حروب أمريكا... تكلفة باهظة وأهداف غير واضحة

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: باتت الولايات المتحدة الأمريكية نموذج فريد واستثنائي بين معظم الدول العالم في العديد من القضايا، خصوصا في ما يتعلق بالسياسة الخارجية وسياق الحروب المتصلة التي تخوضها تلك الدولة العظمى، فمنذ تأسيسها انشغلت أمريكا بحروب ضروس لم تفتأ أن تتوقف إحداها لتنخرط في أخرى، إلا أن الحروب الأخيرة باتت تشكل عبئا على المجتمعات الأمريكية واقتصاد الدولة، بعد بروز العديد من الإشكالات والإرهاصات المؤثرة على أكثر من صعيد داخلي.

عقد من الحرب المتصلة

فقد حذر وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس من أن نحو عشر سنوات من القتال في العراق وأفغانستان زاد من الاتجاهات التي ربما تحدث في نهاية الامر انسلاخا بين الجيش والمجتمع الأمريكي الذي يدافع عنه.

وقال جيتس في كلمة بجامعة ديوك إن الضباط والمجندين في الجيش الأمريكي أصبحوا يأتون بشكل متزايد من المناطق الريفية والبلدات الصغيرة في الجنوب وفي الغرب وهو تحول ربما يفصل بينهم سياسيا وثقافيا وبين سكان الحضر الذين يشكلون معظم سكان الولايات المتحدة.

كما أشار إلى أن أقل من واحد في المئة من السكان الأمريكيين حاربوا في العراق وأفغانستان خلال أطول فترة تقضيها الولايات المتحدة في حالة من القتال المتواصل مما يجعل الحرب مغيبة بصورة كبيرة عن أذهان الغالبية ويزيد الفجوة بين الجيش وباقي المجتمع.

وقال جيتس "بمرور كل عقد يقل أكثر وأكثر عدد الأمريكيين الذين يعرفون شخصا ما له تجربة عسكرية في عائلتهم أو في محيطهم الاجتماعي" واستشهد بدراسة أظهرت أن عدد الشبان الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما ولديهم اباء من المحاربين القدامى تراجع من 40 في المئة في 1988 إلى 18 في المئة بحلول عام 2000. ولم يقدم جيتس المتوقع أن يغادر الادارة العام القادم حلولا للقضايا التي أثارها.

ثم بدأ جيتس في الرد على أسئلة الطلبة وقال لهم ان شرق أفغانستان "يتحول بشكل متزايد إلى عصبة بغيضة من الجماعات الإرهابية التي تتعاون معا وهي القاعدة وشبكة حقاني وطالبان الباكستانية وطالبان الافغانية وجماعات مثل عسكر طيبة. نجاح جماعة واحدة نجاح لها جميعا."

وقال وزير الدفاع الأمريكي انه في حين أن الجيش يمثل الآن البلاد ككل يتزايد تمركز وتجنيد أفراده من مناطق ريفية وبلدات صغيرة في الجنوب والغرب.

وأضاف "أسفرت تغييرات في التمركز بالقواعد في السنوات الاخيرة عن نقل نسبة كبيرة من أفراد الجيش الى نقاط في خمس ولايات فقط هي تكساس وواشنطن وجورجيا وكنتاكي وهنا في كارولاينا الشمالية."

ومضى يقول "هناك خطر في أن يتكون بمرور الوقت كادر من الزعماء العسكريين الذين تقل بشكل متزايد النقاط المشتركة سياسيا وثقافيا وجغرافيا بينهم وبين الناس الذين أقسموا للدفاع عنهم."

عملية القلب المظلم

في سياق متصل قامت وزارة الدفاع الأمريكية، بنتاغون، بشراء وتدمير آلاف النسخ من مذكرات ضابط احتياط الجيش، عمل بأفغانستان، بعنوان "عملية القلب المظلم"، بدعوى احتواء الكتاب على معلومات قد تضر بأمن الولايات المتحدة الأمريكية.

وبرر البنتاغون، وعلى لسان المتحدثة باسمه، العميد إبريل كانينام، الخطوة قائلاً: "قررت وزارة الدفاع شراء الطبعة الأولى من الكتاب لاحتوائه معلومات قد تضر بالأمن القومي."

وأوضحت كانينام في تصريح  لـCNN  أن مسؤولين من البنتاغون أشرفوا الأسبوع الماضي على عملية تدمير قرابة 9500 نسخة من كتاب العقيد أنطوني شافر.

ومن جانبه وصف شافر، وفي حديث للشبكة، إجراء البنتاغون بأنه "انتقام" مضيفاً: "لشخص أن يشتري نحو 10 ألف كتاب لقمع قصة في هذا العصر الرقمي أمر  مثير للسخرية."

وقالت دار النشر، سانت مارتن بريس، إن طبعة ثانية منقحة من الكتاب قد صدرت عقب إدخال بعض التغيرات التي اقترحتها الحكومة لمعلومات صنفت على أنها سرية.

وتقول "وكالة الاستخبارات الدفاعية" إن الكتاب يحوي معلومات سرية مهمة يتوقع أن تؤدي، حال الكشف عنها، لأضرار خطيرة على الأمن القومي للولايات المتحدة.

وقال العميد رونالد بيرغس من "وكالة الاستخبارات الدفاعية"، إن الوكالة فشلت، ولقرابة شهرين،  في الحصول على مسودة الكتاب، الذي قال إنه تضمن معلومات عن أنشطة سرية لقيادة العمليات الخاصة الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) وجهاز الأمن القومي، وفق مذكرة داخلية تحصلت عليها الشبكة بتاريخ 6 أغسطس/آب.

وفي المقابل، قال مارك زيد، محامي شافر، إن رؤوساء موكله راجعوا الكتاب قبيل طبعه في مطلع هذا الشهر، منوهاً: "تلقينا ضوء أخضر من قيادة احتياط الجيش."

وأوضح شافر أن البنتاغون أبلغ دور النشر بقلقه حيال المعلومات السرية الواردة في الكتاب بعد طباعة النسخة الأولى منه.

ويتحدث شافر في "عملية القلب المظلم" عن مذكراته في أفغانستان حيث قاد فريق العمليات السوداء إبان عهد الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش.

ولفت الضابط الحائز على الميدالية البرونزية خلال حديثه مع الشبكة، أن أكبر الأخطاء التي ارتكبها الرئيس السابق هو سوء فهم ثقافة المنطقة.

ويأتي نشر الكتاب بعد أزمة أثارها نشر موقع "ويكي ليكس" الإلكتروني لآلاف الوثائق السرية عن الحرب الأمريكية في أفغانستان.

ونشر الموقع  نحو 76 ألف وثيقة تتعلق بحرب أفغانستان، ووعد بنشر 15 ألف وثيقة جديدة في وقت آخر، في خطوة حذر وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس،  من  عواقب نشرها  الوخيمة على حياة الجنود الأمريكيين في أرض المعارك، وإمكانية أن تضر بعلاقة الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة.

وندد كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين نشر الموقع الإلكتروني الذي سبق له كشف تفاصيل عمليات عسكرية في العراق، بإتاحة تلك الوثائق الحساسة.

جماجم قتلى افغان

من جانب آخر بدأت في قاعدة فورت لويس العسكرية في واشنطن بالولايات المتحدة جلسات استماع لأول خمسة جنود أمريكيين متهمين بقتل ثلاثة مدنيين أفغان عن سابق إصرار وبشكل متعمد.

وستقرر جلسة الاستماع هذه ما إذا كان لدى القوات الأمريكية الأدلة الكافية ضد الجندي جيرمي مورلوك، من أجل تقديمه لمحاكمة عسكرية.

وكان العميل العسكري الخاص، أندرسون واغنر، قد شهد أن مورلوك قد اعترف في تحقيق خاص في أواخر مايو/أيار الماضي بأنه متورط في جرائم قتل.

غير أن محامي مورلوك، مايكل وادينغتون، ألمح إلى أن موكله، كان تحت تأثير المخدرات عندما تحدث مع واغنر وأنه لم يكن ينبغي مقابلته في ذلك الحين إلا بعد مرور بعض الوقت.

وأشار وادينغتون أنه كان قد تم نقل مورلوك من قندهار في أفغانستان من أجل تقييم حالته العقلية عندما أجريت معه المقابلة.

إلا أن واغنر أقر بأنه لم يكن هناك دليل مباشر على كشف مورلوك عن مسؤوليته في عملية القتل للمدنيين الأفغان، حيث لم تجر أي عملية تشريح للجثث أو تحقيق شرعي بشأنها.

وكان المسؤولون قد اتهموا 12 جندياً أمريكياً بما أطلق عليه "مؤامرة قتل مدنيين أفغان والتغطية عليها" إلى جانب تهم تتعلق بالتمثيل بالجثث وبتر أجزاء منها للاحتفاظ بها كتذكارات، بما في ذلك الجماجم والأصابع والعظام.

ويواجه خمسة من الجنود تهم ارتكاب جرائم، فيما يواجه سبعة آخرون تهماً أقل شأناً، مثل المشاركة في التغطية على الجرائم وانتهاء بالاستخدام غير القانون للمخدرات. وينتمي هؤلاء الجنود لكتيبة المشاة الثانية في فرق العمليات قرب قندهار بجنوب أفغانستان.

أما الجنود الخمسة الذين يواجهون تهمة ارتكاب جرائم القتل فهم، إلى جانب مورلوك، كالفين غيبس وأندرو هولمز وآدم وينفيلد ومايكل واغون، وينتمي جميعهم لفرقة الهجوم الخامسة.

وطبقاً للوثائق، فالجنود الخمسة متهمون كذلك بإلقاء قنابل يدوية باتجاه مدنيين أفغان.

واتهمت السلطات الجندي غيبس بالاحتفاظ بعظام إصبع وكذلك عظام قدم وأسنان من جثث لمدنيين أفغان، بينما احتفظ الجندي مايكل غاغون بجماجم بشرية.

ارتفاع معدلات الاكتئاب

فيما أفاد تقرير أعده مختصون في فرجينيا تنشر نتائجه بالكامل يوم اثلاثاء بان أكثر من واحد من بين كل اربعة من قدامي المحاربين الامريكيين في حربي العراق وافغانستان في ولاية فرجينيا يقول ان اصابات في الرأس تتعلق بالمهام القتالية قد لحقت بهم وان ثلثين منهم اصيبوا بالاكتئاب.

وقالت ماري بيث دونكنبرجر وهي من كبار مديري البرامج في معهد السياسات والحكم الرشيد والمشرفة على هذا التقرير في معهد فرجينيا تك ان الارقام الحقيقية قد تكون أكبر كثيرا.

وقالت لرويترز ان كثيرين من قدامى المحاربين في العراق وافغانستان في مجموعات منتقاة قالوا انهم كانوا يخشون من الاعتراف بمعاناتهم من اضطرابات ما بعد الصدمة خلال اجراءات تسريحهم من الخدمة العسكرية وذلك خشية ان يبعدهم ذلك عن اسرهم ويلحق الضرر بحياتهم العملية.

واضافت "خلال اجراءات التسريح يتوق الجنود نوعا ما الى رؤية افراد اسرهم." ومضت تقول "واذا اعترفوا بانهم يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة فانهم يدركون انه قد تمضي بضعة اسابيع قبل ان يروا ذويهم لذا فانهم يميلون الى التقليل من حجم الاعراض التي يكابدونها."

وقالت "كما ان جنودا في الخدمة يعزفون عن البوح بما في نفوسهم لانهم يخشون ان يؤثر ذلك على مسيرتهم المستقبلية في الجيش." واضافت " كما ان اولئك العائدين الى الحياة المدنية يخافون الا يقبل احد توظيفهم اذا علم انهم يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة."

وتولى برنامج مصابي الحرب في فرجينيا تجميع مواد هذا التقرير ويقوم بتشغيل هذا البرنامج ادارة خدمات قدامى المحاربين في فرجينيا وتم تقديم التقرير الى رويترز قبل نشره.

وتوصل التقرير الى ان 66 في المئة من قدامى المحاربين في حربي العراق وافغانستان كانوا يعانون بدرجة ما من الاكتئاب وهم يلون في الترتيب مصابي حرب فيتنام. وافاد التقرير بان عشرة في المئة منهم يعانون من درجة عالية من الاكتئاب.

وقال 13 في المئة انهم يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة في حين قال 26 في المئة ان اصابات لحقت برؤوسهم تتعلق بالخدمة العسكرية. ويرجع الفضل الى حد كبير الى الدروع الواقية للجسم في حماية نسبة كبيرة من الجنود من الانفجارات والهجمات في هاتين الحربين بالمقارنة بحروب سابقة.

وقال تقرير اصدرته مؤسسة راند عام 2008 ان ما يقرب من ثلث اعداد الجنود العائدين من حربي العراق وافغانستان كانوا يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة واصابات الراس والاكتئاب. كما شاعت ايضا معدلات مرتفعة من حالات الانتحار بين قدامى المحاربين الامريكيين.

وتضمنت الدراسة التي اجراها معهد فرجينيا تك مقابلات مع أكثر من الفين من قدامي المحاربين في ولاية فرجينيا بما في ذلك محاربون قدماء من حربي فيتنام وكوريا. ومن بين 800 الف من قدامى المحاربين في الولاية خدم نحو 260 الفا منهم في العراق وافغانستان.

وتوصل التقرير الى ان بواعث القلق الرئيسية بين المحاربين القدماء كانت صعوبة الوصول الى الخدمات الطبية والعلاج لاسيما في المناطق الريفية والنائية.

وقالت دونكنبرجر "مبعث القلق الاكبر هو ان جميع المشاكل التي شوهدت حتى الان من اصابات الرأس واضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب ربما تكون مجرد قمة جبل الجليد."

حرب العراق

من جهته ينصح جندي اميركي سابق اصيب بتشوهات خلال حرب فيتنام الجنود في قاعدة عسكرية جنوب العراق، قائلا "لا قيمة للنصر اذا فقدتم عائلاتكم"، وذلك اثناء تقديم شهادته حول الظروف القاسية التي مر بها.

ووسط تصفيق حار من مئات العسكريين في القاعدة الاميركية في البصرة (550 كلم جنوب بغداد)، تحدث ديف روفر عن محاولته الانتحار ومدى تعلقه بعائلته، مثيرا حماسة الحاضرين ودهشتهم بينما كان يتحدث عن معاناته الشخصية.

وباسلوب مشوق وعبارات جميلة تخللتها وقائع مأسوية سردها بطريقة مضحكة على مدى اربعين دقيقة، روى العسكري المخضرم (63 عاما) الذي وصفه ضابط اميركي بانه "شهادة حية لمفهوم المثابرة"، دروسا تعلمها خلال تجربته من شأنها ان تساعد على تحفيز الجنود.

ومما قاله روفر للجنود ان "الانتصار في الحرب لا يعني شيئا اذا فقدت عائلتك. اتوسل اليكم ان تتصلوا بعائلاتكم بواسطة الهاتف وان تستمروا بعلاقتكم معها".

واعاد التذكير بعبارة شهيرة لرئيس الوزراء البريطاني الاسبق ونستون تشرشل تقول "لا يجب الاستسلام ابدا ابدا ابدا".

واضاف انه كان قد وصل الى فيتنام قبل سبعة اشهر، عندما واجه في 26 تموز/يوليو 1969، "شبح الموت" بينما كان وسط نهر قريب من الحدود الكمبودية.

ووقع الحادث بالخطأ عندما كان ينوي القاء قنبلة يدوية فوسفورية، بينما كان على متن زورق دورية باتجاه احدى ضفتي النهر.

ويروي روفر الذي فقد انفه واحدى عينيه واذنه وعددا من اصابع اليدين وخضع لعمليات جراحية معقدة، ان "نصف جلدي تعرض لحروق شديدة او تمزق، خفضت رأسي فشاهدت كيف كان قلبي ينبض".

وقال الرجل المتحدر من ولاية تكساس خلال جولته السادسة منذ اجتياح العراق، ممازحا الجنود وهو يشير الى رأسه "هذا شعري، لقد قمت بشرائه".

واقتناعا منه بان زوجته الشابة سترفض وجهه المشوه والشنيع، وانطلاقا من عدم تحمله نظرات الاخرين اليه، حاول وضح حد لحياته بينما كان راقدا على سرير المستشفى. لكن الزوجة ظلت الى جانبه تداعبه قائلة له "انت لم تكن وسيما قبل ذلك باي حال". وتغمره السعادة عندما تغني له حفيدته اليوم "انت بغاية الوسامة" اغنية جو كوكر الشهيرة.

واستطاع روفر فرض احترامه على الجنود، وتقدم كثيرون منه يشكرونه مثلما فعلت كريستين 20 عاما.

وقالت الشابة التي تنتشر وحدتها العسكرية للمرة الاولى في العراق، ان "قصته تعتبر قدوة، واذا كان استطاع التغلب على المحن والعقبات العديدة، فسيكون بامكاني التغاضي عن يوم سيء او ظفر مكسور".

وتشكل مداخلة روفر جزءا من الجهود التي يبذلها الجيش الاميركي ضمن اطار تعزيز معنويات الجنود. وتضم القاعدة العسكرية في البصرة مركزا افتتح في ايلول/سبتمبر، لمساعدة الجنود على الثبات ومقاومة الاجهاد بمرونة.

ووفقا للعسكري المخضرم، فانه "لا يمكن المقارنة" بين المساعدة النفسية المقدمة للجنود اليوم وحقبة حرب فيتنام التي خرجت جيلا من المقاتلين الذين شعروا بالمرارة حيال التنكر لتضحياتهم وتركهم يواجهون المصاعب لوحدهم.

وقال روفر لفرانس برس ان "برامج تعزيز المثابرة المرنة كانت ستساعد على تخفيف المعاناة المحزنة للمحاربين القدامى (...) زرع هذه الفكرة في رأس الجندي امر رائع".

ولاحظ روفر العواطف الشديدة التي يعبر عنها الجنود.

واضاف "ارى عددا ممن يحملون رتبة السرجنت الاشداء ذرفوا دمعة قبل ان يمسحوها بسرعة. اراهم يضحكون وهذا علاج فاعل لمواجهة الالام"، مشددا على ان المحور الرئيسي لقصته يكمن في "الاحتفاظ بعائلتي".

متعاقدون بلا تصاريح أمنية

من جهة اخرى أفاد تقرير جديد صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بأن العديد من المتعاقدين المدنيين الذين يعملون في الكويت لا يحصلون على تصاريح رسمية مناسبة وقد يعرضون سلامة أفراد القوات الأمريكية للخطر ويهددون الأمن القومي.

وقال المفتش العام بوزارة الدفاع، بحسب التقرير، إن العشرات من المتعاقدين يعملون في مناصب حساسة دون تصاريح أمنية مناسبة أو تصاريح دخول رسمية، ويسمح لبعض هؤلاء المتعاقدين بالبقاء في العمل حتى بعد أن كشف المحققون عن المشكلات الأمنية.

وأضاف التقرير أن شركة اسمها "شركة دعم العمليات القتالية" CSA كوفئت بعقد في العام 1999 أطلق عليه "عقد خدمات الدعم القتالي في الكويت" CSSC-K، وتم تمديد العقد مرة أخرى وسينتهي في سبتمبر/أيلول بعد أن بلغت تكلفته 3.3 مليارات دولار.

وأوضح أن موظفي الشركة يحتلون مناصب حساسة مثل "ضباط حماية القوات"، و"مديرو نظم" ومفتشو إمدادات في الكويت"، دون الحصول على تصاريح أمنية رسمية.

وقال المفتش العام في البنتاغون إن مكتب الشركة الأمني فشل في تعقب 21 من موظف من أصل 379 موظفاً يحتلون مناصب حساسة، مثل إمدادات الذخائر، وأن 11 موظفاً لا يحملون تصاريح أمنية سارية المفعول، بالإضافة إلى عدم وجود معلومات بشأن ما إذا كان بعض الموظفين يحملون جوازات سفر أمريكية، رغم أن الجنسية الأمريكية كانت مطلباً بحسب العقد المبرم مع الشركة.

وأضاف التقرير كذلك أن مسؤولي شركة CSA "سمحوا لعشرين موظفاً بالبقاء في مناصب حساسة من دون التصاريح الأمنية المطلوبة حتى بعد أن أبلغها عملاء هيئة إدارة العقود الدفاعية DCMA، الجهة المشرفة على العقد، بوجود انتهاكات لشروط العقد."

وقال التقرير إنه "إذا لم تضمن هيئة إدارة العقود الدفاعية ومسؤولو الشركة حصول جميع الموظفين على التصاريح الأمنية المطلوبة وحافظوا على المعلومات الأمنية الملائمة، فإنهم بذلك يعرضون المهمة العسكرية للخطر ويهددون أمن وسلامة القوات العسكرية والمدنيين والمتعاقدين في الكويت."

وفيما لم تتمكن CNN من الاتصال بممثلي الجهة المتعاقدة، فإن تقرير المفتش العام يقول إن الشركة تزعم أنها لم تفهم بنود الاتفاق.

وجاء في التقرير أنه "وفقاً للمحلل نظام معلومات الموارد البشرية في شركة CSA، فإن الجيش لم يحدد بوضوح كل المناصب الحساسة، وبالتالي فإن مسؤولي الشركة اعتمدوا على مديريهم في تحديد تلك المناصب التي تقتضي الحصول على تصاريح أمنية." وطالب التقرير من البنتاغون والجيش أن يعيد مراجعة العقد ومعرفة النواقص.

قمر جديد

الى ذلك اطلق سلاح الجو الأمريكي، قمراً اصطناعياً يتميز بإمكانيات أفضل لرصد وتعقب أكثر من 20 ألف جسم هائم "خردة" في الفضاء من صنع البشر، في حين اختلف مختصون إزاء مهمته الحقيقية.

ويقول القائمون على برنامج ""استطلاع الفضاء من الفضاء" (Space Based Space Surveillance - SBSS)، إن القمر الصناعي الجديد سيجعل من "الأرصدة" الأمريكية في الفضاء أكثر أمناً وآماناً.

وقال قائد البرنامج، العقيد جي. آر. غوردون إن "هذا القمر الاصطناعي سيحدث ثورة في كيفية تعقب الأجسام في الفضاء بوسائل لن تتقيد جراء الأحوال الجوية أو الغلاف الجوي أو التوقيت."

ويتكون "قلب" القمر الاصطناعي من كاميرا تغطي ثلاثة أرباع الأفق الفسيح، وهي زاوية واسعة وقيمة في ذات الوقت تتيح رصد أجزاء واسعة من الفضاء الفسيح دون الحاجة إلى تبديد الوقت والوقود في إعادة تمركز المركبة الفضاء لمواجهة جانب آخر من الفضاء.

وقد تعيق الأحوال الجوية السيئة بالإضافة إلى حلول ظلام عمل الأنظمة الأرضية المستخدمة حالياً لتعقب أجسام الفضاء الهائمة، منها الرادارات والتلسكوبات البصرية

وصرح المسؤولون في سلاح الطيران الأمريكي أن القمر الاصطناعي الجديد يتميز بقدرات أخرى محتملة إذ يوفر عن كثب نظرة على الأقمار الاصطناعية وأجهزة الفضاء التابعة لدون أخرى، دون إبداء تفاصيل."

وقال غوردون: "هناك الكثير من الأجسام التي فقدنا أثرها إلى الكثير من الأجسام نعتقد أنه بإمكاننا مراقبتها ولم يتح لنا ذلك من قبل."

أوضح  مركز عمليات الفضاء المشتركة أن القمر الاصطناعي الجديد سيحمي كافة ثروات أمريكا من الأقمار الصناعية التي تجوب الفضاء.

إلا أن الباحث، جون بايك، الذي يتابع تطور الأقمار الصناعية لصالح منظمة "غلوبال سيكيورتي.أورغ، يرى أن المهمة الرئيسية للقمر الاصطناعي الجديد هي تحديد المزيد من خصائص حقول الأجسام الهائمة بغرض صناعة أقمار اصطناعية "أشباح"، أو بعبارة أخرى، تمويه الأقمار الاصطناعية الأمريكية السرية في شكل "خرد."

وأقر بايك بالخطورة التي تمثلها الأجسام الهائمة، ومعظمها بقايا أقمار صناعية قديمة، أو مخلفات أخرى، غير أنه لفت إلى نجاح الأنظمة الأرضية، وحتى اللحظة، في رصدها.

وفند بران ويدن، من "مركز عمليات الفضاء المشتركة" نظرية "المؤامرة"  تلك بتحديد فوارق بين الاثنين، منها تميز الأقمار الاصطناعية بتواقيع فيزيائية منها الحرارة والضوء ومؤشرات أخرى، منوهاً: "إذا كان القمر الاصطناعي مخفياً، كيف سيتسنى لنا تحديد مكانها خاصة عند فقدان الاتصال به.؟"

ويذكر أ ن هناك الآلاف من الأجسام الهائم التي تسبح في الفضاء حالياً، تكونت بعد تدمير الصين، عمداً، لقمر اصطناعي بصاروخ باليستي عام 2007، وفي مطلع العام الماضي تصادم قمران اصطناعيان، أمريكي وروسي، في أواخر ذلك العام، انفجر صاروخ روسي عابر للقارات أثناء تجربته.

ولشرح مدى الضرر الذي تسببه تلك الأجسام "الخرد" فأن أصغرها، وبحجم قالب رخامي ينتقل في الفضاء بطاقة طن واحد أسقط من الطابق الخامس.

وتطلع قيادة الفضاء بسلاح الجو الأمريكي بمهام مراقبة تلك الأجسام الطائرة، التي قد يبلغ بعضها من الصغر حجم كرة بيسبول، ويتابع حالياً قرابة 21 ألف جسم، منها ألف قمر اصطناعي عامل ومحطة الفضاء الدولية والمكاكيك الفضائية.

ويذكر أن القوة أنفقت 858 مليون دولار في إنتاج وتطوير قمر اصطناعي للتتبع والرصد يتوقع تشغيله في خلال نحو ستة أعوام.

أجسام طائرة

من جهتهم تحدث سبعة من العاملين سابقاً بسلاح الطيران الأمريكي عن تقارير ومشاهدات لأجسام طائرة مجهولة تحوم في منشآت نووية ما أدى لتعطيل بعضها مؤقتاً خلال العقود الماضية.

واستذكر ستة من العسكريين بالإضافة إلى مدني سابع، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن، مشاهدات شخصية أو تقارير عن أجسام غربية حلقت فوق صوامع صواريخ نووية أو مخازن أسلحة نووية إبان عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين.

ويذكر أن ثلاثة من الضباط السابقين، نفوا مشاهدتهم لأي من تلك الأجسام الغريبة، لكنهم تحدثوا عن حوادث حلقت فيها تلك المركبات الغامضة فوق صوامع نووية في "قاعدة مالمستورم الجوية" بمونتانا الأمر الذي أدت لتعطيل صواريخ نووية بشكل مؤقت.

ويشار إلى أن الكثير من الشهادات التي وردت في المؤتمر الصحفي جرى تضمينها في كتب أو مواقع إلكترونية، إلا أن منظم المؤتمر، روبرت هيستنغ" وهو مؤلف وباحث في شؤون "الأجسام الطائرة المجهولة" UFOs، قال إن الوقت قد حان لتقر الحكومة الأمريكية بزيارات لكوكبنا قامت بها تلك الأجسام الغامضة.

وحول حادثة تعطيل الصواريخ النووية عقب هيستينغ قائلاً: "برأيي أي من كان على متن تلك المركبات، فهو بعث برسالة إلى واشنطن وموسكو، وآخرين، مفادها بأنكم تلعبون بالنار فامتلاك والتهديد باستخدام أسلحة نووية يهدد الجنس البشري وسلامة البيئة على الأرض.

وقال النقيب السابق بسلاح الطيران، روبرت سالاس الذي ألف كتاباً حول حادثة مونتانا التي وقعت في مارس/آذار 1967، إنه كان داخل نفق عندما حلق جسم غريب فوق صومعة صاروخ نووي، إلا أن حارساً آخر أخبره بأن جسما مضيئا يبلغ قطره 30 قدماً يحلق فوق البوابة الأمامية للمنشأة العسكرية العسكرية التي تقع في منطقة نائية.

وجرى تعطيل الصواريخ النووية التي أصابها التشويش فيما كان الجسم الطائرة لا يزال يحوم في المنطقة، وفق سالاس الذي أشار إلى تلقيه وزملاؤه، أوامر من الجيش بعدم الحديث عن الواقعة.

في يونيو/حزيران الماضي، جزم عالم أمريكي مرموق بأن الأجسام الطائرة المجهولة، أو الأطباق الطائرة، حقيقة، وأن الحكومة الأمريكية مدركة لذلك وتفرض نطاقاً من السرية على الأمر منذ عام 1947.

وقال ستانون فريدمان، وهو فيزيائي وعالم متخصص في صناعة الصواريخ، بعد قضاء نصف قرن في التحقيق ، لشبكة "AOL" الشقيقة لـCNN: "بعض الأجسام الغريبة ليست سوى مركبات فضاء يجري التحكم فيها بذكاء." وقال فريدمان إن التستر الواسع على وجود تلك الأجسام الغريبة ""أكبر قصص الألفية."

وعمل فريدمان لمدة 14 عاما كفيزيائي نووي لشركات مثل جنرال إلكتريك وجنرال موتورز وشركة ويستنغهاوس، وكان يعمل على برامج سرية للغاية تنطوي على طائرات نووية وصواريخ الانشطار والانصهار.

وأضاف: "بعد 53 عاماً من التحقيق.. أنا على قناعة بأننا نتعامل مع وترغيت كونية.. هذا يعني أن عدد قليل من الناس داخل حكومات كبيرة كانت تعرف ومنذ عام 1947، على الأقل، بأن الأجسام الطائرة الغريبة هي مركبات لمخلوقات فضائية."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/تشرين الأول/2010 - 30/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م