شبكة النبأ: بعد ان نشر موقع ويكيليكس
وثائق ومذكرات سرية تعود للاستخبارات الأمريكية خلال حربها على
أفغانستان، وتهدد هذه الوثائق الوجود الأمريكي في أفغانستان بالإضافة
الى ان هناك العديد من الأفغان الأبرياء الذين تعاونوا مع الأمريكان
خلال تلك الفترة.
وأثار ذلك تخوفا لبعض من المسئولين في حكومة الولايات المتحدة،
لأنها تشكل تهديدا خطرا لأمريكا لكونها تكشف خططا واستراتيجيات تتبعها
الحكومة الأمريكية في تسيير مصالحها الخاصة والعالمية.
وهدد البنتاغون أصحاب الموقع من اتخاذ الإجراءات اللازمة اذا لم
يتوقف الموقع من نشر وثائق سرية للغاية، والتي كان مؤسس الموقع قد بين
انه سوف يقوم بنشرها خلال الايام القادمة، بالوقت الذي صدرت بحقه
مذكرات توقيف بتهمة الاغتصاب التي نفاها، مبينا انها قضية مفبركة نتيجة
ما قام بنشره ومحاولة لتشويه سمعته وتحذيرا له.
قضية اغتصاب
وتأكيدا على ذلك، فأن السويد تلاحق مؤسس موقع ويكيليكس الالكتروني
جوليان اسانج بتهمة الاغتصاب التي نفاها هو ومعاونوه بشدة موجهين أصابع
الاتهام الى منظمات تريد "الإساءة" الى هذا الموقع الالكتروني المتخصص
في نشر الوثائق السرية.
وقال مدير الاتصالات في النيابة كارن روزاندر ان "جوليان اسانج
مطلوب لسببين مختلفين احدهما لاتهامه بالاغتصاب". ولم يتسن للمصدر ان
يحدد طبيعة التهمة الثانية او اذا كانت مذكرة الجلب الصادرة ضده دولية.
وذكرت صحيفة "اكسبرسن" السويدية ان اسانج وهو استرالي في التاسعة
والثلاثين من عمره ملاحق كذلك بتهمة الاعتداء على امرأة.
واكد موقع النيابة الالكتروني ملاحقة مواطن اجنبي بتهمة الاغتصاب
والاعتداء من دون كشف اسم المعني.
وقال احد معاوني اسانج في ايسلندا ان هذه الاتهامات "باطلة". وقال
كريتسن هرافنسن "انه (اسانج) لم يعلم بهذه الاتهامات قبل ان يقرأ عنها
في صحيفة اكسبرسن اليمينية الشعبية متهما "منظمات نافذة تريد الإساءة
الى ويكيليكس" بالوقوف ورائها. من جانبه تساءل اسانج عن مغزى توقيت
ظهور هذه الاتهامات وقال على الموقع الالكتروني لصحيفة داغنس نييتر
السويدية "لماذا تاتي هذه الاتهامات الان؟ هذا هو السؤال المهم".
ونشر موقع تويتر رسالة لويكيليكس نسبت الى اسانج تقول ان هذه "الاتهامات
لا أساس لها وان هدفها في هذا التوقيت يثير القلق". ولا تظهر هذه
الرسالة على الموقع الرسمي لويكيليكس الذي نشر في المقابل تعليقا اخر
لتويتر يؤكد "قيل لنا ان نتوقع ضربات تحت الحزام. وها نحن نتلقى الضربة
الاولى". وعرف كاتب هذا التعليق عن نفسه باسم "ركسدازن".
وقد عرضت ويكيليكس نفسها لغضب الإدارة الأميركية بنشر 77 ألف وثيقة
سرية عن الحرب في أفغانستان على موقعها الالكتروني. واعلن اسانج في
ستوكهولم ان موقعه يستعد لنشر 15 ألف وثيقة سرية اخرى يملكها عن
افغانستان. وقد حاول الموقع الحصول على مساعدة الجيش الاميركي لتنقيح
بعض العناصر بالغة الحساسية على امن "الاطراف البريئة" الا ان هذه
المحاولة سرعان ما اجهضت وألقى كل طرف المسؤولية عن هذا الفشل على عاتق
الاخر.
وأكد هرافنسن ان اسانج لا يزال في السويد رافضا ان يحدد في اي مدينة
وقال "انه سيتوجه في أسرع وقت الى الشرطة" من تلقاء نفسه. بحسب وكالة
فرانس برس .
وذكرت اكسبرسن ان شابتين واحدة في العشرين والثانية في الثلاثين
تقدمتا الى الشرطة للإبلاغ عما تعرضت له كل منهما على يد اسانج.
واستنادا الى الصحيفة فان الشابتين اللتين كانتا في حالة فزع شديد لم
ترغبا في تقديم شكوى الا ان الشرطة اخذت المبادرة وأحالت الامر الى
النيابة. وأضافت الصحيفة نقلا عن مصدر لم تكشفه ان "المرأتين في حالة
رعب قاتل ومن ثم لا تجرؤان على التعاون. والشرطة تعتقد ان السلطة التي
يحظى بها اسانج تفزعهما. الامر الذي يطرح مشكلة للشرطة وللنيابة".
وقالت الصحيفة أيضا ان اسانج التقى احدى الشابتين في شقة في حي
سودرمالم الراقي في ستوكهولم والتقى الثانية في انكوبينغ على بعد بضعة
كيلومترات شمال شرق العاصمة. وأوضحت المدعية ماريا هالجيبو كيلستراند
لوكالة الأنباء السويدية ان واقعة الاغتصاب جرت في انكوبينغ والاعتداء
في ستوكهولم.
البنتاغون وراء الاتهام
في حين صرح مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج في مقابلة انه يعتقد ان
وزارة الدفاع الأميركية ربما تكون وراء الاتهامات بالاغتصاب التي وجهت
له والتي أسقطتها السلطات السويدية لاحقا.
ونقلت صحيفة "افتونبلادت" عن اسانج قوله انه لا يعرف "من وراء"
الاتهامات التي جاءت وسط خلاف مع واشنطن بسبب نشر الموقع لوثائق سرية
بشان الحرب في افغانستان. الا انه قال انه تم تحذيره سابقا بان جهات
مثل البنتاغون "يمكن ان تستخدم حيلا قذرة" لتدمير موقعه، مضيفا انه تم
تحذيره بشكل خاص من اتهامه بفضائح جنسية.
وكان الادعاء السويدي اصدر مذكرة اعتقال بحق اسانج لاتهامه
بالاغتصاب، الا انه اسقط تلك التهم بعد ساعات وقال انه "غير مشتبه
بالاغتصاب" ولم يعد مطلوبا للتحقيق معه. وذكر مكتب الادعاء ان تحقيقا
في تهمة تحرش جنسي منفصلة لا تزال مفتوحة. ونفى الاسترالي اسانج (39
عاما) ومساعدوه بشدة كافة هذه المزاعم. الا ان اسانج صرح للصحيفة انه
رغم الغاء مذكرة الاعتقال، الا ان اعداءه لا زالوا يستخدمون تلك
المزاعم لإلحاق الضرر بموقع "ويكيليكس" الذي قال انه سينشر آلاف
الوثائق السرية حول الحرب في أفغانستان خلال الأسابيع المقبلة. وكان
موقع ويكيليكس أثار غضب الادارة الاميركية بنشره 77 الف وثيقة سرية عن
الحرب في افغانستان. بحسب وكالة فرانس برس .
مذكرة للمخابرات الامريكية
وجاءت هذه الاتهامات بعدما نشر الموقع الالكتروني ويكيليكس مذكرة
سرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحذر من العواقب إذ أصبح
يُنظر الى الولايات المتحدة على انها دولة "تصدر الارهاب" بالنظر الى
اهتمام تنظيم القاعدة بتجنيد مواطنين امريكيين.
كانت الوثيقة التي أعدها ما يسمى "الخلية الحمراء" Red Cell في
وكالة المخابرات المركزية أحدث مذكرة سرية ينشرها موقع ويكيليكس الذي
يهدف الى مكافحة الفساد عن طريق نشر معلومات سرية مسربة والذي أذاع
الشهر الماضي أكثر من 70 ألف وثيقة عسكرية أمريكية سرية عن الحرب في
أفغانستان. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وكان الموقع هدد بنشر نحو 15 الف وثيقة اخرى على الرغم من انتقادات
وزارة الدفاع الامريكية بان تسريب هذه الوثائق قد يعرض للخطر مصادر
المعلومات ويكشف لمقاتلين أعداء أساليب جمع معلومات الاستخبارات.
وقالت المذكرة المكونة من ثلاث صفحات ان الولايات المتحدة قد تخسر
نفوذها على حلفائها للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وخاصة في "الأنشطة
التي تقع خارج نطاق القضاء". وأضافت ان حكومات أجنبية قد تتخذ خطوة غير
عادية بشأن التعامل مع مواطنين أمريكيين يشتبه بتنفيذهم أعمالا متطرفة
في الخارج.
وتقول الوثيقة "كنا في الأساس قلقين خشية ان تقوم القاعدة بتسريب
عملاء لها الى داخل الولايات المتحدة لشن هجمات إرهابية لكن القاعدة قد
تبحث على نحو متزايد عن أمريكيين للقيام بعمليات في الخارج." وأضافت
قولها "لا شك ان القاعدة وجماعات إرهابية أخرى تدرك ان الأمريكيين قد
يكونون عناصر ذات قيمة عالية في العمليات الإرهابية في الخارج."
وقالت الوثيقة ان المواطنين الامريكيين يعتبرون عناصر ثمينة في نظر
المنظمات الارهابية لان رصدهم أصعب. فهم لا تبدو عليهم السحنة المألوفة
للعربي المسلم ويمكنهم الاتصال بسهولة بالقادة من خلال امكانيات
استخدامهم "بلا قيود" للانترنت والوسائل الاخرى.
تفاوض
من جانبها كشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، عن محاولة أحد
كبار المسؤولين بالوزارة التحدث إلى أحد الممثلين القانونيين لموقع "ويكيليكس"،
الذي قام بنشر وثائق سرية حول عمليات الجيش الأمريكي في أفغانستان، إلا
أن هذه المحاولة لم تسفر عن أي مفاوضات. وقال بريان وايتمان، المتحدث
باسم البنتاغون، إن كبير المحامين بالوزارة حاول التحدث إلى شخص قال
إنه الممثل القانوني لموقع "ويكيليكس"، إلا أن ذلك الشخص لم يرد على
الهاتف.
واضطرت البنتاغون، إلى الكشف عن مضمون خطاب موجه من مستشار الشؤون
العامة في وزارة الدفاع، جاي تشارلز جونسون، إلى شخص يُدعى تيموثي
ماتوشسكي، وهو محام بمدينة "هاتيسبرغ"، في ولاية المسيسيبي.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إن الكشف عن ذلك الخطاب جاء بسبب "معلومات
غير دقيقة"، أعلن عنها موقع "ويكيليكس" مؤخراً، وجاء فيها أن هناك
اتصالاً قد جرى بين الوزارة والموقع المختص بنشر معلومات استخباراتية.
وأضاف وايتمان: "اليوم، وبسبب هذا اللغط الذي وصل إلى عامة الناس،
فإننا قمنا بالكشف عن هذا الخطاب الذي تم إرساله إلى ذلك الشخص." وكان
موقع "ويكيليكس" قد أبلغ بعض وسائل الإعلام بأن الجيش الأمريكي يسعى
للعمل مع الموقع على مراجعة الوثائق السرية التي تم تسريبها، والتي
يعتزم الموقع نشرها قريباً. ولكن وايتمان شدد على أنه لم يتم إجراء
اتصال مباشر بين مسؤول البنتاغون والممثل القانوني للموقع الإلكتروني،
في الموعد المحدد.
وقال: "لم يتم إجراء أي اتصال مباشر، لقد حددنا أحد الأشخاص
المعنيين، لن أخوض في مزيد من التفاصيل، وعرفنا أنه يمثل موقع ويكيليكس
قانونياً، قمنا بالترتيب لإجراء محادثة معه، إلا أنه لم يظهر في الموعد
المحدد." بحسب وكالة السي ان ان .
من جانبه، وصف المحامي ماتوشسكي تصريحات المتحدث باسم البنتاغون
بأنها "أكاذيب." وقال: "لم أوافق أبداً على ذلك"، وتابع قائلاً: "هذا
الشخص (جاي تشارلز جونسون) لم يقم بالاتصال بي على الإطلاق، ولم أوافق
أبداً على تلقي اتصال هاتفي، لو كانوا طلبوا مني ذلك كنت سأبقى إلى
جانب الهاتف، لقد كنت نائماً في ذلك الوقت."
وقال جوليان أسانغ، مؤسس ومدير الموقع المختص بنشر معلومات
استخباراتية، في تصريحات بالعاصمة البريطانية لندن: "نحن الآن في نصف
الطريق لإتمام ذلك"، في إشارة إلى عملية نشر الوثائق السرية الجديدة،
والتي وصفها بأنها "عملية مكلفة للغاية."
ويُعد نشر تلك الوثائق أكبر عملية تسريب استخباراتية في تاريخ
الولايات المتحدة، مقارنة بالكشف عن حقبة حرب فيتنام في "أوراق
البنتاغون"، حيث علق دانيال ألسبيرغ، مسؤول البنتاغون الذي سرب أسرار
حرب فيتنام، بقوله: "لم نشهد تسريباً غير مصرحاً به بهذا الحجم منذ 39
عاماً." وشنت قيادة الجيش الأمريكي هجوماً عنيفاً على مدير موقع "ويكيليكس"،
وقالت إن يديه قد "تتلطخان بالدماء" جراء الخطر الذي يترتب عن عمله.
البنتاجون يحذر
في السياق ذاته أبلغت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) موقع
ويكيليكس الالكتروني أن الأمر سيكون "منتهى عدم المسؤولية" اذا مضى
قدما في تهديد جديد بنشر وثائق بحوزته عن حرب أفغانستان.
وكرر جيوف موريل المتحدث باسم البنتاجون طلبا أمريكيا للموقع المعني
بكشف المخالفات لإزالة كل المواد السرية من على الانترنت وإعادة المواد
التي يمتلكها الى الحكومة الأمريكية. وأضاف موريل الذي كان في رحلة مع
وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الى ولاية كاليفورنيا "من الصعب تصديق
أي شئ يقوله ويكيليكس لكن موقفنا بشأن هذا الأمر يجب أن يكون معروفا
الان لكل فرد."
وقال موريل "اذا كانوا يعتزمون نشر أي وثائق إضافية بعد سماع
مخاوفنا بشأن الأذى الذي ستلحقه بقواتنا وحلفائنا والمدنيين الأفغان
الأبرياء فإن ذلك سيكون منتهى عدم المسؤولية. وسيضاعف من الخطأ الذي
عرض حتى الآن حياة الكثيرين للخطر بالفعل." وقال جوليان أسانجي مؤسس
ويكيليكس لقناة التلفزيون السويدي ( اس.في.تي) ان ويكيليكس عليها
مسؤولية نشر كل الوثائق. بحسب وكالة الأنباء البريطانية .
وقال لبرنامج اكتويلت الاخباري في التلفزيون السويدي "علينا واجب
نحو كل الناس الذين يمكن ان يستفيدوا من نشر تلك المعلومات." وأضاف
قوله "هذه المعلومات تكشف عن وفاة 20 ألف شخص. ومات أكثر من 100 شخص
نتيجة لهذه الحرب. هذه المعلومات تحتوي على مكونات مهمة عن ادارة الحرب
والمدنيين وكيف ماتوا."
وقال انه لا توجد خيارات سهلة أمام منظمته لكن تأخير النشر قد يؤخر
إقرار العدالة أو يمنعها. وسئل جيتس في وقت سابق عن تأثير التسريب من
قبل بحار على متن السفينة الأمريكية "هيجينز" التي رست في سان دييجو.
وقال "هناك عواقب عملية خطيرة جدا. يوجد الكثير من أسماء الأفغان
الذين عملوا معنا وساعدونا في هذه الوثائق." وأضاف أن الوثائق التي
نشرت تضمنت كمية ضخمة من المعلومات والخطط والأساليب والإجراءات
الأمريكية ومنها ما يعرض الولايات المتحدة للخطر.
وقال جيتس "اننا نعلم من المخابرات ان طالبان والقاعدة أصدروا أوامر
بالبحث في تلك الوثائق عن معلومات ولذلك فاني اعتقد ان العواقب قد تكون
خطيرة للغاية." وقال للبحارة "ليس لدينا معلومات معينة عن مقتل أفغاني
بعد بسببها (الوثائق) لكن أود التأكيد هنا على كلمة بعد."
وقال اسانجي ان الوثائق قد تتيح معلومات حيوية عن حرب قال انها
تتسبب في مقتل مئات من الناس كل اسبوع. واضاف قوله "حتى الان وعلى حد
قول البنتاجون لا أحد تضرر من الكشف عن هذه المعلومات." |