عراقيو المهجر... محنة التعليم والخوف من الأمية

تحقيق: شاكر المحمدي

 

شبكة النبأ: ناشد الطلبة اللاجئين وذويهم، في سوريا وباقي البلدان الحكومة العراقية والسياسيين بإعادة النظر في القرار الذي حرمهم وأبنائهم من دخول الامتحانات (ألخارجية)، خارج القطر والذي حدد بالسنة الماضية بإبعاد مواليد 1987م. فما فوق عن الدخول إلى الامتحانات وهذه السنة الغي تماماً ما جعل الأمر يزداد تطوراً مأساويا فقد تفاقم عدد المبعدين والمحرومين لمئات الآلاف من كلا الجنسين ما تنذر بكارثة لعودة الأمية للاجئين.          

خيبة أمل

خالد ألشمري 30عام، يحدثنا قائلاً: حرمنا من الامتحانات الخارجية بسبب قرار الحكومة الذي جاء ليحملنا أكثر مما نتحمله من غربة وتأخر في مستقبلنا حيث استجد قرار من وزارة التربية يفضي بحرماننا من دخول الامتحانات الخارجية ويحدد فيه الأعمار حصيريا وهو ما دون مواليد 1987م. حسبما حصل، لتكون هذه العقبة وخيمة بحياة اللاجئين العراقيين فلا يراد لنا التقدم ولا الأمان ولا الاستقرار، فقد تركنا البلاد كي لا نجر لمشاكل ومصاعب تجرنا للتأخر دون كسب شيء فقد تغربنا وحرمنا من أكمال تعليمنا.

أبو عبد العزيز هو الأخر أب لولدين يشكو هذه الحالة بسبب ما جاء في القرار فقد حرم أحد أبنائي دخول الامتحانات لإكمال دراسته التي تأخر فيها كثيراً بسبب الأوضاع الأمنية وما آلت إليه الأحداث في البلاد حيث طلبت مني عائلتي الخروج بهم خارج البلاد لحين استقرار الوضع الراهن ولم أعلم أنني سأواجه مشكلة جديدة تحرم ولدي مما كنا نحلم فيه.

أم أروى أم لبنت وولد، تصف حالتها بعد سماعها بهذا القرار بقولها كنت أتمنى أن يكمل أبنائي دراستهم هنا حتى نستغل غربتنا على الأقل بنجاح نحققه فالقرار بعدم السماح لهم هم بالاشتراك في الامتحانات، إلا داخل البلاد فكيف نستطيع أو يستطيع اللاجئ دخول العراق ليغتنم هذه الفرصة مضيفة، لقد أجبرت بنتي على ترك الدراسة بسبب سوء الأوضاع موضحة، حيث تم تفجير عبوة ناسفة بالقرب من المدرسة لأكثر من مرة فأجبرت من خوفي عليها أن أدعها تترك التعليم وبعد خروجنا كانت تتأمل أن تستغل الفرصة حتى أنها أحضرت كتب ومناهج التعليم لتعد نفسها للمرحلة هي وشقيقها مشيرة، فكم كانت فرحتنا كبير لا توصف لكن عند سماعنا بهذا الخبر والقرار حزنا كثيراً فما هو محصل هذه الخطوة لنا أو للحكومة وتحديداً في هذه الفترة والأزمة الصعبة التي نمر فيها وبلدنا لافتة النظر، إلى وبعد أن كنا نأمل النظر بتعديل القرار فوجئنا بإلغائه تماما هذه السنة ليكون ذلك الخبر حاسما القرار لان يعيش أبنائي بالجهل طوال حياتهم فغربتنا مجهولة الوقت ومن يضمن لنا قبولهم بعد عودتنا لإكمال تعليمهم .

عودة الأمية ثانية

رياض البيلاوي، طالب مرحلة ثانوية مشدداً بقوله على أن هذا القرار مجحف بحقنا كلاجئين. مضيفا لقد اجبرني للعودة للعراق دون عائلتي لغرض أكمال دراستي الخارجية حيث دخلة الامتحان التمهيدي بعد معانات لاقيتها بسبب وحدتي دون أهلي فقد أتموا هم في غربتهم ما جعلني أفكر بهم وهم يفكرون بي فلم أصدق إكمال الامتحانات لأعود لهم وقبل بدأ الامتحانات النهائية تزايدت موجات العنف وارتفاع حصيلة التفجيرات ليكون قرار أهلي بعدم السماح لي بالرجوع خوفا أن يصيبني مكروه ولتزادا سنوات عمري بالضياع أكثر.

قيصر البلداوي طالب إعدادية يصف حرمانه من دخول الامتحانات بإرغامه على البقاء جاهلا. واصفا الأمر ليس بالهين كما يتوقع أو قد يكون غير مدروس مشيرا هذا الحرمان سيجر إلى باقي مستوى العائلة فتخيل لو تزوجت الأم أو الأب وهم غير متعلمين ماذا سينجبون وإذا أنجبوا كيف سيعلمون أبنائهم وما هي الدوافع التي شجعتهم لدفع أبنائهم للتعليم خصوصا ما تؤل أليه الأحداث الأخير بتراجع الوضع المأساوي والتفجير والقتل حال ينذر بطوال غربتنا موضحا بقوله. فهل درس قرار الحرمان ماذا سينتج بعد سنتين أو ثلاث على الأقل ألم نقل أكثر لاسيما إذا تزايد عدد الغير متعلمين وبناء أسر غير متعلمة مثلهم كيف نستطيع أن نرسم لهذا المشهد من صورة أكيد ستكون مخزية ومؤلمة بنفس الوقت والسؤال هنا من السبب مؤكداً بأن هذه الحالة والصورة الغير لائقة ستعكس صورة الديمقراطية الجديدة في العراق ومخلفاتها فلا جواب غير ذلك فهل يا ترى يرضى بذلك سياسيونا الجدد، خصوصا ونحن نعيش في بلد قد فاق تعليمه مستوانا قبل دخولنا أليه وهو الآن يعد لتطوير منهاجه إلى ما هو أصعب بالنسبة السابق الذي أصبح غير معمولاً به لنا فكيف سيكون المنهج الجديد لاسيما ونحن نتأخر أكثر فأكثر ما يدفعنا الأمر بالتطلع إلى أقراننا من الفلسطينيين ومواصلة حكومتهم معهم انطلاقا من التعليم وانتهاء بمستواهم المعيشي والفني والعملي لافتا النظر بقوله فكل ذلك يدفعني أن أتخلى عن بلدي وهويتي مادام بلدي لا يمنحني أقل حقوقي فكيف يطالبني أن أقدم له نفسي وعقلي في يوم من الأيام.

تقصير واضح

الدكتور مهدي الفهداوي. خبير تنمية بشرية وأستاذاً في أحد مراكز الدراسات التطويرية البريطانية، مشاركنا الحديث بقوله. اعترفت منظمة الأمم المتحدة وعلى لسان مفوضها السامي وكثير من القائمين عليها بتقصيرهم بحق اللاجئين العراقيين جاء ذلك من خلال تصريحاتها منذ عام 2007م. ولحد يومنا هذا.

مضيفا. فمن يتابع ألتصريحات عن كثب ومواصلة يجد الأمر وكأنه مقصود بحرمان اللاجئ العراقي من حيث حرمانه من طلب اللجوء وحتى أكمال دراسته لمواكبة الحياة بمصاعبها التي تواجهه. مشيراً، فقد تم إرسال الكثير من العراقيين إلى دول غربية هم قد طلبوا اللجوء أليها وما هي إلا أيام وتقوم الدولة بإخراجهم من حدودها قسراً دون إعطاء المبرر بقبولها إياهم أول مرة والمنظمة تنظر وتبرر الحالة بقولها ليس لديها قرارا إذاً لماذا ساهمت بإعطاء ومنح اللجوء إلى الدول الغربية بالقبول فكان يتطلب منها أن تبقي العراقيين في بلدانهم التي دخلوها وتنتهي المشكلة فقد فرقت هذه الحالة أشخاص وعوائل عن بعضها ما زاد الأمر تعقداَ أكثر بسبب صمتها وعدم مطالبتها ومناقشتها أمور تخص  قرار الحكومة العراقية والذي يشير لمنع وحرمان الطلبة اللاجئين من دخول وإكمال مشوارهم الدراسي الخارجي والذي جاء تحديداً قبل عامين من الآن أي عام 2009-2010م. ولكي لا تخلف هذه الحالة أجيال جهلة ورجعيين لا يخدمون بلدانهم ولا يكونون سلعة لمشروع التطور الحضاري الذي يشهده العالم اليوم. موضحاً، فأزمة التعليم اليوم في العراق تشهد تصاعداً في الأرقام المخيفة بنسب الأمية وخصوصاً عند الفتيات ولا يقتصر الحال على الذكور أيضا فقد أصيبوا بمثل هذه الأعداد وتراجع النسب عن سابقها فهل سنستبدل المصطلح المطلق على العراق بـ(جيش العلماء) من خلال ما كنا نمتلك من عقول ومفكرين بـ(جيش الجهلاء)، فمرحلة التغيير تتطلب منا رفع المستوى بما كنا نحلم فيه من خلال انتشار معاهد وتخصصات دولية أسوة بدول الجوار ومنح المغتربين جزءً أكبر منها لأنهم قد هيئة لهم الأجواء كي يستغلوا هذه الحالة لبناء أنفسهم وشعورهم بالتواصل معهم فهم كنز ثمين يعد لمرحلة جديدة نأمل منها أن تجد الخلاص لبلدها مما يعانيه. مؤكداً، فقاعدة التعليم الايجابي تشير إلى أن الشخص المتعلم والايجابي يعدل أربعة أشخاص غير متعلمين وسلبيين فماذا سيكون نتيجة القاعدة أن قلب عكساً..؟ متسائلا فهل فكرنا بهذا الإعداد للجيل الجديد أم أننا فقط أردنا أن نصدر قرارا تعود نتائجه سلب على واقعنا الذي نحلم فيه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/آب/2010 - 15/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م