فضفضة لا أكثر؟!

ريم علي الحاجي محمد

كثيرا ما نرسل رسائل عبر البريد الإلكتروني نطالب فيها بالمقاطعة لجهة معينة وذلك لسبب قد نراه وجيها من وجهة نظرنا، أو ننادي بالويل والثبور لجهة أخرى سواء كانت شركة نعمل بها أم مدرسة يلتحق بها أحد أبنائنا أو شخص معين يستقل منصبه في أمر ضار بالمجتمع وأفراده.

أحداث كثيرة متشابهة في الضرر وتشابهنا في رد الفعل تجاهها، وردود الفعل لا تعدوا كونها عبارات الكترونية نبثها للجميع ونفضفض فيها عن مشاعرنا وغضبنا و الضرر المترتب علينا جراء ما حدث وما يحدث.

لكن ما هي الفائدة المرجوة من تلك المواضيع المنتشرة على صفحات الشبكة العنكبوتية وتنتشر بشكل أسرع على البريد الإلكتروني تحت شعارات مختلفة (انشر تؤجر - حملة مقاطعة...) هكذا أسلوب لن يوصلنا إلى حل جذري للمشكلة ولن نستفيد سوى تعاطف البعض من الأفراد ولكن سرعان ما ينسى الموضوع حين تظهر مشكلة أخرى يتعاطفون معها.

من المفترض عند الوقوع في أي مشكلة أو التعرض لأي موقف التفكير في الحل المناسب للخروج من المشكلة والتوجه لجهة الاختصاص لتقديم شكوى إن كان الأمر يتطلب ذلك وهنا سنجد النتيجة مرضية بلا شك، ولكننا للأسف نميل إلى التشهير والإشهار لجميع مواقفنا ومشاكلنا فقط من أجل كسب تعاطف الجميع وفي قرارة أنفسنا لا يهمنا حل المشكلة بقدر ما نهتم بالتشهير بها.

نحن مجتمع يجيد الفضفضة لا أكثر، وقعد ساعدنا على تطوير هذه الصفة المجال الواسع الذي أتاحته لنا الشبكة العنكبوتية فبإمكان الجميع الجلوس خلف شاشاتهم والكتابة في أي موضوع أو مشكلة وينشر لمجموعة التي بدورها تنشر لمجموعات أخرى وهكذا، ولا ننسى أيضا أننا مجتمع ناقل جيد للأخبار بدون تعقل أو تفكر في مدى صحة أو جدية هذا الخبر أو في مدى الفائدة المرجوة من نشره.

كثيرة هي المشاكل التي تنقل بدون هدف على سبيل المثال لا الحصر..

* كثيرا ما نستنكر ما يحدث في بعض المدارس من تعرض المعلمة للطالبات بالضرر أو الظلم وعند حدوث واقعة مشابهة لذلك يتبرع أحدهم قد يكون طرف في المشكلة أو شاهدا عليها أو مجرد ناقل عن طريق السمع بكتابة القصة وزيادة نسبة البهارات فيها بالإضافة إلى التشهير بإسم المعلمة والمديرة ونشرها في الإنترنت بواسطة البريد الإلكتروني والمنتديات، ولكن يغفل هذا الناقل أن الحل الأمثل هو التوجه لإدارة التربية و! التعليم بالمشكلة ومن شانها اتخاذ الإجراء اللازم في حق المعتدي سواء طالبة أو معلمة.

* حملات المقاطعة التي تنتشر و ترى هجوم لا مثيل له في الطلب بالمقاطعة لجهة معينة ولا ننسى الشرح الوافي لسبب المقاطعة ومحاولة جمع أكبر عدد من الأنصار لكن هذا كله لا يعدو كونه خربشة على الشاشة أما في الواقع فلا مقاطعة ولا مقاطعون، هنا غفل المقاطعون والمنادون بذلك عن أمرين بدل المقاطعة الأول هو إيجاد بديل للمنتج المقاطع والأمر الثاني بدل أن نضيع وقتنا في الهتافات والمقاطعات لم لا نبحث في! سبب المقاطعة الفعلي ونجد حل مناسب له وجذري.

*  أيضا نستنكر كثيرا وجود العمالة الأجنبية وننادي بالسعودة في الوظائف ونطالب بحقوقنا في التوظيف ولكن ننسى أننا أيضا لا نريد أي وظيفة في أي مكان كلنا يريد وظيفة مرموقة ومكتب محترم نقرأ الصحف ونشرب القهوة دون بذل أدنى مجهود وشعارنا دائما ارفع راسك أنت سعودي؟!

فضفضة هنا وهناك ولا نريد سوى الفضفضة أتسائل متى ننتقل إلى المرحلة الأخرى وهي العمل الفعلي لحل مشاكلنا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4/أيلول/2010 - 24/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م