الشباب هم الشريحة التي لها دوراً مهماً وفعال في بناء المجتمع
العراقي الجديد،والركيزة والقاعدة الأساسية في تطوير وبناء الحياة
الاجتماعية السليمة..
وهم الأمل المنشود للمجتمعات والشعوب في العالم .. بصلاحهم تصلح
الأمور في المجتمع .. ومن اجلهم تتكاتف الجهود.. ولهم تقوم الهيئات
والمؤسسات والمراكز الشبابية والأندية بدور كبير وفعال .. من اجل
استغلال طاقتهم وتوجيههم إلى الطرق الصحيحة حتى يقوموا بتقديم النفع
لمجتمعاتهم وبلدانهم.
فهم العنصر المهم والفعال الذي يبني المجتمع ويهدمه عند التهميش.
فالواجب لهذه الشريحة هو الاهتمام بالمرحلة الشبابية في المجتمع..
وأما المسؤولين عن الاهتمام بهذه المرحلة ..بالمرتبة الأولى (الأهل)
وهم الذين تتوجه لهم المسؤولية عن التربية وكل ما يتعلق بها .. من
الجانب المادي والمعنوي وخصوصا الجانب المعنوي له تأثير أقوى على
الشباب.. ويتمثل هذا المعنوي بالعاطفة، وزرع الثقة بالنفس ،والإحساس
بالاستقلال وغيرها من المعنويات التي يفتقدها شبابنا في الوقت الحالي
من الأهل بالخصوص..وهذا ما يسبب الانحرافات في المجتمع وكثرة السلبيات
والمشاكل النفسية..وهذا الاهتمام من مقومات مرحلة الشباب السليمة..فان
الاهتمام بهذة المرحلة يزرع عطاءً فكريا وعمليا في الشاب
بالمجتمع..والشباب كالأشجار المثمرة كلما زاده الاهتمام بها تزيد من
عطائها وثمارها..
والمرتبة الثانية من الاهتمام..وهي مرتبطة بالأولى..الاهتمام من قبل
الدولة ولهذا الاهتمام جوانب، الجانب الأول هو الجانب التربوي ومنه
المدارس والمعاهد والكليات وغيرها من المراكز التربوية...
لابد من الاهتمام بهذه المؤسسات التربوية من توفير الخدمات اللازمة
والتحفيز اتجاه طلب العلم..حتى لا يحصل النفور من الدراسة والثقافة من
قبل الشباب.. وهذا الجانب جدا مهم الجانب( العلمي) في المجتمع...
لان المجتمع الخالي من الثقافة والعلم كالأرض التي لا تثمر..
فمن الدولة لا بد أن تهتم بتوفير المراكز العلمية ومستلزماتها
والاهتمام بها حتى يكون الإقبال من شبابنا بغاية وهدف.
والاهتمام من جانب آخر بالشباب من الناحية العملية وهذا الاهتمام
كذلك من مسؤولية الدولة للمجتمع،من توفير فرص العمل للذين لم تتوفر لهم
فرصة الدراسة واخذ الشهادة،وكذلك العاطلين عن العمل المهني فلا بد من
الدولة ان تهتم بهذا النموذج من الشباب في المجتمع.
وكذلك توفير الوظائف لأصحاب الشهادات العليا والخريجين الذي قضوا
أيام دراستهم بالعناء الشديد والتضحية بالراحة الجسدية والفكرية من اجل
الوصول لهذه الدرجات ألمشرفه،وبالتالي لا ينالون ما يستحقونه من
الأماكن المناسبة لهم نهائيا!! أو ينالوها بصورة غير شرعية صحيحة بـ
(الرشوة أو الواسطة).
وهذا ما يجعل شباب المستقبل بحالة انكسار وقطع للأمل في الحياة،ونرى
الكثير من الشباب ليس له أمل في هذا البلد ومنهم من يترك البلد لعدم
تقدير الطاقة التي يمتلكها الشاب هنا وعدم مراعاة الدولة والاهتمام به
من عدة جوانب منها الضمان في الحياة مثلا وغيرها من الأمور التي
ذكرتها...
فهل يمكن النظر بتمعن وتدقيق إلى الشباب،لاحتياجاتهم وطموحاتهم
وتفعيل الطاقات التي يمتلكونها بصورة صحيحة لبناء الحاضر والمستقبل على
أساس قوي غير مهدد...؟
وبالخصوص إن هذه الشريحة في المجتمع ظلمت وعانت بكل العقود السابقة
والى الآن لم ترَ أي اهتمام من قبل أي حكومة.
وان عدم الاهتمام بالشباب في الوقت الحالي اخطر من السابق بكثير لان
الشاب في السابق كان علية تضييق وانغلاق من الاطلاع على المجتمعات
الأخرى لم يكن بحالة انفتاح على الحضارات كما في الوقت الحالي ،من تطور
وانفتاح على العالم العربي والغربي،فهذا الانفتاح خطر جدا على كل
المجتمع بصورة عامة وعلى الشباب بصورة خاصة ولذلك نجد الآن وننظر
بأعيننا انتشار الفساد بنطاق واسع جدا وكثرة المشاكل العرفية
والاجتماعية والأسباب هي القصور اتجاه هذه المرحلة من قبل الأهل
والدولة والقصور من الشباب كذلك أنفسهم.
فلابد من الاهتمام الذي ذكرته والرقابة في هذه المرحلة حتى تتعدى
بصورة جيدة لبناء مجتمع يسوده الأمن والاستقرار والرقي. |