نووي إيران... طاقة أم قنبلة

 

شبكة النبأ: يزداد السؤال أهمية بموازاة تصاعد المخاوف الدولية من برنامج طهران النووي الذي بدأ في الخمسينات، بمساعدة من الولايات المتحدة بدعم وتشجيع ومشاركة حكومات أوروبا الغربية، استمر التعاون حتى إسقاط شاه إيران في الثورة الإسلامية سنة 1979. تم ايقاف البرنامج بعد الثورة مؤقتا واعادة تشغيله مجددا بقليل من المساعدة الغربية. البرنامج النووي الإيراني الحالي يتألف من عدة مواقع بحث، منجم يورانيوم، مفاعل نووي، ومحطة لتخصيب اليورانيوم. الحكومة الإيرانية تسعى الحصول من خلال البرنامج النووي تطوير القدرة على إنتاج الطاقة النووية لتوليد الكهرباء والوصول إلى 6000 ميغاواط من الكهرباء سنة 2010. ويستعرض هذا التقرير آخر المستجدات على الساحة السياسية

إيران تزيد نشاطها النووي

فقد اظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان إيران تمضي قدما في نشاطها النووي متجاهلة عقوبات اشد من جانب الامم المتحدة.

وقال التقرير السري ان الوكالة التابعة للامم المتحدة ما زالت تشعر بالقلق لاحتمال وجود نشاط في ايران لتطوير صاروخ مزود بشحنة نووية.

ووصف البيت الابيض التقرير بأنه يبعث على القلق لكن طهران رفضته وقالت انه "غير متوازن.

وقال ديفيد اولبرايت رئيس معهد العلوم والامن الدولي ومقره واشنطن هذا تقرير بالغ الاهمية و(يظهر ان) الجانبين وصلا الى طريق مسدود فيما يبدو. حسب رويترز

وقالت الولايات المتحدة ان التقرير يبين ان طهران مازالت تحاول اكتساب قدرات اسلحة نووية.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض تومي فيتور تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن اعتراض ايران ورفضها التعاون تقلق كل المهتمين بمنع الانتشار (النووي) والامن العالمي.

وحذرت الوكالة الدولية أيضا من ان الرفض الايراني لبعض اختيارات الوكالة من المفتشين النوويين يعرقل انشطتها في الجمهورية الاسلامية التي ترفض الاتهامات الغربية بأنها تسعى لصنع قنابل نووية.

وقال علي اصغر سلطانية مبعوث ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تقرير المدير الجديد للوكالة يوكيا امانو اضر بسمعة الوكالة من الناحية الفنية وانه غير متوازن مقارنة مع تقارير المدير السابق للوكالة محمد البرادعي.

ونقلت وكالة مهر شبه الرسمية للانباء عن سلطانية قوله ان جميع الانشطة النووية الايرانية تحت الاشراف الكامل للوكالة. ومن شأن النزاع الدولي المستمر منذ ثماني سنوات بشأن انشطة ايران النووية ان يفجر سباقا اقليميا للتسلح ويطلق شرارة صراع في الشرق الاوسط.

ويأمل الغرب ان يقنع فرض العقوبات الاضافية من جانب الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على ايران منذ يونيو حزيران القيادة في طهران على التراجع ووقف الانشطة النووية الحساسة.

وعبر تقرير الوكالة عن القلق لما سمته الاعتراض المتكرر من جانب ايران على اختيار الوكالة للمفتشين الذين يعملون في البلاد.

ومنعت طهران اثنين من المفتشين النوويين التابعين للامم المتحدة من دخول البلاد في يونيو حزيران واتهمتهما بنقل معلومات خاطئة عن فقد بعض المعدات في مخالفة للواقع. ووقعت حالات مماثلة في السابق.

وقال دبلوماسي كبير مطلع على نشاط الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايران ان ذلك يزيد الضغط على المفتشين ويجعل عملهم أكثر صعوبة لكن الوكالة ما زال لديها عدد جيد من المفتشين في ايران الذين يمكنهم أداء المهمة.

وقال اولبرايت ان مفتشي الامم المتحدة محبطون للغاية من هذه الاعتراضات الايرانية. واضاف انها تظهر تراجع قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على اداء عملها.

وتحقق الوكالة منذ سنوات في تقارير لاجهزة المخابرات الغربية تشير الى ان ايران تقوم بجهود منسقة لمعالجة اليورانيوم وتختبر متفجرات على ارتفاعات كبيرة وتدخل تعديلات على صاروخ لجعله قادرا على حمل رأس نووية.

وتقول طهران ان معلومات المخابرات مزورة لكن سجلها من السرية اذكى الشكوك مثلما حدث عندما بدأت في فبراير شباط تخصيب اليورانيوم الى مستوى نقاء اعلى يصل الى 20 في المئة مما يقربها بدرجة اكبر من المستويات اللازمة لصنع اسلحة. وذكر تقرير الوكالة ان ايران انتجت حوالي 2.8 طن من اليورانيوم منحفض التخصيب ارتفاعا من 2.4 طن في مايو بالاضافة الى 22 كيلوجراما من اليورانيوم عالي التخصيب.

ودعت الوكالة ايران التي تنفي اتهامات بأنها تسعى لصنع قنابل نووية للسماح للوكالة بالوصول الى المواقع والمعدات والاشخاص المعنيين بالبرنامج النووي دون مزيد من التأخير.

وفي الشهر الماضي نقل عن مسؤول نووي سابق بالامم المتحدة قوله ان ايران قامت بتخزين يورانيوم منخفض التخصيب يكفي لصنع قنبلة أو قنبلتين نوويتين لكن تخزين هذه الكمية بحد ذاته لا يعني دخولها مجال صنع القنابل النووية.

وقال تقرير الوكالة انه كانت هناك اربع حالات كسرت فيها أختام الوكالة التي تهدف الى منع تحويل مواد نووية في محطة نطنز الايرانية للتخصيب. وقالت ايران ان هذه الحوادث كانت مصادفة لكن الوكالة قالت انها ستدرس المسألة.

تقرير مقلق

من جهة أخرى وصف البيت الابيض التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ايران بأنه يبعث على القلق وقال انه يبين ان طهران ما زالت تحاول اكتساب القدرة على صنع اسلحة نووية.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض تومي فيتور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاخير بشأن ايران يبين من جديد ان ايران ترفض الوفاء بالتزاماتها الدولية في المجال النووي وتواصل جهودها لتوسيع برنامجها النووي وتقترب من اكتساب القدرة على صنع اسلحة نووية. حسب رويترز

من جانبها نقلت وكالة إيسنا للأنباء عن صالحي ان من حقنا مثل اي عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية اختيار المفتشين.

وفي يونيو/حزيران الماضي منعت إيران اثنين من خبراء الوكالة من دخول أراضيها، متهمة اياهما بتقديم معلومات مزورة حول البرنامج النووي الإيراني لوسائل الإعلام العالمية.

واضاف صالحي ان المفتشيْن اللذيْن رفضتهما ايران قاما بنقل معلومات مخالفة للواقع، والوكالة مطلعة على هذا الموضوع، لكنها لا تريد الاقرار بذلك.

وتابع صالحي ان تقرير الوكالة لم يشر الى اي استخدام لمواد نووية لغايات غير سلمية. اما النقاط الاخرى المذكورة في التقرير فهي هامشية.

تنفيذ صفقة

من جهته أكد رامين مهمانبرست الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن بلاده مستعدة لتنفيذ صفقة تبادل الوقود النووي التي يحتاجها مفاعل طهران للأبحاث، على أساس بيان طهران الذي وقعت عليه إيران وتركيا والبرازيل في 17 مايو/أيار الماضي.

وأضاف مهمانبرست انه تم ابلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجموعة فيينا بهذا الموضوع، فيما تنتظر إيران الرد من الطرف المقابل قبل بدء الاستعدادات لتنفيذ الصفقة.

كما دعا الدبلوماسي الإيراني الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى العمل بواجبها بعيداً عن الضغوط السياسية، معتبراً التقرير الأخير للوكالة ازاء البرنامج النووي الايراني بأنه غير فني ومسيس.

من جهتها عبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها من عرقلة طهران دخول مفتشيها إلى المنشآت النووية الإيرانية.

وجاء في تقرير نشرته الوكالة أنها ترفض الحجج التي يقدمها الجانب الإيراني لتبرير حظر دخول بعض خبرائها، مشيرا إلى أن هذه التصرفات تعقد الإشراف على النشاط الإيراني في مجال الطاقة الذرية وتقلل من قدرة الوكالة على تأكيد الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني. حسب فرانس برس

كما أفادت الوكالة في تقريرها بأن طهران زاد إنتاج اليورانيوم المخصب في أراضيها بمقدار 15% رغم العقوبات الدولية.

اجتماع روسي أمريكي

من جانب آخر ذكرت وزارة الخارجية الروسية ان قضية البرنامج النووي الإيراني تصدرت محادثات أجراها سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي مع روبرت أينهورن المستشار الخاص في وزارة الخارجية لشؤون منع الانتشار النووي. حسب فرانس برس

وجاء في بيان اصدرته الوزارة أن اللقاء شهد تبادل الأراء إزاء الوضع القائم حول البرنامج النووي الإيراني، الى جانب بعض المسائل الاخرى المطروحة على جدول الاعمال المكرس لحظر الانتشار النووي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست في مؤتمره الصحفي الأسبوعي تم تسييس جانب من التقرير الذي أصدره المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا آمانو بشأن ملفنا النووي مضيفا أن احدى نقاط ضعف مثل هذه التقارير هي تأثرها بالمسائل والضغوط السياسية.

ودعا الوكالة الدولية الى العمل بوظائفها القانونية بعيدا عن هذه الضغوط الممارسة من بعض الدول لافتا الى أن التقرير أكد للمرة ال23 سلمية البرنامج النووي الايراني وعدم انحرافه عن اهدافه المدنية. حسب وكالة الانباء الكويتية

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا آمانو اتهم ايران بتحدي قرارات مجلس الأمن والوكالة الدولية عبر مواصلة انشطة تخصيب اليورانيوم وعدم تعاونها بالشكل الذي يسمح للمفتشين الدوليين بالتأكد من ان جميع موادها النووية تندرج في نطاق الأنشطة السلمية.

وبشأن الغاء اجتماع وزراء خارجية ترويكا عدم الانحياز الذي كان مقررا عقده في القاهرة أوضح مهمانبرست أن هذا الاجتماع الذي يضم وزراء خارجية ايران وكوبا ومصر سيعقد على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وفيما يتعلق بملتقى (التعاون الايراني الافريقي) الذي ستستضيفه طهران يومي 14 و 15 سبتمبر الجاري قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية الملتقى الذي سيعقد على مستوى وزراء الخارجية والصناعة والصحة سيناقش أوجه التعاون بين الجانبين وتبادل وجهات النظر واكتشاف فرص التعاون بين ايران والدول الافريقية.

إعاقة استئناف المحادثات

من جهة أخرى اتهم مسؤول روسي بارز واشنطن، بإعاقة استئناف المحادثات مع طهران حول تبادل الوقود النووي.

ونقلت عن المسؤول قوله لـ مجموعة فالداي التي تضم خبراء في الشؤون الروسية: أنا قلق لأن الولايات المتحدة أبطأت العملية.

وسخر من مطالبة الغرب طهران بوقف التخصيب المنخفض لليورانيوم، داعياً إياه الى التركيز على منعها من الحصول على وقود يمكن استخدامه في انتاج قنبلة نووية. وقال: من غير الواقعي تخلي ايران عن التخصيب بنسبة 4 في المئة. على المجتمع الدولي التركيز على منع التخصيب بنسبة 20 في المئة، والذي بدأته طهران في شباط (فبراير) الماضي. حسب رويترز.

وحذر من ان قرارات طائشة حول ايران، قد تؤدي الى مأساة في الشرق الأوسط، مجدداً رفض بلاده العقوبات الأحادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عليها.

في غضون ذلك، وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد علاقات بلاده بدول مجلس التعاون الخليجي بأنها قوية، متهماً القوى الاستعمارية بمحاولة إثارة توترات في ما بينها، بهدف إيجاد شقاق بينها. وأكد أن المستعمرين لن ينجحوا في مسعاهم لتقسيم دول المنطقة، مشيراً الى انهم يواصلون بثّ حملات الدعاية والحروب النفسية، للتفرقة بين دول المنطقة ولإيجاد فرص لتجارة السلاح الخاصة بهم.

جاء ذلك خلال لقاء نجاد أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين في الدوحة، أكد بعدهأنه سيزور لبنان قريباً.

وجدد نجاد خلال حديثه للديبلوماسيين، دعوته الى اقامة نظام عالمي جديد يستند الى العدل والمحبة والصداقة، مشككاً في الرواية الرسمية لهجمات 11 ايلول (سبتمبر) في الولايات المتحدة. وقال: حصل شيء ما في نيويورك، ولا أحد يعلم حتى الآن المنفذين الحقيقيين لهذا العمل. لم يُسمح لأحد، لأي أشخاص مستقلين، بمحاولة تحديد الفاعلين.

وفي وقت لاحق، قال نجاد لحشد من الجالية الإيرانية في قطر، ان ايران هي الأمة الوحيدة القادرة على إقامة نظام عادل في العالم، مؤكداً أنها أصبحت القوة الإقليمية الأولى.

الى ذلك، أكد قائد البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري أن فرقاطات ايرانية رافقت 400 سفينة تجارية وناقلة نفط في خليج عدن، خلال الشهور الـ18 الماضية.

على صعيد آخر، أعلنت السلطات الإيرانية العثور على حقيبة تضم وثائق سرية في الصندوق الخلفي لسيارة الشاه الراحل، وهي من طراز رولز رويس. وأضافت انها عثرت على جزء من وثائق ادارية خاصة بالحرب العالمية الثانية، إضافة الى رسالة للشاه من وزير خارجيته، وملف خاص بوزير الخارجية آنذاك.

في باريس، أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنـــير استعداده للقيام بـ أي شيء، لإنقاذ الإيرانية سكينة محـــمدي اشتياني التي حُكمت بالرجم حتى الموت، لاتهامها بالزنا والتواطؤ لقتل زوجها.

واعتبر كوشنير الحكم الصادر في حقها أعلى درجات البربرية، مشيراً الى ان قضيتها اصبحت مسألة شخصية بالنسبة اليه. وقال خلال مؤتمر صحافي مع محمد مصطفائي المحامي الإيراني السابق لاشتياني: أنا مستعد للقيام بأي شيء، لإنقاذها. اذا توجب عليّ الذهاب الى طهران لإنقاذها، سأفعل.

جاء ذلك في وقت افادت وكالة فارس بأن السلطات الإيرانية اعتقلت ناشطاً بهائياً، بتهمة إقامة علاقات جنسية غير شرعية.

تزويد محطة ايرانية للطاقة

وتم تزويد أول محطة ايرانية للطاقة النووية بالوقود كشاهد على مزاعم طهران بأن طموحاتها الذرية سلمية بحتة.

ويقول خبراء ان تزويد مفاعل بوشهر الذي تكلف بناؤه مليار دولار لن يجعل ايران أقرب الى صنع قنبلة نووية لان روسيا ستمدها باليورانيوم المخصب للمفاعل وستتسلم منها قضبان الوقود المستنفد التي من الممكن استخدامها في انتاج البلوتونيوم الذي يستخدم بدوره في صنع الأسلحة النووية. حسب رويترز.

وتصر ايران على أنها لا تريد امتلاك أسلحة نووية على أي حال. وبعد عقود من التأخير يمثل تزويد المفاعل بالوقود حجر زاوية على طريق استخدام ايران التكنولوجيا التي تقول انها ستقلل استهلاك وقودها الحفري الوفير مما سيسمح لها بتصدير المزيد من النفط والغاز والاستعداد لليوم الذي ستنضب فيه هذه الثروات الطبيعية.

وقال مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن انه يوم كبير. تنتظره ايران منذ سنوات. تأجل بدء تشغيل بوشهر عدة مرات لذا سيتنفس الايرانيون الصعداء.

وستزعم ايران انتصارها على الولايات المتحدة التي حاولت اعاقة برنامج طهران النووي الذي تشتبه به.

وقال جون بولتون السفير الامريكي السابق للامم المتحدة لقناة فوكس نيوز التلفزيونية الاسبوع الماضي اذا كانت اسرائيل ستقدم على فعل أي شيء ضد بوشهر فيجب أن يكون ذلك في غضون الايام الثمانية المقبلة. واذا لم تفعل فكما سبق أن قلت ان صدام حسين  أراد أن يمتلك مفاعلا نوويا عاملا لكنه لم يستطع أقول ان الايرانيين الذين يناصبون اسرائيل العداء سيمتلكونه.

وقصفت اسرائيل موقعا كان يبني فيه صدام مفاعلا نوويا عام 1981 ولم تستبعد توجيه ضربة عسكرية استباقية مماثلة لطهران التي تقول اسرائيل أنها قد تحاول تدمير الدولة العبرية.

وقال علي أنصاري وهو خبير في شؤون ايران بجامعة سانت أندروز الاسكتلندية ان من المرجح أن تبالغ طهران وأعداؤها في أهمية بدء تشغيل بوشهر.

وأضاف من الواضح أنه سيكون افتتاحا مسرحيا لكن التأخيرات تعني أن مفاعل الطاقة من طراز قديم للغاية وأن مساهمته في الشبكة الوطنية ضئيلة جدا. وهو أيضا وفقا لفهمي مفاعلا يتم تبريده بالماء الخفيف أي أنه لا يمكنه انتاج أي شيء لصنع قنبلة.

لو كنت في الادارة الامريكية لهنأتهم (الايرانيين) على الافتتاح لتأكيد فكرة أنكم لا تعارضون الطاقة النووية السلمية التي تحظى بمراقبة جيدة.

وايران من الدول التي وقعت على معاهدة حظر الانتشار النووي وتملك الحق في امتلاك طاقة نووية سلمية وهو أمر تسعى اليه دول أخرى غنية بالنفط في الخليج.

لكن العديد من الدول تشك في أن دوافع ايران سلمية بحتة وتشير الى أن ايران لم تعلن أنشطتها النووية لسنوات كما تتهم الجمهورية الاسلامية بأنها لم تكن شفافة بالكامل مع مفتشي الامم المتحدة.

شراكة نووية

من جهتها أعلنت ايران انها اقترحت تشكيل كونسورتيوم مشترك مع روسيا لإنتاج الوقود النووي.

وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي إن الحكومة الروسية تدرس هذا المقترح.

ويقول مراقبون إن هذه الخطوة تبدو محاولة من قبل طهران للتحكم بشكل أكبر في عملية إنتاج الوقود النووي الجارية في مفاعل بوشهر، الذي شيدته روسيا في إيران، والذي بدأ العمل في وقت سابق من هذا الشهر. حسب بي بي سي

ويشار إلى أن موسكو تمد طهران بالوقود النووي، وتتولى التخلص من النفايات النووية لضمان عدم استخدام أي منها في انتاج سلاح نووي.

وكانت طهران قد بدأت عمليات شحن محطة بوشهر النووية الايرانية بالوقود في الحادي والعشرين من الشهر الحالي.

وبهذه العملية الأولى لشحن المفاعل، أصبحت بوشهر رسميا منشأة نووية؛ علما بأن إنشاءها استغرق 35 عاما، تخللتها سلسلة من العراقيل تسببت في تأخر عمليات البناء.

وقال مراسل بي بي سي جون لين إن المسؤولين الإيرانيين حرصوا على إظهار الحدث بصفته انتصارا لطهران على أعدائها.

ويفترض ان يستغرق تحميل 163 من قضبان الوقود في قلب المفاعل باشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حوالى اسبوعين وينتهي بحدود الخامس من الشهر المقبل.

ويحتاج المفاعل إلى أسبوعين بعد ذلك ليبلغ 50 بالمئة من طاقته وليتم ربط المحطة التي تبلغ قدرتها الف ميغاوات بشبكة الكهرباء نهاية تشرين الاول/اكتوبر أو مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني.

ويعتبر وقود اليورانيوم المستخدم هناك أقل مستوى بكثير مما يتطلبه التخصيب اللازم لصنع سلاح نووي.

فبينما يحتاج اليورانيوم المخصص للسلاح النووي إلى نسبة تخصيب تناهز 90 في المئة لا تتعدى هذه النسبة فيما يتعلق بتخصيب يورانيوم بوشهر الـ3,5 في المئة.

ويأتي الدخول الإيراني الى نادي الدول المستخدمة للطاقة النووية في ظل تعرض طهران لضغوط ستة قرارات صادرة عن مجلس الامن الدولي اربعة منها تتضمن فرض عقوبات على خلفية برنامجها النووي الذي تشتبه الدول الغربية ومعها عدد من الدول باخفائه اهدافا عسكرية خصوصا بسبب رفض ايران وقف تخصيب اليورانيوم.

نقاط إيجابية وأخرى سلبية

على الصعيد نفسه قال مندوب إيران لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية أن التقرير يتضمن نقاطا إيجابية، منها الإشارة بشكل واضح إلى عدم انحراف البرنامج النووي الإيراني نحو أهداف عسكرية أو ممنوعة وفقا للقانون الدولي، إضافة إلى الاعتراف بالتطور العلمي الذي أحرزته طهران.

أما النواحي السلبية وفقا لسلطانية، فهي اتهام طهران بعدم التعاون مع الوكالة، مؤكدا عدم صحة هذا الاتهام، ومشددا على أن بلاده تتعامل في هذا المجال وفقا للقوانين الدولية.

قلق أميركي

وفي واشنطن اعتبر البيت الأبيض أن التقرير الذي كشفت عنه الوكالة الذرية بشأن قدرات إيران النووية، يبعث على القلق.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير بشأن إيران يبين من جديد أن إيران ترفض الوفاء بالتزاماتها الدولية في المجال النووي، وتواصل جهودها لتوسيع برنامجها النووي، وتقترب من اكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية.

وتأتي ردود الفعل هذه بعد كشف الوكالة الذرية أمس عن تقرير سري قالت فيه إن إنتاج إيران الإجمالي من اليورانيوم المنخفض التخصيب زاد بنسبة 15% منذ مايو/أيار الماضي ليصل إلى 2.8 طن، وهو ما يؤكد مضي طهران قدما في نشاطها النووي رغم تشديد العقوبات المفروضة عليها، حسب ما توصل إليه التقرير.

وأعربت الوكالة الذرية عن استمرار شعورها بالقلق بخصوص احتمال وجود نشاط في إيران لتطوير رأس نووي تركب على صاروخ.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 8/أيلول/2010 - 28/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م