبرية 12 طائرة من دون طيار الى موسكو.
وغالبا ما تبدي إسرائيل مخاوف بإزاء بيع أسلحة روسية إلى أعدائها
الإقليميين، على الأخص سوريا وإيران. وأعلنت روسيا العام 2010 بيعها
مقاتلات من طراز "ميغ-29" وصواريخ بانتسير قصيرة المدى واليات مصفحة.
كما نددت الحكومة الإسرائيلية مرارا بجوانب عدة من التعاون
الروسي-الإيراني خصوصا في مجالي التسلح والطاقة النووية المدنية.
منع محاولة "تقويض" استقرار لبنان والعراق
في حين حذرت الولايات المتحدة سوريا من محاولة زعزعة استقرار العراق
ولبنان، على ما افادت وزارة الخارجية الاميركية عقب لقاء جمع الاثنين
وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها السوري وليد المعلم.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان "وزيرة
الخارجية كانت مباشرة للغاية وقالت بوضوح، ان كان الامر يتعلق بلبنان
او بالعراق، فإننا سنمنع أي محاولة لتقويض استقرار هذين البلدين".
وعلى رغم العودة التدريجية للدفء في علاقات واشنطن ودمشق، أشار
كراولي إلى "قلق" الولايات المتحدة حيال "أنشطة سوريا في لبنان
وعلاقتها مع حزب الله". وأنهى العراق وسوريا أزمة دبلوماسية كبرى عبر
إعلانهما في فترة سابقة إعادة العلاقات الكاملة بينهما وإعادة التبادل
الدبلوماسي على مستوى السفراء. بحسب وكالة فرانس برس.
وهذا اللقاء بين كلينتون والمعلم على هامش الجمعية العامة للأمم
المتحدة في نيويورك، هو الثاني بين الوزيرين منذ اذار/مارس 2009 حين
اجريا محادثات مقتضبة في مصر، على هامش مؤتمر المانحين لقطاع غزة.
وأوضح كراولي ان كلينتون أكدت على الهدف الأميركي المتمثل بالوصول
إلى "سلام شامل في الشرق الأوسط" يشمل سوريا، لافتا الى ان المعلم "أبدى
اهتماما كبيرا" بالموضوع. وفي دمشق، ذكرت وكالة الانباء الرسمية ان
الجانبين استعرضا "العقبات التي تحول دون تحقيق" السلام، ونقلت عن
المعلم تأكيده ان "سوريا تنتظر ان تلمس أفعالا لا أقوالا" من جانب
إسرائيل.
لأول مرة تسمح إسرائيل
وعلى صعيد منفصل، سمحت إسرائيل لأول مرة لحوالي 300 درزي اسرائيلي
بالتوجه الى سوريا في زيارة دينية، على ما أعلن رئيس الطائفة الدرزية
في اسرائيل.
وبموجب هذا الإذن الصادر عن وزارة الداخلية الاسرائيلية، ستقوم
مجموعة كبيرة من رجال الدين الدروز بزيارة لسوريا يقومون خلاله بجولة
على المواقع الدينية وزيارات لأقرباء. وقال الزعيم الروحي للطائفة
الدرزية في اسرائيل الشيخ موفق طريف "هذا قرار مهم جدا، انه سابقة".
وأضاف "إنها أول مرة تسمح فيها وزارة الداخلية الإسرائيلية لمجموعة من
القادة الروحيين الدروز بزيارة سوريا". بحسب وكالة فرانس برس.
وسوريا وإسرائيل في حالة حرب عمليا ولم تكن إسرائيل تسمح حتى الآن
للدروز الإسرائيليين مثل باقي المواطنين الإسرائيليين بالدخول الى هذا
البلد "العدو". ولم يكن من الممكن الاتصال بمسئولين في وزارة الداخلية
للحصول على تعليق. ولم تسمح اسرائيل حتى الان بزيارة سوريا سوى للدروز
من سكان مرتفعات الجولان المحتلة ومعظمهم لا يحملون الجنسية
الإسرائيلية، سواء لحضور أعراس او لدواع دينية.
ويعيش في إسرائيل حوالي 120 الف درزي معظمهم في شمال البلاد. واحتلت
إسرائيل هضبة الجولان عام 1967 ثم ضمتها عام 1981 ويعيش فيها نحو 22
الف سوري معظمهم من الدروز. وقد رفضوا بغالبيتهم الهوية الإسرائيلية.
اتهامات إسرائيلية لسوريا
فيما كرر رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"،
العميد يوسي بايدتس، اتهام سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ "سكود"،
مؤكداً أثناء كلمة أمام لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي، أنه
يجري نقل أسلحة قتالية بشكل دائم من سوريا في عمليات نقل رسمية ومنظمة.
وأشار إلى التقارير الإسرائيلية بشأن صواريخ سكود قائلاً إن العملية
الأخيرة ليست سوى "رأس الجليد" لافتاً إلى أن لدى الحزب اللبناني "مخزوناً
من آلاف القذائف من مختلف الأنواع والمدى، بما فيها صواريخ تعمل
بالوقود الصلب بعيدة المدى وأكثر دقة، وفق الإذاعة الإسرائيلية.
وأضاف بالقول: "الصواريخ بعيدة المدى التي بترسانة حزب الله "تمكنهم
من نصب قواعد الإطلاق في قلب لبنان، وهي تغطي مساحات أوسع من السابق..
نموذج حزب الله 2006 يختلف عن نموذج 2010، لجهة قدراته العسكرية التي
تطورت منذ المواجهات التي خاضها الحزب ضد الجيش الإسرائيلي آنذاك.
ونقلت تقارير إعلامية إسرائيلية أن سوريا زودت حزب الله بصواريخ أرض -
أرض من طراز "إم 600" التي يصل مداها إلى 250 كلم، بالاستناد إلى
تصريحات بايدتس.
ووفق تقديرات الاستخبارات العسكرية، فأن "حزب الله" غير معني
بمواجهة شاملة مع إسرائيل، ويخشى هذه المواجهة، لكنه يستعد لها، ولا
يزال يتعهد علناً بتنفيذ عمليات إرهابية ضد إسرائيل، وفق المسؤول
الأمني الإسرائيلي.
أما على الصعيد السوري، فقد قال بايدتس: "سوريا مستمرة بالسير في
مسارين من دون أن تواجه مطالبة باختيار أحداهما من قبل الساحة الدولية،
فمن جهة تطور علاقاتها مع الغرب ومع الدول العربية وتركيا، كما إنها
تستعيد نفوذها ودورها في لبنان، وفي الجهة الأخرى ترسخ تعاونها
الإستراتيجي مع إيران وحزب الله والإرهاب الفلسطيني"، على حد قوله.
ويذكر أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أعلن تمديد العقوبات
الأمريكية على سوريا لعام آخر، قائلاً في خطاب إلى الكونغرس إن حكومة
دمشق مازالت تدعم منظمات إرهابية وتمثل تهديداً على المصالح الأمريكية.
بحسب وكالة السي ان ان.
ولفت أوباما إلى أن سوريا "تمثل "تهديدات غير عادية واستثنائية
مستمرة ضد الأمن القومي والسياسة الخارجية واقتصاد الولايات المتحدة"،
غير أنه أشار إلى "بعض التقدم الذي حققته في قمع شبكات المقاتلين
الأجانب التي ترسـل متسللين إلى داخل العـراق لتنفيذ هجمات انتحارية."
ويشار إلى أن سوريا نفت مراراً المزاعم الإسرائيلية بنقل صواريخ
سكود إلى حزب الله. وكان مسؤول إسرائيلي كبير قد أشار في وقت سباق أن
حزب الله نجح في تطوير ترسانته من الصواريخ المتوسطة المدى، وبات
بالتالي قادراً على استهداف معظم مناطق إسرائيل في حال وقوع أي مواجهة
عسكرية معه في المستقبل.
وكان حزب الله قد ضرب إسرائيل خلال مواجهات صيف العام 2006 بأكثر من
أربعة آلاف صاروخ، وصل مدى بعضها إلى 70 كيلومتراً.
المخاطر السياسية الرئيسية الجديرة بالمتابعة في سوريا
شقت سوريا طريق العودة إلى حظيرة المجتمع الدولي بعد سنوات من
العزلة لكنها مازالت تواجه تحديات سياسية واقتصادية في ظل سعيها لتحسين
علاقاتها مع الغرب مع التمسك بانتهاج خط متشدد ضد إسرائيل.
فيما يلي المخاطر السياسية الرئيسية الجديرة بالمتابعة في سوريا:
سوريا وإسرائيل:
أثار مسئولون أمريكيون مرارا قضية نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله مع
الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقول دبلوماسيون في العاصمة السورية ان اسرائيل نقلت عدة رسائل
للنظام الحاكم في دمشق مفادها ان سوريا تخاطر بالتعرض لهجوم إسرائيلي
بسبب إمدادات السلاح لحزب الله.
وردت سوريا علنا بأن المدن الإسرائيلية يمكن ان تتعرض للهجوم في أي
حرب لكنها قالت في وقت لاحق ان سعيها للسلام مع إسرائيل مازال يمثل
أولوية.
ورغم ان حدوث خطأ في الحسابات مازال أمرا واردا فانه ليس من مصلحة
أي من الجانبين شن حرب خاصة في ظل ادراك سوريا للتفوق العسكري
الاسرائيلي واطمئنان إسرائيل لان سوريا حافظت على هدوء الجبهة في
مرتفعات الجولان منذ وقف إطلاق النار عام 1974 التوصل لوقف إطلاق النار
بعد عام من شن سوريا حربا منيت بالفشل لاسترداد الهضبة ذات الأهمية
الإستراتيجية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 .
ولم ترد سوريا في عام 2007 عندما هاجمت طائرات إسرائيلية مجمعا في
شرق البلاد قالت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه) انه
موقع نووي. ونفت دمشق ان يكون الموقع منشأة نووية.
- ما تجدر متابعته:
- التوتر بين إسرائيل وحزب الله مثل الاشتباك الحدودي الذي وقع في
أغسطس آب مما قد يؤدي الى ضربة إسرائيلية محدودة لسوريا. يمكن أن تهاجم
إسرائيل ما يمكن أن تصفه بإمدادات أسلحة مشتبه بها لحزب الله لإجبار
دمشق على أن تفكر مرتين قبل دعم الجماعة.
قد لا ترد سوريا على هجوم اسرائيلي منفرد لكن سيصعب عليها الوقوف
مكتوفة الأيدي اذا ضربت إسرائيل مواقع مهمة.
الموقف الأمريكي:
قالت سوريا انها راغبة في العمل مع الولايات المتحدة في احتواء عبور
المتمردين الى العراق وقد لا تكون واشنطن راغبة في تقويض هذا التعاون
من خلال دعمها لهجوم إسرائيلي على سوريا. بحسب وكالة الأنباء
البريطانية.
وأوضحت الولايات المتحدة أيضا أنها تريد دعما سوريا لمحادثات السلام
المباشرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإسرائيل من خلال تأثيرها
على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
جاء قرار حماس بالتعاون مع الجهود المصرية الجديدة لتضييق هوة
الخلاف بين حماس وحركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس
ليضع سوريا في موقف أفضل مع الولايات المتحدة. الجدل بشأن أسلحة حزب
الله في تعليق اجراءات ايفاد سفير أمريكي الى دمشق رغم ان مسؤولا في
البيت الابيض قال في مايو أيار ان الولايات المتحدة تسعى لإيجاد ما
وصفه بعناصر معتدلة داخل حزب الله.
ما تجدر متابعته:
- المواجهة بين إيران وإسرائيل. قال مسؤولون سوريون ان صراعهم مع
إسرائيل منفصل عن أي صراع بين إيران وإسرائيل بشأن البرنامج النووي
لطهران.
لكن اذا هاجمت إسرائيل الجمهورية الإسلامية فعندئذ يمكن أن يقوم
مقاتلو حزب الله برد انتقامي لحساب الإيرانيين الذين يدعمونهم. ويزداد
خطر نشوب حرب إقليمية اذا مضت إسرائيل قدما في اتهاماتها ضد دمشق
وتعرضت المدن الإسرائيلية لهجوم من جانب حزب الله للمرة الثانية منذ
عام 2006 .
استئناف محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل:
قالت سوريا التي لها علاقات وثيقة مع إيران وحزب الله وحركة
المقاومة الإسلامية (حماس) ان علاقاتها مع اللاعبين في منطقة الشرق
الأوسط ستتغير في حال توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل يعيد مرتفعات
الجولان.
وأبدى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي اهتماما بالتوصل
لسلام مع سوريا الا أنه رفض مطلبها الأساسي بإعادة مرتفعات الجولان.
أما وزير دفاعه ايهود باراك فقال ان هذا الثمن يمكن دفعه من أجل كبح
إيران.
ويبدو ان الأسد مكبل بإرث والده الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي رفض
اتفاقا بعد نحو عشر سنوات من المحادثات تحت إشراف الولايات المتحدة
لأنه لم يكن يتضمن إعادة مرتفعات الجولان بالكامل لسوريا.
وانهارت اربع جولات من المحادثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل
توسطت فيها تركيا في ديسمبر كانون الاول 2008 أثناء الغزو الاسرائيلي
لقطاع غزة. وقال الاسد ان الجانبين كانا قريبين من احراز تقدم كبير. ما
تجدر متابعته:
- التحركات التركية.
اكتسب أنقرة نفوذا في الشرق الأوسط بعد أن عززت العلاقات التجارية
والسياسية مع الكثير من الدول العربية في الأعوام القليلة الماضية.
- دور الولايات المتحدة
اجتمعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع نظيرها السوري
وليد المعلم في نيويورك في سبتمبر ايلول لبحث جهود واشنطن للتوصل الى
اتفاق بين سوريا وإسرائيل في إطار سلام شامل بالشرق الأوسط. وقال مسئول
أمريكي عقب الاجتماع ان سوريا "مهتمة جدا" بالسعي لتحقيق السلام مع
إسرائيل.
الاقتصاد السوري:
اتخذت سوريا إجراءات لرفع القيود عن قطاع الأعمال بعد أربع عقود من
تطبيق سياسات اقتصادية ترجع الى عهد الاتحاد السوفيتي السابق أثبتت
فشلها وتأمل في جذب 44 مليار دولار او 83 بالمئة من ناتجها المحلي
الإجمالي كاستثمارات بالقطاع الخاص على مدى الأعوام الخمسة القادمة.
وأسهمت العقوبات الأمريكية التي فرضت على سوريا عام 2004 لدورها
بالعراق ولدعمها حزب الله وحركة حماس في قلة الاستثمارات الغربية.
والى جانب الجفاف في شرق سوريا جعلت العقوبات التحدي لرفع مستوى
المعيشة وتوفير فرص عمل للسكان أكثر إلحاحا بالنسبة للحكومة. |