
شبكة النبأ: بعد أن أثارت حادثة غرق
سفينة حربية تابعة لكوريا الجنوبية جدلا سياسيا كبيرا خاصة بعد أن
اتهمت الجنوبية جارتها الشمالية بأنها المسئولة عن هذا الاعتداء، تمر
كوريا الشمالية بفترة حرجة لاسيما بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات
مالية وشل حركتها التجارية، بالإضافة الى التهديدات العسكرية الصادرة
من القوات الأمريكية المنتشرة بالقرب من الحدود الكورية.
وتعتبر هذه الخطوة تأكيدا من الولايات المتحدة على إنها ستقف بجانب
حليفتها ضد أي تهديد يمسها، في الوقت الذي أدلى فيه بعض المسئولين
بتصريحات تزعم أن الحكومة الكورية سترد وبقوة إذا تعرضت لأي هجوم أو
انتهاك لحقوقها.
عقوبات جديدة
فقد أعلنت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، فرض
عقوبات جديدة على كوريا الشمالية خلال زيارة إلى عاصمة الشطر الجنوبي،
سيؤول.
وتزامنت زيارة كلينتون، مع أخرى يقوم بها وزير الدفاع الأمريكي،
روبرت غيتس، إلى هناك، في زيارة نادرة لمسؤولين أمريكيين معاً بهدف
إبداء الدعم لحليف إستراتيجي على خلفية التوتر القائم في شبه الجزيرة
الكورية منذ اتهام كوريا الشمالية، بإغراق بارجة حربية تابعة للشطر
الجنوبي.
وتتضمن العقوبات الجديدة تجميد أرصدة وحظر نظام بيونغ يانغ الشيوعي
من شراء أو بيع أسلحة. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت، توجه حاملة
الطائرات "جورج واشنطن" إلى كوريا الجنوبية، في خطوة وصفها قائد
المدمرة الحربية بأنها "استعراض يعكس قوة تحالفنا واستعدادنا الدائم
للدفاع عن جمهورية كوريا (الجنوبية)"، وتأتي وسط توتر في شبه الجزيرة
الكورية على خلفية اتهام حكومة سيؤول للشطر الشمالي الشيوعي بمهاجمة
بارجة عسكرية تابعة لها وإغراقها.
ومن المتوقع انضمام مدمرتين حربيتين إلى "جورج واشنطن" في ميناء "بوسان"
فيما تتجه ثالثة نحو ميناء "شينهاي"، في زيارة تستغرق أربعة أيام، وفق
ما أعلنت القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية.
وقال النقيب ديفيد لوسمان، قائد "جورج واشنطن" في بيان: "للبحرية
الأمريكية وجود قوي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، لافتاً إلى الأواصر
القوية التي تربط الولايات المتحدة بالحليف الكوري الجنوبي.
ويذكر أن "جورج واشنطن، التي يبلغ وزنها 97 ألف طن، مقرها ميناء "يوكوسوكا"
في اليابان، وهي حاملة الطائرات الأمريكية الوحيدة التي يقع مقرها خارج
الولايات المتحدة.
واستبق نظام كوريا الشمالية إعلان زيارة "جورج واشنطن" بالتحذير، من
أن وجود حاملة الطائرات الأمريكية في المنطقة يعد بمثابة "استفزاز
متهور" تهدف منه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية "حفظ ماء الوجه" بعد
تعرضهما لما وصفته بأنه "هزيمة دبلوماسية" في الأمم المتحدة." بحسب
وكالة السي ان ان .
وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان في وقت سابق ما وصفه بـ"هجوم"، أدى
إلى غرق البارجة الكورية الجنوبية، تشونان" في مارس/ آذار الماضي، وأدى
لمصرع عشرات البحارة، دون الإشارة إلى كوريا الشمالية.
وفي المقابل، هددت كوريا الشمالية، التي نفت أي تورط لها في غرق
البارجة الجنوبية، بقطع كل العلاقات مع الشطر الجنوبي، كما توعدت بشن "حرب
شاملة" رداً على فرض إجراءات جزائية عليها. واتهمت سيؤول، بعد تحقيقات
في حادث غرق السفينة الحربية "تشونان"، نظام بيونغ يانغ بالوقوف ورائه،
وهو ما نفته الأخيرة.
سول ترحب
في الوقت ذاته رحبت كوريا الجنوبية بتوسيع نطاق العقوبات المالية
التي تفرضها الولايات المتحدة على كوريا الشمالية لكنها في الوقت نفسه
عرضت تقديم مساعدات للشطر الشمالي لمواجهة الفيضانات وهي أول مساعدات
تعرضها منذ غرق سفينة حربية تابعة لها في مارس آذار. ووسع الرئيس
الأمريكي باراك أوباما العقوبات المالية المفروضة على كوريا الشمالية.
وترى واشنطن ان قدرات كوريا الشمالية الذرية بعد ان أجرت اختبارين
نوويين عامي 2006 و2009 تشكل تهديدا على كوريا الجنوبية واليابان وعلى
سياسة الحد من التسلح النووي. وعرضت بيونجيانج استئناف محادثات نزع
السلاح النووي المتوقفة لكن سول وواشنطن تطالبانها أولا بالاعتراف
بمسؤوليتها عن غرق السفينة قبل استئناف الحوار.
ورحب متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في سول بتشديد
العقوبات الأمريكية وقال "يمكن القول ان نظام العقوبات الأمريكي على
كوريا الشمالية استكمل بشكل عام."
لكن في الوقت نفسه قامت كوريا الجنوبية بلفتة تصالحية لبيونجيانج
وعرضت تقديم معونة طارئة بقيمة 10 مليارات وون (8.4 مليون دولار) الى
كوريا الشمالية لمساعدتها في التعافي من فيضانات تسببت في أضرار شديدة
في الدولة الشيوعية الفقيرة.
وفي حالة قبول بيونجيانج العرض فإنها ستكون أول معونة على نطاق واسع
من سول بعد اغراق سفينة حربية لكوريا الجنوبية والذي ألقت فيه
بالمسؤولية على هجوم لغواصة كورية شمالية. بحسب وكالة الانباء
البريطانية.
وقال مسؤول بوزارة التوحيد في كوريا الجنوبية ان العرض الذي قدم من
خلال الصليب الأحمر الكوري الجنوبي يتضمن مساعدات غذائية ومواد إغاثة
واسعافات اولية. وأحدثت امطار غزيرة في يوليو تموز واغسطس اب سيولا في
المنطقة الشمالية في كوريا الشمالية على الحدود مع الصين وفي أقاليمها
الشرقية مما ادى الى فرار الآلاف من منازلهم وغمر الأراضي الزراعية
بالمياه.
حرب مقدسة
بينما قالت كوريا الشمالية انها ستبدأ "حربا مقدسة" ضد الولايات
المتحدة وكوريا الجنوبية "في أي وقت تكون فيه ضرورية" استنادا الي
قوتها النووية الرادعة للرد على التدريبات العسكرية "المتهورة" للبلدين
للحليفين.
وجاء رد الولايات المتحدة سريعا على لسان المتحدث باسم وزارة
الخارجية الأمريكية الذي قال ان واشنطن ليس لديها أي رغبة في الدخول في
"حرب كلامية" مع كوريا الشمالية وانها تريد ان ترى "القليل من الكلمات
الاستفزازية والمزيد من العمل البناء" من بيونجيانج.
ونفت لجنة الدفاع الوطني مجددا أي دور لكوريا الشمالية في إغراق
سفينة حربية كورية جنوبية في وقت سابق وقالت انها قد تضطر للانتقام من
البلدين اللذين سيبدأن تدريبات عسكرية واسعة النطاق.
وقالت اللجنة في بيان "جيش وشعب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية
سيبدأن حربا مقدسة انتقامية على طريقتهما استنادا الى قوة نووية رادعة
في أي وقت تكون فيه ضرورية من اجل التصدي للامبرياليين الامريكيين
والقوات الكورية الجنوبية العميلة الذين يدفعون الوضع عن عمد الي شفا
حرب. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
والبيان جزء من حملة كلامية لكوريا الشمالية بعد ان توصل فريق
محققين بقيادة كوريا الجنوبية في مايو ايار الى ان غواصة كورية شمالية
أطلقت طوربيدا على سفينة حربية كورية جنوبية في مارس اذار مما أودى
بحياة 46 بحارا.
ونجت كوريا الشمالية من التوبيخ في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة
الذي أدان الهجوم في بيان اوائل يوليو تموز دون أن يلقي باللوم بشكل
مباشر على حكومة بيونجيانج.
ورفضت الولايات المتحدة دعوة من كوريا الشمالية لأستنئاف المحادثات
النووية السداسية الاطراف وأعلنت عقوبات جديدة لتجميد أصول كورية
شمالية ووقف تدفق الأموال الى زعماء الدولة الشيوعية المنعزلة.
وفي منتدى اسيوي متعدد الاطراف عقد في فيتنام نددت كوريا الشمالية
بخطط التدريبات العسكرية الامريكية والكورية الجنوبية الواسعة النطاق
التي من المنتظر ان تجرى في المياه الواقعة قبالة شبه الجزيرة الكورية
ووصفتها بأنها خطر رئيسي على المنطقة.
واشنطن تحذر
من جانبها حثت الولايات المتحدة كوريا الشمالية بالامتناع عن "القيام
بتصرفات من شأنها رفع حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية" وسط مخاوف من
إقدام بيونغيانغ على تنفيذ سلسلة جديدة من التجارب الصاروخية.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية إنها تشعر بالقلق ازاء الحظر الذي
اعلنته كوريا الشمالية لمدة تسعة ايام على حركة الملاحة في مياهها
الاقليمية الغربية.
ودأبت بيونغيانغ على الاعلان عن هذا النوع من الحظر كلما كانت تجري
تجارب صاروخية
وقالت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية من جانبها إن الحظر قد تكون
له علاقة بتمرينات المدفعية التي تجريها القوات الشمالية من وقت لآخر،
ولكن سيؤول أكدت بأنها تنظر ايضا في احتمال ان تكون بيونغيانغ تستعد
لتجربة صواريخ قصيرة المدى.
وقال فيليب كرولي الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "لا نرغب
في رؤية كوريا الشمالية تقوم بجولة جديدة من التجارب الصاروخية." بحسب
وكالة البي بي سي.
وكانت كوريا الشمالية قد أجرت بتمرينات مدفعية على ساحلها الغربي في
شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك بعد ان كانت قد أعلنت عن حظر
مماثل للملاحة.
الا ان بيونغيانغ كانت قد أصدرت حظرا مماثلا ايضا في مايو/ايار 2009
قبيل اجرائها تجارب صاروخية ونووية.
وقال الناطق الامريكي كرولي في تصريحه: "ننصح كوريا الشمالية بتجنب
القيام بمزيد من الأعمال الاستفزازية التي تزيد من حدة التوتر في
المنطقة،" مضيفا بأن "الآن هو الوقت المناسب لكوريا الشمالية لاتخاذ
الخطوات الكفيلة بتحسين العلاقات مع جيرانها والكف عن القيام بأية
تصرفات استفزازية.
استعراض عضلات
كما قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس ان الاستفزازات التي قامت
بها كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة ضد كوريا الجنوبية هي في الأغلب
محاولة من جانب ابن كيم جونج ايل زعيم الشطر الشمالي المريض لاستعراض
عضلاته وكسب تأييد الجيش.
وقال جيتس الذي زار كوريا الجنوبية خلال الأيام الأخيرة في تصريحات
أدلى بها ان أكثر ما يثير قلقه هو ان يحدث المزيد من الاستفزازات من
جانب الشطر الشمالي ضد جارته الجنوبية مع تبلور عملية الخلافة في
بيونجيانج.
وقال وزير الدفاع الأمريكي في النادي التذكاري لمشاة البحرية في سان
فرانسيسكو "لدي شك دفين في ان ابن كيم جونج ايل الذي يريد تولي السلطة
يعمل على ان يرفع رتبه العسكرية داخل الجيش الكوري الشمالي." بحسب
وكالة الأنباء البريطانية.
ورد جيتس على سؤال حول الخطر الذي تشكله بيونجيانج قائلا " أشعر
بالقلق من ان ذلك وراء استفزازات مثل إغراق تشيونان ولذلك اعتقد إننا
قلقون للغاية من الا يكون هذا الاستفزاز الوحيد من جانب الكوريين
الشماليين."
وتنامى قلق المخابرات الأمريكية ووزارة الدفاع (البنتاجون) مما
يرونه تصرفات لا يمكن التكهن بها من جانب كوريا الشمالية عقب الهجوم
على السفينة تشيونان والذي تنفي بيونجيانج صلتها به.
ويبدو ان الزعيم الكوري الشمالي المريض يعمل على ان يخلفه ابنه
الأصغر في السلطة على رأس واحدة من أكثر دول العالم انعزالا والتي تمضي
قدما في جهودها لتطوير ترسانة نووية.
إسرائيل تتهم
في حين أعلنت بيونغ يانغ، انها ستقوم بـ«ردع نووي قوي» ردا على
المناورات البحرية المشتركة بين أميركا وكوريا الجنوبية، فيما أبلغت
إسرائيل لجنة العقوبات الخاصة بكوريا الشمالية في مجلس الأمن التابع
للأمم المتحدة بأن أنشطة بيونغ يانغ في مجال انتشار الصواريخ
الباليستية «تزعزع الاستقرار في الشرق الاوسط»، وحثت المجتمع الدولي
على تكثيف جهوده لوقف ذلك.
وهددت كوريا الشمالية باللجوء الى «ردع نووي قوي» ردا على المناورات
العسكرية المقررة، بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، حسبما أعلنت
وسائل الاعلام الرسمية. وقال عضو وفد بيونغ يانغ في المنتدى الاقليمي
لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، الدبلوماسي ري تونغ إيل، إنه «ستكون
هناك ردود ملموسة على الخطوات التي فرضتها الولايات المتحدة عسكريا» في
الإشارة إلى المناورات البحرية التي تنوي واشنطن إجراءها في بحر
اليابان بالاشتراك مع كوريا الجنوبية.
من جهتها، قالت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى لجنة
العقوبات الخاصة بكوريا الشمالية «تود إسرائيل أن تعبر عن قلقها
المستمر في ما يتعلق بانتشار الصواريخ ذاتية الدفع من (كوريا الشمالية)
وتدعو المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لمواجهة هذه الأخطار».
وجاء في الرسالة «تشعر اسرائيل على وجه الخصوص بالقلق من التبعات
الخطيرة لأنشطة انتشار (الصواريخ) بواسطة جمهورية كوريا الديمقراطية
الشعبية (كوريا الشمالية) على الاستقرار وجهود السلام في الشرق الاوسط».
بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان قال في ايار الماضي
ان شحنة من الأسلحة الكورية الشمالية منها صواريخ وقذائف صاروخية ضبطت
في تايلاند في كانون الاول الماضي كانت متجهة لحركة «حماس» في قطاع غزة
و«حزب الله» في لبنان. وقال ايضا ان كوريا الشمالية تزود إيران وسوريا
بمساعدات من اجل برامجهما الصاروخية. |