السياحة العلاجية... ترفيه النفس وعلاج الجسد

 

شبكة النبأ: إن مشاغل العمل وهموم الحياة تجعلنا نبحث عن وقت نريح به أذهاننا ونجدد به نشاطنا، ولكننا قد نصادف في بعض الأحيان ولا سامح الله بعض التوعك الصحي فنبقى في حيرة من امرنا، فنحن أما نجد علاجا للتوعك أو مكانا سياحيا للراحة والاستجمام،سابقا كانت هذه مشكلة، ولكن الآن قد حلت فنحن نرى اليوم السياحة العلاجية التي تتيح لنا الخيارين في مكان وزمان واحد وفي البلدان العربية وهي تستقطب الآلاف من السائحين العرب والأوربيين ومن مختلف أنحاء العالم .

ترفيه النفس

فقد قال مسئولون ومختصون إن مصر تسعى لان تصبح مركزا عالميا للسياحة العلاجية مستغلة في ذلك امكانيات طبيعية متوافرة بها في محافظة البحر الاحمر.

ومنذ سنوات يأتي ألوف الاجانب بخاصة من أوروبا كل عام الى منتجعات للاستشفاء في مدينة سفاجا في المحافظة التي يوفر مناخها ظروفا أفضل للعلاج من أمراض جلدية أبرزها مرض الصدفية.

وخلال مؤتمر هو الاول من نوعه في مدينة الغردقة عاصمة المحافظة قالت السكرتير العام المساعد للمحافظة سامية محرز "هناك أماكن كثيرة في العالم لا تتوافر فيها سمات محافظة البحر الاحمر. الشمس في محافظة البحر الاحمر (تسطع) 365 يوما (في السنة). والشمس تعتبر نوعا من أنواع العلاج للامراض الجلدية."

ويقول مراقبون ان محافظة البحر الاحمر تنقصها البنية التحتية والادارية الكافية لجعلها مقصدا لالوف اخرين من الساعين لالتماس العلاج من خلال السياحة في مناطق توفر مجالا لاستشفاء مضمون نسبيا وأقل استخداما للادوية.لكن محرز قالت "البنية التحتية في الغردفة في الطريق الى أن تكتمل."

وشدد رئيس مدينة الغردقة سعيد جبر على أن المدينة تركز حاليا على تدعيم البنية التحتية اللازمة للسياحة العلاجية بقصد تنويع مواردها السياحية. وأضاف "نخصص أراضي على شاطيء البحر (لمنتجعات الاستشفاء) ونمدها بالمرافق."

ويزور محافظة البحر الاحمر سنويا نحو أربعة ملايين سائح معظمهم من أوروبا بينهم عدد كبير من الالمان وما يقارب مليون روسي. وقال محسن سليمان أستاذ الامراض الجلدية بكلية الطب جامعة القاهرة "هنا تجد الشمس.. تجد الهواء.. تجد الجو الملائم. طول السنة درجة الحرارة في الغردقة واحدة تقريبا." بحسب وكالة الأنباء البريطانية .

مضيفا على كلامه "اذا نجحت (محافظة البحر الاحمر) في السياحة العلاجية ستفيد كثيرين في أوروبا." وقال أستاذ ورئبس قسم الامراض الجلدية والتناسيلية بكلية الطب جامعة أسيوط علاء مباشر "نتحدث عن علاج طبي يستثمر الامكانيات الطبيعية الموجودة في المنطقة." وأضاف "جزء من العلاج - بجانب الهواء (النقي) والمياه (غير الملوثة) - الراحة النفسية التي تساعد مريض الصدفية على الشفاء."

ويوصي أطباء ببقاء مريض الصدفية في منتجعات الاستشفاء ما بين ثلاثة وستة أسابيع في المرة الواحدة للمساعدة في علاجه.ويتسبب المرض في احمرار أو التهاب في الجلد مع تكون طبقات من القشرة السميكة في منطقتي الركبة والمرفق لكن المرض يمكن أن يظهر في أي مكان في الجسم وهو من الامراض التي لا تعالج بأدوية معينة وتتضاعف مشاكله في الحالات الحادة منه.والحالات الحادة من مرض الصدفية تعكر صفو المريض لكنها نادرا ما تتسبب في الوفاة. وقال استشاري الامراض الجلدية بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة أكمل سعد حسن "أهم شيء في منتجعات الاستشفاء أن الطبيب لا يقدم لمريضه الكثير من الادوية التي يمكن أن تؤدي لمضاعفات للمرض."  

وأضاف "أنت محتاج (في محافظة البحر الاحمر) لنظام يقوم بواجبه تجاه المرضى... أن توفر مكانا ملائما وادارة جيدة... تحت اشراف طبي لناس تعرف (مسبقا) أنها قادمة للاستشفاء."

وقال بيتر السنر رئيس المؤتمر وعميد جامعة جينا في برلين "أعتقد أن الظروف ممتازة في الغردقة. أنت لديك مناخ يمتاز بشمس مدهشة نعلم أن لها تأثيرا بيولوجيا على مرضى الصدفية."وأضاف "لديك الماء المالح في البحر الاحمر. والمزيج من الاثنين مثالي."

وتابع "ربما اذا أقام مريض في الغردقة طول السنة لن يكون لديه صدفية... الامكانية موجودة (لحضور ألوف من المرضى) لكن تبقى مسألة الادارة والامكانيات المادية... سوف نكون نحن الذين شاركنا في المؤتمر من ألمانيا وسويسرا سفراء في بلادنا للغردقة."

دراسات تسويقية

بينما تعكف وزارة السياحة السورية على اعداد دراسات تسويقية للمنتجات السياحة السورية ومنها منتج السياحة العلاجية بعد الاطلاع على التجارب الرائدة للدول الاخرى فى هذا المجال. وقالت مديرة التسويق بوزارة السياحة بانة تميم في تصريح صحافي ان خطة الوزارة وإستراتيجيتها للأعوام القادمة لتطوير واقع السياحة العلاجية تتركز بشكل اساسى على التوسع فى بناء المنشات السياحية فى مختلف المحافظات اضافة الى تنشيط سياحة المؤتمرات والاستجمام والسياحة العلاجية والعائلية من خلال اقامة المجمعات التجارية والمدن الترفيهية.

واشارت تميم الى ان واقع السياحة العلاجية فى سوريا يشهد تطورا ملحوظا خلال الاعوام الماضية وهو ما يترافق مع التطور الطبى والتكاليف المناسبة للعلاج فى سوريا والتى تشكل عاملا مهما لاستقطاب المرضى من دول العالم للمعالجة والاستجمام حيث ان معظم المغتربين السوريين سواء فى دول الخليج او اوروبا او امريكا او قبرص يقصدون سوريا فى الصيف للعلاج لرخص التكاليف ومهارة الاطباء.

واكدت اهمية السياحية العلاجية فى الاستثمار السياحى الامر الذى دفع بوزارة السياحة الى وضع بعض مواقع السياحة العلاجية مثل ينابيع المياه الكبريتية للاستثمار السياحى حيث اصبحت مراكز استقطاب سياحى ومنها منتجع نبع الحياة الواقع على بعد 45 كم جنوب دمشق فى قرية جباب التابعة لمحافظة درعا والذى يقصده السياح العرب والاجانب للمعالجة بالمياه الكبريتية اضافة الى ينابيع المياه الكبريتية والمعدنية فى مدينة راس العين التى تتبع لمحافظة الحسكة. بحسب وكالة الأنباء الكويتية .

وبينت تميم ان هناك العديد من المقومات السياحية التى تؤهل الموقع ليكون مقصدا للسياحة العلاجية ابرزها وجود المياه المعدنية الكبريتية الحارة وتوفر ضوء الشمس والخدمات الطبية ووجود نباتات طبية صحية ووجود البيئة والتضاريس المتباينة اضافة الى الارث التراثى بالصحة الترفيهية.

ولفتت تميم الى وجود العديد من الاماكن التى يمكن استثمارها للسياحة العلاجية فى المستقبل من الينابيع المعدنية والكبريتية اضافة الى الشواطىء السورية. واشارت تميم الى ان عدد السياح الذين يقصدون سورية للسياحة العلاجية يبلغ 5 بالمئة من عدد السياح الاجمالى الداخل الى سوريا حيث بلغ عدد السياح الاجمالى فى عام 2009 نحو ستة ملايين سائح.

واكدت مديرة التسويق في وزارة السياحة انه تم عرض عدة مواقع نموذجية فى مؤتمرات الاستثمار تتوفر فيها الشروط والمقومات الطبيعية اللازمة لمشاريع مجمعات طبية او منتجعات صحية علاجية وترفيهية. واشارت الى ان ملتقى سوق الاستثمار السياحى السادس طرح 92 مشروعا للاستثمار منها اربعة للسياحة العلاجية .

السياحة الأردنية

في حين يعد الاردن من البلاد العربية القليلة الذي يمتاز بمناخه المعتدل الجميل الذي يجذب إليه عشرات الآلاف من السياح سنويا للترويح عن النفس، وايضا من أجل الاستشفاء من أمراض كثيرة تصيب أجسادهم وذلك بسبب وجود كل مقومات العلاج الطبيعي من مياه حارة غنية بالأملاح، إلى طين بركاني، إلى طقس معتدل وطبيعة خلابة.

وإذا ما نظرنا الى الخريطة لوجدنا العشرات من الاماكن السياحية التي يزخر بها الاردن والتي تتفوق على الكثير من الاماكن السياحية في البلاد الأخرى..ومن هذه الاماكن هو

البحر الميت

ويقع على حد نهر الاردن المتدفق من شمال وادي "عربة" جنوبا، ويعتبر من أكثر المسطحات المائية ملوحة على مستوى العالم، حيث يصل تركيز الأملاح فيه إلى %32، في حين تصل إلى 3% في البحار الأخرى، وينفرد بتركيبه الأيوني.

ويختلف المؤرخون حول سبب تسميته بالميت، فمنهم من ينسب ذلك لانعدام أمواجه، ومنهم من يرى أنه بسبب موت الكائنات البحرية، حيث لا يعيش فيه سوى الميكروبات والبكتريا التي يمكنها تحمل نسبة الملوحة العالية، ولا تسقط الامطار عليه إلا بنسبة قليلة جدا تصل إلى 90 مم سنويا فقط، لذا فهو يعتبر من المناطق القاحلة، هذا إلى جانب الدرجة العالية من التبخر، حيث كلما ارتفعت درجة الحرارة يزيد من عملية البخر.

ولأملاح البحر الميت تأثيرات علاجية وتجميلية عديدة.. حيث يأتي السياح من مختلف أنحاء العالم للاستشفاء، فالعلماء والخبراء يقولون إن ماء وهواء وشمس البحر الميت هي العلاج الحقيقي والطبيعي للأمراض الجلدية، حيث تحمل خواصا لا تتوافر في الكون إلا في أرض البحر الميت. فانخفاض مستوى سطحه عن سطح البحر يوفر أعلى نسبة أكسجين. ومع الحرارة المرتفعة يزيد التبخر فيبقى الجو مشبعا بأملاح الماغنيسيوم والبروميد والكالسيوم وغيرها من العناصر ما يؤدي إلى المساعدة في علاج الامراض الجلدية والاوردة الدموية وغيرهما من الامراض مثل الصدفية. كما ان نسبة الرطوبة منخفضة حيث لا تتجاوز 5% وهي من الميزات التي تساعد في العلاج .

وتستخدم أملاح البحر الميت في مستحضرات التجميل، حيث أنشئت عشرات المصانع لاستخراج هذه الأملاح وتصديرها، إضافة إلى وجود نباتات البحر الميت التي تستخدم هي الأخرى في مستحضرات التجميل. ويشكل ما ينتجه البحر الميت في الأردن من مواد التجميل والعلاج ما يصل إلى 5% من الإنتاج العالمي لمواد التجميل، وتقدر عائدات البحر الميت بما يزيد عن 4,7 ملايين دولار سنويا، حيث إن %92 من جميع منتجات البحر الميت يجري تصديرها.

حمامات ماعين

تقع حمامات ماعين على بعد 58 كيلومترا جنوبي عمان، وتنخفض هذه المنطقة 120 مترا عن سطح البحر. وتشتهر بمنتجعها وعياداتها الطبيعية التي تقدم العلاج للمصابين بالأمراض الجلدية، وامراض الدورة الدموية وآلام العظام والمفاصل والظهر والعضلات. وتقوم العيادات المتخصصة بتوفير التمارين الرياضية.

حمامات عفرا

تقع حمامات عفرا على بعد 26 كيلومترا شمالي مدينة الطفيلة في جنوب الاردن، حيث تنطلق المياه الحارة فيها من أكثر من 15 مصدرا لتشكل سيولا وشلالات تتجمع في برك مائية ممتلئه بالمعادن الشافية.

وتضم منطقة حمامات عفرا مركزا للخدمات السياحية وعيادات طبية لأغراض السياحة العلاجية . حيث تمتاز مياه حمامات عفرا بخصائص علاجية مميزة في معالجة العقم، وتصلب الشرايين، وفقر الدم، والروماتيزم والكثير من الأمراض المزمنة. وقد تم إستخدام حمامات عفرا منذ زمن الرومان لغايات العلاج.

الحمّة الأردنية

تقع الحمة الاردنية على بعد 100 كيلومتر تقريبا الى الشمال من عمان، وهي من اهم مواقع العلاج والسياحة في المنطقة، وقد اقيم فيها منتجع يقدم كافة الخدمات السياحية والعلاجية، ويضم مركزا علاجيا هاما لعلاج الامراض الصدرية والتهابات الجهاز التنفسي، وامراض الجهاز العصبي، والامراض الجلدية، وامراض المفاصل. وتتوفر كافة الخدمات العلاجية والسياحية في منتجع وفندق الحمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30/آب/2010 - 19/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م