قامت حركة طالبان بالهجوم على دور العبادة، وعلى المتظاهرين
المتضامنين مع الفلسطينيين ضد إسرائيل، والقاعدة قامت بقتل المسلمين في
العراق، وذلك خلال شهر رمضان المبارك، في صالح من قتل الأبرياء
والمتظاهرين الداعمين للحق الفلسطيني؟ حتما من يقوم بقتل الأبرياء
والمتضامنين مع القدس والفلسطينيين هو عدو للإنسانية وللأديان السماوية
وشريك للصهاينة!!.
اعتراف المجرمين الإرهابيين أتباع القاعدة وطالبان بالعمليات
الإرهابية في العراق وباكستان يأتي ربما من باب التفاخر والتقرب في هذا
الشهر بسفك الدماء وتقطيع الأجساد وقتل الناس ومنهم المسلمون الصائمون
الأبرياء!، وبذلك كشفوا عن المزيد من حقدهم للناس واستهتارهم بالدين
الإسلامي - البريء منهم ومن أفعالهم وأعمالهم - والتلاعب باسم الدين
وتشويه سمعة الإسلام والمسلمين من جميع الطوائف، فجماعة القاعدة
وطالبان - الذين يتظاهرون بالدين وبالمظاهر الخارجية للسلفية - لم
يحترموا حرمة وقداسة ومنزلة شهر الرحمة والبهجة والكرم والغفران، شهر
رمضان، الشهر الذي يحظى بمكانة لدى عامة المسلمين من جميع المذاهب
والشرائح، وكذلك عند غير المسلمين، إلا من هؤلاء المجرمين السفاحين
الذين يدعون الإسلام وقراءة القرآن!!.
لقد تبنت حركة طالبان الإجرامية عملية الهجوم الانتحاري الذي استهدف
تظاهرة إسلامية بمناسبة يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر
رمضان في منطقة كويتا بباكستان، وسقط خلالها العشرات من الضحايا جلهم
من المسلمين الشيعة، ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من قيام طالبان حسب
اعترافها بتفجيرات انتحارية في موكب عزاء للشيعة يحيون ذكرى وفاة أمير
المؤمنين الإمام علي (ع) خليفة جميع المسلمين بمدينة لاهور، أودت بحياة
العشرات، كما أعلنت طالبان عن تفجير مساجد لجماعة طريقة الاحمدية.
وفي العراق تبنت حركة دولة العراق الإسلامية الإرهابية التابعة
للقاعدة، التفجيرات الدموية التي طالت العديد من المدن العراقية
واستهدفت العراقيين وبالخصوص الشيعة، وراح ضحية العدوان المئات من
القتلى والمصابين الأبرياء، انها محاولة من اعداء الإنسانية والإسلام
والعراق والعراقيين واعداء الديمقراطية، لاثارة حرب طائفية في العراق
عبر استهداف الشيعة بعدما فشلت مخططاتهم السابقة، ومحاولة لاستغلال
الوضع الأمني المهزوز بسبب الوضع السياسي المترنح وعدم قدرة الساسة في
العراق على الاتفاق على تأسيس حكومة قوية قادرة على حماية الشعب
العراقي وتحقيق مطالبه الذي يعاني من أزمات عديدة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه التفجيرات الإرهابية رسائل تهنئة
وتبريك للعباد الصائمين في هذا الشهر المبارك الذي له مكانة كبيرة عند
المسلمين وعند غير المسلمين؟ ما جرم القتلى والجرحى الأبرياء الذين
كانوا في حالة فرح بالصوم في شهر الله، والذين يتمنون في هذا الشهر
العظيم أن يغير حالهم إلى أحسن حال؟. وهل من يقوم بتفجير المسلمين في
دور العبادة ويقتل الأبرياء في شهر رمضان المبارك مسلم ويحترم شهر الله
أو يحمل ذرة من الإيمان والخوف من الله؟، وهل من يفجر ويقتل المسلمين
الصائمين في يوم الجمعة - المحترم لدى عامة المسلمين - وهم يتضامنون مع
قضية فلسطين والقدس وينددون بالكيان الصهيوني، يخدم القضية الفلسطينية
أو يقدم خدمة للكيان الصهيوني؟.
لقد كشفت هذه العمليات الوحشية لكل الناس وللمسلمين الأحرار
والشرفاء، ان طالبان والقاعدة ضد الإسلام والمسلمين والإنسانية، وانهما
في خدمة الأجندة الصهيونية، وعرت الإسلام المزيف والمدارس التكفيرية
المتشددة التي تدعم الإرهاب الذي شوه صورة الإسلام الحقيقي.
على كل إنسان من أي دين، وعلى كل مسلم شريف من أي مذهب رفض هذه
الإعمال الإجرامية، والمطالبة بتجريم الفاعلين والداعمين لهم، فالصمت
شراكة في الجريمة.
ali_writer88@yahoo.com |