المدخنون بين قرارات الحظر وآمال الإقلاع

شبكة النبأ: بينما تحمل اخطر مرض في العالم ويحذر منه العديد من الأطباء والباحثين في دول العالم بسبب آثاره التي أودت بحياة الكثير، مازال التدخين يشكل خطرا كبيرا على حياة الإنسان ومن يدمن عليه، والتي اسماها بعض الباحثين "بالعادة" التي لا يستطيع المدخن التخلص منها موعزين السبب في ذلك الى حالة نفسية، حيث يضطر فيها من يمر بأزمة نفسية أو مشاكل في حياته الى اللجوء الى التدخين في سبيل الراحة او التخلص من اكتئاب، وهم لا يعلمون انه يزيد من ذلك، ولكن كل هذه السلبيات لم يراها احد الوزراء، ولكنه يرى جانب ايجابيا في التدخين وهو الوارد المالي للدولة.

فبالرغم من الحملات التي تقيمها جمعيات ومؤسسات هدفها الحفاظ على البيئة بالإضافة الى فرض الحظر الإجباري على التدخين وتحذيرات الأطباء، لازالت هذه الظاهرة تنتشر وبشكل كثيف، غافلين عن عواقبها التي قد تؤدي بأرواح من يمارس هذه العادة.

حظر

فقد حظرت اليونان مجددا التدخين في كافة الأماكن العامة المغلقة في محاولة أخرى لإقناع المدخنين الأكثر شراهة في أوروبا بالإقلاع عن هذه العادة.

وتأمل الحكومة الاشتراكية الجديدة أن تؤتي غرامات مالية ثمارها بعد ان قوبلت محاولة مماثلة في 2009 بتجاهل واسع. لكن كثيرين يشككون في ان الحظر سينجح في بلد يشكل المدخنون اكثر من 40 بالمئة من سكانه.

وقال ايرو كاراهاليو (26 عاما) وهو موظف في احد البنوك وهو ينفث الدخان على اريكة في وسط اثينا "الحظر لن ينجح. لا أحد يرغب في الاقلاع عن التدخين. انها عقليتنا. هل يمكن ان تتخيل ان تذهب الى النوادي الليلية ولا تدخن؟."

ومع بدء تطبيق الحظر امتلأت الشرفات والمقاهي المفتوحة في أثينا بالمدخنين. ويحظر القانون الجديد التدخين في أماكن مثل المستشفيات والمدارس والمطارات ومحطات الحافلات وسيارات الأجرة والحانات والمقاهي والمطاعم. بحسب وكالة الأنباء البريطانية .

وسيفرض مفتشون غرامات تصل الي 10 آلاف يورو على أصحاب الحانات او المديرين الذين يسمحون بالتدخين في الاماكن المحظور فيه و500 يورو على المدخنين الذين ينتهكون القانون.

وقالت ماريليسا زينوجياناكوبولو نائبة وزير الصحة "اليونان مستعدة لذلك. انه تحد كبير واعتقد اننا اتخذنا كافة الخطوات اللازمة." ويدخن اليونانيون نحو 32 مليار سيجارة سنويا وينفقون 4.5 مليار يورو على هذه العادة او ما يعادل تقريبا ما ينفقونه على استهلاك الكهرباء.

الجنس

بينما أظهرت دراسة أجرتها جامعة هونج كونج أن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يحسن من القدرات الجنسية الضعيفة.

وكشفت الدراسة عن أن 8,53 في المائة من المدخنين الذين يخضعون للعلاج من الضعف الجنسي قالوا إن مشكلاتهم الصحية تحسنت في غضون ستة أشهر بعد إقلاعهم عن عادات التدخين.

وفي المقابل ، ثمة 1,28 في المئة فقط من الرجال الذين عولجوا من ضعف الانتصاب يواصلون التدخين، مما يعني أن المقلعين يتمتعون بفرصة أكبر بنسبة 5,91 في المائة في التمتع بحياة جنسية أفضل.

وقالت الأستاذة الجامعية صوفيا تشان، التي ساعدت في إجراء الدراسة، إن ضعف الانتصاب "سائد للغاية" في الصين وآسيا، مضيفة أنه ينبغي توسيع نطاق البرامج التي تساعد المدخنين على الإقلاع عن هذه العادة في أنحاء المنطقة. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وقال زميلها الأستاذ الجامعي لام تاي هينج: "يجب أن يكون المدخنون على دارية بالآثار العكسية لتدخينهم، وعليهم الإقلاع "عن التدخين" في الحال للحيلولة دون الإصابة بضعف الانتصاب والأمراض الأخرى الناجمة عن التدخين".

وأضاف: "في الواقع، يمكن أن يتوقع المدخنون الذين يعانون من ضعف الانتصاب بعض الفوائد السريعة بعد الإقلاع عن التدخين".

شارك في الدراسة، التي أجرتها كلية الصحة العامة والتمريض بالجامعة على مدار ثلاثة أعوام، ما يربو على 700 رجل يعانون من ضعف الانتصاب، تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عاما.

الفواكه والخضار

في حين يبقى الإقلاع عن التدخين هو الإجراء الأهم في الوقاية من سرطان الرئة. ولنستبق الجديد عن هذا الورم الخبيث بالإشارة إلى أن مجموعة من البحوث تواترت في السنوات الأخيرة لتشدد على قدرة الخضار المتنوّعة والفواكه والشاي، في الوقاية من سرطان الرئة.

إذاً، ما هو الجديد؟ بحسب "الجمعية الأميركية لبحوث السرطان" American Association for Cancer research، إذا أضاف المرء تشكيلة من الفواكه والخضار الى ما يتناوله من الطعام يومياً، فإنه يقلّل من خطر إصابته بسرطان الرئة.

نشرت الجمعية هذا البحث في مجلة تابعة لها، Cancer Epidemiology, Biomarkers & Prevention، متخصّصة في مراقبة إنتشار الأورام السرطانية والعناصر الجينية والوبائية المرتبطة بها. وعلّق البروفسور با بينو دي ماسكيتا، من "المؤسسة الوطنية للبيئة والصحة العامة" في هولندا، على هذا البحث قائلاً: "يشكّل الإقلاع عن التدخين الخطوة الأكثر أهمية في الوقاية من سرطان الرئة. في المقابل، يستطيع الفواكه والخضار المتنوّعة، تخفيض نسبة الإصابة بهذا السرطان، حتى بين المُدخنين".

وقد ترأس دي ماسكيتا الفريق العلمي الذي أنجز هذا البحث، مستخدماً معلومات عن قرابة نصف مليون إنسان (ضمنهم قرابة 1600 مصاب بسرطان الرئة)، جُمِعت من مركز "إيبيك" EPIC للطب الوقائي تابع للإتحاد الأوروبي. ولفت دي ماسكيتا الى أن البحث ركّز على 14 صنفاً شائعاً من الفواكه و24 صنفاً عادياً من الخضار. بحسب وكالة الأنباء الاسترالية.

ولم يظهر فارق بين من استهلكوا الخضار والفواكه طازجة، وأولئك الذين تناولوها مُعلّبة أو مُجفّفة. وللمرة الأولى، برهن البحث على ان تنويع الفواكه والخضار في الطعام اليومي، يفوق أهمية كميتها.

وشدّد دي ماسكيتا على أن الفواكه والخضار تحتوي تشكيلة من المواد الكيمياوية الفعّالة التي تؤثر في الأورام الخبيثة، ما يجعل تنويعها ضرورياً للحصول على مروحة واسعة من تلك المواد.

وإضافة لإعطائه التنويع أفضلية على الكمية، تميّز هذا البحث بأنه برهن على فائدة تناول الخضار والفواكه المتنوّعة، حتى بالنسبة الى المُدخنين. والمعلوم أن هناك بليون مُدخّن عالمياً، يعاني معظمهم من صعوبة في الإقلاع عن التدخين. وفي هذا السياق، شدّد دي ماسكيتا على ضرورة أن رفع الوعي بأن الإجراء الأكثر جدوى في الوقاية من الورم الخبيث في الرئة يتمثّل في الإقلاع عن تدخين التبغ في أشكاله كافة.

سلوك

بينما يبتكر عدد كبير من العلماء من كل أنحاء العالم طرق مختلفة لإقلاع الأفراد عن التدخين، توصل علماء بريطانيون مؤخرا لطريقة جديدة تساعد المدخن على الإقلاع عن تلك العادة السيئة عن طريق تغير سلوكه اليومي، ويعمل على حظر فكرة التدخين كلما فكر فيه، وذلك وفقا لصحيفة الديلى ميل التى نشرت الدراسة الجديدة.

تقول دكتورة هالة حماد استشارى الطب النفسي، يمكن معالجة التدخين حقا بتغير السلوك، لكنه يأخذ وقتا طويلا إلى حد ما لكنه ينتهي بمساعدة المدخن عن الإقلاع عن التدخين، أما إذا أراد المدخن الإقلاع سريعا فلابد من تناول لبان النكوتين ليعوض ما كان يحصل عليها أثناء التدخين. بحسب وكالة الأنباء العراقية.

تضيف دكتورة هالة يمكن الإقلاع عن التدخين بتغير السلوك الفردي، فمثلا يتعود المدخن يوميا بتناول السيجارة حين يستيقظ من النوم أو بعد الغذاء ، فحين يشرع فى تناول السيجارة يفكر فى أمر آخر أو يغير المكان الذي تعود فيه تدخين السيجارة ، فبذلك يستطيع المدخن تغير السلوك تدريجيا ويقلع عن التدخين ،ففي النهاية التدخين سلوك ويفضل محاربته بسلوك آخر.

التدخين السلبي

من جانب آخر تقول دراسة علمية حديثة إن التدخين السلبي والاجتماعي مضران للصحة وتأثيرهما مماثل للتدخين بانتظام.

والتدخين السلبي هو تعرض غير المدخن لدخان التبغ المحترق في بيئات مغلقة. وقال د. رونالد كريستال، من كلية "ويل كورنيل الطبية: ""التعرض لدخان السجائر سيئ لك، وخلايا رئتيك تدرك ذلك أيضاً، وهي ذات الخلايا محور المرض."

وفي الدراسة، قام طاقم الباحثين بأخذ عينات بول من 121 مشاركاً لتحديد مدى تعرضهم لدخان السجائر بقياس معدل النيكوتين ومادة يفرزها الجسم نتيجة تعرضه للمادة، لتحديد إذا ما كان المشاركين من المدخنين بانتظام أو غير مدخنين أو إذا ما كانوا يتعرضون لمعدلات ضئيلة من دخان السجائر.

ثم قام الباحثون بأخذ عينة صغيرة من خلايا بطانة المجاري الهوائية للمشاركين، وهذه الخلايا، وتدعى الخلايا الظهارية epithelial cells، وهو إجراء أساسي لتحديد الأمراض الناجمة عن التدخين، مثل سرطان الرئة.

ووجد العلماء أن التعرض لأدنى مستوى من دخان السجائر ينجم عنه نشاطاً جيني غير طبيعياً يمكن رصده في الخلايا الظهارية، حتى عند عدم المدخنين والذين يدخنون أحياناً (التدخين الاجتماعي). بحسب وكالة السي ان ان.

ولم يتيقن الأطباء إذا كانت تلك التغييرات الجينية دائمة، إلا أن دراسات سابقة أظهرت أن جينات المدخنين لا تعود إلى طبيعتها السابقة بعد الإقلاع عن التدخين. ورجح كريستال إمكانية عودة تلك الخلايا إلى طبيعتها في حال توقف المدخن السلبي، عن التعرض لدخان السجائر بشكل تام.

وكانت إحصائية نشرتها منظمة الصحة العالمية العام الماضي، كشفت أن التدخين السلبي قد أشارت إلى أنهه يقف وراء حدوث ثمن الوفيات المرتبطة بالتدخين، ومؤكدة أن تهيئة بيئات خالية تماماً من ذلك الدخان هي الوسيلة الوحيدة لحماية الناس.

دعوة للتدخين

من جانبه دعا وزير المالية الروسي اليكسي كودرين مواطنيه الى زيادة شرب الفودكا وتدخين السجائر وهي منتجات تتقاضى الدولة رسوما عليها اذا كانوا يريدون مساعدة الدولة الروسية على حل "المشاكل الاجتماعية" في البلاد.

وقال كما نقلت عنه وكالة انترفاكس "فليدرك الناس ان من يشرب الفودكا ويدخن انما يساعد الدولة اكثر. اذا دخن احد ما علبة سجائر فانه يقدم عبر ذلك أموالا لحل المشاكل الاجتماعية مثل دعم السياسة الديموغرافية وتطوير الخدمات الاجتماعية".

وهذا الموقف يثير صدمة في وقت تعتبر فيه الفودكا ومشروبات أخرى تتضمن نسبا عاليا من الكحول مسؤولة عن وفاة نصف مليون شخص سنويا في روسيا. بحسب وكالة فرانس برس.

وهذه الوفيات تنعكس على معدل حياة رجال (60 سنة بحسب منظمة الصحة العالمية) يعتبر اقل من المعدل نفسه في دول فقيرة مثل بنغلادش او هندوراس بحسب تقديرات رسمية.

الاكتئاب

في حين يلجأ الكثير من المراهقين إلى التدخين ظناً منهم انه يساعدهم على التخلص من الاكتئاب لكن باحثين في كندا قالوا ان هذه العادة قد تزيد حدة عوارض الاكتئاب لدى البعض.

وقال المعد الرئيسي للدراسة مايكل شايتنون من وحدة أبحاث التبغ في جامعة تورنتو ومساعدته جنيفر أولوغلين من مركز أبحاث جامعة مونريال انه بعد مراقبة 662 مراهقاً في المرحلة الثانوية طلب منهم ملء استمارات بشأن تأثير التدخين على أمزجتهم، تبين ان لهذه العادة تأثيراً معاكساً للاعتقاد السائد.

وأوضح شايتنون ان "هذه الدراسة هي واحدة من عدد قليل من الدراسات لمراقبة ما يعتقد إنها فوائد عاطفية للتدخين بين المراهقين".

وأضاف انه "بالرغم من انه قد يبدو ان للسجائر تأثيرا علاجيا أو انها تحسن المزاج، إلا انه تبين على المدى الطويل ان المراهقين المدخنين يفيدون عن عوارض اكتئاب أكثر حدة".

وقسم المشاركون في الدراسة إلى مجموعات، واحدة لم يدخن أفرادها أبدا، والأخرى لم يلجأ فيها المراهقون إلى السجائر لعلاج أنفسهم، والثالثة لعلاج أنفسهم. بحسب وكالة وكالة الأنباء الجزائرية.

وطلب من المشاركين تصنيف حدة عوارض الاكتئاب التي يشكون منها أي أن يقولوا إن كانوا يشعرون بالتعب أو يجدون صعوبة في النوم أو يشعرون بالحزن أو الاكتئاب أو لا يرون أملاً في المستقبل أو يشعرون بالتوتر والعصبية والقلق.

وقالت أولوغلين ان "المدخنين الذي دخنوا لتحسين مزاجهم كانوا أكثر عرضة لخطر زيادة حدة عوارض الاكتئاب من المراهقين الذين لم يدخنوا يوماً".

استهداف النساء

من جانبها حذرت منظمة الصحة العالمية، في تقرير لها من أن إعلانات التبغ والسجائر أصبحت تستهدف بشكل متزايد النساء، واللواتي يشكلن نحو 20 في المائة من مدخني العالم الذين يتجاوز عددهم مليار شخص.

وقال تقرير للمنظمة حمل عنوان "النساء والصحة: بيِّنة اليوم، جدول أعمال الغد،" إن حجم أثر التسويق من قبل المصنعين لا جدال فيه، وأنه بات يستهدف المرأة بشكل متزايد، لافتة إلى أن التبغ يسبب سرطانات إضافية للإناث ويعرض الحمل والصحة الإنجابية للخطر.

وقال التقرير "تبين عقود من التاريخ مع الخبرة في ممارسات الترويج لصناعة التبغ بوضوحٍ أنها قد أخذت بعين الاعتبار الأدوار الجنسية ومعاييرها في استراتيجياتها التسويقية لمدة قرن تقريبا. منذ العشرينيات عندما بدأ استهداف النساء الأمريكيات من قبل صناع التبغ لأول مرة، استخدمت صور ومواضيع متعددة لتشجيع النساء على التدخين."

ولفت التقرير إلى "بعض المواضيع السائدة التي ارتبطت مع التدخين وأصناف تجارية خاصة من السجائر هي: السحر، الأناقة والتصميم، الرفاهية، الطبقة الاجتماعية الرفيعة والجودة، الرومانسية والجنس، حسن المعاشرة، المتعة والنجاح، الصحة والشباب، التحرر، وأهمية، الرشاقة."  بحسب وكالة السي ان ان .

ومضى التقرير يقول "تطبق حالياً طرق التسويق نفسها تقريباً، والتي استخدمت لتشجيع النساء على التدخين في البلدان النامية، التي ليس لها تاريخ مع تدخين السجائر. والغرض الإجمالي من أي حملة من صناعة التبغ التي تستهدف النساء هو جعل السجائر أكثر جاذبية."

ودعت المنظمة إلى "الوقوف في وجه وسائل الجذب المميتة لصناعة التبغ،" قائلة إنه من المهم أن تكون السلطات الصحية حساسة للجنس عند صياغة وتنفيذ سياسات مكافحة التبغ،" وأن حل مشكلة تعاطي النساء للتبغ هو نفسه بالنسبة للرجال: التنفيذ الصارم لاتفاقية منظمة الصحة العالمية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 8/أيلول/2010 - 28/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م