الرجل والمرأة... تكامل وانسجام ام تقاطع وانفصام

 

شبكة النبأ: ان الحياة مبنية على جنسين فقط الرجل والمرأة ونجاح الحياة او فشلها، تطورها او ازدهارها، فرحها او حزنها تتوقف على الرجل والمرأة، لاسيما وان الإشكالات بين الطرفين و اختلافات الرأي في عديد من أمور الحياة بدأت منذ خلقهما واستمرت الى ما لانهاية، وفي محاولة لمعرفة سبب سوء الفهم المتواصل بين الطرفين الذين تعددت الألقاب التي أطلقت عليهما والذي أخذت المرأة حصة اكبر منها، مثل الجنس اللطيف والنصف الآخر ونصف المجتمع قام عدد من الأطباء والباحثين الاجتماعيين بالعديد من الدراسات على الجنسين لمعرفة الكثير من الأمور التي واجهتهما خلال ارتباطها.

فقد وجد الباحثون إن هناك قياسات وقوانين وضعها كل من الطرفين في تحديد حياته وطرق ارتباطه بالآخر، وبعض التصرفات فرضت عليهما بسبب تأثير الهرمونات التي تفرزها أجسامهما، حتى استطاعوا ان يصلوا ولو بشكل مقرب الى حل بعض صفات كان يتهم احدهما الآخر مثل الكذب والثرثرة والإخلاص، بالوقت الذي بينت دراسات عن طبيعة تكوين جسد المرأة وما تتعرض له من ضغوطات جنسية ونفسية وتأثيرها على حياتها.

الوجه والجسد

إذا كنت امرأة شابة تبحثين عن علاقة طويلة الأمد مع رجل فإن وجهك هو رصيدك، ولكن إذا كنت تبحثين عن التسلية فركّزي على جسدك، هذا ما أظهرته دراسة أميركية جديدة.

وذكر موقع "هيلث داي" ان دراسة أجراها باحثون في جامعة تكساس في أوستن أظهرت ان ما يثير إعجاب الرجل في المرأة يختلف بحسب نوع العلاقة التي يرغب في إقامتها معها. فاهتمام الرجال بوجوه النساء وأجسامهن يختلف إن كانوا يرغبون بإقامة علاقة طويلة الأمد أو قصيرة الأمد.

وأوضح الباحثون ان جسد المرأة يعطي إيحاءات للرجل عن وضع خصوبتها في حين يدل وجهها على قيمتها كشريكة على المدى الطويل. أما النساء فلا تختلف آراؤهن بالرجال وفقاً لنوع العلاقة التي يرغبن في إقامتها. وقال جايم كوفر وهو طالب متخرج في علم النفس ان "أولويات الرجال تختلف وفقاً لما يريدونه من الشريكة، حيث يهتمون بملامح وجه المرأة أكثر إذا كان الهدف علاقة طويلة الأمد". بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وشملت الدراسة 375 طالباً قيل لهم انه بإمكانهم النظر إلى صور أشخاص وصفوا على أنهم شركاء في علاقة طويلة أو قصيرة الأمد، وطلبوا منهم أن يختاروا رؤية الوجه أو الجسد أو كليهما. وطلب ربع الرجال الذين قيل لهم أن العلاقة طويلة الأمد، رؤية أجساد النساء وليس وجوههن، في حين نظروا 51% من الوقت إلى أجسادهن حين قيل لهم أنهن شريكات محتملات على المدى القصير.

المرأة تفضل الرجل المضحك

بينما يبدو أن شخصية الرجل "خفيف الدم" هي من تبحث عنها المرأة، فبحسب دراسة قدمت في المؤتمر السنوي للجمعية النفسية البريطانية، فإن النساء يصنفن الرجال خفيفي الظل، على أنهم أكثر ذكاء من أولئك الذين لا يتمتعون بخفة الظل.

وقال كريستوفر مكارتي، الباحث في جامعة "نورثامبريا" في نيوكاسل: "على مدار التاريخ، كانت المرأة تبحث عن صفات في الرجل تدل على ذكائه، وأعتقد أن القدرة على جعل المرأة تضحك تشكل نموذجاً للذكاء الفذ."

والدراسة، التي نفذها مكارتي، استعرضت عينة من 45 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و 30 عاماً، حيث عرضت عليهن شخصيات وهمية لعشرة رجال، ثم قرأن وصف كل منها، وصنفنها بحسب احتمالات الصداقة، واحتمالات العلاقة طويلة الأجل، والصدق والذكاء. وقال مكارتي: "إذا كان الرجل مرحاً، فمن المرجح أن تكون العلاقات طويلة الأجل، وكذا الحال أيضاً بالنسبة لعلاقات الصداقة." بحسب وكالة السي ان ان.

وكانت بحوث سابقة في "علم النفس التطوري"، قد أشارت إلى أنه في علاقات التزاوج على المدى الطويل، تفضل المرأة الرجل القادر على توفير حياة كريمة، مثل  الحصول على راتب جيد، لكن الباحثون يقولون إن تلك الفكرة لم تعد مناسبة الآن إذ أن المرأة لا تعتمد على الرجل في إعالتها.

ومضى مكارتي يقول: "هذه الدراسة، ورغم صغر حجم العينة، فإنها تبين أن الرجل الذكي نادراً ما يفشل في عمله، وتالياً هو أكثر قدرة على إعالة زوجته وأطفاله." من جهتها، قالت هيلين فيشر أخصائية الانثروبولوجيا، إنه "بالنظر إلى أن الضحك يجعل الناس يشعرون على نحو أفضل، فمن المنطقي أن تفضل المرأة الرجل خفيف الظل، خاصة للمساعدة في مشاق رعاية وتربية الأطفال."

وأضافت أن "الرجال خفيفي الظل يمكنهم التخفيف من سوء الأوضاع، وبالتالي تقليل الضغوط في الحياة، والتصرف بشكل أفضل حال مرت العلاقة بين الزوجين بمرحلة حرجة.

الرجل والعلاقات الجنسية "أمر طبيعي"

وفي وسط تراكم الأدلة والأبحاث التي تؤكد وجود اختلافات نفسية وذهنية بين الرجال والنساء، ذكرت أستاذة علم النفس في جامعة ولاية يوتا الأمريكية، ليزا دايموند، أن هناك أدلة بيولوجية على أن التعدد في علاقات الرجال الجنسية هو أمر نابع من تركيبهم الجسماني، إذ أن هدفهم الأساسي هو نشر "بذورهم" بصرف النظر عن الشخص الذين يمارسون الجنس معه، على عكس النساء اللواتي يربطن الجنس مع عوامل عدة مثل الحب أو الأمان.

وأشارت دايموند إلى أن دراسة على مجموعة من الفئران دلت، أن دارات وعصبونات الدماغ Brain circuits، التي تفرز هرمون "الأكستوسين"، الذي يساعد على تقوية العلاقات والمشاعر العاطفية، هي أكبر عند الإناث، كما أن كميات هذا الهرمون تزيد بصورة كبيرة عندما تمارس الإناث الجنس، مما يجعل الفعل الجنسي مرتبطاً بالناحية العاطفية عند الإناث أكثر منه عند الرجال.

وأفادت العالمة الأنثروبولوجية الأمريكية،  هيلين فيشر أن " الترابط بين نصفي الدماغ عند الرجال هو أضعف منه عند النساء، مما يعطي الرجال القدرة على أن يركزوا على عمل شيء واحد فقط في نفس الوقت، وبذلك يركزوا على الوصول إلى غاية واحدة فقط أثناء الجنس وهو إشباع رغباتهم." بحسب وكالة السي ان ان.

وأضافت فيشر " يختلف الوضع عند النساء  بصورة كبيرة، فالترابط الشديد بين نصفي دماغهن، يجعله يربط ويدمج العديد من المشاعر في نفس الوقت، ولذلك كثيرا ما تربط النساء بين الحب والجنس في نفس الوقت، وهو الأمر الذي لا يرد كثيرا عند الرجال."

ولاحظ علماء آخرون أن الاختلاف في عملية عمل أدمغة الرجال والنساء تتجسد في صور أخرى، فالكثير من النساء يتعجبن كيف أن الرجال لا يكترثون كثير بنظافة بيوتهم وغرفهم، بينما يبذلون الغالي والنفيس للحفاظ على نظافة سياراتهم، وهو الأمر الذي تعده النساء يدعو للحيرة الشديدة.

وردا على هذه القضية أشار فريق أبحاث من جامعة أكسفورد البريطانية، في دراسة لهم عام 2007 مولتها شركة سيارات BMW، أن الرجال ينظرون إلى السيارات على أساس أنها امتداد لهم، خصوصا وأن عقولهم مبرمجة على فهم الآلات والأجهزة، وبالتالي يعيرون هذه الأشياء الكثير من الاهتمام.

وعلى عكس ذلك أظهرت الدراسة أن النساء، يعتبرن الآلات والسيارات بمثابة جسم غريب عنهم، خصوصا وأن جل اهتمامهن ينصب على أجسامهن أو على أولادهن بسبب هرمون الأكستوسين الذي يزيد تعلقهن بأطفالهن.

وأشار علماء أن الاختلافات الهرمونية في أدمغة الرجال والنساء تمتد إلى عدة جوانب مثل حب الذكور الرياضات العنيفة، مثل المصارعة الحرة، أو الشديدة التنافس مثل كرة القدم، في الوقت الذي تفضل النساء متابعة أمور أكثر هدوءا وأقل إثارة، مثل مشاهدة المسلسلات أو البرامج العاطفية.

النساء يعتذرن أكثر

فيما أذا كنتَ تظن أن النساء تقلن "أنا آسفة" أكثر من الرجال فأنت على حق، إذ أظهرت دراسة جديدة أن النساء أكثر اعتذاراً من الرجال كونهن تعتبرن أنفسهن تخطئن أكثر من الرجال.

وذكر موقع "لايف ساينس" الأميركي أن باحثين في جامعة "واترلو" في اونتاريو بكندا وجدوا أن الرجال لا يعتذرون كثيراً ليس مقاومة منهم للاعتراف بأخطائهم بل لأن سقف الأمور التي يعتبرون أنها تستأهل التصحيح أعلى منه عند النساء.

وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة كارينا ستشومان إن "الرجال لا يقاومون الاعتذار لأنهم يظنون بأن ذلك سيجعلهم يبدون ضعاف أو لأنهم لا يريدون أن يكونوا مسؤولين عن أفعالهم.. بل إنهم يعتذرون كما النساء عندما يعتبرون أنفسهم أخطئوا. إنهم فقط يظنون أنهم يقترفون أخطاء أقل من النساء".

وتبين من خلال الدراسة التي شملت 33 طالباً جامعياً أن النساء تعتذرن أكثر وتقترفن أفعال هجومية أكثر، لكن نسبة الرجال والنساء الذين يعتذرون عند اقتراف الأخطاء هي نفسها 81 بالمائة. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وظهر أيضاً أن الرجال اقل احتمالاً لأن يكونوا ضحايا الأخطاء. وتوقعت ستشومان بأن النساء قد تكن تعتبرن أن كثيراً من الأمور تستحق الاعتذار كونهن يظهرن اهتماما أكثر بالعواطف وبتعزيز الانسجام في علاقاتهن.

اليأس

من جانب آخر، أظهرت دراسة حديثة لمقارنة الثقة بالنفس بين الرجال والنساء أن النساء الألمانيات يعانين أكثر من الرجال الألمان من حالات اليأس والخوف من الفشل وعند مواجهة الانتقادات.

وذكرت نسبة 1ر20% من الألمانيات أنهن يخشين الفشل في أي مجال، بينما بلغت النسبة بين الرجال 4ر14% . وأكدت نسبة 1ر27% من النساء أنهن يشغلن أنفسهم برأي الآخرين فيهن، بينما بلغت النسبة بين الرجال 8ر22% . بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

واعترف ثلث النسوة الألمانيات بأنهن يصبن بالإحباط عند تعرضهن للانتقاد وبلغت النسبة بين الرجال 7ر23%. أجرى الدراسة التي نشرتها مجلة "أبوتيكن شاو" معهد "جي.إف.كي" لأبحاث الاقتصاد.

الثرثرة .. هل هي داء أم دواء للمرأة؟

بينما يطلق عليها الكثير من النساء عندما يتهمن بها بأنها "فضفضة" ، وعدد قليل منهن يتفقن على أنها "ثرثرة" ، وغالبية الرجال يسمونها "ثرثرة" وأنه لا مجال لقول غير ذلك، ويتهمون النساء بأنها صفة ملازمة لهن أكثر من الرجال. وحينما نتكلم عن الثرثرة أصبح لا بد حتما من ذكر المرأة، إذ أصبح هذا المفهوم لصيقا بها أكثر من الرجل.

وقد ورد في إحدى نشرات صحفية ديلي تلغراف"ان لدى المرأة هرمونا أطلق عليه اسم "أوكسيتوسين" ووصفه العلماء بأنه هرمون "ضبط المزاج"، وهو الذي يدفع المرأة إلى التحدث مع الأهل والصديقات والجارات وغيرهن للتخلص من الضغوط دون الانسحاب للصمت او الاندفاع إلى العدوان، كما يفعل الرجال، وهو ما يجعل المرأة أقل عرضة للوقوع فريسة للإدمان او الاضطرابات العصبية.

وكشفت دراسة أميركية حديثة ان الرجال أكثر استعمالا للغة، أي أكثر ثرثرة من النساء، وهي أخبار مفاجئة للرجال من المرجح ان تتركهم صامتين لا ينبسون ببنت شفة. وبينما دأب الرجال على تصوير النساء باعتبارهن كائنات ثرثارة، يدَّعي باحثون أميركيون ان الحقيقة عكس ذلك في الواقع. ويقول الباحثون ان الرجال أكثر ثرثرة من النساء، ومن المرجح غالبا ان يحاول الرجال السيطرة على أي محادثة يشتركون فيها.

وفي استطلاع لاتجاهات الرأي العام أجرته مؤسسة غالوب، أظهرت النتائج ان الرجال والنساء معا يعتقدون ان من المرجح أكثر ان الإناث يتحدثن أكثر، في حين يعتقد عدد كبيرا المرأة مصممة بيولوجيا للمحادثة. وهذه هي المرة الثانية التي تفند فيها الدراسات العلمية الفكرة القائلة بأن النساء يتحدثن أكثر من الرجال.

وكانت نتائج دراسة قد وجدت ان الرجال والنساء الأحدث سنا والأفضل تعليما يتحدث الواحد منهم في المتوسط 16 ألف كلمة يوميا. وكانت دراسة علمية نشرت عام 2007 قد كشفت عن دور الصيام في التخفيف من ثرثرة النساء، فقد أظهرت نتائجها ان الجوع خلال ساعات النهار في رمضان قد يقلل من قدرة المرأة على الكلام، ويجعل من تجاذب أطراف الحديث فيما بينهن مسألة أكثر صعوبة.

وبحسب الدراسة تبين ان امتناع المرأة عن تناول الطعام والشراب لمدة طويلة تراوحت من 14 - 18 ساعة، أدى إلى معاناتها من إجهاد صوتي. وقد تأكد لنا ان الثرثرة ترهق الإنسان نفسه جسديا ونفسيا بحيث يتعب عضلات الحلق والشفتين والوجه ويعيق عملية التنفس لإرهاقه الرئتين. فهل الثرثرة داء أم دواء للمرأة؟

ثرثرة تافهة

ويعلق "محمود جرادات" على الموضوع ، فيقول: ثرثرت النساء غالبا ما تكون في أمور تافهة لا تستحق الكلام، حتى و إن كان الكلام عن المشاكل التي تواجههم، أظن أن ثرثرتهم تزيد من سوئها لأن المرأة التي تشكو لأمها أو صديقتها عما يحدث معها من مشاكل، لم تجد لديهن الحل، لأنهن بدلا من ان يساعدنها في التخفيف من تلك المشاكل عليها، فهن يزدنها عليها ويزدن الطين بلّة، وبسبب هذا نرى ان الاكتئاب عند النساء أكثر .

ويضيف: أستغرب من رجل يتحدى المرأة في الثرثرة، كيف يفعل ذلك وهو يعرف إنهن يمتلكن خبرة أكثر منه بكثير في هذا المجال، ويجد نفسه ضائع في بحور المرأة.

طبيعة النساء

وتشن "هدى الصيفي" هجوما عنيفا على الرجل، قائلة: مشكلة الثرثرة عند الرجال موجودة ونتائجها أسوأ من تلك التي لدى النساء، لأن الرجال غالبا ثرثرتهم يكون نصفها كذبا، إن لم تكن كلها كذلك، وهذا أفظع من ثرثرة النساء التي على الأقل أغلبها لا تضر كثيرا.

وتضيف: أعترف بأن المرأة ميالة بالفطرة إلى "الفضفضة" وليس الثرثرة، ويعود السبب في ذلك برأيي الى سعيها الدائم للتواصل الفكري والاجتماعي والعاطفي مع محيطها، فالمرأة اجتماعية وعاطفية بشكل واضح أكثر من الرجل. وما من طريقة لترجمة هذه المشاعر إلا بالحديث الذي يمنحها البيئة المتعاطفة والداعمة التي تمكنها من الشعور بالأمان. بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

ويبين لنا "مؤيد زعيتر" ان المرأة تنطق 20 ألف كلمة في اليوم والرجل 7 آلاف. ويقول: أظهرت دراسة فرنسية ان متوسط عدد الكلمات التي تنطق بها النساء في اليوم الواحد يبلغ 20 ألف كلمة، بينما لا يتجاوز العدد لدى الرجال 7 آلاف كلمة.

ويضيف: النساء والثرثرة تلتقيان دائما، وهذه طبيعة النساء، حتى قيل ان لسان المرأة أطول من لسان الرجل. ولا أخفيكم ان هناك بعض الرجال يزاحمون النساء بطول اللسان.

الفضفضة مطلوبة

وتقول "حلا العشي": على الأغلب هكذا حال المرأة والرجل، فمثلا من الملاحظ ان أغلب النساء يتذمرن من قلة حديث أزواجهن الذين يفضلون الاستماع إلى الأحاديث الفارغة على الفضائيات من التحدث معهن بأي شيء مهم، لذلك وفي أي وقت نجد إن المرأة هي الميالة إلى فتح الحديث فهذه طريقتها لشد الانتباه لها والى ما حدث معها.

وتضيف: علينا التفريق بين الفضفضة والثرثرة. فالأولى لابد منها لكلا الجانبين لتفريغ الشحنات السالبة خوفا من حدوث أضرار نفسية وحياتية، والثانية لها أضرار اجتماعية وصحية، من ضياع للوقت والجهد ونشوء التوتر والمشاكل الأسرية، والإهمال الاجتماعي. وهذه لابد من الابتعاد عنها قدر المستطاع.

وتوضح "نجوى الطويل" ان الحياة مليئة بالمشكلات والعوائق، ونحن بحاجة لتفريغ همومنا بالحديث الطويل للتخلص من مشاعر الإحباط والتوتر والاكتئاب الذي يرافقنا بسبب المشاكل الحياتية. في حين ان اللجوء للصمت يدمر أنفسنا ويوقعنا في اضطرابات نفسية حادة.

تضيف: من الضروري بين الحين والآخر ان "نفضفض عما بداخلنا لأشخاص نثق بهم، لأن "كتم" كل ما يعتلج في صدورنا وعدم البوح به سيولد مع مرور الزمن الانفجار والتي لا تحمد عقباه. فالفضفضة لابد منها لنزيح عن كواهلنا بعضا مما تضيق به صدورنا.

إحدى طرق العلاج النفسي

وتقول "أمل الحمايدة" المستشارة النفسية والأسرية في أبو ظبي ان "الفضفضة" وليست "الثرثرة"، تعتبر إحدى طرق العلاج النفسي ونتائجها ناجحة جدا خاصة مع النساء، وذلك يرجع الى ان المرأة أكثر عرضة للضغوطات والأمراض النفسية من الرجل بسبب ضغوطات الحياة ومشاكلها كونها تتعرض لها أكثر من الرجل. وكل هذه العوامل تجعل المرأة عرضة للاكتئاب او القلق والتوتر النفسي.

وأكدت "الحمايدة" ان الفضفضة هي وسيلة تمنع ظهور أمراض عديدة يسببها الكتمان ، وان الضغوط النفسية تؤثر بشخصية الإنسان وتجعله يستسلم للإنهزامية او الأفعال العدوانية، لذا يجب اللجوء الى الفضفضة بين الحين والآخر وانتقاء الأشخاص الذين تثق بهم المرأة وتأتمنهم على همومها ومشاكلها، لأن الفضفضة هي الوسيلة الانجع للتخلص من المتاعب النفسية الناجمة عن الضغوطات الحياتية والخلافات الأسرية، وفي علم النفس يتم تشخيص الأمراض العديدة عبر الفضفضة ومن ثم تحديد العلاج المناسب للحالة.

وأوضحت ان هناك دراسة أجراها الخبراء النفسيون في المركز البريطاني في إكسفورد تفيد بأن الفضفضة او الثرثرة مفيدة للصحة وذلك لأنها تطيل العمر وتغذي الروح وتساعد على التقرب من الآخرين. وان الأشخاص الذين يمارسون الثرثرة المعقولة تكون لديهم علاقات اجتماعية كبيرة، بالإضافة إلى أنها تقلل من التوتر والاكتئاب. وأنه من النادر إصابة هؤلاء الأشخاص بالأمراض المستعصية أو أمراض القلب.

المرأة أكثر عرضة للأمراض

في حين جزم تقرير علمي أمريكي ركز على دراسة الصحة العقلية لدى الرجال والنساء، بأن المرأة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الحاد بنسبة الضعف تقريباً، كما تتعرض لنوبات القلق أكثر من الرجال بنسبة الضعفين إلى ثلاثة أضعاف.

وبحسب التقرير، تميل النساء إلى الانتحار أكثر من الرجال بثلاثة أضعاف، كما أن عوارض الأمراض النفسية والعقلية تبدأ بالظهور في سن مبكرة لديهن، ما يجعل أوضاعهن تتعقد بسبب الخلفيات الثقافية والاجتماعية التي تفترض بأن المرأة هي رمز للضعف والاستسلام.

التقرير، الذي أعده مكتب الصحة والخدمات الإنسانية الحكومي الأمريكي يحمل عنوان: "خطوات عملية لتحسين صحة المرأة العقلية،" وهو يرمي إلى تحديد آثار الانتماء الجنسي على الصحة العقلية والنفسية بهدف تطوير وسائل العلاج.

وتقول واندا جونز، وهي إحدى المتخصصات بالمجال الصحي ومديرة مكتب الصحة والخدمات الإنسانية إن هذا التقرير سبقته معطيات في الإطار عينه، لكن الجهات المعنية لم تقم بالخطوات المطلوبة للتعاطي معها.

تشخيص وعلاج

وتلفت جونز إلى أن أسباب وجود فوارق في الصحة العقلية بين الرجل والمرأة ما تزال غير واضحة، غير أنها رجحت وجود عوامل بيولوجية، مرتبطة بالهرمونات التي تفرزها أجساد النساء، وأخرى وراثية.

وبحسب التقرير، فإن عوارض الأمراض النفسية لدى الرجال والنساء على حد سواء تظهر في سن مبكرة، حيث أن معاناة نصف المرضى على الأقل بدأت عندما كانوا في الـ14 من عمرهم، لكن بعض الأمراض قد تظهر لدى النساء بمجرد البلوغ، وتستمر معهم لفترات طويلة، وخاصة اضطرابات الأكل. بحسب وكالة السي ان ان.

وتشدد جونز على ضرورة تشخيص وعلاج هذه الأمراض لدى النساء في سن مبكرة، وإلا تفاقمت مع تقدم السن بحيث قد تجد المرأة المريضة نفسها في السجن أو المستشفى أو خارج النظام التعليمي.

كما تشدد على ضرورة أن تدرك المرأة المريضة بأنها قابلة للشفاء، وأن ترفض المقولات التي تصنف النساء عموماً على أنهم ضعيفات ومستسلمات وعليهن بالتالي تقبل قدرهن، لأن ذلك سيدفع بالمريضات نحو المزيد من الاكتئاب.

ويوصي التقرير بالتنسيق بين الجهات المختصة بالطب العقلي وتلك المعنية بالطب الجسدي خلال معالجة النساء من عوارض نفسية، وذلك باعتبار أن أوضاع المرأة العامة قد تؤدي إلى تفاقم مشاكلها النفسية، خاصة إذا ما كانت عرضة للعنف أو سوء المعاملة، إلى جانب ضرورة معرفة الخلفيات الاجتماعية والثقافية للنساء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/تشرين الأول/2010 - 4/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م