استخدام البشر... بين الإهانة والامتهان

 

شبكة النبأ: تتزايد في الآونة الأخيرة ظاهرة توظيف الخدم في بعض المنازل التي يعتبر سكانها من أصحاب المستويات المادية الجيدة، وقد ساعد انتشار الفقر في العديد من بلدان العالم النائية الى التزايد وانتشار الخادمات وبمختلف الاعمار في سبيل كسب الرزق لعوائهم ولأنفسهم، ولكن لم يكن في تصور هؤلاء الخدم إنهم سيجدون سوء معاملة من قبل كافليهم، حيث ان الكثير من العوائل التي توظف خادمين في منازلهم وحسب ما بينت التقارير تعامل خدمها بأسوأ معاملة تصل الى الضرب والتعذيب وحتى القتل، وهذا ما جعل منظمات حقوق الإنسان ان تطالب حكومات الدول بمتابعة الأمر واتخاذ إجراءات قانونية بحق من يعتدي على الخدم ليكونوا درسا لمن يحاول ان يقوم بذلك، لاسيما وان بعض الحكومات لم تحرك ساكنا في الكثير من القضايا والشكاوي التي وصلتها من قبل الخدم يرفعون فيها دعوة على العوائل التي يعملون في منازلهم، وهذا ما ساعد العوائل على تكرار ذلك.

فشل في حماية الخادمات

حيث قالت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير اصدرته في بيروت ان السلطات القضائية اللبنانية تفشل عموما في محاسبة أرباب العمل الذين ينتهكون الحقوق الاساسية لخادمات المنازل الوافدات اللاتي يلقى الكثير منهن سوء معاملة شديدة قد تدفع بعضهن الى الانتحار.

وقالت الجماعة المدافعة عن حقوق الانسان ومقرها الولايات المتحدة في تقريرها الذي جاء تحت عنوان "بلا حماية.. اخفاق القضاء اللبناني في حماية عاملات المنازل الوافدات" ان العقبات القانونية تثني العديد من العاملات عن تقديم شكاوى او متابعتها ضد أرباب عملهن. وأضافت "حتى عندما تتقدم العاملات بشكاوى تهمل الشرطة والسلطات القضائية بانتظام التعاطي مع بعض الانتهاكات بحق عاملات المنازل على أنها جرائم."

وقال نديم حوري مدير مكتب هيومان رايتس ووتش في بيروت "عبر غض النظر عن الانتهاكات بحق عاملات المنازل تكون الشرطة والسلطات القضائية اللبنانية متواطئة في الانتهاكات المستمرة من قبل أرباب العمل ضد هذه الفئة المستضعفة." وأضاف "احتجاز شخص ما أو صفعه هو جريمة بغض النظر عن هوية الضحية."

وتوظف العائلات اللبنانية ما يقدر بمائتي ألف عاملة منزل يأتين في المقام الاول من سريلانكا وأثيوبيا والفلبين ونيبال. وقالت هيومان رايتس ووتش انها "لم تعثر على حالة واحدة من بين 114 حالة تم استعراضها واجه فيها رب العمل ملاحقة قضائية لحبس العاملات داخل المنازل او حجز جوازات سفرهن أو حرمانهن من الطعام على الرغم من أن هذه الانتهاكات للقانون أصبحت شائعة للغاية." بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وقبل عامين قالت هيومان رايتس ووتش ان عاملات المنازل في لبنان يمتن بمعدل يزيد على واحد في الأسبوع اما نتيجة الانتحار او بسبب حادث أثناء محاولة الهرب. وفي حين وجهت السلطات اتهامات في حالات معينة من الضرب المبرح للعاملات الا أن ذلك مازال نادرا وأدى الى أحكام مخففة فقط.

وحسب التقرير فانه "حتى أرباب العمل الذين يقتلون عاملاتهم فغالبا ما يحصلون على أحكام مخففة. وفي قضية تعود لعام 1999 حكمت محكمة الجنايات على ربة عمل ضربت عاملة سريلانكية حتى الموت بالسجن لسنة ونصف فقط." وقال حوري "هذه الأحكام هي خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها تبقى غير كافية في وجه العدد الكبير من حالات سوء المعاملة". وأضاف "على السلطات أن تضمن أن أرباب العمل الذين يعتدون على عاملات المنازل ينالون عقوبات تتناسب مع مستوى جريمتهم وتكون رادعة للآخرين."

وحتى الان اقتصر تحرك الحكومة على مبادرات إصلاح محدودة مثل عقد عمل موحد الزامي لعاملات المنازل وضع قيد الاستخدام العام الماضي وفشلت الحكومة أيضا في صياغة اليات فعالة لتفتيش الأماكن التي تعمل بها عاملات المنازل الوافدات.

ودعت هيومان رايتس ووتش السلطات اللبنانية الى وضع خطة وطنية لضمان مثول أرباب العمل الذين تقدم بحقهم شكاوى من الجرائم التي ارتكبت ضد عاملات المنازل الوافدات أمام العدالة.

كما دعت الى سن تشريع لإنشاء آلية تسوية نزاعات مبسطة لتسوية النزاعات المتعلقة بالرواتب بين أرباب العمل والعاملات خلال وقت مناسب بالإضافة الى تأمين الحصول على مساعدة قانونية ومترجمين للعاملات ضحايا سوء المعاملة أو المتهمات بارتكاب جرائم. كذلك دعت الجماعة الى إصلاح نظام الكفالة بحيث لا تبقى العاملة مرتبطة بكفيل واحد وبذلك تتمكن العاملات من تقديم شكاوى دون الخوف من الاعتقال والترحيل.

وغالبا ما تعبر جماعات حقوق الإنسان عن قلقها من سوء معاملة خدم المنازل ليس فقط في لبنان ولكن في الشرق الاوسط ككل حيث يوجد الكثير من الأمثلة عن سوء معاملة الخدم.

ضحايا العبودية

من جانب آخر، وتحت عنوان سر بريطانيا القذر، كشفت القناة الرابعة في بريطانيا عن العدد الكبير من ضحايا الرقيق وبعضهم من الأطفال وهم من الخدم المنزلي الذين يفوق عددهم 15 ألف شخص ونساء معاملتهم ويعيشون حياة أشبه بالعبودية وتحجز جوازات سفرهم ولا تدفع لهم أجور وإن دفع لهم فلا يتجاوز ذلك جزء ضئيل جدا في معظم الحالات.

يشير تقرير القناة إلى أن مرتكبي الإساءة هم من الطبقة العليا في المجتمع فضلا عن الدبلوماسيين الذين يحتمون بالحصانة في ارتكابهم لأفظع جرائم الإساءة النفسية والجسدية والجنسية ضد الخدم لديهم.

 يظهر التقرير التلفزيوني أن الدبلوماسيون "الأجانب" في بريطانيا يستعبدون الخادمات و يستغلون الحصانة لمعاملة الخادمات كعبيد دون أي خطر من الملاحقة القضائية. وقالت الصحيفة ان تحقيقاً كشف بأن عاملات المنازل، وغالبيتهن من دول فقيرة في أفريقيا وآسيا، يُجبرن على العمل لمدة تصل الى 20 ساعة في اليوم مقابل أجر يقل عن 10 بنسات في الساعة، ويقوم مستخدموهم بمصادرة جوازات سفرهن كي لا يهربن وإساءة معاملتهن ومنعهن من مغادرة المنزل.

واضافت أن الشرطة البريطانية غالباً ما تكون غير قادرة على التحقيق مع الدبلوماسيين الأجانب أو أفراد الأسر الحاكمة الذين يسيئون معاملة موظفي منازلهم بسبب تمتعهم بالحصانة من الملاحقة القضائية، كما أن عاملات المنازل اللاتي يأتين بهن الى بريطانيا لا يملكن الحماية بموجب القانون البريطاني.

واشارت الصحيفة الى أن التحقيق الذي أجراه برنامج وثائقي وجد أن المشكلة لا تقتصر على أعضاء السلك الدبلوماسي والأسر الأجنبية الثرية، وهناك مواطنون بريطانيون يعاملون خادماتهم مثل الرقيق.

وقالت ان خادمة من غرب أفريقيا عملت لدى محام بريطاني يقدم استشارات لعدد من الجمعيات الخيرية واشتكت من أنه أجبرها على العمل 120 ساعة في الأسبوع لمدة ثلاث سنوات، وكان يضربها بشكل منتظم ويمنعها من الخروج من المنزل، وتمكنت من الهرب بمساعدة أحد الجيران وكسبت لاحقاً دعوى قضائية ضد رب عملها السابق الذي أدين أيضاً بتهمة الاعتداء.

واضافت أن التحقيق وجد أيضاً أن أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 11 عاماً من بين الذين يُجبرون على العمل لساعات طويلة مقابل أجر ضئيل، الأمر الذي اثار قلق شرطة العاصمة لندن ودفعها الى انشاء وحدة خاصة لاستهداف العمل الإجباري.

ونسبت الصحيفة الى مفتش الشرطة ريتشارد مارتن، الذي يرأس الوحدة، قوله للبرنامج ان بعض الضحايا تم تقييدهم بالسلاسل، ويعملون عشرين ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع مقابل أجر زهيد، ويتعرضون للاعتداء والشتائم والاغتصاب، ولدينا عدد من القضايا تورط فيها دبلوماسيون أجانب يتمتعون بالحصانة.

وأشارت الصحيفة إلى أن العائلات الأجنبية الثرية تحضر معها كل عام الى بريطانيا نحو 15 ألف خادمة تفرّ المئات منهن بسبب تعرضهن لسوء المعاملة.

سعودي يغرس 23 مسمارا في جسد خادمة

بينما عثر أطباء سريلانكيون على 23 مسمارا غرست في جسد خادمة كانت تعمل في السعودية وعادت إلى كولومبو مؤخرا حسبما أعلنت السفارة السريلانكية في الرياض.

وقال دبلوماسي رفيع في السفارة السريلانكية لصحيفة "أراب نيوز" الناطقة باللغة الانجليزية "لقد تلقينا هذه الشكوى من وزارة الخارجية في كولومبو"، موضحا أن الخادمة وتدعى اريياواتي (50 عاما) اتهمت "كفيلها" السعودي بتعذيبها.

وظهرت اريياواتي على قناة "نيوز فيرست سيراسا" السريلانكية وكشفت عن الندوب الظاهرة على جسدها حيث غرست المسامير. وقالت اريياواتي إنها كانت تخدم الكثير من الأشخاص في المنزل الذي عملت فيه.

وتضيف اريياواتي "كان علي أن أعمل بصورة متصلة لأنني كنت أقوم بالأعمال المنزلية لكل سكان المنزل. وعندما رغبت في الحصول على قسط من الراحة بسبب التعب، غرسوا المسمار في جسدي عقابا لي".

وتتذكر مأساتها قائلة "كان علي أن أعمل منذ الفجر إلى الغروب وكنت أنام بصعوبة. لقد هددوني بالقتل وإخفاء جثتي". وقالت اريياواتي إنها أعدت وثائق سفرها على نفقتها الخاصة، مضيفة "لقد كانوا شياطين بلا رحمة على الإطلاق".

وقال أطباء في مستشفى "كامبوريبيتيا بيز" في مقاطعة ماتارا إن المسامير قد غرست في جسد اريياواتي بواسطة مطرقة. وقال الطبيب كمال ويراتونج الذي يشرف على علاج اريياواتي إن المسامير قد سخنت قبل أن تثقب جسد اريياواتي. وعقب تفجر القضية أكدت مصادر دبلوماسية سريلانكية إنهم يعملون على تعقب "الكفيل" الذي كانت تعمل لديه اريياواتي.

تحقيق رسمي

وقال دبلوماسي في السفارة السريلانكية في الرياض "بإمكاننا التوصل إلى وكالة التوظيف السعودية في الرياض، وسنستدعي الكفيل لمناقشة هذه القضية". ووفقا لسجلات السفارة السريلانكية في الرياض، وصلت اريياواتي إلى السعودية في 25 مارس/ آذار الماضي.

وقالت مصادر السفارة إن "الكفيل" السعودي قد تجاوزها وقام بإجراءات منفردة لعودة اريياواتي إلى بلادها. وقدمت اريياواتي إلى السعودية بعد أن سجلت اسمها في المجلس السريلانكي للتوظيف الخارجي. وقال رئيس المجلس كينجزلي راناويك إنهم سيجرون تحقيقا رسميا مع اريياواتي ومن ثم سيتخذون الإجراء المناسب.

حوادث سابقة

كما يذكر أن السعودية شهدت العديد من حالات الاعتداء على الخادمات خلال السنوات الماضية.

وقضت احدى المحاكم السعودية في يونيو/ حزيران 2009 بدفع دية لأسرة خادمة اندونيسية توفيت بعد ضرب مستخدمتها السعودية المتكرر لها.

وفي مايو/ أيار 2008 اعربت منظمة هيومان ريتس ووتش عن غضبها من حكم قاض برأ بموجبه زوجين سعوديين قيدا خادمتهما بالحبال لمدة شهر وتركاها بلا طعام مما تسبب في إصابتها بالتسمم وتطلب الأمر قطع بعض أصابع قدمها ويدها. تقدر هيومان رايتس ووتش عدد العمال المنزليين في السعودية بنحو نحو 1.5 مليون غالبيتهم من إندونيسيا وسريلانكا والفلبين.

السعودية تستدعي كفيل الخادمة السيريلانكية

وعلى صعيد متصل بدأت السلطات السعودية تحقيقاً حول قضية الخادمة سريلانكية التي رفعت ضد كفيلها السعودي دعوة بأنه تورط مع زوجته في تعذيبها من خلال دق 24 مسماراً في يديها وساقيها وجبينها.

ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، قدمت السفارة السريلانكية في الرياض إلى السلطات السعودية تقريراً رسمياً يفيد أن الخادمة لاهادا توراجي داناريس أرياواتي البالغة من العمر 49 عاماً (أم لثلاثة أبناء).

ووفقاً لبي.بي.سي، نجح الأطباء في استخراج 13 مسماراً تتفاوت مقاساتها ما بين 2.5 و 5 سنتيمترات، وخمس ابر يبلغ طول كل منها 2.5 سنتيمتراً في عملية استمرت لعدة ساعات فيما عجز الأطباء عن استخراج 6 ابر في معصمها بسبب الخطر الكامن من عملية الاستخراج على الشرايين والأعصاب والتي قد تتسبب في أضرار.

التحرك الدبلوماسي

ووفقاً لبي.بي.سي، فقد أكد القنصل العمالي السريلانكي نيمال رانواكا أنه وجد تعاوناً من قبل السلطات السعودية، وبين أنه تلقى أنباء عن استدعاء الزوجين وبدأ التحقيق معهما، مشيراً إلى أن الخارجية السريلانكية مهتمة بمعرفة أبعاد هذه القضية التي تحمل العديد من الجوانب الغير واضحة. وحول حالة الخادمة إرياواتي أوضح أن حياتها ليست في خطر حالياً، مشيراً إلى اجتماعات تمت بين أعضاء من السفارة بمسؤولين سعوديين.

ووفقاً لبي.بي.سي، أكد مصدر حكومي مسؤول أن التحقيقات جارية لمعرفة أبعاد هذه القضية ومحاولة إزالة الغموض حول طريقة مغادرتها إذا كانت في هذه الحالة الصحية الحرجة والإطلاع على تقرير يوضح الفترة الزمنية التي تعرضت بها للإصابات لإزالة احتمالات أن تكون فعلت ذلك بنفسها بهدف الابتزاز، وبين أن السفارة السعودية في كولومبو تابعت الموضوع باهتمام، وأبلغت به الجهات المختصة التي تعمل على إجلاء تفاصيل القضية.

الرأي الطبي

واعتبر عدد من الأطباء أن رواية الخادمة السريلانكية إرياواتي حول تعذيب كفيلها لها بغرس 24 مسماراً في جسدها غير متوافقة مع الوضع الطبيعي للإنسان.

وأوضح الأطباء أنه من المستحيل على الإنسان الطبيعي البقاء لمدة 48 ساعة وفي جسده عدد كبير من الأجسام الغريبة التي بالتأكيد ستحمل جراثيم وميكروبات دون أن ترتفع درجة حرارته، ويعاني من آلام بسبب تكون الالتهابات والصديد داخل الجسد في المناطق التي تتواجد بها الأجسام الدخيلة.

وقالت الدكتورة زينب حمو إن جسم الإنسان قد لا يتفاعل مع إبرة واحدة لكن كمية كبيرة من المسامير والإبر لا يمكن في حالات الإنسان الطبيعي أن تبقى دون أن تتفاعل معها الكريات البيضاء، وتحاول التصدي لها وطردها مما يسبب حمى، وارتفاع كبير في درجة حرارة الجسم، وخمول وظهور أعراض لا يمكن إغفالها.

وأوضحت الدكتورة حمو أنه في حالة الخادمة، فأن هذه المعلومات غير متوافقة مع الوضع الطبيعي للإنسان، فلا يمكنها حتى لو تعرضت للتعذيب قبل يوم واحد من رحلة سفرها إلى بلادها أن تغادر دون أن تلفت نظر جميع من في المطار نظرا لحالتها الصحية التي يفترض أن تكون سيئة جدا، إضافة إلى الآلام المبرحة التي لا يمكن أن تحصل دون أن تنبه مسؤولي الأمن في المطار إلى وجود خطب ما في هذه المسافرة، وكيف أنها لم تشتك من هذه الآلام فور وصولها إلى المطار، وكيف صبرت إلى وصولها إلى منزلها الذي يبعد أكثر من 100 كيلومتر عن العاصمة كولومبو، ولماذا لم تشتك في الأيام الأولى من وصولها، وانتظرت لثلاثة أيام حتى راجعت المستشفى المحلي هناك.

لبنانية تدفع خادمتها من الطابق 12

في حين نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية أن القضاء اللبناني سجل انتصاراً  آخر في قضية تعذيب العاملات الأجنبيات. قاضي التحقيق في بيروت فادي العنيسي أصدر قراراً ظنياً ضد امرأة رمت عاملة إثيوبية عن شرفة الطبقة الـ12 وكادت تودي بحياتها.

المشهد كأنه مأخوذ من فيلم رعب أميركي، امرأة تقف في شرفة مطبخها في الطبقة الثانية عشرة من مبنى مرتفع. تصرخ في وجه خادمتها، تأمرها بالجلوس أرضاً وتنقضّ على رأسها، تحمل سكيناً وتقص به شعر عاملة المنزل. يمر بعض الوقت، تنسى العاملة الفقيرة المذلّة التي تعرضت لها، لا تغادر الشرفة، تحمل الغسيل وتعمل على نشره، تقترب صاحبة المنزل منها من جديد، تأمرها بإغلاق ستائر الشرفة، تمسك بها من أسفل جسمها ثم ترميها خارج الشرفة.

حدث ذلك في لبنان، في بيروت تحديداً، قبل نحو عامين. سقطت العاملة الإثيوبية زبيبا ك. من شرفة منزل مشغّليها في الطبقة الـ12 من مبنى في زقاق البلاط، خلال سقوطها كسرت زجاج سقف بيت الدرج المزجّج والقسطل البلاستيكي الذي يقع تحته، واستقرت في أرضية الطبقة الثالثة من المبنى.

رغم الحادث الأليم، نجت زبيبا ك. من موت شبه محتوم، نجاتها أخذت بالملف إلى مكان لا تتمناه مشغّلتها نجاح غ.، لم يقفل الملف كما يحدث مع وفاة عاملات يسقطن عن الشرفات، ويُختَم التحقيق باعتبار موتهن «انتحاراً».

ادّعت زبيبا على مشغّلتها نجاح بمحاولة القتل، لكن المدّعى عليها كانت تردّد خلال التحقيقات بصورة دائمة أن زبيبا هي من رمت بنفسها من شبّاك غرفتها، منكرةً أن تكون العاملة قد سقطت من شرفة المطبخ، فيما كانت المدّعية تؤكد في إفاداتها أنّ نجاح غ. كانت تضربها مراراً وتكراراً، وسردت ما تعرضت له يوم سقوطها.

وصدر قرار ظني عن قاضي التحقيق في بيروت فادي العنيسي في هذه القضية، قضى باعتبار فعل المدعى عليها نجاح غ. «من نوع الجناية المنصوص عنها في المادة 547/ 201 عقوبات»، أي الإقدام على محاولة القتل عمداً.

كما قضى القرار بـ«إيجاب محاكمتها (أي محاكمة المدعى عليها) أمام جانب محكمة الجنايات في بيروت، وتضمينها الرسوم والنفقات كافة».

وفاة خادمة

فيما لقيت إحدى الخادمات من الجنسية الإثيوبية مصرعها في الحال بعد أن ألقت بنفسها من سيارة مخدومها على طريق القرية / مربح، بحسب العقيد عبدالله الصغيري مدير إدارة المراكز بشرطة الفجيرة.

ونقلت صحيفة الاتحاد تصريح العقيد الصغيري الذي أوضح بالقول: "تلقت غرفة العمليات بالإدارة العامة لشرطة الفجيرة بلاغا يفيد بسقوط امرأة من سيارة، وذلك على الشارع العام في منطقة القرية بالفجيرة باتجاه مدينة مربح، وفور تلقي البلاغ انتقلت دوريات المرور إلى موقع الحادث وتبين وجود امرأة ملقاة على الشارع العام وهي متوفاة".

وأفاد مدير إدارة مراكز الشرطة بأن المتوفاة هي إثيوبية الجنسية وتدعى (س- د –حسين ) وهي تعمل خادمة لدى أحد المواطنين و يدعى (ع .ر)، ولقد قامت بالقفز من سيارة مكفولها لدى توجهها معه لإجراء إنهاء إقامتها.

خادمة تمارس الجنس مع قاصر

بينما قضت محكمة في سنغافورة بالسجن ثلاث سنوات على خادمة اندونيسية مارست الجنس مع ابن رب عملها القاصر.

وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة (ذا ستريتس تايمز) ان الخادمة (27 عاما)، لم يتم الكشف عن اسمها، اعترفت بممارسة الجنس مع الصبي في منزل الأسرة مرات عديدة العام الماضي عندما كان في الحادية عشرة والثانية عشرة من العمر. وجرى الكشف عن الواقعة عندما أفصح عنها الصبي لوالده. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وقال القاضي إنه كان من الضرورة إصدار عقوبة قاسية بحق الخادمة العزباء للبعث برسالة قوية مفادها أنه لن يتم التسامح مع مثل هذا السلوك البغيض.

خادمة تعرض مسروقاتها     

من جانب آخر تواجه خادمة فلبينية تهمة السطو بعدما سرقت من أسرة تعمل لديها مقتنيات وعرضت صورها على موقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت للتباهي بها .

وذكرت صحيفة "ليبيرتي تايمز" إن مكتب النائب العام في شيهلين وجه للخادمة فيرير ما نيليا داي /44 عاما/ تهمة السطو . ولم يتحدد بعد موعد لمحاكمتها.

وجاء في وثيقة الاتهام إن المرأة عملت خادمة بالقرب من تايبيه لخمسة أعوام. وخلال هذه الفترة سرقت مقتنيات تصل قيمتها لمليوني دولار تايواني (62500 دولار) وأرسلت أغلبها إلى وطنها الفلبين. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ومن بين المقتنيات المسروقة والتي بلغ عددها 118 قطعة، ساعات مرصعة بالماس ومجوهرات ولوحات وبساط تبتي وزهرية أثرية من البورسلين وحقائب يد وأدوات تجميل .

وأفاد التقرير بأن الأسرة لم تنتبه إلى سرقة هذه المقتنيات إلى أن قام أحد أفرادها بزيارة صفحة الخادمة على موقع فيس بوك، حيث تباهت بقدرتها على سرقة هذه المقتنيات دون ملاحظة مخدوميها.

كما نشرت الخادمة صورا للمقتنيات التي سرقتها، وبعضها استخدم لتزيين منزلها في الفلبين  وجرى استدعاء الشرطة لتفتيش حجرة الخادمة. وقالت الشرطة إنها عثرت على 8 قطع مسروقة وصورا لمسروقات قيمة على جهاز الكمبيوتر الخاص بها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/أيلول/2010 - 18/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م