أزمة الكهرباء في الشرق الأوسط دوافع سياسية وأزمات مالية

 

شبكة النبأ: يعد التيار الكهربائي صورة من صور الطاقة، فالكهرباء تلائم عددًا كبيرا ومتزايدا من الاستخدامات. لم تكن الكهرباء تشغل جزءًا رئيسيًا من الحياة اليومية للعديد من الأفراد في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حتى في الدول الصناعية في العالم الغربي. وبناءً على ذلك، صورت الثقافة الشعبية الكهرباء في هذا الوقت على أنها قوة غامضة وشبه سحرية، وقادرة على قتل الأحياء واستعادة الحياة، أو من ناحية أخرى، فهي تستطيع تغيير قوانين الطبيعة.

وتعد أزمة الكهرباء في الكثير من البلدان من العقبات الكبيرة، ومن أسباب الفشل في تنمية قطاع الكهرباء هو فشل السوق فمن الممكن عندما يحدث احتكار أو تلاعب في ألاسواق، يمكن أن يشكل أزمة صناعية وسياسية، والسبب قد يكون في شيخوخة البنية التحتية.

ويركز هذا التقرير على المساحة الجغرافية التي تشهد حاليا أزمة كبيرة في مجال انهيار القطاع الكهربائي الذي بات مهمة يصعب انجازها مما أدخل البلدان المعنية بأزمات سياسية واقتصادية.

مستحقات الوقود

فقد قال مسئولون ان محطة الكهرباء الوحيدة في غزة والتي تزود القطاع بثلث احتياجاته من الكهرباء أوقفت مولداتها يوم السبت بسبب نزاع مع الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية بشأن دفع مستحقات الوقود.

وأنحى مسؤولون من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة -الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني- باللوم في انقطاع التيار الكهربائي على حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض التي تتخذ من مدينة رام الله بالضفة الغربية مقرا لها.

وتوفر اسرائيل ثلثي احتياجات القطاع من الكهرباء بينما توفر مصر كمية صغيرة جدا. ويتم توليد الثلث الباقي محليا وتدفع حكومة فياض لاسرائيل مقابل الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في غزة.

وقال مسؤولون ان انقطاع التيار الكهربائي قد يستمر لأيام. وتضرر سكان القطاع الساحلي بشدة من جراء أزمة الكهرباء التي تسببت في إعاقة العمل في منشآت حيوية مثل المستشفيات وسحب المياه من الآبار.

واعتاد الاتحاد الاوروبي ان يمول بشكل مباشر شحنات الوقود التي تسلمها اسرائيل لكنه نقل المسؤولية الى حكومة فياض التي تدفع حاليا لاسرائيل مقابل الوقود. حسب رويترز

وقال كنعان عبيد وهو مسؤول في قطاع الطاقة في غزة والمعين من قبل حماس ان الأمر لا يتعلق بالأموال ولكن له دوافع سياسية. وحمل حكومة فياض المسؤولية الكاملة عن العقاب الجماعي لاهالي غزة.

وقال مسؤول آخر رفض الافصاح عن اسمه لم تدفع حكومة فياض مستحقات الوقود سوى عن امدادات لمدة يومين فقط بدلا من الدفع من اجل توفير كمية كبيرة من الوقود مما اضطر المسؤولين في محطة الكهرباء الى توزيع الكهرباء بنظام الحصص.

وقال عمر كتانة رئيس سلطة الطاقة بالسلطة الفلسطينية ان المشكلة تكمن في غزة حيث لم تقم شركة الكهرباء المحلية بتحصيل الأموال من المشتركين وتحويل الأموال.

وقال ان المدفوعات الشهرية للوقود تصل الى مئة مليون شيقل (نحو 25 مليون دولار أمريكي).

واضاف كتانة ان السلطة تدفع 80 في المئة من المستحقات المطلوبة من أجل احتياجات غزة من الكهرباء لكن يتعين على شركة كهرباء غزة ان تكون أكثر فاعلية في تحصيل الأموال من المشتركين. وقال ان الحل الوحيد بالنسبة لهم هو ان يدفعوا العشرين في المئة المتبقية.

وعبر المواطنون في غزة مرارا وتكرارا عن سخطهم من حماس وفتح فيما يتعلق بالنزاع الراهن الذي تسبب في حدوث خسائر جسيمة للشركات ومعاناة شديدة في المنازل في ظل الصيف شديد الحرارة.

انقطاع الكهرباء المتكرر

من جانب آخر ينحي بعض السكان باللائمة على الاوضاع السياسية الفلسطينية الداخلية بينما يحاول البعض الاخر أن يلقي بها على اسرائيل..

ايا كان السبب فان انقطاع التيار الكهربائي المتكرر خلال موجة صيفية حارة أصاب الناس بحالة من التوتر في غزة.

وينقطع التيار الكهربائي عن سكان القطاع الساحلي الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) لما يصل الى 16 ساعة في اليوم خلال شهر رمضان مما يفسد التجمعات العائلية ويهدد المنشات التجارية. حسب رويترز

وقال حسن حويلة وهو اب لثمانية ابناء كان يجلس على الرصيف خارج منزله المتداعي المكون من طابق واحد في مخيم جباليا للاجئين بشمال قطاع غزة هاي مش عيشة.

وأضاف أجلس انا واولادي هنا للهروب من الحر. في بعض الاحيان نأخذ حشياتنا الى الخارج وننام حيث يكون الجو ألطف قليلا.

وتكون امدادات غزة من الطاقة سيئة في أفضل الاحوال بسبب نظام البنية التحتية المتداعي الذي تدهور بشدة خلال المواجهات الاخيرة بين اسرائيل وحماس.

ودمر قصف اسرائيل لمحطة كهرباء غزة عام 2006 ستة محولات وفي الوقت الحالي لا يعمل سوى محول واحد بطاقة منخفضة كثيرا.

وازداد الوضع سوءا بسبب خلاف على تمويل امدادات الوقود مما يضع حماس في مواجهة خصمها اللدود في الداخل.. السلطة الفلسطينية التي كانت تسيطر على غزة وما زالت تدفع فاتورة كهرباء القطاع.

وثلثا احتياجات غزة من الكهرباء توفرها اسرائيل اضافة الى مصر التي تقدم قدرا يسيرا جدا منها فيما يتم توليد الثلث الباقي محليا من خلال محطة الكهرباء التي ألحقت بها الحرب أضرارا.

وتسدد السلطة الفلسطينية لاسرائيل ثمن الوقود اللازم لتشغيل مولد الكهرباء في غزة كما تدفع لاسرائيل ومصر ثمن الكهرباء التي تغذيان بها القطاع.

وتقول حماس ان السلطة لا تدفع ما يكفي من المال لتلبية احتياجات غزة من الطاقة فيما تقول السلطة الفلسطينية ان حماس لا تحصل فواتير كهرباء من المشتركين مما أدى الى عجز في السيولة.

وقال رئيس الوزراء سلام فياض في بيان انه سيتم شحن ما يكفي من الوقود لتشغيل مولدين لخمسة ايام اعتبارا من يوم الاربعاء لان شركة توزيع كهرباء غزة حولت مليوني دولار لحساب سلطة الطاقة.

وأضاف فياض أن استمرار توريد الوقود يتوقف على انتظام شركة توزيع كهرباء غزة بتحويل الاموال اللازمة لذلك الامر الذي يتطلب من الشركة تفعيل الجباية والتحصيل من كافة المواطنين القادرين على الدفع وكافة المؤسسات العامة ودون استثناء.

وأيا كان الملوم في انقطاع الكهرباء فان النتيجة واضحة وضوحا مؤلما لسكان القطاع البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة مكدسين في هذه المساحة الصغيرة من الارض.. وهي انقطاع التيار الكهربائي باستمرار مما يغرق مناطق بالكامل في الظلام بحلول الليل وتوقف الثلاجات (المبردات) ومضخات المياه عن العمل.

وقالت ام حسن زوجة حويلة بعد تناول السحور على ضوء مصباح كيروسين "هاي جهنم".

والوضع أسوأ في النهار لان المراوح وأجهزة التكييف لا تعمل مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل صيف حار بشكل غير معتاد.

حتى الرحلة الى ساحل ألطف جوا محفوفة بالمخاطر لان محطات معالجة المياه تتوقف عن العمل مع انقطاع الكهرباء المتكرر مما يعني صب مياه الصرف الصحي غير المعالجة في البحر لتتحول شواطيء البحر المتوسط الى أماكن خطرة على الصحة.

ويقول مسؤولون في الشركة الفلسطينية ان اجمالي فاتورة الوقود الشهرية 70 مليون شيقل (18.4 مليون دولار) فيما لا تحصل شركة الكهرباء سوى 16 مليون شيقل من المستهلكين الذين يشتكي كثير منهم من أنهم لا يستطيعون سداد فواتيرهم.

وتدرك حماس والسلطة الفلسطينية غضب الجماهير من هذه المسألة لذا تبحثان خصم قيم فواتير الكهرباء مباشرة من رواتب العاملين بالقطاع العام والموظفين الحكوميين.

وتسدد حماس رواتب 34 الف موظف مدني وعسكري وتدفع السلطة الفلسطينية رواتب نحو 77 الف موظف اخر ويجري بحث خصم تلقائي قيمته 170 شيقل من كل موظف.

كما وعدت السلطات في غزة بالضغط على المستهلكين لسداد الفواتير في موعدها كما تعهدت وزارة المالية الفلسطينية بأن تغطي اي عجز في الشهرين القادمين لضمان الامدادات.

لكن سكان غزة ما زالوا متشككين في اي اتفاقات من هذا النوع ولا يرون حلا سريعا لمشكلة الكهرباء التي عقدت وضع اقتصاد يعاني من كساد شديد بالفعل.

قال محمد ابو اسامة الذي يشهد متجره بمدينة غزة نشاطا عادة في شهر رمضان التجارة سيئة. أخشى الاحتفاظ بكميات كبيرة من الجبن ومنتجات الالبان أو حتى الاغذية المحفوظة في الثلاجة بسبب انقطاع الكهرباء لفترات طويلة.

وأضاف الناس أيضا لا يشترون السلع بكميات كبيرة لانهم يخشون أن تفسد بسرعة. لا أحد يهتم بخسائرنا. قادتنا لا يكترثون.

لبنان

من جهتها تشعر سمر حسن بالضجر بسبب انقطاع الكهرباء الذي يضرب منطقتها في العاصمة اللبنانية بيروت، أما سميرة أحمد من مصر ، فهي تشعر بالأسف لأن زوجها أدخل التيار الكهربائي بصورة غير قانونية إلى المنزل الذي يعيشان فيه بأحد المناطق العشوائية في ضواحي القاهرة.

وخرج الناس في العراق إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة للاحتجاج على انقطاع الكهرباء في حزيران الماضي ما أسفر عن مقتل متظاهر وإصابة آخرين بعد تدخل الشرطة. وتزداد قضية انقطاع الكهرباء خطورة في فصل شهر الصيف بالمنطقة.

ومع اشتداد حرارة الطقس في شهور الصيف ، تحتدم مشكلة الكهرباء في مختلف أنحاء المنطقة.

وأدت التنمية الاقتصادية إلى زيادة استهلاك الطاقة ، حيث يبادر المواطنون إلى شراء المزيد من أجهزة التكييف والثلاجات والأجهزة الكهربائية الأخرى التي تستهلك الطاقة. حسب وكالة الانباء الالمانية

وتتزايد الحاجة إلى تبريد الغرف وتناول المشروبات المثلجة عندما تبلغ الحرارة 50 درجة مئوية وتنتشر سحب الدخان بسبب زيادة عدد السيارات على الطرق. ولكن بالنسبة للكثيرين في دول الشرق الأوسط ، يمثل استمرار الإنارة وقت الليلة تحديا.

وتقول سمر حسان ربة منزل في بيروت وهي تشعر بالضجر إن مشكلة انقطاع الكهرباء لا تنتهي وإن اللبنانيين شعروا بالإرهاق.

ومثل آخرين يحتاجون إلى الكهرباء على مدار اليوم ، فإنها تضطر لدفع قيمة فاتورتين إحداها لشركة الكهرباء الحكومية والأخرى لتغطية نفقات مولد كهربائي خاص.

وتبث الحكومة إعلانا عبر التلفزيون اللبناني تتعهد فيه بتوفير الكهرباء  قريباعلى مدار الساعة حيث يجري بناء محطات توليد جديدة بتكاليف مرتفعة.

ولكن الكثيرين توقفوا عن تصديق هذه الإعلانات بعد سنوات من الحنث بالوعود وسوء الإدارة المتفشي في شركات الكهرباء. ويقول مالك رضوان وهو موظف في بنك في متوسط العمر إنه لن يعيش ليرى اليوم الذي تتوافر فيه الكهرباء في لبنان على مدار اليوم.

وبالنسبة للعراقيين فإن العقوبات الخارجية وسوء الإدارة الداخلية والفساد وبالطبع الحروب جعلت المواطنين يقضون غالبية الليالي في الظلام.

ويمكن لانقطاع الكهرباء أن يستمر حوالي 20 ساعة في اليوم ما دفع وزير الكهرباء للاستقالة في الآونة الأخيرة بسبب الاحتجاجات الحاشدة.

وتواجه البلاد أزمة سياسية منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في آذار/ مارس الماضي ، وتتناقص المؤشرات على قرب توصل الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة ائتلافية.

وتتعلق الآمال على تولي وزير جديد ينجح في علاج مشكلة الأسلاك المتدلية في الشوارع حيث يسحب المواطنون الكهرباء بطريقة غير قانونية من أي مصدر.

ويقول ناصر حسين الذين يعمل بأحد مشروعات الكهرباء لصالح الحكومة العراقية  نعمل لإيجاد مصادر بديلة للطاقة.

وتتضمن الأفكار المطروحة للدراسة زيادة الاعتماد على القطاع الخاص وتوفير مولدات كهرباء للمواطنين. وأقر بأن الكهرباء من المحطات التي تديرها الحكومة تستمر حوالي 6 ساعات في اليوم.

وبينما تعود مشاكل البلاد إلى أيام الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات وفرض عقوبات في التسعينيات من القرن الماضي كعقاب على غزو الكويت ، فإنه يلقي باللوم بشكل كبير على الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 في استمرار مشاكل الكهرباء.

وأخفقت واشنطن في تجسيد الوعود التي قطعتها على نفسها رغم انفاق المليارات على مشروعات الطاقة ما يجعل الولايات المتحدة مجرمة في نظر الكثيرين.

وعودة إلى لبنان ، فإن انقطاع الكهرباء يعود إلى عدة أسباب. ويقول ساهر مهدي المقيم في بيروت: أليس كافيا أنه نحن اللبنانيين دمرنا محطات الطاقة لدينا أثناء الحرب الأهلية . وحاليا توجد دائما مشكلة بين لبنان وإسرائيل التي تقصف ما تبقى من محطات الطاقة.

وأسفرت الحرب الأهلية الوحشية التي استمرت بين عامي 1975 إلى 1990 عن تدمير البنية التحتية في البلاد.

وتتعطل عملية إعادة البناء البطيئة والمكلفة بفعل البيروقراطية التي يراها الكثيرون بأنها غير ملائمة في أفضل الأحوال.

وفي أغلب الأحيان ، تكون القطاعات المحتاجة للكهرباء لتحقيق النمو هي نفسها التي تعتمد عليها شرائح عديدة من المجتمع لتحقيق الرخاء على المدى الطويل. فعلى سبيل المثال تجذب السياحة في مصر رؤوس أموال أجنبية وإيرادات كبيرة ، ولكن انقطاع الكهرباء مؤقتا في مدن مثل أسوان والأقصر بالقرب من منطقة وادي الملوك التاريخية لا يساعد على جذب مزيد من الزائرين ويقلص الأرباح. وتركزت الحلول الحكومية بوجه عام على إدارة انقطاع التيار الكهربائي رغم أن زيادة عدد السكان بمعدل سريع يتطلب مزيدا من الكهرباء ، كما تحتاج الشركات إلى مساحة للنمو .

وتقول سميرة أحمد /46 عاما/ التي تعيش في منطقة عشوائية بالقاهرة إن الحكومة لا توفر الكهرباء في المنطقة التي نعيش بها وليس أمامنا فرصة. وتؤكد أن الحصول على الكهرباء بطريقة غير قانونية يبقى هو الخيار الوحيد.

رفع طاقة الكهرباء

من جانب آخر تستهدف مصر رفع طاقة توليد الكهرباء بمقدار 550 ميجاوات في الاسابيع المقبلة للتصدي لانقطاع التيار الذي يحذر اقتصاديون من انه قد يعرقل الاستثمارات بعدما اثار بالفعل استياء عاما خلال فصل صيف حار وفي شهر رمضان.

وقال مجدي راضي المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري ان مصر ستبدأ الانتاج في محطة جديدة للكهرباء بقدرة 375 ميجاوات في النوبارية شمالي القاهرة في العاشر من سبتمبر أيلول وسترفع الانتاج من التوربينات الكهرومائية في السد العالي بأسوان.

وزاد استهلاك الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة الى نحو 40 درجة مئوية وتجمع الاسر للافطار في رمضان. بحسب رويترز.

وأبلغ راضي الصحفيين بعد اجتماع للحكومة أن مصر ستزيد توليد الكهرباء بدرجة أكبر في ديسمبر كانون الاول بعد تدشين محطة جديدة في الكريمات جنوبي القاهرة.

وستولد هذه المحطة 120 ميجاوات بالطرق التقليدية عن طريق استخدام الغاز الطبيعي و20 ميجاوات من الطاقة الشمسية.

ويقول اقتصاديون ان مصر بحاجة لانفاق المزيد للمحافظة على سرعة النمو الاقتصادي وتجنب عرقلة الاستثمار خاصة في صناعات مثل الحديد والاسمنت.

كان اكثم ابو العلا المتحدث باسم وزارة الكهرباء قال ان استهلاك الكهرباء زاد 11.5 في المئة على اساس سنوي وان ذروة الطلب بلغت 23500 ميجاوات هذا العام.

ويقترب هذا من اجمالي طاقة توليد الكهرباء في مصر والبالغة 25 الف ميجاوات وهو الرقم الذي اعلنه وزير الكهرباء حسن يونس العام الماضي. وقال الوزير ان مصر تطمح الى اضافة 58 الف ميجاوات بحلول 2027.

وقالت صحف ان حالة من الغضب تسود عددا من محافظات مصر بما في ذلك القاهرة جراء انقطاع التيار الكهربائي الذي غالبا ما يحدث في المساء.

وقالت صحيفة المصري اليوم ان محتجين تجمعوا في الفيوم جنوبي القاهرة للشكوى من انقطاع الكهرباء. وذكرت وكالة وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان ضواحي القاهرة تعاني ايضا من انقطاع المياه اذ يتسبب انقطاع التيار في توقف محطات الضخ.

اختيار الضبعة

واختارت مصر منطقة الضبعة على ساحل البحر المتوسط لاقامة أول محطة كهرباء نووية في اطار خطة للتحول بعيدا عن استخدام النفط والغاز.

وتعتزم مصر أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان طرح مناقصة عالمية لبناء المحطة كما تخطط لبناء عدد من المخطات النووية وفي العام الماضي وقعت اتفاقا مع وورلي بارسونز الاسترالية لتقديم الخدمات الاستشارية بشأن الطاقة النووية. حسب وكالة أنباء الشرق الاوسط.

وقالت الوكالة ان الرئيس المصري حسني مبارك وافق على اختيار منطقة الضبعة بعدما قال وزير الكهرباء المصري حسن يونس في وقت سابق ان الدراسات خلصت الى أن الضبعة أنسب المناطق.

ويقول مسؤولون ان اجمالي احتياطيات مصر من النفط والغاز ستكفي البلاد نحو 30 عاما الامر الذي يشجع على التحول الى مصادر الطاقة البديلة بما في ذلك الطاقة النووية والشمسية. وتشغل مصر بالفعل محطات لتوليد الكهرباء من الرياح على ساحل البحر الاحمر. حسب رويترز

وتهدف مصر لانشاء أربع محطات نووية بحلول 2025 وأن يبدأ تشغيل أولى تلك المحطات في عام 2019.

ويقول مسؤولون ان من شأن البرنامج النووي أن يرفع قدرة توليد الكهرباء بما يصل الى أربعة الاف ميجاوات بحلول عام 2025.

وتبلغ الطاقة توليد الكهرباء الحالية بمصر نحو 23500 ميجاوات الا أن البلاد تكافح من أجل تلبية الطلب في فصل الصيف الذي يشهد هذا العام ارتفاعا غير معتاد في درجات الحرارة الامر الذي يؤدي الى تكرر انقطاع التيار. كانت مصر قالت انها تهدف لزيادة الطاقة الانتاجية بواقع 58 ألف ميجاوات اضافية بحلول 2027.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 1/أيلول/2010 - 21/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م