الغرب والمسلمين... سياسات عنصرية تستهدف الإسلام

احمد عقيل

 

شبكة النبأ: حقوق الإنسان، حرية الديانة، حماية الإفراد والدفاع عنهم، منع التشهير بالآخرين، عقوبات على من يستخدم السب والشتم على جهات أخرى بدون حق، كلها حقوق وقوانين وضعها الأوربيون للحفاظ على العالم من مشاكل التمييز العنصري والديني، لكن ما يحدث اليوم في أكثر الدول الأوربية التي تسمح للكثير من الأشخاص بالتجاوز على الدين الإسلامي والمسلمين بل وحتى على ورسولهم وعلى المبادئ الأساسية التي حث عليها الإسلام والتي اتفقت عليها جميع الكتب السماوية وفي مختلف الأديان، ولم تقف الحكومات صامتة بدون معاقبة المسيئين او تحذيرهم بل قامت بما هو محفز لذلك حيث قام البعض بتكريمهم تحت عذر ما يسمى حرية التعبير.

وهذا كله يبين ان القوانين التي وضعت وكما يرى بعض المحللين إنها لا تتجاوز كونها حبر على ورق بدون تنفيذ، او بصيغة أخرى فهي تنفذ ولكن بحسب رغبة الحكومات، وهكذا فقدت جوهرها لأن مفهوم القانون هو تطبيقه على الجميع وليس اختياري حسب المصالح الخاصة.

تكريم رسام كاريكاتير

أشادت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بحرية التعبير في حفل أقيم لرسام الكاريكاتير الدنماركي الذي أثارت رسومه للنبي محمد احتجاجات في العالم الإسلامي أدت إلى مقتل 50 شخصا قبل خمس سنوات.

وتحدثت ميركل التي نشأت في ألمانيا الشرقية الشيوعية عن سعادتها بانهيار حائط برلين عام 1989.

وقالت ميركل (56 عاما) في مؤتمر بشأن حرية الصحافة في بوتسدام قرب برلين "الحرية بالنسبة لي شخصيا هي أسعد تجربة في حياتي." وأضافت "حتى بعد مرور 21 عاما على سقوط حائط برلين ما زالت قوة الحرية تحركني أكثر من أي شيء آخر." ووصفت حرية الصحافة بأنها "سلعة ثمينة".

وكرم في الحفل كورت فيسترجارد صاحب أكثر الرسوم إثارة للجدل من بين 12 رسما كاريكاتيريا للنبي محمد أثارت غضب المسلمين في شتى أنحاء العالم بعد نشرها في صحيفة دنمركية عام 2005. وشكر فيسترجارد (75 عاما) في كلمته ميركل ومنظمي الجائزة.

وقال "اننا نعيش حياة طيبة رغم كل التهديدات." وأضاف ان نشر رسوم الكاريكاتير كان بدافع الاحترام للطائفة المسلمة وانه كان عملا يهدف للاحتواء وليس الإقصاء.

وقتل 50 شخصا على الأقل في اعمال شغب في الشرق الاوسط وافريقيا وآسيا أعقبت نشر رسم الكاريكاتير المسيء للنبي محمد. وانتقد بعض المسلمين في ألمانيا المستشارة التي تنتمي الى يمين الوسط. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقال أيمن مزيك عضو المجلس المركزي للمسلمين في المانيا في بيان "تكرم ميركل رسام كاريكاتير نرى أنه أهان نبينا وأهان كل المسلمين." وقالت صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج قبل الحفل "بالتقاط صور لها بجوار كورت فيسترجارد فان ميركل تقدم على مخاطرة كبيرة."

وأضافت "ستكون على الأرجح أكثر المهام إثارة للغضب الشديد منذ توليها المستشارية حتى الآن." وأشادت صحيفة بيلد واسعة الانتشار بفيسترجارد وقالت ان وجود ميركل يظهر ان "ألمانيا لا تتراجع في مواجهة التهديدات من متعصبين إسلاميين".

وقال منظمو جائزة الإعلام ام 100 ان رسوم الكاريكاتير "أثارت جدلا دوليا بشأن حرية التعبير وأشعلت مظاهرات كان بعضها عنيفا من جانب مسلمين شعروا بالأهانة."

وقالت لجنة جائزة ام 100 ان فيسترجارد تمسك بعمله "مستعينا بالحق في حرية التعبير" وأشادت "بشجاعة (الدنمركي) لتمسكه بالقيم الديمقراطية ودفاعه عنها رغم تهديدات العنف والقتل."

الامتناع عن البيع

من جانب آخر ذكرت تقارير أن سلسلة محال تجارية دنماركية تقول إنها لا تعتزم بيع المذكرات المنتظرة لرسام الكاريكاتير الدنماركي كورت فيسترجارد المشهور برسمه كاريكاتير للنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم.

وقالت سلسلة محال دانسك التي تضم سلسلة محال كبري من بينها مجموعة سوبر ماركت نيتو ذات التخفيضات الكبيرة إنها تعتقد أن الكتاب المقرر طرحه في نوفمبر لن يلقي رواجا بشكل كاف. وقال فيسترجارد صاحب الرسوم الكاريكاتيرية إنه لن يفاجأ بذلك. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ونقل موقع صحيفة جيلاندز بوستن عن فيسترجارد قوله "أتوقع ذلك وإنه من المرجح أن يقوم آخرون برفع دعوى". ويذكر أن فيسترجارد تقاعد من العمل في صحيفة جيلاندز بوستن ويعيش تحت حماية الشرطة بعد تلقيه عدة تهديدات بالقتل.

إعادة نشر

بينما أعلن فليمينغ روز محرر الصفحات الثقافية في صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية الذي نشر الرسوم الكاريكاتورية المثيرة للجدل للنبي محمد في 2005، انه يستعد لنشر هذه الرسوم في كتاب خلال الفترة القادمة.

وسيصدر الكتاب الذي يحمل عنوان "طغيان الصمت" في 30 ايلول/سبتمبر في الذكرى الخامسة لنشر 12 رسما كاريكاتوريا للنبي محمد أثارت عاصفة من الاحتجاجات العنيفة ضد الدنمارك في العالم الإسلامي.

ونفى الكاتب اي استفزاز في نشر الرسوم مؤكدا في عمود في صحيفة بوليتيكن انخ انه "يروي فقط قصة الرسوم ال12 لوضعها في سياق عام بالنسبة إلى الصور التي اعتبرت مهينة". بحسب وكالة فرانس برس.

وقال "انني واثق بان كثيرين لا يعرفون ما أفكر فيه بشأن الرسوم. ارغب في توضيح ذلك وليس لدي سوى الكلمات لأفعل ذلك". وعبر عن امله في ان "يتمكن الناس الذين يقرأون الكتاب من رؤية القضية في اطار اوسع".

ورأى انه "يجب الرد على الكلمات بالكلمات لأنها الشيء الوحيد الذي نملكه في نظام ديموقراطي واذا تخلينا عن ذلك فإننا نسقط في طغيان الصمت".

وقالت "بوليتيكن" ان فليمينغ روز يحاول في الكتاب الذي يقع في 499 صفحة "إثارة جدل أوسع يعالج في شكل عام القوانين حول التشهير في العالم والتي تشمل جرائم المس بالذات الملكية وإنكار المحرقة والعنصرية والشتائم". وأضافت ان كورت فيتسرغارد الذي رسم خصوصا الكاريكاتير الأكثر إثارة للجدل والذي يظهر النبي يرتدي عمامة على شكل قنبلة، سينشر كتابا أيضا في الخريف يتضمن الصورة.

ملهى يحمل اسم مكة

في حين أثار افتتاح ملهى ليلي يحمل اسم "مكة" بمدينة مورسية الإسبانية موجة غضب واستياء لدى الجالية المسلمة، تعيد إلى الأذهان أجواء التوتر التي عرفتها بلدان أوروبية عديدة بسبب الإساءة إلى الرموز الدينية الإسلامية.

وفضلاً عن حمله لأسم أقدس مدينة عند المسلمين، جاء الملهى الواقع ببلدة "أغيلاس" بتصميم خارجي مطابق لشكل مسجد تعلوه قبة خضراء، كما احتوى في الداخل على أقواس بنمط الهندسة الإسلامية العربية، ما جعل كثيراً من المسلمين يعتبرون الأمر استفزازاً فاضحاً لمشاعرهم الدينية.

وقال عبد الكريم الهبري، الناشط بالجمعية الإسلامية في "لوغرونيو"، عاصمة إقليم "لاريوخا" شمال البلاد إن "الجالية المسلمة لا يمكن إلا أن تندد بإطلاق اسم مكة على ملهى ليلي."

وأشار إلى أن "الفعاليات الإسلامية بإسبانيا انشغلت بمواكبة الطقوس الرمضانية"، لكنها ستتحرك مباشرة الآن بعد نهاية شهر الصيام لبحث "سبل الرد وتعبئة الرأي العام ضد ما يمس الرموز الدينية للمسلمين."

وكانت صحيفة "الأندلس بريس" الإسبانية الصادرة بالعربية قد نسبت إلى رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية بإسبانيا، محمد حامد علي، قوله إن "اسم مكة المكرمة مقدس بالنسبة للمسلمين لأنها تمثل قبلة كافة المسلمين، وفيها نزل القرآن الكريم، وإطلاق اسمها على ملهى يشكل عدم احترام تجاه الإسلام والمسلمين."

وتسربت المعلومات حول بناء الملهى قبل افتتاحه حين رفض عامل بناء مغربي مهاجر مواصلة العمل في المشروع بعد أن تبين له أن الأمر يتعلق بملهى ليلي، ونقل الخبر إلى عدد من مسلمي البلدة. بحسب وكالة السي ان ان.

وينتظر أن يزيد فتح الملهى من التوتر الذي يطبع من حين لآخر أوضاع مسلمي إسبانيا الذين يبلغ تعدادهم مليون ونصف مليون شخص، أي نحو 3 في المائة من مجموع السكان.

وكان الرأي العام الإسباني قد انشغل مؤخراً بـ"عدوى" منع الحجاب التي انتقلت إليه من فرنسا، إثر طرد طالبة إسبانية مغربية الأصل من مدرسة ثانوية في ضواحي مدريد بسبب ارتدائها الحجاب.

وتعيش بلدة "ليريدا" أجواء ترقب على خلفية تهديد عمدة المدينة بإغلاق مسجد البلدة بدعوى تجاوز طاقته الاستيعابية من المصلين.

وغالباً ما تتحول القضايا المتعلقة بالوجود الإسلامي في إسبانيا إلى ورقة صراع بين القطبين الرئيسيين في السياسة الإسبانية، الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي.

لعبة معادية للمسلمين

بينما قال حزب يميني متطرف في النمسا ان السلطات حظرت لعبة للحزب على الانترنت يزيل فيها اللاعبون رسوما متحركة لمساجد ومسلمين.

وأدت لعبة "وداعا للمسجد" Bye Bye Mosque التي بدأ بلعبها أكثر من 200 ألف شخص إلى انتقاد حاد من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر في النمسا فضلا عن الطوائف الإسلامية والكاثوليكية.

واللعبة التي ابتكرها فرع إقليمي لحزب الحرية اليميني المتطرف قبل انتخابات تجرى في وقت لاحق، في ستيريا تشجع اللاعبين على جمع نقاط من خلال وضع هدف على المساجد والمآذن التي تظهر في الريف والنقر على علامة "إيقاف". كما أن هناك فرصة (في اللعبة) للقضاء على مؤذن ملتح يدعو المسلمين للصلاة. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقال بيان بموقع الحزب على الانترنت "نتيجة لضغوط سياسية من خصومنا منعت السلطات النمساوية هذه اللعبة." وقال مكتب ممثل الادعاء المحلي في وقت سابق انه يستجوب حزب الحرية للتحريض بشأن هذه اللعبة. وقال الحزب انه يريد بدء نقاش حول بناء المساجد.

ويأتي الخلاف النمساوي في إطار اتجاه أوسع في الولايات المتحدة وأوروبا حيث أصبح الإسلام قضية سياسية أكثر بروزا.

تحذير من مخاطر

من جانبها حذرت ست جماعات من الأقليات العرقية في هولندا في رسالة من أن حقوقها قد تتعرض للخطر اذا تشكلت حكومة هولندية جديدة تعتمد على دعم حزب مناهض للهجرة.

وبعثت الجماعات التي تمثل الأتراك والمغاربة والكاريبيين الهولنديين وآخرين برسالتها الى رئيس المحادثات الائتلافية بين حزب الشعب من اجل الحرية والديمقراطية الليبرالي والحزب المسيحي الديمقراطي اللذين يمثلان اليمين والتي بدأت قبل شهر بشأن تشكيل حكومة أقلية.

ونظرا لأن الحزبين لا يمتلكان الاغلبية بمفردهما فقد وجها الدعوة الى خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية المناهض للهجرة للمشاركة في المحادثات.

واذا توصلا الى توافق في الرأي بشأن السياسات فان فيلدرز الذي يريد وقف هجرة المسلمين تماما الى هولندا وحظر القرآن الكريم قد يوافق على دعم الحزبين الآخرين في البرلمان.

وكتبت الجماعات في الرسالة التي وزعت أيضا على وسائل الاعلام " تشكيل حكومة بين حزب الشعب من اجل الحرية والديمقراطية والحزب المسيحي الديمقراطي بدعم من حزب الحرية قد يؤدي - في ضوء وجهات نظر هذا الحزب الأخير- الى رؤية وسياسات تقوم على الوصم والمعاملة غير المتساوية والتمييز ضد الاقليات بوجه عام والمسلمين بوجه خاص."

واضافت "نخشى من ان تنتشر سموم التعصب خلسة لتصبح رأيا مقبولا." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وتقاربت آراء الحزبين المشاركين في المحادثات بشأن السياسة الاقتصادية في الفترة السابقة لكن الاختلافات حول القضايا الاجتماعية ومنها الهجرة لا تزال قائمة مع بعض أعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي الذي يعارض حاليا إبرام اتفاق مع فيلدرز.

ويرفض الحزب المسيحي الديمقراطي وصف حزب الحرية للمسلمين في هولندا بأنهم أصوليون إسلاميون ويعارض كثيرون في الحزب بشدة خطط فيلدرز للسفر الى نيويورك يوم 11 سبتمبر ايلول والتعبير عن الاعتراض على بناء مسجد بالقرب من موقع برجي مركز التجارة العالمي الذي دمر في هجمات 11 سبتمبر ايلول.

وأعلن رئيس الوزراء الأسبق دريس فان انه ربما ينسحب من الحزب الديمقراطي المسيحي اذا ابرموا اتفاقا مع فيلدرز. ويفكر أقطاب آخرون في الحزب في الامر لإقناع المؤتمر القادم للحزب بعدم قبول مثل هذا الاتفاق.       

معاد للإسلام

بينما دان النائب الهولندي المعادي للإسلام غيرت فيلدرز دعوة قيل ان رجل دين مسلما استراليا أطلقها بقطع رأسه بسبب إساءته للإسلام.

وصرح النائب الهولندي الذي تحيط به حراسة مشددة لصحيفة دي تلغراف "هذه للأسف أخبار فظيعة وتهديد خطير للغاية". ويخضع فيلدرز لحراسة على مدار الساعة منذ العام 2004 بسبب دعوته الى منع هجرة المسلمين وفرض حظر على بناء مساجد جديدة وحظر القران من اجل منع "أسلمت" هولندا.

وطبقا للصحيفة فقد دعا رجل دين مسلم يدعى فيض محمد المتطرفين عبر الانترنت الى "قطع رأس" النائب الهولندي متهما اياه ب"تشويه صورة الاسلام". وزعمت الصحيفة ان لديها تسجيلات صوتية لدعوة فيض محمد الذي قالت انه يرتبط بإرهابيين وله تأثير على المسلمين في الغرب.

وقال فيلدرز انه سيطلب من وزير الداخلية والعدل الهولندي توضيحا "حول سبب عدم قيام الاجهزة السرية ووحدة مكافحة الإرهاب بإبلاغه" بالتهديد. وقالت جوديث سلوتر المتحدثة باسم وحدة مكافحة الارهاب "سيتم ضم المعلومات الواردة في تحليل التهديدات التي يتعرض لها فيلدرز". ونحن على اتصال دائم به". ولم تؤكد السلطات الهولندية التهديد او توضح الخطوات التي يمكن ان تتخذها. بحسب وكالة فرانس برس.

وكان فيلدرز قد منع من دخول بريطانيا العام الماضي خشية نشره "الكراهية"، وخصوصا انه يعرف في الخارج بفيلمه الوثائقي القصير (17 دقيقة) المعادي للإسلام بعنوان "فتنة" والذي وصفه الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بانه "معاد للإسلام بشكل مسيء".

وحل حزب الحرية الذي يتزعمه فيلدرز في المرتبة الثالثة في الانتخابات العامة التي جرت في 9 حزيران/يونيو ما يعني انه زاد عدد مقاعده البرلمانية بنحو ثلاثة أضعاف ليصل عددها الى 24 مقعدا. ومن المقرر ان يمثل فيلدرز أمام المحكمة في هولندا في تشرين الاول/اكتوبر بتهمة التحريض على كراهية المسلمين.

غرامة لجماعة مسلمة

فيما قضت محكمة استئناف هولندية بتغريم جماعة هولندية مسلمة 2500 يورو (3200 دولار) لنشرها رسما كاريكاتوريا يوحي بأن المحرقة من اختلاق اليهود أو أنهم ضخموها عن حقيقتها.

وألغت المحكمة في مدينة ارنهيم بغرب هولندا حكما بالبراءة كانت محكمة ابتدائية قد قضت به قائلة ان الرسم الذي نشر على موقع الرابطة العربية الأوروبية على الانترنت "مؤذ بشكل لا داعي له".

وقالت المحكمة "تشير المحكمة الى أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي تولي أهمية كبرى لحرية التعبير وتدافع عنها بقوة تستثني من ذلك اي نفي للمحرقة أو التقليل من شأنها."

ويظهر في الرسم رجلان يقفان في معسكر أوشفيتز النازي وينظران الى العديد من الجثث ويقول أحدهما "لا أعتقد أنهم يهود" فيرد عليه الآخر "علينا أن نصل إلى (رقم) ستة ملايين بطريقة أو بأخرى." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وتقول الجماعة المسلمة انها لم تتعمد الجدال في حدوث المحرقة لكنها أرادت أن تسلط الضوء على ما قالت إنها ازدواجية في معايير حرية التعبير. ونشرت الرابطة العربية الأوروبية الرسم في عام 2006 بعد ان نشرت صحيفة دنمركية رسما كاريكاتوريا للنبي محمد أثار غضبا بين المسلمين في العديد من الدول.

بناء المساجد

من جانبه أبدى المسؤول عن الجالية المسلمة في النمسا رغبته في رؤية مساجد ذات مآذن في المدن الكبرى في هذا البلد ما أثار فورا حفيظة اليمين المتطرف الذي ذهب الى حد المطالبة بوقف الهجرة الآتية من الدول الإسلامية.

وفي حديث لوكالة الأنباء النمساوية قال مسؤول الجالية المسلمة النمساوية انس شقفه انه يرغب في رؤية مسجد مع مئذنة في جميع أقاليم النمسا التسعة.

وقال "انها رغبتي للمستقبل"، مضيفا "لا نستطيع على المدى البعيد منع الناس من ممارسة (حقهم) في حرية دينية حقيقية يضمنها الدستور". ما يعني بالنسبة للمسلمين بناء مساجد ذات مآذن وليس قاعات للصلاة فقط.

وأشار الى ان ارتفاع المآذن يمكن ان يكون موضع تفاوض كما ان مكبرات الصوت للأذان ليست إلزامية.

وسرعان ما اثارت هذه الدعوة ردود فعل معارضة من اليمين المتطرف الذي دعا اكبر احزابه وهو حزب الحرية الى "حظر الهجرة القادمة من الدول الاسلامية" ووصف الحزب المساجد بأنها "بؤر للإسلام المتطرف".

وكان الحزب اليميني المتطرف الآخر، التحالف من اجل مستقبل النمسا، دعا الى حظر المساجد والمآذن في كل الأقاليم النمساوية مؤكدا ان أماكن العبادة هذه تمثل "خلايا مقاومة لمجتمع مواز غير إنساني ومعاد للديموقراطية". بحسب وكالة فرانس برس.

واتهم النائب الاجتماعي الديمقراطي عمر الراوي، وهو ايضا مسؤول الاستيعاب في مجلس مسلمي النمسا، زعماء اليمين المتطرف بتأجيج "الكراهية" معتبرا ان عليهم "الاعتذار عن هذه التجاوزات".

وكثيرا ما يشن حزب الحرية، المعروف بمواقفه المعادية للهجرة، حملة تحت شعارات مثل "الغرب في أيدي المسيحيين". واستنادا الى تقديرات أخيرة يوجد في النمسا نصف مليون مسلم من إجمالي عدد السكان البالغ 8,3 مليون نسمة.

خطر إسلامي

من جهة أخرى، شارك نحو ثلاثمائة شخص في باريس في تجمع لدعم مبادئ الجمهورية وتأكيد مقاومتهم "للخطر الإسلامي" الذي يهدد برأيهم فرنسا.

وقال بيار كاسين، مؤسس جمعية "الرد العلماني"، امام ناشطين من 26 جمعية ومنظمة كانت دعت الى هذا التجمع في ساحة البورصة في وسط العاصمة "نحب فرنسا، نحب العلم، نحب قيم الجمهورية. نحن في بلد علماني، لنا الحق في أن نؤمن أو ألا نؤمن".

ورفع بعض المشاركين في التجمع لافتات كتب عليها "لا للحجاب، لا للنقاب، فلندافع عن الجمهورية"، او "لا نريد طالبان في فرنسا".

وبحسب المنظمين، فان التجمع أقيم لمناسبة الذكرى السنوية الأربعين بعد المائة لقيام الجمهورية الثالثة في فرنسا التي أرست قوانين الدولة العلمانية.

وقال احد المشاركين في التجمع رفض الكشف عن اسمه، حاملا العلم الفرنسي وزجاجة خمر "لقد ضقنا ذرعا بهذه الديانة التي تسمح للرجال بضرب النساء، وتبشر بالعنف كأسلوب للحياة". بحسب وكالة فرانس برس.

وبحسب مؤسس جمعية "الرد العلماني"، فان هذا التجمع "الأخوي والإنساني" يشكل مناسبة "للتنديد بحملة المنتجات الحلال، التقوقعية والتمييزية".

من جهتها، انتقدت رئيسة جمعية "المقاومة الجمهورية" كريستين تاسين "التمييز الايجابي"، وهي سياسة تأتي برأيها على حساب أصحاب الجذور الفرنسية لصالح المهاجرين. وقالت "ليس هناك من سبب لتمييز الجمهورية للبعض على حساب الاخرين".

واطلقت دعوات لتجمعات مماثلة في مناطق فرنسية اخرى. وتجمع عشرات الأشخاص في بوردو (جنوب غرب)، ستراسبورغ (شرق) وتولوز (جنوب غرب).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 16/أيلول/2010 - 6/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م