الصين... قفزات اقتصادية وكبوات سياسية

 

شبكة النبأ: تدور في الصين إحداث كثيرة ومختلفة، فبينما يعمل السياسيون وبشكل كثيف على تطبيق الإصلاحات السياسية للبلد، نجد هناك من ينتقد السياسة التي تتخذها الحكومة في قيادة البلد عن طريق إصدار كتاب ضد بعض القادة في الحكم، في الوقت الذي تشهد فيه الصين انتعاشا واضحا في المجال الاقتصادي حتى وصل الى تجاوز الاقتصاد الياباني واخذ منصبه وهو الرتبة الثانية في الاقتصاد العالمي، بينما يشير بعض المحللين الاقتصاديين الى ان هذا الوضع الاقتصادي يحتاج الى اهتمام ومتابعة اكثر للحفاظ عليه، بالإضافة الى ان هناك بعض التعديلات لقوانين الإعدام، وتسجيل رقم قياسي جديد لمجموعة من الصينيين ودخولهم موسوعة جينيس العالمية للدومينو البشري.

الإصلاح السياسي

فقد نقلت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) عن رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو قوله خلال زيارة لبلدة شنتشن المزدهرة ان على الصين تطبيق إصلاحات سياسية لحماية قوتها الاقتصادية.

ولم تتضمن دعوة ون للإصلاح السياسي شيئا محددا ولكن تصريحاته تعكس مخاوف اوسع من انه اذا لم يتبني الحزب اصلاحات محدودة على الاقل لجعل المسؤولين اكثر استجابة فان الفساد والانتهاكات ربما يؤديان الى تآكل احتمالات النجاح الاقتصادي . ونقلت شينخوا عن ون قوله "بدون حماية اعادة الهيكلة الاقتصادية ربما تفقد الصين ما حققته بالفعل من خلال اعادة الهيكلة الاقتصادية وقد لا يتم بلوغ اهداف حملة تحديثها. "لا بد من ضمان الحقوق الديمقراطية والحقوق الشرعية للشعب ." ويريد ون ايضا "توفير الظروف" التي تسمح للناس بانتقاد ومراقبة الحكومة كوسيلة لمعالجة "مشكلة الافراط في تركيز السلطة برقابة غير فعالة."

واكتسب ون سمعة انه اكثر اعضاء قيادة الحزب الشيوعي الحاكم في الصين تعاطفا مع تخفيف بعض من سيطرة الزعامة الصينية. بحسب وكالة الانباء البريطانية .

كتاب ينتقد رئيس الوزراء الصيني

في حين صدر في هونج كونج كتاب مثير للجدل للمعارض الصيني ي وجي ينتقد فيه رئيس الوزراء الصيني وين جياباو. وينفي الكتاب الذي يحمل عنوان أفضل ممثل في الصين عن جياباو صفة الإصلاحي. وقال المؤلف إن هدفه لم يكن مجرد انتقاد رئيس الوزراء بل تشجيع فكرة حرية التعبير في الصين. وكان يو جي قد تعرض للاعتقال لفترة قصيرة حيث وجهت له الشرطة تحذيرا بعدم نشر الكتاب.

وقد اكتسب مين جياباو شعبية في الصين من جراء تعاطفه مع المواطنين العاديين خاصة في أوقات الكوارث، ولكن يو جي يقول إنه لا يصدق ذلك ويعتقد أن رئيس الوزراء يمثل. وقال في مقابلة مع القسم الصيني في بي بي سي إنه يعتقد أن وين جياباو والرئيس هو جينتاو يتوزعان الأدوار فأحدهما يتخذ دور الطيب والآخر دور القاسي، كما في العائلة حين يلعب الأب دور الشخص الصارم والأم دور الحنونة.

ويعتقد يو جي أن الشخصين في النهاية يخدمان نفس الغرض وهو تعزيز سلطتهما. ويقول مراسل بي بي سي في بكين مايكل بستو ان ما يجعل نشر هذا الكتاب ملفتا للانتباه أن السياسيين في الصين نادرا ما يتعرضون للنقد. وقال ناشر الكتاب باو بو انه يخشى أن يتعرض الكاتب للاعتقال، ولكن كليهما أحسا أن من الضروري تجاهل الأخطار من اجل نشر الكتاب. ويرى يو أن نشر كتابه يستحق المجازفة. وبالإضافة الى هونج كونج ينتظر أن يوزع الكتاب بالصينية في أمريكا الشمالية. وكانت مليونا نسخة قد بيعت من الكتاب الأول للمؤلف ، ولكن طباعة كتبه ممنوعة في الصين.

ثاني اقتصاد في العالم

بينما باتت الصين على وشك احتلال موقع اليابان كثاني اقتصاد في العالم، ما سيكلل ازدهارها ويزيد في الوقت نفسه من ضرورة اعادة توجيه نموها لتصبح اقل اعتمادا على التصدير.

وسيأتي هذا الحدث المرتقب بعدما شغل البلد الأكبر في عدد السكان في العالم المراتب الأولى على رأس البلدان المصدرة وكأول سوق للسيارات واول مصنع للمعادن في العالم. ووصل اجمالي الناتج الداخلي الصيني عام 2009 الى 4980 مليار دولار مقاربا اجمالي الناتج الداخلي لليابان (5007 مليارات دولار) التي تعتبر اكثر ثراء للفرد الواحد بعشر مرات اذ ان عدد سكانها اقل بعشر مرات من عدد سكان الصين.

ومن المتوقع ان تنشر اليابان الاثنين ارقام اجمالي ناتجها الداخلي للنصف الاول من 2010، غير ان المسؤولين الصينيين واثقون حتى قبل صدورها من ان ارقامهم ستكون اعلى. وقال يي غانغ نائب حاكم البنك المركزي الصيني مؤخرا ان "الصين باتت الاقتصاد الثاني في العالم". غير ان بعض المحللين يعتقدون انه قد يكون مخطئا وان اليابان ستبقى في المرتبة الثانية بعد قرار الصين الأخير السماح برفع سعر صرف الين بالنسبة للدولار.

وقدر تاكاهيدي كيوشي من شركة "نومورا سيكيوريتيز" اجمالي الناتج الداخلي الياباني ب2647 مليار دولار للفترة الممتدة من كانون الثاني/يناير الى حزيران/يوليو بالمقارنة مع 2530 مليار دولار قيمة إجمالي الناتج الداخلي الصيني وفق ارقام نشرت في تموز/يوليو. لكن آرثر كروبر مدير مكتب الاستشارات "دراغونوميكس" في بكين يرى من المحتوم ان تصل الصين الى المرتبة الثانية بين اقتصادات العالم، غير انه يشكك في المقابل بنوعية نموها. وقال باتريك شوفانيك الاستاذ في معهد الاقتصاد والادارة في جامعة تسينغوا في بكين ان "الصين تقف عند مفترق طرق". واوضح "انها تجد نفسها في مواجهة الاشكالية ذاتها التي طرحت نفسها على اليابان في الثمانينات: فهل تتكيف او تستمر في اعتماد الصادرات محركا للاقتصاد؟" وعلى المسؤولين السياسيين الصينيين ايضا ان يبتعدوا عن اعطاء الاولوية للنمو ايا كان الثمن، وهي عقلية "ما زالت منتشرة بقوة في صفوف البيروقراطية" بحسب كروبر.

وتمكنت الصين منذ ان اطلق دينغ سياوبينغ سياسة الاصلاحات والانفتاح قبل ثلاثة عقود، من تخطي بريطانيا وفرنسا والمانيا على التوالي، مانحة الدول النامية وزنا اكبر في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. بحسب وكالة فرانس برس .

الا ان هذا النمو الاستثنائي ترافق ايضا مع تزايد الفوارق بين طبقة وسطى تسكن المدن وباتت تملك شققا سكنية وسيارات، ومئات ملايين الفقراء بعضهم يعيش باقل من خمسين سنتا في اليوم. وقال يي غانغ معلقا على توقع تخطي بلاده اليابان في تصنيف اقتصادات العالم، انه لم يعد من الضروري ان يحقق الاقتصاد الصيني نموا بنسبة 8% في السنة لإنشاء ما يكفي من الوظائف وتفادي الاضطرابات الاجتماعية.

ورأى المستشار ان "التشديد على نسبة نمو مرتفعة قد يؤدي الى مزيد من نقاط الخلل في الاقتصاد وعلينا فعلا ان نركز جهودنا على سبل تحسين نوعية النمو". من جهة اخرى، فان الوصول الى المرتبة الثانية يلقي مسؤوليات اكبر على عاتق الصين. وقال شوفانيك "في وسع اقتصاد صغير تسجيل فائض لان الفائض يكون محدودا" مضيفا "لكن حين يتعلق الامر بثاني اقتصاد في العالم، فان نقاط الخلل هذه تلقي بعبء على الاقتصاد العالمي وقد لا يعود من الممكن امتصاصها سنة بعد سنة". غير انه من الصعب على المسؤولين الصينيين اتخاذ قرارات قد تكون اليمة، كأن يسمحوا بارتفاع سعر اليوان مقابل للدولار. وقال شوفانيك ان "الصين حققت نجاحا كبيرا الى حد انها قد لا تنتبه الى ضرورة التغيير".

تريليونات الدولارات

بينما أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة بحثية اقتصادية كبرى برعاية بنك كريدي سويس أن أثرياء الصين هم بالفعل أكثر ثراء مما تشير اليه الاحصاءات وربما يملكون أصولا غير مُعلنة تصل قيمتها الى 9.3 تريليون يوان (1.4 تريليون دولار).

وخلص تقرير مؤسسة (اناليزينج تشاينيز جراي اينكوم) الى أن الاحصاءات الرسمية لعام 2008 لم تستطع رصد دخل يعادل نحو 30 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للصين. وقال وانغ شياو لو الاقتصادي بالجمعية الصينية للإصلاح الاقتصادي الذي أشرف على الدراسة ان نحو ثلثي الدخل الذي لا يتم الكشف عنه يذهب الى جيوب أغنى عشرة بالمئة بالبلاد مما يوسع فجوة الثراء في الصين.

وأضاف التقرير أن هذه النتائج ربما تفسر الى حد ما تساهل الصين مع الإضرابات الأخيرة في المناطق الصناعية والتأكيدات الرسمية بضمان التوزيع المتساوي للثروة. وأظهرت الدراسة أن متوسط دخل الفرد بالنسبة لأغنى عشرة في المئة البالغ 97 الف يوان يزيد 65 مرة على متوسط دخل أفقر عشرة في المئة بينما يشير الرقم الصادر عن المكتب الوطني للاحصاء من خلال دراسة لدخل الأسر الى زيادته 23 مرة. وخلصت الدراسة الى أن "هذا يعني أن فجوة الثراء تزداد اتساعا وتوزيع الدخل الوطني يزداد جورا." بحسب وكالة الانباء البريطانية .

ومن شأن توزيع أكثر عدالة للدخل أن يخفف التوترات الاجتماعية ويدعم خطط بكين لتعزيز الاستهلاك المحلي. وقال التقرير "من الملاحظات المثيرة للاهتمام بشدة عند الحديث عن التفاوت الكبير في توزيع الدخل في الصين أن هذا ينعكس على القوة الشرائية القوية لأثريائها." ومثلت الصين ثلاثة في المئة من مبيعات فولكسفاجن وخمسة في المئة من مبيعات بيبسي بينما مثلت 20 و28 بالمئة من مبيعات ريتشمونت وسواتش على التوالي. وقالت الدراسة "اذا أصبح توزيع الدخل اكثر عدالة فانه سيساعد في تعزيز سوق المستهلك."

التفكير العسكري الصيني

من جهة أخرى قالت صحيفة بارزة للقوات المسلحة الصينية ان التفكير العسكري الصيني قديم ولابد وان تتعلم الصين من الدول الاخرى ولاسيما الولايات المتحدة اذا فكرت في تحديث قواتها المسلحة الضخمة.

وذكر تعليق في صحيفة جيش التحرير اليومية ان تحديث القوات المسلحة الصينية امر اساسي للإصلاحات التي شهدت استثمارات ضخمة في أسلحة متطورة مثل الطائرات المقاتلة المتقدمة. وقلصت الصين قواتها المسلحة وهي الاكبر في العالم من حيث العدد خلال السنوات القليلة الماضية في محاولة لبناء قوة اكثر كفاءة لمواجهة تايوان واليابان اللتين تزودهما الولايات المتحدة بالعتاد بالاضافة الى الولايات المتحدة نفسها.

ولكن الصحيفة قالت ان هذا يتطلب ابداعا وتفكيرا اكثر انفتاحا وهو امر يمكن ان يمثل مشكلة. وقالت "نظرا لوجود تأثير كبير الى حد ما للتفكير المحافظ في الثقافة الصينية التقليدية فان مهمة تحديث ثقافة وتفكير قواتنا المسلحة ستكون شاقة للغاية." وأضافت انه يتعين على الصين ان "تتعلم بجرأة من خبرة ثقافة المعلومات للقوات المسلحة الاجنبية. بحسب وكالة الانباء البريطانية .

"التاريخ والواقع يثبتان من جديد ان البلد الذي لا يملك رؤية عالمية بلد متخلف . والقوات المسلحة التي تفتقر الى الرؤية العالمية قوات بلا أمل." وقالت ان الولايات المتحدة مثال جيد يحتذى به في هذين المجالين. واضاف التعليق ان الجيش الامريكي يشتري عندما يستطيع التكنولوجيا المتاحة بالفعل في السوق المفتوحة مثل الانظمة العالمية لتحديد المواقع التي استخدمت في حرب الخليج وهي طريقة ارخص واكثر عملية من محاولة تطوير مثل هذه المعدات بنفسها. وقالت ان الولايات المتحدة تولى اهتماما كبيرا للتدريب"مستعينة باعداد كبيرة من الرجال القادرين ومستخدمة اياهم بشكل جريء."

الصين تعزز تفوقها العسكري

بينما أعلنت وزارة الدفاع الاميركية في تقرير ان الصين تعزز تفوقها العسكري على تايوان رغم تحسن العلاقات السياسية بين ضفتي مضيق فورموزا وتطور قدراتها الضاربة في آسيا حتى جزيرة غوام الاميركية في المحيط الهادىء.

واوضح البنتاغون في تقرير سنوي يرفعه الى الكونغرس ان بكين "تواصل بدون توقف" تعزيز قدراتها العسكرية تحسبا لنشوب نزاع مع تايوان رغم التقارب السياسي الحاصل بين العدوين". وتابعت الوثيقة ان "كفة توازن القوى بين ضفتي مضيق (الفورموز) ما زالت ترجح الى الصين القارية". ويغطي التقرير العام 2009 اي قبل ان تعلن الولايات المتحدة في كانون الثاني/ينايرصفقة مع تايوان بقيمة 6,4 مليارات دولار لبيعها صواريخ مضادة للصواريخ من طراز باتريوت وسفنا كاسحة للألغام وطوافات بلاك هوك.

وتايوان في الواقع مستقلة منذ تولى الشيوعيين الحكم في بكين سنة 1949. لكن بكين تعتبر الجزيرة جزءا لا يتجزأ من الاراضي الصينية وتريد استعادتها حتى اذا تطلب ذلك اللجوء الى القوة. واكد التقرير ان بكين تنوي نصب صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول الى حاملات الطائرات الاميركية التي تجوب المحيط الهادىء. بحسب وكالة فرانس برس .

واوضح احد معدي التقرير طالبا عدم كشف هويته ان الصين ما زالت تعمل على صنع صواريخ بعيدة المدى اكثر دقة من التي تملكها حاليا لكن نصبها سياخذ مزيدا من الوقت. واكد الخبراء ان "تحليل الترسانة الصينية يفيد ان بكين بدات تهتم (باهداف) ابعد من تايوان". واعتبر الخبراء ان نطاق قدرة الجيش الصينية على التدخل كانت تقتصر في الماضي على جزيرة اوكيناوا اليابانية شرقا وتنزل حتى جنوب بحر الصين شرق فيتنام. ويبدو ان هذه العقيدة التقليدية قد تجاوزها الزمن، كما يرى البنتاغون الذي يؤكد ان قيادة الاركان الصينية تأمل الان في ان تكون قادرة على بلوغ أراضي غوام الأميركية في المحيط الهادي وحتى هونسو، اكبر جزيرة في الارخبيل الياباني وربما حتى الفيليبين. واكد التقرير ان بكين قد تقوم بدوريات في جنوب بحر الصين.

وبعد ساعات قليلة عن نشر التقرير اعلنت تايوان انها تتابع عن كثب تعزيز القدرات العسكرية الصينية. وقال يو سي توي الناطق باسم وزارة الدفاع ان "الصين لم تتخل عن فكرة استخدام القوة ضد تايون ونحن نتابع عن كثب التطورات العسكرية في الصين". واعرب عن "الأمل في ان تواصل الولايات المتحدة تزويد تايوان باسلحة دفاعية لا سيما مقاتلات اف-16 سي.دي (النسخة الجديدة) وغواصات وغيرها من التجهيزات".

الإعدام مع إيقاف التنفيذ

وفي سياق منفصل ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن محكمة صينية حكمت على مسؤول تخطيط اقتصادي بارز بالاعدام مع ايقاف التنفيذ لتلقيه رشى واساءة استخدام سلطته في أحدث واقعة في الحرب التي تشنها الحكومة على الفساد.

ونقلت الوكالة عن المحكمة قولها في حيثيات الحكم ان بي تشيان شينغ الذي كان يرأس منطقة رفيعة المستوى للتنمية الاقتصادية قرب بكين وأقيل العام الماضي أدين بابتزاز الاموال وقبول رشى قدرها 7.55 مليون يوان (1.12 مليون دولار).

وأضافت المحكمة "تصرفاته غير القانونية اثناء رئاسته اللجنة الادارية لمنطقة تيانجين للتنمية الاقتصاية والتكنولوجية خلال الفترة من 1996 الى 1998 أسفرت عن خسائر في الاصول الحكومية قيمتها 220 مليون يوان." وتقع منطقة تيانجين على بعد 120 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة بكين وأنشئت لدعم الاقتصاد بشمال الصين ولتصبح مركزا لوجستيا لشمال شرق اسيا. ويلقي سقوط بي بظلال على الامال في تيانجين التي أنفقت مليارات الدولارات على تجديد بنيتها التحتية لتصبح مركزا ماليا واقتصاديا اقليميا على الرغم من نجاحها فيما مضى في استقطاب الاستثمارات الاجنبية للمنطقة. بحسب وكالة الانباء البريطانية .

وأمرت المحكمة بمصادرة كل أملاك بي. وفي أغلب الحالات يتم تخفيف حكم الاعدام مع ايقاف التنفيذ في الصين الى حكم بالسجن المؤبد بعد عامين اذا لم يرتكب السجين جريمة أخرى.

تعديل قانون الإعدام

ومن جانب آخر كشفت وكالة أنباء الصين الجديدة أن الصين قد تخفض عدد الجرائم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام، عبر شطب بعض الجرائم الاقتصادية في بلد يتجاوز عدد أحكام الإعدام فيه عددها في دول العالم أجمع.

وستدرس الجمعية الوطنية الشعبية (البرلمان) تعديلا على قانون العقوبات يسحب 13 جرما من لائحة الجرائم الـ 68 التي تصل عقوبتها إلى الإعدام. ولا تكشف السلطات عن عدد الأشخاص الذي يتم إعدامهم في الصين، ولكن بحسب منظمة العفو الدولية المتخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان فإن عدد الذين يتم إعدامهم في الصين يفوق كل الذين تنفذ فيهم أحكام الإعدام في دول العالم مجتمعة. وقدرت منظمة العفو الدولية في تقرير نشر هذه السنة، عدد الأشخاص الذي يتم إعدامهم كل سنة في الصين "بالآلاف"، تليها إيران التي أعدمت 338 شخصا في 2009. واتخذت الصين أخيرا إجراءات للحد من تنفيذ أحكام الإعدام، من بينها طلب الضوء الأخضر من المحكمة العليا قبل تنفيذ أي حكم بالإعدام. وأعلن النائب لي شيشي أنه "نظرا إلى واقع التطور الاقتصادي والاجتماعي للصين، فإن سحب الجرائم ذات الطبيعة الاقتصادية وغير العنفية (من اللائحة) لا يؤثر في الاستقرار الاجتماعي أو الأمن العام". وأضافت الوكالة أن إقرار التعديل يسمح "بحماية حقوق الإنسان بشكل أفضل". وسيسحب من اللائحة في مجال الجرائم الاقتصادية الاحتيال الضريبي أو الاحتيال على سندات الدين. كما سيسحب من اللائحة تهريب الأعمال الفنية، والمعادن النادرة، والحيوانات المحمية. ومن بين الجرائم الـ 68 التي تصل عقوبتها إلى الإعدام في الصين هناك 44 جريمة ليس لها طابع عنفي كالفساد مثلا. ويتم إعدام غالبية المحكومين بجرائم القتل أو السطو بواسطة العنف أو الاتجار بالمخدرات. وأضافت الوكالة أن هذا التعديل يمنع أيضا إعدام المحكومين الذين تجاوزوا الـ 75 عاما من العمر.

وسيدرس هذا التعديل في جلسة البرلمان لكن هذا لا يعني أن التصويت عليه سيتم على الفور، إذ إن إقراره قد يستغرق جلسات عدة. من جهة أخرى نقلت وكالة رويترز للأنباء أن هناك قرارا اتخذته وزيرة العدل اليابانية كيكو تشيبا قد يثير جدلا وهو السماح لوسائل الإعلام بإلقاء نظرة نادرة على غرفة إعدام الشهر الجاري في البلاد، حيث تؤيد أغلبية كبيرة الإبقاء على عقوبة الإعدام. كانت تشيبا عضوا في مجموعة برلمانية تعارض عقوبة الإعدام ولم تصدق على أي عمليات إعدام منذ توليها منصبها في أيلول (سبتمبر) الماضي لكنها أقرت فجأة تنفيذ حكم بالإعدام في تموز (يوليو) ولم تذكر سببا محددا لهذه الخطوة. بل إنها اتخذت خطوة غير عادية عندما حضرت عمليات شنق ثم أعلنت أنها ستفتح غرف الإعدام في طوكيو لوسائل الإعلام، وشكلت مجموعة داخل الوزارة لدراسة عقوبة الإعدام. والمعلومات عن إجراءات الإعدام في اليابان نادرة. واليابان والولايات المتحدة الدولتان الوحيدتان ضمن مجموعة الثماني للدول الغنية اللتان تبقيان على عقوبة الإعدام.

الصين تقفل مصانع

في حين قررت الصين مؤخرا إقفال الاف المصانع المسببة للتلوث بهدف تحسين سمعتها المتدهورة في مجال البيئة، وذلك قبيل استضافتها مؤتمرا تحضيريا حول المناخ في الخريف.

وتعد الصين البلد الاول في العالم من حيث انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، ورغم انها تقول دوما ان نسبة انبعاثات الغازات فيها مقارنة بعدد السكان تقل عن اي دولة متقدمة، الا ان المسؤولين الصينيين يبدون اهتماما جديا بهذا الامر. وبرأي اندي شي، وهو خبير اقتصادي مستقل يقيم في شنغهاي، فان اقفال المصانع على هذا النحو المفاجىء اجراء "ترمي السلطات من خلاله الى اظهار ان البلاد تعمل بجهد لبلوغ اهدافها".

واضاف "المسؤولون بحاجة الى حفظ ماء الوجه". في الأسابيع الأخيرة، أمرت الحكومة بإقفال 2087 مصنع حديد ومواد بناء والمنيوم وزجاج بحلول نهاية ايلول/سبتمبر، والا فانها ستقطع الكهرباء والقروض عن اصحابها. وقد فرضت عقوبات فعلا في هذا المجال، فقد قطعت السلطات الكهرباء عن نحو 500 مصنع لمدة شهر في مقاطعة انهوي (شرق)، لانها لم تخفض انبعاثاتها بشكل كاف، على ما نقلت الصحافة. لكن 12 مصنعا فقط من بينها ستقفل اقفالا تاما فيما يتعين على المصانع الباقية تخفيض طاقتها الانتاجية. بحسب وكالة فرانس برس .

في تموز/يوليو اعلنت بكين الغاء التعرفات التفضيلية التي كانت تستفيد منها المصانع التي خفضت فواتيرها 15 مليار يوان (1,7 مليار يورو). وترمي الحكومة الصينية من خلال هذه الإجراءات الى تحسين صورتها في مجال البيئة، بعدما التزمت قبل مؤتمر كوبنهاغن بتقليص نسبة انبعاثاتها من الكربون الى ناتجها المحلي بنسبة 45% قبل العام 2020.

وللوصول الى هذا الهدف، ستخصص الصين 738 مليار دولار خلال العقد الجاري لانتاج 15% من طاقتها الكهربائية بواسطة مصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة المائية وطاقة الرياح. في نهاية العام 2009، خفضت الصين استهلاك الطاقة بنسبة 14%، لكنها عادت ورفعته بنسبة قليلة (0,09%) خلال الفصل الاول من العام الجاري، وهو الارتفاع الاول منذ العام 2006. ومن المقرر ان تستضيف بكين في تشرين الاول/اكتوبر مؤتمرا حول المناخ يسبق المؤتمر الذي تعقده الامم المتحدة في كانكون (المكسيك) نهاية السنة والرامي للتوصل الى اتفاق يحل مكان اتفاق كيوتو الذي تنتهي مفاعيله في العام 2012.

وفي هذا السياق، ان لم تكثف الصين جهودها لتخفيض انبعاثات الغازات في العام 2010، "فان مصداقيتها في ما يتصل بالتزاماتها حول التغير المناخي ستقوض على المستوى الدولي"، على ما يقول دميان ما من مجموعة "اوراجيا" الاستشارية في نيويورك. وفي السابق، انتهت كل محاولات اقفال المصانع المسببة للتلوث بالفشل، اذ ان مصانع جديدة فتحت مكان المصانع التي جرى اقفالها. الا ان الحكومة تبدو هذه المرة اكثر جدية.

ويضيف دميان ما ان الحكومة حذرت المسؤولين المحليين من إمكانية تعليق ترقياتهم في حال لم يبلغوا الاهداف المحددة في تقليص الانبعاثات. لكن المسؤولة في منظمة غرينبيس يانغ ايلون ترى ان اقفال هذه المصانع ليس سوى عملية ترقيع، اذ ان مشاكل التلوث في الصين واصلت تفاقمها خلال العقود الثلاثة الاخيرة التي شهدت ازدهارا اقتصاديا. واضافت "يجب ان تقفل هذه المصانع، لكن من المفضل ان تتخذ الحكومة اجراءات طويلة المدى في ما يتعلق باسعار (الطاقة)".

العقل السليم في الجسم السليم

بينما عاد الآلاف من سكان العاصمة الصينية بكين الى ممارسة التمارين الرياضية الجماعية والإلزامية على الموسيقى في أماكن عملهم، بعد ثلاث سنوات من الانقطاع، على ما ذكرت الصحافة الرسمية.

وبدأ العمل بهذا التقليد في العام 1951 في ذروة الحقبة الماوية، وتوقف قبل ثلاثة اعوام بسب التحضيرات للألعاب الاولمبية في العاصمة. وتأمل السلطات في ان يمارس اربعة ملايين موظف هذه التمارين على انغام الموسيقى المنبعثة من الراديو خلال اوقات الاستراحة اليومية عند العاشرة صباحا والثالثة بعد الظهر، على ما نقلت صحيفتا "غلوبال تايمز" و"تشاينا ديلي".

وأملت نقابة العمال في بكين في ان تتحول هذه التمارين الرياضية التي تدوم ثماني دقائق الى امر الزامي في كل المؤسسات اعتبارا من العام المقبل، وان يشارك فيها 60% من الموظفين والعمال في المدينة. ومن المقرر ان يجري تدريب خمسة الاف مدرب لهذه التمارين في برنامج اطلقته الحكومة الصينية العام الماضي على ان يستمر عشر سنوات، ويرمي الى تحسين صحة السكان الذين اصبحوا اكثر عرضة للضغط النفسي والسمنة. بحسب وكالة فرانس برس .

رقما قياسيا جديدا

من جانب اخر، سجل أكثر من عشرة آلاف شخص رقما قياسيا جديدا في موسوعة جينيس العالمية "للدومينو البشري" في منطقة اينر مونجوليا الصينية ليحطموا بذلك رقما قياسيا سجل قبل عشرة أعوام في سنغافورة بواسطة بضعة مئات من الأشخاص.

وجلس 10276 شخصا أغلبهم من الطلاب في وضع القرفصاء وشرعوا في السقوط خلفا في خط تخلل ميدانا ضخما في فترة استغرقت ساعة و20 دقيقة لتسجيل الرقم القياسي الجديد. وقال ووه شاوهونج المسؤول في جينيس في صور بثت على التلفزيون الحكومي "الدومينو البشريون نجحوا. الرقم القياسي الجديد هو 10276 شخصا. هذا رقم قياسي جديد بموسوعة جينيس." وبدأ الحفل الذي اقيم في مدينة اوردوس في منطقة اينر مونجوليا بنجم كرة السلة الصيني اللاعب السابق بدوري المحترفين الامريكي مينجكي باتير وهو يمرر كرة سلة الى اول دومينو في الخط وبعده بدأ الباقون في السقوط خلفا. وسجل 9234 طالبا الدومينو البشري السابق في سنغافورة عام 2000. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 31/آب/2010 - 20/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م