الصومال... أفغانستان القرن الأفريقي وتهديداته المتنامية

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تتواصل بوتيرة متصاعدة الاشتباكات المسلحة في الصومال بين حركة الشباب والتنظيمات الراديكالية الموالية للقاعدة من جهة وقوات الحكومة المؤقتة والاتحاد الأفريقي من جهة أخرى، مما أسفر خلال الأيام القليلة الماضية عن سقوط العشرات من السكان بين قتيل وجريح، الى جانب الخسائر المادية الفادحة.

والى الآن لم تفرج الجهود الدولية لوقف القتال عن موقف حازم قادر على بلورة موقف موحد إزاء الخطوات العملية للحد من النزاع المتفاقم، على الرغم من تواتر التصريحات المحذرة من تداعيات ما يحدث، مما يصعب بحسب المراقبين موقف الحكومة المؤقتة.

وتخشى العديد من الجهات من تصدير الإرهاب الصومالي الى نطاق أوسع، كما حصل في أفغانستان وهجمات الحادي عشر من سبتمبر، سيما نجاح حركة الشباب في تفجيرات أوغندا مؤخرا.

20 الف جندي

فقد اعلن الموفد الخاص للامم المتحدة الى الصومال، ان القوة الدولية لحفظ السلام في الصومال ستحتاج الى زيادة عناصرها ليبلغ عددهم 20 الف جندي من اجل السلام، للتصدي للتهديد المتنامي للمتمردين.

وقال الموفد اوغيستين ماهيغا في مجلس الامن ان من الضروري ارسال قوة دولية جديدة للحيلولة دون دخول مقاتلين اجانب واسلحة الى الصومال للتعدي على قوات حفظ السلام والقوات الحكومية.

وقد مزقت حرب اهلية استمرت عشرين عاما الصومال لكن النفوذ المتزايد لحركة الشباب الاسلامية يشكل مصدر قلق متزايد للبلدان الغربية.

ويشكل حوالى 7200 جندي غير مجهزين بشكل جيد قوة الاتحاد الافريقي في الصومال (اميصوم) وهي القوة الوحيدة التي تمنع حركة الشباب من الاستيلاء على العاصمة الصومالية.

وقال اوغستين ماهيغا "لقد ازداد التهديد في مقديشو وجنوب الصومال". واضاف ان قوة اميصوم والهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد) "تعتزمان زيادة عدد قوة اميصوم الى 20 الف جندي خلال الاشهر المقبلة".

واوضح ان مجلس الاتحاد الافريقي للامن والسلم سيرفع قريبا الى مجلس الامن الدولي طلبا للسماح بزيادة عديد اميصوم في مقديشو ومواقع استراتيجية اخرى.

وقال ماهيغا امام مجلس الامن الدولي "انا قلق من الوضع الامني في هذا البلد وتاثير ذلك المحتمل على المنطقة"، موضحا ان مرفا كسمايو الذي يسيطر عليه الشباب "بات نقطة دخول المقاتلين الاجانب والمعدات الحربية ومركزا للانشطة الاجرامية والتجارة غير المشروعة".

وقال انه ينبغي تعزيز الامن البحري والجوي لمنع استخدام هذه المعدات ضد اميصوم والحكومة الانتقالية في الصومال. بحسب فرانس برس.

كما دعا ماهيغا حكومة الصومال الانتقالية التي تنتهي ولايتها في اب/اغسطس 2011 الى بذل جهود عاجلة لتجاوز الخلافات وفرض سلطتها.

وقال سفير فرنسا لدى الامم التحدة جيرار ارو ان على الحكومة الصومالية ان تقنع السكان بانها "قادرة عل توفير الخدمات الاساسية والرعاية الصحية والتعليم والعدالة والامن".

في سياق متصل قالت قوة مكافحة القرصنة التابعة للاتحاد الاوروبي انها ستوسع نطاق عملياتها للتصدي لاتساع رقعة نشاط القراصنة الصوماليين.

وتغطي دوريات القوة البحرية حاليا خليج عدن والساحل الصومالي واجزاء من المحيط الهندي وقال متحدث ان نطاق عمليات القوة سيمتد الان الى ما وراء جزر سيشل.

وقال قائد عمليات القوة الميجر جنرال بوستر هاويس في بيان "سيسمح هذا التغيير الاجرائي لوحدات قوة الاتحاد الاوروبي البحرية بالعمل بمزيد من الفعالية في نطاق اوسع من جهة الشرق في المحيط الهندي الامر الذي يمنحها مزيدا من القدرة على عرقلة نشاط القراصنة وردعهم في هذه المساحة الواسعة."

وامتنع متحدث باسم القوة عن الافصاح عن مزيد من التفاصيل بخصوص نطاق ومواقع تسيير الدوريات في المستقبل قائلا انه ينبغي الحفاظ على أمن العمليات وفعاليتها.

من جهته قال وزير الخارجية الكيني موسى ويتانجولا ان المجتمع الدولي يتجاهل التهديد الامني القادم من الصومال مشيرا الى ان الولايات المتحدة تريد تفادي تكرار التدخل العسكري الفاشل الذي حدث في عام 1992 .

وقال ويتانجولا في مقابلة في نيويورك ان الصراع الصومالي لا يحصل على اهتمام عالمي ويتراجع امام الوضع في السودان والحرب في افغانستان ومحاولة السلام في الشرق الاوسط ومكافحة المخدرات في المكسيك .

واضاف ان هذا البلد الذي ينعدم فيه القانون بشكل فعلي يمثل اكبر تهديد في القرن الافريقي مع قتال متمردي حركة الشباب الاسلاميين للاطاحة بالادارة الصومالية التي يدعمها الغرب.

وقال "نعرف ..كم تضخ الولايات المتحدة في افغانستان قيل لنا ملياري دولار يوميا. منطقة شرق افريقيا تطلب 500 مليون دولار ليس يوميا وليس شهريا وليس سنويا ..مرة واحدة فقط لتحقيق الاستقرار في الصومال."

وعندما سئل عن سبب اعتقاده بتجاهل الصومال فقال " بالنسبة للولايات المتحدة ربما الاحراج الذي واجهته عندما ذهبت الى هناك لا اعرف. ربما هذا هو ما يشكل سياستهم."

وتقول الولايات المتحدة انها ملتزمة بمساعدة الحكومة الصومالية على صد المتمردين الاسلاميين ودعم قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي بالعتاد والتدريب والدعم اللوجستي.

ولكن ليس للولايات المتحدة وجود في الصومال منذ عام 1994 بعد ان قادت تدخلا فاشلا للامم المتحدة بدأ كمحاولة عسكرية لتوزيع مساعدات غذائية في عام 1992. وانسحبت الولايات المتحدة بعد قتل جنود امريكيين في اواخر 1993 . بحسب رويترز.

وحث بان جي مون الامين العام للامم المتحدة الدول الاعضاء في المنظمة الدولية على "تقديم دعم عسكري ومالي وموارد اخرى" للحكومة الصومالية وينظم اجتماعا رفيعا بشأن الصومال في 23 سبتمبر ايلول على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة .

ينتشر نحو 7200 جندي من الاتحاد الافريقي لحفظ السلام من اوغندا وبوروندي في مقديشو ويركزون على حراسة المطار والموانيء وحماية الرئيس شيخ شريف احمد من المتشددين .

وقال ويتانجولا ان مشكلات الصومال لن تزعزع استقرار كينيا ولكنه قلق من استهداف حركة الشباب كينيا. وكانت الحركة قد اعلنت مسؤوليتها عن قتل 79 شخصا في هجوم في العاصمة الاوغندية في 11 يوليو تموز.

تهديدات متنامية

من جانبه قال رئيس جهاز المخابرات البريطاني (ام.اي 5) ان المؤامرات التي يشتبه ان القاعدة تحيكها ضد أهداف بريطانية تنبع بشكل متزايد من الصومال واليمن وان ذلك يرجع جزئيا الى الحملة المناهضة للارهاب التي يتعرض لها قادة التنظيم في باكستان.

وقال جوناثان ايفانز المدير العام للجهاز ان الصومال يشبه الان أفغانستان في التسعينات "كمهد للارهاب" وان المتشددين هناك ربما يلهمون يوما أفرادا على شاكلتهم لينفذوا هجمات في بريطانيا.

وأضاف "أنا قلق من أنها مجرد مسألة وقت قبل ان نرى الارهاب في شوارعنا وهو مستلهم من الذين يحاربون اليوم الى جانب الشباب" مشيرا الى الحركة الاسلامية المتشددة المرتبطة بالقاعدة التي تحارب في الصومال.

واستطرد "قدرات محاربة الارهاب تحسنت في السنوات القليلة الماضية لكن لا يزال هناك خطر حقيقي من وقوع هجوم فتاك. ولا أرى مبررا للاعتقاد بان الموقف سيتحسن في المستقبل الاني."

وكرر ايفانز ما قاله مسؤولون بريطانيون اخرون من ان الدورة الاولمبية لعام 2012 ستواكبها حملة أمنية كبيرة وقال انه على بريطانيا الا تهون من مسألة استضافة الدورة بشكل امن "في مناخ يخيم عليه خطر ارهابي عال."

وذكر ايفانز أن حجم المؤامرات المشتبه بها ضد بريطانيا التي تحاك في شمال غرب باكستان تراجع الى نحو 50 في المئة من 75 في المئة قبل عامين او ثلاثة وان ذلك يشير الى تنوع الخطر لا انخفاضه. بحسب رويترز.

وقال "الانخفاض في حالات مرتبطة بالمناطق القبلية في باكستان يرجع جزئيا الى الضغوط التي تتعرض لها قيادات القاعدة هناك. لكن الانخفاض يرجع أيضا الى تنامي الانشطة في أماكن أخرى."

وكانت معظم المؤامرات الارهابية في بريطانيا منذ 11 سبتمبر ايلول عام 2001 لها صلة بباكستان بما في ذلك التفجيرات الانتحارية عام 2005 التي أوقعت 52 قتيلا في وسائل النقل في لندن. وطالبت بريطانيا باكستان بأن تفعل المزيد لمحاربة الارهاب.

وقال ايفانز ان اليمن مبعث قلق بسبب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي اعلن مسؤوليته عن محاولة فاشلة قام بها طالب نيجيري لتفجير طائرة ركاب امريكية فوق ديترويت في ديسمبر كانون الاول عام 2009 .

وصرح ايفانز بأن اليمن مبعث قلق أيضا لان أنور العولقي وهو رجل دين مسلم متشدد يختبيء هناك ويدعو لشن هجمات على الغرب.

وقال "هناك خطر حقيقي في ان يستجيب أحد أتباعه لدعوته للعنف ويشن هجوما في المملكة المتحدة وربما يفعل ذلك وحده وبتدريب رسمي قليل."

وفي الصومال على الضفة الاخرى من خليج عدن تحارب حركة الشباب حكومة مؤقتة ضعيفة منذ ثلاث سنوات وتسطير الحركة الان على مناطق كبيرة من وسط وجنوب البلاد.

وقال ايفانز ان بعض المؤامرات التي يرى جهاز (ام.اي 5) ان من لهم صلات بالقاعدة يشجعون عليها او يكلفون بها تتضمن أفرادا لا يملكون المهارات او المواصفات الشخصية "لارهابيين لهم مصداقية.

استقالة رئيس الوزراء

الى ذلك استقال رئيس وزراء الصومال عمر عبد الرشيد شرماركي ليكون بذلك قد دفع ثمن فشل الحكومة في السيطرة على تمرد اسلامي أدى لمقتل الاف المدنيين.

وتم ارسال الالاف من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي لدعم الحكومة الانتقالية في الصومال لكن المتشددين يسيطرون الان على أجزاء كبيرة من العاصمة مقديشو وقطاعات ضخمة من جنوب ووسط الصومال.

وسارع سياسيون موالون للرئيس شيخ شريف أحمد الى القول بأن رحيل شرماركي سيضع حدا للانقسامات الداخلية التي لاحقت الحكومة الانتقالية الاتحادية وبطأت عمل الحكومة. ورحب أحمد بقرار شرماركي بالاستقالة.

وفي وقت لاحق عين نائب رئيس الوزراء عبد الواحد جونجيه في منصب قائم بأعمال رئيس الوزراء وقال انه سيعين رئيسا جديدا للوزراء في أقرب وقت ممكن. ولم يتضح على الفور من المرشحون للمنصب.

الا أن بعض المحللين في منطقة القرن الافريقي قالوا ان المتمردين الاسلاميين سيعتبرون تغيير القيادة انتصارا دعائيا ولن يغير شيئا يذكر ما دامت الحدود بين سلطات رئيس الدولة ورئيس الوزراء غير واضحة بدقة.

وقال راشد عبدي محلل شؤون الصومال لدى مجموعة الازمات الدولية والمقيم في نيروبي "هذه محاولة من جانب شريف وحلفائه لاعادة صياغة الحكومة الانتقالية الاتحادية لكن لا يمكن تحقيق هذا بمجرد تغيير فرد.

"انها مشكلة تتعلق بالنظام المختلط (للحكم) الذي يفترض أنه يمنع تركز سلطات أكثر من اللازم في يد جهة واحدة لكن ثقافة الصومال القائمة على وجود زعيم قوي ما زالت تعطل هذا النظام."بحسب رويترز.

وأضاف عبدي أن أحمد وهو متمرد اسلامي سابق كان يتطلع الى كبش فداء بينما كان يحاول اعادة تأكيد سلطته على حكومة هشة ودولة خاب أملها.

وحذرت جماعة أهل السنة والجماعة الصوفية - التي وقعت في وقت سابق هذا العام اتفاقا لتقاسم السلطة مع الحكومة الانتقالية - من أن رحيل شرماركي سيزيد الامن سوءا.

وقال شرماركي للصحفيين وهو يقف الى جانب الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد انه قرر الاستقالة من منصب رئيس الوزراء في ضوء الازمة داخل الحكومة وتنامي العنف في الصومال.

وانتقد الرئيس الصومالي شرماركي بسبب فشله في حل الصراع وقال ان تعديلات وزارية عديدة لم تسفر عن أي تحسن.

وقال افياري علمي أستاذ العلوم السياسية الصومالي المقيم في دهار "يمكن أن يشكل هذا فرصة جيدة للحكومة الانتقالية. يمكن أن يولد رأسمالا سياسيا جديدا اذا كان رئيس الوزراء الجديد كفؤا وحصل على دعم الشعب الصومالي."

وقال مصدر دبلوماسي ان استقرار الادارة الانتقالية - التي يتوقع أن ينتهي تفويضها في أغسطس اب 2011 - بعد تغيير رئيس الوزراء سيتوقف على من سيحل محل شرماركي.

وصعدت حركة الشباب التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة هجماتها للاطاحة بالحكومة في الاسابيع الستة الماضية.

وفي أحدث هجوم فجر انتحاري نفسه خارج مجمع القصر الرئاسي ليل الاثنين فأصاب اثنين من جنود حفظ السلام.

واستخدم المتمردون المهاجمين الانتحاريين خلال العامين الماضيين فقتلوا خمسة وزراء وعشرات من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي. وكانت حركة الشباب مسؤولة أيضا عن هجمات في أوغندا في يوليو تموز أسفرت عن مقتل 79 شخصا على الاقل.

عنف متواصل

في السياق ذاته قالت الشرطة إن انتحاريا فجر نفسه عند بوابات قصر الرئاسة في مقديشو مما أدى إلى اصابة جنديين في أحدث هجوم في العاصمة الصومالية يشنه المتمردون المرتبطون بالقاعدة.

وقال عثمان أدن المتحدث باسم الشرطة إن الانتحاري الذي كان مسلحا ببندقية آلية حاول القفز فوق مدرعة كانت في طريقها إلى داخل القصر ضمن قافلة من قوات حفظ السلام.

وأضاف أن جنود حفظ السلام أطلقوا النار على الانتحاري لمنعه من القفز فوق المدرعة فألقى عليهم قنبلة ثم فجر عبوته الناسفة.

وقال أدن إن المهاجم حارس سابق في وزارة الداخلية انضم الى جماعة شباب المجاهدين المرتبطة بالقاعدة.

وأضاف "لحسن الحظ لم يصب الا اثنان من جنودنا بجروح طفيفة من جراء الشظايا... كان الجنود فوق سطح بناية صغيرة عند بوابة القصر."

وتحارب حركة شباب المجاهدين الحكومة الانتقالية الهشة برئاسة شيخ شريف أحمد منذ ثلاث سنوات وتسيطر الان على معظم مقديشو وأجزاء كبيرة من جنوب الصومال ووسطه.

وصعد المتمردون قتالهم للاطاحة بالحكومة التي يدعمها الغرب وقتل انتحاريون في وقت سابق هذا الشهر اثنين من جنود قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي وعددا من المدنيين في مطار مقديشو.

وحلت الفوضى بالصومال منذ أطاح زعماء الميليشيات العشائرية بالرئيس السابق محمد سياد بري عام 1991. وينشط القراصنة في مياه الصومال الاقليمية مما تسبب في زيادة كبيرة في تكلفة الملاحة في خليج عدن. بحسب رويترز.

واستخدم المتمردون المفجرين الانتحاريين محققين نتائج مدمرة على مدار العامين الاخيرين اذ قتلوا خمسة وزراء وعشرات من أفراد قوات حفظ السلام. كما كانت جماعة الشباب أيضا مسؤولة عن هجومين في أوغندا في يوليو تموز أديا الى مقتل 79 شخصا على الاقل.

وتضم المجموعة عددا من المقاتلين الاجانب في صفوفها وهددت الدول المجاورة التي تقول انها تساعد الحكومة الصومالية.

وركزت قوة حفظ السلام على حماية الرئيس وحماية الميناء والمطار من المتمردين.

كما قام متمردون في العاصمة الصومالية مقديشو بضرب حرس احدى المحطات الاذاعية ونهب معداتها وسيطروا على محطة اخرى يوم السبت في احدث هجمات على وسائل الاعلام في البلد الذي تعمه الفوضى.

والصومال من اخطر الاماكن بالنسبة للصحفيين في العالم. واحتلت هذا العام المركز الثاني بعد العراق على مؤشر لجنة حماية الصحفيين للافلات من العقاب الذي يصنف الدول التي تتكرر فيها حوادث قتل الصحفيين ونادرا ما يحاكم فيها مرتكبو هذه الجرائم.

ويستهدف مقاتلو جماعتين اسلاميتين تسعيان للاطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب محطات اذاعية صومالية بصفة خاصة بينما اتهمت أيضا قوات حكومية بمضايقة الصحفيين.

وقال موظفو محطة اذاعة القرن الافريقي (هورن افريك) في مقديشو ان مسلحين من حركة الشباب التي لها صلة بتنظيم القاعدة اغاروا على المحطة في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت.

وصرح صحفي بالاذاعة لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "عصب المسلحون اعين الحرس وضربوهم ثم دخلوا جميع الغرف واستولوا على معدات."

وسيطر مسلحون من جماعة أخرى هي حزب الاسلام على محطة (جي.بي.سي) يوم السبت وقال مراسلون في محطات اخرى انهم تلقوا تحذيرات من جماعات متمردة بالاستيلاء عليها.

وقال محمد ابراهيم المعد في محطة (جي.بي.سي) لرويترز "جاء مقاتلون مسلحون من حزب الاسلام للمحطة. لم يستولوا على معدات ولكن سيطروا على المحطة وما زالوا هناك ويسيطرون على الراديو."

وفي ابريل نيسان من هذا العام قالت حركة الشباب انها اوقفت بث هيئة الاذاعة البريطانية في المناطق التي تسيطر عليها واتهمت الاذاعة بنشر دعاية مسيحية.

وتريد حركة الشباب التي كانت وراء تفجيرين وقعا في العاصمة الاوغندية في يوليو تموز فرض تفسيرها المتشدد للشريعة الاسلامية في الصومال ومنعت الموسيقى من محطات الراديو وتسمح فقط بالانشاد الديني.

وفي مايو ايار قتلت حركة الشباب صحفي بارز يعمل في راديو مقديشو التابع للدولة بالرصاص وهو في طريقه لمنزله.

ولا توجد حكومة مركزية فاعلة في الصومال منذ عام 1991 وبدا متمردون تمردهم منذ عام 2007 وقتل أكثر من 21 الف مدني في معارك في انحاء البلاد.

وتسيطر حركة الشباب الان على معظم جنوب ووسط الصومال وتقتصر سلطة الحكومة المدعومة من الغرب على قطاع صغير في العاصمة ويدعمها 7200 جندي من الاتحاد الافريقي.

كما اعلن مصدر طبي وشهود ان 12 مدنيا على الاقل قد قتلوا وان حوالى خمسين آخرين اصيبوا بجروح الخميس في مقديشو خلال قصف مدفعي بين متمردين اسلاميين وقوة الاتحاد الافريقي في الصومال (اميصوم).

وقد اطلقت حركة الشباب الاسلامية التي تعلن انتماءها الى تنظيم القاعدة، النار على القصر الجمهوري والبرلمان، فردت قوة اميصوم التي تحمي الحكومة الفدرالية الانتقالية.

وقال المسؤول الامني في الحكومة الانتقالية عبدي معلم غيدي لوكالة فرانس برس، ان "المتمردين اطلقوا قذائف هاون في اتجاه القصر الجمهوري والبرلمان، لكنهم اخطأوا اهدافهم ولم يقع قتلى في هذه المنطقة".

وذكرت مصادر طبية ان معظم الضحايا قتلوا في سوق بكارا اكبر الاسواق في المدينة التي يسيطر عليها الشباب.

وقال رئيس جهاز سيارات الاسعاف في مقديشو علي موسى ان "عدد المدنيين القتلى ارتفع حتى الان الى 12 والجرحى الى 47. ولقد انتشلنا القسم الاكبر من الضحايا في سوق بكارا وتحديدا في قطاع يباع فيه السمك". بحسب فرانس برس.

واضاف ان "سيارات الاسعاف واجهت صعوبات كثيرة في الوصول الى الضحايا بسبب العدد الكبير للشاحنات التي تقفل شوارع السوق".

من جهته، قال الشاهد حسسن يمبي ان "قصفا مدفعيا عنيفا استهدف قطاعا مكتظا في السوق فقتل خمسة اشخاص على الفور واصيب اكثر من 10 بجروح. المشهد مرعب لأن الاشلاء متناثرة في المكان".

وحصل قصف مدفعي ثان قامت به حركة الشباب الذين استهدفوا الاكاديمية العسكرية القديمة في شمال غرب مقديشو، والتي اصبحت مقر قيادة الكتيبة البوروندية من قوة اميصوم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/أيلول/2010 - 13/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م