
شبكة النبأ: تصدرت أخبار سياسة إيران
وتحولها تجاه احتجاز الرهائن قائمة الأخبار الدولية وأصبح ملف الرهائن
أكثر تعقيدا وأحدث أزمة دبلوماسية حدثت بين إيران والولايات المتحدة
الامريكية، تم وصف الأزمة بانها حادثة محورية في تاريخ العلاقات ويعتقد
بعض المحللين السياسيين ان الأزمة ستتطور وستزيد من حالة التدهور في
العلاقات المتوترة بالفعل بسبب الانشطة النووية الايرانية المثيرة
للجدل.
امرأة أمريكية محتجزة
وتعد سارة شورد وهي واحدة من ثلاثة أمريكيين كانوا محتجزين في ايران
منذ أكثر من عام للاشتباه في قيامهم بالتجسس وهم في طريق عودتها الى
الوطن الولايات المتحدة.
كانت شورد التي تبلغ من العمر 32 عاما اعتقلت مع رجلين أمريكيين -هما
شين باور وجوش فتال- في يوليو تموز 2009 بالقرب من حدود ايران مع
العراق. وقالت عائلاتهم انهم عبروا الحدود بعدما ضلوا الطريق اثناء
نزهة جبلية في شمال العراق في ذلك الوقت.
وصلت شورد الى سلطنة عمان وتوجهت الى دبي يوم السبت في طريق ذهابها
في رحلة طيران عابر الى نيويورك.
وقال شاهد عيان انها قالت في مؤتمر صحفي قبل وقت قصير من رحيلها من
مسقط "اشكر السلطان قابوس والسلطات العمانية على استضافتي في عمان. حسب
رويترز
واضافت قولها وأود ان اشكر السفير الامريكي على استضافته عائلتي.
ودعت الناس الى الصلاة من أجل الافراج عن رفيقيها باور وفتال.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان ايران يجب أن
تفرج عن الرجلين كبادرة انسانية مهمة.
ورفض مسؤولون أمريكيون وعائلات المحتجزين اتهامات ايران للامريكيين
الثلاثة بالتجسس قائلين انهم عبروا الحدود بعدما ضلوا الطريق اثناء
نزهة جبلية في شمال العراق
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان ايران يجب أن
تفرج عن مواطنين أمريكيين لا تزال تحتجزهما بتهمة التجسس كبادرة
انسانية مهمة بعد الافراج في وقت سابق عن أمريكية بكفالة.
وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة شعرت بالارتياح من قرار ايران
الافراج عن سارة شورد التي اعتقلت مع رجلين أمريكيين هما شين باور وجوش
فتال في يوليو تموز 2009 بالقرب من حدود ايران مع العراق. حسب رويترز
وقالت كلينتون للصحفيين بعد اجتماع مع وزير خارجية استراليا نحن
ملتزمون تماما بعودة جوش وشين. هذان الشابان احتجزا بدون سبب منذ اكثر
من عام. ستكون لفتة انسانية مهمة اذا أفرج الايرانيون عنهما ايضا.
وغادرت شورد ايران متوجهة الى سلطنة عمان بعد الافراج عنها في اعقاب
ما بدا انه خلاف سياسي ايراني داخلي حول القضية.
ورفض مسؤولون أمريكيون وعائلات المحتجزين اتهامات ايران للامريكيين
الثلاثة بالتجسس قائلين انهم عبروا الحدود بعدما ضلوا الطريق اثناء
نزهة جبلية في شمال العراق.
ووجهت كلينتون الشكر لكل من سويسرا التي ترعى المصالح الامريكية في
ايران في ظل غياب العلاقات الدبلوماسية مع طهران. كما وجهت الشكر
لسلطنة عمان لمساعدتها في تأمين الافراج عن شورد وقالت ان الولايات
المتحدة ستواصل الضغط من اجل اطلاق سراح باور وفتال.
وقالت كلينتون نستمر في التواصل مع الكثير من الدول في انحاء العالم
التي تدعمنا في جهودنا.
وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان مسؤولين ايرانيين عرضوا
على العمانيين قائمة باسماء مواطنين ايرانيين محتجزين في سجون أمريكية.
وأضاف في مقابلة تلفزيونية نأمل ان يقوموا هم أيضا ببادرة انسانية.
ومن المقرر ان يتوجه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى نيويورك
الاسبوع القادم للمشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم
المتحدة
اعتقال جنود اميركيين
من جهة أخرى اعلنت مصادر ايرانية اعتقال سبعة جنود اميركيين كانوا
يحاولون التسلل الى ايران من الحدود الباكستانية الا ان السلطات
الايرانية ما لبثت ان نفت هذا النبأ الذي كذبه ايضا البنتاغون والسلطات
الباكستانية.
وكان موقع جافاناونلاين.اي ار القريب من الحرس الثوري اعلن في وقت
سابق ان القوات الايرانية اعتقلت مؤخرا سبعة جنود اميركيين كانوا
يحاولون دخول ايران عبر الحدود الباكستانية.
ولم يقدم الموقع اي مصدر او تفاصيل لهذا النبأ الذي اوردته على
الاثر وكالة فارس للانباء.
الا ان ايران نفت بعد ذلك هذا النبأ عبر مصادر مختلفة.
فقد نقلت قناة العالم التلفزيونية الناطقة بالعربية الاحد عن محافظ
سيستان بلوشستان (جنوب شرق) علي محمد ازاد قوله لم يتم اعتقال اي جندي
اميركي. اننا ننفي ذلك. حسب فرانس برس
كما نفى مسؤول محلي في حرس الحدود هذه المعلومات لقناة العالم وكذلك
نفتها قيادة الحرس الثوري، المكلف الامن في هذه المنطقة الحدودية مع
باكستان هذه الواقعة، في تصريح لقناة برس-تي في الناطقة بالانكليزية.
بدوره سارع الموقع الالكتروني القريب من الحرس الثوري الى اصدار نفي
رسمي، مقدما اعتذارا الى قرائه.
من جانبها نفت الولايات المتحدة اعتقال اي من جنودها. وقال المتحدث
باسم وزارة الدفاع الاميركية جيف موريل في رسالة الكترونية ليس لدينا
اي جندي مفقود.
كذلك نفت باكستان بدورها وجود جنود اميركيين في هذه المنطقة. وقال
المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عبد الباسط لا يوجد جنود
اميركيين، لذلك فان اعتقال اي منهم امر غير مطروح.
وقد اعتقلت القوات الايرانية مرتين خلال الاعوام الاخيرة جنودا من
القوات البريطانية المنتشرة في العراق ضلوا طريقهم: 15 بحارا من قوات
البحرية الملكية تاهوا في الخليج عام 2007 وثمانية بحارة عبروا الحدود
خطأ عند شط العرب العام 2004. وقد تم الافراج سريعا عن هؤلاء الجنود في
الحالتين.
كذلك، اعتقلت ايران في تموز/يوليو 2009 ثلاثة اميركيين اكدوا انهم
دخلوا ايران عن طريق الخطا خلال رحلة برية في جبال كردستان العراق. وقد
اتهم هؤلاء الثلاثة، الذين لا يزال اثنان منهم معتقلين في ايران،
بالتجسس ومن المقرر ان يحاكموا قريبا. غير انه لم يسبق ان وقع حادث
مماثل مع جنود اميركيين ولا عند الحدود مع باكستان.
الا ان السلطات الايرانية، وخصوصا الحرس الثوري، اتهمت سابقا اكثر
من مرة القوات الباكستانية والاميركية بدعم مجموعات سنية متمردة تنشط
في محافظة سيستان بلوشستان، وخصوصا مقاتلي حركة جند الله المسؤولين عن
هجمات عدة في هذه المنطقة منذ عشرة اعوام.
واضافة الى حركة التمرد القديمة في هذه المنطقة التي تعيش فيها
اقلية سنية كبيرة، في حين يشكل الشيعة 90% من سكان ايران، تشهد محافظة
سيستان بلوشستان مواجهات منتظمة بين قوات الجيش وتجار المخدرات او
المهربين المنظمين عسكريا.
وفقدت قوات الامن الايرانية اكثر من 3500 جندي في مواجهات مسلحة في
سيستان بلوشستان خلال الاعوام الثلاثين الاخيرة بحسب الارقام الرسمية.
عسكرة السلطة
من جانبها اعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن الامل
في ان يتولى زعماء مسؤولون السلطة في ايران التي ترى انها تزداد توجها
نحو عسكرة نظامها.
وقالت كلينتون لا يسعني سوى الامل في بذل بعض الجهد في ايران من قبل
القادة المدنيين والدينيين المسؤولين لتولي السيطرة على جهاز الدولة
وذلك في حديث لشبكة التلفزيون ايه.بي.سي التي بثت في الوقت نفسه حديثا
للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي وصل الى نيويورك للمشاركة في
اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. حسب فرانس برس
ونددت كلينتون بالنفوذ الواسع للجيش والحرس الثوري وغيره من
الميليشيات في ايران.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية اعلم انها مشكلة للشعب في ايران.
ونحن نتلقى تقارير قادمة من ايران مشيرة الى ان الولايات المتحدة تسعى
الى مساعدة ايرانيين في الداخل.
وكان الحرس الثوري (بسدران) الخاضع مباشرة لسلطة المرشد الاعلى
للجمهورية آية الله علي خامنئي قام بدور كبير في قمع حركة الاحتجاج على
اعادة انتخاب الرئيس احمدي نجاد.
ويملك الحرس الثوري، الذي يعد جيشا موازيا حقيقيا، صواريخ قادرة على
اصابة اسرائيل، الحليف المميز للولايات المتحدة في المنطقة.
كما تندد واشنطن بنشاط الحرس الثوري خارج حدود ايران سواء في الشرق
الاوسط او شمال افريقيا او في اميركا اللاتينية ولا سيما في فنزويلا.
واكدت هيلاري كلينتون ان عددا من الايرانيين، بعضهم كان في الاصل من
المتعاطفين مع الحكومة الاسلامية، بداوا في ابداء معارضتهم للنظام.
من جهته، رد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على شبكة "ايه بي سي"
"اعتقد ان كلينتون سيدة محترمة للغاية لكن يستحسن ان تحصل على
معلوماتها من مصادر افضل".
وترديدا لهجمات وزيرة الخارجية الاميركية انتقد الرئيس الاصلاحي
السابق للبرلمان الايراني مهدي كروبي بشدة الاحد تصاعد نفوذ وقوة الحرس
الثوري.
وقال في رسالة نشرت في ايران ان هذا الكيان يعاني من علتين شديدتي
الخطورة عليه وعلى الامة: دخوله غير المشروط في الساحة السياسية وتدخله
في الاقتصاد حيث يسعى الى احتكارات.
من جهة اخرى رحبت كلينتون بالعقوبات الاقتصادية الدولية التي فرضها
مجلس الامن الدولي على ايران في حزيران/يونيو الماضي معتبرة انها "تسبب
الما شديدا".
ويشتبه في ان ايران تسعى الى اقتناء القنبلة الذرية تحت غطاء برنامج
نووي سلمي وهو ما تنفيه باستمرار.
وقالت كلينتون المعلومات التي نتلقاها تشير الى ان النظام الايراني
يشعر بقلق شديد لتاثيرها على نظامه المصرفي وعلى نموه الاقتصادي.
وكان وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران قال الخميس في واشنطن ان
العقوبات "تاتي ثمارها".
ورد الرئيس الايراني عبر شبكة اي.بي سي قائلا اننا ناخذ العقوبات
على محمل الجد لكن الاعتقاد بانها فاعلة شيء مختلف تماما.
ومن المقرر ان يشارك احمدي نجاد هذا الاسبوع في قمة للامم المتحدة
حول اهداف الالفية من اجل التنمية وفي اعمال الدورة السنوية للجمعية
العامة للامم المتحدة.
والتقى احمد نجاد الاحد الامين العام للامم المتحدة الذي دعاه الى "التزام
العمل البناء" مع المجتمع الدولي في المفاوضات حول برنامج بلاده النووي
المثير للجدل.
ومن المقرر ان يجتمع ممثلو الدول الست (الصين، الولايات المتحدة،
فرنسا، بريطانيا، روسيا) التي تتابع الملف النووي الايراني الاربعاء في
نيويورك.
النفوذ خطير
وانتقد رئيس البرلمان الايراني الاصلاحي السابق مهدي كروبي بشدة
التصاعد "الخطير" لنفوذ الحرس الثوري في ايران و"الفوضى" التي اغرقت
فيها الحكومة البلاد وفق رايه.
وفي رسالة الى الرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني الذي يترأس مجلس
الخبراء، وهي الهيئة النافذة المكلفة خصوصا الاشراف على عمل مرشد
الجمهورية الاسلامية علي خامنئي، ندد كروبي بالدور السياسي والاقتصادي
المتنامي للحرس الثوري (البسدران).
واعتبر كروبي، وهو احد ابرز وجوه المعارضة للرئيس محمود احمدي نجاد،
في رسالته التي نشرت على موقعه الالكتروني، ان "هذا الكيان يعاني من
مرضين خطيرين جدا بالنسبة اليه ويهددان الامة: دخوله غير المشروط في
العمل السياسي ودخوله في الاقتصاد حيث يسعى الى الحصول على احتكارات".
بحسب فرانس برس.
والدور المتنامي للبسدران منذ وصول الرئيس محمود احمدي نجاد الى
السلطة في 2005 مخالف لرغبة الامام الخميني، مؤسس الجمهورية الاسلامية،
الذي "منعهم من دخول حقلي السياسة والاقتصاد، كما اضاف كروبي في رسالته.
وقد وسع الحرس الثوري الذي يتبع المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية،
سيطرته على جوانب كاملة في الاقتصاد الايراني مثل الاشغال الكبرى
وصناعة السيارات والاتصالات او النفط والغاز في المرحلة الاخيرة.
وندد كروبي ايضا بالفوضى الواضحة في كل قرارات حكومة" احمدي نجاد
الذي يستفيد منذ اعادة انتخابه المثيرة للجدل في حزيران/يونيو 2009، من
الدعم الكامل للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية.
وقال كروبي ان هذه القرارات ادت الى انكماش اقتصادي وزيادة البطالة.
وهي مسؤولة ايضا عن العقوبات الدولية ضد ايران نتيجة غياب الحكمة وغياب
الخبرة والتباهي المتواصل للحكومة ولا سيما الرئيس حيال هذا الموضوع،
كما اضاف.
وتابع كروبي في رسالته اذا كان مجلس الخبراء لا يقوم بشيء الان لوضع
حد لهذه الانحرافات فسينتهي به الامر وقد فات الاوان.
نظام عالمي جديد بديل
من جهته طالب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الثلاثاء بنظام
عالمي جديد بدلا عن النظام الحالي الذي انشأه اسياد العبيد، وذلك في
افتتاح مؤتمر ايراني-افريقي في طهران.
ونقلت وكالة انباء مهر عن احمدي نجاد قوله ان "الشعور السائد حاليا
هو ان العالم بحاجة الى نظام ادارة جديد.
واكد ان النظام العالمي الحالي انشأه "مستعمرون سابقون واسياد
العبيد لاستغلال ثروات الامم الافريقية".
ويشارك رئيسا السنغال عبد الله واد، وملاوي بينغو وا موثاريكا،
اضافة الى وزراء من دول افريقية اخرى في المؤتمر الذي يستمر يومين
ويخصص لتطوير العلاقات بين ايران وافريقيا.
واقترح احمدي نجاد ان تساعدة ايران على تطوير الدول الافريقية،
موضحا ان الجمهورية الاسلامية "ليس لديها حدود" لمساعدة القارة ولا
سيما لتصدير معارفها التكنولوجية.
وتوقع رئيس ملاوي من جهته تطورا سريعا في العلاقات بين ايران
وافريقيا في السنوات الخمس المقبلة. وقال سنشهد قريبا انشاء صناعات
ايرانية كثيرة في افريقيا.
وبعد وصول الرئيس الايراني احمدي نجاد الى السلطة عام 2005 اعلن ان
تطوير علاقات بلاده مع افريقيا اولوية لحكومته. بحسب فرانس برس. |