
شبكة النبأ: تجهد الولايات المتحدة
الأمريكية من خلال حربها الاقتصادية ثني قادة إيران عن البرنامج النووي
والحد من تفاقم مخاوف دول المنطقة من امتلاك طهران لسلاح ذري، وتتمحور
حرب واشنطن حول تشديد الحصار الاقتصادي وإلزام دول المجموعة الدولية
بحزمة من القرارات الأممية لحظر التعاون مع إيران، إلا إن طهران وجدت
نفسها دون سابق إنذار مع حليف غير متوقع وصديق باذخ الكرم، يندفع دون
تردد صوب الانفتاح عليه وغير مبالي بالتحذيرات الأمريكية.
فتركيا الجار الشمالي الغربي لإيران باتت على علاقة وثيقة وبناءة مع
إيران خلال فترة قصيرة زمنيا أذهلت معظم المتابعين لشؤون الشرق الأوسط.
تعزيز التجارة
فقد قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لرجال أعمال ان تركيا
تريد زيادة حجم تجارتها مع ايران الى ثلاثة أمثاله في غضون خمس سنوات
وذلك في وقت تبعد فيه العقوبات المستثمرين الغربيين عن الجمهورية
الإسلامية.
وترأس اردوغان ومحمد رضا رحيمي النائب الاول للرئيس الايراني
الاجتماع الذي شارك فيه أكثر من مئة رجل أعمال بينهم مستثمرون اتراك
حريصون على الاستثمار في قطاعات النسيج والآلات والسيارات الايرانية
وأغلبها مملوك للدولة.
وقال اردوغان لرجال الاعمال من البلدين "بلغ حجم التجارة بين
البلدين عشرة مليارات دولار، عندما نزيل الحواجز التجارية بيننا ونكمل
اتفاق التجارة التفضيلي فيمكننا زيادة حجم التجارة الثنائية إلى 30
مليار دولار في غضون خمس سنوات."
وفرضت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جولات
عقوبات عديدة ضد الجمهورية الإسلامية وهو ما يردع الاستثمار في
احتياطيات الغاز الطبيعي الهائلة فضلا عن القطاع المصرفي. بحسب وكالة
الانباء البريطانية.
لكن تركيا عززت علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إيران. ومن
المنتظر توسيع العلاقات التجارية من خلال اتفاق تجاري بين البلدين.
وتشكل عمليات الخصخصة في إيران والتي يتوقع مستثمرون اتراك أن تبدأ في
2011 على أقرب تقدير عامل جذب آخر.
وقال محمد كوكا عضو المجلس التنفيذي لرابطة الاعمال التركية
الايرانية "هذه فرصة كبيرة لتركيا. عمليات التمويل والتجارة التي كانت
تنفذها دبي والامارات العربية المتحدة قبل العقوبات يمكن أن تستحوذ
عليها تركيا.
"نأمل أن تؤتي جهود رئيس الوزراء ثمارها واعتقد أنها ستثمر الى حد
ما. لكن ايران ما زالت مغلقة أمام الاجانب.. ينبغي اقناعهم (الايرانيين)
بالانفتاح على المستثمرين الاجانب.
برنامج فضائي
قالت صحيفة هابر تورك التركية ان ايران دعت تركيا للتعاون في برنامج
الجمهورية الاسلامية الايرانية الفضائي الذي يستهدف ارسال بشر الى
الفضاء بحلول عام 2017 .
وتشعر الدول الغربية التي تشتبه في أن ايران تسعى لتصنيع قنابل
نووية بقلق من أن تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى المستخدمة لإطلاق
الاقمار الصناعية الايرانية في المدار قد تستخدم لإطلاق رؤوس حربية
ذرية. وتنفي طهران هذه التلميحات. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وقالت صحيفة هابر تورك ان تركيا لم ترد على العرض ولم يتسن الحصول
على تعليق من مسؤولين أتراك كما لم يصدر على الفور تعليق من طهران.
وتعتبر طهران برنامجها الفضائي فخرا وطنيا وأجرت في وقت سابق من هذا
العام تجربة لإطلاق صاروخ يحمل قمرا صناعيا.
ويبرز العرض الإيراني للتعاون في البرنامج الحساس الثقة المتنامية
بين تركيا وإيران حيث تسعى الدولتان لتعزيز علاقاتهما الدبلوماسية
والتجارية.
اتفاقيات مشتركة
وقعت تركيا وإيران عددا من الاتفاقيات الثنائية تتعلق بإقامة منافذ
حدودية جديدة بين البلدين إضافة الى التعاون في المجال التعليمي
والثقافة والشباب.
ووقع عدد من مسؤولي البلدين على الاتفاقيات في اسطنبول حيث تعقد
اجتماعات بين الجانبين بحضور نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي
ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
وذكرت وكالة أنباء (اناضول) ان الاتفاقيات الموقعة تتضمن انشاء
منافذ حدودية لتسهيل حركة النقل والتجارة على جانبي الحدود وتخفيف
الضغط على المنافذ الحالية وهي مسألة طرحها الجانب التركي في مناسبات
سابقة. وتتضمن الاتفاقيات التعاون في مجال التبادل العلمي على مستوى
الجامعات إضافة الى الثقافة ورعاية الشباب. بحسب وكالة الأنباء
الكويتية.
وقال رحيمي في مؤتمر صحافي عقب مراسم التوقيع ان إيران تأمل في ان
تساهم هذه الاتفاقيات في تعزيز التعاون مع تركيا كما تأمل ان تحقق
الطموحات المشتركة بإعادة إحياء طريق الحرير القديم الذي يربط اسيا
بمنطقة الشرق الاوسط عبر اراضي البلدين. واكد ان ايران تطمح لربط شرق
آسيا باوروبا بتطوير خط السكك الحديدية القائم الذي يمر بالأراضي
الايرانية والتركية بالاتفاق مع الجانب التركي.
واعتبر ان البلدين يحظيان بمكانة بارزة في المنطقة وهو ما يؤهلهما
للمساعدة في تكريس السلام والأمن في المنطقة. من جانبه قال اردوغان ان
بلاده مع الحق الشرعي لكل الدول في الاستفادة من الطاقة النووية
السلمية مجددا رفضها لحيازة ترسانة نووية في المنطقة.
وأضاف ان ثمة فرص لحل أزمة الملف النووي الإيراني بشكل سلمي اذا
كانت النوايا حسنة من جميع الاطراف المعنية بهذه الازمة.
وكان نائب الرئيس الإيراني الذي زار تركيا مؤخرا قد تعهد بتطوير
العلاقات التجارية مع تركيا وإزالة العراقيل التي تعترض رجال الاعمال
الاتراك في ايران.
وتشهد العلاقات بين تركيا وايران نموا غير مسبوق في معظم المجالات
لاسيما المجال الاقتصادي والتجاري والنقل ويسعى الجانبان الى رفع حجم
التبادل التجاري السنوي الى 30 مليار دولار خلال الأعوام الخمسة
المقبلة.
استثمارات
قالت صحيفة حريت التركية إن شركة السيارات الايرانية ايران خودرو
أكبر صانع للسيارات في الشرق الاوسط تجري محادثات مع شركات تركية
للحصول على استثمارات بقيمة ملياري دولار لمصنع على الحدود التركية
الايرانية.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين من خودرو التقوا مع ممثلين من شركة توفاس
التركية لصناعة السيارات وأيضا مع ممثلين من شركة فيات الايطالية.
ونقلت حريت عن جواد نجم الدين المدير العام لخودرو قوله خلال زيارة الى
اسطنبول "سيارة من انتاج ايران وتركيا أمر مهم للغاية للسوق العالمي
الذي تهيمن عليه الشركات الامريكية والاوروبية. بحسب وكالة الانباء
البريطانية.
وتعمل تركيا على تعزيز وجودها التجاري في ايران مستفيدة من دعمها
الدبلوماسي لطهران في مواجهة العقوبات الغربية. وقال مسؤولون في خودرو
ان من المقرر أن توقع الشركة اتفاقا بقيمة 200 مليون يورو (262 مليون
دولار) مع شركة هيما التركية لبناء مصنعين للسيارات. واضافوا ان مذكرة
التفاهم بشأن الاتفاق قد توقع في إيران خلال الفترة القادمة.
استئناف تصدير الغاز
قال مسؤول بقطاع الغاز الإيراني انه جرى استئناف صادرات بلاده من
الغاز لتركيا مجددا بعدما أوقف انفجار تدفق الغاز في 24 أغسطس آب.
وقال حسن منتظر تربيتي المسؤول بشركة الغاز الوطنية لموقع وزارة
النفط الإيرانية على الانترنت "جرى استئناف صادرات الغاز لتركيا من
الحدود عند بازارجان." وأضاف تربيتي ان ايران تزود تركيا بإجمالي 24
مليون متر مكعب من الغاز يوميا وان ذلك قد يرتفع الى 30 مليون متر مكعب
في حال طلبت تركيا ذلك.
وتلك هي المرة الثانية خلال أكثر من شهر تقريبا التي تتوقف فيها
واردات الغاز من ايران لتركيا عبر خط رئيسي. ولم يذكر مسؤولون أي جانب
من الحدود حدث فيه الانفجار. واستغرق الأمر عشرة أيام لإصلاح خط أنابيب
عندما تعرض لانفجار في 21 يوليو تموز وفي كلا الانفجاريين قال مسؤولون
ان السبب غير معروف. بحسب وكالة الانباء البريطانية.
وسبق لمسلحين من حزب العمال الكردستاني أن أعلنوا مسؤوليتهم عن
هجمات على خطوط أنابيب لنقل الخام من العراق وأذربيجان. وايران ثاني
اكبر مورد للغاز الطبيعي لتركيا بعد روسيا اذ تزودها بعشرة ملايين متر
مكعب من الغاز سنويا. وتستخدم تركيا الغاز لتشغيل نحو نصف محطات توليد
الكهرباء. |