الضمير مرآة عاكسة للنفس

حسين الموسوي

ان كل انسان لا يستطيع ان يعكس وجوده الشكلي الخارجي الا من خلال وسيلة.. وهي المرآة او من خلال التقاط الصورة التي تعكس ملامحه وصورته الخارجية.. وهذا الشيء واضح بالنسبة للانعكاس الخارجي..

وهناك مرآة اخرى يرى من خلالها.. م افي داخله من سلوك وافعال حسنة وسيئة.. لاشك ان الانسان لا يراها بهذه المرآة المادية ولكن توجد مرآة اخرى التي تسمى ((الضمير)) في اصطلاح علم النفس.. وفي اصطلاح علم الفلسفة يسمى ((العقل العملي))..

اذ ان الضمير هو المرآة التي يرى فيها الانسان هفواته وسيئاته.. والحسنات والفضائل التي يمتلكها وكل شيء يصدر منه صغيرا كان او كبير.. وكلما تكون هذه المرآة صافية تظهر حسنات وسيئات الانسان بصورة جلية صافية..

وهذه المرآة باستطاعتها ان تعطي الصورة الواضحة.. كصورة الاشعة التي ياخذها الشخص عند تشخيص حالة مرضية في باطنه من خلال هذه الاشعة (الايكو) او ماشابه.. وهناك فارق بسيط بين الضمير والاشعة التي تؤخذ بالجهاز الالكتروني.. ان الضمير يعكس صورة النفس والاشعة تعكس ما في الجسم.. يمكن التعبير بان صورة الضمير هي الصورة المعنوية والاشعة هي الصورة المادية.. وبهذا يكون الضمير هو الوسيلة العاكسة للنفس (معنويا)..وبهذا يكون في وسع المرء ان يقتلع الرذائل من نفسه ويقيم المعوج من عادته واخلاقه، فيسلك الطريقة المستقيمة التي تضمن له التقدم والارتقاء....

وهذا اذا كانت المرآة ((الضمير)) صافية وجلية ((حساسة))..

اما اذا كانت المرآة مصدئة ومشوشة مظلمة فتكون صورة الحسنات والسيئات مضطربة امام الانسان.. فلا ينكر شيئا على نفسه مما يرى فيها من النقص ولا يعيب عليها..

ما يصدر عنها من رذائل كل ذلك لانه لا يرى فرق بين الرذيلة والفضيلة..

اذا كنا من هؤلاء الذين اصبحت ضمائرهم مشوشة فماذا نصنع؟

 علينا ان نجلي هذه الصور واعادتها كما كانت حساسة يقظة.. لاننا بحاجة الى ايحاء ذاتي يوجه الينا المسؤوليات قبل ان يوجهها الاخرون الينا..

ان نراقب نحن انفسنا مراقبة دقيقة نضبط فيها الهفوة والسيئة.. مهما كانت بسيطة ومهما كانت يسيرة في نظرنا، وان نلتزم بمحاسبة النفس في كل يوم على ما فعلت.. لنستطيع بذلك ان نظفر بضمير حي يعرض علينا مساوئنا وعاداتنا الخبيثة وان نبتعد عن السيئات ونلجأ الى الافضل من الاعمال والسلوك الحسن...

hosain.iraq@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 29/آب/2010 - 18/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م