الإرهاب والإرهابيون

والإرهابي والجريمة الإرهابية

مجاهد منعثر منشد

1.الارهاب

 قال الراغب الأصفهاني: "الرَّهبة والرهبُ: مخافة مع تحرز واضطراب.. قال تعالى: (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً) 1، وقال: (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ) 2..

وهكذا يتضح من خلال فهم معنى كلمة الرهبة والرهب في اللغة انّها تعني: الخوف والاضطراب والفزع.. وبذا يكون معنى الارهاب هو كل عمل عدواني يؤدي إلى إخافة الآخرين، وتكوين الفزع والاضطراب عندهم، بغض النظر عن وسائل تنفيذه ونوعية الفاعل..

 و في دائرة المعارف أن الإرهاب مصدر أرهب: أخاف، راع، خوّف، روّع، فهو الإخافة والترويع يستعمله بعض المعاصرين بمعنى التخويف والتفزيع ويستعمله البعض بمعنى التهديد في سبيل الابتزاز والأخذ، وكلمة تهويل أولى بهذا المعنى، وقد يستعمل بإلقاء الخوف الجماعي وخلق جو من الذعر.

لقد كانت الكلمة التي تدل على الرهبة والرعب في اللغة الفرنسية terreur وهي نفسها في اللغة الانكليزية المشتقة من الأصل اللاتيني terror و terroris وتفيد معنى يرتعد ويرتجف، ففي قاموس الأكاديمية الفرنسية المنشور عام 1694م نجد تفسير هذه المفردة " رعب أو خوف شديد أو اضطراب عنيف تحدثه في النفس صورة شر حاضر أو خطر قريب.

ونجد كلمة ارهاب في القران الكريم لبعض الايات الكريمة في تصريفات للجذر رهب مثل سورة البقرة |40 وردت كلمة واياي فارهبون..وهو الخوف. و الأعراف| 116 واسترهبوهم اي أخافوهم..ونفس السورة اية 154 يرهبون أي يخافون والأنفال | 60 ترهبون أي تخيفون وفي القصص | 32 وردت كلمة الرهب.وفي الحشر | 13 وردت كلمة رهبة أي الخشية.

وقد وردت هذه المفردة عند الزمخشري اذ يقول “يقشعرّ الاهاب اذا وقع منه الارهاب، 3

يبدو واضحا انها قد استعملت هنا بصيغة المصدر من فعل ارهب،

- الإرهاب: كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أياً كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو أعراضهم أو حريتهم أو أمنهم أو حقوقهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية أو المرافق الدولية للخطر، أو تهديد الاستقرار أو السلامة الإقليمية أو الوحدة السياسية أو سيادة الدول المستقلة. 4.

 ومن التعريفات المعاصرة للإرهاب: (أنه العمل الإجرامي المصحوب بالرعب أو العنف أو الفزع بقصد تحقيق هدف أو غرض معين.. وأنه الاستخدام العمدي والمنظم لوسائل قادرة على خلق خطر عام يهدد الحياة والسلامة الجسدية أو الصحة أو الأموال العامة). 5.

 (الإرهاب هو الأسلوب الأكثر عنفًا في التعبير عن اتجاه مرفوض من السلطة القائمة، وهو ينشأ ويتطور ويمارس نشاطه في العادة بعيدًا عن القنوات الشرعية المعترف بها... ويعمل في سرية شديدة، ويوجه ضرباته إلى مواقع غير متوقعة... ويستهدف المدنيين الذين لا حول لهم... لإشاعة الذعر بينهم، وزعزعة الاستقرار في المجتمع، وهَزِّ السلطة القائمة في الدولة).6

 تطلق كلمة “ارهاب” اليوم على كثير من الجرائم العادية الواقعة ضممن اطار الحق العام وعلى اعمال العنف المختلفة التي يقوم بها الافراد كمحاولات الاغتيال التي يتعرض لها اشخاص لهم صفة سياسية او معنوية او اناس عاديون ابرياء، وعلى اعمال التخريب التي تتعرض لها الممتلكات الخاصة او العامة. كما تطلق كلمة “ارهابي” او “ارهابيون” على الاشخاص الذين يقومون بتلك الاعمال وعلى المجموعات السياسية والاقليات الاتنية التي تضرب من تعتبره عدوا لها، بشكل دموي رهيب ثم تختفي عن الانظار بسرعة، او تقاوم طويلا على ساحة الصراع وترغم اعدائها على خوض غمار صراع صعب، باهظ الثمن وطويل الامد7.

والارهاب ظاهرة ارتبطت بوجود الانسان فى كل مكان وزمان،وكانت تسمى سابقا بجرائم العنف،وذلك من خلال أستخدام القوة الفيزيائية،وأنه فايروس حامل القسوة والقتل البشرى. وفى علم نفس الشخصية تسمى الشخصية الاجرامية. 8.

 كما يعني الإرهاب أيضا محاولة الجماعات والأفراد فرض أفكار أو مواقف أو مذاهب بالقوة لأنها تعتبر نفسها على صواب والأغلبية مهما كانت نسبتها على ضلال، وتعطي نفسها وضع الوصاية عليها تحت أي مبرر… ومن هنا يأتي أسلوب الفرض والإرغام.

 ويوجز الباحثين الترتوري وجويحان نماذج للارهاب بالنقاط التالية:ـ

1. إرهاب الشعب " وهو الإرهاب الطالع من بين صفوف الشعب نحو رأس الهرم المتمثل بالسلطة والدولة.

2. إرهاب الدولة " وهو الإرهاب النازل من رأس الهرم نحو القاعدة الشعبية.

3." الإرهاب الدولي " وهو المتمثل بين الدول مع بعضها البعض.9..

فرجال الارهاب السياسي ورجال ارهاب (الجريمة المنظمة) تتلاقى في خصائص وعوامل مشتركة من وجهة نظر علم النفس، اي ان اكثرهم مصابون بنوع من مرض (الباثولوجيا الاجتماعية) 10.

2. الارهابيون

{إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم. إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم} 11.

{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ }12.

 في المعجم الوسيط، الإرهابيون: (وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية). 13.

 قال تعالى: (وفرعون ذي الأوتاد * الذين طغوا في البلاد * فأكثروا فيها الفساد * فصب عليهم ربّك سوط عذاب) 14.

 ومن هنا يتبين ان فرعون ارهابي ومعه مجموعة ارهابيين هؤلاء استكبروا وقبل ذلك بغوا وطغوا وعلو في الارض بعد ذلك استكبروا وامثالهم كثير.

ايات الاستكبار

{.. فاستكبروا وكا نوا قوماً مجرمين }15 وقال سبحانه: {.. يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنّا مؤمنين... وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار.. }16.. وقال عزّاسمه: { استكباراً في الأرض ومكر السيء..}17، وقال عزّ وجل: {.. إنّه لا يحبّ المستكبرين }18.

3..الارهابي

قال تعالى:ـ {ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين} 19.

وقال عزوجل:ـ (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنّه كان من المفسدين) 20.

 يقول العلاّمة الحلي: «كل مَن جرَّد السلاح للإخافة في بر أو بحر، ليلاً أو نهاراً، تخيَّر الإمام بين قتله وصلبه وقطعه مخالفاً ونفيه، ولو تاب قبل القدرة عليه سقط الحد دون حقوق الناس، ولو تاب بعدها لم يسقط، وإذا نفي كتب إلى كل بلد بالمنع من معاملته ومؤاكلته ومشاربته ومجالسته إلى أن يتوب».

 ويقول الفقيه الكبير الشيخ محمد حسن النجفي 21:ـ

«المحارب كل مَن جرّد السلاح أو حمله لاخافة الناس، ولو واحد لواحد، على وجه يتحقق به صدق إرادة الفساد في الأرض، وفي كشف اللثام المسلمين، ولعله الذي أراده المفيد، وسلار، حيث قيدا بدار الاسلام، وفيه إنّ التقييد بها يشمل المسلمين فيها وغيرهم من أهل الذمة والأمان ونحوهم، كما إنّ التقييد بالمسلمين يشمل مَن كان فيها منهم، وغيرهم ممن هو في غيرها، ولعل الموافق لعموم الكتاب والسنّة ومعقد الاجماع تحققه باخافة كل مَن يحرم عليه اخافته من الناس من غير فرق بين المسلم وغيره، وفي بلاد الاسلام وغيرها، ولعله لذا قال في الدروس: «هو مَن جرد السلاح للاخافة».

 وفي المنجد كلمة الإرهابي تدل على كل (من يلجأ إلى الإرهاب لإقامة سلطة)22.

والإرهابي هو من يلجا إلى العنف غير القانوني أو التهديد به لتحقيق أهداف سياسية سواء من الحكومة أو الأفراد والجماعات الثورية المعارضة 23.

 والارهابي هو عنصر عدواني مصنف قانونياً في صنف المجرمين، وهو حسب مصطلح علم النفس شخص سادي يتلذذ بآلام الآخرين، وإثارة الرعب والفزع، وبالتالي فهو شخص غير سوي من الناحية السلوكية، ويتسع مصطلح الارهاب ليشمل القتل العدواني والتهديد والتخريب والاغتصاب الجنسي والممارسات المثيرة للرعب والاحتلال الأجنبي، وتسلط الأقوياء على الضعفاء بتهديد وجودهم وأمنهم، وقطع الطرق والاختطاف.. الخ.

ان الشخصية الارهابية هى الشخصية التى تتسم بسلوك عدوانى وتسلطى ودموى، وهو نمط من السلوك الذى يتصف بالغش والخداع والتهور والاندفاعية بدون أعتبار للنتيجة لسلامته وسلامة الاخرين،فضلا عن القسوة الزائدة على الاخرين وتدمير ممتلكاتهم،وعدم تقدير المسؤولية مع الاستهتار الشديد وعدم أبداء أي أهتمام لمشاعرأو حقوق الاخرين

تحديد مفهوم الشخصية الارهابية:- يعرف علم نفس الشخصية الارهابية الاجرامية "وهى الشخصية الغير طبيعية والتى يمكن تعريفها بشخصية معينة التى بسببها لا يتمكن لحامل هذه الشخصية من التأقلم والتعامل مع التغيرات التى تطرأ على حياته وعلى حياة الاخرين".

فالشخصية الارهابية هى نتاج مجموع من العوامل المتشابكة التى تشمل الجوانب الوراثية والاجتماعية والاقتصادية، والقدرات العقلية والخبرات المكتسبة،والحالة المزاجية والانفعالية، فضلا عن العوامل البيئية والثقافية الاخرى، ومع ذلك فقد اتجه. بعض العلماء الى ربط الانحراف الاجرامى بأنماط جسمية أو نفسية أو مزاجية معينة..

 وتفسير مدرسة التحليل النفسي:- تعتمد أراء هذه المدرسة من منظور نفسى وذلك من خلال ان السلوك الارهابى هو نتاج للصراع القائم بين "الهو"وبين "الانا" فأذا نجحت الانا في مساعيها اتزن السلوك وعاش الفرد متكيفا مع البيئة المحيطة به، أما في حالة فشلها فقد ينحرف السلوك فيصبح شاذاً أو إجراميا في اتجاهاته، أي تكون هناك دوافع مكبوتة في اللاشعور تعمل بطريقة بعيدة عن وعي الفرد وادراكه ويتم توجيهه بشكل منحرف، وهذا يكون حصيلة صراعات لا شعورية يتعرض لها الفرد خلال فترة طفولته المبكرة وتبقى في اللاوعي. والانسان تحركه غريزتان هما غريزة الموت وغريزة الحياة،اللتان تمدانه بالطاقة الحيوية فغريزة الموت هدفها التدمير والقتل والتخريب وتفكيك الكائن الحي،وانها تأخذ كل اشكال العدوانية والعنف،وذلك من خلال الصراعات الداخلية التى تؤدي الى تدمير الاخرين عندما تتوجه الى الخارج،اما غريزة الحياة فأنها تكون مسؤولة عن كل ربط أيجابي في الحياة24 ويحمل الارهابي صفات ملازمة لعمله وهي (البغي و الطغيان والعلو في الارض والاسنكبار).ويتضح ذلك في سورة القصص: 77 عن البغي وسورة الفجر / 10 ـ 13عن الطغيان. وسورة القصص / 44 عن العلو واما الاستكبار ,فتم ذكر الايات في موضوع الارهابيون كون الصفات الملازمة السابقة تأتي في البداية مع الفرد.وعندما يكونوا مجاميع ترافقهم صفة الاستكبار بشكل حتمي.

4.الجريمة الارهابية:ـ

ان الركن المعنوي في الجريمة الإرهابية يتجلى في غاية الإرهاب ذاته وهو توظيف الرعب والفزع الشديد لتحقيق مآرب سياسية أيا" كان نوعها.25.

اغلب الجرائم الارهابية تدخل ضمن اطار الجريمة المنظمة وعلى سبيل المثال في زمن امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) كان الخوارج يتابعون الامام ويقتلون اتباعه وشيعته كما حدث في النهروان واخيرا استشهد الامام على يد الملعون ابن ملجم الذي هو من الخوارج وكذلك الامام الحسن السبط (عليه السلام) حيث استشهد مسموما على يد زوجته جعيدة بنت الاشعث الذي كان والدها من الخوارج.

 والخوارج جماعة إرهابية منظمة كانت تهدف إلى تحقيق غايات سياسية.

 وكذلك مايطلق عليه بارهاب الدولة الذي تجلى بأعمال القتل والسبي أبان الحكم الأموي بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي انه كان يعرض جثث المقاتلات من الخوارج عارية في الأسواق لردع النساء من الانضمام اليهم0 26.

 الجريمة الإرهابية: هي أي جريمة أو شروع أو اشتراك فيها، ترتكب تنفيذاً لغرض إرهابي في أي من الدول الأطراف أو ضد رعاياها أو ممتلكاتها أو مصالحها أو المرافق والرعايا الأجانب المتواجدين على إقليمها مما يعاقب عليها قانونها الداخلي. 27.

ويوعز علم النفس الى أن هناك أسباباً نفسية تكمن وراء الظاهرة الإرهابية، كاليأس والشعور بالاحباط وشهوة الانتقام والحقد، وغياب الأمن وتدهور الأوضاع الاقتصادية أو السياسية والظلم الاجتماعي والطبقية وكذلك العداء الطائفي والمذهبي.

فالأعمال الإرهابية لا يكون المقصود منها هو ضحايا تلك الأعمال، بقدر ما يكون المقصود من تنفيذها إيصال الرسالة الاعلامية الى الرأي العام، وحمل الطرف المستهدف على الرضوخ لمطالب الطرف الإرهابي والاذعان لرغبته.

و الاسلام يتبرأ تماما من اساليب الارهاب خصوصا التكفير بدون دليل و من سفك الدماء، وتخريب المنشآت، وإزهاق الأرواح البريئة وإتلاف الأموال وزعزعة الأمن بل يضع لهم الاسلام ردع عسكري واشعار بقوته ويجيز التدابير الوقائية او العمل الوقائي ضدهم..ووردت اية كريمة في ذلك سواء على اعداء الاسلام او ممن يجعل الاسلام كغطاء لاعماله الاجرامية وذكرنا منهم الخوارج ولايزال اليوم من ورثة الخوارج المتمثلين بتنظيم القاعدة والوهابية واعمالهم الاجرامية واضحة العيان في العراق حيث يستهدفون الابرياء بحجج واهية تحت شعار دولة العراق الاسلامية والمقاومة الكاذبة ضد الاحتلال.وعند الدخول للواقع هؤلاء تجد انه يستهدفون العراقيين بمختلف دياناتهم وقومياتهم.

ولذلك نجد التشديد عليهم في كتاب الله تعالى حيث يقول الله عزوجل:ـ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون * وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنّه هو السميع العليم * وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيّدك بنصره والمؤمنين) 28.

 ولكن للاسف الشديد القانون لدى المشرع العراقي ضعيف في العقوبة لمنع هؤلاء المرضى من اعمالهم العدوانية.

يقول الدكتور/ مازن ليلو راضي 29:ـ

 تناول المشرع العراقي الارهاب من حيث انه عنصر من عناصر بعض الجرائم المعاقب عليها كجريمة التأمر لتغيير مبادىء الدستور الاساسية او الاعتداء على النظم الاساسية للدولة او الاعتداء على الموظفين والمواطنين.

 فقد ورد في المادة (200/2) من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969((يعاقب بالسجن مدة لاتزيد على سبع سنوات أو الحبس كل من حبذ أو روج ايا من المذاهب التي ترمي الى تغيير مبادىء الدستور الاساسية أو النظم الاساسية الاجتماعية أو لتسويد طبقة اجتماعية على غيرها من النظم الاساسية للهيئة الاجتماعية متى كان استعمال القوة أو الارهاب او اى وسيلة اخرى غير مشروعة ملحوظأ في ذلك)). وورد في المادة (365) ((يعاقب بالحبس أو الغرامة أو باحدى هاتين العقوبتين من اعتدى أو شرع في الاعتداء على حق الموظفين أو المكلفين بخدمة عامة في العمل باستعمال القوة أو العنف أو الارهاب أو التهديد أو اية وسيلة اخرى غير مشروعة)).

 كما نصت المادة 366 على انه ((…يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنه أو بغرامة لا تزيد على مائة دينار من استعمل القوة أو العنف أو الارهاب أو التهديد أو اية وسيلة اخرى غير مشروعة ضد حق الغير في العمل أو على حقه في ان يستخدم أو يمتنع عن استخدام أي شخص)).

 ومن الجدير بالذكر ان تعبير الجرائم الارهابية قد ورد في الفقرة (أ- ه) من المادة 21 من قانون العقوبات العراقي في سياق تعداد الجرائم الارهابية التي لا تعد سياسية ولو كانت قد ارتكبت بباعث سياسي ولكن القانون لم يعرف هذه الجرائم ولم يأت بامثله تطبيقية لها ونرى انه وان لم يكن من واجب المشرع ايراد التعاريف فان من واجبه تجريم الارهاب بوصفه جريمة مستقلة قائمة بذاتها لازال العراق يعاني من الكثير من صورها من قبيل القتل والاختطاف والابتزاز والتخريب.

 ثانيأ//ان التشريع الجنائي العراقي لم يعلج الجريمة الارهابية بأعتبارها جريمة مستقلة ولم يسعى الى تحديد لمقصود بها ونرى ان في ذلك نقص جوهري في التشريع يجب تلافيه لما تتطلبه معالجة الارهاب من اخضاعها الى نظام قانوني خاص لمواجهة أثارها الخطيرة على المجتمع وردع مرتكبيها.

 .........................................................

1. الحشر:13

2. الأنفال:60.

3. اساس البلاغة، ص 181، انظر د.ادونيس عكرة، الارهاب السياسي.. ص 39.

4. معاهدة منظمة المؤتمر الإسلامي لمكافحة الإرهاب الدولي اعتمدت من قبل مؤتمر وزراء الخارجية دول المنظمة المنعقد في أواغادوغو المنعقد خلال الفترة من 28 حزيران يونيو إلى 1 تموز/يوليو 1999 الباب الأول: تعريفات وأحكام عامة المادة 1.

5. د. محمد محيي الدين عوض: تشريعات مكافحة الإرهاب، ص 54.

6. الدكتور اللواء عبد الرحمن رشدي الهواري، الإرهاب والعولمة، ص 9.

7. د. ادونيس العكرة، الارهاب السياسي، بحث في اصول الظاهرة وابعادها الانسانية،ص 13.

8. د. ليلى احمد عزت النعيمي | جامعة بغداد / كلية التربية للبنات| الشخصية الأرهابية والعوامل المؤثرة فى تكوينها | الفصـــل الاول.

9. تاريـخ الإرهـاب| المبحث الثاني| الترتوري وجويحان، 2006.

10. د. محمد عاطف غيث، قاموس علم الاجتماع، ص 431.

11.المائدة:33-34.

12. المائدة32.

13. معجم اللغة العربية، المعجم الوسيط، ص 282.

14. الفجر / 10 ـ 13.

15. الأعراف/133.

16. سبأ/31ـ33.

17. فاطر/43.

18. النحل/23.

19. القصص|77.

20. القصص / 44.

21. جاء في تعليق الفقيه الكبير الشيخ محمد حسن النجفي على متن كتاب الشرائع الفقهي للمحقق الحلي.

22. المنجد ص 280.

23. د. امام حسنين عطا الله – الارهاب البنيان القانوني للجريمة – دار المطبوعات الجامعية 2004-ص97.

24.. د. ليلى احمد عزت النعيمي | جامعة بغداد / كلية التربية للبنات| الشخصية الإرهابية والعوامل المؤثرة فى تكوينها | الفصـــل الاول.

25. -د. فكري عطا الله عبد المهدي – الارهاب الدولي – المتفجرات ص13.

26. د- هيثم المناع | الارهاب وحقوق الانسان – دراسة مقدمة الى مجلة التضامن المغربية نت ص1.

27. معاهدة منظمة المؤتمر الإسلامي لمكافحة الإرهاب الدولي.

اعتمدت من قبل مؤتمر وزراء الخارجية دول المنظمة المنعقد في أواغادوغو المنعقد خلال الفترة من 28 حزيران يونيو إلى 1 تموز/يوليو 1999 الباب الأول: تعريفات وأحكام عامة

المادة 1.

28. الأنفال / 59 ـ 62.

29. الدكتور/ مازن ليلو راضي استاذ في كلية القانون جامعة القادسية|العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 1/أيلول/2010 - 21/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م