السياسة الأمريكية وعضلات التيار المحافظ

 

شبكة النبأ: تعد الولايات المتحدة أقدم فيدرالية في العالم. وهي جمهورية دستورية يحكمها الأغلبية ويحافظ فيها القانون على حقوق الأقليات. وهناك نظام للضوابط والتوازنات لتنظيم الحكومة حدده الدستور الاميركي، والذي يعد الوثيقة القانونية العليا للبلاد.

وفي النظام الفيدرالي الأمريكي، يخضع المواطنون لثلاث مستويات من الحكومات: الحكومة الفيدرالية، وحكومة الدولة، والحكومة المحلية؛ وتنقسم واجبات الحكومات المحلية بين حكومات المقاطعات وحكومات الأقاليم. ويتم انتخاب مسؤولي الحكومة التنفيذية والتشريعية من قبل المواطنين من خلال انتخابات فردية داخل المقاطعات.

ولا يوجد أي نظام للتمثيل النسبي على المستوى الفيدرالي، ونادرا ما يحدث على المستويات الأقل من ذلك. يتم ترشيح مسئولي القضاء الفيدرالي والحكومة من قبل السلطة التنفيذية ويجب أن توافق عليهم السلطة التشريعية، على الرغم من أنه يتم انتخاب بعض القضاة والمسؤولين في الدولة عن طريق التصويت الشعبي.

الحكومة الفيدرالية

السلطة التشريعية: الكونغرس، والذي يتكون من مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وهو يضع القانون الفيدرالي، ويعلن بداية شن الحروب، ويوافق على المعاهدات، ولديه نفوذ السعي وسلطة الاتهام، بحيث يمكنه ازالة أفراد من الحكومة.

السلطة التنفيذية: الرئيس هو القائد العام للجيش، ومن حقه اقتراح مشروع لقانون، وتعيين مجلس الوزراء وغيرهم من الضباط الذين يديرون وينفذون السياسات والقوانين الفيدرالية.

السلطة القضائية: وهي المحكمة العليا والمحاكم الفيدرالية الأخرى. ويتم تعيين القضاة من قبل الرئيس وموافقة مجلس الشيوخ، وهم يفسروا القوانين ويسقطوا تلك التي يروها غير دستورية.

وفي هذا التقرير تستعرض "شبكة النبأ" ما تحقق من نتائج في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي والشأن الداخلي الذي ترتبت عليه بعض المجريات السياسية.

نتائج الانتخابات التمهيدية

فاز النائب الامريكي كندريك ميك في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بولاية فلوريدا لاختيار مرشح الحزب في انتخابات مجلس الشيوخ القادمة.

وسيخوض ميك انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تجري في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني كمرشح للحزب الديمقراطي امام تشارلي كرايست حاكم الولاية الذي انشق عن الحزب الجمهوري ليخوض الانتخابات كمستقل وأمام المرشح المحافظ للحزب الجمهوري ماركو روبيو.

وفي سباق اخر مثير بولاية أريزونا حقق المخضرم جون مكين نصرا واضحا على منافسه المحافظ جيه.دي. هيوورث بعد معركة مريرة للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات مجلس الشيوخ.

ومكين يشغل مقعدا في مجلس الشيوخ طوال أربع فترات وخاض انتخابات الرئاسة الامريكية عام 2008 كمرشح للحزب الجمهوري امام الرئيس باراك أوباما الذي كان مرشحا للحزب الديمقراطي.

وفي عام انتخابي يشوبه غضب واضح للناخبين من اقتصاد يعاني ضغوطا وفقد للوظائف وعجز متنام في الميزانية أظهرت النتائج الاولية ان السناتور الجمهورية ليسا مركوفسكي في ولاية الاسكا تجيء بفارق ضئيل خلف منافسها جو ميلر القاضي السابق المحافظ الذي ساندته حاكمة الولاية السابقة سارة بيلين التي خاضت انتخابات عام 2008 كنائبة لمكين. حسب رويترز

ويشعر الناخبون الامريكيون بالقلق من ارتفاع معدلات البطالة والانفاق الحكومي في عام الانتخابات التي تجري في نوفمبر وتشمل 435 مقعدا في مجلس النواب و37 مقعدا في مجلس الشيوخ بالاضافة الى انتخاب حكام 36 ولاية.

وفي الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية فلوريدا فاز ريك سكوت بفارق ضئيل على وزير العدل في الولاية بيل مكولام.

وولاية فلوريدا هي واحدة من 12 ولاية تشملها انتخابات مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الامريكية وقد تمسك بميزان القوى في انتخابات الكونجرس في نوفمبر القادم وتحدد مصير الاجندة التشريعية للرئيس الامريكي الديمقراطي أوباما.

ويقول محللون انه في عام يشعر فيه الناخبون بالقلق على الاقتصاد وحجم البطالة قد يتمكن الجمهوريون من السيطرة على مجلس النواب ويحققون مكاسب كبيرة في مجلس الشيوخ.

وأظهر استطلاع أجرته رويترز وشركة ايبسوس لاستطلاعات الرأي ونشر يوم الثلاثاء ان 46 في المئة من الناخبين الامريكيين سيصوتون على الارجح لصالح المرشحين الجمهوريين في نوفمبر بينما سيصوت لصالح الديمقراطيين 45 في المئة.

ماكين يفوز

من جهته اعلن السناتور الاميركي جون ماكين فوزه في الانتخابات التمهيدية التي جرت في ولاية اريزونا الثلاثاء واعتبرت اختبارا للرأي العام فيما يقرر الاميركيون في تشرين الثاني/نوفمبر اي حزب سيسيطر على الكونغرس.

وماكين الذي شغل مقعد سناتور لاربع مرات والمرشح الجمهوري المهزوم في الانتخابات الرئاسية كان متقدما بسهولة على منافسه عضو الكونغرس ومقدم البرامج جي دي هايورث.

وقال ماكين في خطاب امام مناصريه كلنا نعلم ان هذه الانتخابات لم تنته، امامنا اكثر من شهرين من الحملات الانتخابية المحتدمة وانا اكيد اننا سنواجه تحديا قويا من مرشح الحزب الديموقراطي.

وهذه الانتخابات كانت ضمن عدة انتخابات تمهيدية تعتبر اختبارا لمدى انعكاس استياء الناخبين الاميركيين من سياسات واشنطن على المرشحين الطامحين لنيل ترشيح حزبهم لشغل عدة مناصب سياسية في انتخابات منتصف الولاية. حسب فرانس برس

وتوجه ناخبو اريزونا الى صناديق الاقتراع وسط تحذير من موجة حر شديد ما شجع عدة ناخبين بينهم ماكين وهايورث على الادلاء باصواتهم في وقت مبكر.

وقال مسؤولو الانتخابات ان ربع الناخبين المسجلين فقط شاركوا في الانتخابات التمهيدية حيث قال العديد من الناخبين انهم سئموا من الاجواء السلبية للانتخابات. وسادت هذه الاجواء بعدما انتقد هايورث موقف ماكين في موضوع الهجرة وامن الحدود قائلا ان السناتور لا يقوم بعمله وقد خذل قاعدته الانتخابية.

ورد مسؤولو حملة ماكين بالاشارة الى العلاقات بين هايورث وجاك ابراموف الذي سجن بتهمة التامر والتهرب من دفع الضرائب في العام 2006.

والانتخابات التمهيدية لمقعد مجلس الشيوخ في اريزونا كانت العملية الانتخابية الابرز التي تنظم الثلاثاء لكنها احدى الانتخابات التي تشهد منافسة بين سياسيي واشنطن التقليديين والمرشحين الجدد الذين يطرحون في غالب الاحيان افكارا اكثر تشددا.

ففي فلوريدا صوت الناخبون لصالح مرشح الحزب الديموقراطي لمجلس الشيوخ عضو الكونغرس السابق كندريك ميك الذي دعمه الرئيس الاميركي باراك اوباما والرئيس السابق بيل كلينتون.

وفوزه على جيف غرين المستثمر الثري في مجال العقارات الذي انفق اكثر من عشرين مليون دولار على حملته الانتخابية اكد ان المرشحين من خارج الدائرة السياسية غير قادرين على هزم ممثلي الاحزاب. وجرت انتخابات تمهيدية اخرى ايضا في فيرمونت والاسكا.

شبكة تضليل بترويج

من جهته اتهم الرئيس الاميركي باراك اوباما شبكة تضليل بالاستمرار في ترويج اشاعة انتمائه للدين الاسلامي، لكنه قلل من اهميتها مؤكدا عدم امتلاكه اي قدرة للسيطرة على الموضوع.

وقال الرئيس الاميركي هناك جهاز، شبكة تضليل، يمكنها في عصر الاعلام الجديد، بث الفرقة بلا حدود.

الا انه اشار الى عدم استطاعته السماح لنفسه بتخصيص الكثير من الوقت لهذا الجدل الدائر حاليا.

واضاف لن اشغل نفسي كثيرا بالشائعات التي يمكن ان تسري، اذا ما خصصت كامل وقتي للجري وراء (هذه الشائعات)، فلن اتمكن من القيام بشيء يذكر. حسب فرانس برس

وبحسب تحقيق لمجلة تايم نشر في منتصف شهر اب/اغسطس، فان 24% من الاميركيين يعتقدون بان اوباما مسلم، مع ان الرئيس الاميركي يتردد باستمرار الى الكنيسة وجاهر في مناسبات عدة بايمانه المسيحي.

وانتشرت هذه الشائعة، المتداولة في الاساس على شبكة الانترنت، بشكل اكبر منذ تدخل اوباما في الجدل الدائر في الولايات المتحدة بشان مشروع بناء مسجد قرب الموقع السابق لمركز التجارة العالمي في نيويورك، وهو ما يعارضه اهالي ضحايا هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

ودافع الرئيس الاميركي عن حق المسلمين في بناء هذا المسجد، باسم حرية المعتقد التي يكفلها الدستور الاميركي.

وقبل اشهر قليلة من الانتخابات التشريعية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر، وفي خضم محاولة اوباما التصدي للركود الاقتصادي الحاصل حاليا في الولايات المتحدة، قد يؤدي تنامي الشكوك حيال اراء الرئيس الاميركي الدينية الى اعطاء اندفاعة لهجمات معارضيه.

اليمين المتشدد يتظاهر في واشنطن

من جهة أخرى تظاهر عشرات الآلاف من انصار اليمين المتشدد في الولايات المتحدة في المكان الذي القى فيه مارتن لوثر كينغ خطابه الشهير لدي حلم في واشنطن قبل 47 عاما تماما.

وشاركت في هذه التظاهرة لحزب الشاي مجموعات محافظة متشددة ذات اتجاهات شعبوية تجمع انصارها في قلب العاصمة عند نصب لينكولن حيث القى مارتن لوثر كينغ خطابه في الثامن والعشرين من آب/اغسطس 1963.

واكد منظم التظاهرة غلين بيك مقدم البرامج في محطة فوكس نيوز، في خطاب غلب عليه الطابع الديني ان الولايات المتحدة في مفترق طرق، داعيا الاميركيين الى العودة الى الايمان والامل والعمل الخيري. وقال علينا ان نقرر اليوم من نحن وبماذا نؤمن؟ علينا ان نختار بين التقدم والزوال وانا اخترت التقدم.

واوضح غلين بيك ان التظاهرة التي تهدف الى استعادة كرامة اميركا جمعت بين 300 و500 الف شخص. لكن تقديرات تستند الى صور التقطت جوا لشبكة سي بي اس نيوز تشير الى ان عدد المتظاهرين يبلغ نحو 87 الف شخص. حسب فرانس برس

واثار تزامن التظاهرة مع ذكرى خطاب زعيم حركة الدفاع عن حقوق السود، غضب السود الذين يتهمون انصار حزب الشاي وجميعهم تقريبا من البيض، بالعنصرية.

وتنامى دور هذه المجموعات اليمينية المتشددة بعد وصول الرئيس الاسود باراك اوباما الى البيت الابيض. وهي تتهمه بالعمل على جعل الولايات المتحدة بلدا اشتراكيا وعارضت بقوة مشروعه لاصلاح الضمان الصحي الذي دخل حيز التنفيذ مطلع العام الحالي.

وبدأت التظاهرة بقسم الولاء للعلم الاميركي والنشيد الوطني. ونظم قادة السود وعلى رأسهم القس آل شاربتن المدافع عن الحقوق المدنية تجمعا موازيا واتهموا غلين بيك بخيانة رسالة المساواة بين الاعراق التي دعا اليها مارتن لوثر كينغ.

وقال شاربتن ان الناس الذين ينتقدون تزاهراتنا يحاولون الآن التظاهر. قد يكونوا يملكون الشارع لكننا نملك الرسالة. قد يمتلكون المنبر لكننا نملك الحلم.

واكد غلين بيك المدمن السابق على الكحول الذي يؤكد انه شفي من ادمانه بعد اعتناقه ديانة المورمون، ان تزامن هذه التظاهرة مع ذكرى خطاب مارتن لوثر كينغ مجرد صدفة غير مقصودة.

وبيك يسخر في برامجه على محطة فوكس نيوز التي يتابعها اكثر من مليوني مشاهد يوميا، من  العدالة الاجتماعية واتهم باراك اوباما بالعنصرية حيال البيض.

من جهتها، اكدت المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائبة الرئيس ساره بالين في بداية كلمتها انها تشعر بروح مارتن لوثر كينغ. ووسط هتاف يو اس ايه (الولايات المتحدة)، اشادت بالين التي يتوقع كثيرون ان ترشح نفسها للانتخابات الرئاسية في 2012، بالقوات المسحلة الاميركية في الخارج.

ووسط حشد غلب عليه البيض، قال لو تريبيوس المتقاعد الاتي من ولاية تينيسي في الجنوب للمشاركة في التظاهرة نريد ان يعود بلدنا الى مبادئه الاساسية.

اما داون البالغة من العمر 47 عاما والتي قدمت من ولاية فيرجينيا المجاورة، فقالت اعتقد ان مارتن لوثر كينغ كان سيكون معنا لو انه لا يزال حيا.

واكدت انها لا تخشى حصول اي صدام مع انصار مارتن لوثر كينغ المتجمعين في مكان مجاور. وقالت لا ارى لماذا يمكن ان يفكروا اننا يجب الا نكون هنا اليوم.

وبطلب من المنظمين لم ترفع اي لافتة ذات طابع سياسي. الا ان ما كتب على القمصان وما اطلق من هتافات كان اكثر من واضح ليترجم اتجاهات المشاركين السياسية. ومن هذه الشعارات اعيدوا لنا اميركا وهل لديك مبادىء؟ ونعم للحرية.

وينتقد انصار حزب الشاي بشدة سياسة الحكومة الاقتصادية التي جعلت الحكومة الفدرالية تقع تحت وطأة عجز مالي كبير بسبب الازمة الاقتصادية الاخيرة ولانقاذ المصارف المتعثرة. وهم يشبهون تحركهم بتحرك جرى العام 1773 ضد الضرائب التي كان يفرضها المستعمر البريطاني.

وقبل شهرين من الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية، تمكنت هذه التحركات من التأثير على نتائج الانتخابات داخل الحزب الجمهوري حيث استبعد المرشحون الذين اعتبروا وسطيين اكثر من اللازم.

أوباما والعنصرية

واستعرض التيار المحافظ في الولايات المتحدة عضلاته في قلب العاصمة واشنطن، في مظاهرة حاشدة ضمت عشرات الآلاف من المناصرين لمجموعة حفلة الشاي الذين احتشدوا في تحرك حمل عنوان استرداد الكرامة، بدعوة من الإعلامي المعروف بتوجهاته المحافظة والمتشددة، غلين بيك، وحاكمة ألاسكا السابقة، سارة بالين.

وردد عدد كبير من المشاركين شعارات ضد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وكذلك ضد الطروحات الغريبة عن الثقافة الأمريكية، بينما ألقى بيك كلمة قال فيها إن أمريكا بدأت تعود إلى الله بعد سنوات مشت فيها في الظلام، متهماً أوباما بالعنصرية ضد البيض، في حين احتجت جماعات من أصحاب الأصول الأفريقية ضد التحرك. حسب سي ان ان

وجاء اعتراض الشريحة الأفريقية الأصل باعتبار أن التحرك يصادف يوم الذكرى 47 لمطالبة الزعيم الأسود، مارتن لوثر كنغ، بالمساواة في أمريكا.

وقال القس جسي جاكسون، أحد أبرز وجوه حركة التحرر لأصحاب الأصول الأفريقية بالولايات المتحدة: بيك يسخر من ذكرى كنغ ويهين التقاليد.

أما بيك، فقد ألقى كلمة قال فيها إن التجمع مخصص لتكريم ذكرى جنود الجيش الأمريكي حول العالم، وبدأ بعد ذلك بشن هجوم على بعض وسائل الإعلام المعارضة لطروحاته قائلاً: البعض قدر عدد المتجمعين اليوم بألف شخص، وأنا أقول أن هذا الحشد أمامي يقف في ميدان يتسع لـ200 ألف شخص، وهناك حشود أخرى على طول الطرقات المحيطة.

وتابع بيك قائلاً إن الله كلفه بـإيقاظ أمريكا من سباتها وإعادتها للقيم والتقاليد.. والأهم إعادتها إلى الله لأن أمريكا بلد الله، كما تحدث عن العنصرية في النظام الأمريكي حالياً، متهماً أوباما بـ"العنصرية تجاه البيض.

وانضمت إلى بيك على منبر المتحدثين الحاكمة السابقة لولاية ألاسكا، سارة بالين، التي كانت قد ترشحت لخوض الانتخابات الرئاسية الأخيرة عن الحزب الجمهوري، مع جون ماكين.

وشددت بالين خلال كلمتها على أهمية القيم التي يغرسها الجيش الأمريكي في شعب الولايات المتحدة، قائلة: قولوا ما تريدون قوله عني، ولكنني نشأت كجندية ولا يمكن لأحد أن ينتزع ذلك مني، بينما كانت المتظاهرون يهتفون بصرخات التأييد للولايات المتحدة.

ودعت بالين إلى استرداد أمريكا واستعادة شرفها، وأشادت بالأمهات الأمريكيات اللواتي يقدمن أبنائهن للوطن.

وظهر واضحاً غياب تمثيل شريحة السود في الولايات المتحدة بين المتظاهرين، ما دفع النائب الجمهوري الأسود، ليني ماكألستر إلى رفض التحدث خلال المناسبة، رغم طلب المنظمين ذلك منه رسمياً.

وتعتبر حركة حفلة الشاي التيار الأكثر يمينية داخل الحزب الجمهوري، وهي تعبر تاريخياً عن طروحات دينية متحفظة، معظمها من اتجاهات بروتستنتية، وقد أظهر مسح جرى الجمعة أن شعبية أوباما بين البروتستنت بشكل عام لا تتجاوز 43 في المائة.

فبحسب الاستطلاع، نال أوباما دعم 78 في المائة من المسلمين الأمريكيين، الذين أعربوا عن رضاهم حيال أدائه في البيت الأبيض، أما أعلى مستويات الرفض، فكانت لدى طائفة المرمون، وهي جماعة دينية مسيحية منغلقة ومتشددة، في حين أيده 61 في المائة من اليهود و63 في المائة من الملحدين.

كما نال أوباما تأييد 64 في المائة من أتباع الديانات الصغيرة، أما لدى الغالبية البروتستانتية في البلاد، فلم تتجاوز 43 في المائة، مقابل 50 في المائة لدى الكاثوليك، وكانت أدنى النسب في صفوف المرمون، إذ لم يتجاوز دعم أوباما بين أبنائها نسبة 24 في المائة.

ويأتي ذلك في وقت يستمر فيه التوتر بالتصاعد داخل الولايات المتحدة، على خلفية مشروع بناء مسجد ومركز إسلامي قرب موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الأحد.

السخرية والخوف

من جهته اتهم الرئيس الاميركي باراك اوباما خصومه الجمهوريين بانهم لا يقدمون سوى السخرية والخوف للاميركيين، مصعدا في حدة خطابه قبل شهرين ونصف الشهر على الانتخابات التشريعية التي ستقرر مصير الاكثرية التي يملكها حزبه في غرفتي الكونغرس الاميركي.

وفي ختام جولة استمرت ثلاثة ايام وشملت خمس ولايات اميركية ذات ثقل انتخابي، هاجم اوباما من ميامي في فلوريدا (جنوب شرق) خصومه على خلفية الانتقادات بشان العجز في الموازنة الفدرالية.

وقال خلال تجمع انتخابي دعما لمرشحي الحزب الديموقراطي الى انتخابات الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، ان السياسة التي اتبعها الجمهوريون خلال وجودهم في السلطة في البيت الابيض على مدى ثمانية اعوام حتى مطلع العام 2009، ادت الى الانتقال من فائض قياسي الى عجز قياسي.

واضاف هؤلاء (الجمهوريون) يؤكدون الان ان الديموقراطيين هم الحزب المبذر، منتقدا العجز بقيمة 1300 مليار دولار الذي كان بانتظاري مغلفا بورق هدية لدى وصولي البيت الابيض، في حين غادر الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون البيت الابيض تاركا لخلفه جورج بوش فائضا في الموازنة مطلع العام 2001. حسب فرانس برس.

واقر اوباما في وقت سابق خلال لقاء للديموقراطيين في كولومبوس في ولاية اوهايو (وسط) بان الولايات المتحدة تمر في اوقات عصيبة. واضاف عندما تكون الاوقات عصيبة، من السهل الجنوح نحو السخرية، ومن السهل الجنوح نحو الخوف، وتخفيض مستوى طموحاتنا، وتحريض الناس بعضهم على بعض.

وتابع ان الجمهوريين يراهنون على هذا الامر. هم لا يقدمون مشاريع جديدة، ولا افكار جديدة، يقدمون فقط السخرية، يقدمون الخوف. لكن ليس هذا ما نحن عليه، وهذا ليس البلد الذي اعرفه.

واعلن اوباما اننا لا نخاف المستقبل، نحن من نحدده، ساخرا من اعاقة الجمهوريين لمشاريع القوانين التي يدعمها الديموقراطيون في الكونغرس، ومعتبرا ان شعار خصومه هو كلا لا نستطيع (اي بعكس شعار حملته الانتخابية التي فاز على اساسه برئاسة الولايات المتحدة وهو نعم، نستطيع.

ويملك الديموقراطيون حاليا الاكثرية في غرفتي الكونغرس الاميركي. ويامل الجمهوريون في انتزاع الاكثرية من خصومهم الديموقراطيين، مستفيدين من استياء الاميركيين ازاء سجل فريق اوباما الاقتصادي، في ظل نسب بطالة مرتفعة جدا.

ومن المقرر ان يعود اوباما الى واشنطن، قبل ان ينتقل صباح الخميس الى جزيرة مارثاز فينيارد في ماساشوستس (شمال شرق)، التي قضى فيها عطلته نهاية الصيف الماضي.

وينوي الرئيس البقاء في هذه الجزيرة طيلة عشرة ايام حتى 29 اب/اغسطس، وهو التاريخ المعلن لزيارته الى نيو اورليانز احياء للذكرى السنوية الخامسة لاعصار كاترينا الذي دمر مدينة لويزيانا جنوب.

احتفاظ الديموقراطيين بالاكثرية

واكد الرئيس الاميركي باراك اوباما انه واثق من قدرة حلفائه الديموقراطيين على الاحتفاظ بالاغلبية في مجلسي الكونغرس في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، على ما اعلن مساعد المتحدث باسمه الثلاثاء.

وصرح بيل بورتن على متن الطائرة الرئاسية ايرفورس وان التي تنقل اوباما الى سياتل (ولاية واشنطن، شمال غرب) يعتبر الرئيس ان هذه الانتخابات تشكل خيارا بين سياسة تدفع بلادنا قدما وتلك التي اوقعتنا في الازمة الحالية.

وتابع لكنه واثق من ان الديموقراطيين سيفوزون عندما يأتي وقت الاختيار في تشرين الثاني/نوفمبر، كما يعتقد اننا سنحتفظ بالاكثرية في مجلسي النواب والشيوخ.

ويجري اوباما قبل بدء العطلة الصيفية الخميس جولة انتخابية الاهداف سبق ان قادته الاثنين الى ويسكونسن (شمال) وكاليفورنيا (غرب) وستقوده مساء الثلاثاء الى اوهايو (وسط) الى فلوريدا (جنوب شرق. حسب فرانس برس.

وهاجم اوباما خصومه الجمهوريين الاثنين في ميلووكي (ويسكونسن) مؤكدا ان شعارهم هو كلا، لا يمكننا" (عكس شعاره الانتخابي) متهما اياهم بالعمل بانتظام على عرقلة اصلاحاته.

ودعي الناخبون الاميركيون في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الى تجديد ثلث مجلس الشيوخ ومجمل مجلس النواب، اللذين سيطر عليهما الديموقراطيون بالرغم من امتلاك الجمهوريين اقلية معطلة في مجلس الشيوخ.

وفي حال سيطر الجمهوريون على حيز من الكونغرس او مجمله فسيضيق هامش المناورة الذي يملكه الرئيس الاميركي في العامين الباقيين من ولايته.

حزب اوباما يواجه انتخابات صعبة

وفي السياق ذاته رغم ان اول كونغرس اميركي في عهد باراك اوباما كان من اكثر البرلمانات الاميركية انتاجا الا ان الاصلاحات التاريخية التي اقرها نالت في الوقت نفسه كثيرا من شعبيته ما ينذر بانتخابات صعبة بالنسبة لحزب الرئيس الديمقراطي في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وفي كانون الثاني/يناير 2009 بدأ الكونغرس ال111 مع اغلبية كبيرة للديموقراطيين في مجلسيه دورته البرلمانية في واشنطن في الوقت الذي تولى الرئيس الجديد باراك اوباما مهام منصبه.

وبعد اقل من شهر واحد اقر النواب خطة عملاقة للرئيس للنهوض بالاقتصاد بمبلغ 787 مليار دولار.

وفي العام التالي وبعد اشهر من النقاشات الحادة اعتمد الكونغرس في النهاية اصلاحا واسعا لنظام التامين الصحي ييسر الحصول على العلاج لملايين الاميركيين.

ثم جاء تبني اصلاح نظام الانضباط المالي الرامي الى منع تكرار ازمة خريف 2008 ليمنح الرئيس اوباما ثاني انتصار تشريعي كبير له في 2010. حسب فرانس برس

ويقول جون بيتني استاذ العلوم السياسية في جامعة كلاريمونت ماكينا كوليدج (كاليفورنيا) "اذا قسنا الامر باهمية القوانين المعتمدة فان هذا الكونغرس يعتبر تاريخيا.

غير انه اوضح ان الكونغرس انجز امورا عظيمة لكنها لا تحظى بتأييد شعبي، مشيرا الى ان جميع استطلاعات الراي اظهرت ان الاميركيين يعارضون الاصلاح (نظام التامين الصحي) وهو امر شديد الضرر.

وبذلك سيكون على حزب الرئيس ان يبدا حملته لانتخابات تجديد 435 مقعدا في مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ وهو يعاني من بعض الاعاقة ومن انخفاض عام في شعبيته.

علاوة على ذلك فان حالة الاقتصاد الذي لا يزال هشا مع استمرار خسارة الوظائف وبقاء معدل البطالة عند نحو 9,5% سيكون من الاشياء التي ستركز عليها حملة المعارضة الجمهورية.

ويرى مات ديكنسون استاذ العلوم السياسية في ميدلبري كوليدج (فرمونت) انه ستهيمن على انتخابات منتصف الولاية اولا الوظيفة وثانيا الاقتصاد.

واعتبر ديكنسون انه من الممكن ان يلجأ الديمقراطيون الى استخدام ورقة حصيلة ادارة بوش. وقال "يامل المرشحون الديمقراطيون في ان لا تكون ذاكرة الناخبين ضعيفة وان يتمكن هؤلاء من النظر الى الوراء ليقولوا لقد ورثنا هذه النكبة في الواقع.

وكثيرا ما شددت الادارة الديمقراطية في الاسابيع الاخيرة على ان الوضع الاقتصادي هو نتاج سياسات فاشلة، ضريبية خاصة، في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش.

في الوقت نفسه قدم مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بعض النصائح للمرشحين حتي يتمكنوا من تسويق الانجازات التشريعية بشكل افضل للناخبين الذين لن يشعروا بنتيجتها الا بعد وقت طويل.

وعادة ما يفقد الحزب الحاكم في البيت الابيض والكونغرس بعض المقاعد في اول انتخابات للتجديد النصفي. وهكذا سيكون على الديمقراطيين، الذين فازوا بالكثير من المقاعد في انتخابات 2006 و2008 الدفاع عن انفسهم اكثر من معارضيهم.

ويقول لاري ساباتو استاذ العلوم السياسية في جامعة فيرجينيا الكل يعلم ان الديمقراطيين سيفقدون الكثير من المقاعد. المسالة تتعلق فقط بمعرفة ما اذا كان سيكون عددها كافيا لكي يسيطر الجمهوريون على الكونغرس.

ومجلسا الكونغرس حاليا في عطلة الصيف البرلمانية المستمرة حتى منتصف ايلول/سبتمبر المقبل.

مليون دولار للحزب الجمهوري

من جهتها ذكرت الصحافة الاميركية ان مجموعة نيوز كوربوريشن الاعلامية التي يملكها روبرت موردوك دفعت مليون دولار للحزب الجمهوري قبل اقل من ثلاثة اشهر من انتخابات حاسمة للرئيس الاميركي باراك اوباما.

ودفعت المجموعة التي تملك قناة فوكس نيوز وصحيفة وول ستريت جورنال المالية هذا المبلغ لجمعية الحكام الجمهوريين بحسب نيويورك تايمز و وول ستريت جورنال.

ونقلت الصحيفتان عن متحدث باسم المجموعة قوله ان نيوز كوربوريشن لطالما آمنت بالاسواق الحرة وتساند منظمات مثل جمعية الحكام الجمهوريين التي لها برنامج يدعم المؤسسات، اولوياتنا في مرحلة حرجة بالنسبة لاقتصادنا.

وبحسب وول ستريت جورنال يمثل هذا القرار تغييرا في استراتيجية المجتمع الذي كان عادة يوزع الهبات بالتساوي بين الديموقراطيين والجمهوريين. حسب فرانس برس

والناخبون الاميركيون مدعوون مطلع تشرين الثاني/نوفمبر للتجديد لثلث اعضاء مجلس الشيوخ وكافة اعضاء مجلس النواب وهما مجلسان كان الديموقراطيون يسيطرون عليهما وان كان الجمهوريون يتمتعون باقلية التعطيل في مجلس الشيوخ. وفي حال سيطر خصوم اوباما على الكونغرس بالكامل او جزئيا سيكون هامش مناورة الرئيس محدودا قبل عامين من انتهاء ولايته.

مطالبة باستقالة فريق أوباما الاقتصادي..

من جهته طالب جون بوهنر زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الامريكي يوم الثلاثاء باستقالة الفريق الاقتصادي للرئيس باراك أوباما بمن فيهم وزير الخزانة تيموثي جايتنر والمستشار الاقتصادي للبيت الابيض لاري سمرز.

وقال بوهنر حان الوقت لتعيين أشخاص ناضجين في موضع المسؤولية..اشخاص يقبلون تحمل المسؤولية.

وتأتي دعوة بوهنر الى بداية جديدة في المسار الاقتصادي قبل عشرة أسابيع من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني والتي طغى عليها تدهور الاقتصاد الامريكي ومعدل البطالة الذي يقترب من عشرة بالمئة.

وقال بوهنر ينبغي أن يطلب الرئيس أوباما - ويقبل - استقالة الاعضاء الباقين من فريقه الاقتصادي بدءا بوزير الخزانة جايتنر ولاري سمرز رئيس المجلس الاقتصادي القومي. حسب رويترز

ومن المؤكد أن يرفض الرئيس أوباما دعوة بوهنر لاستبدال فريقه المختص بشؤون المالية العامة.

وتعرض أوباما ومستشاروه الاقتصاديون لانتقادات بسبب الفشل في خفض معدل البطالة البالغ 9.5 بالمئة وهو ما يلقون بالمسؤولية فيه على ادارة الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش.

منصب سارة بيلن القديم

من جهته تقدم ليفي جونستون الخطيب السابق لابنة سارة بيلن المراهقة بريستول بالاوراق الرسمية قائلا انه يعتزم ترشيح نفسه لمنصب سياسي في بلدة واسيلا بالاسكا مسقط رأس بيلن.

وتورط جونستون (20 عاما) في خصومة سيئة مع المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس منذ انجاب طفل بريستول خارج رباط الزوجية قبل عامين.

واشارت وثائق حصل عليها موقع المشاهير على الانترنت (تي ام زد دوت كوم) TMZ.com. الى أن جونستون قدم رسالة نوايا للسلطات في الاسكا يوم الجمعة تفيد بأنه يعتزم ترشيح نفسه لمنصب رئيس بلدية واسيلا في انتخابات 2011. حسب رويترز

وبيلن السياسية المحافظة التي يعتقد على نطاق واسع أنها تخطط للترشح في انتخابات رئاسة الولايات المتحدة في 2012 كانت يوما رئيسة لبلدية المدينة الصغيرة في الاسكا.

ووقع جونستون في وقت سابق من هذا الشهر عقدا لتصوير برنامج لتلفزيون الواقع ليسجل محاولاته في تتبع خطى بيلن كرئيسة بلدية واسيلا ومحاولته في بدء حياته المهنية في هوليوود.

وتقدم جونستون باوراقه يسمح له ببدء حملته الانتخابية رسميا وقبول تبرعات الحملة.

وانفصل جونستون وبريستول للمرة الثانية قبل ثلاثة أسابيع بعد أن أعلنا في مقابلة مع مجلة للمشاهير بأنهما خططا للزواج وتربية ابنهما معا.

وفي العام الماضي ظهر جونستون عاريا في مجلة (بلاي جيرل) وانتقد بيلن وافراد اسرتها علنا قبل ان يعتذر.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4/أيلول/2010 - 24/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م