الإنسان والطبيعة... بين الخصام والانسجام

 

شبكة النبأ: إن للكوارث التي تضرب العالم أنواع وأشكال بحيث يصعب التغلب عليها او حتى الحد من أضرارها، لاسيما إنها حين تضرب لا تعرف الرحمة مؤدية بذلك الى دمار في الأبنية وخطف أرواح العديد من الأبرياء، وعليه فقد قام الباحثين بدراسة بعض الكوارث في محاولة للحد من عواقبها إذا ما حدثت مرة أخرى وتفادي الأخطاء التي أدت الى أزمات كبيرة.

وخلال ذلك فقد رصدت الدراسات والبيانات العديد من الكوارث الطبيعية التي طغت وقضت على أرواح كثيرة من النبات والإنسان، فقد أدت بعض الكوارث الى أزمات غذائية لما حطمت وقتلت مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية في مختلف الدول، بالتالي أدت هذه الكوارث الى أعداد كبيرة من الهاربين والمهاجرين منن تلك المناطق للنجاة بحياتهم.

"مدن أشباح"

"لم تشهد الذاكرة البشرية أمرا كهذا يوما"، بهذه الكلمات وصف عبدو غاندا صياد السمك المسن في احد أحياء نيامي الوضع في عاصمة النيجر بعد الفيضان المدمر لنهر النيجر الذي الحق إضرارا جسيمة في مجمل إرجاء البلاد.

منازل مهدمة، حقول ارز مدمرة: الفيضانات تطرح تحديات قاسية للسكان الذين لا يزالون يعانون تبعات أزمة غذائية خطيرة. وبحسب النظام النيجري للإنذار المبكر وإدارة الكوارث، فان مجمل مساحة البلاد، بما فيها منطقة اغاديز الصحراوية الشاسعة (شمال)، تضرر بالفيضانات.

وشهد النيجر، ثالث الأنهار الأفريقية، اكبر فيضاناته منذ العام 1929، حين شهد فيضانا مماثلا تسببت به الأمطار الغزيرة. وبحسب حصيلة للنظام النيجري للإنذار المبكر وإدارة الكوارث وللأمم المتحدة، فقد أدت الفيضانات الى تشريد نحو 200 الف شخص في المناطق الثماني في النيجر، كما قتل سبعة على الأقل بحسب وسائل الإعلام.

وتحولت الأحياء الثلاثة للعاصمة نيامي وزارماغانداي ولاموردي وكارادجي، الى مستنقعات حقيقية. وأضاف عبدو غاندا "كانت هذه أحياء فقيرة وتحولت الآن الى مدن أشباح". وقامت قلة من الأطفال بالسير على الطرقات الموحلة. وتحت انقاض المنازل المهدمة المبنية بالطين، تلتهم هررة جيف بعض الزواحف.

وأدى تساقط أمطار غزيرة جديدة الى الإجهاز على المنازل النادرة التي كانت لا تزال صامدة، بعد ثلاثة اسابيع على بدء الفيضانات. وروت مرياما، وهي ارملة وأم لتسعة اولاد، خسرت كل ما تملك بعد انهيار منزلها بسبب الفيضانات "لقد قللنا من اهمية ارتفاع منسوب المياه (في نهر النيجر) وفوجئنا (بالفيضان) في عز نومنا".

وفي العاصمة، أحصت الامم المتحدة اكثر من 17 الف مشرد، نصف المنكوبين فقط تم ايواؤهم في مدارس حيث يحصلون على الغذاء والاغطية والناموسيات، المقدمة من جانب المنظمات الدولية. بحسب وكالة فرانس برس.

وتواجه النيجر أصلا أزمة غذائية خطيرة نتيجة نقص حاد في الأغذية بسبب الجفاف في موسم 2009-2010 أدت إلى تضرر أكثر من سبعة ملايين شخص، بحسب أرقام الأمم المتحدة. وقال ابراهيم مهمان المسؤول عن إحدى القرى المنكوبة في شهادة نقلتها المنظمة الإنسانية "اوكسفام"، "انها كارثة مزدوجة: قبل الأمطار، السكان عانوا من نقص في الغذاء. الان، غرقت محاصيل الحبوب النادرة بالمياه، لم يتبق شيء".

وفي حين بدأ منسوب المياه بالتراجع في المناطق التي تعرضت للفيضانات، توقعت مصلحة الأرصاد الجوية استمرار هطول الأمطار "حتى منتصف ايلول/سبتمبر". وعللت هيئة حوض النيجر، وهي منظمة مقرها في نيامي تضم الدول التسع التي يمر بها نهر النيجر ومتفرعاته، هذه الفيضانات بمستوى الأمطار "الاستثنائية" في عدد من الدول المجاورة من بينها مالي وبوركينا فاسو.

وتوقعت الهيئة على موقعها على الانترنت فيضانا "كبيرا" ثانيا لمياه النهر بين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الثاني/يناير. وتجنبا للأسوأ، قررت السلطات المحلية إجلاء سكان المناطق المغمورة بالمياه في نيامي إلى مناطق أخرى. لكن بعض الذين يصرون على البقاء في المدينة يعززون بناء السدود الدفاعية في محيط منازلهم مستخدمين أكياس رمل، تحسبا لتجدد الفيضانات.

"ابلغنا والدنا: ( لن نتحرك من هنا ) قالها علي وعثمان، المراهقان القاطنان في حي لاموردي، وفي يدهما رفوش يحفران بها قنوات لتصريف المياه التي يغرق بها المنزل.

هبوب الأعاصير

بينما أفادت أبحاث نشرت في الولايات المتحدة ان للون مياه المحيط تأثير على تواتر الأعاصير، تبعا لنسبة الكلوروفيل.

وفقا لمحاكاة معلوماتية تتمحور على منطقة من شمال المحيط الهادئ، اكتشف باحثون ان تغييرا في لون المياه يؤدي الى نقص بنسبة 70% في تشكل الأعاصير في هذا المحيط الذي يولد نصف الأعاصير (التي تفوق سرعتها 117 كيلومترا بالساعة).

وقد اثبت معدو الدراسة ان وجود الكلوروفيل، وهو خضاب اخضر يساعد العوالق النباتية على التحول الى مغذيات تحت تأثير نور الشمس، هو الذي يساهم الى حد كبير في تحديد لون مياه المحيط.

يقول اناند غناناديسيكان من مختبر ديناميكية السوائل التابع للإدارة الأميركية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي والمشرف على هذه الدراسة التي ستنشر نتائجها في مجلة "جيوفيزيكال ريسرتش ليترز" "نعتقد ان المحيطات زرقاء لكنها في الواقع تميل الى اللون الأخضر. فالمحيطات ليست زرقاء في الحقيقة ولهذا الأمر تأثير مباشر على انتشار الأعاصير".

واظهر الباحثون كيف ان انخفاضا طفيفا في كثافة الكلوروفيل الذي يخفف من حدة لون المحيط يؤدي الى الحد من عدد الاعاصير. وتركز الأبحاث على تأثيرات انخفاض طفيف في أعداد العوالق النباتية التي تحدد مدى شدة اللون الأخضر. وتشير دراسات حديثة الى ان أعداد العوالق النباتية، وهي الحلقة الأولى في السلسـلة الغذائـية في المحتيطات، تتضاءل منذ قرن. بحسب وكالة فرانس برس.

ووفقا لهذه المحاكاة، فإن عددا متزايدا من الاعاصير سيضرب الفيليبين وفيتنام، في حين ان جنوب الصين واليابان سيكونان بمنأى عنها. عندما يكون مستوى الكلوروفيل متدنيا، يمكن لأشعة الشمس ان تغوص إلى عمق المحيط، ما يبقي المياه السطحية أكثر برودة. انخفاض الحرارة هذا يحول دون تشكل الأعاصير بثلاث طرق: فالمياه الاكثر برودة تولد طاقة اقل، ما يؤثر على جريان الهواء الذي يصبح اكثر جفافا واقل ملائمة لتوليد الأعاصير.

ظاهرة لا نينيا ستشتد

كما من المتوقع إن ظاهرة لا نينيا المناخية السائدة في المحيط الهادئ منذ بداية تموز/يوليو والتي تنذر عادة بأحوال جوية قاسية ستعزز وتدوم على الأقل حتى بداية العام 2011، على ما قال علماء أرصاد جوية.

وتؤدي لا نينيا، التي تتميز بانخفاض في حرارة سطح المياه بشكل غير معتاد في وسط وشرق المحيط الهادئ، الى تقلبات مناخية كبيرة كازدياد عدد الأعاصير في الأطلسي واشتداد الرياح الموسمية في جنوب آسيا.

وتترافق لا نينيا أيضا مع فترات جفاف في أميركا الجنوبية التي تضم عدة بلدان منتجة للحبوب مثل الأرجنتين التي تعد رابع اكبر مصدر للقمح في العالم وثاني اكبر مصدر للذرة. ويتفاقم الوضع خصوصا مع تسبب موجة حر بإتلاف ملايين الهكتارات من القمح في روسيا. وقد ادى قرار موسكو حظر التصدير حتى 31 كانون الاول/ديسمبر الى ارتفاع سعر القمح. وقال روبا كومار كولي، الباحث في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية "بدأت لا نينيا في تموز/يوليو من العام 2010، ولا تزال في بداياتها".

وأضاف "تدوم هذه الظاهرة عادة بين تسعة أشهر و12 شهرا. والظاهرة الحالية ستدوم على الأقل حتى نهاية السنة". بحسب وكالة فرانس برس.

ووفقا للإدارة الوطنية الأميركية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي، فإن ظاهرة لا نينيا الحالية التي أعقبت الظاهرة المعاكسة ال نينيو (ارتفاع حرارة المحيط الهادئ) "ستتعزز" وقد تكون بين "معتدلة وقوية". وتعود آخر ظاهرة لا نينيا الى العامين 2007 و2008.

الاستجابة للازمات

من جانب اخر، يذكر بين الحين والآخر ان مهاجمون مجهولون فجروا قنبلة " قذرة" في مضيق هرمز لتضطرب خلال دقائق حركة التجارة والملاحة العالمية وتصيب الأسواق المالية بأضرار.

ووقع تصادم بين سفينة صيد ألمانية وسفينة حربية صينية في الدائرة القطبية الشمالية. وتجتاح فيضانات مدمرة مستودع أسلحة في باكستان التي تمتلك أسلحة نووية مما يثير مخاوف بشأن الأمن النووي.

هل تستطيع المؤسسات الأمنية في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية معالجة اي من هذه الازمات حين تؤدي مشاكل اعتيادية مثل التغيرات المناخية الى تفاقم ازمات امنية تقليدية؟ ويقول الخبراء انها لا تستطيع ذلك حتى من بعيد.

وينظر لمحافل مثل مجلس الامن ومجموعة العشرين التي تضم دولا غنية ونامية والمنظمات الانسانية متعددة الاطراف على انها مترهلة او تفتقر للشرعية وستجد صعوبة كبيرة في الاستجابة سريعا.

ويقول مسؤولون عن الاستجابة للكوارث ان الدول غير مستعدة كلية لاحتمال ظهور ما يسمى بالازمات المتعددة الاوجه التي يمكن ان تثير الاضطراب في اسواق ومناطق لفترة طويلة. وفي مثل هذه الكوارث متعددة الاوجه ستؤدي ضغوط مثل انكماش الغطاء الجليدي في الدائرة القطبية الشمالية او سطو نووي او نقص في الماء او النفط او جرائم الانترنت الى تفاقم التوتر بين الدول بشان قضايا تقليدية مثل التجارة والنزاع على الارض والموارد.

وتغذي التوترات "القديمة" و"الجديدة" بعضها بعضا وتقود لنزاعات قومية في العواصم العالمية. وفي حالة فقدان الثقة في التحرك الجماعي فقد تزل اقدام الدول نحو الصراع. وتقول بولين بيكر رئيسة صندوق السلام وهي جماعة لا تسعى للربح تهدف لمنع المنازعات "لم تلاحق الممارسة الدبلوماسية هذه التهديدات المعقدة. نحتاج لهيكل دولي جديد لمنع الازمات والاستجابة لها."

وفي عصر تحركه الأنباء يمكن ان تنتشر ازمة محلية على مستوى العالم في غضون دقائق أو ساعات ويقول محللون ان عقلية قادة العالم لا تزال تتسم بضيق الافق الشديد عند التخطيط الامني ويتعين ان يكونوا مستعدين للتحرك بسرعة وتقارب اكبر لتنسيق الاستجابة.

ويقول جريج اوستن نائب رئيس برنامج التنمية والاستجابة السريعة في معهد الشرق والغرب ان ادارة الازمات العالمية غير ملائمة في مختلف المجالات بعد باستثناء ما احرز من تقدم في متابعة الاوبئة وموجات المد العاتية. وقال ان نوعية نظام التحذير والاستجابة الذي تطبقه منظمة الصحة العالمية لمواجهة الاوبئة والدول الاسيوية للتصدي لموجات المد ضروري في مجالات امن شبكة الانترنت والطاقة والمياه والمخاطر المناخية وكوارث طبيعية اخرى. وتمنح مثل هذه الانظمة الدول وقتا لاستيعاب العواقب المحتملة للازمات التي قد تطرأ وكيفية تقليص اثرها.

وقال تشونج مين لي خبير الامن الاسيوي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان الحاجة ملحة. ويقول "تخيل فترة قصيرة لا تزيد عن عدد قليل من السنوات تشهد توالي ازمات تضم بعض او كل مايلي: ذورة النفط والمياه والتنافس على الثروات وانهيار الانترنت واوبئة وارهاب نووي. تقع الازمة تلو الاخرى." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وتابع "قد تحدث مشاكل اقتصادية واجتماعية ضخمة وتحرك للسكان مع امتداد الازمة من بلد لآخر. ستفوق طاقة الحكومات عند مستوى استعدادها الحالي." وقالت سيلينا رياليو رئيسة المؤسسة الاستشارية العالمية سي. بي.ار ان المشكلة تفاقمت مع حقيقة فقد الدول في ظل العولمة بعض النفوذ لصالح قوى غير رسمية مثل شركات متعددة الجنسيات وجريمة منظمة وإرهابيين.

ويقول محللون ان تفجير متشددين قنبلة قذرة في مضيق هرمز ربما لا يكون اسوأ سيناريو لان كوارث بهذا الحجم تقود في نهاية المطاف لرد فعل موحد. واضاف محللون ان الازمات التي تكتسب زخما مبكرا في مناطق نائية ستواجه صعوبة اكبر في جذب اهتمام قادة العالم بسرعة كافية مما يزيد من صعوبة إدارة التوترات.

ويقول ايان برمر رئيس مجموعة اوراسيا لاستشارات المخاطر ان النظام العالمي اقل استعدادا للتعامل من مشاكل متزامنة في أكثر من دولة مما كان عليه قبل عامين. وقال "كانت ثمة وحدة هدف في تنسيق استجابة رد مجموعة العشرين في ذروة الازمة المالية العالمية لدرجة تثير الاعجاب. ذهبت تلك الوحدة ولن تعيدها الا أزمة بنفس الحجم."

ومن ضمن الأزمات الأخيرة التي أثارت إمكانية حدوث تعقيدات عالمية او اقليمية الموجة الحارة في روسيا والفيضانات في باكستان في العام الجاري ووباء اتش 1ان1 في العام الماضي وتفشي مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) في عامي 2002-2003. ويقول خبراء انه مع توقعات بأزمات أكبر وأكثر تعقيدا فان مشاورات الخط الساخن بين حفنة من القوى الكبرى على غرار ما كان يحدث ابان حقبة الحرب الباردة لن تكون كافية.

واكد جيم شتاينبرج نائب وزيرة الخارجية الامريكية في اجتماع المعهد الدولي للعلاقات الدولية في جنيف على فكرة مواصلة محاولة زيادة مرونة وفعالية المؤسسات متعددة الاطراف القائمة.

وقال ان ما من احد يضع اطارا مثاليا للتعامل مع مشاكل القرن الحادي والعشرين سيختار "الوقوع في شباك مؤسسات متداخلة تتسم بعدم الكفاءة احيانا وغالبا ما تكون عتيقة لا زالت تعمل بتفويض منح منذ خمسين عاما في بعض الاحيان." لكن تنحية هذه المؤسسات جانبا والتخلي عن اي محاولات لإصلاحها سيزيد من تفاقم المشاكل.

العشرة أعاصير الأكثر فتكاً

في حين يقول الخبراء أن آسيا، القارة الأكثر عرضة لخطر الكوارث الطبيعية، هي أيضاً الأكثر ضعفاً تجاه الأعاصير. فبينما يتعرض 119 مليون شخص سنوياً في المتوسط على مستوى العالم لخطر الأعاصير الاستوائية، يتركز أكثر من 85 بالمائة من الوفيات السنوية المتوقع أن تنجم عنها في بنجلاديش والهند وحدهما. أما الدول الخمس التي يعتبر سكانها الأكثر تعرضاً للخطر فهي الصين والهند واليابان والفلبين وبنجلاديش وجميعها في آسيا.

وفي هذا السياق، قال سيناكا باسناياكي، وهو مختص في إدارة مخاطر المناخ في المناطق الحضرية لدى المركز الآسيوي للتأهب للكوارث في بانكوك أن "تأثير الكوارث أكبر بكثير في آسيا مقارنة بالولايات المتحدة التي تتعرض للأعاصير بشكل متكرر أيضاً، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية ووجود ثغرات في آليات الإنذار المبكر".

وإلى حد نموذجي، تظهر هذه الظواهر الجوية المتطرفة، التي يطلق عليها اسم أعاصير في منطقة المحيط الهندي وجنوب غرب المحيط الهادئ وأعاصير استوائية أو "تيفون" في شمال غرب المحيط الهادئ، في الفترة ما بين مايو ونوفمبر وتكون مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح تتجاوز سرعتها 119 كيلومتر في الساعة.

ووفقاً للإستراتيجية الدولية للحد من الكوارث التابعة للأمم المتحدة، فإن الاكتظاظ السكاني في المناطق الساحلية والدلتا مقروناً بتدني مستويات التنمية البشرية في العديد من البلدان الآسيوية يجعلان سكان هذه المنطقة عرضة للخطر بوجه خاص.

أسوأ الأعاصير

مايو 2008، ميانمار: ضرب إعصار نرجس دلتا إيراوادي وخلف 140,000 قتيل ومفقود وتسبب في تدمير البنية التحتية والممتلكات وسبل العيش في منطقتي إيراوادي ويانغون. وقد ألحق الإعصار أضراراً بأكثر من 2.4 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد.

29 أبريل 1991، بنجلاديش: لقي حوالي 143,000 شخص حتفهم عندما ضرب إعصار B02 الساحل الجنوبي للبلاد مع ارتفاع المد الجزري بمقدار 4.6 متر. كما تسبب الإعصار في تشريد حوالي 10 ملايين شخص. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين".

5 أغسطس 1975، الصين: أودى إعصار نينا بحياة أكثر من 100,000 وتسبب في تدمير 100 كيلومتر من السكك الحديدية وخلف خسائر اقتصادية تقدر بحوالي 1.2 مليار دولار.

12 نوفمبر 1970، شرق باكستان وبنجلاديش: اجتاح إعصار بهولا، الذي وصفته الإدارة الوطنية الأمريكية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي بأنه "أكبر كارثة استوائية في القرن"، المناطق المنخفضة على ساحل البنغال ودمر مدينة شيتاغونغ وعشرات القرى وأودى بحياة أكثر من 500,000 شخص. وقد تم توجيه انتقادات للحكومة حول تعاملها مع عمليات الإغاثة في الوقت الذي ساهم فيه الاستياء الشعبي في اندلاع الحرب الأهلية في 1971 التي أدت إلى نشوب حرب مع الهند وتأسيس بنجلاديش.

16 أكتوبر 1942، الهند: ضرب إعصار خليج البنغال بالقرب من الحدود الشرقية بين باكستان والهند مسفراً عن مقتل 40,000 شخص.

2 أغسطس 1922، الصين: ضرب إعصار سواتو الذي كان مصحوباً بمد جزري مدينة شانتو، مما أدى إلى مقتل ما يقدر بنحو 50,000 شخص وتدمير جزء كبير من دلتا نهر هان وجرف السفن على بعد 3.5 كيلومتر شمالاً.

أغسطس 1912، الصين: ضرب إعصار الساحل الشرقي للبلاد وأودى بحياة 50,000 شخص.

15 سبتمبر 1881، فيتنام: شهدت مدنية هايفونغ في خليج تونكين، أحد المسارات الأكثر عرضة للأعاصير في آسيا والمحيط الهادئ، دماراً كبيراً ومقتل 300,000 شخص.

5 أكتوبر 1864، الهند: ضرب إعصار قوي كالكوتا، وأسفر عن مقتل 60,000 شخص وتدمير الجزء الأكبر من الميناء.

25 نوفمبر 1839، الهند: ضرب إعصار مصحوب بأمواج بلغ ارتفاعها 12 متراً كورينغا مما أدى إلى تدمير 20,000 سفينة ومقتل ما يقدر بحوالي 300,000 شخص.

تقليص المخاطر

بينما من المتوقع أن يرتفع عدد سكان الحواضر الذين يعيشون في الأحياء العشوائية الفقيرة والمزدحمة والذين يقدر عددهم حالياً بحوالي مليار نسمة إلى 1.4 مليار بحلول عام 2020

أفاد تقرير جديد أن المخاطر العالية للتعرض للكوارث التي يواجهها مليار نسمة من سكان الأحياء الفقيرة في جميع أنحاء العالم يمكن أن تنخفض بشكل كبير في ظل الاستثمار الحكيم. وفي هذا السياق، قال ماتياس شمالي، وكيل الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، خلال إطلاق تقرير الكوارث في العالم لعام 2010 في نيروبي: "لا يمكننا وقف التمدين ولكن لا ينبغي أن نكون ساذجين، فوجود توجه ما لا يعني حتمية المصير...بالإمكان فعلاً الحيلولة دون وقوع الكوارث". وأضاف شمالي أنه يجب إيجاد حلول للحد من مخاطر الكوارث والاستعداد لها من خلال "الحوار مع السكان المتضررين والتحرك من الأسفل إلى الأعلى".

ويركز تقرير الكوارث في العالم 2010 على المخاطر في المناطق الحضرية، مع تحذير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من تعرض 2.57 مليار شخص من سكان الحواضر الذين يعيشون في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط لمستويات غير مقبولة من المخاطر تغذيها سرعة التمدين وسوء الحكم المحلي والنمو السكاني وضعف الخدمات الصحية وتصاعد موجات العنف في المناطق الحضرية.

ووفقاً للتقرير، من المتوقع أن يرتفع عدد سكان الحواضر الذين يعيشون في الأحياء العشوائية الفقيرة والمزدحمة من حوالي مليار نسمة إلى 1.4 مليار نسمة بحلول عام 2020. كما أضاف التقرير أن إفريقيا، التي يغلب عليها في كثير من الأحيان الطابع الريفي، "تضم حالياً ساكنة حواضر (412 مليون نسمة) تفوق ساكنة الحواضر بأمريكا الشمالية (286 مليون نسمة)". بحسب شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين".

وعلق شمالي على ذلك بقوله: "أصبحت المناطق الحضرية الآن بمثابة مناطق ريفية جديدة". نحن نعلم أنه من الأفضل تقديم البذور بدل الطعام... يجب أن نستثمر بشكل أكبر في مجال التأهب مثلما اتضح من الكارثتين اللتين حدثتاً مؤخراً في هايتي وتشيلي حيث كان حجم الكارثة أكبر في تشيلي ولكن التأثير كان أسوأ في هايتي".

ووفقاً للاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، غالباً ما يكون الفقر الحضري وخطر الكوارث متشابكين بشكل وثيق، ومن المتوقع أن يزداد ارتباطهما أكثر بسبب تغير المناخ. وأوضح الاتحاد الدولي أنه "في أي سنة معينة يمكن أن يموت أكثر من 50,000 شخص نتيجة الزلازل وأن يتأثر 100 مليون شخص آخر بالفيضانات، والأكثر تضرراً هم سكان المدن الأكثر ضعفاً في كثير من الأحيان".

القيادة

من جهته، أفاد جيمس كيسيا، نائب الأمين العام لجمعية الصليب الأحمر الكيني، أن هناك حاجة لإعادة النظر في تعريف التنمية الاجتماعية. وأضاف أن "الرجل الإفريقي العادي الذي يعيش في منطقة ريفية لن يسكن في غرفة واحدة مع أطفاله ولكن هذا أصبح معتاداً على نحو متزايد في المستوطنات العشوائية في المناطق الحضرية؛ ويبدو أننا تركنا مثل هذه القضايا الاجتماعية رهينة بالتنمية الاقتصادية. لا يمكن أن تترك القيادة للحكومة وحدها، يجب علينا أن نتشارك جميعاً لخلق بيئة مواتية للتنمية الاجتماعية".

وتشكل الإدارة الحضرية الجيدة موضوعاً متكرراً في تقرير 2010 عن الكوارث في العالم، في ظل تأكيد الاتحاد الدولي على ضرورة ضمان تمكين الناس ومشاركتهم في تطوير بيئتهم الحضرية "وعدم تهميشهم أو تعريضهم للكوارث وتغير المناخ والعنف واعتلال الصحة".

ونقل الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر عن ديفيد ساتيرثويت، الكاتب الرئيسي لهذا التقرير وزميل المعهد الدولي للبيئة والتنمية، قوله أن "أزمة الفقر في المناطق الحضرية وسرعة تزايد المستوطنات العشوائية وزيادة الكوارث الحضرية تنتج عن فشل الحكومات في جعل مؤسساتها تتأقلم مع التمدين...كما أنها تنبع في جزء منها من فشل وكالات المعونة في مساعدة الحكومات على القيام بذلك، حيث أن معظم وكالات المعونة لا تملك سياسات تمدين ملائمة كما أنها ترددت منذ فترة طويلة في دعم التنمية الحضرية بما فيه الكفاية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 18/تشرين الأول/2010 - 10/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م