المسرح العراقي واستقطاب المبدعين

مثقفو كربلاء يحتفون بمنجز مسرحيّ جديد للفنان مهدي هندو

 

شبكة النبأ: احتفل مجموعة من الأدباء والفنانين بتوقيع كتاب الفنان الباحث مهدي هندو الموسوم (دراسات في المسرح العربي) واحتضن البيت الثقافي في كربلاء هذا الاحتفال حيث قدم هذه الأمسية البحثية الفنية الفنان (جاسم ابو فياض) مبتدئا بتقديم نبذة مختصرة عما حققه هندو في مجالي التأليف والفن (مخرجا وممثلا ومؤلفا).

ثم ترك مقدم الأمسية الحديث للفنان المحتفل باصداره الجديد حيث أوضح قائلا أن جهده هذا يأتي من اجل القاء الضوء على الخصوصية التي يتمتع بها المسرح العربي والمأخوذة من الحاضنة العربية على الرغم من أننا نقر بأن المسرح في أصوله فن غربي وصلنا من الحضارة الغربية مع غيره من المنجزات الفنية والابداعية والعلمية، وقد أثار الفنان مهدي هندو جدلا بين الحاضرين حين أشار الى غياب الشكل المسرحي العربي وكرّس المضمون المستل من المحيط البيئي العربي، مؤكدا أن بداية تعامل العرب مع المسرح كانت في عام 1848 في بيروت تحديدا لينطلق منها المسرح بتقديم منجزه في عموم البلدان العربية.

ومما جاء في مقدمة هذا الكتاب (بذل الكثير من الباحثين والنقاد جهودا واجتهادات مهمة نحو خلق صيغة مسرحية عربية بهدف تأصيل الظاهرة المسرحية العربية في اطار المسرح العالمي ليس فقط في مجال الدراسات الادبية والنصوص وانما في ايجاد واكتشاف احكام جمالية تتناول عناصر العرض المسرحي مفردة كانت او مجتمعة.. فالمسرح ظاهرة اجتماعية تتشكل في اصلها وفي ابسط اشكالها من متفرج وممثل يندمجان معا في احتفال فضاؤه الروحي الواسع هو الشعرية، أو يظل الواحد منهما في مواجهة الاخر مواجهة شعرية ايضا).

ثم قرأ الفنان مهدو هندو جانبا من مدخل هذا الكتاب قائلا ( اذا اراد القارئ ان يفهم ماهية الفن المسرحي ووظيفته لابد له من الالمام بنشأة هذا الفن اولا فهناك العديد من الاسئلة التي تزدحم في ذهن القارئ، ماهو المسرح ؟ كيف وجد ؟ حتى وصلنا بهذه الصورة التي نراها اليوم، في هذا المدخل سوف نساعد القارئ على الالمام باجابات هذه الاسئلة وسواها من خلال اطلاعه على بدايات هذا الفن).

وبعد أن قدم الباحث نبذة مختصرة عن ظهور المسرح وبداياته، واوجز رؤيته حول ثنائية المضمون والشكل والتي نفى فيها وجود شكل للمسرح العربي، فُتح الحوار الذي أسهم فيه عدد من الادباء والفنانين وهم (القاص جاسم عاصي، ثم الفنان علي الشيباني، ثم القاص عباس خلف، فالقاص علي لفتة سعيد، ثم القاص علي حسين عبيد، ثم الشاعر رفعت أحمد، وأخيرا الأديب والاعلامي الدكتور محمد عبد فيحان) وقد طرح المحاورون جملة من التساؤلات ركزت على الاشكالية التي اثارها الباحث والتي تعلقت بحضور المضمون المسرحي العربي وغياب الشكل، فقد تساءل علي لفتة سعيد قائلا (اذا كان الشكل المسرحي العربي ليس مؤصلا ماذا يمكن ان نقول بصدد اشكال الاجناس الابداعية الاخرى كالرواية والقصة وغيرهما، فيما قال علي حسين عبيد (إن شكل المسرح لا يتحدد بالشكل المكاني كمسرح العلبة او المسرح الدائري او مسرح الشارع وما شابه، وإنما يتعداه الى مكونات وعناصر العرض الاخرى كالفضاء المسرحي والديكور والمؤثرات الضوئية والصوتية ناهيك عن الشكل اللغوي اذا تعلق الامر بمناقشة النص).

وأجاب الفنان مهدي هندو على هذه التساؤلات في سجال لم تستطع هذه الامسية استيعابه حيث وعد هندو باجراء مناقشات مستفيضة خارج الوقت المحدد لهذه الامسية، وقدم البيت الثقافي هديته -كما هو معمول به- للفنان والباحث المحتفل باصداره قدمها مدير البيت الثقافي في كربلاء الأستاذ خالد الجبوري.

يُذكر أن الفنان مهدي هندو تولد كربلاء عام 1964 ، دبلوم فنون موسيقية، بكلوريوس علوم مسرحية، وله كتب اخرى في مجال الفن منها كتاب الموسيقى في منظور الفلسفة الجمالية، وكتاب طقوس عاشوراء الدرامية وإشكالية التنظير المسرحي، وقد أخرج هندو عددا من الاعمال المسرحية منها، رحلة نحو الفجر، ساعي البريد، أمروا بإعادة التحقيق، الرقم السري، وهم الانتظار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/تشرين الأول/2010 - 4/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م