نقاط السيطرة على الانسان

حيدر محمد الوائلي

بالصدفة عثرت على موقع اليوتيوب (www.youtube.com) على سلسة حلقات لبرنامج اسمه (القادمون) (THE ARRIVALS) وهو يتكون من (51) حلقة بوقت عرض مقداره حوالي العشر دقائق لكل حلقة...

تابعتها بالكامل لايام وليال وكل يوم تكشف لي حقيقة جميلة، ومؤثرة ولم يهدا لي بال حتى قمت بمشاهدتها وتخزينها بالكامل على كمبيوتري الخاص لاني متاكد باني ساعيد مشاهدتها ثانية للقيمة العالية التي تحتويها...

انصح القراء الكرام بمتابعتها...

واحدى تلك الحلقات الهمتني بكتابة هذه المقالة لذا اقتضى التنويه من باب حفظ حقوق الاقتباس العلمية، وضرورة الاشارة الى مصدر الاقتباس وهي امانة لكي لا تصبح كتباتنا مسروقة...

في احدى الحلقات الجميلة وكل الحلقات جميلة تمت مناقشة نقاط القوى او الطاقة في الانسان وهي...

طاقة الجنس وشهوته، وطاقة الطعام والمعدة، وطاقة القلب والعاطفة، وطاقة الكلام، وطاقة العقل والتفكير...

وللاسف الشديد وكم ناسف على حالنا في هذه الدنيا المؤقتة، فلقد تم فساد هذه الطاقات او تعمد سيطرة المفسدين على الوسائل التي تساعد على افسادها...

وبهذه الطاقات يكمن صلاح الانسان وفساده... وكل طاقة تفسد وتصلح تبعا للوسيلة التي تستخدم بها في اشباع وتغذية تلك الطاقة...

فطاقة الجنس موجود لدى الانسان، لذلك كانت من اللازم لقوى الظلام افسادها للسيطرة عليه واشغاله بها، لذلك ترى كثرة المواقع الاباحية على الانترت، ومواقع الاغراء والفضائح، وقنوات التلفزيون التي تعرض ما هب ودب، والمشاهد يسيل لعابه لما يعرضون، مما يثير الرغبة في الزنى والعادة السرية...

بينما وضع الله لنا متنفس سليم وصحي لها وهو الزواج والمعاشرة الجنسية الشرعية...

وبالنسبة لطاقة الطعام والعدة فقد افسدتها قوى الظلام بالاكلات الحرام والخمر وتحصيل الاموال الحرام والربا، بل الكثيرين مشغوليين ومهوسين بالطعام والشراب وهمه ما يملا بطنه اولا واخيرا، مع العلم ان الله وضع لنا مكاسب محللة بالبيع والشراء والتوظيف وتحصيل الحلال وحرم الرشوة والربا والسرقة والاحتيال فبما بالكم تتركون الحلال ويسيل لعابكم على ملا معدة من الحرام رغم ان الحلال متاح...

وكذلك ما يوصي به الرسول محمد (ص) بضرورة مراعاة الاعتدال في كل شيء وحتى في الاكل...

وبالنسبة لطاقة القلب فلقد استطاعت قوى الظلام من جعل القلوب قاسية بالنزاعات الطائفية والقتل، وحتى اصبح البعض يتلذذ لقتل شخص ما يخالفه بالفكر، ويفرح لدى تفجير مجموعة من السكان الذين يخالفهم بالمعتقد، مع العلم ان الله اسس التشريعات على اساس كونها تشريعات محبة ومودة وخير وسلام...

وكذلك بزرع الكراهية والعنصرية والطائفية والقومية... فاصبح هم البعض لا الرقي بهذه الحياة بل في انحطاطها...

وبالنسبة لطاقة الكلام فتلوثت بالكلمات البذيئة والسب والشتم والقذف والتهجم والطعن لمجرد الاختلاف، وكذلك الاغاني الوضيعة وكلماتها السخيفة والتي يردهها البعض كالببغاوات، مع العلم ان الله اكد على ضرورة احترام الاخرين والالتزام بالذوق العام، وعدم التفوه بالتفاهات والطعن والتجريح...

وبالنسبة لطاقة العقل فقد شغلوها بكل شيء لا يصح التفكير به، فهي مشغولة بالملاهي واللهو والمخدرات وحبوب الهلوسة والكتب المضللة والمسلسلات الخادعة والبرامج التافهة، فجعلوا تفكير البعض مشغول بها لا مشغولا بصلاح النفس والعائلة والمجتمع، او تحقيق تغيير ايجابي في حياة الفرد والمجتمع...

حتى اصبحنا كما يقول صاحب كتاب (احجار على رقعة الشطرنج) الكاتب الامريكي (وليم كاي كار) كاحجار الشطرنج التي يتم تحريكها من طرف خفي، فالشعب هم احجار الشطرنج، ورقعة الشطرنج هي الارض التي نعيش عليها، واما بالنسبة للاعبين فمخفيين... !!

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 13/تشرين الأول/2010 - 5/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م