القاعدة في المغرب العربي... حواضن جديدة وتهديدات جدية

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: تتصاعد تهديدات تنظيم القاعدة وخاصة في بلاد المغرب الإسلامي الذي تزايدت في الآونة الأخيرة، حيث قامت بعض الجهات التابعة لهذا النظام بعمليات خطف لمجموعة من العاملين في المنطقة وأصحاب جنسيات أجنبية بحجة تجاوزهم على بلدهم ملقين اللوم بذلك على نظام الحكم القائم الذين يتهمونه بالخيانة والتواطؤ مع جهات ودول أجنبية على مصلحة الوطن، من جانب آخر تتزايد مخاوف بعض الدول على الجاليات التي تعمل في المنطقة من عمليات الخطف او القتل محذرة بذلك أفرادها للخروج من ما أسموها منطقة الخطر الأحمر لحماية لهم، بالإضافة الى ان هناك محاولات حثيثة تقوم بها القوات الأجنبية بمساعدة القوات المحلية في البحث عن المخطوفين، لاسيما وان الجهة التي قامت بعملية الخطف لم توضح ما هي مطالبها، في الوقت ذاته تحذر القوات العسكرية من شن هجمات قوية خوفا من فشل هذه الهجمات مؤدية بذلك بموت المخطوفين.

ومازالت النقاشات والحوارات مستمرة وعلى الصعيد الأوربي لإيجاد حل لصد تنظيم القاعدة والقضاء عليه في هذه المنطقة خوفا من خروج الأمر عن السيطرة ويتعدى بذلك الحدود حتى ينتشر نشاط هذه الجماعات في أراض أخرى مجاورة من هذه الدولة، وحينها يزداد الخطر وتصبح المهمة أصعب.

كبح تنظيم القاعدة

قال رئيس مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا ان دول الصحراء يجب أن تتعاون معا لمحاربة حلفاء القاعدة في المنطقة مبديا مخاوفه من أن تأثيرهم قد يمتد ليصل الى دول أبعد كنيجيريا إذا لم يتم كبحهم.

ويكثف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أنشطته في منطقة الصحراء في كل من الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا معلنا المسؤولية عن خطف سبعة أجانب منهم خمسة فرنسيين في النيجر خلال الفترة السابقة.

ولكن بينما يستغل أعضاء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الحدود الوطنية غير المحكمة للدول في هذه المنطقة للهرب من الاعتقال كانت الحكومات في المنطقة بطيئة في التغلب على انعدام الثقة التاريخي فيما بينها وتوحيد الجهود الأمنية.

وقال سعيد جينيت الممثل الخاص لبان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة في مقابلة في دكار عاصمة السنغال "لا بديل عن التعاون الإقليمي مع الدعم الدولي." وقال جينيت ان حقيقة أنه يجري أيضا استهداف غرب أفريقيا من قبل عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية كنقطة انطلاق لتهريب المخدرات الى أوروبا كان مصدر قلق بالفعل.

وبينما قلل جينيت من شأن أي تشابه مع أفغانستان حيث لا يزال غياب القانون وتجارة الهيروين يدعمان المسلحين الإسلاميين الا أنه أثار المخاوف من أن الاسلاميين في منطقة الصحراء والساحل قد يحصلون على موطئ قدم في دول مثل بوركينا فاسو وأن يقيموا صلات مع من سماهم "عناصر متطرفة" في شمال نيجيريا.

ومضى يقول "أخشى دائما من أن يمتد ما يحدث في هذا الجزء الصغير من الساحل على نحو متزايد ليؤثر على مناطق أخرى في غرب أفريقيا، يظل ذلك يخيفني." وقال جينيت انه يأسف لحقيقة أن المنطقة لم تعقد الى الان قمة أمنية لزعماء دولها مقررة منذ عام 2008 .

وعلى الرغم من وجود اتفاق بين زعماء دول المنطقة على الحاجة لإجراء مثل هذه المحادثات الا أن محاولات تنظيمهم تعرقلت بسبب الخلافات حول أين يجب أن تعقد ومن سيلعب دور قيادي في أي مبادرات. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وخطف أجانب في الفترة الأخيرة من بلدة أرليت التي توجد فيها مناجم لليورانيوم في شمال النيجر هو الأحدث في سلسلة من عمليات خطف الغربيين في منطقة الساحل شبه القاحلة التي تقع على مشارف الصحراء الكبرى.

ويعتقد أن مجموعة الرهائن محتجزون الان في منطقة جبلية في مالي المجاورة. والمخاوف على حياتهم كبيرة في أعقاب قتل الفرنسي ميشيل جيرمانو على يد القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في يوليو تموز الماضي بعد أن فشل هجوم تدعمه فرنسا لإطلاق سراحه.

وشجعت الدول الاوروبية والولايات المتحدة حكومات المنطقة على زيادة التعاون فيما بينها من خلال تبادل معلومات المخابرات وتوحيد الجهود العسكرية. ولكن التعاون بطيء الى الآن. ويرى محللون أن مالي التي توجه إليها وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتفو لإجراء محادثات مع قادتها حلقة ضعيفة بشكل خاص.

وقال جينيت ان الحاجة الى الجهود المشتركة المدعومة بمساعدة دولية هي أكبر في منطقة تعاني من الجفاف بشكل منتظم وتفتقر الى الموارد الخاصة بها والتي تكفي لحراسة مناطق شاسعة مأهولة بقبائل تعمل في الرعي. وقال "كيف يمكن توقع أن تسيطر بلدان فقيرة بفاعلية على هذه الأراضي الشاسعة.

فرنسا تواصل البحث

بينما يواصل الجيش الفرنسي طلعاته بهدف رصد مكان احتجاز سبعة رهائن -خمسة فرنسيين وافريقيان- خطفوا في النيجر، فيما أعلن تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي مسؤوليته عن خطفهم.

في باريس عقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجلسا للدفاع لبحث مسائل الارهاب بعد خمسة ايام من خطف الفرنسيين الخمسة في النيجر وفيما تتحدث اجهزة الاستخبارات عن "خطر اعتداء وشيك" في فرنسا.

وشارك رئيس الوزراء فرنسوا فيون ووزير الدفاع ايرفيه موران في اجتماع لمجلس الدفاع في الاليزيه الذي يبحث بحسب المقربين منهما مسائل التهديدات الإرهابية والرهائن. وبثت قناة الجزيرة تسجيلا صوتيا قالت انه لمتحدث باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يتبنى فيه مسؤولية عملية الخطف التي حصلت في شمال النيجر، ويعلن ان التنظيم سيوجه مطالبه الى فرنسا لاحقا.

وجاء في التسجيل الذي تلاه المتحدث باسم التنظيم صلاح ابو حمد حسب ما نقلت الجزيرة "نعلن تبنينا لهذه العملية المباركة وان مجاهدينا سيبلغون مطالبهم لاحقا" محذرا فرنسا "من مغبة ارتكاب أي حماقة". وأضاف "ان مجموعة من اسود الإسلام بقيادة ابو زيد تمكنت من اجتياز كل الحراسات واختطفت خمسة فرنسيين نوويين في النيجر"، مشيرة الى ان المنطقة التي حصلت فيها عملية الخطف غنية باليورانيوم وان فرنسا "تمارس سرقتها لهذا المورد الاستراتيجي منذ سنوات طويلة".

وقد خطف الفرنسيون الخمسة إضافة الى توغولي وملغاشي، وهم موظفون في مجموعتي اريفا وفينشي الفرنسيتين في موقع ارليت شمال النيجر. وكان المتحدث باسم حكومة النيجر لوالي دان دا قال ان الخاطفين ينتمون الى مجموعة مرتبطة بمجموعة الإسلامي عبد الحميد ابو زيد. وذكر مسؤولون اميركيون ان فرنسا طلبت مساعدة الجيش الاميركي لتحديد مكان الرهائن. ولكن هؤلاء المسؤولين رفضوا إعطاء أي تفاصيل حول هذه المساعدة التي قال خبراء انها يمكن ان تكون على شكل التقاط صور بالأقمار الاصطناعية او إرسال طائرات بدون طيار. بحسب وكالة فرانس برس.

وفي باريس، قال وزير الدفاع ارفيه موران ان فرنسا تبذل كل جهد من اجل ان يعود رعاياها بأسرع وقت. ونشرت فرنسا ثمانين عسكريا قبل ايام في نيامي للقيام بطلعات استطلاع وتحديد مكان الخاطفين.ولا يزال الجدل دائرا بشان التدابير الأمنية في بلاد الساحل.

وذكرت الرئاسة الفرنسية انها طلبت اواخر تموز/يوليو من بلدان الساحل اتخاذ "تدابير صارمة" لحماية رعاياها، فيما تتهم نيامي اريفا بانها رفضت توكيل الجيش النيجري حماية طاقمها، الامر الذي نفته المجموعة الفرنسية النووية.

لكن اريفا أكدت انها تلقت من السلطات النيجرية رسالة مؤرخة في الاول من ايلول/سبتمبر تشير فيها الى تلقيها تهديدات بالخطف في منطقة ارليت. وانطلاقا من نيامي يتناوب نحو ثمانين عسكريا فرنسيا على القيام بطلعات استطلاعية بطائرات من طراز (اتلانتيك 3 وميراج اف1-سيه ار) فوق بلدان الساحل في مسعى لرصد مكان احتجاز الرهائن.

وجاء في البيان للمنظمة التي تدعي انها المسئولة عن الاختطاف "نقول لعميل فرنسا محمد ولد عبد العزيز (الرئيس الموريتاني) ان قصف الأبرياء العزل والحرب التي تخوضها بالوكالة مكان فرنسا هي ضرب من الجنون ودم هاتين السيدتين الشهيدتين  لن يذهب هدرا".

وقد دارت معارك عنيفة في منطقة تومبوكتو بشمال غرب مالي بين الجيش الموريتاني ووحدات من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ما اسفر بحسب نواكشوط عن سقوط ثمانية قتلى في صفوف الجيش و12 قتيلا على الأقل في صفوف مقاتلي التنظيم.

ثم قامت طائرة موريتانية بقصف قافلة من الآليات كانت تنقل "إرهابيين" بحسب الجيش. وفي مالي اكد شهود عيان ومسؤولون ان مدنيين سقطوا قتلى (امرأتان) وجرحى (أربعة رجال) اثر الغارة.

واعتبرت المعارضة الموريتانية هجوم الجيش "على ارض بلد آخر"، هو مالي، بأنه "غير مشروع" وقالت ان هذا التحرك قامت به بالتنسيق مع "قوة أجنبية"، في تلميح الى فرنسا.

وعبرت منسقية المعارضة الديمقراطية في موريتانيا في بيان بالعربية عن استغرابها لدخول موريتانيا "في حرب بالوكالة" قائلة إنها "ليست على أسس شرعية وإجماع وطني". وأخذت المنسقية على النظام انه قرر "بشكل انفرادي، الزج ببلادنا فيها (الحرب) وربما لم يحسب بما فيه الكفاية ما قد يترتب عليها من عواقب تمس امن المواطنين وكيان البلد".

فرنسا

من جانبها حثت فرنسا رعاياها على مغادرة مناطق الخطر في النيجر بعد قولها أنها تشتبه بان القاعدة خطفت سبعة أجانب هناك من بينهم خمسة فرنسيين. وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية هذا التحذير للرعايا الفرنسيين بعد ان اتهم وزير الخارجية برنار كوشنر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بخطف هؤلاء الأشخاص.

وبحث جيش النيجر عن الرهائن وقال ضابط ان طيارين في طائرات خفيفة رصدوا ثلاث سيارات تسير بسرعة كبيرة عبر منطقة تاميسنا في اتجاه حدود مالي. ونقلت الإذاعة العامة الفرنسية عن مصادر أمنية قولها ان الخاطفين والرهائن شوهدوا يتحركون عبر الصحراء من النيجر الى صحراء مالي.

وامتنع متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية عن تأكيد هذا التقرير وقال ان فرنسا لم تتلق بعد اي مطالب من الخاطفين. من ناحية اخرى قال مصدر حكومي موريتاني ان جنودا موريتانيين اشتبكوا مع عناصر قيل انها تنتمي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في المنطقة الصحراوية بين البلدين. ولكن لم تعرف تفصيلات اخرى ولم يتضح مااذا كان لذلك صلة باحتجاز الرهائن. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ومن المرجح ان تثير عملية الخطف التي شملت موظفا فرنسيا بشركة اريفا النووية وزوجته تساؤلات بشأن امن العاملين في منطقة التنقيب عن اليورانيوم حيث تعمل جماعات لها صلة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.

وقال برنار فاليرو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية"هناك منطقة ( خطر) حمراء. اننا نطلب من جميع الموجودين هناك المغادرة. "المواطنون الموجودون في ارليت يتجهون عائدين الى نيامي." وقال فاليرو ان لفرنسا نحو 1700 من رعاياها يعيشون في النيجر مع وجود عشرات يعملون في مناطق الخطر.

الجزائر

في حين ترتبط فرنسا المستهدفة من جانب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، والجزائر التي يتحدر منها عدد من أمراء التنظيم، بمصلحتهما المشتركة في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الافريقي وقد حافظتا بشكل دائم على تواصلهما ايا كانت الاختلافات في وجهات نظرهما.

وقال وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران "لدينا تعاون في مجال الاستخبارات مع أصدقائنا الجزائريين" الذين يظهرون حالة "استنفار قصوى في مكافحة الإرهاب".

وبعد أسبوع على خطف سبعة أشخاص بينهم خمسة فرنسيين في النيجر في عملية تبناها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تبدي فرنسا حرصا على تأكيد ان دور الجزائر لا يمكن تجاوزه.

وبعد أشهر من التوتر، بدأت العلاقات بين البلدين تشهد تحسنا ملحوظا. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية اكسيل بونياتوفسكي "اننا أمام علاقة عاد الاستقرار إليها إنها لا تتراجع لكن لا تزال هناك عقبات".

ولم تستسغ الجزائر حتى اليوم وضعها على اللائحة الفرنسية للدول الأكثر خطورة لناحية سلامة النقل الجوي، او دعم باريس لخطة الانفصال المغربية في الصحراء الغربية. كما لا تزال باريس تتهم الجزائر باعتماد سياسة حمائية في أعقاب سلسلة تدابير اتخذتها تحد من حركة الشركات الفرنسية.

في المقابل، شهد العديد من الملفات حلحلة، من بينها ملف الدبلوماسي الجزائري الذي تمت تبرئته مؤخرا من القضاء الفرنسي في خطوة نالت استحسان الجزائر. حتى في أوج الأزمة، لم يتوقف التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، بحسب مسئولين وخبراء. وقال بونياتوفسكي "الأمر الحقيقي للغاية، هو ان هناك مصلحة مشتركة في التعاون بشكل فاعل في محاربة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".

ونشا التنظيم الذي يعلن ولاءه للقاعدة في العام 2006 من رحم الجماعة السفلية للدعوة والقتال المنبثقة من الجماعة الاسلامية المسلحة التي اغرقت الجزائر بالدماء خلال تسعينات القرن الماضي ودبرت هجمات في فرنسا.

وقال جان فرانسوا داغوزان من مؤسسة البحث الاستراتيجي ان "الجزائر لاعب اساسي وميزتها ان لديها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي داخل اراضيها. في المنطقة، انها البلد الاقوى، الاغنى والاكبر". بحسب وكالة فرانس برس.

واشار قادر عبد الرحيم من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الى ان "النظام الجزائري لطالما خرق هذه المجموعات، لديه وسائل التحرك، القدرة الدبلوماسية والخبرة العسكرية".

الا ان الباحث لفت الى ان "الجزائريين لم ينتظروا عمليات الخطف في الساحل الافريقي للتحرك على جبهتهم الجنوبية"، مذكرا بان الجزائر لعبت "دور وساطة مهما في مسالة الطوارق" الرحل الذين يجوبون المناطق الساحلية الصحراوية الشاسعة حيث ينشط تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي.

من جهتها "لدى فرنسا اجهزة منتشرة في بلدان الساحل خصوصا في موريتانيا: لديها وسائل بامكانها مبادلتها مع الجزائر"، وفق بونياتوفسكي.

وقالت خديجة محسن فينان من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، ان هذا التعاون يشكل بالنسبة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة السبيل للحصول على اعتراف "بدوره كقائد اقليمي".

وأسست الجزائر في نيسان/ابريل مركزا للقيادة في ولاية تمنغست (جنوب) لتنسيق عمليات جيشها مع تلك التي تنفذها موريتانيا ومالي والنيجر.

وعقدت هذه الدول اجتماعا وزاريا مشتركا على رغم الخلافات في ما بينها. الا ان سياسة الجزائر لا تزال غامضة بحسب الخبراء المستطلعين.

وقالت محسن فينان ان نقل معلومة استخبارية مؤخرا تتعلق ب"تهديد داهم" باعتداء على الاراضي الفرنسية يشكل "ربما بالنسبة للجزائر وسيلة لدعم محاربتها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي".

وفي الوقت عينه، لا تبدي الجزائر التي تسعى الى الحصول على الدعم لانهاء اي تهديد اسلامي لنظامها، استعدادا لتقديم التنازلات كافة. وقال داغوزان ان الجزائر "لا تريد رؤية قوات مسلحة على اراضيها. هناك مشكلة سيادة متعاظمة تتسبب بالتعطيل الحاصل حاليا".

معارك مالي

من جانبه أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي انه قتل 19 جنديا في الهجوم الذي شنه الجيش الموريتاني، حسب بيان نشرته "وكالة نواكشوط للأنباء" الموريتانية على الانترنت. واكدت القاعدة في بيانها "مقتل عنصر واحد من التنظيم"، ونفت "الرواية المغلوطة عن حقيقة المعركة" مؤكدة "الهزيمة النكراء للجيش الموريتاني"، بحسب المصدر ذاته.

وكان مصدر عسكري موريتاني اشار الى مقتل ثمانية عسكرييين و12 مسلحا من عناصر القاعدة على الأقل في سلسلة من الهجمات ضد مواقع القاعدة. وصرح مصدر امني ان الجيش الموريتاني "اسر" ستة رجال يشتبه بعلاقتهم بتنظيم القاعدة.

وجاء في بيان التنظيم التابع لشبكة القاعدة بزعامة اسامة بن لادن، "قتل 19 عسكريا وجرح العشرات من الجيش الموريتاني" و"غنم المجاهدون خمس (سيارات) احرقوا اثنتين منها معطلة". وقال التنظيم ان جنودا فرنسيين شاركوا في القتال، وجاء في البيان "من المرجح لدى المجاهدين وجود عدد محدود من القوات الفرنسية مع الجيش الموريتاني المنهزم".

وتابع البيان "ان (الرئيس الموريتاني الجنرال محمد) ولد عبد العزيز قرر خوض حرب بالوكالة عن أسياده الفرنسيين ليس في موريتانيا فحسب بل وحتى خارج بلاده". واضافت القاعدة "ان المجاهدين سيردون بكل قوة وحزم على كل اعتداء من عملاء فرنسا". ودعا الحزب الموريتاني الحاكم المواطنين الى تقديم الدعم "في الجهاد ضد الإرهابيين" الذين "شوهوا صورة الإسلام". بحسب وكالة فرانس برس.

وقال زعيم حزب "الاتحاد من اجل الجمهورية" الحاكم محمد محمود ولد محمد الأمين ان "جيشنا مصمم على الأخذ بالثار" بعد "الهجمات الوحشية" التي عانت منها البلاد منذ 2005.

وكان الجيش الموريتاني بدأ عملية عسكرية ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي داخل الاراضي المالية، وتحديدا في منطقة تومبوكتو قرب الحدود الموريتانية.

واستخدم الجيش الموريتاني مقاتلة لقصف قافلة من الآليات قال انها تقل عناصر من القاعدة. ولم يتم الربط رسميا بين العمليات التي تدور في مالي وخطف سبعة أشخاص في النيجر خلال فترة سابقة يعتقد الآن أنهم محتجزون لدى القاعدة في شمال شرق مالي بالقرب من الحدود الجزائرية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 27/أيلول/2010 - 17/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م