فلسطين والأحلام الضائعة بين العنف والعنف المضاد

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: بينما تحاول الحكومة الفلسطينية الوصول الى حل سلمي مع الجانب المحتل الإسرائيلي من خلال المفاوضات المباشرة التي مازالت قائمة ولم ينتج عنها أي حل لحد الآن، تستمر العمليات العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، لاسيما بعد ان شنت إسرائيل عدد من الغارات الجوية على مناطق من غزة، وجاء هذا حسب ما ذكرته إسرائيل ردا على الهجمات التي قام بها أفراد حركات المقومة والتي لم تسفر عن ضحايا، في حين أدى الأسلوب القمعي من الجانب الإسرائيلي الى تصاعد أعداد الضحايا من الشهداء الفلسطينيين.

قصف إسرائيلي

فقد لقي شاب فلسطيني مصرعه وأصيب اثنان آخران، نتيجة غارة جوية شنتها طائرات حربية إسرائيلية على منطقة الأنفاق في جنوب قطاع غزة، بالقرب من بوابة "صلاح الدين" الواقعة على الحدود مع مصر.

وقالت مصادر طبية وأمنية فلسطينية إن القتيل يُدعى وجدي القاضي، يبلغ من العمر 22 عاماً، وأشارت إلى أن الجريحين الآخرين، اللذين لم يتم الكشف عن هويتهما، تم نقلهما إلى مستشفى "أبو يوسف النجار" في رفح، ولم تتضح على الفور طبيعة إصابتهما.

وأكد الجيش الإسرائيلي حدوث القصف الجوي لمنطقة "أنفاق التهريب" في جنوب غزة، واعتبر أن القصف جاء رداً على إطلاق مسلحين فلسطينيين تسع قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه مناطق في جنوب الدولة العبرية في وقت سابق.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن إجمالي الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة وسقطت داخل الأراضي الإسرائيلية بلغ 14 صاروخاً، وعادة لا تسبب هذه القذائف بدائية الصنع سقوط ضحايا أو حدوث أضرار لدى الجانب الإسرائيلي.

تأتي هذه الهجمات بعد ساعات على انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والتي بدأت بمنتجع "شرم الشيخ" المصري ، وتتواصل في القدس. بحسب وكالة السي ان ان.

وفي وقت سابق قال الجنرال بالجيش الإسرائيلي، إيال إيسنبرغ: "على مدار الأيام القليلة الماضية لاحظنا تزايداً في محاولات المنظمات الإرهابية لمهاجمة المناطق المحيطة بقطاع غزة بالصواريخ، في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات السياسية."

في الإطار نفسه، قال الوزير بالحكومة الإسرائيلية غيلعاد إردان، إنه "يتوجب على الفلسطينيين والعالم أن يعلموا علم اليقين، بأن إسرائيل ستنظر في القيام بعملية عسكرية واسعة ضد أوكار المخربين في قطاع غزة، على غرار عملية الرصاص المصبوب، إذا استمرت الاعتداءات الفلسطينية بالقذائف الصاروخية على الأراضي الإسرائيلية المنطلقة من قطاع غزة."

وقال إردان، وفقاً لما نقلت الإذاعة الإسرائيلية، إنه "لا يمكن حل هذه المشكلة بالضغوط الدولية، ويجب التحدث مع القيادة الإسلامية المتطرفة في قطاع غزة باللغة التي تفهمها.

ثلاثة قتلى

فيما لقي ثلاثة فلسطينيين على الأقل مصرعهم في قصف إسرائيلي استهدف بلدة "بيت حانون" في شمال قطاع غزة، أسفر عن سقوط جريحين آخرين، وفق ما أكدت مصادر أمنية وطبية فلسطينية.

وبينما ذكرت مصادر فلسطينية أن دبابة إسرائيلية أطلقت إحدى قذائفها باتجاه عدد من المزارعين الفلسطينيين، مما أسفر عن سقوط ثلاثة أشخاص بينهم مسن تجاوز التسعين من عمره وحفيده البالغ من العمر 17 عاماً، قال الجيش الإسرائيلي إنه ما زال يتحرى التقارير الواردة حول القصف.

من جانبها، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية إن قوة من الجيش الإسرائيلي أطلقت عيارات نارية باتجاه "مجموعة تخريبية" اقتربت من السياج الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة، مما أدى إلى مقتل اثنين من أفراد المجموعة في حين أصيب الثالث بجروح، وأضافت أن قوات الجيش تواصل تمشيط المنطقة. بحسب وكالة السي ان ان.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر طبية بمستشفى "بيت حانون" أن القتلى الثلاثة هم إسماعيل وليد أبو عودة (20 عاماً)، والمسن إبراهيم أبو سعيد (92 عاماً)، وحفيده حسام (17 عاماً)، نقلوا فور إصابتهم بقذيفة مدفعية إسرائيلية حين كانوا يعملون في أراضيهم الزراعية، إلا أنهم فارقوا الحياة. وأفاد شهود عيان بأنه سمع صوت انفجار في المنطقة أعقبه قصف مدفعي إسرائيلي من الدبابات الإسرائيلية المتمركزة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة.

مقتل قيادي

من جانبه قال الجيش الإسرائيلي ومسؤولون فلسطينيون ان جنودا إسرائيليين أطلقوا النار على قائد عسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية المحتلة فأردوه قتيلا.

وأدان الزعماء الفلسطينيون عملية القتل وقالوا انها قد تعرض للخطر مفاوضات السلام الوليدة بالشرق الأوسط والتي تجرى بوساطة الولايات المتحدة.

وأعلنت حركة حماس ان القتيل يدعى اياد شلباية قائلة انه قائد محلي لجناحها المسلح وتعهدت بمواصلة القتال. واتهمت حماس الجنود الإسرائيليين باغتياله عمدا دون أي استفزاز من جانبه وهو اتهام رفضه الجيش الإسرائيلي.

وكانت حماس قد أعلنت مسؤوليتها عن مقتل أربعة إسرائيليين عشية انطلاق المحادثات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين في واشنطن هذا الشهر لكن لم يتضح على الفور ما اذا كانت هناك صلة بين الرجل ومقتل الإسرائيليين الأربعة.

وقال أقارب شلباية انه قتل بالرصاص في منزله بعد أن وصلت قوات إسرائيلية لاعتقاله. وقال شقيقه محمد ان الجنود طرقوا باب شلباية ثم دخلوا بعدها سمع شلباية يسأل "من هناك" وأعقب ذلك سماع دوي ثلاث طلقات نارية.

وقالت متحدثة إسرائيلية ان شلباية قتل خلال "مداهمة اعتقال روتينية" في مخيم للاجئين الفلسطينيين بالقرب من بلدة طولكرم شمال الضفة الغربية والتي بها نشطاء. وأضافت المتحدثة أن الجنود فتحوا النار عندما واصل شلباية السير صوبهم بعدما أمروه بالتوقف. واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أن عملية الاغتيال هذه تشكل "تصعيدا خطيرا" وقال في بيان انها تعرض "الجهود الدولية المبذولة للتقدم بالعملية السياسية لمخاطر حقيقة."

وفياض عضو بالسلطة الفلسطينية التي تسيطر على الضفة الغربية وعلى خلاف شديد مع حماس. ونددت حركة حماس بعملية الاغتيال ووصفتها بأنها "جريمة نكراء". بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس في قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي ان "عمليات المقاومة مستمرة وان مثل هذه الجريمة لن تفلح في كسر شوكة المقاومة أو تغييبها."

وقالت حماس ان شلباية أمضى فترات في السجون الإسرائيلية واعتقلته السلطة الفلسطينية عشر مرات مضيفة انه أفرج عنه قبل يومين فقط من سجن تابع للسلطة الفلسطينية.

واتهمت حماس حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاشتراك في المسؤولية عن قتل شلباية.

استهداف عرب القدس

بينما اتهمت الشرطة الإسرائيلية بأنها تستهدف "عرب القدس" تحت هذا العنوان نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا حول اتهامات جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية للشرطة الإسرائيلية بأنها تتبع "نظاما عنصريا" ضد سكان القدس الشرقية من العرب وبخاصة مع تزايد عدد المستوطنين الإسرائيليين المتعصبين في الأراضي التي يسكنها فلسطينيون.

وتقول الصحيفة إن تقريرا صادرا عن " جمعية حقوق الإنسان الإسرائيلية" أكد تزايد عدد المواجهات بين المستوطنين المتشددين وجيرانهم العرب في الوقت الذي تصرف الشرطة الإسرائيلية نظرها عما يحدث وتتجاهل شكاوي الفلسطينيين. ويشير التقرير إلى أن السلطات الإسرائيلية "تطبق القانون بطريقة انتقائية ولا توفر حتى الحد الأدنى من الحماية للسكان المحليين ومعظم من الفلسطينيين".

وأوضح التقرير أيضا أن "السلطات الإسرائيلية تنتهك حقوق الفلسطينيين بل وفي كثير من الحالات لا تنفذ القانون وإن فعلت فسيكون بطريقة عنصرية ضد الفلسطينيين". وردا على هذا التقرير قالت الصحيفة إن الشرطة الإسرائيلية أنكرت هذه الاتهامات ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الشرطة قوله إن " الاتهامات الواردة في التقرير مبالغ فيها ومعظم المواجهات التي تحدث بين المستوطنين والفلسطينيين يكون السبب فيها هم الفلسطينيون". بحسب وكالة البي بي سي.

وتمضي الصحيفة أن المستوطنين بدأوا في الأشهر الأخيرة النزوح إلى القدس الشرقية ومعظم سكانها من الفلسطينيين مما تسبب في اندلاع الاشتباكات. وتقول الصحيفة إن الفلسطينيين الآن يخشون من أن يكون هذا الوضع مخطط له من قبل إسرائيل لمنع إعلان القدس الشرقية عاصمة فلسطينية خلال أي تسوية في المستقبل.

وطبقا للفلسطينيين فإن المسؤول عن اندلاع المواجهات في القدس الشرقية هم أفراد شركات الأمن الخاصة الذين يقومون بحماية المستوطنين اليهود.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21/أيلول/2010 - 11/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م