حكام وملوك... سيرة وأسرار غير معلنة

 

شبكة النبأ: لكل دولة تاريخ خاص بها ويرتبط هذا التاريخ بوقائع وقصص تختلف الواحدة عن الأخرى، ويرجع سبب هذا الاختلاف إلى إن هذه الدول تتغير بمرور الزمن بسبب تغيير نظام الحكم بين حقبة وأخرى والتي بدورها تؤدي إلى ظهور سياسات جديدة تطرأ على البلد.

بالإضافة إلى ذلك يحمل التاريخ بعض الأسماء والأحداث التي لا بد ان تكتب فيه وحملها معه إلى أجيال قادمة، فهناك وقائع حدثت منذ سنين طوال مازالت تثير تساؤلات وتبدو غامضة وهذا ما جعل الكثيرين من محبي التاريخ ان يفتحوا قضايا مر الزمان عليها في محاولة لكشف الحقائق، بينما يتم الكشف من جانب اخر على ملفات سرية جدا كان من الخطر ان تكشف وقتها، بالإضافة إلى ان هناك العديد من المشاهير من الملوك والحكام الذين لديهم معجبين بعد ان قرؤوا عنهم وأعجبتهم سياساتهم التي اتبعوها في  زمن حكمهم، وهكذا سيبقى التاريخ يسجل اليوم ليكشفه غدا.

50 ألف زائر لبيته الغارق في الرطوبة

حيث تقف أبراج المراقبة وأبواب الصلب تذكاراً له مغزى لحدث حول عاصمة المكسيك منذ 70 عاماً إلى مركز محوري في تاريخ العالم. فقد أمر الزعيم السوفييتي الراحل جوزيف ستالين باغتيال خصمه اللدود الذي كان أكثر من يخشاهم من خصومه ليون تروتسكي، بعد مرور 22 عاماً على اندلاع الثورة الروسية، وأصبح اليوم المنزل الذي كان يعيش فيه تروتسكي مع زوجته ناتاليا سيدوفا كلاجئ، أحد أكثر المتاحف شهرةً في المكسيك، غير أن حالة هذا المتحف يُرثى لها.

فقد أثرت الرطوبة بشكل سيئ في هيكل المبنى، أما الجدران الداخلية فيلفها الظلام وقد تهدمت إجزاء كثيرة منه، وتحولت إلى اللون الأصفر أوراق الأرشيف والكتب الخاصة بتروتسكي الذي كان مؤسساً للجيش الأحمر، وهو الميليشيا الثورية للحكومة السوفييتية بمساندة من العمال والفلاحين. وتقول المؤرخة أوليفيا جال، التي أصبحت أخيراً مديرة للمتحف الذي يقع في حي كويواكان بمكسيكو سيتي، إن ثمة مشكلات مالية منذ فترة من الزمن. وقد اعتاد المتحف أن يتلقى تمويلاً كافياً من حكومة المدينة حتى يواصل نشاطه من دون توقف، كما ساعدت رسوم تذاكر الدخول التي يدفعها الزوار، غير أن هذا المصدر للدخل تراجع أيضاً. بحسب وكالة الأنباء الألمانية..

وتشير جال إلى أن المتحف يستقبل 50 ألف زائر سنوياً، وهم من المهتمين بالتعرف إلى حياة تروتسكي وظروف وفاته، وتم دفن الرماد المتبقي من حرق جثته في حديقة المنزل إلى جانب رماد زوجته وذلك تحت علم سوفييتي مثبت فوق شاهد قبر منحوت عليه الرمز السوفييتي الشهير المكون من المطرقة والمنجل. ويقول فولكوف الذي مات أبوه في معتقل سوفييتي وانتحرت أمه وهي ابنة تروتسكي في الثلاثينات من القرن الماضي في برلين، إنه جاء إلى المكسيك قبل عام من الاغتيال. ويضيف أنه مر بتجربة جو التشهير في المنزل والهجوم على جدّه.

البحث عن رعاة

وقبل الاغتيال بوقت قصير دخل رجال مسلحون العقار واقتحموا غرفته وغرفة عمل تروتسكي، وأطلقوا الرصاص ولكنهم فشلوا في قتل الرجل الذي كانوا يتعقبونه. وأخيراً تمكّن العميل السري رامون ميركادر، من قطع رأس تروتسكي بمعول لإزالة الجليد، وتوفي تروتسكي بعدها بيوم واحد. ويؤكد فولكوف أن اهتمامه الأكبر يتمثل دائماً في إعادة الحقيقة التاريخية لأن نظام ستالين غيرها وزيّفها، إذ كانت أعمدة نظامه تقوم على الكذب والقتل.

ويقاتل المتحف من أجل بقائه على قيد الحياة، وتسعى جال إلى الحصول على رعاة للمتحف، كما تريد من بين أشياء أخرى التحدث مع سفارات الدول الأخرى التي لجأ تروتسكي إليها. وتم التخطيط لإقامة فعاليات كبيرة، الذي يوافق الذكرى 70 لاغتيال تروتسكي، ويريد المتحف الإعلان عن مفهوم جديد يصور تروتسكي على أنه شاهد على أحداث يمكن أن تتكرر في تاريخ العالم، مثل عدم التسامح والنفي واللجوء السياسي.

وأصبح تروتسكي قضية مثيرة للجدل في روسيا اليوم، كما كان في حياته، ولايزال ستالين - الذي أعلن أن ميركادر قاتل تروتسكي بطل للاتحاد السوفييتي - في كثير من الدوائر زعيماً عظيماً، وتمت إزاحة أفعاله القاسية بشكل أكبر إلى الخلفية. ويقول فاليري مورزوف سفير روسيا لدى المكسيك إنه بإمكان السياح الروس زيارة المتحف، وذلك دون أن يبدي السفير اهتماماً كبيراً بدور تروتسكي في التاريخ الروسي. وأشار السفير إلى أن المتاحف الروسية ليست لديها اتصالات كثيرة مع متحف تروتسكي في الوقت الحالي، ويقول إنه من المحتمل أن تجرى مثل هذه الاتصالات مستقبلاً.

وزار فولكوف موسكو مرة واحدة أثناء فترة البريسترويكا، وهي فترة تنفيذ برنامجا الإصلاح الاقتصادي والسياسي الذي بدأ في الاتحاد السوفييتي في منتصف الثمانينات من القرن الماضي لمقابلة أخته غير الشقيقة، وقد توفيت الأخت بعد وقت قصير من لقائهما، ولم يحتفظ بذكريات جميلة عن زيارته. ويتذكر قائلاً إن «جو ستالين والمخبرين والأوامر التي تعطى والديكتاتورية، لقد شعرت بكل هذه الأشياء هناك».

التكتم جسم غريب طائر

من جانبه فرض رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرشل على ما يبدو التكتم على ظهور جسم غريب طائر خلال الحرب العالمية الثانية، لتجنب إثارة "الهلع" في أوساط الشعب، وفقا لملف نشرته وزارة الدفاع.

قرابة نهاية الحرب، في تاريخ غير محدد، كانت طائرة استطلاع من سلاح الجو الملكي عائدة من مهمة في الخارج وتحلق فوق السواحل الانكليزية او في جوارها عندما لحقها جسم معدني حلق لبرهة بسرعتها قبل أن يزيد سرعته ويختفي.

وتم التطرق إلى هذه الحادثة خلال اجتماع شارك فيه وينستون تشرشل والجنرال الأميركي دوايت ايزنهاور، الذي كان قائد قوات الحلفاء آنذاك. بعد عدة عقود، في العام 1999، كتب عالم من ليستر (وسط انكلترا) لم يكشف عن هويته لوزارة الدفاع طالبا التحقق من صحة هذه القصة التي رواها له جده مؤكدا له انه كان موجودا خلال اللقاء. وفقا للعالم، فإن تشرشل قال آنذاك "يجب تصنيف هذا الحدث فورا بأنه من الأسـرار العسـكرية لأن من شـأنه ان يثـير هلـعا كبـيرا في أوسـاط الشـعب ويقـوض الإيـمان بالكنيسة". بحسب وكالة فرانس برس.

الرسالة التي تعود إلى العام 1999 والتي رفعت عنها صفة السرية بالآونة الأخيرة تبعها جواب من الوزارة التي قالت إنها لم تجد أي اثر لهذا الحديث أو اللقاء. وأضاف مسئول من الوزارة في الرسالة "قبل العام 1967، كانت الملفات المتعلقة بالأجسام الغريبة الطائرة تتلف عادة وبالتالي، من المرجح أن يكون أي ملف يتعلق بأجسام غريبة طائرة تعود إلى الحرب العالمية الثانية قد اتلف".

ووفقا للحفيد، "استبعد" مستشار خلال اللقاء مع تشرشل "احتمال أن يكون الجسم صاروخا، لأن الصاروخ لا يمكن ان يبطئ سرعته فجأة لتحاكي سرعة الطائرة قبل ان يسرع من جديد". وكتب العالم في العام 1999 مقتبسا كلام جده ان "شخصا آخر كان موجودا خلال اللقاء أثار إمكانية ان يكون جسما غريبا طائرا، فأجاب تشرشل انه يجب تصنيف الحادث فورا على انه سر عسكري لمدة 50 سنة على الأقل".

أكثر عشرة خطب إثارة في تاريخ الأمم المتحدة

كما ان التاريخ غني بالخطب التي لا يمكن نسيانها والتي تتنوع بين الحماسية والاستفزازية وحتى الغريب منها. وفى إطار تصريحات الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد خلال الاجتماع السنوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعادية للولايات المتحدة التي زعم فيها أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 كانت بتدبير أمريكي، رصدت مجلة فورين بوليسى أكثر 10 تصريحات مثيرة للجدل شهدتها الأمم المتحدة على مدار الستين عاما الماضية.

في عام 2009 قال العميد الليبي معمر القذافي "ينبغي ألا يسمى مجلس الأمن بل مجلس الإرهاب"، وخلال خطبته طوال 100 دقيقة عدد القذافي نصف قرن من المظالم ونظريات المؤامرة إذ اتهم الولايات المتحدة بتطوير فيروس أنفلونزا الخنازير والتشكيك في السجلات الرسمية لاغتيال كيندي.

ويبدو أن أحمدى نجاد معتاد على استغلال منصة الأمم المتحدة للهجوم على القوى الغربية وإسرائيل ففي عام 2008 قال: "الكرامة والنزاهة وحقوق الشعب الأمريكي والأوربي تلعب بها أقلية مخادعة تدعى الصهيونية، فرغم أنهم أقلية فإنهم يسيطرون على جزء مهم من المراكز المالية والنقدية، بالإضافة إلى مراكز صنع القرار السياسي لبعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة بطريقة ماكرة مخادعة ومعقدة".

ومن الواضح أن الخطب المثيرة أصحابها من الحكام المسلمين، فلقد قال الرئيس السودانى عمر البشير عام 2006 منكرا جرائم الإبادة الجماعية فى درافور: "إن الصورة المضللة التي تحاول رسمها المنظمات التطوعية بغية الحصول على مزيد من المساعدات والهبات أدت لنتيجة عكسية".

وفى ذات القمة قال هوجو تشافيز، الرئيس الفنزويلى، مشيرا إلى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش: "لقد جاء الشيطان إلى هنا بالأمس ولا تزال رائحة الكبريت تفوح بالمكان". وفى عام 1987 شن دانيا أورتيجا رئيس نيكاراجو هجومه على السياسات الأمريكية في أمريكا الوسطى وتمويل المتمردين ودعم ديكتاتورية سوموزا: "قبل التشاور مع المتهورين الذين يقدمون خيارات عسكرية مختلفة مثل الغزو العسكري: تذكر أن الرئيس ريجان، رامبو، موجود فقط في الأفلام".

الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات قال مبديا استعداده لمعركة عام 1974: "إن النظام العالمي القديم ينهار أمام أعيننا، فالإمبريالية والاستعمار الجديد والعنصرية بقيادة الصهيونية لابد من موتها".

وفى عام 1960 هاجم السفير الأمريكي هنرى كابوت لودج قرار سوفيتيا يدين رحلات التجسس الأمريكية: "لقد صادف أنني هنا اليوم لأظهر مثالا ملموسا على التجسس السوفينى إذ يمكن للجميع أن يروا بأنفسهم"، إذ أستخلص ميكروفون صغير من ختم خشبي كان قد تم تقديمه من جمعية الصداقة السوقية الأمريكية بموسكو".

الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عام 1960 مهاجما الإمبريالية الأمريكية أيضا قائلا: "إذا كان كيندي غير مليونير وأمي وجاهل، لكان يمكنه أن يفهم أنه لا يمكن التمرد ضد الفلاحين". وفي أطول كلمة استمرت قرابة 8 ساعات قال المبعوث الهندي للأمم المتحدة عام 1957 في أطول خطاب في تاريخ مجلس الأمن مناقشا أزمة إقليم كشمير: "إن مجلس الأمن يعتبر الأمر نزاعا، مع أنه ليس نزاعا على الأرض. هناك مشكلة واحدة فقط تقف أمامنا وهى مشكلة العدوان".

احتفال بمرور 200 عام

بينما احتفلت العائلة المالكة في السويد بمرور 200 عام على حكم أسرة برنادوت، وهي المناسبة الأولى التي تظهر فيها رسميا ولية العهد فيكتوريا وزوجها الأمير دانيال منذ زواجهما في التاسع عشر من حزيران/يونيو.

ففي 21 آب/أغسطس 1810، انتخب المارشال جان باتيست برنادوت "أميرا ملكيا" على السويد، بإجماع البرلمان. واتخذ اسم كارل الرابع عشر في العام 1818 وحكم 26 عاما حتى وفاته في العام 1844 ولم يتكلم اللغة السويدية أبدا. وجرت الاحتفالات في اوريبرو، غرب استوكهولم، حيث حضرت العائلة المالكة قداسا في كاتدرائية سانت نيكولاي، على ما نقلت وسائل الإعلام السويدية. وظهرا، تناول أفراد الأسرة المالكة الغداء مع مسئولين سياسيين محليين في قلعة شترسند التي بات فيها جان باتيست برنادوت أثناء سفره من ستوكهولم إلى أوسلو. تعد أسرة برنادوت الأسرة الأقدم التي تحكم دون انقطاع في أوروبا. بحسب وكالة فرانس برس.

وعندما سترث الأميرة فكتوريا العرش من والدها الملك كارل السادس عشر غوستاف، فإنها ستصبح الملكة الأولى في السويد من أسرة برنادوت، وسابع وريث للعرش الاسكندينافي من سلفها الفرنسي.

إعادة فتح قضية

فيما أمرت محكمة روسية الادعاء بإعادة فتح تحقيق في مقتل القيصر نقولا الثاني وعائلته برغم ان البلاشفة الذين يعتقد أنهم قتلوهم رميا بالرصاص عام 1918 توفوا من زمن بعيد.

وقالت وحدة التحقيق الرئيسية التابعة للمدعي العام الروسي هذا العام أنها أغلقت رسميا تحقيقا جنائيا في مقتل نقولا الثاني بسبب انقضاء وقت طويل جدا منذ وقوع الجريمة ولان المسئولين عنها ماتوا أيضا.

لكن محامي أحفاد القيصر ووكالات أنباء محلية ذكروا إن محكمة باسماني في موسكو أمرت بإعادة فتح القضية قائلة ان حكم المحكمة العليا الذي ينحي باللائمة على الدولة في حادث القتل جعل موت القتلة الفعليين غير ذي صلة بالقضية.

وقال المحامي الذي يمثل الدوقة الكبيرة ماريا فلاديميروفنا سليلة عائلة رومانوف الملكية التي أعلنت نفسها وريثة العرش الإمبراطوري "هذه خطوة مهمة في مسعانا للكشف عن الحقيقة..الشعب الروسي له الحق في معرفة ما حدث." وقتل نقولا الثاني وزوجته وأبناؤهما الخمسة على أيدي فرقة إعدام ثورية ليلة 16-17 يوليو تموز 1918 في قبو منزل تاجر في مدينة ايكاترينبرج التي تبعد 1450 كيلومترا شرقي موسكو. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

واعتبرتهم المحكمة الروسية العليا في عام 2008 ضحايا للقمع البلشفي. وتقول عائلة رومانوف ان التحقيق ضروري للإجابة عن مجموعة من الأسئلة المتعلقة بحادث القتل. وعثر على رفات يعتقد انه للقيصر وعائلته في عام 1991 وأعيد دفنه عام 1998 في السرداب الإمبراطوري لكاتدرائية القديسين بطرس وبولس في سان بطرسبرج. وتقول الكنيسة الأرثوذكسية الروسية انه لا يزال من غير المؤكد أن الرفات يخص آخر القياصرة وعائلته وهو رأي يؤيده كثير من أفراد عائلة رومانوف.

وحكمت عائلة رومانوف روسيا لمدة 300 سنة إلى أن تنازل نقولا الثاني عن العرش في عام 1917 وهو ما أعقبه اندلاع الثورة البلشفية والحرب الأهلية ثم 70 عاما من الحكم الشيوعي. وامتنعت متحدثة باسم مكتب المدعي العام عن الإفصاح عما إذا كان المكتب سيطعن في الحكم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 11/تشرين الأول/2010 - 3/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م