
شبكة النبأ: تواجه السعودية بقيادة
الملك عبد الله معضلة إصلاح نظام الملكية المطلقة مع الحد في الوقت
نفسه من نشاط قوى التشدد الجهادية في الوقت الذي تلوح فيه أسئلة بشأن
الخلافة في الحكم.
وينبغي للرياض في هذه العملية ان تتفادى إغضاب المؤسسة الدينية
الوهابية. ومن شأن أي زعزعة للاستقرار أو تغيير عند دفة الحكم في
السعودية ان يثير القلق في باقي منطقة الخليج التي تسعى للخروج من
التباطؤ الاقتصادي.
ينظر الى الملك عبد الله الذي يمسك بمقاليد السلطة على انه ما زال
في حالة صحية جيدة الامر الذي يطرح احتمال التغيير في القيادة في
المستقبل غير البعيد.
ولا يتوقع أحد تغييرات كبيرة في السياسات المعمول بها في مجالات
الطاقة والاقتصاد والشؤون الخارجية أيا كان من سيخلف الملك عبد الله مع
مضي المملكة قدما في مشروعات صناعية تتكلف عدة مليارات من الدولارات
للمساعدة في تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
وعلى الصعيد الخارجي فإن فهم الكيفية التي تؤثر فيها الخلافة
السعودية على سياسات الولايات المتحدة في المنطقة هو أمر بالغ الأهمية،
خاصة وأن العلاقات الأمريكية السعودية تتحسن بعد سنوات من التوتر في
أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر.
يستعرض التقرير التالي معطيات السياسة التي تزاولها الحكومة
السعودية، كما يستعرض أهم التحديات التي تواجه النظام.
الحاجة الى وجوه اكثر شبابا
حيث يسعى الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية الى ادخال
المزيد من الدماء الجديدة في حكومته للمساعدة في تبديد صورة الحكام
الطاعنين في السن وتهدئة المنافسة المحتدمة داخل الاسرة الحاكمة.
فالاستقرار السياسي في المملكة مثار قلق عالمي. فالمملكة تقبع فوق
اكثر من خمس احتياطيات العالم من النفط الخام وهي العمود الفقري
للسياسة الامريكية بالمنطقة ومن كبار أصحاب الاصول الدولارية وبها اكبر
بورصة عربية.
وعادة لا تؤثر التغييرات على القمة على سياسة السعودية في منظمة
البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لكنها قد تؤثر على الاصلاحات التي
بدأها الملك عبد الله البالغ من العمر نحو 86 عاما لتخفيف سيطرة رجال
الدين على المجتمع وجذب المستثمرين للمساعدة في توفير فرص عمل
للمواطنين السعوديين البالغ عددهم 18 مليون نسمة.
والكثير من الشخصيات البارزة في الاسرة الحاكمة في السبعينات او
الثمانينات من العمر في دولة لا يوجد بها برلمان منتخب أو أحزاب سياسية
وحيث تطبق المحاكم المذهب الوهابي. كما أن الكثير من التكنوقراط الذين
يساعدون في تطبيق الاصلاحات متقدمون في السن أيضا.
وعلى مدى العامين المنصرمين عين الملك تكنوقراطا في بعض الوزارات أو
في البنك المركزي او قطاع النفط الحكومي لدعم اصلاحاته لكن وفاة وزير
العمل الشهر الماضي عن عمر يناهز 70 عاما كانت بمثابة تذكرة بأن هناك
حاجة الى دماء جديدة.
ومما زاد المخاوف اعلان الديوان الملكي في اغسطس اب ان الامير سلمان
امير الرياض وهو عضو رئيسي بالاسرة السعودية الحاكمة خضع لجراحة في
العمود الفقري بالولايات المتحدة.
وكان هذا النبأ مفاجاة للدبلوماسيين لان الامير سلمان الذي يبلغ من
العمر نحو 74 عاما والذي تظهر صورته بشكل شبه يومي في الصحف السعودية
هو أحد الامراء البارزين الاصغر سنا الذين ينظر اليهم على أنهم يتطلعون
للمناصب العليا.
وحتى الان تقتصر الخلافة على ابناء مؤسس الدولة الحديثة عبد العزيز
بن سعود. ولم يعد هناك سوى نحو 20 منهم على قيد الحياة ويقول
دبلوماسيون ومحللون ان بعضهم في حالة صحية سيئة.
ولتوسيع نطاق المرشحين للمناصب ستحتاج الاسرة الحاكمة الى فتح
المجال لما بين 600 و900 حفيد كثير منهم يشغلون مناصب في الحكومة او
قطاع الاقتصاد او الاعلام. لكن سايمون هندرسون الذي كتب عدة دراسات عن
الخلافة السعودية قال ان هذا يثير خطر احتدام المنافسة داخل أسرة ال
سعود. بحسب رويترز.
وقال هندرسون الذي يعمل بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى لا يوجد
مؤشر على أن هذا سيحدث الان. الابناء ما زالوا يريدون أن يصبحوا ملوكا
وأن يتركوا شيئا لابنائهم ايضا.
ولتنظيم عملية الخلافة أنشأ الملك عبد الله "هيئة البيعة" لكن
مهامها وسلطاتها الرئيسية غير واضحة.
ويقول دبلوماسيون ان الخلافة ستنتقل لمرة أخرى واحدة على الاقل لاحد
ابناء عبد العزيز بن سعود وان وزير الداخلية القوي الامير نايف وعمره
نحو 76 عاما هو المرشح الابرز بعد ترقيته الى منصب النائب الثاني لرئيس
مجلس الوزراء اثناء غياب الامير سلطان ولي العهد لفترة طويلة بسبب مرضه
العام الماضي.
وقال دبلوماسي غربي هذا سيعطيهم مزيدا من الوقت للوصول الى اجماع
والى الية بشأن كيفية دمج الاحفاد المنحدرين من جميع الافرع الرئيسية.
ويشعر الليبراليون بالقلق على الاصلاحات اذا تولى الحكم الامير نايف
أحد اكثر الامراء تبنيا للاتجاه المحافظ لكن المحلل السياسي تيودور
كاراسيك يرى أن هناك اخرين في السباق مثل رئيس الاستخبارات الامير مقرن
الذي يبلغ من العمر نحو 67 عاما ويعتبر من الجيل الاصغر بين أفراد
الاسرة الحاكمة.
وللاسرة الحاكمة سجل حافل من النجاحات في الاتفاق في الرأي مع رجال
الدين الذين ساعدوا في تأسيس المملكة عام 1932 لكن دبلوماسيين قالوا ان
التنافس بين الامراء محتدم منذ سافر الامير سلطان ولي العهد الى الخارج
للعلاج.
وقالت المملكة ان الامير سلطان الذي يعتقد أنه في منتصف الثمانينات
من عمره شفي. وقال دبلوماسيون انه كان يعالج من السرطان.
ويقول مسؤولون ان الامير سلطان يمارس عمله على النحو المعتاد وتنشر
وسائل الاعلام صورا له وهو يبدو بصحة جيدة لكن الدبلوماسيين يقولون انه
لا يظهر كثيرا منذ عودته في ديسمبر كانون الاول.
ويقول دبلوماسيون ومحللون ان بعض مهام ولي العهد انتقلت فيما يبدو
بشكل غير رسمي لامراء اخرين في الوقت الحالي.
وبرز اسم الامير خالد بن سلطان وعمره نحو 61 عاما ويشغل منصب مساعد
وزير الدفاع منذ حرب حدودية مع المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن
العام الماضي وقال دبلوماسيون انه مرشح لمنصب وزير الدفاع الذي يشغله
والده منذ عام 1963 .
والامير نايف وولده محمد البالغ من العمر نحو 51 عاما والمسؤول عن
مكافحة الارهاب ازدادا انخراطا في التعامل مع اليمن وهو ملف ظل في أيدي
الامير سلطان لعقود. ونجا الامير محمد بن سلطان العام الماضي من محاولة
اغتيال دبرها تنظيم القاعدة.
في الوقت نفسه رقى الملك عبد الله ابنه متعب وعمره نحو 57 عاما الى
نائب قائد الحرس الوطني.
ويقول دبلوماسيون ان من بين الشخصيات الاخرى التي تجدر متابعتها في
الاسرة الحاكمة امير مكة الاصلاحي خالد الفيصل ابن الملك الراحل فيصل
وشقيق وزير الخارجية المخضرم سعود الفيصل.
ويرى هندرسون انه حتى اذا برز ابناء سلطان ونايف وعبد الله وغيرهم
فانهم ما زالوا بحاجة الى بقاء ابائهم في الحكم لترقيتهم وحمايتهم.
وتطبيقا للاصلاحات استعان الملك عبد الله بتكنوقراط جدد أبرزهم أول
امرأة تشغل منصب نائب وزير التعليم.
وقال كاراسيك على الرغم من أن الوجوه لم تتغير في وزارات الخارجية
والمالية والنفط في الاونة الاخيرة فان من المرجح أن يكون الدور عليها
بسبب أمور صحية الى جانب التغيير الضروري.
وقد يتقاعد الامير سعود الفيصل الذي تولى منصبه عام 1975 لاعتلال
صحته لكن دبلوماسيين يقولون ان أفراد الاسرة الحاكمة لم يتفقوا بعد على
خليفة له. وخضع الامير سعود أيضا لجراحة بالعمود الفقري عام 2009 .
ومن الشخصيات المخضرمة الاخرى التي يعتبر من الصعب استبدالها وزير
البترول علي النعيمي (75 عاما) الذي تولى منصبه عام 1995 .
ويرى محللون أن المرشح الرئيسي الاصغر سنا سيكون خالد الفالح رئيس
شركة أرامكو عملاق النفط السعودية وهو منصب تولاه العام الماضي فقط.
ويمكن أن يكون من المنافسين الاخرين عبد العزيز بن سلمان نائب النعيمي
وابن الامير سلمان الذي يعمل بالوزارة منذ اكثر من 15 عاما.
فترة نقاهة
من جهته غادر الامير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض
الولايات المتحدة عقب اجراء جراحة ناجحة له في العمود الفقري.
الامير سلمان وهو في السبعينات من العمر سيمضي فترة نقاهة بالخارج
دون ان تذكر المكان الذي سيقيم فيه ولا المدة التي سيقضيها خارج
المملكة.
وعلاج الشخصيات البارزة في الاسرة الحاكمة بالسعودية موضع متابعة
لاسيما مع تقدم قادة المملكة في العمر.
فالعاهل السعودي الملك عبد الله عمره زهاء 86 عاما في حين قضى ولي
عهده الامير سلطان -الذي يعتقد انه أيضا في منتصف الثمانينات من العمر-
معظم العام الماضي خارج البلاد لتلقي العلاج لمرض لم يذكر بالتحديد.
وقال دبلوماسيون انه يتلقى علاجا من السرطان.
ويقول دبلوماسيون ومحللون ان أي تغييرات على مستوى رفيع لن تؤثر على
السياسات النفطية السعودية وعلى علاقاتها بالغرب ولا على الخطط الرامية
لتقليل الاعتماد اقتصاديا على النفط حيث تحاول المملكة خلق فرص عمل
للشبان الذين ينمو عددهم بسرعة في البلاد. بحسب رويترز.
لكن دبلوماسيين يقولون ان أي تغيير في المناصب في الدائرة الضيقة في
الاسرة السعودية الحاكمة من شأنه أن يؤثر على وتيرة الاصلاحات
الاقتصادية والاجتماعية التي بدأها العاهل السعودي الملك عبد الله بعد
توليه الحكم في 2005 تبعا لمن سيجري تصعيده للمناصب المهمة.
وفي مارس اذار 2009 عين الملك عبد الله وزير الداخلية الامير نايف
بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس الوزراء. وهو ما يؤهله أيضا لان يصبح
ملكا في يوم من الايام.
ويشغل الامير نايف منصب وزير الداخلية منذ 30 عاما وهو واحد من
الشخصيات المحافظة داخل الاسرة الحاكمة.
تزايد نفوذ الدولة
وصارت السلطات السعودية تأخذ قدرا اكبر من الحرية في الاحتفال بذكرى
تأسيس المملكة الحديثة في علامة على تزايد نفوذها في مواجهة رجال الدين
الذين ينتقدون العطلات والاحتفالات خارج التقويم الاسلامي.
واكد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز (86 عاما) على
مسعاه لاصلاح البلد المحافظ لدى توليه السلطة عام 2005 باصدار مرسوم
باعتبار يوم 23 سبتمبر ايلول عطلة رسمية لاحياء ذكرى توحيد المملكة على
يد الملك المؤسس عبد العزيز ال سعود وجيش يضم اتباعه من غلاة المحافظين.
حسب رويترز
ومنذ ذلك الحين والاحتفالات تصبح اكثر صخبا لجذب اعداد اكبر واتخذت
وزارة العمل الخطوة التالية باعتبار اليوم عطلة مدفوعة الاجر لجميع
موظفي القطاعين العام والخاص بمناسبة يوم توحيد المملكة.
وقال الكاتب السياسي البارز خالد الدخيل ان مسعى السلطات لجعل
الاحتفال بالعيد الوطني اكثر بهجة انما يسلط الضوء على ان المملكة لم
تعد تشعر بوجوب اتباعها اعراف رجال الدين الوهابيين.
واضاف الدخيل الدولة السعودية كانت ترى ضرورة مجاراة أو كانت مجبرة
على مجاراة المؤسسة الدينية. الملك عبد الله اختار مسلكا اخر. لكن
تغييرا من هذا القبيل لم يكن ممكنا منذ 40 سنة.
وتابع بقوله "لكن الان 70 في المئة من سكان المملكة شباب.. هناك
انترنت وقنوات فضائية.
ولقد تقوت الدولة.
ويعتبر كثير من رجال الدين ان اي احتفال خلافا للاحتفال بعيدي الفطر
والاضحى من البدع بما في ذلك يوم المولد النبوي. وسبق ان نجحوا في
تقليص اليوم الوطني وما يرمز اليه الى مجرد تاريخ في التقويم.
وباتت المملكة في عهد الملك عبد الله اكثر جرأة في كبح رجال دين
محافظين وقفوا احيانا في طريق الاصلاح السياسي.
وتأسست المملكة في اخر الامر بموجب اتفاق تاريخي بين ال سعود وبيت
ابن عبد الوهاب. ينص هذا الاتفاق على سيطرة رجال الدين عادة على نظامي
القضاء والتعليم وقواعد الحياة العامة.
ومنذ عام 2005 بدأ عدد متنام من مدن المملكة يضع تدريجيا خطط احتفال
اكثر اتقانا تشمل احيانا مسرحيات وهي شكل فني يحرمه كثير من المحافظين
في بلد لا تسمح بوجود دور للسينما.
وتعتزم المنطقة الشرقية التي بها اغلب موارد البلاد النفطية احياء
المناسبة هذا العام باستعراض يضم عروضا للدراجات النارية وعروضا
موسيقية واخرى رياضية.
وفي محاولة على ما يبدو لتهدئة اي ردود فعل غاضبة تحدثت هيئة كبار
العلماء--اعلى سلطة دينية في المملكة-- بطريقة تنطوي على تأييد ضمني
للاحتفال بابراز دور المملكة في حماية الحرمين الشريفين في مكة
والمدينة.
وقال امينها العام فهد الماجد في تصريحات سعى رحمه الله (عبد العزيز
ال سعود) بكل ما أوتي من امكانات ومن بعده أبناؤه الملوك رحمهم الله
وحفظ خادم الحرمين الشريفين الى تحقيق كل ما يؤدي الى تماسك هذا الوطن
المترامي الاطراف ولقد مكنهم الله عز وجل وأمكن بهم دينه وأعلى كلمته.
أبرز الامراء السعوديين
وفي خضم الشخصيات البارزة في السعودية يعد وزير الداخلية الامير
نايف بن عبد العزيز أحد أبرز الامراء في المملكة العربية السعودية.
فيما يلي بعض الحقائق عن الامير نايف ومشواره والمناصب التي تولاها
ومكانته في الاسرة السعودية الحاكمة.
من هو الامير نايف؟
* ولد الامير نايف في مدينة الطائف بغرب السعودية عام 1934 وهو اخ
غير شقيق للملك عبد الله وابن الملك عبد العزيز بن سعود مؤسس المملكة
العربية السعودية. أصبح اميرا على الرياض وهو في العشرين من عمره.
* يشغل منصب وزير الداخلية منذ عام 1975 وتمت ترقيته لمنصب النائب
الثاني لرئيس الوزراء عام 2009 حين كان الامير سلطان ولي العهد خارج
البلاد للنقاهة بعد خضوعه للعلاج.
* لعب الامير نايف دورا مهما في التعامل مع سلسلة من هجمات تنظيم
القاعدة على مجمعات سكنية يسكنها مغتربون ومنشآت نفطية وصناعية داخل
المملكة منذ عام 2003 الى عام 2006.
* عززت المواجهة دور الامير نايف المحوري في المملكة وساعدته في بسط
سيطرته لتمتد الى السياسة الخارجية والشؤون الدينية والاعلام. بعد
ترقيته اضطلع بمهام اضافية حين رأس اجتماعات مجلس الوزراء اثناء غياب
الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية وولي عهده الامير سلطان.
* ابنه الامير محمد بن نايف هو المسؤول عن مكافحة الارهاب في
السعودية.
* الامير نايف هو أحد اكثر القوى ميلا للاتجاه المحافظ في الاسرة
الحاكمة ويهابه الليبراليون والاصلاحيون. وقبل ترقيته العام الماضي
بفترة وجيزة قال الامير نايف انه لا يرى حاجة الى وجود أعضاء نساء
بمجلس الشورى او الى اجراء انتخابات من الاساس.
* ساند هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مرارا.
هل سيعارض الامير نايف الاصلاحات؟
* يقول دبلوماسيون ان من غير المرجح أن ينفذ الامير نايف الكثير من
الاصلاحات الاجتماعية او السياسية اذا أصبح ملكا ذات يوم. ويرون أن
وزارته كانت وراء منع اقامة أول مهرجان للسينما في صيف 2009 وهي خطوة
صدمت الليبراليين.
* وفي حين لا يتوقع أن يلغي الامير نايف الاصلاحات الاقتصادية
الضرورية لتوفير فرص عمل فان دبلوماسيين يتوقعون أنه قد يبطيء من خطط
اصلاح القضاء لانها ستعني كبح نفوذ رجال الدين الذين يتمتعون بصلاحيات
واسعة النطاق كقضاة.
وينطبق نفس الشيء على الاصلاحات الجارية لنظام التعليم الحكومي الذي
يركز على الدين ولا يفرز خريجين قادرين على الحصول على وظائف في القطاع
الخاص. وقد يرضح الامير نايف لمطالب رجال الدين بوقف او على الاقل
ابطاء العملية.
* يقول دبلوماسيون غربيون ان من المشاكل العامة الكبيرة في تطبيق
الاصلاحات أن رجال الدين والمحافظين الذين يهيمنون على الوزارات يحجمون
عن تنفيذ الاوامر العليا واذا تولى الامير نايف الحكم فقد يتشجعون لوقف
المزيد من الخطط.
* يقول دبلوماسيون اخرون في الرياض ان الامير نايف لن يكون لديه
خيار سوى مواصلة تنفيذ بعض الاصلاحات لان المملكة تحتاج الى جذب
المستثمرين لتوفير الاف فرص العمل لمواطنيها الذين تتزايد أعدادهم لكن
الشكوك بشأن مسار الاصلاح لا تزال قائمة.
* أثار الامير نايف الدهشة في الخارج بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول
2001 على الولايات المتحدة حين نفى وجود سعوديين بين الخاطفين مشيرا
الى أن اليهود هم الذين يقفون وراء الهجمات وأوقف التعاون مع الاجهزة
الامنية الغربية.
لكن أشادت به حكومات غربية لتحركاته لسحق خلايا تنظيم القاعدة داخل
المملكة بعد أن أطلق التنظيم حملة عنيفة هناك عام 2003 .
* في يونيو حزيران حث هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على
معاملة الناس باحترام وهي خطوة وصفها مسؤول في وزارة الداخلية بأنها
تظهر أن الامير نايف يمكن أن يكون مرنا.
وقال اكتسب ثقتهم (هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) بامتداحهم
كثيرا في البداية ثم طلب التغيير. لو كان انتقد هيئة الامر بالمعروف
والنهي عن المنكر من البداية لما استمعوا اليه. |