إن أفضل طريق للنجاح هي مساعدة الآخرين لتحقيق هذه الغاية وفي مختلف
المجالات ومنها مجال التعليم الذي هو محور مقالنا فالنظام التعليمي في
العراق نظام تقليدي، للأسف الشديد، فهو مبني على قاعدة (اقرأ احفظ اكتب
تنجح) وهو نظام يُحوّل الإنسان إلى آلة أو مسجل وطابعة ويضعف قدراته
ومهاراته..
من المعلوم أن عملية التعليم في العراق هي من مهمات وزارة التربية.
وحسب تقرير اليونسكو، فإن العراق قبل حرب عام 1991 م كان يمتلك نظاما
تعليميا يعتبر من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة. لكن التعليم عانى
الكثير بسبب ما تعرض له العراق من حروب وحصار وانعدام الأمن والسياسات
المنظمة التي يسير وفقها المتسلطين والحاكمين، حتى وصلت نسبة الأمية
إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ التعليم الحديث في العراق.
أما الفترة التي تلت ما بعد احتلال العراق عام 2003 م، وبعد سيطرة
السياسيين الجدد على عملية التعليم في البلاد وكذلك قلة أو انعدام نسبة
الدعم الحكومي لهذا القطاع ونظراً لكثرة العوائق والتي منها الإضطرابات
الأمنية، النظام المركزي الحكومي، عدم الاعتماد على قدرات المدرسين
والإداريين الكفوئين.. ساءت العملية التعليمية أكثر وتدهور الوضع
التعليمي في العراق وظهر أن ما يقارب الـ 80% من نسبة المدارس العراقية
بحاجة لإصلاح ودعم كذلك قلة المكتبات والمختبرات العلمية في هذه
المدارس ومما خفق به التعليم في العراق في هذه الفترة تزايد الرشوة
وعدم وجود كهرباء ولا الماء في المدارس..
فيا ترى هل يوجد حل أو حلول لهذه المشكلة التي يعاني منها شعب
العراق والذي تلوالت عليه الآهات والمصائب؟؟
اقول لو استمر حال التعليم وفق النظام التقليدي فسيكون من الصعب ان
يتحسن الواقع التعليمي في العراق خصوصا أن النظام التعليمي العالمي
الحديث مبني على أساس اكتشاف القدرات وتطوير المواهب وأي نظام تعليمي
لا يتضمن تعليم خبرات وتطوير قدرات واكتساب مهارات يعتبر تعليم ضعيف
ولذلك نرى ما يحصل لنا اليوم فنحن نملك أقدم الجامعات والمدارس ونستورد
الخضراوات ومياه الشرب من الدول المجاورة !!
فما هو ذنب الطالب الذي يرسب لأنه متميز في جانب معين بينما يفرض
عليه النظام التعليمي أن يتميز في كل المجالات؟
وما هو ذنب الطالب الذي يرسب نتيجة ابتلائه بمعلم غير مؤهل أو مريض
نفسيا أو أسلوبه معقد في احد الدروس وهو ناجح في الدروس الأخرى؟
وكيف سنواجه مشكلة الفساد الإداري إذا كان اغلب الطلبة يمارس عملية
الغش في الامتحان وهي بداية لفساد الشخصية؟
هذه المشاكل وغيرها يمكن حلها إن التفت المسؤولون إلى تكليفهم
ومسؤولياتهم وساروا وفق المنهج الذي يتلاءم مع التطور الحاصل في العالم
فيمكن استغلال ما نتج عن العلم الحديث في عملية التعليم كما يمكن
اعتماد النجاح في المعدل كأساس للنجاح في المرحلة الدراسية، بحيث
يستطيع الطالب الضعيف في احد الدروس من النجاح وهذا مطبق في العديد من
الدول.
كذلك إدخال أساليب حديثة في طرق التدريس مثل أسلوب التعليم باللعب
وهو أسلوب ممتع ومحبب للجميع وخاصة المراحل الابتدائية،
تشكيل لجنة في كل تربية وجامعة لمتابعة وتقيم واختبار جميع
المعلمين غير المؤهلين علميا ونفسيا لهذه المهمة وإعادة تأهيلهم أو
إعفائهم،
إدخال مواد جديدة لتدريب الطلبة وتطوير قدراتهم ومهاراتهم وتنمية
شخصياتهم وتعليمهم مهارات وفنون الحياة والعمل والإبداع،
وضع نظام للجوائز التقديرية للطلبة المتفوقين في كل درس على انفراد
وليس على أساس المعدل لجميع الدروس لان هذا يخلق لدينا مبدعين في جميع
المجالات.
هذه الحلول وغيرها الكثير لو راعاه السياسيون الحاكمون والمسؤولون
المحترمون لما وصل بنا الحال إلى هذا المستوى التعليمي المتدني لكن أنى
لهم الالتفات إلى شعبهم وهم مشغولون بالتصارع على كراسي الحكم والمناصب
الزائلة كيف لهم الالتفات إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه العراق وهم لم
يعيشوا هذا الواقع وكيف لهم أن يعرفوا المشاكل والحلول وهم لا حظ لهم
من الثقافة الحقيقية فأغلبهم جاءوا بشهادات علمية مزورة فمن يسمع كلامك
ونصحك؟؟
فخوفي وكل خوفي أن يتراجع التعليم إلى ابعد المستويات إن لم يؤدي كل
ذي واجب واجبه وكما قيل في المثل "أرى القدر يسابق الحذر ولا يطاع
لقصير أمر" فقصير رجل كان عاقلا لبيبا وكان خازنا لأحد الحكام وصاحب
أمره فكان ينصح حاكمه بعدة نصائح لكنه لم يأخذ بها وركب هواه ورغباته
فقال قصير هذه العبارة التي أرسلها مثلا عربيا..
husamhusam96@yahoo.com |