رياح السلام الفلسطينية والشباك الإسرائيلية

 

شبكة النبأ: لم يمض وقت طويل حتى عادت محادثات السلام التي بدأت في واشنطن قبل خمسة أسابيع وسط قرع الطبول الى مأزقها التقليدي.

وأصبح بقاؤها الآن مرهونا بوجهة نظر كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ولكن الشيء المؤكد أن كلا منهما سيلقي باللائمة على الآخر إذا انهارت المحادثات. وإذا أقدما على ذلك سيمر وقت طويل على الأرجح قبل أن يبدأ زعماء المستقبل محادثات أخرى. وقد يتمنى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لو أنه لم يتدخل في الأمر.

ويقول عباس انه يريد أن يستمر في التفاوض مع نتنياهو ولكنه لا يستطيع ذلك إلا إذا مدد رئيس الوزراء الإسرائيلي تجميدا جزئيا على البناء في مستوطنات بالضفة الغربية.

ويقول نتنياهو ان المحادثات على وشك أن تشهد بداية ايجابية وسيكون مأساويا أن ينسحب الرئيس الفلسطيني بسبب قضية تعتبرها إسرائيل غير ذات صلة بالنتائج لان الاتفاق النهائي سيحدد أيا من المستوطنات ستحتفظ بها إسرائيل.

وتدخلت جامعة الدول العربية في الموضوع بطلب من عباس ولكن دون أن تقرر له ما يتعين عليه أن يفعله في الخطوة التالية وتؤيد في الوقت نفسه أي قرار قد يتخذه.

الدولة اليهودية

وتعتبر دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى اعتراف الفلسطينيين باسرائيل دولة يهودية مناورة جديدة.

وعلى الفور رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطلب رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني الذي تجدد مرة أخرى وهذه المرة وضعه كشرط لتمديد اسرائيل للحظر على البناء في مستوطنات الضفة الغربية حتى يمكن لمحادثات السلام أن تستأنف.

ويقول مساعدون لعباس انه بالفعل يقبل بمبدأ التعايش مع اسرائيل ولا يجب أن يكون من المتوقع منه أن يقبل دستورها الداخلي كما قالوا ان اسرائيل لم تضع مثل هذه الشروط لسلامها مع مصر والاردن.

وتحت ضغط أمريكي من أجل تحقيق تقدم في عملية السلام حاول نتنياهو كسب تنازل رئيسي من الفلسطينيين في مقابل مبادرة بيروقراطية مثل التقييد المؤقت للبناء في المستوطنات مما جعل النقاد الاسرائيليين متشائمين أيضا.

ويتهم المنتقدون رئيس الوزراء بفرض ديماجوجية اليمين وقالوا ان مسعاه هو محاولة يائسة لتحويل اللوم في توقف المفاوضات الى الفلسطينيين عن طريق طلب شيء لن يقبلوه أبدا.

لكن طلب الاعتراف بدولة اسرائيل دولة يهودية ليس من اختراع نتنياهو. فقد كان هذا المطلب واحدا من المخاوف الرئيسية لسلفه ايهود اولمرت الذي يعتبر سياسيا معتدلا. وتبنى نتنياهو هذا المطلب باعتباره في قلب صراع الشرق الاوسط الممتد منذ ستة عقود.

ويقول حلفاء رئيس الوزراء ان المسألة مهمة بالنسبة لكيفية تقسيم الارض بين شعبين بينما يسعى اليهود الى اعتراف العرب بهم كشعب مميز له حقوق قومية على أرض تاريخية.

وقال موشيه يعلون نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان رفض عباس لمطلب الاعتراف باسرائيل دولة يهودية "يرفع علما أحمر."

وقال يعلون لاذاعة الجيش الاسرائيلي "السبب في عدم وجود سلام ليس المستوطنات (في الضفة الغربية). السبب هو عدم رغبة قيادات الفلسطينيين العرب في الوصول حتى الى تقسيم للارض منذ فجر الصهيونية."

وبينما لم تقر الولايات المتحدة مناورة نتنياهو في هذه المرحلة من المفاوضات الا ان ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما تعترف بأهمية هذا الموضوع كحجر زاوية في سياسته للسلام مع الفلسطينيين.

وقال بي. جيه كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين في واشنطن "لقد اعترفنا بالطبيعة الخاصة لدولة اسرائيل. انها دولة للشعب اليهودي."

وأضاف وهو يكاد يطلب من الفلسطينيين القبول به "ما قاله رئيس الوزراء نتنياهو هو في جوهره... مطلب رئيسي للحكومة الاسرائيلية نؤيده."

لكن دعم الولايات المتحدة للكيفية التي ترى بها اسرائيل نفسها لا يعني ان الفلسطينيين سيوافقون على الفكرة فهم أبعد ما يكون عن ذلك.

فعباس الذي خسر السيطرة على قطاع غزة لصالح حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عام 2007 والذي يحكم الضفة الغربية المكتظة بالمستوطنات اليهودية لن يكون من السهل عليه أن يتنازل عن شيء من الدولة الفلسطينية القابلة للبقاء. ويخاطر عباس بما بقي من مصداقيته التي يشكك فيها معارضوه اذا رضخ لشروط نتنياهو.

وتقول القيادة الفلسطينية ان الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية يضر بموقف الاقلية العربية في اسرائيل التي تمثل 20 في المئة من سكانها.

ويقول مسؤولون فلسطينيون ان من شأن هذه الخطوة أن تقضي عمليا على حق اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا أو أجبروا على ترك منازلهم خلال الحروب العربية الاسرائيلية في العودة الى ديارهم.

وطرح نتنياهو مطلبه بعد يوم واحد من اقرار حكومته لتشريع مثير للجدل يجبر أي متقدم غير يهودي يرغب في الحصول على الجنسية الاسرائيلية على القسم أولا على الولاء لاسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.

وأثارت هذه الخطوة انتقادات الليبراليين في اسرائيل التي تغلب عليها العلمانية حيث لا يوجد اتفاق تقريبا حول تعريف الدولة اليهودية.

ويدور هذا الجدل المحتدم على خلفية قلق حقيقي في اسرائيل من أن المؤشرات السكانية تشير الى انخفاض ثابت في الاغلبية اليهودية في البلاد.

ويقول المكتب المركزي للاحصاء في اسرائيل ان اليهود يمثلون ما يصل الى 75.5 في المئة من السكان في عام 2009 مقابل 77.8 في المئة عام 2000 و81.8 في المئة عام 1990 و83.7 في المئة عام 1980 . بحسب رويترز.

وعلى مدار الفترة نفسها ارتفعت نسبة السكان المسلمين في اسرائيل من 12.7 في المئة الى 17.1 في المئة.

وهذه الاحصائيات والمخاوف التي تحيط بها لدى يهود اسرائيل كان من الطبيعي أن تفرض نفسها على مفاوضات السلام اجلا أو عاجلا لتضيف موضوعا متفجرا جديدا في المناخ المتوتر أصلا.

وقال خبير العلوم السياسية بجامعة بيرزيت بالضفة الغربية جورج جياكامان ان الطريق المسدود أمام الاعتراف بالدولة اليهودية قد يكون سببا كافيا لعباس للتفكير في حل السلطة الفلسطينية التي تشكلت بموجب اتفاقيات السلام المؤقتة لعام 1993 .

وقال "اذا كانت هذه هي الكلمة الاخيرة فسوف تتوقف العملية السياسية وسوف تضطر القيادة الفلسطينية الى النظر في بدائل... الامر غير مشجع."

المعسكر الفلسطيني

الى ذلك يقول مسؤولون فلسطينيون كبار إن المأزق الراهن في محادثات السلام المباشرة مع اسرائيل قد يضر بالقيادة الفلسطينية المعتدلة ويجب ان يجبر القوى العالمية على اعادة النظر في استراتيجيتها في الشرق الاوسط.

وقال ياسر عبد ربه وهو من قلب فريق التفاوض الخاص بالرئيس الفلسطيني محمود عباس "اذا كانت الولايات المتحدة لا تستطيع تحقيق تجميد صغير اخر للمستوطنات فكيف نضمن ان تساعدنا في المشاكل الكبرى."

وأضاف "نحن أكثر القيادات اعتدالا في تاريخنا...لكننا سنسقط مع الفشل لانه بصراحة عملية السلام هي استراتيجيتنا. حماس تنتظر فشلنا" مشيرا الى حركة المقاومة الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة.

وقالت حنان عشراوي السياسية المتمرسة وعضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير "انهم يدمرون أكثر القيادات الفلسطينية اعتدالا من اجل انقاذ حكومة (اسرائيلية) هي الاكثر تطرفا وتشددا ويمينة." بحسب رويترز.

ويعتقد الفلسطينيون ان عددا أكبر من الدول الان يؤيد موقفهم ويقول كثيرون انه اذا انهارت هذه المحادثات حقا فالوقت حان للضغط على الامم المتحدة لتعترف بقيام دولة فلسطينية مستقلة بموافقة اسرائيل او بدونها.

وقال غسان الخطيب المتحدث باسم السلطة الفلسطينية "يتفق الكل تقريبا على ان حل الدولتين هو سبيل المضي قدما. لكن اذا كان واقع الامر في اسرائيل يحول دون ذلك فلماذا نظل رهينة موافقة اسرائيل."

وحذرت اسرائيل الفلسطينيين من السير في هذا الاتجاه وستتطلب مثل هذه الخطوة موافقة الولايات المتحدة وهو شيء بعيد الاحتمال في الوقت الراهن.

وقال محمد شتية من حركة فتح التي يتزعمها عباس واحد اعضاء فريق التفاوض "حان الوقت لان يفرض أحد حلا وان يطلب من اسرائيل ان تنهي الاحتلال. وحذر من ان صبر المواطنين الفلسطينيين العادييين نفد بعد سنوات من الفشل. وقال "القرف هو شعور عام بين الفلسطينيين العاديين الناس يريدون ان يروا ضوءا في نهاية النفق لكن النفق استطال كثيرا."

حدود اسرائيل المستقبلية

كما قال ياسر عبد ربه مسؤول منظمة التحرير الفلسطينية ان الفلسطينيين يسعون للحصول على خريطة من الولايات المتحدة توضح الحدود النهائية لاسرائيل ليعرفوا بوضوح ما اذا كانت تشمل أراضي وبيوتا فلسطينية.

وقال عبد ربه "المطلوب من الادارة الامريكية ومن حكومة اسرائيل ان يقدموا لنا خارطة لدولة اسرائيل التي يريدون منا الاعتراف بها كما تسمي نفسها وهل هذه الخارطة على حدود (حرب) عام 1967 ام انها تشمل الارض الفلسطينية وبيوتنا التي نعيش فيها."

واحتلت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة في تلك الحرب.

وجاءت مطالبة عبد ربه بخريطة واضحة متمشية مع دعوة عباس لشروط مرجعية واضحة لمحادثات السلام.

وكان ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق قد صرح بأنه عرض على عباس خريطة تقدم له ما بين 93.5 و93.7 من أرض الضفة الغربية على ان يتم تعويض الفرق بعملية لمبادلة الاراضي تشمل 5.8 في المئة بالاضافة الى توفير ممر امن يربط بين الضفة وقطاع غزة.

ويخشى الفلسطينيون من ان نتنياهو الذي لم يوافق علنا على مسودة اولمرت ليست لديه النية للسماح باقامة دولة قابلة للبقاء في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية.

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية عام 1967 ثم ضمتها الى أرضها في خطوة لا تلقى اعترافا دوليا.

وقالت اسرائيل انها تعتزم الاحتفاظ بالتكتلات الاستيطانية الكبرى في اي اتفاق سلام في المستقبل متعللة بمخاوف امنية كما طالب نتنياهو بالاحتفاظ بقوات اسرائيلية على طول نهر الاردن وهو الحدود الشرقية المحتملة للدولة الفلسطينية المستقبلية.

وأضاف عبد ربه ان الفلسطينيين مستعدون للاعتراف مجددا بدولة اسرائيل "اذا تقدمت واشنطن لنا بخارطة لحدود تلك الدولة حتى نعرف اذا كانت حدودها تضم اراضينا وبيوتنا في الضفة الغربية وغزة والقدس."

واعترفت منظمة التحرير الفلسطينية باسرائيل عام 1993 مع انطلاق عملية السلام. وفي الوقت نفسه اعترفت اسرائيل بالمنظمة كممثل للشعب الفلسطيني.

الجامعة العربية

من جانبه قال عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية ان اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية المنبثقة عن الجامعة العربية في ليبيا سيضع البدائل لان المفاوضات لم تأت بأي ثمار ولكنه لم يقدم أي مؤشر على ما قد تكون عليه البدائل. وتابع أن موقف الاسرائيليين سلبي للغاية مضيفا أنهم لا يتعاونون في المفاوضات.

وقال الرئيس المصري حسني مبارك وهو أحد اللاعبين الرئيسيين لوكالة أنباء الشرق الاوسط الاسبوع الماضي ان نتنياهو اتصل به هاتفيا مرتين في محاولة لايجاد مخرج من المأزق الحالي. وقال انه أبلغ نتنياهو بأن استئناف البناء في المستوطنات يعيق محادثات السلام ويدمر عملية السلام. وأضاف أنه أبلغه أنه يتطلع لمواقف ايجابية ومسؤولة من اسرائيل لانقاذ محادثات السلام.

وحذر الرئيس المصري من "تصاعد العنف والارهاب في المنطقة وشتى انحاء العالم... اذا انهارت المحادثات."

ولكن بشكل عام لم تكن هناك توقعات كبيرة في وسائل الاعلام بامكانية حدوث ذلك ربما أملا في أن شيئا ما سيحدث لانقاذ المحادثات.

حرب تشرين

من جهة أخرى تصدرت وثائق تعود الى حرب اكتوبر او حرب يوم الغفران عام 1973 وقد ازيلت عنها السرية للتو، وسائل الاعلام الاسرائيلية، ملقية الضوء على البلبلة التي سادت الطبقتين السياسية والعسكرية والدور الذي لعبته شخصيات تاريخية مثل غولدا مئير وموشيه دايان.

ففي 6 تشرين الاول/اكتوبر 1973 عقد كبار قادة تلك الفترة اجتماعا طارئا في الثامنة صباحا في يوم عيد الغفران، اقدس ايام التقويم العبري، في مكتب رئيسة الوزراء آنذاك غولدا مئير في تل ابيب، لمناقشة سبل التحرك بعدما افاد تسفي زامير رئيس الموساد (جهاز الامن الخارجي) عن اندلاع نزاع وشيك في غضون ساعات.

وكان زامير في تلك الفترة في لندن ويستقي معلوماته من مخبر على درجة خاصة من الاهمية يقول الاسرائيليون انه اشرف مروان صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والمعاون المقرب من خلفه انور السادات.

غير ان محضر هذا الاجتماع التاريخي فضلا عن ثماني وثائق اخرى تتناول ما جرى في الايام الثلاثة التالية وقد نشرت للمرة الاولى مؤخرا، تشير الى ان قادة الدولة العبرية كانوا يستندون في تحركاتهم الى معلومات مغلوطة. وكانوا يعتقدون بناء على تقديرات الاستخبارات العسكرية وبالرغم من المؤشرات المقلقة المتزايدة على الارض، انه سيكون من الممكن تفادي الحرب.

وبالتالي فوجئوا كليا حين شن المصريون والسوريون بشكل متزامن بعد ست ساعات هجوما ضخما من قناة السويس جنوبا ومن الجولان شمالا. وعلى الجبهة الجنوبية رأت اسرائيل تحصيناتها ومواقعها تسقط الواحد تلو الاخر فيما تفشل هجماتها المضادة بواسطة المدرعات. اما في الجولان، فاخذت القوات السورية تقترب من الخطوط السابقة لحرب الايام الستة (حزيران/يونيو 1967).

كان دايان يعتقد انه من الممكن احتواء القوات المعادية باستدعاء مئتي الف من جنود الاحتياط، في حين طالب رئيس الاركان الجنرال ديفيد اليعازر باعلان التعبئة العامة وشن هجوم استباقي لتدمير الطيران السوري "خلال ثلاث ساعات".

وبتت غولدا مئير المسألة لصالح خطة اليعازر، وقد صعقت بانتكاسة الجنود الاسرائيليين، وفي اليوم التالي قدمت طرحا وصف بانه "فكرة مجنونة" وارادت ان تلتقي الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون سرا لابلاغه بخطورة الوضع، في وقت كانت الخسائر تزداد فداحة والذخائر وقطع الغيار تنفد. واوردت صحيفة هآرتس ان الوثائق التي نشرت بعدما شطبت منها الرقابة العسكرية مقاطع، تلمح الى ان "الفكرة المجنونة" تلك كانت تقضي باستخدام السلاح النووي (الذي لم تعترف اسرائيل يوما بامتلاكه).

وفي اليوم الرابع من الحرب، اقر دايان "اسأت تقدير قوة العدو وبالغت في تقدير قواتنا الخاصة" معترفا بان "العرب يقاتلون بشكل افضل من السابق ولديهم الكثير من السلاح". وعرض صورة قاتمة للغاية للوضع فطرح امكانية تجنيد متطوعين من الشبان اليهود في الخارج معتبرا ان المواقع الاسرائيلية على قناة السويس "لا يمكن ان تصمد".

ومن ابرز ما جاء في كلام دايان في تلك الاجتماعات انه انتهك احدى المحرمات الكبرى في اسرائيل اذ اوصى ب"التخلي عن المصابين في ارض المعركة" في المواقع التي لا يمكن اخلاؤها. كما طرح خطة تقضي بقصف دمشق "للقضاء على معنويات السوريين"، غير ان مئير لم توافق.

واخطأ دايان مرة جديدة اذ اكد انه لا يمكن لقواته عبور قناة السويس، وقد اثبت الجنرال ارييل شارون العكس. فقد نجح شارون في اختراق القوات المصرية مغيرا مسار الحرب. وبعد معارك ضارية بالدبابات، استطاعت اسرائيل في ما بعد ان تبدل موازين القوى لصالحها امام السوريين.

وبرأت لجنة التحقيق في اخفاقات حرب تشرين برئاسة القاضي شيمون غرانات، كلا من غولدا مئير ودايان والقت بمسؤولية النزاع الذي كلف اسرائيل ثلاثة الاف قتيل وثمانية الاف جريح، على عاتق القادة العسكريين بدءا باليعازر.

وقال افرائيم امبار استاذ العلوم السياسية في جامعة بار ايلان ان "الوثائق التي ازيلت عنها السرية والتي نشرت في الايام الماضية لا توضح الصورة بشكل كامل، لكن الاهتمام الهائل الذي لا تزال تثيره بعد مضي 37 عاما يظهر ان الجروح لم تلتئم بعد".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 17/تشرين الأول/2010 - 9/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م