عالم الحيوان... غموض يثير الدهشة

 

شبكة النبأ: إن عالم الحيوان عالم مليء بالأسرار والغموض، ولكن الكثير ممن يعشقون ويهتمون بهذا العالم جندوا أنفسهم لكشف العديد من الأسرار ومحاربة الغموض بإيجاد الدلائل، وتم هذا عن طريق عدد من الدراسات والبحوث والتي توصل من خلالها العلماء إلى إيجاد علاجات من أجساد الحيوانات ضد أمراض تصيب الإنسان.

بالإضافة إلى ذلك فأن عالم الحيوان يحتوي على ظواهر غريبة ومضحكة في بعض الأحيان وهذا ما يثير فضول الآخرين للتعرف عليه حتى وان كان ذلك يدعوهم إلى السفر من بلد إلى بلد مهما كانت المسافة، كما يكشف لنا هذا العالم عن حقائق موجودة أمام أنظارنا ولكننا لا نلاحظها فيكشفها لنا العلم والعلماء لتبهرنا وتجعلنا على دراية اكبر بما يدور من حولنا بين الحيوانات التي تشغل حيزا كبيرا في حياتنا، وهذا ما يجعلنا بحاجة اكبر للتعرف على حياة الحيوانات لحمايتها والاهتمام بها كما تم ذلك فعلا في بعض البلدان.

ناد للكلاب والهررة

ففي ظارهة غريبة، "قصور" للهررة، حضانة للكلاب الصغيرة، وخدمة تنظيف وتجميل للحيوانات على أنغام الموسيقى: في برنويلر، باستطاعة مالكي الحيوانات الأليفة ان يودعوا كلابهم وقططهم في مأوى مريح حيث يمكنها أن تسترخي طوال الصيف.

"نادي العطلات للحيوانات" غير الاعتيادي هذا الواقع في قرية برنويلر الصغيرة التي تضم 600 نسمة جنوب الألزاس (شرق) يشكل مصيفا للحيوانات فيما يستجم مالكوها تحت أشعة الشمس.

يقول شارلي كاستيلاني (52 عاما) مالك المأوى ومؤسسه الذي بدأ "يعي في مرحلة مبكرة" مشكلة هجر الحيوانات المتكررة في فترة العطلات ان "الهدف هو تقديم خدمات مميزة كي تشعر الحيوانات بالارتياح كما في منازلها".

في العام 1987، بدأ هذا العامل السابق في مناجم البوتاس بإيواء الحيوانات في منزله لكن سرعان ما قرر إنشاء مرفق خاص لاستقبالها. غير ان ارتياب البنوك وصعوبة إيجاد قطعة ارض مناسبة أبطآ المشروع الذي لم ير النور الا بعد شرائه 1,2 هكتار خلف منزله. واستثمر كاستيلاني ما مجموعه "مئات آلاف اليوروهات" في هذا المشروع.

في العام 1992، افتتح المبنى المخصص للكلاب. وجرى توسيعه في العام 2006 وطلاؤه بالبرتقالي والليلكي والأزرق والأخضر، وبات يتسع لحوالي أربعين حيوانا يتم إيواؤها "تبعا للألفة بينها" في 22 مقصورة بمساحة 4,5 امتار مربعة، لكل منها فناء خلفي. وتدير اختصاصية سلوك "حضانة للكلاب الصغيرة" حيث تتعلم "الا تشد على الرسن، والا تكون عدائية، او تتعلم حتى إطاعة أسيادها".

ويتوفر ايضا صالون تنظيف وتجميل حيث تعتني بالكلاب سيدة محترفة على أنغام الموسيقى.

اما القطط فهي تعامل كالارستقراطيين لأنها تسكن... في قصر أطلق عليه اسم "قصر القط الذهبي". بحسب وكالة فرانس برس.

هناك يدلل "سكان القصر" المبني على طراز القرون الوسطى والذي يتميز بأبوابه الخشبية وعلقت فيه نسخ للوحات ليوناردو دا فينتشي، وكل ذلك على أنغام موسيقى البوب التي تصدح من مكبرات الصوت وتعود إلى ثمانينات القرن الماضي. المبنى الذي افتتح في 14 تموز/يوليو 2009 (أقيمت حتى حفلة للقطط على غرار حفلات الاستقبال في الاليزيه) شيدته شركة ألمانية. ويحرسه وحيد قرن حجري يزن ثلاثة أطنان قدمه المتعهد كهدية. ويتم إيواء النزلاء في حوالي 15 "غرفة" لكل منها أيضا فناء خلفي خاص. ولا ينقص الحيوانات شيء بدءا من المهاد وصولا إلى السلال الكبيرة وأدوات برد المخالب.

المبنيان الجانبيان مخصصان للإقامة "الجماعية"، وأمام القطط خيار بين "اراجيح" موجودة في الداخل ومظلات على العشب. وقد اجتذبت هذه الفكرة المبتكرة زبائن من خارج منطقة الألزاس: بعضهم يأتون من ليون وباريس وزيوريخ لإيداع حيواناتهم الأليفة. وتبلغ كلفة الإقامة 17 يورو يوميا للكلاب و11 يورو للقطط.

يقول كاستيلاني ان بطلة السباحة السابقة لور مانودو كانت "تضع كلبها الصغير في عهدتنا" عندما كانت في مولوز. وكذلك لاعبة المنتخب الفرنسي لكرة اليد سوفي هربرخت التي عادت بعد إمضائها أسبوعين في مصر لتجتمع بكلبها "بي وان" وقطة والديها "باغيرا". تقول الشابة "يبدوان بحالة جيدة. كل شيء على ما يرام".

الخفافيش تحيي بعضها البعض بالصدى!

بينما كشف لنا العلماء إلى ان الخفافيش لا تستخدم صدى الصوت لتحديد مكان فريستها فقط بل في الترحيب بأقرانها غير المعروفين لديها وذلك حسبما أكدت مجلة "جيو" الألمانية. واكتشفت الباحثة الألمانية زيلكه فويجت هويكه من جامعة برلين الحرة أن الخفافيش "تعطي لبعضها البعض تحية متبادلة". وتتخصص فويجت هويكه في دراسة سلوك الحيوانات.

وأشارت الباحثة الألمانية إلى أن موجة الأصوات التي تصدرها الخفافيش للترحيب ببعضها البعض تشبه موجات الإشارات التي تستخدمها في تحركها ولكنها تتميز بموجات صوتية تراجعية و تركيب مماثل من الترددات المنسجمة. وعندما تترجم هذه الإشارات فوق الصوتية إلى المجال المسموع فإنها تصبح شبيهة بآلة التنبثيه أو السرينة.

وكثيرا ما تستخدم الحيوانات "سرينتها" كإجابة على نداءات من خفافيش أخرى لم تعرفها بعد "وكأن الأمر يشبه حفل تعارف لا يحتاج المرء فيه للتوسع في تقديم نفسه لأصدقائه المقربين ولكنه يفعل ذلك مع ضيوفه غير المعروفين" حسبما أوضحت الباحثة الألمانية.

كلاب تعاني من السمنة

من جانبها حذرت هيئة بيطرية خيرية من ان ثلث كلاب بريطانيا تعاني من زيادة في الوزن وان هذه النسبة قد تصل الى النصف خلال ثلاث سنوات اذا لم يغير أصحاب الكلاب من عاداتها. وأرجعت هيئة (بي.دي.اس.ايه) هذه المشكلة إلى التغذية غير الصحية وقلة الحركة.

وكشف مسح شمل نحو 30 ألف كلب في بريطانيا خلال السنوات الأربع الماضية إن 35 في المائة منها تعاني من زيادة في الوزن. وقالت ان أصحاب الكلاب يطعمونها كل ما يتبقى من أطعمة بالإضافة إلى إطعامها لحما به الكثير من الدهون والجبن وآذان الخنازير والبطاطس (البطاطا) المحمرة والبسكويت.

وأظهرت دراسة سابقة للهيئة منذ أربع سنوات إن نسبة الكلاب التي كانت تعاني من زيادة في الوزن وصلت إلى 21 في المائة وهو ما يعني إذا استمر الحال على ما هو عليه ان يعاني نحو نصف كلاب بريطانيا من زيادة في الوزن بحلول عام 2013 . بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وحتى تحل المشكلة أطلقت الهيئة الخيرية مسابقة للتخسيس تحت شعار "نادي الكلاب السليمة البدن" تعطي بموجبها عشرة كلاب تعاني من السمنة فرصة مجانية للالتزام بحمية مدتها 100 يوم تحت إشراف أطباء وممرضات الهيئة.

جلد الضفدع غني بمواد قاتلة للفيروسات

في حين ذكرت وكالة "برس أسوسييشن" البريطانية ان العلماء يدرسون إفرازات جلد أكثر من 6000 نوع من الضفادع أملاً في العثور على مضادات حيوية جديدة. وحتى الآن تم تحديد 100 مادة مفيدة في هذا البحث.

ويأمل الخبراء بأن ينجحوا في نسخ التركيبة الكيميائية للمواد الموجودة في الضفادع لإنتاج أدوية قادرة على مقاومة بكتيريا قوية. وقال الخبير في الكيمياء الحيوية الدكتور مايكل كونلون الذي قاد بحثاً في جامعة أبو ظبي في الإمارات مؤخراً ان "جلد الضفدع هو مصدر ممتاز محتمل لهذه العوامل المضادة حيوياً".

وأرسل زملاء كونلون له عينات من جلود ضفادع من أنحاء العالم بينها أنواع نادرة جداً في كاليفورنيا وأوريغن التي تواجه اليوم خطر الانقراض.  ويعلم العلماء من زمن طويل ان جلد الضفدع غني بالمواد الكيميائية التي يمكنها قتل البكتيريا والفيروس ولكن بدا صعباً استخدام هذه المواد نظراً لطبيعتها السامة.

ولكن الدكتور كونلون وفريقه توصّلوا إلى مقاربة جديدة لجعل هذه المواد أقل تسميماً للإنسان وأكثر قدرة على قتل البكتيريا.  وقدم الدكتور كونلون نتائج بحثه في اللقاء الـ240 للمجتمع الكيميائي الأميركي في بوسطن.

أنثى حمار نصفها "عادي" والآخر "وحشي"

فيما جذبت الصغيرة "بيبي،" اهتمام علماء الحيوان حول العالم، فهي حيوان غير عادي، إنها هجين نجم عن تزاوج بين حمار عادي، وآخر وحشي.

ويطلق على تلك الفصيلة الآن اسم zedonk وهي كلمة مشتقة من اسمي donkey التي تعني حمارا باللغة الإنجليزية، وzebra التي تعني الحمار الوحشي، وقد تمت ولادة "بيبي،" في 21 يوليو/تموز الماضي.

ففي محمية "تشيستاتي،" للحفاظ على الحياة البرية قرب مدينة دالونيغا بولاية جورجيا الأمريكية، تزاوج كل من الحمار الوحشي "زيكي،" وأنثى الحمار العادي "سارة،" لينجبا "الزيدونك" بيبي. ولبيبي قوائم مخططة بالأسود والأبيض مثل الحمار الوحشي، بينما ظهرها بني يشبه الحمار العادي،  ويقول سي دبليو واثين مالك المحمية إن المولودة سميت "بيبي لونغ ستوكنغ،" تيمنا باسم بطلة إحدى روايات الأطفال. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وأضاف واثين "كل شخص يأتي إلى المحمية لا يصدق ما تراه عيناه، تردنا اتصالات من روسيا تسأل عنها، حتى أن الزوار جاؤوا من فرنسا وإنجلترا ليروا بيبي ومجموعة سياح أخرى جاءت لتراها بعدما أخبرهم أصدقاؤهم من مصر عنه."

وقال الدكتور بن بنسون، وهو طبيب بيطري مرخص في جورجيا ويهتم بالحيوانات في المحمية، إنه "من النادر للغاية بالنسبة لأنثى الحمار أن تتزاوج مع ذكر من فصيلة الحمار الوحشي."

وأشار بنسون إلى أن "ذكر الحمار والفرس مثلا يتزاوجان بشكل متكرر ويلدان البغال، لكن من غير الطبيعي على الإطلاق أن يتم ذلك التزاوج بين الحمير العادية والحمير من الفصيلة الوحشية."

الديناصورات أطول

كما تبين ان الديناصورات كانت أطول بكثير مما كان يعتقد، وفقا لنتائج دراسة أجراها علماء أحاثة أميركيون اكتشفوا ان هذه الحيوانات كانت تتميز بغضروف اكثر كثافة عند المفاصل.

هذه الطبقات الغضروفية قد تكون أضافت أكثر من 30 سنتمترا الى طول الديناصورات، بحسب تقديرات هؤلاء الباحثين الذين يعتبرون ان هذا الفرق كان له تأثيرات على وضعية الديناصورات وسرعة تنقلها.

تقول كيسي هوليداي، أستاذة علم التشريح في كلية الطب بجامعة أوهايو (شمال الولايات المتحدة)، وهي المشرفة على هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "بلوس وان" الصادرة عن منظمة "مكتبة العلوم العامة": "أبحاثنا حول اقرب الانسباء الحاليين للديناصورات، القواطير والنعامات، تظهر أنها كانت أطول بكثير مما كنا نعتقد". بحسب وكالة فرانس برس.

وتابعت الباحثة "أطراف العظام الطويلة للعديد من الديناصورات، مثل عظم الفخذ وعظم الساق مستديرة وخشنة، وتفتقر إلى نتوءات عند مفاصلها". هذا يعني ان "هذه العظام كانت تتكون من غضروف سميك وبالتالي المفاصل ايضا، ما يزيد من طول بعض هذه الحيوانات"، على ما أضافت.

وقد قارن الباحثون مفاصل النعامات والقواطير بأطراف متحجرة لأنواع مختلفة من الديناصورات من بينها تيرانوصور ريكس والالوصور وبراكيوسورس وثلاثي القرون.

أسرار حركات الكلاب

في حين خلصت دراسة ضخمة اضطلع بها علماء الحيوان الألمان، إلى بعض النتائج الجديدة المدهشة عن أسلوب سير الكلب.

فقد تمكن مارتن فيشر وفريقه بجامعة " ينا " في ألمانيا من تصوير 327 كلبا وهم يسيرون على أجهزة رياضية للمشي باستخدام كاميرا تصوير ثلاثية الأبعاد عالية السرعة لكشف سر حركة الكلاب ومعرفة ما إذا كان هناك اختلافات حركية بين أفراد السلالة، بيد أن النتائج أذهلت العلماء.

وقال فيشر الذي عكف على دراسة حركة الحيوانات على مدار عقدين :" عندما نقارن بين حركة كلب من فصيلة الشيواوا الذي يبلغ وزنه كيلوجرامين وآخر من فصيلة جريت دين الذي يتجاوز وزنه 80 كيلو جراما نكتشف أن الحركة متشابهة للغاية".

ويعتقد فيشر ان النتائج جديدة تماما لدرجة أنها ستؤدي إلى كتابة الكثير من الكتب في مجال الطب البيطري من جديد. ويوضح البروفيسور الذي يرأس معهد علم الحيوان المنهجي والبيولوجيا التطورية بجامعة ينا:" إن الفارق بين عشرة كلاب من فصيلة جريت دين قد تكون اكبر من الفارق بين جريت دين وشيواوا، هذا يعني أن بإمكاننا استبعاد الوزن كمؤثر على الحركة".

"ويوضح أن مربي سلالة ما قد يغير حجم وطول القدم في كلب غير أن ذلك لن يغير خصائصها الأصلية حتى بعد مرور مئات الآلاف من السنين". واكتشف الباحثون أن حجم أطراف الكلب له نفس النسب بالمقارنة مع باقي أجزاء الجسم بغض النظر عن السلالة أو الشكل الخارجي. يقول فيشر" بعد ثلاثين ألف سنة من استئناس الكلاب لا تزال مسألة تغيير حجم الجزء العلوي من قوائم الكلب مقارنة بالطرف ككل..مستحيلة..إنها مسألة استحالة جينية".

يمكن استيلاد كلاب بقوائم أطول أو أقصر، لكن تبقى نسب كل عنصر منفرد في كل طرف دون تغيير. الجزء السفلي من قوائم الكلاب بالغة الصغر ­من حيث حجمها­ مثل كلب داشهاوند ، يكون أقصر من المعتاد، ذلك أن نمو المفصل يتوقف مبكرا. بحسب وكالة الأنباء الألمانية

ولم يعتمد العلماء على الصور التي التقطوها بالكاميرات عالية السرعة، فحسب بل التقطوا صورا بأشعة إكس، بواقع خمسين صورة أشعة في الثانية لثماني فصائل من الكلاب لمتابعة حركة المفاصل.

ويأمل فيشر في أن تحدث المعلومات التي أمدتهم بها الصور، تحولا نوعيا في طرق العلاج الطبي للحيوان حيث يعرب عن قناعة تامة أن هناك شواهد واضحة تؤكد أن المنطقة بين عظمة الكتف والجزء الأعلى من الساق لها أهمية أكبر بكثير مما كان يعتقد سلفا. ويقول فيشر الذي يعتقد أن قوائم الكلاب الأمامية تبدأ من عظمة الكتف وليس الجزء العلوي من الساق فقط كما هو معروف حاليا:" كتب الطب البيطري ستكتب من جديد".

أوضح البحث أيضا أنه وعلى خلاف بني البشر، لا تعتمد الكلاب بشكل كبير في حركتها على المفاصل. "قمنا بحساب دور المفاصل في الحركة"، وتبين أن المفاصل مسؤولة عن ثلث الحركة فحسب فيما تتحمل عظمة الكتف مسؤولية ثلثي الحركة، على عكس الاعتقاد الشائع.

ويضيف فيشر "فكرة أن الأرداف تمنح القوائم الخلفية قوة دفع مسألة لا جدال فيها".

إن تفسير آلية حركة الكلاب لا تشغل بال علماء الحيوان ومختصي تربية الحيوانات والبياطرة فحسب، بل المهندسين كذلك. مجموعة أخرى في جامعة ينا يبحثون الآلية التي طورتها الكلاب التي بترت إحدى قوائمها لتعويض خسارتها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/تشرين الأول/2010 - 30/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م