
شبكة النبأ: بعدما ظن البعض من إنها
خطوة جيدة في طريق الوصول الى نظام حكم ديمقراطي يوفر للشعب كل
احتياجاته ويوفر الأمان والاستقرار للبلد، لاسيما وان الشعب كان فرحا
ومتأملا بالخير وانتهاء سنين المعاناة التي مر بها خلال حياته وما
تركته الحروب والنزاعات من دمار في بلدهم أفغانستان، الانتخابات هي
كانت الخطوة الوحيدة لإعادة الأمل للأفغانيين في متابعة حياتهم بشكل
طبيعي، ولكن الإشاعات التي ظهرت خلال فترة التصويت قللت من ثقة الشعب
بالنتائج التي ستأتي بها المفوضية المستقلة للانتخابات، حيث ذكرت عدة
مصادر ان هناك تزوير حدث أثناء التصويت وبطرق عديدة، الا ان تأكدت هذه
الإشاعات حينما تم إلقاء القبض على العديد ممن حاولوا التزوير، وهكذا
تزايدت ردود الأفعال من قبل الشارع الأفغاني والمرشحين مطالبة في الوقت
ذاته على الحذر من هذا التزوير مبينتا بذلك مدى تخوفها من المرحلة
القادمة ما بعد الانتخابات خصوصا اذا انتهت هذه عمليات التزوير بنجاح
ولم يتم الكشف عنها فستذهب أصوات الناخبين أدراج الرياح مع آمالهم التي
بنوها على الانتخابات.
مخاوف التزوير
من جانبه قال المبعوث الأعلى للأمم المتحدة في أفغانستان ان من
السابق لأوانه اعتبار ان الانتخابات البرلمانية في البلاد نجحت قبل
التأكد من الأرقام النهائية للإقبال على التصويت والنظر في كل الشكاوى
التي من المتوقع أن يصل عددها الى 4000 شكوى.
وأعلن مسؤولون أفغان عن العملية الانتخابية ان عملية التصويت التي
جرت كانت ناجحة على الرغم من التقارير الكثيرة عن التزوير والضعف
المقلق في عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم الى جانب الهجمات التي
وقعت في أنحاء البلاد وأدت الى مقتل 17 شخصا على الأقل بعد أن توعدت
طالبان بعرقلة الانتخابات. وقال مبعوث الأمم المتحدة ستفان دي " اعتقد
انه من السابق لأوانه.. مع كل الاحترام الواجب."
وأضاف في المقابلة التي أجريت في كابول " قاموا بعمل عظيم، لكنني
سأنتظر لأتحدث عن النجاح." ويقوم مسؤولون عن الانتخابات بفرز الأصوات
ولكن فحص شكاوى التزوير وانتظار النتائج من أبعد المناطق سيؤجل ظهور
حتى النتائج الأولية لفترة طويلة.
وتراقب واشنطن الانتخابات عن كثب قبل المراجعة المزمعة لإستراتيجية
الحرب التي سيجريها الرئيس الأمريكي باراك اوباما في ديسمبر كانون
الاول والتي من المرجح ان تدرس وتيرة وحجم القوات الأمريكية التي سيجري
سحبها بعد تسعة أعوام من الحرب.
وأي أخطاء تشوب الانتخابات سيكون لها أثرها على اوباما عندما تواجه
إدارته انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر تشرين الثاني وسط
تراجع التأييد الشعبي للحرب وزيادة أعمال العنف الى أسوأ مستوياتها منذ
الإطاحة بحركة طالبان من السلطة في عام 2001 .
وقالت المفوضية المستقلة للانتخابات ان بعض المناطق بدأت في إرسال
صناديق الاقتراع الى كابول لكن المؤشرات المبكرة تقول ان عدد الناخبين
يقل بمقدار مليون ناخب عن الانتخابات الرئاسية لعام 2009 التي شابها
التزوير. وقالت المفوضية ان عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في
الانتخابات هو 3.6 مليون ناخب بينما قال دي مستورا ان الرقم على الأرجح
سيكون أربعة ملايين. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وكانت المفوضية قد أعلنت ان عدد الناخبين هو 11.4 لكن دي مستورا قال
ان هذا العدد المعلن هو عدد بطاقات الاقتراع التي أرسلت الى مراكز
التصويت وان العدد الحقيقي لعدد الناخبين المسموح لهم بالتصويت في
الغالب يقترب من 10.5 مليون ناخب.
تهديد
فيما هددت طالبان مرتين بعرقلة الانتخابات وحذرت الناخبين وطالبتهم
بمقاطعة الانتخابات. ويبدو أن تهديد طالبان كان له أثر على عدد
الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بينما بقي الناخبون في منازلهم بعد أن
شن المتشددون الإسلاميون عشرات الهجمات في أنحاء أفغانستان.
وقال رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات في افغانستان فضل احمد مناوي
انه تم العثور في إقليم بلخ شمال البلاد على جثث ثلاثة من مسؤولي
اللجنة اختطفوا أثناء عملية الاقتراع في الانتخابات البرلمانية.
وانخفض معدل العنف قليلا عنه خلال انتخابات العام القادم لكنه كان
أكثر انتشارا ووصل الى مناطق كانت في الماضي أكثر هدوء. كما مثلت
محاولات التزوير مصدرا للقلق الشديد مع ورود تقارير من إنحاء متفرقة من
البلاد عن تكرار للاقتراع أكثر من مرة للشخص الواحد وملء صناديق اقتراع
ببطاقات وشراء أصوات وغيرها من اشكال التزوير من مختلف انحاء البلاد.
وتعني تلك التحديات ان يتوخى المراقبون الحذر عند تقييم الانتخابات
وهي اختبار هام لمصداقية الحكومة عقب انتخابات الرئاسة التي شابها
تزوير على نطاق واسع. وقالت السفارة الامريكية في كابول في بيان عقب
انتهاء عملية الاقتراع ان نتائج وسلامة الانتخابات لن تتضح على الفور.
وهنأ دي مستورا المفوضية المستقلة للانتخابات على إجراء الانتخابات وسط
تمرد هو الأشد منذ الاطاحة بطالبان عام 2001.
وقال "اذا كان النجاح المقصود هو اجراء الانتخابات فنحن جميعا نتفق
مع ذلك لقد كان الامر أقرب الى المعجزة... وفيما عدا ذلك سأنتظر وأكون
حذرا." واوردت مؤسسة انتخابات حرة ونزيهة حدوث "مخالفات واسعة" تراوحت
بين تدمير مراكز اقتراع وملء صناديق اقتراع ببطاقات وأخطاء في مواعيد
فتح وإغلاق أبواب مراكز الاقتراع وتدخل من مرشحين. وفي بيان على موقعها
على الانترنت طالبت اللجنة المستقلة للانتخابات "بضمان نزاهة بقية
العملية الانتخابية."
طرق التزوير
في حين أزال بعض الأفغان من أصابعهم حبرا كان يفترض انه لا يمحى في
محاولة للإدلاء بمزيد من الأصوات في انتخابات برلمانية سلمت الحكومة
بأنه ستعتريها مخالفات.
يهدف وضع هذا الحبر على الأصابع الى تمييز الذين أدلوا بالفعل
بأصواتهم في ثاني انتخابات برلمانية منذ سقوط حكومة طالبان في 2001.
لكن الناخبين والعاملين في الحملات الانتخابية والمراقبين يقولون ان
بعض بقع الحبر تمحى بسهولة.
وشاب الانتخابات الرئاسية العام الماضي احتيال واسع النطاق اذ تبين
لاحقا ان ثلث الأصوات التي حصل عليها الرئيس حامد كرزاي مزورة. وتعهدت
الحكومة بإجراء انتخابات أكثر نزاهة هذا العام.
وقال كرزاي ان المخالفات أمر متوقع وبحلول الساعات الأخيرة من
الصباح كشف مراقبو الانتخابات وقوات الأمن المئات من بطاقات التسجيل
الانتخابية المزورة الى جانب محاولات للتصويت اكثر من مرة.
واعتقلت الشرطة في كابول شابا نجح في إزالة الحبر عن إصبعه خارج
مركز اقتراع في العاصمة. واحتج عامل في حملة احد المرشحين على إمكانية
محو الحبر دون جهد يذكر.
وقال محمد فواد الذي يراقب الانتخابات لصالح مرشح في كابول "لابد ان
نرفع أصواتنا. الحبر الاسود لا يمحى لكن الأزرق يختفي. يجب ان يستخدموا
الحبر الأسود لانجاز مهمتهم بشكل صحيح." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وفي مدينة هرات قال الناخبون الذين شكوا لمسؤولين من اجراءات
لمكافحة الغش انهم استخدموا مذيبات كيمائية لإزالة بقعة الحبر. وقال
ناخب يدعى بشير احمد وهو يلوح بإصبعه النظيف "ادليت بصوتي وهاكم ترون
ان الحبر قد زال من إصبعي." وهناك علامات اخرى على الاحتيال. فقد ذكر
مسؤولو امن ان مسؤولا عن الحملة الانتخابية للمرشح حاج عبد اللطيف
احمدزاي في اقليم لوجار بجنوب البلاد القي القبض عليه وبحوزته 300
بطاقة انتخابية مزورة.
وقالت الشرطة انها اعتقلت ايضا رجلا معه 500 بطاقة تسجيل ناخبين
مزورة في مدينة جلال اباد بشرق البلاد. وقال مسؤولو الانتخابات قبل
الاقتراع انه عثر على الاف من بطاقات تسجيل الناخبين المزورة في أنحاء
أفغانستان.
حقائق وأرقام رئيسية عن أفغانستان
بدأ الأفغان الإدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية على 249 مقعدا
في مجلس النواب.
فيما يلي حقائق وأرقام رئيسية عن أفغانستان:
- نبذة:
* أفغانستان دولة حبيسة في وسط آسيا لها حدود مع إيران وباكستان
والصين وطاجيكستان واوزبكستان وتركمانستان.
* يقود الرئيس حامد كرزاي البلاد منذ عام 2001 حين أنهت ميليشيات
أفغانية مدعومة من الولايات المتحدة حكم حركة طالبان المتشدد الذي دام
خمس سنوات. في اكتوبر تشرين الاول 2009 انتخب لولاية ثانية بعد منافسة
حامية في انتخابات شابتها مزاعم تزوير.
* أفغانستان واحدة من أفقر دول العالم. يبلغ عدد سكانها نحو 30
مليون نسمة. ومتوسط العمر للنساء والرجال نحو 45 عاما.
* يمثل البشتون نحو 42 في المائة من الأفغان وهناك 27 في المائة من
الطاجيك اما الهزارة والاوزبك فكل منها تشكل تسعة في المئة.
* هناك لغتان قوميتان هما البشتو والداري. البشتو هي لغة البشتون
ويتحدث بها الناس في مناطق كثيرة من جنوب وشرق البلاد. اما لغة الداري
وهي فارسية فيتحدثها الناس في شمال البلاد ووسطها.
* 28 في المئة فقط من الافغان متعلمون.
- الأمن وأعمال العنف:
* تصاعدت وتيرة العنف الى أعلى مستوياتها منذ أسقطت القوات
الأمريكية والأفغانية حكومة طالبان في أواخر عام 2001 وتم نشر قوات
أجنبية إضافية قوامها عشرات الآلاف معظمهم أمريكيون في مواجهة تمرد
طالبان المتزايد.
* حتى الآن قتل أكثر من 500 جندي أجنبي في أفغانستان في العام
الحالي مقابل 521 في عام 2009 بأكمله وهو العام الذي شهد سقوط اكبر عدد
من القتلى منذ بدء الحرب حتى الآن.
* في الشهر الماضي ذكر تقرير للأمم المتحدة أن عدد المدنيين الذين
قتلوا في الحرب ارتفع بنسبة 31 في المائة في النصف الأول من عام 2010
حيث قتل 1271 مدنيا في حوادث متصلة بالصراع.
* امتدت أعمال العنف التي كانت تتركز سابقا في معاقل طالبان بجنوب
وشرق أفغانستان الى شمال وغرب البلاد.
* قتل 2072 جنديا أجنبيا منذ بدء الحرب في نوفمبر تشرين الثاني من
عام 2001 .
* فقدت الولايات المتحدة 1278 جنديا فيما فقدت بريطانيا 335 وفقدت
دول حلف شمال الأطلسي الأخرى المساهمة بقوات 459 جنديا وفقا لما أورده
موقع اي كاجوالتيز على الانترنت. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
- القوات الدولية:
* يوجد نحو 150 الف جندي أجنبي من 47 دولة يعملون تحت قيادة قوة
المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي والتي
تشكلت في ديسمبر كانون الاول 2001.
* للولايات المتحدة اكبر عدد من الجنود وعددهم نحو 100 الف من
الاجمالي وهو ثلاثة أمثال عددهم حين تولى الرئيس الامريكي باراك أوباما
الحكم العام الماضي.
* ولحلفاء اخرين من حلف الاطلسي نحو 50 الف جندي. بعضهم بدأ
الانسحاب ومن بينهم هولندا وكندا ولهما نحو 3200 جندي.
* بريطانيا لها 9500 جندي وهي ثاني اكبر مساهم في قوة ايساف تليها
ألمانيا ولها 4590 جنديا وفرنسا ولها 3750 جنديا وفقا لاحدث ارقام
وفرها حلف الاطلسي.
* سيجري أوباما مراجعة لاستراتيجية الحرب في ديسمبر كانون الاول.
ويعتزم بدء انسحاب تدريجي للقوات الامريكية بدءا من يوليو تموز 2011
اذا سمحت الظروف حينذاك.
- الاقتصاد:
تشير تصنيفات الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 2009 الى أن
أفغانستان احتلت المركز 181 من جملة 182 دولة.
* بعد أن دمره 30 عاما من الصراع يعتمد الاقتصاد الافغاني على
المساعدات الخارجية. ويسهم المانحون الدوليون بسبعين في المئة من
ميزانية الحكومة التي تتضاءل بجانب مساعدات بمليارات الدولارات تنفقها
الدول المانحة مباشرة.
* أعاق الفساد المستشري النمو الاقتصادي بأفغانستان ويحول دون وصول
المساعدات للمواطنين الافغان.
* يعتبر الفساد في القطاع العام بأفغانستان اكثر تفشيا من اي دولة
أخرى باستثناء الصومال وفقا لما تقوله منظمة الشفافية الدولية.
- المخدرات:
* يقول مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ان افغانستان
تنتج 92 في المئة من أفيون العالم المستخرج من الخشخاش ويستخدم لتصنيع
الهيروين.
* ينتج اقليم هلمند في جنوب افغانستان معظم محصول افغانستان من
الخشخاش.
* يتم تحويل ثلثي الافيون تقريبا الى هيروين قبل أن يترك أفغانستان
ويهرب ليلبي احتياجات نحو 15 مليون مدمن معظمهم في روسيا وايران
واوروبا.
* ترتبط زراعة الافيون في أفغانستان مباشرة بتمرد طالبان. منذ عام
2005 كانت طالبان تجني ما يصل الى 160 مليون دولار في العام من الضرائب
التي تفرضها على زراعة هذا المحصول والاتجار به. |