شبكة النبأ: ارتفعت مستويات الإنذار
في العديد من الدول الأوربية نتيجة زيادة الهجمات الإرهابية والتهديدات
من الجماعات الإسلامية، تقليلا لحجم الخسائر التي قد تنجم عنها احد
التفجيرات التي هدد بها الجماعات المسلحة، لاسيما وان هناك معلومات
أكيدة إن هذه الهجمات مخططا لها وهي في أتم الاستعداد للتنفيذ وهذا ما
زاد من حدة الوضع حيث إن القوات الأمنية لا تعرف متى يحدث التهديد وفي
أي مكان.
فيما رجح بعض المسئولين الأمر الى ان هناك يد لأحد أولاد بن لادن
الذي يريد ان يعيد سلسلة الهجمات التي ضربت أوربا في السابق ويثبت
للآخرين ان الجماعات المسلحة مازالت قوية كفاية لتهديد الولايات
المتحدة وحلفائها، من جانبها (أمريكا) لم تقف مكتوفة الأيدي فهي تعمل
باستمرار من خلال أجهزة المخابرات في رصد التحركات الإرهابية تحسبا لأي
طارئ وإلقاء القبض على أي جهة تدعم الجماعات المسلحة وبأي طريقة، ومن
خلال تطور أسلحتها تشن هجمات على المواقع التي يشتبه ان فيها تهديد
إرهابي.
إحباط هجوم
حيث قالت مصادر أمنية ان ضربات بطائرات بدون طيار بباكستان أدت الى
إحباط مخطط لمتشددين لتنفيذ هجمات منسقة في أوروبا في مراحله الأولى.
ولكن لم يتضح ما اذا كان التهديد قد زال تماما.
وقالت ألمانيا ان لديها معلومات مخابرات تشير الى احتمال وقوع هجمات
من جانب القاعدة في أوروبا والولايات المتحدة. وقالت مصادر في
المخابرات ان أجهزة الأمن أحبطت خططا لمتشددين مقرهم باكستان لتوجيه
ضربات متزامنة في لندن ومدن في فرنسا وألمانيا. وأضافت المصادر ان
الخطة كانت في مراحلها الاولية وربما كانت ستضم جماعات صغيرة من
المهاجمين الذين سيأخذون رهائن ويقتلونهم ربما على غرار هجوم مومباي
عام 2008 والذي أسفر عن مقتل 166 شخصا.
وقالت انه لم يتضح ما اذا كان جميع المخططين قد جرت تصفيتهم في
الهجمات الأخيرة التي شنتها طائرات بدون طيار في المنطقة الحدودية بين
باكستان وأفغانستان. واشارت الى أن أجهزة الامن الغربية تعمل عن كثب
مواجهة أي تهديد متبق.
وكان اخر هجوم ناجح شنه متشددون في الغرب على شبكة النقل في لندن
عام 2005 وأسفر عن مقتل 52 شخصا. وتوعدت القاعدة والجماعات المتشددة في
جنوب اسيا بمهاجمة أهداف غربية انتقاما من العمل العسكري الامريكي في
أفغانستان ومن الضربات التي تشنها طائرات أمريكية بدون طيار في باكستان.
وقالت مصادر في المخابرات ان زيادة الهجمات التي تشنها طائرات
أمريكية بدون طيار على من يشتبه بأنهم متشددون في باكستان خلال
الاسابيع القليلة الماضية جزء من الجهود الغربية لإحباط المخطط. وقال
مسؤول أمني في ألمانيا اشترط عدم الإفصاح عن اسمه ان هذه التقارير ربما
يكون منبعها التحقيقات مع ألماني أفغاني مشتبه به في أفغانستان.
والمشتبه به المعتقد أنه وراء هذه المعلومات هو أحمد صديقي وهو
ألماني من أصل أفغاني. وقالت وسائل إعلام ألمانية انه من هامبورج وهو
معتقل في سجن بإجرام العسكري الامريكي في افغانستان منذ يوليو تموز.
وفي واشنطن شدد مسؤولون أمريكيون انه لا توجد أدلة على أن هناك مخططا
جرى إحباطه.
وقال مسؤول "من الخطأ ببساطة أن يفكر المرء أن المخاوف المتعلقة
بالتهديد الحالي قد تراجعت بصفة دائمة.. هذا غير صحيح على الإطلاق."
وأيد مسؤول في الأمن القومي الأمريكي ذلك قائلا "لا أحد داخل الحكومة (الأمريكية)
يقول ان اللعبة انتهت."
وقال مصدر أمني بريطاني ان أجهزة المخابرات الأمريكية والفرنسية
والألمانية والبريطانية "تعمل في هذا الامر منذ فترة طويلة." وقال
المصدر ان الهجمات المزمعة من المفترض أن تشمل "ارهابيين انتحاريين"
وتشبه الهجوم الذي وقع في مومباي في عام 2008.
وقال مصدر منفصل في شرطة مكافحة الارهاب في بريطانيا انه "لم تجر
اعتقالات ولا توجد اعتقالات مقررة مما يشير الى أن التهديد لا يعتقد
أنه وشيك. وأضاف المصدر الامني "لقد كانت فكرة يعملون عليها ولا أعتقد
أنهم بدأوا التجهيز بأي شكل وربما لا يكونون حتى في هذه البلدان."
وتابع أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أطلع على هذا التهديد قبل أسبوعين.
ونفى الجيش الباكستاني المعلومات التي وردت في محطة سكاي نيوز بوصفها "مبنية
على تكهنات". بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وقال الميجر جنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني " ليست
لدينا أي معلومات أو معلومات مخابرات عن أن متشددين تجمعوا هنا (في
شمال وزيرستان) ويخططون لشن هجمات. لا توجد معلومات مخابرات بتاتا عن
هذا الامر." وقالت وزارة الداخلية الألمانية في بيان انه وصلتها
معلومات عن هجمات محتملة وانه جرى تبادل هذه المعلومات مع دول أخرى على
أساس أنها " حساسة ومهمة".
زيادة التهديدات
وقال أربعة مسؤولين أمنيين أمريكيين طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم
ان التقارير الأولية المتعلقة بالتهديد ظهرت للمرة الأولى قبل أسبوعين
تقريبا قرب موعد ذكرى هجمات 11 سبتمبر أيلول.
وفي يناير كانون الثاني رفعت بريطانيا مستوى التهديد الإرهابي لديها
الى المستوى "شديد" وهو ثاني أعلى مستوى للإنذار. وقال رئيس جهاز
المخابرات البريطاني (ام.اي. 5) في 16 سبتمبر أيلول انه ما زال "هناك
خطر حقيقي من وقوع هجوم مميت."
وفي 20 سبتمبر أيلول قال وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتيفو ان
فرنسا تواجه تهديدا ارهابيا حقيقيا بتأثير متشددي القاعدة في شمال
أفريقيا وفيما تتنامي مخاوف من وقوع هجوم تنفذه خلايا محلية التكوين
داخل الحدود الفرنسية.
وقالت الشرطة الفرنسية انه جرى إخلاء برج ايفل والحديقة المحيطة به
لفترة قصيرة بسبب انذار بوجود قنبلة. وهذا رابع إنذار في تلك المنطقة
في أربعة أسابيع. ولكن عملية تفتيش لم تسفر عن العثور على شيء.
وقال جيمس كلابر مدير المخابرات الامريكية في بيان "كما قلنا مرارا
نعلم أن القاعدة تريد مهاجمة أوروبا والولايات المتحدة. وما زلنا نعمل
عن كثب مع حلفائنا الأوروبيين بشأن التهديد القادم من الإرهاب الدولي
بما في ذلك القاعدة."
وقال مسؤول أمريكي ان متشددين في باكستان يخططون لشن هجمات "
باستمرار" في المنطقة وخارجها وان الولايات المتحدة سترد على ذلك.
وأضاف "لا ينبغي أن يتفاجأ أحد من أن تؤدي الصلة بين المخططات ومن
يضعونها الى تحرك أمريكي حاسم. سيكون الإرهابيون الضالعون في الأمر
أهدافا.. كما هو متوقع من جانب الجميع.
وشنت طائرات أمريكية بدون طيار 21 ضربة في سبتمبر أيلول. وهو أكبر
عدد من الضربات التي توجه في شهر واحد. وقال مسؤولو مخابرات باكستانيون
ان من المعتقد أن قياديا رفيعا في القاعدة معروف باسم الشيخ الفاتح أو
الشيخ فاتح المصري قتل في 26 سبتمبر أيلول.
دور ابن لادن
بينما قال مسؤولون أمريكيون انه من المرجح أن يكون لأسامة بن لادن
والقيادة العليا لتنظيم القاعدة دور في المؤامرة الإرهابية المكتشفة
حديثا في أوروبا.
وقال مسؤول أمريكي اشترط عدم ذكر اسمه ان رسم الخيوط الأساسية
للمؤامرة في المناطق القبلية في باكستان يشي بدور لابن لادن وقادة كبار
بالقاعدة حيث يعتقد أنهم يختبئون هناك.
وكثفت الولايات المتحدة غاراتها الانتقائية ضد متشددين في باكستان
باستخدام طائرات من دون طيار بهدف منع القاعدة وحلفائها من التدبير
لهجمات. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وأكد مسؤولون بالمخابرات الأمريكية أن القاعدة التي ينحى باللائمة
عليها في هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على نيويورك وواشنطن كانت واضحة
في نواياها بضرب الولايات المتحدة وأوروبا.
وربط مسؤولون أمنيون بالهند بين المنفذين العشرة لهجمات مومباي
والذين استخدموا أسلحة آلية وقنابل يدوية وجماعة عسكر طيبة المتشددة
المقربة من القاعدة وتتمركز في باكستان.
السويد ترفع مستوى التحذير
من جانبها أعلنت أجهزة الاستخبارات السويدية زيادة خطر وقوع هجوم
إرهابي في السويد ورفع مستوى الإنذار من "ضعيف الى مرتفع".
وقالت وكالة الاستخبارات السويدية في بيان ان "مستوى التهديد
الإرهابي رفع من ضعيف الى مرتفع" لكنها أوضحت ان "التهديد الذي تواجهه
السويد لا يعتبر في مرحلة التقييم الحالية، وشيكا".
وأوضحت الوكالة ان قرارها برفع مستوى الإنذار يستند الى تقرير لمركز
تقييم التهديد الإرهابي يشير الى ما يبدو وكأنه "تعديل لأنشطة بعض
المجموعات في السويد يستهدف هذا البلد". ورفضت الوكالة تقديم المزيد من
الإيضاحات. بحسب وكالة فرانس برس.
لكنها أوضحت انه "مقارنة بالوضع في العديد من الدول الأوروبية
الأخرى فان التهديد يعد ضعيفا". من جهته أوضح المدير العام للوكالة
اندرس دانيلسون لوكالة انباء تي.تي نيوز انها المرة الأولى التي يصل
فيها مستوى التهديد في السويد الى هذه الدرجة من الارتفاع.
اعتقال أمريكي
فيما أفادت الشرطة الوطنية الاسبانية بأن أمريكيا من أصل جزائري
اعتقل في مدينة برشلونة واتهم بالمساعدة في تمويل تنظيم القاعدة ببلاد
المغرب الإسلامي.
وقالت الشرطة انها تشتبه بأن الجزائري محمد عمر دبحي (43 عاما) الذي
اعتقل أرسل 60 ألف يورو (81660 دولارا) الى الجزائر حيث وزعت الأموال
على خلايا للتنظيم.
وأضافت في بيان "وفقا لتحقيقات الشرطة فان دبحي أرسل مبالغ كبيرة من
المال اما في تحويل عن طريق بنك أو من خلال عدة أشخاص الى جزائري يدعى
توفيق ميزي." وفر ميزي من اسبانيا عام 2006 بعدما اتهم بالانتماء الى
منظمة إرهابية في أعقاب تفكيك خلية إسلامية مهمتها جمع الأموال لتنظيم
القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وصادرت الشرطة أجهزة كمبيوتر محمولة وأقراص صلبة ووثائق من مقر سكن
دبحي في حي ببرشلونة. ويقول محللون أمنيون ان تنظيم القاعدة ببلاد
المغرب الإسلامي يجني الأموال عن طريق فدى يحصل عليها مقابل إطلاق سراح
رهائن وعبر التورط في أنشطة تهريب مخدرات.
وعاد اسبانيان من عمال الإغاثة في أواخر أغسطس اب الى بلدهما بعدما
احتجزهما التنظيم كرهائن لقرابة تسعة شهور. وقال التنظيم ان اسبانيا من
بين أهدافه لأنها حليفة للولايات المتحدة وعضو في حلف شمال الأطلسي.
الهجمات على أوروبا
بينما قالت مصادر أمنية انه جرى تنفيذ ضربات بطائرات بلا طيار في
باكستان أدت الى إحباط مخطط لمتشددين لتنفيذ هجمات منسقة في أوروبا في
مراحله الاولى. ولكن لم يتضح ما اذا كان التهديد قد زال تماما.
وفيما يلي بعض الهجمات التي نفذها متشددون في الآونة الأخيرة
والمخططات المتعلقة بهجمات في أوروبا :
- تفجيرات مدريد
في 11 مارس اذار 2004 انفجرت عشر قنابل مخبأة في حقائب رياضية في
أربعة قطارات مزدحمة بالركاب في ساعة الذروة الصباحية في مدريد مما أدى
الى مقتل 191 شخصا وإصابة 1700.
وهذا أكبر عدد من القتلى جراء هجوم واحد لمتشددين إسلاميين في
أوروبا. ويقول فرناندو ريناريس الخبير البارز في عنف الإسلاميين
المتشددين في اسبانيا ان هذه التفجيرات قد تكون من تدبير متشددين
مختبئين في وزيرستان الشمالية وهي منطقة في شمال غرب باكستان يعتقد
أنها تؤوي زعماء القاعدة.
وأدانت المحاكم 21 شخصا في عام 2007 بتنفيذ الهجمات وألغيت أحكام
الإدانة بالنسبة الى أربعة منهم في العام التالي. وبعد ثلاثة أسابيع من
وقوع التفجيرات فجر سبعة رجال منهم اثنان يشتبه بأنهما زعيمي الخلية
أنفسهم في شقة بعد أن حاصرتهم الشرطة. وقتل شرطي في ذلك الانفجار.
- تفجيرات لندن
وقعت أربعة تفجيرات انتحارية في شبكة النقل في لندن خلال ساعة
الذروة الصباحية في السابع من يوليو عام 2005 مما أدى الى مقتل 52 شخصا
واصابة نحو 700 في أول هجمات انتحارية يشنها اسلاميون في أوروبا
الغربية. وفي 21 يوليو تموز قام أربعة رجال بمحاولة فاشلة لتنفيذ موجة
هجمات ثانية على ثلاث محطات لقطارات الإنفاق في لندن وحافلة.
- مخطط هجوم في برشلونة
قضت المحكمة العليا الاسبانية في 14 ديسمبر كانون الاول 2009 بسجن
11 رجلا لمدد تصل الى 14 عاما ونصف العام لمحاولتهم تنفيذ تفجيرات
انتحارية في شبكة قطارات الإنفاق في برشلونة عام 2008. بحسب وكالة
الأنباء البريطانية.
وجاء في الحكم أن المجموعة التي تضم عشرة باكستانيين وهنديا واحدا
كادت تصنع متفجرات لاستخدامها في هجمات كانوا يخططون لتنفيذها بين يومي
18 و20 يناير كانون الثاني 2008. وكانت المجموعة تتبع "مبادئ الجهاد
العنيفة" التي كان يتبعها زعيم طالبان الباكستانية آنذاك بيت الله
محسود.
- مخطط لتفجير طائرات
أدين ثلاثة بريطانيين في سبتمبر أيلول عام 2009 بالتخطيط لقتل
الآلاف من خلال تفجير طائرات متوجهة الى أمريكا الشمالية في هجمات
انتحارية تستهدف طائرات في الجو باستخدام قنابل مصنوعة من متفجرات
سائلة.
وقال الادعاء ان المخططين كانوا يعتزمون تدمير سبع طائرات على الأقل
في وقت واحد تحمل كل منها أكثر من 200 راكب في رحلات بين مطار هيثرو
بلندن والولايات المتحدة وكندا في أغسطس اب باستخدام متفجرات مخبأة في
قنينات للمشروبات الغازية.
ووضع المخطط في باكستان قبل شهور من اعتقال الرجال في أغسطس اب
2006. وتعتقد الشرطة أن أبو عبيدة المصري القيادي في القاعدة هو مدبر
المحاولة. وكانت بعض وسائل الإعلام قد أشارت الى المصري على أنه من
أوعز بتفجيرات 2005 في لندن.
- مخطط شمال انجلترا
كان الباكستانيان عابد نصير وأحمد فراز خان بين 12 شخصا اعتقلوا في
مداهمات في شمال غرب انجلترا في ابريل نيسان 2009. وتعتقد بريطانيا أن
هؤلاء جزء من مخطط لتنفيذ هجوم يسفر عن عدد كبير من القتلى والجرحى في
ذلك الشهر ولكن لم تكن هناك أدلة كافية لتوجيه اتهامات لهم. وصدر أمر
بإبعادهم.
وقضت محكمة بقبول الطعن الذي تقدم به نصير وخان ضد ترحيلهما في مايو
أيار 2010 بسبب مخاوف على سلامتهما في باكستان. ولكن اللجنة الخاصة
للطعون المتعلقة بالهجرة قالت انها مقتنعة بأن نصير عضو في القاعدة.
- خطة القنبلة المخفاة في نعل حذاء
صدر حكم على ريتشارد ريد وهو من أتباع أسامة بن لادن وولد في
بريطانيا بالسجن المؤبد في يناير كانون الثاني 2003 لمحاولته تفجير
طائرة فوق المحيط الأطلسي بمتفجرات مخفاة في حذائه.
وكانت الطائرة الأمريكية في طريقها الى ميامي قادمة من باريس عندما
حاول ريد تفجيرها في 22 ديسمبر كانون الاول 2001. وقال انه غير نادم
على ما فعل وانه "في حرب" مع الولايات المتحدة لأنها ترعى "الاغتصاب
والتعذيب". |