إن الجهود التي تبذل لتطوير المناهج التعليمية هي جهود خير وبركة
على مجتمعنا بل هي ضرورة وطنية وحضارية وينبغي أن تشمل جميع المناهج
وخصوصا مناهج التعليم الديني لأنها بحاجة إلى التطوير من الجذور.
إننا كنا نأمل أن يطال التطوير مناهج التعليم الديني وتجاوز
الإشكالات التي تضر بالعملية التربوية، وربما أضاعت الهدف المراد منها.
إن هذه المناهج صيغت بلون واحد وهي لا تخلو عن الشحن الطائفي
والمذهبي وفرضت على الجميع بالإكراه!! علما بأن بعض ما تحمله يتناقض مع
عقيدة أو فقه أو ثقافة أتباع سائر المذاهب الإسلامية من أبناء البلاد
مثل القول بكفر عم النبي وحاميه (أبو طالب –ع)!! والقول بأن عليًا (ع)
شرب الخمر وصلى سكرانا!! والقول بخلافة يزيد لرسول الله (ص) وهو من
ارتكب أكبر جريمة في التاريخ ألا وهي قتل سبط النبي وريحانته وسبي
نسائه وأطفاله.
كيف يمكن أن نقدم مجرما على أنه خليفة لرسول الله ؟
وللخروج من الأحادية المذهبة في مناهج التعليم الديني نأمل إخضاعها
إلى التطوير من الجذور وذلك بتنقيتها من شوائب الشحن ومن الآراء الخاصة
بمذهب معيين أو الآراء غير المجمع عليها عند المسلمين واعتماد
المشتركات بين المذاهب الإسلامية فيكون المنهج شاملا لجميع المذاهب
الإسلامية من دون تمييز أو إقصاء.
ويمكن أيضا اعتماد مناهج متعددة كما هو المعمول به في بعض البلاد
الإسلامية.
نأمل أن نرى ذلك قريبا لأن من حق أبنائنا أن يتعلموا أمر دينهم وفقا
للمذهب الذي يعتنقوه، ومعلوم أن التناقض بين المنزل والمدرسة يعد معول
هدم للعملية التربوية.
www.m-alhabib.com
|