
شبكة النبأ: بالتزامن مع انسحاب القطعات الأمريكية من قواعدها
المنتشرة في العراق، شهدت البلاد تصعيدا امنيا خطيرا يؤشر الى عواقب
وخيمة قد تهدد الاستقرار الأمني النسبي الذي شهدته البلاد خلال السنتين
الماضيتين، حيث اجتاحت المدن والقصبات العراقية خلال الأيام القليلة
الماضية هجمات منسقة ومؤثرة سقط أثرها العشرات من المواطنين بين قتيل
وجريح، الى جانب خسائر مادية فادحة، فيما خلفت في نفوس السكان هواجس
الخوف والقلق من تداعيات الانسحاب الأمريكي وان كان بشكل جزئي نهاية
أغسطس الجاري.
وعلى الرغم من تأكيدات أقطاب الحكومة العراقية على قدرة القوات
الأمنية حفظ الأمن وملاحقة المجاميع المسلحة، إلا أن العديد من
المراقبين يؤكدون عدم استكمال تلك القوات جاهزيتها بشكل كامل مع وجود
اختراقات خطيرة في مفاصلها نجح من قبل العناصر الإرهابية، فيما اكد بعض
القادة الامنيين في الجيش العراقي على توقع استمرار الهجمات المسلحة
خلال الفترة القادمة.
تصاعد الهجمات
فقد قال مسؤول عراقي كبير ان العراق يتوقع زيادة في الهجمات التي
تشنها جماعات على صلة بتنظيم القاعدة عندما تنهي القوات الامريكية
رسميا المهام القتالية هذا الشهر لكنه يعتقد ان قواته مستعدة للاضطلاع
بمهمة توفير الامن.
وشهد العراق سلسلة من التفجيرات والهجمات خلال الاسابيع الماضية مما
اسفر عن مقتل العشرات وتسليط الضوء على الوضع الهش في البلاد في الوقت
الذي يتشاحن فيه الساسة بشأن تشكيل حكومة جديدة بعد قرابة ستة اشهر من
الانتخابات التي لم تسفر عن فائز واضح.
وتستعد القوات الامريكية لانهاء العمليات القتالية في العراق يوم 31
أغسطس اب بعد نحو سبعة أعوام من الحرب التي شنها الرئيس الامريكي
السابق جورج بوش للاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين لكن كثيرين
يخشون من تصاعد أعمال العنف وسط شكوك بشأن قدرة العراق على الدفاع عن
نفسه بنفسه.
لكن صفاء الشيخ مستشار الامن الوطني العراقي قلل من اهمية المخاوف
خلال مقابلة اجرتها معه رويترز وقال ان القوات العراقية مستعدة لمحاربة
تمرد عنيد.
وقال الشيخ "اتصور ان هذه الهجمات الصغيرة ستستمر ومحاولات الاغتيال
ستسمر. وسيحاولون بين فترة واخرى شن هجمات يحتاجونها اعلاميا لجذب
الاموال من الخارج."
وأضاف "نحن لا نعتقد انها (الهجمات) ستؤثر على الامن الوطني ..نعتقد
ان القوات العراقية جاهزة وقادرة على حفظ الامن خلال هذه الفترة... لذا
ليس لدينا قلق من الانسحاب الامريكي."بحسب رويترز.
وجاءت تصريحاته قبل يوم من مقتل نحو 62 شخصا على أيدي مسلحين في
هجمات منسقة على الشرطة في انحاء البلاد وبعد اسبوع من تفجير مهاجم
انتحاري نفسه في مركز للتجنيد ببغداد مما أسفر عن مقتل 57 شخصا على
الاقل.
وينحي المسؤولون العراقيون باللوم في معظم الهجمات على تنظيم
القاعدة السني وحزب البعث السابق المحظور الذي كان يتزعمه صدام حسين
قائلين انهم يحاولون تقويض الثقة في الحكومة العراقية وقواتها الامنية.
وتتصاعد التوترات في العراق بعد اخفاق الفصائل السياسية الشيعية
والسنية والكردية في تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات السابع من مارس
اذار التي كان العراقيون يأملون في أن تؤدي الى استقرار بلادهم
ومساعدتهم في التخلص من ارث الحرب والعنف.
وقال الشيخ ان المسلحين ينتهزون فرصة الازمة السياسية لكنه حذر من
ان الهجمات ستتواصل حتى بعد تشكيل حكومة جديدة.
وقال "هذه المجموعات تعتقد انها ستبدأ معركتها الكبرى بعد انسحاب
القوات الامريكية. هم يريدون ان يدخروا الهجمات ضد الحكومة العراقية
وليس القوات الامريكية."
وتقضي الاتفاقية الامنية الثنائية الموقعة بين الولايات المتحدة
والعراق بانسحاب جميع القوات الامريكية بحلول نهاية عام 2011.
وتراجع العنف بوجه عام في العراق بشكل كبير خلال العامين الماضيين
بالمقارنة لفترة المذابح الطائفية في عامي 2006 و2007. لكن التفجيرات
وعمليات القتل لا تزال تحدث بشكل يومي في البلاد.
ورفعت السلطات العراقية حالة التأهب بعد تلقيها معلومات مخابرات بأن
القاعدة تخطط لشن هجمات على منشات النفط.
ولم يستبعد الشيخ وقوع هجمات على قطاع النفط الذي يشكل المورد
الرئيسي لايرادات البلاد وكذلك على منشات الطاقة.
وغالبا ما يتعرض خط انابيب العراق- تركيا الذي تمر من خلاله ربع
صادرات العراق من النفط الخام لتفجيرات وأعمال تخريب.
وقال الشيخ "اكيد سيكون هنالك بعض محاولات الاستهداف (على قطاع
النفط) نعتقد ان اجراءات الحماية الموجودة ستكون رادعة (للمسلحين)."
وانخفض عدد القوات الامريكية الى 50 ألف جندي قبل موعد 31 أغسطس
الذي حدده الرئيس الامريكي باراك اوباما لانهاء العمليات القتالية
وسيتحول تركيز هذه القوات الى تقديم المساعدة للقوات العراقية.
وقال الشيخ ان جيش العراق والقوات الجوية والبحرية لا تستطيع في
الوقت الراهن الدفاع عن البلاد ضد هجمات خارجية.
وتساءل "هل سنفقد بعض الامكانات بانسحاب القوات الامريكية.. نعم..
لكن في المقابل هناك فوائد. الانسحاب خطوة لاستكمال السيادة العراقي
هجمات منسقة
وقتل اكثر من خمسين شخصا الاربعاء واصيب نحو مئتين اخرين في سلسلة
هجمات استهدفت خصوصا مراكز وحواجز للشرطة في العراق قبل ستة ايام من
الاعلان الرسمي لانتهاء العمليات القتالية للقوات الاميركية في هذا
البلد.
واستهدفت ابرز هذه الهجمات التي اسفرت في مجموعها ايضا عن جرح اكثر
من مئتي شخص آخرين اكثر من نصفهم من افراد الشرطة، مركزا للشرطة في
بغداد وآخر في الكوت (170 كلم جنوب شرق بغداد).
ففي بغداد، قال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية ان 15 شخصا، بينهم
ثمانية من عناصر الشرطة، قتلوا وجرح 58 آخرون بينهم 26 من عناصر الشرطة
في هجوم انتحاري على مركز للشرطة شمال شرق بغداد. ووقع الهجوم حوالى
الساعة 8,00 (5,00 ت غ) في حي القاهرة.
وقال المسؤول ان هذا الهجوم اوقع 15 قتيلا و58 جريحا من رجال شرطة
ومدنيين مشيرا الى اصابة العديد من المباني المحيطة بمركز الشرطة
باضرار نتيجة الهجوم.
وصرح كريم شلال صاحب مطعم قرب المركز "تطاير علينا الزجاج والكراسي
وانهارت واجهة المطعم بالكامل اثر الانفجار". واضاف ان "احد عمالي اصيب
بجروح في الشظايا التي غطت المكان".
اما في الكوت، فقد اسفر هجوم بسيارة مفخخة استهدفت مركزا للشرطة قرب
دائرة جوازات المحافظة عن مقتل عشرين شخصا، بينهم 15 من عناصر الشرطة،
وجرح تسعين شخصا آخرين بينهم عدد كبير من النساء والاطفال. وبين القتلى
مدير مركز شرطة البلدة العقيد وليد سامي.
من جهة اخرى وفي بغداد، قتل شخصان واصيب سبعة اخرون بجروح في انفجار
سيارة مفخخة في منطقة الشالجية وسط بغداد، حسبما ذكر مصدر في الشرطة.
كما قتل اثنان من عناصر الشرطة في هجوم مسلح استهدف حاجزا للتفتيش
في منطقة حي العامل (جنوب غرب بغداد)، حسبما اعلن مصدر في الداخلية.
واصيب سبعة اشخاص في انفجار عبوتين ناسفتين في الكرادة وشارع حيفا وسط
بغداد. بحسب فرانس برس.
وفي الرمادي، اعلنت الشرطة "مقتل ثلاثة اشخاص بينهم اثنان من الشرطة
بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت حاجزا للتفتيش تابعا
للشرطة".
وقال المصدر ان "الهجوم اسفر عن جرح اربعة اشخاص اخرين بينهم اثنان
من الشرطة". كما قتل مسلحان في الرمادي في انفجار سيارة مفخخة كانا
يعملان على تفخيخها.
وفي الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)، قتل اثنان من عناصر الجيش، وجرح 13
شخصا بينهم خمسة من الشرطة، بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري
استهدفت حاجزا مشتركا للجيش والشرطة وسط المدينة". واكد مصدر في الشرطة
ان "الانفجار وقع ظهر اليوم واسفر عن احتراق نحو عشر سيارات مدنية".
وفي المقدادية (90 كلم شمال شرق بغداد)، قتل ثلاثة اشخاص، بينهم
امرأة، وجرح 13 آخرون، بينهم خمسة من رجال الشرطة احدهم ضابط برتبة
مقدم في انفجار سيارة مفخخة متوقفة قرب مبنى قائمقامية البلدة، حسبما
افاد مصدر في عمليات ديالى.
ولدى وصول قوة اسناد من الجيش الى موقع الحادث، انفجرت سيارة مفخخة
اخرى كانت متوقفة في مكان قريب ما اسفر عن اصابة ستة من الجنود بجروح،
بحسب مصادر امنية.
وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، اصيب خمسة اشخاص بجروح بينهم
امرأة في انفجار اربع عبوات ناسفة زرعت امام منازل للشرطة في بلدة بهرز
التي تبعد ثلاثة كيلومترات جنوب المدينة. وفي بلدروز شرق بعقوبة، اصيب
13 مدنيا في انفجار ست عبوات ناسفة وسط البلدة.
وفي بهرز جنوب بعقوبة، انتشر عدد من مسلحي تنظيم القاعدة في الشوارع
الرئيسية لعدة دقائق، ووضعوا ثلاث لافتات "لدولة العراق الاسلامية".
وفي البصرة جنوب العراق جرح 12 شخصا على الاقل بينهم اربعة من
الشرطة في انفجار سيارة مفخخة في مرآب للسيارات قرب مركز للشرطة في حي
العشار وسط المدينة، حسبما ذكر ضابط في شرطة المدينة.
وفي كركوك (260 كلم شمال بغداد)، اعلن العميد عادل زين العابدين
قائد شرطة بلدة كركوك بالوكالة مقتل مدني وجرح ثمانية اخرين في انفجار
سيارة مفخخة في شارع راس دوميز وسط المدينة.
وفي كربلاء (110 كلم جنوب بغداد)، جرح 29 من رجال الشرطة والمدنيين
في انفجار سيارة مفخخة استهدفت مركز شرطة حي النصر الذي يبعد عن وسط
المدينة اربعة كيلومترات غرب المدينة. واكد ان "الانفجار اسفر عن وقوع
اضرار مادية جسيمة في مبنى المركز".
وفي سامراء (100 كلم شمال بغداد) نجا العقيد مصطفى حميد هادي، ضابط
مديرية حماية المنشأة في محافظة صلاح الدين، من محاولة اغتيال فاشلة.
واكد مصدر مسؤول في شرطة صلاح الدين ان "عبوة ناسفة انفجرت بموكب
هادي، في حي القادسية وسط مدينة سامراء اثناء توجهه الى عمله ما اسفر
عن اصابته بجروح، بالاضافة الى اثنين من عناصر حمايته".
وفي تكريت مركز محافظة صلاح الدين، جرح اثنان من رجال الشرطة في
انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهما وسط المدينة.
وفي الدجيل التي تبعد 60 كلم شمال بغداد، اسفر انفجار سيارة مفخخة
قرب احد مراكز الشرطة الى اصابة خمسة اشخاص، هم ثلاثة مدنيين، بينهم
طفل وامرأة، واثنان من عناصر الشرطة احدهما ضابط برتبة عقيد.
وفي الموصل (375 كلم شمال بغداد)، قتل اربعة مدنيين واصيب عشرة
اخرون بانفجار سيارة مفخخة، في غرب المدينة.
الى ذلك، حاول انتحاري يقود سيارة مفخخة اقتحام مقر للجيش العراقي
في شرق الموصل.
لكن الجنود اطلقوا النار على الانتحاري وقتلوه، قبل ان تنفجر
السيارة وتصيب ثلاثة من الجنود، بحسب مصدر عسكري.
وفي الاسكندرية (60 كلم جنوب بغداد)، قام مسلحون مجهولون بتفجير
حسينية الامام علي في حي الانتصار بعد منتصف ليل امس، حسبما اعلن مصدر
في الشرطة.
وقال المصدر ان "الحسينية اصيبت باضرار بليغة والانفجار اسفر عن
اصابة احد المدنيين بجروح".
وكانت آخر كتيبة اميركية مقاتلة انسحبت من العراق الخميس. وهي
الكتيبة الرابعة سترايكر التابعة للفرقة الثانية/مشاة.
قتلى الجيش الامريكي
في سياق متصل قال السفير الامريكي الجديد في العراق انه يعتقد أن
جماعات تدعمها ايران مسؤولة عن ربع الخسائر الامريكية في الارواح في
حرب العراق لكن نفوذ طهران في العراق ليس قويا كما كان يعتقد.
وقتل أكثر من 4400 جندي أمريكي منذ الغزو الذي قادته الولايات
المتحدة عام 2003 في القتال مع ميليشيات شيعية يقول الجيس الامريكي منذ
أمد طويل أن ايران سلحتها ومولتها ودربتها ومع مسلحين اسلاميين من
السنة.
وسيعلن الجيش الامريكي رسميا انهاء عملياته القتالية في العراق يوم
31 من أغسطس اب مع سعي الرئيس باراك أوباما للوفاء بوعده للناخبين
الامريكيين بانهاء الحرب على الرغم من استمرار انعدام الامن وانعدام
الاستقرار السياسي في العراق.
وقال السفير جيمس جيفري ان طهران لم تكن قادرة على حسم نتيجة
محادثات تشكيل حكومة ائتلافية عراقية جديدة في أعقاب انتخابات مارس
اذار رغم الجهود التي بذلتها والاعتقاد السائد على نطاق واسع بأنها
حظيت بنفوذ لم يسبق له مثيل في العراق بعد الغزو.
وقال جيفري "تقديري الخاص الذي يقوم على الحدس وحده هو أن ما يصل
الى ربع الخسائر البشرية الامريكية وبعض الحوادث الاكثر ترويعا التي
خطف فيها أمريكيون... يمكن أن تنسب دون شك الى هذه الجماعات الايرانية."
وقال ان ايران سعت الى استخدام وكلاء عراقيين لزعزعة استقرار العراق
وجعله مكانا غير مريح للقوات الاجنبية.
وقال جيفري للصحفيين الغربيين "لكني لا أرى أي تأثير طويل الامد
لذلك -برغم فظاعته- على التطور السياسي والاجتماعي هنا."
وأضاف "اعتقد... أن العراقيين وطنيون لا يحبون أن يهيمن عليهم أحد
أو يملي عليهم ما يفعلونه لا الولايات المتحدة ولا ايران ولا أي من
جيرانهم الاخرين."
ولم تسفر محادثات الائتلاف عن تشكيل حكومة حتى الان بعد الانتخابات
غير الحاسمة على الرغم من اتفاق مبكر بين الكتل الشيعية الرئيسية في
العراق على تشكيل تحالف برلماني وجهود ايران لتشجيع الاحزاب الشيعية
على الوحدة.
وفي غضون ذلك يسعى من يشتبه في أنهم مسلحون اسلاميون سنة لاستغلال
الجمود السياسي من خلال تيار متواصل من التفجيرات الانتحارية والسيارات
الملغومة والاغتيالات منذ الانتخابات.
وشنوا هجمات على الشرطة في أرجاء البلاد يوم الاربعاء أسفرت عن سقوط
62 قتيلا في اطار حملة استهدفت على ما يبدو تقويض مصداقية قوات الامن
العراقية مع انتهاء المهام القتالية الامريكية وخفض عدد القوات
الامريكية الى أقل من 50 ألفا.
وقال جيفري ان الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ بسبب الجمود السياسي
وحمل جماعات مرتبطة بالقاعدة مسؤولية الهجمات التي وقعت يوم الاربعاء.
وأضاف أن الهجمات على الرغم من أهميتها لم تغير حقيقة أن الحوادث
الامنية في العراق تراجعت بشدة خلال العامين الماضيين مضيفا أن انتهاء
عمليات القتال لا تعني أن الولايات المتحدة تفك ارتباطها مع العراق.
وقال "الفكرة هي أننا نحاول أن نقدم العون... وهي أننا لا نتخلى عن
العراق. بل اننا لا نغادر العراق.
"اننا ببساطة نسمح لانفسنا بسحب وجودنا العسكري البري بسبب الوضع -
لاسيما الوضع الامني وبصفة عامة التطور السياسي والاقتصادي لهذا البلد
كما سيحدث عندما تتحسن الامور بشكل واضح
ضمان الامن
من جهته اكد البيت الابيض ان العراقيين قادرون على ضمان امنهم
بانفسهم، لافتا الى ان مهمة القوات الاميركية المقاتلة في العراق والتي
توشك ان تنتهي قد تكللت بالنجاح.
وقال مساعد المتحدث باسم البيت الابيض بيل بيرتن ان الرئيس باراك
اوباما "على ثقة بان العملية الانتقالية من مهمة قتالية (للجنود
الاميركيين) في العراق الى سيطرة القوات العراقية على الامن تكللت
بالنجاح".
واضاف بيرتن ان العراقيين "قادرون على تولي مسؤولية امنهم الخاص"،
في تصريح صحافي في جزيرة مارثاز فينيارد في ماساتشوستس (شمال شرق) حيث
يمضي اوباما برفقة عائلته عطلته الصيفية.
وردا على سؤال بشان اعمال العنف التي تتواصل في العراق ولا سيما
موجة الهجمات الاخيرة التي اودت بحياة 53 شخصا في البلاد، قال بيرتن ان
"الرئيس يدين بالتاكيد كل عمل عنف" واعمال "الذين يحاولون احباط التقدم
نحو الديموقراطية التي يقوم العراق حاليا باحلالها".
واضاف المتحدث "ويا للاسف، هناك اناس يريدون ان تفشل هذه الجهود في
العراق، وهذا الامر سيتواصل ولا شك، لكن العنف عموما في صدد التراجع".
ووفقا للوعود التي اطلقها اوباما، فان المهمة القتالية للجيش
الاميركي ستنتهي رسميا في 31 اب/اغسطس. اما الجنود الباقون المكلفون "تقديم
النصح والمساعدة" للجيش العراقي، فسيغادرون البلاد في نهاية 2011.
هواجس واقعية
الى ذلك قال قائد القوات الامريكية في العراق ان القوات المسلحة
العراقية قادرة على حماية منشآتها النفطية الحيوية مع انسحاب القوات
الامريكية وانه لا يرى مؤشرا على أن القادة العسكريين يخططون للقيام
بانقلاب.
وأضاف أوديرنو الذي من المقرر أن يسلم القيادة في أول سبتمبر أيلول
بعد 56 شهرا من القتال في العراق انه يغادر هذا البلد على قناعة بأن
الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 سيؤدي في نهاية المطاف الى
تعزيز الاستقرار في الشرق الاوسط من خلال عراق ديمقراطي.
وتابع أوديرنو في اجتماع مع مجموعة محدودة من الصحفيين "أقول للجميع
يجب أن نتجاوز الجدل بشأن سبب وجودنا هنا. الامر لا يتعلق بذلك فقد
تجاوزناه. لقد خضنا هذا الجدل من قبل.
"أعتقد بحق ان وجود عراق ديمقراطي قوي يمكن أن يعزز الاستقرار بوجه
عام في الشرق الاوسط ويجب ألا نغفل ذلك. قد لا تتاح لنا هذه الفرصة مرة
أخرى."
ويغادر أوديرنو بعد انتهاء المهمة القتالية رسميا التي بدأها الرئيس
السابق جورج بوش قبل سبعة أعوام ونصف العام للاطاحة بالرئيس صدام حسين.
ويعد أوديرنو واحدا من جنرالات قلائل في تاريخ الجيش الامريكي الذي
تولى قيادة فرقة ثم فيلق ثم قيادة جميع القوات في الميدان في نفس الحرب.
وسوف يخلفه اللفتنانت جنرال لويد أوستن وهو من قدامى المحاربين في حرب
العراق.
ونال أوديرنو وقائده السابق ديفيد بتريوس اشادة بوضعهما خطة الزيادة
الحادة للقوات الامريكية في العراق عام 2007 مما ساعد على اخماد التمرد
الذي قاده تنظيم القاعدة وأدى الى تراجع مثير في العنف بوجه عام.
لكن مع استعداده للمغادرة ينزلق العراق الى حالة من الغموض السياسي
بعد خمسة أشهر من انتخابات لم تفرز فائزا واضحا ولم تتشكل على اثرها
حكومة جديدة في حين تواجه البلاد حملة متواترة من التفجيرات الانتحارية
وعمليات الاغتيال يقوم بها مسلحون. وقال أوديرنو انه كان يفضل أن يرى
حكومة جديدة في العراق قبل رحيله.
لكنه يثق بأن الوقت حان حتى تغير الولايات المتحدة العلاقة العسكرية
مع العراق الى علاقة تركز على التعاون الاقتصادي والدبلوماسي.
وتوفر الصفقات التي وقعها العراق مع شركات نفط عالمية لتطوير
احتياطاته النفطية الهائلة -وهي ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم-
أساسا للامل في الحقبة القادمة من تاريخ العراق بعد ثلاثة عقود من
الحرب والعقوبات والتراجع الاقتصادي.
وقال أوديرنو ان حماية المنشآت النفطية وضمان عدم اثارة ذعر القوى
النفطية العالمية من هجمات المسلحين أو الميليشيا الشيعية أمر مهم
للعراق.
وأضاف "حتى الان الامور تسير على ما يرام بالنسبة لشركات النفط
العالمية كي تأتي وتستقر. لا أعتقد ان هناك أي تحد مهم يواجه هذه
الشركات هنا."
ومضى يقول "هل ستحدث هجمات.. بالتأكيد. هناك الكثير من الاسباب
لحدوثها بعضها مدفوع بعناصر خارجية لكن مرة أخرى أعتقد ان العراقيين
يركزون بشدة على هذا الامر. أثق انهم سيتمكنون من توفير الامن الضروي."
وتابع أوديرنو انه لا يرى أى مؤشر على ان قادة الجيش العراقي يدبرون
لمؤامرة في الوقت الذي يواصل فيه السياسيون مشاوراتهم لتشكيل الحكومة.
وقال أوديرنو "أعتقد انه مع الوقت سيشعر الجنرالات بالتوتر تجاه هذا
الامر ... التوتر من المجهول. انها المرة الاولى التي يمرون فيها بهذا
التحول الى حكومة ولكن هذا يفسر لماذا من المهم لنا أن نبقى."
وفي واحدة من اخر اجتماعاته مع وسائل الاعلام في العراق أشار
أوديرنو الى خريطة في مكتبه الموجود بأحد قصور صدام القديمة تظهر
العراق في قلب الشرق الاوسط.
وقال "من الواضح انه طريق وعر لكني أعتقد انه مع مشاركتنا المستمرة
وشراكتنا المستمرة مع العراق يمكننا أن نجعل الامر ممكن. وأعتقد انه
سيكون لذلك بعض التداعيات المهمة على الشرق الاوسط بكامله وحركة
الاحداث هنا في الشرق الاوسط.
الولايات المتحدة اكثر امنا
من جانبه اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان القوات الاميركية
التي قاتلت في العراق "جعلت الولايات المتحدة اكثر امنا"، وذلك في شريط
فيديو وجه فيه شكرا الى العسكريين العائدين من العراق.
وقال اوباما في الشريط الذي نشره البيت الابيض على موقعه الالكتروني
الجمعة "اريد ان اغتنم هذه المناسبة لاقول شكرا لكل الرجال والنساء
الذين خدموا في العراق والذين لا يزالون يخدمون فيه". واضاف "ان
تفانيكم وبسالتكم وشجاعتكم جعلت الولايات المتحدة اكثر امنا وساعدت على
ارساء الديموقراطية في العراق".
وسيلقي اوباما كلمة من المكتب البيضاوي بمناسبة انتهاء العمليات
القتالية في العراق في 31 اب/اغسطس. وسيبقى نحو 50 الف جندي اميركي في
العراق ليقوموا باعمال تدريب بشكل خاص قبل الانسحاب الكامل المقرر ان
يجري في كانون الاول/ديسمبر 2011.
ويعد انسحاب القوات القتالية خطوة مهمة، وستقوم القوات الاميركية
المتبقية في العراق بتسليم زمام المسؤولية الامنية الى العراقيين،
وتتولى بعد ذلك دورا ارشاديا.
لكن هذا الانسحاب ياتي وسط تصاعد اعمال العنف في الشهرين الاخيرين
مما زاد من القلق بشان استعداد القوات العراقية على تولي المسؤولية
الامنية، ووسط خلاف مستمر على تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التي
جرت في السابع من اذار/مارس الماضي.
واظهر استطلاع للراي جرى في العراق شكوكا حول قرار اوباما سحب جنوده،
حيث قال نصف المستطلعة ارائهم ان التوقيت خاطئ وستكون له انعكاسات
سلبية.
وقتل اكثر من 4400 جندي اميركي كما انفقت مليارات الدولارات على غزو
العراق والاطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في 2003 واخماد
التمرد الدامي الذي تلا ذلك.
الفجر الجديد
فيما اعلن الجيش الاميركي ان عدد جنوده في العراق اصبح اقل من خمسين
الفا، وذلك قبيل اعلان انتهاء العمليات القتالية المقرر في نهاية آب/اغسطس
الجاري.
وقال الجيش في بيان انه "وطبقا لتوجيهات الرئيس اوباما ولانسحاب
مسؤول، انخفض عدد القوات الاميركية في العراق الى ما دون خمسين الف
جندي".
واضاف ان هذه القوات "ستبدأ اعتبارا من الاول من ايلول/سبتمبر
المقبل عملية الفجر الجديد".
واكد الجيش في بيانه ان "القوات ستستمر في تقديم المشورة والتدريب
والمساعدة الى قوات الامن، ودعم عمليات مكافحة الارهاب، وتقديم الاسناد
للسفارة الاميركية ولفرق اعادة الاعمار في المحافظات ولباقي المنظمات
غير الحكومية التي تعمل على بناء القدرات المدنية العراقية، الى حين
انتهاء مهمتنا في كانون الاول/ديسمبر 2011".
وتابع ان "الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة ببنود الاتفاقية الامنية
وستبقى ملتزمة بتطبيق شراكة استراتيجية من خلال اتفاق الاطار
الاستراتيجي الذي سوف يصب في مصلحة العراق والمنطقة من خلال المساعدة
في المجال الامني والسياسي والاستقرار الاقتصادي".
وبذلك اصبح عدد الجنود الاميركيين اقل من ثلث ما كان عليه في 2007
عندما بلغ عدد القوات الاميركية 170 الف جندي اثر التعزيزات التي تم
ارسالها لتنفيذ استراتيجية مكافحة العنف الطائفي في البلاد.
ويأتي انسحاب القوات المقاتلة في الوقت الذي تشهد فيه البلاد ازمة
سياسية بسبب عدم قدرة الاحزاب الفائزة في الانتخابات على التوصل الى
اتفاق لتشكيل الحكومة الجديدة بعد اكثر من خمسة اشهر على اجراء
الانتخابات البرلمانية.
وقال قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو في مؤتمر
صحافي في بغداد ان نحو 49700 من جنوده سيبقون بالحجم نفسه في البلاد
حتى الصيف المقبل.
وكان الرئيس الاميركي اوباما تعهد بعد تسلمه منصبه بفترة وجيزة
العام 2009 انه سينهي العمليات القتالية في العراق بحلول نهاية آب/اغسطس
الحالي ، منهيا بذلك "عملية حرية العراق".
وسحب الجيش الاميركي عشرات الآلاف من الجنود في الاشهر الاخيرة
وكانت اخر كتيبة قتالية غادرت العراق الخميس عبر الكويت المجاورة.
وكل القوات الاميركية المتبقية في العراق تقوم بقديم المشورة
والمساعدة كجزء من خطة أميركية للمساعدة في تدريب وبناء القوات
العراقية قبل الانسحاب الكامل المقرر في نهاية العام المقبل. بحسب
فرانس برس.
واثارت اعمال العنف التي ضربت البلاد خلال الشهرين الماضيين مخاوف
من عدم قدرة القوات الامنية العراقية على ارساء الاستقرار بمفردها.
ووفقا لاحصاء اعدته وزارات عراقية فان شهر تموز/يوليو الماضي كان
الاكثر دموية في العراق منذ أيار/مايو 2008.
ويؤكد القادة العسكريون الاميركيون ان نظراءهم العراقيين قادرون على
تولي المهمة، ولكن قائدا بارزا في الجيش العراقي هو الفريق بابكر
زيباري اكد في وقت سابق هذا الشهر ان جيشه لن يكون جاهزا قبل عام 2020
، ودعا القوات الاميركية الى البقاء حتى ذلك الحين.
تحديات الانسحاب
الى ذلك ومنذ أشهر لم يعد يشغل بال اللفتنانت سيدني ليزلي حماية
قوافل الجيش الامريكي في العراق من التفجيرات وهجمات المسلحين بل حزم
المعدات وتحميل الشاحنات والعودة للديار في بدفورد بولاية فرجينيا.
كانت كتيبته -وهي الكتيبة الاولى من فوج المشاة 116- تسير قوافل
عسكرية في انحاء العراق ولكنها الآن بين الاف القوات التي تنسحب من
العراق فيما تخفض الولايات المتحدة عدد قواتها هناك الى 50 ألفا بحلول
31 اغسطس اب موعد انهاء عملياتها العسكرية في البلاد.
وتنطوي عملية سحب القوات الامريكية من العراق بعد حرب دامت سبعة
أعوام ونصف العام على احد أكبر التحديات اللوجيستية في تاريخها.
وقال اللفتنانت جنرال وليام وبستر قائد الجيش الثالث الذي يشرف على
سحب المعدات في بيان "انها أكبر عملية منذ الاستعداد للحرب العالمية
الثانية."
واعيد نشر نحو مئة ألف جندي امريكي خلال الاشهر الثمانية عشر
الماضية ونقل عدد كبير الى أفغانستان حيث تتصدى قوات يقودها حلف شمال
الاطلسي لتمرد طالبان.
وخرجت نحو 2.2 مليون قطعة من المعدات من بينها الاف الدبابات
وحاملات الجند المدرعة والشاحنات من البلاد واغلقت أكثر من 500 قاعدة
من بين 600 قاعدة عسكرية بعضها في حجم مدن صغيرة أو سلمت للعراقيين.
واعتبرت معدات يقل عددها عن مليون بقليل وتصل قيمتها الى 151 مليون
دولار فائضة عن احتياجات الجيش الامريكي وجرى التبرع بها لقوات الامن
العراقية. وتشمل المعدات أشياء مثل سيارات الدفع الرباعي والهمفي
ومكيفات الهواء.
ويقول ليزلي ان وحدته المتمركزة في قاعدة ادير للعمليات المتقدمة
بالقرب من الناصرية على بعد 300 كيلومتر جنوبي بغداد نقلت وحدها معدات
بقيمة 20 مليون دولار على الاقل.
وفي قاعدة ادير وهي قاعدة جوية ضخمة ترجع لعهد الرئيس الراحل صدام
حسين قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 تعمل الوحدات
اللوجيستية ليل نهار كي يلتزم الجيش الامريكي بالجدول الزمني لانسحابه.
وقال اللفتنانت كولونيل سكوت سميث قائد الكتيبة الاولى من الفوج 116
ان كتيبته أعدت نحو 200 مركبة للمغادرة. وقال هو ينتظر طائرة تقله الى
الكويت "انه عدد ضخم من المعدات."
وفي كل يوم خلال الاسابيع الماضية قطعت قوافل تضم 40 شاحنة وحاملة
جند او اكثر مئات الكيلومترات جنوبا في الصحراء في طريقها الى الكويت
من حيث انطلقت القوات الغازية للعراق.
وتفضل القوافل السير ليلا كي يكون الطريق غير مزدحم ولتقليص خطر
الهجمات بقنابل مزروعة على الطريق ولكن مع ضخامة حجم المعدات التي
ينبغي نقلها تسير القوافل في النهار ايضا رغم شدة حرارة الصيف.
وقتل أكثر من 4400 جندي امريكي في العراق منذ الغزو. وبصفة عامة
تراجعت أعمال العنف التي بلغت ذورتها ابان الاقتتال الطائفي في عامي
2006 و2007 ولكن لازالت البلاد تشهد تفجيرات متكررة مما يجعل مهمة
حماية القوافل الامريكية مهمة خطيرة.
وقال السارجنت كيفين ستيوارت "رحلات القوافل يمكن أن تستغرق ثماني
ساعات. استغرق بعضها 16 ساعة دون توقف." واتفق معه السارجنت باري كرتيس
قائلا "الاسترجاء غير وارد على الطريق."
وستكون مهمة الالوية الامريكية الستة التي ستبقى في العراق قبل
الانسحاب الكامل في 31 ديسمبر كانون الاول 2011 تقديم المشورة والدعم
لقوات الجيش والشرطة العراقية.
ويقول مسؤولون عسكريون امريكيون ان ذلك لا يعني انها لن تواجه مهام
قتالية.. فهي ستظل مسلحة تسليحا كاملا وستكون على اهبة الاستعداد
للدفاع عن نفسها عند الضرورة.
لكن مسؤولية التصدي للمسلحين السنة والميليشيات الشيعية ستلقى على
عاتق قوات الامن العراقية بالكامل.
ولا يزال العنف منتشرا بالبلاد اذ زاد عدد القتلى المدنيين في يوليو
تموز للمثلين تقريبا مقارنة بالشهر السابق حسب بيانات الحكومة العراقية.
وواصل المسلحون هجماتهم في اعقاب الانتخابات التي جرت في مارس اذار
ولم تسفر عن فائز واضح ولم تتمخض عن حكومة جديدة حتى الآن.
ويعد خفض عدد القوات الامريكية ضربة قوية للشركات في الكويت
المجاورة التي أحدث فيها غزو العراق طفرة بفضل عقود توريد اغذية لالاف
الجنود والدبلوماسيين والمتعاقدين الامريكيين.
وأحد الامثلة البارزة شركة اجيليتي الكويتية التي كانت شركة صغيرة
تعرف باسم شركة المخازن العمومية وأصبحت بين عشية وضحاها أكبر شركة
تموين وامداد في الخليج وحصلت على مليارات الدولارات من عقود التوريد
الامريكية.
وظلت قوافل الشاحنات تخرج على مدى سنوات من مجمع مخازن قرب مدينة
الكويت الى الطريق الرئيسي المؤدي العراق.
واضيرت اسهم اجيليتي لسنوات نتيجة مخاوف بشأن ضياع صفقات التوريد
الامريكية قبل الانسحاب العام المقبل.
وفي قاعدة علي السالم الجوية في الكويت الى الجنوب من الحدود
العراقية تصطف طائرات نقل من طراز سي-130 بينما يجلس جنود في خيمة ضخمة
مكيفة يتابعون مباريات كرة القدم الامريكية او ينامون الى حين اقلاع
طائراتهم بينما حقائبهم مكومة خارج الخيمة.
ويتجاهل كثيرون الوجبات الجاهزة التي يوزعها الجيش ويتوجه البعض
مباشرة لاحد مطاعم بيتزا هت في القاعدة.
وربما يكون البعض في طريقه لحرب مختلفة في افغانستان الا ان كثيرين
سيعودون إلى حياتهم الطبيعية. وسيستأنف اللفتنانت ارون بنيكامب الذي
يقود فصيلة دراسته بكلية الحقوق.
ويقول وهو يبتسم سعيدا بانتهاء مهمته في العراق "يمثل الجلوس في
قاعة دراسة وقراءة الكتب تغييرا شاملا."
ويضيف "كان الامر ممتعا لقلة قليلة جدا أما الغالبية العظمى فجاءت
الى هنا لمجرد تنفيذ الاوامر. |