الجنس والإنسان... غريزة تحرر الأجساد وتسلب الأرواح

 

شبكة النبأ: لفترات قريبة اقترن الجنس بالحياة والفرح والمحبة الا ان دراسة جديدة أضافت بعدا اخر وهو اقتران الجنس بالموت فقد ذكر موقع "لايف ساينس" أن دراسة نشرت في دورية "علم النفس في التطور" أوضحت ان الرجال تطوروا وهم مستعدون للمخاطرة بالموت من أجل ممارسة الجنس، وهذا عامل قد يفسر لمَ يموت الرجال أسرع من النساء في معظم دول العالم.

غير أن الدراسة أوضحت أن الأحادية الزوجية والمساواة الاقتصادية قد تعكس هذه الظاهرة، وتضمن للرجال حياة أطول.

وقال الباحث دانيال كروغر من جامعة ميتشيغان أن أساس هذه الظاهرة هو عملية التطور والسعي إلى زرع الجينات في الأجيال المقبلة.

ومن ناحية التكاثر، يرى الرجال أنه لا بأس في الموت لأنه ما أن يتمّ عمله ثمة فرصة لسلالته في العيش.

وقالت الباحثة آن كامبل من جامعة دورهام في انكلترا والتي لم تشارك في الدراسة، إن وجود أب في حياة الطفل يزيد من احتمالات نجاحه الاجتماعي والانتاجي غير أن غياب الأم قد يكون مميتاً خاصة في بعض الدول النامية، ولذلك تطورت النساء بطريقة يتفادين بها الخطر الجسدي.

في غضون ذلك، يسعى الرجال إلى إثارة إعجاب النساء من خلال المخاطرة، وقد ظهر ذلك عبر التاريخ من خلال المشاركة في أعمال عنف لجذب النساء وقد يشمل اليوم إظهار بطاقات الاعتماد أو منافسة الآخر لفظياً.

وأجرى كروغر مقارنة بين 70 دولة وظهر أن عدم المساواة الاقتصادية ومدى قبول الرجال أثّر على أمد حياتهم فيما بدا أن النساء محصنات ضد ذلك.

ففي النروج مثلاً حيث ثمة مساواة اقتصادية لحدّ ما ظهر أن معدل حياة الرجال قريب لمعدل حياة النساء بفارق 4.5 سنوات، غير أنه في بلاد أخرى مثل كولومبيا والولايات المتحدة حيث الهوة بين الفقر والغناء أكبر يموت الرجال أسرع من النساء ويعود جزء من ذلك إلى تنافس الرجال فيما بينهم أكان عنفياً أو نفسياً للحصول على موقع وأفضل وفي النهاية الحصول على الجنس.

ففي كولومبيا يعيش الرجال لمدة اقصر بمعدل ـ7.8 سنوات مقابل 5.2 سنوات في الولايات المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك، يتأثر الرجال بما يشاهدونه في وسائل الإعلام ويسعون للحصول عليه ما قد يؤثر عليهم نفسياً.

كما ان التعددية الزوجية وسعي الرجال إلى إقامة علاقات مع أكثر من امرأة يرفع موقعهم في الهرم غير أنه يعرضهم للإصابة والموت.

وقال الباحثون إن الرجال الذي لا يسعون إلى تحقيق انتصارات جنسية جراء زواجهم السعيد أو انكبابهم على أمر آخر هم اقل عرضة لانتهاج سلوك خطر.

وأكد كروغر أن المجتمعات التي تسودها الأحادية الزوجية والمساواة الاقتصادية ستكون لصالح طول اعمار الرجال.

وقد يعود ذلك الى ماتوصلت اليه دراسة اخرى نشرت نتائجها في إيطاليا إلى أن الخلايا النسائية تستطيع مقاومة الأمراض أكثر من خلايا الرجال إذا تعرضت للضغط الناتج عن تناول الأدوية والعقاقير أو التأثيرات البيئية.

وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية " أنسا" أن الدراسة أعدها فريق من العلماء من جامعة ساساري في سردينيا، ونوقشت خلال مؤتمر عن قوة الأجناس في مواجهة الأمراض عقد مؤخراً في روما.

وقال العلماء إن خلايا الذكور ذات طبيعية "نمطية" وهي أقل قدرة على التكيف من خلايا الإناث التي تتمتع ب" مرونة كبيرة".

وأوضح رئيس قسم الأدوية في المركز الطبي العالي في إيطاليا ستيفانو فيلا أن الخلايا النسائية " قادرة على إعادة التكيف وتغيير شكلها من دون أن تفقد طاقتها أو حيويتها"

وأضاف " إنها "الخلايا" تتحول إلى آكلة للحوم كي تبعد الموت عنها إذ تلتهم بعض مكوناتها للحصول على الطاقة والبقاء".

من جانبها قالت مديرة المركز الطبي العالي في إيطاليا مونيكا بيتوني  "يظهر ذلك أن نتائج الدراسات عن الرجال لا يمكن تطبيقها بشكل أوتوماتيكي على النساء"، مضيفة "إن خلايا الرجال تتجه نحو موت مبرمج في حين أن خلايا النساء تتجه نحو الشيخوخة".

وشارك في الدراسة 500 باحث من ثلاث مناطق إيطالية ركزوا فيها على الفرق بين الأجناس والهرمونات الجنسية وتأثير الأدوية على المرضى.

في مقابل ذلك ذكرت دراسة اسبانية أنه على الرغم من ان النساء يعشن لمدة أطول من الرجال الا أنهن أكثر عرضة لتمضية سنوات حياتهن الأخيرة وهنّ عاجزات.

واستند الباحث ألبرت أسبلت من وكالة الصحة العامة في برشلونة الى استطلاعات سابقة أجرتها الوكالة عام 1982.

وقابل فريق البحث 4244 شخصاً تتجاوز أعمارهم الـ 64 عاماً في سنوات 1992 و2000 و2006.

وقد أظهرت الدراسة التي نشرت في دورية «صحة النساء» ان نسبة العجز ارتفعت لدى النساء اللواتي تجاوزن الرابعة والستين، مقارنة بالرجال.

وكانت نسبة العجز عام 2006 لدى الرجال فوق الـ 64 عاماً %30 مقابل %53 لدى النساء.

وقال أسبلت «ان عبء العمل المضاعف الذي تقوم به النساء خلال حياتهن، من الأعمال المنزلية والعمل خارج المنزل هي عامل أساسي يفسر الفروق التي ظهرت في الدراسات المختلفة».

ومما يؤيد ماذهبت اليه الدراسة الجديدة ، ما سبق وان توصلت اليه دراسة سابقة كشفت أن العبء النفسي الناتج عن العلاقات العاطفية الفاشلة أو غير المستقرة أكثر تاثيرا عند الرجال من النساء على عكس الاعتقاد الشائع أن النساء هم الأكثر تأثراً، أجرى الدراسة عالما الاجتماع روبين سيمون من جامعة ويك فورست وآن باريت من جامعة فلوريدا.

وأوضحت عدة دراسات سابقة أن النساء الشابات غير المتزوجات يتعرضن لضغط عصبي ونفسي أكثر عند فشل العلاقات العاطفية، لكن يبدو أن العكس هو الصحيح كما يشير البحث الحديث، والذي دُرس فيه ردود الفعل العاطفية لـ1611 من الرجال والنساء غير المتزوجين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و23 عاماً بهدف رصد مدى تأثير العلاقات غير المستقرة على الجنسين في هذه المرحلة الانتقالية من المراهقة للنضج.

وخلُصت الدراسة إلى أن الضغط العصبي الناتج عن العلاقات غير المستقرة يؤثر في الصحة العقلية للرجل أكثر من المرأة، كما أن إنهاء العلاقة العاطفية يؤثر في الصحة العقلية للرجل أكثر من المرأة، في حين أن المرأة أكثر عاطفية بصفة عامة سواء كانت في علاقة أم لا، بينما الرجل يتأثر بنوع العلاقة العاطفية ومدى استقرارها.

وقال روبين سيمون إن الرجل والمرأة يتأثران بكل من جوانب العلاقة المختلفة سواء كانت سلبية أم إيجابية، لكن الرجل يتأثر بشكل أكبر وتتحدد ردود أفعاله في وقت معين وفقاً لنوعية العلاقة، والمرأة أكثر عرضة للاكتئاب أما الرجل فهو أكثر عرضة لتناول الخمر وغيره من المواد التي تصرف انتباهه عن العلاقة الفاشلة التي خاضها وتزيد نسبة تعاطي المخدرات أو العقاقير الممنوعة بعد الانفصال عند الرجال عن النساء..

كما توصلت الدراسة إلى أن الرجل يرى في المرأة التي تربطه بها علاقة عاطفية المصدر الرئيس للحميمية، بينما يكون لدى المرأة علاقات أقوى مع صديقاتها وأفراد عائلتها، وهي بشكل عام أكثر اختلاطاً بالناس، فيما تمثل العلاقات العاطفية الفاشلة تهديداً لثقة الرجل بنفسه وشعوره بالقوة بينما لا يبدو أن نفس الشيء يحدث مع المرأة.

في الوقت الذي يحتاج الرجال فيه للدعم العاطفي أكثر من النساء -كما يقول سيمون- معتبراً ذلك شيئاً يتعلق بهويتهم وشعورهم بقيمتهم الشخصية، وتتعارض نتائج الدراسة الأخيرة مع الكثير من الاعتقادات الشائعة التي تشير إلى أن الأضرار التي تلحق بالمرأة نتيجة فشل العلاقات العاطفية أكثر من تلك التي تلحق بالرجل.

وقال سيمون إن هذا نتيجة أننا لا نحاول إعادة النظر في الأفكار التي طالما اعتقدنا أنها صحيحة، كما أن هذه الأفكار تكون عادة ذات جذور ثقافية حيث يتم دائماً تصوير المرأة على أنها الطرف الأضعف والأقل احتمالاً للضغط العصبي، ويعتقد معظم الناس أن الرجل أكثر قوة وأن العلاقات العاطفية ليست من أهم أولوياته بينما العكس هو الصحيح بدليل عدد الرجال الذين يلجأون للإفراط في شرب الخمر بعد فشل العلاقة العاطفية، مبيناً أن رد فعل الرجل للفشل العاطفي في شكل أفعال خارجية بينما تتعامل المرأة مع الأمر بشكل داخلي ولهذا يزداد لديها احتمال الإصابة بالاكتئاب. إذاً الاثنان يتأثران لكن بشكل مختلف.

وتركز الدراسة على العلاقة الجنسية أيضاً والتي يقول الباحثون إنها تلعب دوراً مهماً في تحسين الحالة النفسية في فترة النضج بينما لا ينطبق هذا بالضرورة على فترة المراهقة. كما أن الدعم النفسي من الطرف الآخر في العلاقة مهم جداً للصحة العقلية، في دراسة كان حوالي نصف الخاضعين لها من الرجال والنصف الآخر من النساء، وتم جمع المعلومات من أجل بحث طويل المدى يهدف لدراسة الحالة النفسية والعقلية عند بدء مرحلة النضج.

وتوصلت هذه الدراسة إلى عدة نتائج يقول الباحثون إنهم بحاجة للقيام بالمزيد من الدراسات عن العلاقات العاطفية في هذه المرحلة العمرية، إن النتائج التي توصلنا لها تشير إلى ضرورة التركيز على هذه المرحلة أيضاً على شرائح مختلفة من الرجال والنساء من أجل التوصل لدور العلاقات العاطفية في الصحة النفسية والعقلية، ونحتاج أن نعرف مدى أهمية العلاقات العاطفية للجنسين في هذه المرحلة ومدى تأثيرها في الجوانب الأخرى من حياتهما.

كما أضافت الدراسة أن الدراسات المستقبلية يجب أن تركز على أن بعض جوانب العلاقة العاطفية تكون ذات أهمية قصوى عند الرجال، بينما جوانب أخرى تماماً تكون ذات نفس الأهمية عند النساء حيث إن هذا من شأنه أن يحدد ردود فعل كل من الطرفين تجاه تلك الجوانب المختلفة.

وذكر أن من مجموع الرجال والنساء الذي تمت متابعة حالاتهم 57% كانوا في علاقة أثناء فترة الدراسة، و36% مروا بتجربة انفصال في العام السابق للدراسة، بينما 21% من الذين كانوا في علاقة وقت الدراسة مروا أيضاً بتجربة انفصال في العام السابق للدراسة.

 وربما ذلك ما يبرر ان يستعين الرجال بالمرض وسيلة لكسب عطف النساء واستدرار شفقتهن

فقد أثبتت دراسة جديدة نشرتها صحيفة ديلي اكسبريس أن الزوجات والصديقات محقات حين يشتكين من أن رجالهن يبالغون في النواح عند اصابتهم بوعكات صحيحة خفيفة.

ووجدت الدراسة التي شملت 3000 رجل وإمرأة أن واحداً من بين كل اثنين من الرجال البريطانيين اعترف بأنه بالغ في تصوير مرضه سعياً وراء الحصول على تعاطف شريكة حياته والتمتع بحضنها الدافئ على مدار الساعة.

وقالت إن الرجال يميلون إلى تشخيص الوعكات الخفيفة التي تصيبهم على أنها أمراض أكثر جدية، ويصفون اصابتهم بنزلات البرد على أنها انفلونزا وبالصداع على أنه مرض الشقيقة.

واضافت أن المرأة البريطانية ليست بريئة تماماً من مثل هذه المبالغات وتميل إلى الأنين والنواح على أساس يومي لمجرد اصابتها بوعكة صحية خفيفة، ويعانين من سبع نوبات مرضية في السنة بالمقارنة مع خمس نوبات مرضية للرجال.

واشارت إلى أن 62% من النساء اللاتي يعتقدن أنهن نادراً ما يُصبن بالمرض، يمكن لشركاء حياتهن الاتكال عليهن لتقديم بعض التعاطف لهم عند اصابتهم بوعكة صحية.

وقالت الدراسة إن 60% من النساء البريطانيات يذهبن إلى الصيدلي لشراء الدواء كلما أصاب المرض رجالهن، و 46% منهن يجهزنّ حماماتهم، و 27% يقدمن لهم وجبة الافطار في السرير.

واضافت أن الرجال هم الشهداء الحقيقيون حين يتعلق الأمر بأخذ اجازة عند اصابتهم بالمرض، ويفضّل 76% منهم العمل بشجاعة بغض النظر عن اوضاعهم الصحية السيئة، لكن كلا الجنسين يجتمعان على شيء واحد هو أنهما لا يحبون رؤية بعضهم بعضاً يعانون حقاً من المرض.

على المستوى العربي قد يعود ذلك (وفيات الرجال الغالبة على النساء) في بعض اسبابه الى عدم الرضا عن حياتهم الجنسية الذي يشعر به الرجال حبث وجدت دراسة أعدتها "الجمعية العربية للصحة الجنسية" بالقاهرة، أن الجنس يحتل مرتبة متقدمة ضمن أولويات الحياة للجنسين، وجاء في المرتبة الثالثة، متقدماً على الكثير من أولويات الحياة مثل القدرة المالية والحياة الأسرية، حيث احتلت الصحة العامة المرتبة الأولى بالنسبة للرجال تلاها العمل والمستقبل المهني.

أما بالنسبة للسيدات فجاءت الحياة الأسرية على قمة الأولويات، بينما احتل الجنس المرتبة الخامسة، وبالرغم من أن ٩٨ في المائة من الرجال و٩٦ في المائة من السيدات أقروا بأهمية الجنس في حياتهم، فإن ٨١ في المائة الجنسين أقروا بعدم الرضاء عن حياتهم الجنسية الحالية.

وقد شارك في الدراسة 50 ألف رجل وامرأة من سبع دول هي: مصر والسعودية والإمارات ولبنان والجزائر والمغرب بالإضافة إلى جنوب أفريقيا، والتي أظهرت أن ٤٠ في المائة من الرجال و٦٢ في المائة من النساء في الإمارات يشعرون برضا كبير عن حياتهم الجنسية، فيما بلغت النسبة في الكويت ٤٦ في المائة للرجال و٤٩ في المائة للنساء..

وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط والتي تتناول العلاقة الجنسية بين الأزواج وتؤكد الدراسات السابقة أن نسبة الرضا عن الأداء الجنسي عند الرجال في مصر بلغت ٣٩ في المائة فقط، في حين أكدت أن ٤١ في المائة من السيدات فقط راضيات عن أداء أزواجهن الجنسي.

وكشفت الدراسة عن أن عدم الرضا عن الحياة الجنسية لا يقتصر على المتقدمين في السن من الرجال والنساء، ولكن يشاركهم فيه الشباب أيضاً فقد تمت مقارنة المشاركين في البحث بعد تقسيمهم لثلاث مجموعات سنية شملت الأولى الرجال أو النساء قبل سن الثلاثين والثانية بين سن الثلاثين والخمسين والثالثة فوق سن الخمسين.

وتبين أن السيدات تحت سن الثلاثين هن الأقل رضى عن حياتهن الجنسية، وعلى الجانب الآخر كان الرجال بين سن الثلاثين والخمسين هم الأقل رضاءً عن حياتهم الجنسية.

وأظهرت النتائج أن الرضا عن الحياة الجنسية يؤثر بشكل كبير على الرضا عن أولويات الحياة الأخرى، فالنساء والرجال الذين أقروا بالرضاء التام عن حياتهم الجنسية أظهروا قدراً كبيراً من الرضاء عن أولويات الحياة الأخرى، ولديهم نظرة أكثر إيجابية لأمور الحياة العامة، وأظهروا قدراً أكبر من الثقة بالنفس، وتبين أن الرضا بالنسبة للحياة الجنسية يؤثر على معدل النشاط الجنسي.

وهناك متلازمة اخرى للجنس والموت تطرق اليها الباحث شاكر النابلسي تحت عنوان ( الجنس والموت في انتحار الإرهابيين ) وذكر فيه :

1- من الملاحظ أن معظم الانتحاريين الإرهابيين هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20-30 عاماً. ويبدو أن هؤلاء الشباب المنتحرين لم يتركوا وراءهم حبيبات يبكون على أحبائهم المنتحرين. ومن خلال بعض التحاليل الاجتماعية والنفسية القليلة، نرى بأن هؤلاء الشباب المنتحرين يسعون إلى الجنس في الآخرة، بعد أن فشلوا في الحصول عليه في الدنيا.

2- من الملاحظ أن معظم الانتحاريين الإرهابيين قد جاءوا من الريف العربي.

فمعظم الانتحاريين الإرهابيين في كارثة 11 سبتمبر 2001 جاءوا من الريف السعودي أو ما يُطلق عليه بالأطراف. والريف العربي - وخاصة في دول الخليج – مغلق اجتماعياً ومتشدد تجاه اختلاط الذكور بالإناث. في حين أن العواصم العربية والمدن الكبيرة في العالم العربي أكثر انفتاحاً من الأطراف الريفية. فنجد أن معظم هؤلاء الانتحاريين محرومون جنسياً. ويريدون تعويض هذا الحرمان بالانتحار لكي ينعموا بحسناوات الآخرة وبنات الجنة الفائقات الحسن، اللائي وُعدوا بها. فقد روي عن بعضهم أنه قبل أن يُقدم على الانتحار وتفجير نفسه، يربط عضوه الذكري بقطعة قماش سميكة ليظل محفوظاً، ولكي يستعين به بقوة لدى الحور العين في الجنة. وكون أن الجنس كان الدافع إلى القتل، متأصل في التاريخ العربي. ولعل خير دليل عليه في تراثنا ما قام به عبد الرحمن بن ملجم المرادي، حين الامام قتل علي بن أبي طالب (ع)، وقدم رأسه لأجمل نساء العرب آنذاك "قطام الخارجية" التي اشترطت على ابن ملجم أن يأتيها برأس علي (ع) إذا أراد أن يتزوجها.

وما قام به خالد بن الوليد قبل ذلك عندما قتل مالك بن نويرة - بحجة عدم دفعه للزكاة - وتزوج امرأته الباهرة الجمال في نفس الليلة التي قُتل فيها مالك بن نويرة.

3- ومن خلال الهوس الجنسي الذي يعتبر ظاهرة اجتماعية كبيرة في المجتمع العربي، يلجأ منظمو العمليات الإرهابية إلى اغراء الشباب العربي بالجنس، بأن يقدموا لهم فتيات جميلات في الحياة الدنيا مقابل القيام بالعمليات الانتحارية، وهذا ما يحصل في العراق. وقد كان الجنس على مدار التاريخ من أهم الحوافز لارتكاب الجرائم. ولعل الفتاوى الدينية بخصوص جواز "الزواج المسيار" و "زواج الفرند" و"زواج العرفي"، و "زواج الأنس" .. الخ تدلُّ إلى أي حد بلغ الهوس الجنسي الآن بالمجتمع العربي.

ويرى طبيب متخصص في علم التشريح الحركي أن منفذي العمليات الانتحارية يحصلون في الساعات الأخيرة على جرعات من عقاقير طبية من الجماعات المتطرفة تساعد على تقليل الوعي والإدراك لمساعدتهم على الطاعة وعدم التراجع قبل تنفيذ هذه العمليات.

وبنى د. مبارك الأشقر تحليله على مشاهدة العديد من الشرائط التي بثها تنظيم القاعدة وعرضها برنامج صناعة الموت لانتحاريين يتلون وصاياهم الأخيرة قبيل انطلاقهم لتنفيذ المهام المكلفين بها من قبل الجماعة، وأشار إلى عدد من الدلائل التي ظهرت على بعضهم تؤكد تعرضه لجرعات من العقاقير ذات الطابع المخدر؛ حيث أظهر عرض شريط لأحد الانتحاريين وهو يتحدث قبيل ذهابه لتنفيذ مهمته أن عينه اليمنى تبدو أصغر كثيرا من اليسرى، بينما كان نفس الإنتحاري يظهر بشكل طبيعي جدا وبعينين ونظرة طبيعية في أجزاء أخرى من الشريط.

وأرجع د. الأشقر ذلك إلى إستعمال عقاقير مثل MODRAX، وهو عقار يستخدم لتثبيط عمل الغدة النخامية ويستعمل ضمن مجموعات من مضادات الاكتئاب، وأوضح الأشقر -وهو أستاذ في جراحة العظام والتجميل حاصل على درجة الماجستير في العلاج البديل وعلم التحليل الحركي من جامعة ستراسبورج الفرنسية- أن التأثير الطبي لمثل هذه العقاقير لا يعني أن الانتحاريين يكونون مخدرين كمن يتعاطى الحشيش مثلا، وإنما يكونون تحت تأثير مواد تقلل الإدراك والوعي لتمنعهم من التراجع والخوف في اللحظات الحاسمة عند تنفيذ العملية، وهو أمر معروف عند العسكريين حتى أن الجيش الأمريكي يقدم لجنوده جرعات من عقاقير مشابهة قبل المعارك الحاسمة والعمليات الخطيرة.

غير أن د. علي الزهراني مدرس الطب النفسي وعضو لجنة المناصحة السعودية قال لمقدمة البرنامج ريما صالحة "إنه لا يرجح إستخدام المخدرات لدفع الانتحاريين إلى تنفيذ هذه العمليات"، ولكنه قال "إن هناك وسائل أخرى تتبعها الجماعات المتطرفة للتاثير على الشباب صغير السن ودفعه لهذا النوع من العمليات، كما أن التنشئة الاجتماعية للشباب في بعض مجتمعاتنا تكون أحيانا سببا لاتجاهه نحو العنف والانحراف".

ولوحظ من خلال تحليل مضمون عشرات الشرائط التي بثتها القاعدة لانتحاريين يتحدثون في لحظاتهم الأخيرة أن أول وأهم ما يركزون عليه هو أنهم في طريقهم للقاء حور العين، مما يعني بحسب خبراء نفسيين أن ذلك يؤكد قيام الجماعات المتطرفة باستغلال الكبت الجنسي كعامل محفز لهؤلاء الشباب صغير السن ودفعه نحو تنفيذ ما يريدون.

وهناك ايضا وجود لمتلازمة الجنس و الموت في الاساطير القديمة التي ذكرها العديد من الباحثين في مجال علم النفس والانثروبولوجيين.

حيث اعتبر (جيزا روهيم) ان العلاقة الجنسية مثلت الفكرة اللاواعية المؤسسة للروحانيات فهي المادة المركزة للروح، و حسب تفسيره لاساطير شتى، اتضح له وجود علاقة مترابطة ما بين النطاف و الروح، فالعضو الذكري مهدد في حالة الانتصاب و التزاوج للانفصال عن الجسد، اي انه مهدد بالخصي. هذا المعتقد المتسرب الى الافراد بشكل لاواعي، دفع الكثير من مختصي علم النفس و الانتربولوجيا الى التعمق في اساطير القبائل، فوجد "روهيم" على (سبيل المثال) أن افراد بعض القبائل كقبيلة ال "ماوريس" التي اعتبرت ان النشوة الجنسية عبارة عن ضياع للروح و خصوصاً عند قذف النطاف لدى الذكورالى الخارج، اي ان الروح عبارة عن شكل اخر للحياة المتمثلة بالنطاف الذكوري، اما الموت فهو يتمثل في العضو التناسلي الانثوي، و هذا ما نراه في اسطورة "موي" عند التقائه مع " هيني-نوي-تي-بو" و المسببة لموت "موي" عند تزاوجهما، و من اجل درء المخاطر و الاحتفاظ بالروح، كان لدى هذه القبائل ممارسات سحرية و اقوال تحمي العضو الذكري من الموت عند التزاوج.

فالارض تعبر عن فناء الجسد، ففيها نفنى و نتلاشى، و عند البحث في الثقافات الانسانية القديمة نجد ان السماء او الطبقات العليا ترمز الى الذكورة كما هو الحال عند الاغريق، ف"اورانوس" هو الغلاف الجوي الذي يحيط "غايا" الهة الارض ، كما نرى ان هذا المفهوم يتكرر ايضاً عند الصينين في "اليانغ و الين".

لا ننسى ان خوف الذكر البدائي من ضياع النطاف و جهله لعملية التكاثرو استقبال الانثى لنطافه، ساهم في تسطير اساطير عدة حيث ربطت عملية القذف بالموت، من هنا نجد معنى لمنع عملية التزاوج بين الذكر و الانثى في حالة الحرب عند بعض القبائل، فهي تبشر بخسارة امام العدو، لنلاحظ وجود الكثير من الممارسات السحرية عند بعض قبائل الهنود الحمر لاسترجاع المني و ذلك اعتقاداً منهم بتواجد روح الذكر في نطافه، و بما ان عملية القذف مترابطة مع تلقي الانثى له، تم ربط العضو التناسلي الانثوي مع مفهوم الموت.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 16/أيلول/2010 - 6/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م