حرق القرآن ثم حرق الإنسان... خارطة طريق التطرف العالمي

 

شبكة النبأ: أكدت نوايا القس الأمريكي المغمور جونز ان المتطرفون في مختلف دول العالم يقفون في مستوى واحد من التخلف الأعمى والتشدد النابع من الكراهية والحقد ضد الإنسانية جمعاء بغض النظر عن الدين أو العرق او الانتماء.

وعلى الرغم من عدم تنفيذ نواياه في حرق نسخ من القران في ذكرى هجمات الحادي عشر من ديسمبر، إلا ان جونز تسبب بضجة عالمية ستكون لها تداعيات لا محالة حسب ما يراه اغلب المراقبين، خصوصا ان الجهات المتطرفة دائما ما تبحث عن ذريعة لتحقيق مآربها مهما كانت تلك الحجج واهية ودون قيمة كما هو الحال مع جونز ذاته.

تجديد الدعوة

وكان القس تراجع قس أمريكي دعا إلى إحراق نسخ من القرآن في ذكرى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، بعدما أثارت دعوته جدلاً عالمياً واسعاً، إلا أنه عاد بعد قليل ليعلن أنه "يعيد التفكير" في قراره بسحب تلك الدعوة.

وأرجع راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش" في "غاينسفيل" بولاية فلوريدا، اعتزامه دعوة أنصاره مجدداً لـ"حرق القرآن"، إلى تصريحات لأحد زعماء المسلمين الأمريكيين، نفى فيها التوصل إلى اتفاق بشأن نقل موقع المركز الإسلامي، المقرر إنشاؤه قرب موقع برجي مركز التجارة العالمي، اللذين دُمرا خلال الهجمات.

يأتي هذا التطور الدراماتيكي بشأن دعوة "إحراق القرآن" بعد سلسلة من الشد والجذب استمرت لايام، خاصةً بعدما سعى كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووزير الدفاع روبرت غيتس، إثناء القس الإنجيلي تيري جونز، عن دعوته.

وفي وقت لاحق بعد ظهر الخميس الماضي، أعلن جونز إلغاء خطته التي كان من المقرر تنفيذها السبت الماضي، في الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول، مشيراً إلى أنه تلقى "تأكيدات" من أحد قيادات الجالية الإسلامية، بأن المركز الإسلامي المزمع إنشاؤه في نيويورك، سيجري نقل موقعه.

وقال جونز إنه ينوي التوجه إلى نيويورك، للقاء الإمام فيصل عبد الرؤوف، الذي يقف وراء مشروع بناء المركز الإسلامي، والتباحث معه حول موقع جديد للمركز، في الوقت الذي يصر فيه القائمون على المشروع على بنائه في موقعه، على بعد أمتار قليلة من المنطقة المعروفة باسم "المنطقة صفر."

وشدد القس الأمريكي على أنه قرر "تعليق دعوته لإحراق القرآن بشكل مؤقت"، بعدما أبلغه المصري بالتوصل إلى اتفاق بشأن نقل موقع المركز الإسلامي، وقال: "إنني حقاً أشعر بخيبة أمل وصدمة كبيرتين، بسبب هذا التحايل على الحقيقة، إنه (المصري) من الواضح كان يكذب علي." بحسب السي ان ان.

من جانبه، قال قس أمريكي آخر، يُدعى واين ساب، إن عملية "حرق القرآن" التي كانت مقررة، تأجلت بشكل مؤقت حتى يتم تأكيد موعد الاجتماع المقترح في نيويورك، مشيراً إلى أن الكنيسة ستنتظر 24 ساعة قبل القيام بأية خطوات أخرى.

دعم القاعدة

وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد حذر بشدة من أن خطة راعي كنيسة في فلوريدا لحرق نسخ من المصحف ستكون أداة تجنيد للقاعدة وحث القس على اعادة النظر في قراره.

وقال اوباما في مقابلة مع برنامج "صباح الخير يا أمريكا" على شبكة تلفزيون ايه.بي.سي "هذا منجم تجنيد للقاعدة. بحسب رويترز."

واضاف "يمكن ان يقع عنف خطير في اماكن مثل باكستان وافغانستان. يمكن ان يزيد ذلك تجنيد الافراد المستعدين لتفجير انفسهم في مدن امريكية او مدن اوروبية."

وقال أوباما عن جونز في البرنامج التلفزيوني "امل ان يفهم ان ما يذهب اليه القيام به يتعارض تماما مع قيمنا كأمريكيين وان هذه البلاد قامت على مباديء حرية العقيدة والتسامح الديني."

وأضاف "يقول انه شخص يحركه ايمانه...امل ان يستمع الى الملائكة الافضل ويدرك ان هذا الفعل الذي ينخرط فيه مدمر."

فيما قال المسؤولون الامريكيون ان الدستور يكفل حرية التعبير والتجمع والعقيدة وان هذا يمنعهم من حظر هذا الحدث.

مسجد المنطقة صفر

من جانبه اعتبر إمام أمريكي مسلم يقف وراء مشروع بناء مركز إسلامي ومسجد على بعد خطوات قليلة من موقع "المنطقة صفر"، التي كانت تضم برجي مركز التجارة العالمي بمدينة نيويورك، أن الأمن القومي للولايات المتحدة يعتمد على كيفية التعامل مع هذه القضية المثيرة للجدل.

وقال الإمام فيصل عبد الرؤوف: "إذا انتقلنا من هذا الموقع، فإن ذلك يعني منح فرصة للمتشددين لاعتلاء المنابر"، وتابع قائلاً إن "العناوين الرئيسية في العالم الإسلامي ستقول إن الإسلام يتعرض لهجوم."

وشدد عبد الرؤوف، الذي قام بجولة في منطقة الشرق الأوسط مؤخراً، على أن مهمته كانت ترتكز على الدعوة للسلام وإقامة جسور بين المؤمنين، وأضاف أنه تحدث أيضاً عن وجود "متشددين" في كلا الجانبين اللذين يحتدم الجدل بينهما حول قضية المركز الإسلامي.

واستطرد قائلاً: "أمننا القومي حالياً يعتمد على كيفية تعاملنا مع تلك القضية، وكيف نتحدث عنها"، خاصة أن المنطقة التي من المخطط إنشاء المركز الإسلامي عليها، تبعد أمتار قليلة من موقع برجي مركز التجارة العالمي، اللذين دمرا في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

وفيما أشار إلى وجود ما أسماها "معركة" بين المعتدلين والمتشددين في كلا الجانبين."، فقد حذر عبد الرؤوف من أن نقل المشروع إلى مكان آخر، من شأنه أن يزيد قدرات المتشددين الإسلاميين لتجنيد أتباع لهم، وقد يؤدي ذلك إلى تزايد في أعمال العنف ضد الأمريكيين.

ورداً على سؤال عما إذا كان يضع في اعتباره إمكانية نقل المشروع إلى موقع آخر، أجاب قائلاً: "لا يوجد خيارة غير مطروح على طاولة المفاوضات"، وتابع: "نحن نقوم بالتشاور والتحدث مع العديد من الناس، حول كيفية إنجاز ذلك، لذلك فإننا نتفاوض من أجل الوصول إلى أفضل وأسلم الخيارات المتاحة." بحسب السي ان ان.

وكان الإمام المصري الأصل، قد ذكر خلال ندوة بإمارة دبي أواخر أغسطس/ آب الماضي، أن قضية بناء المركز الإسلامي في نيويورك "أخذت أكبر من حجمها الفعلي"، كما اعتبر أنها "امتدت لتصبح موضوع الوجود الإسلامي في أمريكا ككل."

وقد أثار مشروع بناء المركز الإسلامي في المنطقة موجة استياء شعبي، كشف عنها استطلاع أجرته CNN بالتعاون مع "ريسيرش كورب" هذا الشهر، وجد أن معارضي المخطط يصل إلى 68 في المائة من جملة المستطلعين، وهو ما وصفه حاكم نيويورك، ديفيد باترسون، بأنه مؤشر بأن "جراح 11/9 لم تندمل بعد."

وكان المئات من الأمريكيين قد احتشدوا قرب موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الأحد، منقسمين بين مؤيد لمشروع مثير للجدل يرمي لإقامة مركز إسلامي ومسجد في الموقع، وبين معارضين له قاموا برفع شعارات تحذر من المد الإسلامي في البلاد وانتشار المساجد التي اعتبروا أنها تهدد الحرية وتذكّر بالهجمات التي وقعت عام 2001.

حرق الكتب ثم حرق الإنسان

على صعيد متصل أعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير"، عن مبادرة لتوزيع نحو 200 ألف مصحف، لتحل محل نحو 200 نسخة من المصحف التي كان يعتزم أنصار القس الإنجيلي تيري جونز إحراقها.

وقال احد المبادرين: "هذه المبادرة التعليمية تم تصميمهما لهؤلاء الذين يبحثون عن أسلوب رد إيجابي على هذا التصرف غير المقبول على الإطلاق من قبل عامة الأمريكيين"، مشيراً إلى أنها تهدف إلى حض الناس على التعرف على القرآن وتعاليم الإسلام.

وتابع قائلاً: "من الواضح أن هذه المجموعة المحدودة من المتشددين الذين يعتزمون إحراق المصحف، لا يمثلون مجتمعنا أو قيمه، وقد تمت إدانة الممارسات التي يخططون للقيام بها من قبل جميع الزعماء الدينيين والقادة السياسيين."

فيما اعتبر بليمون الأمين، إمام "مسجد الإسلام"، الواقع في ولاية أتلانتا إن ما يهدد جونز بفعله يشبه ما قام النازيون به، إذ أن انطلاقتهم السياسية كانت بمسيرة لإحراق الكتب، تطورت في وقت لاحق لتصل إلى إحراق البشر." بحسب السي ان ان.

وفي وقت سابق، تعهدت مؤسسة الحريات الدينية للعسكريين، وهي جماعة معنية بترويج التسامح الديني بالجيش الأمريكي، إنها ستشتري نسخة جديدة من القرآن مقابل كل نسخة يتم إحراقها، إذا مضت كنيسة فلوريدا بمخططها لإحراق نسخ من الكتاب المقدس عند المسلمين.

وقالت الجماعة إنها ستتبرع بالنسخ التي سيتم شراؤها لصالح الجيش الوطني الأفغاني، مشيرة إلى أنها تسعى إلى فعل أي شيء للوقوف في وجه القس تيري جونز، الذي دعا لحرق نسخ من القرآن في فلوريدا.

وأعلن ميكي وينستين ممثل المؤسسة بأن جماعته ستشتري مصاحف جديدة وترسل بها إلى الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، كي يوزعها على الجيش الأفغاني.

الانتربول يحذر

الى ذلك توعدت حركة طالبان باستهداف المسيحيين جميعا، في حال نفذت كنيسة أمريكية خططها بإحراق نسخ من القرآن، في حين أصدرت منظمة "إنتربول،"  تحذيرا للدول الأعضاء فيها من احتمال وقوع هجمات بسبب خطوة الكنيسة.

وقال متحدث باسم حركة طالبان في أفغانستان "إذا حرقوا القرآن في فلوريدا، فسوف نعتبر كل المسيحيين أهدافا لنا، حتى لو كانوا أبرياء، لأننا لا نريد لأحد أن يحرق كتابنا المقدس."

وفي المقابل، حذرت منظمة الشرطة الدولية "إنتربول،" حكومات الدول الـ188 الأعضاء فيها، من زيادة خطر وقوع هجمات إرهابية إذا مضى راعي كنيسة أمريكي بخطته لحرق بعض المصاحف.

وقال إنترنبول إنه أصدر التحذير بناء على طلب من وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك، الذي طلب في وقت سابق مساعدة المنظمة الدولية في تحذير قوات الأمن حول العالم من خطر الهجمات الإرهابية في حال تم حرق المصاحف."

وقال بيان الشرطة الدولية "إذا مضت عملية إحراق المصحف المقترحة على يدي راعي كنيسة في الولايات المتحدة قدما كما هو مزمع فمن المرجح إلى حد بعيد أن تعقب ذلك هجمات عنيفة على أبرياء."

من جهة أخرى، ندد المرجع الديني الإيراني آية الله لطف الله صافي غلبيجاني بخطط الكنيسة الأمريكية، وطالب باعتقال راعيها تيري جونز، قائلا إن "هذا العمل الوحشي إن حدث في أمريكا فإننا سنحمل المسؤولية للإدارة الأمريكية ورئيسها (باراك) أوباما."

كما حذر وزير الخارجية الإيراني منوجهر متكي من مغبة "المساس بالقرآن الكريم،" داعيا القيادة الأمريكية إلى "القيام بواجباتها إزاء الجالية ألمسلمه ووضع حد لظاهره العنف ضد المسلمين،" وفقا لما نقلته وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية.

واستنكر متكي بشده محاولة القس الأمريكي بحرق القرآن قائلا "إنه لو كانت الدول الغربية منعت سلمان رشدي من الإساءة إلى الإسلام ووضعت حد  لنشر كاريكاتوريات تسئ إلى النبي الأعظم لما شهدنا اليوم مثل هذه الإجراءات ضد المعتقدات الإسلامية."

مجنون بالسيطرة

الى ذلك قال أشخاص يعرفون الواعظ المسيحي الذي حظى بشهرة عالمية وادانة في الوقت نفسه بسبب تهديده بحرق المصحف انه يطلب الطاعة التامة والعمل دون مقابل من أتباعه المحدودين جدا وانه يبيع الأثاث المستعمل من مقره.

وطرد هذا الشخص من كنيسة كان يرأسها في المانيا على يد أتباعه. وحتى ابنته تقول أنها تعتقد انه فقد عقله في حملته المتعصبة ضد الإسلام.

واكتسب تيري جونز - وهو قس متزمت لم يكن معروفا من قبل عمره 58 عاما وله شعر رمادي وشارب اشعث- اهتماما عالميا بمقترح احراق المصحف.

ووصفت ايما جونز ابنته التي لا تعيش معه الكنيسة بانها نهج يجبر على الطاعة من خلال "العنف العقلي" ويهدد بعقاب الله. وقالت انه تجاهل رسائلها عبر البريد الالكتروني التي حثته فيها على عدم حرق المصحف. وقالت لموقع شبيجل اونلاين الالماني "اعتقد انه اصبح مجنونا."

وبدا ان الرئيس الامريكي بارك اوباما لم يرد تدعيم الشهرة المفاجئة التي نالها جونز عندما اشار اليه في مؤتمر صحفي باعتباره "الشخص الذي في فلوريدا" دون ذكر اسمه.

ولكن اوباما قال ان حرق المصحف يمكن ان يضر بشدة بالولايات المتحدة في الخارج ويعرض حياة الامريكين للخطر. بحسب رويترز.

وهناك بضع عشرات فقط اعضاء في مركز الحمائم للتواصل العالمي غير الطائفي في جينسفيل بولاية فلوريدا الذي يتزعمه جونز.

وقبل اطلاق مدير الفندق السابق دعوة "يوم حرق القرآن العالمي" International Burn a Koran Day والمعلقة الآن - لم يكن معروف تقريبا سوى لجيرانه في جينسفيل وطائفته السابقة في كولون بالمانيا.

ومنتقدو جونز يصفونه بانه رجل متسلط يقول ان العمل من اجل كنيسته المغمورة هو الطريق الوحيد للخلاص وان تركها سيجلب اللعنة.

وذكرت صحيفة جينسفيل صن ان اعضاء حمائم العالم يعيشون في ابنية مملوكة للكنيسة او لجونز وزوجته سيلفيا ويعملون 40 ساعة في الاسبوع كمتطوعين في حزم وبيع الاثاث المستعمل والترويج لشعارات مناهضة للاسلام على الانترنت.

وخسرت حمائم العالم في العام الماضي جزءا من الاعفاء الضريبي الذي تتمتع به الكنائس الامريكية عندما انتهى الخبير المحلي الى ان جزءا من الممتلكات استخدم لاعمال هادفة للربح وبالتالي يخضع للضرائب.

وذكرت جينسفيل صن في تقرير العام الماضي نقلا عن سيلفيا جونز قولها ان الكنيسة في جينسفيل تدير كذلك اكاديمية خضع فيها ستة طلاب مقيمون لبرنامج مدته ثلاثة اعوام يهدف الى تحطيم كبرياءهم وتعليمهم "اذلال انفسهم ليس فقط امام عظمة الله ولكن امام البشر ايضا."

ويقسم جونز وقته منذ عام 2001 بين فلوريدا والمانيا.

واطيح بجونز في 2008 من كنيسة جماعة كولون المسيحية Christian Community of Cologne التي كان يديرها في المانيا حيث عاش هناك لعقود.

وقال موقع شبيجل اونلاين ان جونز عزل بسبب تطرفه وشك في ارتكابه مخالفات مالية. وقال اندرو تشافير - وهو مسؤول في كنيسة بروتستانية عن مراقبة الطوائف في منطقة كولون - ان جونز بدا انه ذو "شخصية مضللة" ويمحو عقول اتباعه.

وقال ان اعضاءها الذين تراوح عددهم بين 800 و1000 طلب منهم العمل في الانشطة الخيرية لبنكه الغذائي.

وقال جونز ان الشواذ شياطين - ومن بينهم حاكم جينسفيل المثلي - واستهدف الاسلام بشكل متزايد في دروسه قائلا ان المسلمين يحاولون السيطرة على الولايات المتحدة وتطبيق احكام الشريعة.

وكان الاطفال في طائفته في فلوريدا يرسلون الى المدرسة وهم يرتدون قمصانا كتب عليها "الاسلام من الشيطان" حتى حظر مسؤولو المدرسة تلك القمصان.

وقال لوك جونز ابن جونز للصحفيين ان هدف المجموعة من احراق المصحف هو "مواجهة ديانة نعتقد انها تؤدي بالناس الى الجحيم."

بحاجة الى المساعدة

من جهتها قالت ايما جونز الابنة المغتربة للكاهن الامريكي تيري جونز الذي هدد بحرق مصاحف في مقابلة مع شبيجل أونلاين الالمانية انها تعتقد أن أباها فقد عقله وانه بحاجة الى المساعدة.

وقالت ايما التي تعيش في ألمانيا انها ارسلت رسالة الى أبيها عبر البريد الالكتروني تحثه على ترك خططه لحرق المصاحف وقالت له "لتدع عنك هذا الامر يا أبت". وقالت انه لم يرد على رسالتها.

وقال جونز راعي الكنيسة المغمورة في جينسفيل بولاية فلوريدا الذي يواجه مخاوف القادة الامريكيين وغضب العالم الاسلامي انه لم يعد يخطط لحرق المصاحف في ذكرى هجمات 11 سبتمبر أيلول. بحسب رويترز.

وقالت ايما جونز (30 عاما) "أبي ليس من النوع الذي يستسلم... كابنة أرى المعدن الطيب بداخله لكنني أعتقد أنه بحاجة الى المساعدة." وأضافت "أعتقد أنه فقد عقله."

وشرحت كيف كانت جماعة مسيحية قضى أبوها سنوات في بنائها في كولونيا بألمانيا ملتزمة بالانجيل ثم تغيرت فيما بعد. وبعد أن تركت ايما الجماعة في عمر 17 عاما قالت انها عادت في عام 2005 لتجدها قد تحولت الى ما يشبه الطائفة.

وقالت "رأيت أن أبي بشر وفعل أشياء لم أجد ان لها صلة بالانجيل بالمرة. لقد طلب الولاء الكامل له ولزوجته الثانية." وتوفيت أمها وهي الزوجة الاولى لجونز في عام 1996.

وأضافت "رأيت أن ذلك كان ضلالا دينيا حقيقيا." وقالت ايما جونز ان الجماعة طردت أباها في عام 2008 وعاد حينها الى الولايات المتحدة. وأضافت "أتمنى أن يعود الى صوابه."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 13/أيلول/2010 - 3/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م