شبكة النبأ: تعكف إيران منذ فترة على
تطوير ترسانتها العسكرية بشكل سريع وفعال لغرض صد أي هجوم محتمل تقوم
به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة، بالإضافة الى
التلويح بقدراتها الدفاعية والهجومية على حد سواء.
فيعد ان قامت بعض الدول بإلغاء اتفاقيات سابقة على تطوير أسلحتها
بمنظومات حديثه قد تضفي بعض التوازن العسكري بين الجيش الإيراني
والجيوش التي تتهدده.
حيث اعلن مؤخرا في طهران عن انجازات مهمة على صعيد تصنيع الأسلحة
الإستراتيجية الحربية، مثل بعض الصواريخ العابرة والطائرات المقاتلة.
طائرة بدون طيار
فقد أزاحت إيران النقاب عن أول طائرة عسكرية دون طيار محلية الصنع،
قالت إنها تتميز بقدرة التحليق لمسافات بعيدة وبسرعة فائقة وضرب أهداف
على الأرض، وذلك بعد يوم من بدء ضخ الوقود في مفاعل "بوشهر" النووي.
وقال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، لدى تدشين الطائرة، التي
أطلق عليها اسم "كرار" في يوم الصناعات الدفاعية، إنها تعتبر "سفير
الموت" للأعداء، وفق وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء. ويأتي الكشف عن
الطائرة بعد ساعات على إعلان وزير الدفاع الإيراني، العميد أحمد وحيدي،
أن بلاده ستكشف عن مشروع دفاعي مهم.
وقال وحيدي، في سياق إعلانه عن المشروع، إن الجمهورية الإسلامية
استطاعت بلوغ مرحلة الإكتفاء الذاتي للصناعات الدفاعية، دون الحاجة إلى
مساعدات خارجية، رغم العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وعدد الإنجازات الكبيرة التي جرى تحقيقها، منها القمران الصناعيان "أميد"
و"طلوع"، والمسباران "سفير" و"سيمرغ"، وكذلك صواريخ "شهاب" و"سجيل"
و"ثاقب" و"صياد" و"فاتح" و"زلزال" و"ميثاق" و"رعد" و"طوفان" و"نصر".
وخلال الفترة السابقة أعلنت إيران انضمام أربعة غواصات محلية الصنع،
إلى الخدمة العسكرية، وذلك من أجل "تعزيز قدراتها الدفاعية والحفاظ على
أمن الخليج"، في وقت تعهدت فيه برد "مدمر" على أي هجوم عسكري عليها
جراء برنامجها النووي.
وأوضحت أن غواصات "غدير" من النوع الخفيف وتتميز بقدرتها على
المناورة السريعة، ورصد الأهداف البحرية في المياه الضحلة. ومن جانبها
نقلت وكالة أنباء "مهر" شبه الرسمية أن الجيش سيجري اختباراً على
صواريخ جديدة. بحسب وكالة السي ان ان.
ويأتي الكشف عن "المشروع الدفاعي المهم"، بعد أن بدأ خبراء إيرانيون
وروس تغذية مفاعل محطة "بوشهر" بالوقود النووي، بحضور مراقبين من
الوكالة الدولية للطاقة الذرية، استعداداً لتشغيل أول محطة نووية
إيرانية.
وتستغرق عملية وضع قضبان الوقود النووي في أماكنها بالمفاعل من
أسبوع إلى عشرة أيام، وباكتمالها يكون المفاعل دخل مرحلة التشغيل فعلياً.
وقدر مسئولون إيرانيون بدء إنتاج الكهرباء من المفاعل بعد شهرين أو
ثلاثة، مع العلم أن قدرته على الإنتاج عند اكتماله ستصل إلى ألف
ميغاوات.
وتؤكد إيران إن برنامجها النووي سلمي لأغراض مدنية، وهو ما تشكك فيه
دول غربية وتتهم حكومة طهران بالسعي لإنتاج أسلحة نووية. وتساءلت
الولايات المتحدة بشأن دوافع إيران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم،
وقال الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس: "روسيا تقدم الوقود، ومن
الواضح أن إيران ليست بحاجة لقدرات تخصيب اليورانيوم، إذا كانت نيتها،
وحسبما تزعم، لبرنامج نووي سلمي.
روسيا تتراجع
بينما كشفت السلطات الروسية أن موسكو لن تقدم أنظمة الصواريخ
الدفاعية من طراز "س-300" إلى طهران، لأنها تقع تحت العقوبات التي
فرضها مجلس الأمن الدولي على الجمهورية الإيرانية، التي تصر على المضي
قدماً في برنامجها النووي المثير للجدل.
وأكد رئيس هيئة الأركان العام للقوات الروسية، نيقولاي ماكاروف، أن
القيادة العليا في روسيا اتخذت بالفعل قراراً بوقف تسليم هذه الصواريخ
المضادة للجو إلى إيران، قائلاً: "لقد تم اتخاذ قرار بمنع تزويد إيران
بصواريخ س-300، طالما أنها، دون أدنى شك، تقع تحت طائلة العقوبات."
وقال المسؤول العسكري، وفقاً لما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية
للأنباء، إن "هناك توجيهات من قيادة الدولة بوقف عمليات التسليم، ونحن
نلتزم بها"، إلا أنه رفض الإجابة على سؤال حول فسخ العقد المبرم مع
الجانب الإيراني بشأن توريد الأنظمة الصاروخية، واكتفى بالقول إن "المسألة
تتوقف على سلوك إيران."
يُذكر أن العقد حول تزويد إيران بأنظمة الصواريخ الروسية من طراز
"س-300"، قد تم إبرامه في نهاية العام 2007، ويتعين على روسيا وفق بنود
العقد توريد أنظمة الصواريخ الروسية بقيمة 800 مليون دولار، لتسليح 5
كتائب للدفاع الجوي بالقوات الإيرانية.
وفي رد فعل فوري من جانب طهران، أعلن وزير الدفاع وإسناد القوات
المسلحة، العميد أحمد وحيدي، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدرس
صنع منظومة صواريخ "س-300"، وفق ما نقلت وكالة "فارس" الإيرانية
للأنباء، المقربة من قيادة حرس الثورة الإسلامية.
وأكد وحيدي، الذي كان يتحدث على هامش استعراض القوات العسكرية
بمناسبة بدء "أسبوع الدفاع المقدس"، استلام هذه القوات صواريخ مضادة
للجو قصيرة المدى، وزوارق سريعة. ولدى إجابته على سؤال عن استلام
منظومة "س-300" الصاروخية، قال: "إننا ندرس في جدول أعمالنا حالياً
صناعة هذه المنظومة."
وشدد الوزير على أن القوات المسلحة تعكف في الوقت الحاضر على إنتاج
وصناعة صواريخ بعيدة المدى في المشاريع التي تدرسها حالياً. وكانت
مصادر رسمية في موسكو قد كشفت، في وقت سابق، أن روسيا قد تخسر ما يقرب
من 13 مليار دولار، في حالة إذا ما قررت التخلي عن التعاون العسكري
التقني مع إيران. بحسب وكالة السي ان ان.
وتشير البيانات الصادرة عن المركز القومي لتحليل التجارة الدولية
بالسلاح، في روسيا، إلى أن طهران بدأت في عام 2001 تحقيق برنامج "إعادة
تسليح قواتها المسلحة"، الذي يستغرق 25 عاماً، وينص بشكل أساسي على "شراء
أسلحة وتقنيات عسكرية روسية الصنع"، ويقدر إجمالي حجم تمويل المشروع
بمبلغ قدره 25 مليار دولار.
وبحسب المركز فإن أنظمة الدفاع المضاد للصواريخ، تُعد من المجالات
الواعدة للتعاون العسكري التقني بين روسيا وإيران، حيث تم في نهاية عام
2007، إبرام عقد توريد مجموعة من منظومات صواريخ "س-300"، بقيمة 800
مليون دولار تقريباً إلى طهران. وفي حالة فسخ هذا العقد، تلتزم موسكو
بدفع غرامة مالية لطهران، عن إخلالها بالتزاماتها، بواقع 10 في المائة
من قيمة العقد.
البيت الأبيض يرحب
من جانبه رحب البيت الأبيض بقرار الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف حظر
تسليم ايران صواريخ اس-300، معتبرا ان الخطوة تدل على التعاون بين
الولايات المتحدة وروسيا "لمصلحة الأمن العالمي".
واعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايكل هامر "ان البيت الابيض
يستقبل بكل ترحيب المرسوم الذي وقعه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف
ويحظر تسليم اسلحة حديثة الى ايران، وبينها اس-300".
واضاف هامر في بيان من نيويورك حيث يشارك الرئيس باراك اوباما في
اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة "نعتقد ان الرئيس مدفيديف اظهر عن
صفات القادة بحمله طهران على الوفاء بالتزاماتها الدولية من البداية
حتى النهاية". وأوضح ان هذا القرار "يظهر استمرار التعاون الوثيق بين
روسيا والولايات المتحدة لما فيه مصالحنا المشتركة والأمن العالمي".
واصدر الكرملين مرسوما وقعه الرئيس الروسي يحظر تسليم صواريخ اس-300
الروسية لإيران، حسب ما ورد على موقع الكرملين.
وتضمن مرسوم الكرملين ايضا إضافة الى صواريخ اس-300، حظر تسليم
ايران دبابات وطائرات ومروحيات حربية وكذلك سفن حربية. وحظر المرسوم
أيضا دخول مجموعة من المسؤولين الإيرانيين المرتبطين بالبرنامج النووي
الإيراني الى الأراضي الروسية. بحسب وكالة فرانس برس.
وكانت روسيا الدولة الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، صوتت في
مجلس الامن الى جانب العقوبات التي فرضت على ايران رغم العلاقات القوية
بين البلدين في المجال الاقتصادي.
إيران تعاتب
فيما نفى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى
الإيراني، علاء الدين بروجردي، وجود نقاش داخل النظام في إيران لخفض
العلاقة مع روسيا، لكنه أشار إلى وجود "عتب" إزاء بعض أداء الحكومة
الروسية تجاه إيران،" في إشارة إلى تصويت موسكو إلى جانب تشديد
العقوبات على إيران في مجلس الأمن.
وانتقد بروجردي العقوبات بالقول إنها سترتد على الشركات الأمريكية،
مذكراً موسكو بأن واشنطن "كانت السبب في سقوط الاتحاد السوفيتي،" داعياً
إلى إجراء حوار على أعلى المستويات بين الطرفين بهدف "تصحيح الأخطاء
الروسية السابقة." وقال برودجردي إن لجنة الأمن القومي التي يرأسها لم
تطرح مطلقاً قضية خفض العلاقات مع موسكو، بخلاف ما تداولته وسائل
الإعلام حول الموضوع.
غير أنه أضاف: "بطبيعة الحال فان الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها هي
أن الرأي العام الإيراني وکذلك المسئولين غير راضين عن بعض أداء
الحكومة الروسية ولهم عتاب في هذا الشأن لاسيما فيما يتعلق بالقرار
1929،" الخاص بتشديد العقوبات على إيران.
وأوضح بروجردي أنه کان بإمكان روسيا على الأقل "الامتناع عن التصويت"
وأضاف أن إحدى قضايا "العتاب من جانب الرأي العام والمسئولين
الإيرانيين تجاه الحكومة الروسية يتعلق بالمنظومة الصاروخية S 300 التي
مضت أعوام على الاتفاقية الخاصة بها،" دون أن تقوم موسكو بتسليمها
لطهران.
ولفت بروجردي إلى أن روسيا تدرك اکثر من أي دولة أخرى بأن سياسات
أميرکا "هي التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي وتعلم أن إيران هي
الدولة الوحيدة في المنطقة التي تقف أمام الأطماع الأمريكية بجدية.
وفي الإطار عينه، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن مساعد هيئه
الأرکان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري، أن
العقوبات المفروضة على الشعب الإيراني "ليس لها أي مفعول لأن النظام
والشعب الإيراني يعرفان جيدا کيف يواصلان مسيرتهما نحو الأمام." بحسب
وكالة السي ان ان.
وزعم جزائري أن وسائل الإعلام الأجنبية إظهار أن الرئيس الأمريكي،
باراك أوباما، لم يكن له دور رئيسي بفرض العقوبات على إيران، لإبقاء
باب الحوار مفتوحاً بين طهران وواشنطن، لكنه أعرب عن رفضه لهذه
المحاولات التي وصفها بأنها "مسار سياسي و دعائي أمريکي وصهيوني لإظهار
البيت الأبيض على أنه يحمل نوايا سلمية تجاه إيران."
وأشار جزائري إلى أن معارضة الشرکات الأمريكية الكبرى لأي قرار يدعو
لفرض المزيد من العقوبات على إيران وعدم مواکبة بعض القوى الدولية
للقرار 1929 الصادر عن مجلس الأمن "يعكس فشل المحاولات الأمريكية
والبريطانية في إقناع العالم بتوجهاتهما السلطوية،" على حد تعبيره.
اضعف جيش في العالم
كما اعتبر الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أن فكرة "الجيش
الأمريكي الذي لا يقهر" من اختراع الإعلام، واصفاً القوات الأمريكية
بأنها من بين "الأضعف بالعالم." واتهم نجاد من وصفها بـ"قوى الغطرسة"
باستخدام الإعلام لـ"الهيمنة على العالم وشن حروب نفسية على الدول
المعارضة لواشنطن." بحسب وكالة السي ان ان.
ومؤخراً ردت إيران على تصريحات رئيس هيئة الأركان الأمريكية
المشتركة، الأدميرال مايك مولن، عن خطة أمريكية جاهزة لضرب إيران، حال
امتلاكها النووي، بالتهديد بأن أي اعتداء عليها سيؤدي إلى محو الكيان
الإسرائيلي من الوجود، والتلويح من أن أي حرب في المنطقة لن تكون
محدودة بل ستزعزع استقرار العالم بأسره.
إيران وحرب بلا حدود
في حين قامت إيران بعرض قوتها العسكرية "الدفاعية" بمناسبة الذكرى
الثلاثين لاندلاع نزاعها الدامي مع العراق، في وقت تواجه ضغوطا دولية
بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
وتخلل الذكرى اعتداء بالقنبلة أثناء استعراض عسكري في شمال غرب
إيران أسفر عن مقتل 11 شخصا ونسبته السلطات الى "عناصر معادية للثورة".
وأعلن قائد أركان الجيش الإيراني الجنرال حسن فيروز آبادي قبل بدء
الاستعراض العسكري السنوي الذي يقام في 22 ايلول/سبتمبر في طهران ان "قدرة
ايران العسكرية المتنامية هدفها فقط ردع أي معتدين محتملين وحماية
بلادنا من تهديدات العدو".
وتابع في كلمة بمناسبة ذكرى الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)
التي أوقعت مليون قتيل "يمكننا ان نؤكد بثقة للشعب الإيراني ان قوتنا
العسكرية هي الأقوى في المنطقة".
وتأكيدا على ذلك استعرضت إيران عشرات الصواريخ تشكل العناصر
الرئيسية من ترسانتها الواسعة، بينها صواريخ متوسطة المدى (1800 الى
2000 كلم) من طراز سجيل وشهاب 3، قادرة نظريا على ضرب إسرائيل.
كما استعرضت للمرة الأولى خمسة نماذج من طائرتها "القاذفة" من طراز
كرار، وهي طائرة بدون طيار كشف عنها في اب/اغسطس وهي قادرة بحسب طهران
على إلقاء قنابل وصواريخ في دائرة شعاعها ألف كلم. وأعلنت الولايات
المتحدة وإسرائيل مرارا في السنوات الأخيرة انها لا تستبعد توجيه ضربة
عسكرية لإيران المتهمة رغم نفيها المتكرر بالسعي لحيازة السلاح النووي
تحت ستار برنامج مدني. بحسب وكالة فرانس برس.
وردا على ذلك ضاعف القادة الإيرانيون المناورات العسكرية والإعلان
عن إنتاج أسلحة جديدة والتأكيدات بان أي عدوان على إيران سيؤدي الى
نزاع شامل في المنطقة وسيكون مآله الفشل. واكد الرئيس محمود احمدي نجاد
في نيويورك حيث يشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن أي
هجوم عسكري على إيران سيؤدي الى قيام حرب "بلا حدود".
ويثير تعزيز القوة العسكرية الإيرانية قلق الولايات المتحدة بصورة
خاصة وقد تذرعت بالخطر الإيراني لتبرير مراجعة سياستها المتعلقة
بالدفاع الصاروخي. وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اعلن في
حزيران/يونيو ان إيران قادرة على شن هجوم على أوروبا بواسطة "عشرات بل
مئات" الصواريخ.
كما يثير تنامي القوة العسكرية الايرانية قلق دول الخليج العربية،
رغم تأكيدات طهران على ان أسلحتها "لا تهدد أي بلد لأنها طورت بهدف
دفاعي". وكشفت واشنطن مؤخرا عن مفاوضات تجرى حاليا مع الرياض حول عقد
تسلح بقيمة 60 مليار دولار من اجل تعزيز امن المملكة في مواجهة إيران.
وفي مبادرة سلمية، سيرت إيران للمرة الأولى وحدة من 180 عنصرا من
قوات السلام الدولية مع ناقلات جند مدرعة بيضاء تحمل شعار الأمم
المتحدة. وقال قائد الجيش الجنرال عطاء الله صالحي ان إيران "استعدت
منذ سنوات لتقديم وحدة من قوات السلام للأمم المتحدة" مضيفا ان جنودا
دوليين إيرانيين "نشروا في عدة مواقع ولا سيما في اريتريا والصومال. |