
شبكة النبأ: يعتبر البعض غزو
أفغانستان أول جولة عسكرية في الحرب على الإرهاب وكانت القوات المشاركة
في البداية هي قوات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وقوات التحالف
الأفغاني الشمالي التي كانت عبارة عن مجموعة من القوات الأفغانية
المختلفة المعارضة لحكومة طالبان. لتندمج مع هذه الدول قوات أخرى تشارك
بالحرب على الارهاب.
كان هناك تأييد شبه مطلق للولايات المتحدة في إعلانها الحرب على
الإرهاب وحظت عملية غزو أفغانستان 2001 بدعم كبير مقارنة بالتشتت في
الآراء الذي صاحب الجولة العسكرية الثانية من الحرب على الإرهاب والذي
سميت غزو العراق 2003. بالرغم من صعوبة تحديد ساحة محددة لهذه الحرب
إلا أن الولايات المتحدة اعتبرت هذه المناطق الجغرافية كجبهات لما سمي
بالحرب على الإرهاب.
بعد اعلان الحرب على الارهاب يرى الكثير من المحللين ان هذه الحرب
تتجه نحو الفشل والخسارة الفادحة للدول المساهمة بها فبعد مضي أكثر 7
سنين على احتلالها نهضت طالبان بقوة وبشدة وسيطرت على اجزاء واسعة من
البلاد وأصبحت هجماتها قوية وغير متوقعة الامر ويرى بعض المحللين ان من
أهم اسباب الأزمة المالية لعام 2008 والركود الاقتصادي العالمي هو بسبب
الحربين في العراق وافغنستان جميع هذه الاسباب جعلت من الشعب الأمريكي
الذي كان يؤيد هذه الحرب بقوة إلى التراجع عن رأيه فيها وكذلك مطالبتهم
بالتغيير وسحب القوات الامريكية الذي جعلهم ينتخبون باراك اوباما على
خصمه الجمهوري الذي يوافق على سياسات بوش.
وفي هذا السياق يستعرض التقرير التالي أهم المجريات على الساحة
العسكرية والسياسية في أفغانستان.
نهاية اللعبة
فقد قال وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر ان على الولايات
المتحدة ان تشرك قوى اقليمية في الوصول الى نهاية اللعبة السياسية في
افغانستان معترفا بان لديها ما هو معرض للخطر اكثر من واشنطن.
وفي خطاب امام اجتماع بجنيف للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية
قال مهندس السياسة الخارجية الامريكية الاسبق ان هذا النهج سيعكس ايضا
بصورة اكثر واقعية قيودا جديدة على القوة الامريكية في العالم. بحسب
رويترز.
وقال كيسنجر الذي تفاوض على اتفاق السلام مع فيتنام لجمع من
الدبلوماسيين والضباط العسكريين وواضعي الاستراتيجيات بدء هذا المسعى
قريبا هو الطريق الامثل وربما الطريق الوحيد لوضع نهاية لذلك.
وذكر كيسنجر الصين والهند وباكستان واوزبكستان وايران من الدول التي
لها مصلحة اكثر من الولايات المتحدة في وجود دولة افغانية مستقرة
ومتماسكة.
وقال اؤيد سياسة ادارتنا في افغانستان لكن سيتعين عليها ان تندمج في
مرحلة ما (مع دول اخرى) في نهاية اللعبة السياسية مضيفا ان دورا
امريكيا أحادي الجانب لا يمكن ان يكون حلا طويل الامد.
واضاف الحل طويل الامد يجب يشرك مجموعة من الدول في تحديد وحماية
وضمان تعريف وضع راهن في افغانستان يتوافق مع وضعها في العالم.
ومع وصول العنف الى اسوأ مراحله في افغانستان منذ الاطاحة بحركة
طالبان من السلطة بنهاية عام 2001 تلاقي ادارة اوباما صعوبة في قياس
النجاح في الحرب التي اندلعت قبل تسعة اعوام قبل مراجعة للاستراتيجية
في ديسمبر كانون الاول.
وفي حين تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ فترة طويلة ان يتعاون
لاعبون اقليميون في جلب الاستقرار الى افغانستان فان التنافس بين بعض
الدول عقد هذا المسعى.
ولم يتناول كيسنجر تلك التوترات لكن اشار الى وجود حاجة مشتركة لدول
المنطقة لحماية مجتماعتهم من عنف المتشددين العابر للدول.
ووضع كيسنجر الذي كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيسين الامريكيين
السابقين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد سياسات اسهمت في احداث كبيرة في
السبعينات مثل اتفاق السلام مع فيتنام واستئناف العلاقات الامريكية
الصينية وتنامي الاتصالات بين العرب واسرائيل ومحادثات الحد من التسلح
بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
تعزيز طالبان
من جهة أخرى قال مسؤولون أفغان إن خطط الولايات المتحدة لبدء سحب
قواتها في افغانستان بدءا من يوليو تموز القادم يعطي قوة للمتمردين وهو
ما يتفق مع تقييم صريح قدمه ضابط كبير بمشاة البحرية الامريكية.
وقال الجنرال جيمس كونواي ان خطة الرئيس الامريكي باراك اوباما لبدء
سحب القوات من أفغانستان من يوليو تموز 2011 عززت الروح المعنوية
لطالبان التي تعتقد انها يمكنها انتظار رحيل قوات حلف شمال الاطلسي.
وقال ايضا ان القوات الاجنبية يجب ان تنسحب فقط عندما تصبح القوات
الافغانية جاهزة لتولي المسؤولية وهو رأي عبر عنه هذا الشهر الجنرال
ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في
افغانستان. حسب رويترز
ومن المرجح ان يذكي تقييم كونواي انتقادات لاستراتيجية اوباما للحرب
قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي في نوفمبر تشرين الثاني
مع زيادة اعتراض الرأي العام على الحرب وارتفاع الاصابات.
وقال زاهر عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع الافغانية وهو يتحدث عن
الجدول الزمني لاوباما هذا يعطي المزيد من الاسباب والدعاية للعناصر
المناهضة للحكومة لاطالة أمد القتال.
وقال مثل هذه التأكيدات يمكن ان تستخدم لصالح المتمردين ... لاعطاء
قوة لقواتهم ومنحها سببا للقتال.
ويقول مؤيدو موعد اوباما لسحب القوات في يوليو تموز 2011 من
افغانستان اذا سمحت الاحوال بذلك انها تنقل لكابول احساسا بأن هناك
حاجة ملحة. ويتعين على الافغان زيادة حجم قوات الامن لتسلم المسؤولية
تدريجيا.
لكن منتقدين يقولون ان هذه الاستراتيجية سيكون لها رد فعل عكسي
وترسل اشارة الى طالبان بأن الولايات المتحدة تستعد لانهاء الحرب مع
وضع توقعات غير عملية بين الامريكيين بشأن عملية السلام في افغانستان.
وقال سياماك هيراوي وهو متحدث باسم الرئيس الافغاني حامد كرزاي
لازال يوجد تهديد لم يتبدد مع الاسف ومهلة الانسحاب ستقوي الارهابيين.
ومثل عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع قال هيراوي ان تحديد مهلة
سيعزز الروح المعنوية للمتمردين.
وقال هيراوي انسحاب القوات الدولية من أفغانستان يجب ان يستند الى
الوضع على الارض. عندما تصبح القوات الافغانية متمكنة من جميع الجوانب
فانه بذلك يصبح واضحا ان القوات الدولية يتعين ان تعود الى بلادها.
وتكثف القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي الجهود لتدريب الجيش
والشرطة الافغانيين لتولي المسؤولية في نهاية الامر.
موقف بترايوس
من جهة أخرى اوضح قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال ديفيد
بترايوس تصريحاته بشأن موعد انسحاب القوات من البلاد وذلك في مقابلة
بثتها محطة فوكس نيوز التلفزيونية، مؤكدا ان تموز/يوليو 2011 سيسجل
بداية عملية انسحاب.
وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس كرر بلهجة حازمة منتصف اب/اغسطس
ان موعد تموز/يوليو 2011 لبدء انسحاب القوات من افغانستان موعد ثابت،
وذلك غداة تصريحات للجنرال بترايوس للتلفزيون اكد فيها انه لا يعتبره
ملزما. حسب فرانس برس
وقال الجنرال بترايوس لفوكس نيوز ان الرسالة التي نريد تمريرها
عندما نتحدث عن تموز/يوليو 2010 لا تعني اننا سنتوجه نحو الخروج واطفاء
الانوار عند اجتياز الباب. ان الامر لا يتعلق بالرحيل، بل يتعلق في
الحقيقة بتمرير رسالة عاجلة.
وقال ان المسألة تتعلق بالقول بكل وضوح ان عملية ستبدأ في تموز/يوليو
2011. ووتيرة هذه العملية ستحددها الظروف على الارض" ووتيرة انتقال
المسؤولية بين قوات التحالف والقوات الافغانية.
وعندما سئل لمعرفة ما اذا كانت الولايات المتحدة تتفاوض مع طالبان،
اجاب ان المحادثات تجري تحت مسؤولية الافغان الكاملة، لكنه اضاف ان
الولايات المتحدة تبقى على اطلاع بشكل واسع وفي بعض الحالات المعزولة
كان هناك درجة معينة من التسهيل من قبلها.
وقال اذا احترمت الشروط المطروحة من قبل الرئيس الافغاني حميد كرزاي
للمصالحة مع طالبان، لا ارى لماذا لا يتم دعم المصالحة وعدد من الشروط
الموافقة على الدستور والقاء السلاح وقطع العلاقات مع القاعدة
والمشاركة في المجتمع المدني.
بقاء القوات
من جهته اعتبر قائد القوات البحرية الاميركية ان القوات الافغانية
لن تكون جاهزة قبل بضع سنوات على ااقل لتحل مكان الجيش الاميركي في
تولي مسؤولية الامن في الولايات الرئيسية بجنوب افغانستان.
وقال الجنرال جيمس كونواي للصحافيين اعتقد بصراحة ان بضع سنوات ستمر
قبل ان تتوافر الظروف على الارض التي تسمح لنا بعملية الانتقال، ملمحا
الى الجنود الاميركيين المنتشرين في ولايتي هلمند وقندهار.
وكان الجنرال الاميركي بيل كالدويل المكلف تدريب الجيش والشرطة
الافغانيين صرح بان قوات الامن الافغانية لن تكون جاهزة لتحل مكان
التحالف الدولي قبل تشرين الاول/اكتوبر 2011 على افضل تقدير، اي بعد
ثلاثة اشهر من بدء الانسحاب المعلن للقوات الاميركية.
وتعتبر الولايات المتحدة وحلفاؤها داخل الحلف الاطلسي ان تعزيز
الشرطة والجيش الافغانيين امر اساسي للسماح بانسحاب القوات الاجنبية من
البلاد. حسب فرانس برس
من جهة اخرى اتهمت السلطات الافغانية القوات الدولية بالتسبب في قتل
ثمانية مدنيين خلال عملية انزال مجوقلة جرت في منطقة تقع تحت سلطة
طالبان في شمال افغانستان.
وقال رئيس اقليم تالا وبرفاك في ولاية بغلان محمد اسماعيل لوكالة
فرانس برس شاهدنا 11 مروحية تصل الى المكان وتنزل جنودا سرعان ما
باشروا الهجوم وقتلوا ثمانية اشخاص جميعهم من المدنيين.
واوضح ان 12 مدنيا آخرين اصيبوا بجروح خلال العملية نفسها التي
استغرقت بضع ساعات في هذه المنطقة التي ازداد نشاط المتمردين فيها منذ
بضعة اشهر.
من جهته قال متحدث باسم القوات الدولية نحن على علم باتهامات عن
سقوط خسائر مدنية ونعمل على درس هذه المسألة. الا انه اضاف ان تقاريرنا
الحالية عن العملية لا تفيد بسقوط مدنيين.
وجاء في تقرير للامم المتحدة ان القوات الافغانية والدولية مسؤولة
عن سقوط 22% من الاصابات بين قتيل وجريح في صفوف المدنيين خلال الاشهر
الستة الاولى من العام الحالي.
وخلال الفترة نفسها تراجعت نسبة الاخطاء الناتجة من الضربات الجوية
للحلف الاطلسي بنسبة 64%. |